فضائل القرآن

أبي عبد الله محمّد بن أيّوب بن الضريس البجلي

فضائل القرآن

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن أيّوب بن الضريس البجلي


المحقق: غزوة بدير
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٤

له أمله ، فيقول له : جزاك الله خيرا من صاحب ، فما أحسن صورتك وأطيب ريحك فيقول له : أما تعرفني (١)؟ فقال له : اركبني (٢) ، فطالما ركبتك في الدنيا ، أنا عملك ، إنّ عملك كان حسنا ، فترى صورتي حسنة ، وكان طيبا فترى ريحي طيبة ، فيحمله فيوافي به الربّ عز وجل ، فيقول : يا ربّ ، هذا فلان ـ وهو أعرف به منه ـ قد استعملته في أيامه في حياته الدنيا ، أظمأت نهاره وأسهرت ليله فشفّعني فيه. فيوضع تاج الملك على رأسه ويكسى حلة الملك ، فيقول : يا رب قد كنت أرغب له عن هذا ، وأرجو له منك أفضل من هذا ، فيعطى الخلد بيمينه / ٧٩ ب / والنّعمة بشماله ، فيقول : يا ربّ ، إنّ كلّ عامل قد أدخل على أهله من تجارته ، فيقف فيشفع في أقاربه. وإذا كان كافرا مثل له عمله في أقبح صورة رآها وأنتنه ، فكلما جاءه روع زاده روعا فيقول : قبّحك الله من صاحب ، فما أقبح صورتك وأنتن ريحك ، فيقول : من أنت؟ قال : أما تعرفني ، أنا عملك ، إن عملك كان قبيحا فترى صورتي قبيحة ، وكان منتنا فترى ريحي منتنة ، فيقول : تعالى حتى أركبك ، فطالما ركبتني في الدّنيا ، فيركبه فيوافي به الله عز وجل فلا يقيم له يومئذ وزنا ».

١٠١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال (٣) :

نعم الشفيع القرآن يوم القيامة ، قال فيقول : أيّ ربّ [ قد كنت أمنعه سهوته فأكرمه قال : فيلبس حلة الكرامة ، قال : فيقول : أي ربّ زده ] (٤) ، قال : فيرضى عنه ، قال : فليس بعد رضا الله شيء.

__________________

(١) فوقها في الأصل ضبة.

(٢) في هامش الأصل : « تعال اركبني » خ.

(٣) رواه الترمذي رقم ٢٩١٦ في ثواب القرآن بنحوه ، باب رقم ١٨ وقال : هذا حديث حسن صحيح. وانظر جامع الأصول ٨ / ٥٠٢ ، ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن ق / ١٠ أ / ، وقال في كنز العمال ١ / ٥٤٠ : أخرجه أبو نعيم وابن أبي شيبة.

(٤) ما بينهما مستدرك في هامش الأصل.

٦١

١٠٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا (١) محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا ابن فضيل ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن المسيب بن رافع ، عن أبي صالح قال :

يشفع القرآن لصاحبه ، قال : فيكسى حلّة الكرامة فيقول : أي ربّ زده فإنه (٢) قال : فيكسى تاج الكرامة فيقول : أيّ رب زده فإنه (٣) ، فإنه (٣) [ قال : فيكسى حلّة الكرامة فيقول : أيّ ربّ زده فإنه (٥) ، فإنه (٥) ] (٧) قال : فيقول رضاي (٨).

١٠٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا غندر ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن مجاهد قال :

إنّ القرآن يشفع / ٨٠ أ / لصاحبه يوم القيامة يقول : أيّ رب ، جعلتني في جوفه ، فأسهرت ليله ومنعته كثيرا من شهواته ، ولكل عامل من عمله عمالة (٩) ، فيقال له : ابسط يدك قال : فتملأ من رضوان الله عز وجل ، ولا يسخط عليه بعده ، ثم يقال له : اقرأ وارق. قال : فيرفع بكل آية درجة ، ويزاد بكل آية حسنة.

١٠٣ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا حسين بن علي ، عن زائدة قال : قال منصور : حديث عن مجاهد أنه قال :

يجيء القرآن يوم القيامة بين يدي صاحبه ، حتى إذا انتهيا إلى ربهما عز

__________________

(١) في هامش الأصل : « بلغ السماع ».

(٢) فوقها في الأصل ضبة.

(٣) فوق الكلمتين في الأصل ضبة.

(٥) فوق الكلمتين في الأصل ضبة.

(٧) ما بينهما مستدرك في هامش الأصل.

(٨) رواه الترمذي بنحوه رقم ٢٩١٦ في ثواب القرآن ، باب رقم ١٨ وقال : هذا حديث حسن صحيح.

(٩) العمالة : أجر ما عمل. اللسان / عمل.

٦٢

وجل قال القرآن : يا رب ، إنه ليس من عامل إلا له من عمالته نصيب ، وإنك جعلتني في جوفه ، وكنت أنهاه عن شهوته قال : فيقال له : ابسط يمينك ، فتملأ [ من ] رضوان الله ، ثم يقال له : ابسط شمالك ، فتملأ من رضوان الله فلا يسخط الله عليه بعد ذلك أبدا (١).

١٠٤ ـ أخبرنا أبو بكر ، ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد في قوله عز وجل :

( وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ) (٢) قال : إن الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة فيقولون : هذا الذي أعطيتمونا ، قد اتّبعنا ما فيه (٣).

١٠٥ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد ، قثنا أبو بكر ، قثنا عبيدة بن حميد ، عن منصور ، عن أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن زاذان قال :

إنّ القرآن شافع مشفّع ، وما حل مصدّق (٤). / ٨٠ ب /

١٠٦ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا عفان ، قثنا همام ، قثنا عاصم بن بهدلة ، عن الشعبي ، عن ابن مسعود قال :

يجيء القرآن يوم القيامة يشفع لصاحبه ، فيكون له قائدا إلى الجنة ، ويشهد عليه فيكون سائقا له إلى النار (٥).

١٠٧ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا أبو خالد الأحمر ، عن عمرو بن قيس ، عن زبيد قال : قال عبد الله :

__________________

(١) رواه الدارمي بنحوه في السنن ٢ / ٤٣٠

(٢) سورة الزمر : ٣٩ / ٣٣ وتمامها : ( ... أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ).

(٣) قال السيوطي في الدر المنثور ٥ / ٣٢٨ : أخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر.

(٤) انظر حاشية الخبر رقم ٩٣

(٥) رواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٣٣

٦٣

القرآن شافع مشفع وما حل مصدق ، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلف ظهره قاده إلى النار (١).

١٠٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو عمر النميري ، قثنا همام ، قثنا عاصم بن بهدلة ، عن الشعبي ، عن ابن مسعود قال :

يجيء القرآن يوم القيامة فيشفع لصاحبه ، فيكون له قائدا إلى الجنة ، ويشهد عليه فيكون له سائقا إلى النار.

١٠٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا حفص ، عن عمرو بن عبد الرحمن ، قثنا حسين ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال :

نعم الشفيع القرآن ، يشفع لصاحبه يوم القيامة ، قال : يقول : يا ربّ زده ، فيحلّى حلّة الكرامة ، فيقول : أيّ رب زده ، فيكسى تاج الكرامة ، فيقول : أيّ رب زده ، قال : فيرضى عنه ، فليس بعد رضا الله عز وجل شيء (٢).

باب فيما يقال لصاحب القرآن / ٨١ أ / اقرأ وارقه

١١٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا : ثنا وكيع ، قثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة شك الأعمش قال :

يقال لصاحب القرآن يوم القيامة : اقرأ وارقه ، فإنّ منزلك عند آخر آية تقرؤها (٣).

__________________

(١) انظر حاشية الخبر رقم ٩٣

(٢) انظر حاشية الخبر رقم ١٠١

(٣) رواه الإمام أحمد في المسند ٣ / ٤٠ ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٦٢ : رجال أحمد رجال الصحيح.

٦٤

١١١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن عمرو (١) :

مثله ، وزاد (١) فيه : ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا.

١١٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر قال : ثنا أبو أسامة ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن عمرو قال :

يقال لصاحب القرآن حين يدخل الجنة : اقرأ وارقه في الدرجات ، فإن منزلك لفي الدرجات عند آخر ما تقرأ.

١١٣ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا حفص بن عمر بن عبد الرحمن ، قثنا حسين ـ يعني ابن علي ـ عن زائدة ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن عمروقال :

يقال لصاحب القرآن حين يدخل الجنة : اقرأ وارقه في الدرجات [ ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإنّ منزلك في الدرجات ] (٣) عند آخر ما تقرأ.

١١٤ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا ابن أبي جعفر قال : أنبا أبي ، عن أبيه ، عن عاصم ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن عمرو قال :

يقال للرجل : اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن آخر منزلك من الدرجات عند آخر آية كنت تقرؤها في الدنيا (٤).

١١٥ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد / ٨١ ب / قال : أنبا عمرو بن مرزوق ، أنبا داود أبو بحر الكرماني (٥) ، عن مسلم بن أبي مسلم ، عن مورّق العجلي (٦) أنه كان يحدث عن عبيد بن عمير الليثي أنه

__________________

(١) رواه الترمذي ٢٩١٥ في ثواب القرآن ، باب رقم ١٧ ، وأبو داود رقم ١٤٦٤ في الصلاة ، باب استحباب الترتيل في القراءة ، ورواه أيضا الإمام أحمد في المسند ٢ / ١٩٢ ، وإسناده حسن.

(٣) ما بينهما مستدرك في هامش الأصل.

(٤) انظر حاشية الخبر رقم ١١٠

(٥) في الأصل : « داود بن بحر » والصواب ما أثبتناه ، وانظر الكنى للدولابي ١ / ١٢٥.

(٦) مورق بن مشمرج ويقال ابن عبد الله العجلي ، أبو معتمر البصري. تهذيب التهذيب ١٠ / ٣٣١.

٦٥

سمع عبادة بن الصامت يقول (١) :

من صلى منكم من الليل فليجهر بقراءته ، فإنّ الملائكة الذين يسكنون في الهواء يصلّون بصلاته ويستمعون لقراءته ، وإنّه يطرد بجهر قراءته عن داره وما حولها فسّاق الشياطين ومردة الجن ، وما من رجل يتعلم كتاب الله عن ظهر قلبه يريد به وجه الله ، ثم يصلي من الليل ساعة معلومة إلا أمرت الليلة الماضية الليلة المستأنفة أن : كوني عليه خفيفة ونبهيه للساعة ، فإذا مات صور القرآن صورة حسنة جميلة طيبة ، ثم جاء فوقف على رأسه ، وأهله يغسلونه لا يفارقه حتى يفرغ من جهازه ، فإذا وضع على سريره ، جاء فدخل حتى يكون على صدره دون الكفن ، فإذا وضع في لحده وتولى عنه أصحابه وجاءه منكر ونكير ، جاءه حتى يكون بينه وبينهما فيقولان : إليك حتى نسأله فيقول : كلا وربّ الكعبة ، إنه لصاحبي وخليلي ، ولست بالذي أفارقه على حال ، فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما أمرتما به ، ودعاني مكاني ، فإني لا أفارقه حتى أدخله الجنة ، قال : فينظر القرآن إلى صاحبه فيقول : اسكن وأبشر ، فإنّك ستجدني من الجيران جار صدق ، ومن الأصحاب / ٨٢ أ / صاحب صدق ، ومن الأخلاء خليل صدق ، فيقول : من أنت؟ فيقول : أنا القرآن الذي كنت تجهر بي وتخفي ، وتسر بي وتعلن ، وكنت تحبني فأنا أحبك اليوم ، ومن أحببته أحبّه الله ، وليس عليك بعد منكر ونكير غمّ ولا همّ ولا هول ، فإذا سألاه منكر ونكير ، وصعدا عنه بقي هو والقرآن في القبر فيقول له القرآن : ألا أفرشك فراشا لينا ، ومهادا ؛ يعني

__________________

(١) رواه ابن الأنباري في الإيضاح عن الكديمي ١ / ٨ ، عن يونس بن عبيد الله العمري ، عن داود ، وفي روايته اختلاف في بعض اللفظ في التقديم والتأخير ، وكذلك في فضائل القرآن لأبي عبيد ق ١٠٠ ، وفي تنزيه الشريعة ١ / ٢٩١ وفيه : « أخرجه الحارث في مسنده وابن أبي الدنيا في التهجد ، وابن الضريس في فضائل القرآن ، وابن نصر في كتاب الصلاة ، كلهم من حديث داود ، وله شاهد من حديث معاذ بن جبل ، وفيه انقطاع ». وقال في جامع الأحاديث ٩ / ٣٣٦ : رواه البزار عن معاذ بن جبل.

٦٦

طيبا وثيرا ، ودثارا دفيئا حسنا جميلا ، جزاء لك بما أسهرت ليلك ، ومنعتك شهوتك وعينيك وأذنيك وسمعك وبصرك ، قال : فينظر إلى السماء أسرع من الطّرف فيسأل له فراشا ودثارا فيعطيه الله ذلك ، قال : وينزل ألف ملك من مقربي سماء السادسة قال : وتجيء الملائكة ، فيسلمون عليه قال : فيقول القرآن : هل استوحشت بعدي؟ ما زدت منذ فارقتك على أن كلمت إلهي الذي خرجت منه لك في فراش ودثار ومصباح فهذا قد جئتك به ، فقم حتى تفرشك الملائكة ، قال : فيدفع في قبره من قبل لحده ثم يدفعه من جانب لآخر فيتسع عليه مسيرة أربع مائة عام فيوضع له فراش بطائنه من حريرة خضراء ، حشوها المسك الأذفر في لين الخز والقزّ ، عند رأسه ورجليه مرافق السندس والإستبرق (١) ويوضع له سراج من نور في مسرجة ذهب عند رأسه ورجليه يزهران إلى يوم القيامة ، ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن على فراشه مستقبل / ٨٢ ب / القبلة ، ثم ينفخ أولئك الألف في وجهه ويسلمون عليه ، ويزوّدونه من ياسمين الجنة ، ثم يصعدون إلى السماء فينظر إليهم الإنسان وهو مضطجع على فراشه ، حتى يلجوا في السماء ثم يأخذ القرآن الياسمين الذي زودوه فيضعه عند أنفه ، فيشمه غضا حتى يبعث قال : ويرجع القرآن إلى أهله فيجيئه بخبرهم كل يوم وليلة ، ويتعاهد ذريته كما يتعاهد الوالد ولده بالخير ، فإذا تعلم أحد من ولده القرآن بشّره بذلك في قبره ، فإن كان عقبه عقب سوء أتاهم في كل غدوة وعشية ، فدعا صاحبه في داره ويدعو ربّه بالخير والإقبال ، أو كما قال.

آخر الجزء الأول من كتاب ( فضائل القرآن ) لابن الضريس

والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلم وأصحابه تسليما كثيرا

فرغ من نسخه عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي لنفسه ليلة السبت بين

العشاءين والحمد لله ، متع به

__________________

(١) انظر حاشية الخبر رقم ٩١

٦٧
٦٨

الجزء الثالث من فضائل القرآن (١)

لابن الضّريس رحمه‌الله

وقف شيخنا الإمام أبي محمد عبد الرحمن بن إبراهيم بن

أحمد المقدسي ، رحمه‌الله تعالى

__________________

(١) نقص الجزء الثاني بسبب ضياعه كما أسلفت في المقدمة ، وتلافيت هذا النقص بجمع الأخبار عن ابن الضريس رحمه‌الله من كتب التفسير. وانظر الصفحة ١١ من هذا الكتاب.

٦٩
٧٠

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر

أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن الناعم

أنبا أبو عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد بن علي الموصلي

أنبا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران

أنبا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطّيبي

أنبا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضّريس رحمه‌الله قال :

باب كيف أنزل القرآن وفي (١) كم أنزل؟

١١٦ ـ أخبرنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد ، ثنا داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال :

نزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ، ثم كان جبريل عليه‌السلام ينزل به بعد ذلك الأول فالأول إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

١١٧ ـ أخبرنا علي بن الحسن ، ثنا عبد الأعلى ، عن داود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

نزل القرآن كلّه جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى سماء الدنيا ، فكان

__________________

(١) ورد في الهامش : « وكم » خ.

٧١

الله عز وجل إذا أراد أن يحدث (١) في الأرض شيئا أنزل منه حتى جمعه (٢).

١١٨ ـ أخبرنا أبو غسان زنيج (٣) ، ثنا جرير ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن / ٨٩ ب / عباس في قوله (٤) :

( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (٥) قال : أنزل القرآن جملة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا ، وكان بموقع النجوم ، فكان الله عز وجل ينزله على رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض ( وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً ) (٦).

١١٩ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قثنا يحيى بن عيسى الرملي ، ثنا الأعمش ، عن حسان ـ يعني أبا الأشرس ـ عن سعيد بن جبير قال :

نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان فجعل (٧) في بيت العزة.

١٢٠ ـ حدثنا ابن نمير ، ثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن مسلم البطين قال يحيى : أحسبه عن سعيد بن جبير قال :

نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان ، فجعل في بيت العزة ، ثم أنزل على النبي صلّى الله عليه وسلم في عشرين سنة جواب كلام الناس (٨).

__________________

(١) ورد في الهامش : « يحدث شيئا » خ.

(٢) قال السيوطي في الدر المنثور ١ / ١٨٩ : أخرجه ابن الضريس والنسائي ومحمد بن نصر وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي.

(٣) انظر حاشية الخبر رقم ٥٠

(٤) قال السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٣٧٠ : أخرجه ابن الضريس وابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل ٧ / ١٣١

(٥) سورة القدر : ٩٧ / ١

(٦) سورة الفرقان : ٢٥ / ٣٢ ، وقد وردت في الأصل على النحو التالي : وقالوا لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ، وهو خطأ.

(٧) ورد في الهامش : « جعل » خ.

(٨) قال السيوطي في الدر المنثور ١ / ١٨٩ : أخرجه ابن الضريس.

٧٢

١٢١ ـ حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، ثنا محاضر ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :

أنزل القرآن جملة واحدة / ٩٠ أ / في ليلة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا حتى رفع في بيت العزة (١).

١٢٢ ـ حدثنا محمد بن أيوب ، ثنا عباس بن الوليد النّرسي عن يزيد بن زريع ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة :

( وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) (٢) أعزه الله لأنه كلامه وحفظه من الباطل ، والباطل إبليس لا يستطيع أن ينتقص منه حقا ولا يزيد فيه باطلا (٣).

١٢٣ ـ حدثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا عقبة بن زياد ، عن قتادة :

( لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) (٢) قال : الباطل الشيطان ، لا يستطيع يزيد فيه ولا ينتقص منه.

١٢٤ ـ حدثنا محمد ، أنبا عباس بن الوليد ، ثنا يزيد ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن أن أبي بن كعب كان يقول (٥) :

إنّ آخر (٦) القرآن عهدا بالله هاتان الآيتان : ( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ ) إلى قوله : ( وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) (٧).

١٢٥ ـ أخبرنا عباس بن الوليد النّرسي ، عن يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة في قوله :

__________________

(١) قال السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٢٠٥ : أخرجه البزار والطبراني.

(٢) سورة فصلت : ٤١ / ٤١ ، ٤٢.

(٣) قال السيوطي في الدر المنثور ٥ / ٣٦٧ : أخرجه عبد بن حميد وابن الضريس.

(٥) انظر حاشية الخبر ٢٧

(٦) ورد في الهامش : « أحدث » خ.

(٧) سورة التوبة : ٩ / ١٢٨ ، ١٢٩ وتمامهما : ( حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ).

٧٣

( وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ ) / ٩٠ ب / ( وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلاً ) (١) لم ينزل في ليلة ولا ليلتين ، ولا شهر ولا شهرين ولا سنة ولا سنتين ، كان بين أوله وآخره عشرون (٢) سنة ولما شاء الله من ذلك (٣).

١٢٦ ـ حدثنا محمد ، أنبا عباس بن الوليد النّرسي ، ثنا يزيد ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، قال :

كان يقال : أنزل القرآن على نبيّ الله صلّى الله عليه وسلم في ثماني سنين بمكة ، وعشرا بعد ما هاجر. وكان قتادة يقول : عشر بمكة وعشر بالمدينة (٤).

١٢٧ ـ حدثنا محمد ، أنبا العباس بن الوليد ، ثنا يزيد ، ثنا سعيد ، عن قتادة ، ثنا صاحب لنا ، عن أبي الجلد قال :

أنزل صحف إبراهيم صلّى الله عليه وسلم في أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست خلون من رمضان ، وأنزل الزبور لاثنتي عشرة خلت من رمضان ، وأنزل الإنجيل لثماني عشر خلون من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين ليلة خلت من رمضان ، وذكر لنا أنّ نبي الله صلّى الله عليه وسلم قال : « أعطيت السبع الطوال (٥) ، مكان

__________________

(١) سورة الإسراء : ١٧ / ١٠٦

(٢) في الاصل. « عشرين ».

(٣) قال السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٢٠٥ : أخرجه ابن الضريس.

(٤) قال السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٢٠٥ : أخرجه ابن الضريس.

(٥) السبع الطوال : أولها البقرة وآخرها براءة ، لأنهم كانوا يعدون الأنفال وبراءة ـ أي التوبة ـ سورة واحدة. المئون : ما ولي السبع الطوال ، سميت كذلك لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها. والمثاني : ما ولي المئين لأنها ثنتها ، أي كانت بعدها فهي لها ثوان والمئون لها أوائل. وقال الفراء : هي السورة التي آيها أقل من مائة آية لأنها تثنى أكثر مما يثنى الطوال والمئون ، وقيل لتثنية الأمثال فيها بالعبر والخبر ، وقال النكزاوي : هي السور التي تثنيت فيها القصص ، وقد تطلق على القرآن كله وعلى الفاتحة. والمفصل : ما ولي المثاني من قصار السور ، سمي بذلك لكثرة الفصول التي بين السور بالبسملة وقيل لقلة المنسوخ منه ولهذا يسمى بالمحكم أيضا. للمفصل طوال وأوساط وقصار. قال ابن معن : فطواله إلى ( عم ) وأوساطه منها إلى ( الضحى ) ، ومنها إلى آخر القرآن قصاره. الإتقان في علوم القرآن ١ / ٦٣

٧٤

التوراة ، وأعطيت المئين مكان الإنجيل ، وأعطيت المثاني مكان الزبور ، وفضلت بالمفصل » (١). / ٩١ أ /

١٢٨ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر ، قثنا نصر بن باب ، عن داود بن أبي هند ، عن عامر الشعبي قال (٢) :

كان الله تعالى ينزل القرآن السّنة كلّها ، فإذا كان شهر رمضان عارضه جبريل عليه‌السلام بالقرآن فينسخ ما ينسخ ، ويثبت ما يثبت ، ويحكم ما يحكم ، وينسي ما ينسى (٣).

١٢٩ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر ، قثنا عبد الله بن إدريس ، عن الأحوص بن حكيم ، عن القاسم ، عن عبد الله بن مسعود قال :

نزل القرآن على خمسة أحرف : حلال وحرام ، ومحكم ومتشابه ، وأمثال ، فأحلّ حلاله ، وحرّم حرامه ، واعمل بمحكمه ، وآمن بمتشابهه ، واعتبر بالأمثال (٤).

١٣٠ ـ أخبرنا ابن نمير ، ثنا ابن أبي عبيدة ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن مجاهد :

( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) (٥) قال : هو محكم القرآن (٦).

١٣١ ـ حدثنا يحيى بن المغيرة ، قثنا جرير ، عن مغيرة قال :

__________________

(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٤ / ١٠٧ عن واثلة بن الأسقع. وقال السيوطي في الدر المنثور ١ / ١٨٩ و ٦ / ١٠١ : أخرجه ابن الضريس.

(٢) قال السيوطي في الدر المنثور ١ / ١٨٩ : أخرجه عبد بن حميد وابن الضريس.

(٣) يقال : أنسيته أي أمرت بتركه. اللسان / نسا.

(٤) رواه في كنز العمال ١ / ٥٢٩ بنحوه وقال : أخرجه الحاكم. وقال السيوطي في الدر المنثور ٢ / ٦ : أخرجه ابن الضريس وابن جرير وابن المنذر.

(٥) سورة الواقعة : ٥٦ / ٧٥

(٦) قال السيوطي في الدر المنثور ٦ / ١٦١ : أخرجه ابن نصر وابن الضريس.

٧٥

ذكر عند أصحابنا أنّ الرجل يقرأ القرآن أسباعا / ٩١ ب / ويقرأ أجزاء بجزئه قال : فقال تميم السّلمي : أمّا أنا فأقرؤه من « ألف » (١) إلى « ذلك » قال : يعني من ( الْحَمْدُ ) (٢) و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (٣) إلى آخرها.

باب في فضل من تعلّم القرآن وعلّمه

١٣٢ ـ أخبرنا أبو الوليد الطيالسي ، قثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة (٤) ، عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عثمان ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال :

« خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه » (٥).

قال : وكان أبو عبد الرحمن يعلّم في حياة عثمان إلى زمن الحجاج ، قال : ذلك الذي أقعدني مقعدي هذا (٦).

__________________

(١) في هامش الأصل : « الليل إلى الليل » خ.

(٢) سورة الفاتحة : ١ / ١

(٣) سورة الإخلاص : ١١٢ / ١

(٤) في الأصل : « سعيد » ، وفي هامش الأصل « سعد » خ وهو الصواب. وهو سعد بن عبيدة السلمي زوج بنت أبي عبد الرحمن السلمي. روى عن ابن عمر وعنه منصور. خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ١٣٥

(٥) رواه البخاري ٩ / ٦٦ و ٦٧ في فضائل القرآن ، باب : « خيركم من تعلم القرآن وعلمه ». وأبو داود رقم ١٤٥٢ في الصلاة ، باب في ثواب قراءة القرآن ، والترمذي رقم ٢٩٠٩ ، ٢٩١٠ في ثواب القرآن ، باب ما جاء في تعليم القرآن. وابن ماجة رقم ٢١١ في المقدمة ، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه ، ورواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٣٧ وأخرجه البخاري أيضا بلفظ : « إن أفضلكم ... » وقد ورد بهذا اللفظ في الخبر رقم ١٣٥. وانظر كتاب التبيان في آداب حملة القرآن ١١

(٦) رواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٣٧ ، وأورده ابن كثير في فضائل القرآن برواية الحجاج بن منهال.

٧٦

١٣٣ ـ أخبرنا أبو عمر ، ثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السّلمي ، عن عثمان ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم :

مثله.

١٣٤ ـ أخبرنا مسلم بن إبراهيم وعبد الرحمن بن المبارك قالا : ثنا الحارث بن نبهان ، عن عاصم بن بهدلة ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم :

« خياركم من تعلّم القرآن وعلمه » (١).

١٣٥ ـ أخبرنا محمد بن كثير العبدي ، أنا / ٩٢ أ / سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم :

« أفضلكم من تعلّم القرآن وعلّمه » (٢).

١٣٦ ـ أخبرنا عبيد الله العيشي وعبد الرحمن بن المبارك ومسدّد قالوا : ثنا عبد الواحد بن زياد ، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم :

« خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه » (٣).

١٣٧ ـ أخبرنا الهيثم بن يمان ، ثنا شريك بن عبد الله النخعي ، عن عاصم ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن ابن مسعود قال :

خيركم من قرأ القرآن وأقرأه. قيل : رفعه ، قال : نعم (٤).

وقيل لشريك : رفعه؟ قال : نعم.

__________________

(١) انظر حاشية الخبر رقم ١٣٢

(٢) أخرجه الترمذي رقم ٢٩١١ في ثواب القرآن ، باب ما جاء في تعليم القرآن ، وقال محقق جامع الأصول ٨ / ٥٠٨ : وإسناده ضعيف ، لكن يشهد له الذي قبله ، أي رواية عثمان ، فهو به حسن. ورواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٣٧

(٣) انظر حاشية الخبر رقم ١٣٢

(٤) قال في كنز العمال ١ / ٥١٥ : أخرجه ابن الضريس وابن مردويه.

٧٧

١٣٨ ـ أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر ، أنبا عبد الصمد المقرئ ، عن الجراح ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان بن عفان قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم :

« خيركم من تعلّم القرآن وعلمه ، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه ، وذلك أنه منه » (١).

١٣٩ ـ أنبا موسى / ٩٢ ب / بن إسماعيل ، ثنا حماد ، ثنا الأشعث الحدّاني ، عن شهر بن حوشب ، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال :

« إنّ فضل كلام الله على سائر الكلام ، كفضل الله على سائر خلقه ».

١٤٠ ـ أخبرنا مسدد ، أنبا يحيى ، ثنا شعبة وسفيان قالا : ثنا علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن ، عن عثمان ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم

قال أحدهما : « خيركم » ، وقال للآخر : « أفضلكم من تعلّم القرآن وعلّمه » (٢).

١٤١ ـ أخبرنا عبد الله بن عاصم ومحمد بن عبد الله بن إسماعيل قالا : ثنا أبو النضر ، ثنا بكر بن خنيس ، عن زيد بن أرطاة ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم :

« ما أذن الله لعبده في شيء أفضل من ركعتين يصليهما ، وإنّ البرّ (٣) ليذرّ على رأسه ما دام في مصلاّه ، وما تقرّب العباد إلى الله بشيء أفضل من شيء خرج منه » ـ يعني القرآن (٤) ـ

وقال محمد : بمثل ما خرج منه.

__________________

(١) قال في كنز العمال ١ / ٥٢٥ : أخرجه ابن الضريس والبيهقي.

(٢) قال في كنز العمال ١ / ٥٢٧ : أخرجه ابن الضريس.

(٣) في هامش الأصل : « العبد » خ.

(٤) رواه الترمذي رقم ٢٩١٣ في ثواب القرآن ، باب رقم ١٧ ، وأخرجه أيضا الإمام أحمد في المسند وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

٧٨

١٤٢ ـ أخبرنا سهل بن عثمان ، ثنا عبد الله بن المبارك ، عن سعيد بن أبي أيوب ، حدثني ذؤيب الفلسطيني ، عن مالك بن كثير ، عن ابن حجيرة قال : / ٩٣ أ /

لأن أقرئ آية أحبّ إليّ من أن أقرأ مائة آية.

باب في فضل فاتحة الكتاب

١٤٣ ـ أخبرنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد ، عن الكلبي ، عن أبي صالح في قوله :

( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي ) (١) قال : هي فاتحة الكتاب ، تثنى في كل ركعة (٢).

١٤٤ ـ حدثنا مسلم ، حدثني صالح المري ، ثنا ثابت ، عن أنس ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال :

« إنّ الله عز وجل أعطاني فيما منّ به عليّ : إني أعطيتك فاتحة الكتاب وهي من كنوز عرشي ، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين » (٣).

١٤٥ ـ أخبرنا سعيد بن منصور ، ثنا داود بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن لبيبة الطائفي ، عن أبي هريرة قال :

لكني جئت أسألك ، قال : عم؟ قلت : عن الصلاة ، قال : تقرأ القرآن؟قلت : نعم ، قال : اقرأ عليّ فاتحة الكتاب ، فقرأتها عليه ، فقال : إن هذه المثاني والقرآن العظيم.

١٤٦ ـ أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أنبا أبو أسامة ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن أبي بن كعب / ٩٣ ب / قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم :

__________________

(١) سورة الحجر : ١٥ / ٨٧ وتمامها : ( ... وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ).

(٢) قال في الدر المنثور ٤ / ١٠٥ : أخرجه ابن الضريس.

(٣) قال السيوطي في الدر المنثور ١ / ٥ : أخرجه ابن الضريس والبيهقي في الشعب. وانظر كنز العمال ١ / ٥٥٨ ، ٥٦٠

٧٩

« ما في التّوراة ولا في الإنجيل مثل أمّ القرآن وهي السبع المثاني ، وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل » (١).

١٤٧ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن المبارك ، قثنا عبد الوارث ، عن إسحاق بن سويد ، عن يحيى بن يعمر وأبي فاختة في هذه الآية (٢) :

( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) (٣) قال : هي فاتحة الكتاب ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ).

١٤٨ ـ حدثنا محمود بن غيلان ، عن يزيد بن هارون ، أنبا الوليد ـ يعني ابن جميل ـ عن القاسم ، عن أبي أمامة قال :

أربع آيات من كنز العرش ليس ينزل منه شيء غير أمّ الكتاب ، فإنه يقول : ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) (٤) وآية الكرسي ، وخاتمة سورة البقرة والكوثر (٥).

١٤٩ ـ أخبرنا عبد الرحمن بن المبارك ، قثنا وهيب ، عن أيوب :

أن محمدا [ بن سيرين ] (٦) كان يكره أن يقول : أمّ الكتاب ، قال : ويقرأ : قال الله تعالى : ( وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ) (٧) / ٩٤ أ / ولكن يقول : فاتحة الكتاب (٨).

__________________

(١) رواه الترمذي رقم ٣١٢٤ في تفسير القرآن ، باب ومن سورة الحجر ، والنسائي ٢ / ١٣٩ في افتتاح الصلاة ، باب تأويل قول الله عز وجل : ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) ، وهو حديث حسن ، وقال السيوطي في الدر المنثور ١ / ٤ : أخرجه الدارمي ، وابن الضريس وابن جرير ، وابن خزيمة والحاكم وصححه.

(٢) قال في الدر المنثور : ٤ / ١٠٥ : أخرجه ابن الضريس.

(٣) سورة الحجر : ١٥ / ٨٧

(٤) سورة الزخرف : ٤٣ / ٤

(٥) قال في الدر المنثور ١ / ٥ : أخرجه ابن الضريس موقوفا عن النبي صلّى الله عليه وسلم ، وقال أيضا : أخرجه أبو الشيخ في الثواب والطبراني وابن مردويه والديلمي والضياء المقدسي في المختارة.

(٦) انظر الدر المنثور ١ / ٣

(٧) سورة الرعد : ١٣ / ٣٩ ، وبدايتها : ( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ ... ).

(٨) قال السيوطي في الدر المنثور ١ / ٣ : أخرجه ابن الضريس.

٨٠