فضائل القرآن

أبي عبد الله محمّد بن أيّوب بن الضريس البجلي

فضائل القرآن

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن أيّوب بن الضريس البجلي


المحقق: غزوة بدير
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٤

٢١

٢٢

الجزء الأول من فضائل القرآن وما نزل من القرآن بمكة وما نزل بالمدينة

تأليف

أبي عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضّريس البجلي رحمه‌الله

رواية

أبي الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطّيبي عنه

رواية

أبي القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران عنه

رواية

أبي عبد الله هبة الله بن أحمد الموصلي عنه

رواية

الشيخ أبي بكر أحمد بن علي بن الحسن يعرف بابن الناعم

ورواية

أبي الحسين عبد الحق بن يوسف عنه

سماع

لصاحبه عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي

نفعه الله الكريم به وسائر المسلمين

وقف / ٦٣ أ /

٢٣

٢٤

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر

١ ـ أخبرنا الشيخ الصالح أبو بكر أحمد بن أبي البركات علي بن الحسن (١) الناعم قراءة عليه وأنا أسمع

قيل له : أخبركم أبو عبد الله هبة الله بن أحمد بن الموصلي قراءة عليه وأنا أسمع قال :

أنبا الشيخ أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران (٢) قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وأربع مائة قال :

أنبا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطّيبي (٣) قراءة عليه في المحرم سنة تسع وأربعين وثلاث مائة

قثنا أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضّريس بن يسار البجلي في شوال سنة ثمان وثمانين

__________________

(١) كان وكيلا بباب القضاة ، توفي سنة ٥٧٤ ه‍ ، انظر ترجمته في المختصر المحتاج إليه ١ / ١٩٥

(٢) عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران ، أبو القاسم الأموي الحافظ ، سمع أحمد بن سلمان النجاد ، وأبا بكر الشافعي ، ومحمد بن الحسين الهجري ، مولده في شوال من سنة ٣٣٩ ه‍ ، ووفاته في شهر ربيع الآخر سنة ٤٣٠ ه‍. انظر تاريخ بغداد ١٠ / ٤٣٢

(٣) هو أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ، حدث ببغداد في سنة ٣٤٩ ه‍ عن محمد بن أحمد بن أبي العوام وبشر بن موسى وعنه أبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن بشران وأخوه أبو القاسم وأبو علي بن شاذان. قال الخطيب : لم نسمع فيه إلا خيرا. سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٣٠ ، تاريخ بغداد ٤ / ٣٥ ، الأنساب ٨ / ٢٨٩

٢٥

ومائتين قال : أنبا محمد بن عبد الله بن نمير ، قثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن رجل قد سماه ، عن الحارث بن قيس قال :

كنت رجلا في لساني لكنة (١) فقيل لي : لا تعلّم القرآن حتى تعلّم العربية ، فأتيت عبد الله فذكرت ذلك له ، فقلت : إنهم يضحكون ويقولون : [ تعلم ] (٢) العربية ، فقال عبد الله (٣) : إنك في زمان تحفظ فيه حدود القرآن ولا يبالون حفظ كثير من حروفه (٤) ، وسيكون قوم بعدكم بزمان تحفظ فيه حروف القرآن وتضيّع فيه حدوده.

٣ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد بن أيوب ، قال : أنبا ابن نمير ، قثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن المنهال / ٦٣ ب / عن سعيد بن جبير قال :

قيل له : أرأيت قول الله عزّ وجل ( وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ) (٥) كأنه شيء قد مضى ، قال : يعني أن الله كان غفورا رحيما ، يعني أن الله غفور رحيم.

٣ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا ابن نمير ، قثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس :

( اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ ) (٦) قال : لو أخبرتكم بتفسيرها لكفرتم ، وكفركم بتكذيبكم بها (٧).

__________________

(١) رجل ألكن ، وقوم لكنّ ، وفي لسانه لكنة : عيّ. أساس البلاغة ٥٧٢

(٢) ما بين حاصرتين زيادة استفدناها من الخبر رقم (٤).

(٣) أي عبد الله بن مسعود. انظر تهذيب التهذيب ٢ / ١٥٤

(٤) الحرف : كل كلمة تقرأ على الوجوه من القرآن. لسان العرب / حرف

(٥) سورة الفتح : ٤٨ / ١٤

(٦) سورة الطلاق : ٦٥ / ١٢ ، وقد وردت في الأصل على النحو التالي : ( خلق سبع سموت طباقا ومن الأرض مثلهن ) ، وهو وهم

(٧) أورده السيوطي في كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٦ / ٢٣٨ وقال : أخرجه عبد بن حميد وابن جرير وابن الضريس

٢٦

٤ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا ابن نمير ، قثنا محاضر (١) ، عن الأعمش ، عن محمد بن الزبير ، عن الحارث بن قيس قال (٢) :

كنت رجلا في لساني لكنة ، وكنت أتعلم القرآن فقيل لي : ألا تعلّم العربية قبل أن تعلّم القرآن! فذكرت ذلك لعبد الله وقلت : إنهم يضحكون مني ويقولون : تعلم العربية قبل أن تعلم القرآن ، فقال : لا تفعل ، فإنك في زمان تحفظ فيه حدود القرآن ولا يبالون حفظ كثير من حروفه ، وإنّ بعدك زمان تحفظ فيه الحروف وتضيّع فيه الحدود.

باب الرجل يمرّ بآية تخويف ورحمة فيسأل أو يتعوذ

٥ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا حفص بن عمر ، قثنا شعبة قال :

سألت / ٦٤ أ / سليمان قال : قلت : أدعو في الصلاة إذا مررت بآية التخويف؟ فحدثني عن سعد بن عبيدة ، عن مستورد ، عن صلة بن زفر ، عن حذيفة (٣) :

« أنّه صلّى مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فكان يقول في ركوعه : سبحان ربّي العظيم ، وفي سجوده : سبحان ربّي الأعلى ، وما مرّ بآية رحمة إلاّ وقف عندها فسأل ، ولا بآية عذاب إلاّ وقف عندها وتعوّذ ».

__________________

(١) في هامش الأصل : « هو محاضر بن المورع ، من ثقات أهل الكوفة ». وفي تهذيب التهذيب ١٠ / ٥١ روى عن الأعمش ومجالد ، وعنه أحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الله بن نمير ، مات سنة ست ومائتين

(٢) مرّ هذا الخبر برقم (١)

(٣) رواه مسلم برقم ٧٧٢ في صلاة المسافرين وقصرها ، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل ، والترمذي رقم ٢٦٢ في الصلاة ، باب ما جاء في التسبيح في الركوع والسجود ، وأبو داود رقم ٨٧١ في الصلاة ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ، والنسائي ٣ / ٢٢٦ في قيام الليل ، باب تسوية القيام والركوع وفي الافتتاح ، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح

٢٧

٦ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا مسدد ، قثنا عبد الله بن داود ، عن ابن أبي ليلى (١) ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه (٢) قال :

صليت إلى جنب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في صلاة التطوع فسمعته يقول : « أعوذ بالله من النّار ، ويل لأهل النار » (٣).

٧ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عبد الأعلى بن حماد ، قثنا وهب بن جرير ، قثنا أبي قال : سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن الحارث بن يزيد الحضرمي ، عن زياد بن نعيم الحضرمي عن مسلم بن مخراق (٤) قال : قلت لعائشة :

إنّ رجالا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثا! فقالت : قرءوا ولم يقرءوا « كنت أقوم مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ليلة التّمام ، فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء ، فلا يمرّ / ٦٤ ب / بآية فيها استبشار إلا دعا ورغب ، ولا آية فيها تخويف إلا دعا واستعاذ » (٥).

٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا شيبان (٦) ، قثنا حرب بن سريج ، عن أيوب السختياني ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :

كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر ، حتى سمعنا من نبينا صلّى الله عليه وسلّم يقول : « إن الله عزّ وجلّ يقول :

__________________

(١) عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي. تهذيب التهذيب ٨ / ٢١٩

(٢) اسمه يسار ، ويقال بلال ، ويقال داود بن بلال. تهذيب التهذيب ٦ / ٢٦٠

(٣) رواه أبو داود رقم ٨٨١ في الصلاة ، باب الدعاء في الصلاة ، وابن ماجة رقم ١٣٥٢ في إقامة الصلاة ، باب ما جاء في القراءة في صلاة الليل

(٤) مسلم بن مخراق مولى عائشة ، حجازي. سكن مصر. روى عن عائشة. تهذيب التهذيب ١٠ / ١٣٧

(٥) رواه الإمام أحمد في المسند ٦ / ٩٢ ، وقال في الدر المنثور ١ / ١٨ : أخرجه ابن الضريس والبيهقي وأحمد

(٦) شيبان بن فروخ. تهذيب التهذيب ٤ / ٣٧٤

٢٨

( إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ ) (١). وقال : « إني أخّرت دعوتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة ». قال : فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا ، ونطقنا به ورجونا (٢).

باب ما يقرأ به الأعرابي الجاهل بالقرآن

٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا نصر بن علي الجهضمي قال : خبّرني أبي ، عن شعبة ، عن أبي بلج ، عن أبي صالح ، عن عمرو بن ميمون ، عن عائشة :

أنّهم كانوا في سفر ، فصلى بهم أعرابي فقال : ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى ، أخرج منها صبيا يسعى ، بين الصّفاق (٣) والحشا (٤) ، أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى. ألا بلى ، ألا بلى. فقالت / ٦٥ أ / عائشة : لا آب غازيكم ولا زالت نساؤكم في رنّة (٥).

١٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا سليمان بن حرب ، قثنا شعبة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن عمرو بن ميمون (٦) :

أنّ معاذا لما قدم اليمن صلى بهم الصّبح فقرأ ( وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ) (٧) فقال رجل من القوم : لقد قرّت عين أمّ إبراهيم (٨).

__________________

(١) سورة النساء : ٤ / ٤٨

(٢) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٥ : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير حرب بن سريج وهو ثقة. وانظر كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٢ / ١٦٩ وقال : أخرجه ابن الضريس وأبو يعلى وابن المنذر وابن عدي بسند صحيح

(٣) الصفاق : جلدة رقيقة تحت الجلد الأعلى وفوق اللحم. النهاية في غريب الحديث ٢ / ٢٩١

(٤) الحشا : الأمعاء. النهاية في غريب الحديث ١ / ٢٦٥

(٥) الرنة : الصيحة الحزينة. ويقال : أرنت المرأة في نوحها. اللسان / رنن

(٦) انظر الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٢ / ٢٣٠ وفيه : أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري وابن الضريس

(٧) سورة النساء : ٤ / ١٢٥

(٨) رواه البخاري في المغازي : باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع

٢٩

١١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا سهل بن بكار الدارمي ، عن أبان بن يزيد العطار ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي قال :

صليت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم فعطس رجل من القوم ، فقلت : يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، قال : فقلت : واثكل أمّياه (١) ما لكم تنظرون إليّ في الصلاة. فضربوا بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمّتونني ، لكني سكتّ ، فلمّا صلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعاني فبأبي هو وأمي ما رأيت معلّما أحسن تعليما منه ما سبّني ولا كهرني (٢) ولا ضربني قال :

« إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التكبير والتسبيح وقراءة القرآن والتحميد » أو كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (٣).

١٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عمرو بن مرزوق قال : أنبا شعبة / ٦٥ ب / عن أبي إسحاق ، عن رجل :

أنّ عبد الله أتى مكة ، فمر بأعرابي وهو يصلي وهو يقول : نحجّ بيت ربنا ، قال في كلام له أحسبه : قال عبد الله : ( ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ ) (٤).

__________________

(١) قال محقق صحيح مسلم ١ / ٣٨١ : واثكل بالفتح والضم : لغتان كالبخل والبخل ، حكاه الجوهري ، وهو فقدان المرأة ولدها. وامرأة ثكلى وثاكل ، وثكلته أمه ، وأثكله الله تعالى أمه. أي : وافقد أمي إياي فإني هلكت ، فـ ( وا ) كلمة تختص في النداء بالندبة ، وثكل أمياه مندوب. ولكونه مضافا منصوب ، وهو مضاف إلى أم المكسورة الميم لإضافته إلى ياء المتكلم الملحق بآخره الألف والهاء. وهذه الألف تلحق المندوب لأجل مد الصوت به إظهارا لشدة الحزن. والهاء التي بعدها هي هاء السكت ولا تكونان إلا في الآخر

(٢) كهرني : الكهر : الزّبر والنّهر ، كهره : إذا زبره ونهره. اللسان / كهر

(٣) رواه مسلم رقم ٥٣٧ في المساجد ، باب تحريم الكلام في الصلاة ، وأبو داود رقم ٩٣٠ و ٩٣١ في الصلاة ، باب تشميت العاطس في الصلاة ، والنسائي ٣ / ١٤ ـ ١٨ في السهو

(٤) سورة ص ٣٨ / ٧

٣٠

١٣ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عمرو بن مرزوق قال : أنبا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنه قال :

إذا قرأت ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) (١) وإذا قرأت ( أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ) (٢) فقل : سبحانك وبلى (٣).

١٤ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا موسى بن إسماعيل قال : ثنا حماد ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل (٤) :

أن وفد بني أسد أتوا النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال : من أنتم؟ فقالوا : نحن بنو الزّنية (٥) ، أحلاس الخيل (٦) ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : أنتم بنو الرّشدة ، فقال الحضرمي بن عامر : والله لا نكون كابن المحوّلة وهم بنو عبد الله بن غطفان ، كان يقال لهم بنو عبد العزى بن غطفان. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للحضرمي : هل تقرأ من القرآن شيئا؟ قال : نعم ، فقال : اقرأه ، فقرأ من ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) (٧) ما شاء الله أن يقرأ ثم قال : وهو الذي منّ على الحبلى فأخرج منها / ٦٦ أ / نسمة تسعى بين شراسيف (٨) وحشا ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم : لا تزد منها فإنها كافية.

__________________

(١) سورة الأعلى : ٨٧ / ١

(٢) ـ سورة القيامة : ٧٥ / ٤٠

(٣) أخرجه أبو داود رقم ٨٨٣ في الصلاة ، باب الدعاء في الصلاة ، وأحمد ١ / ٢٣٢

(٤) أورد ابن سعد بعض الخبر في الطبقات ١ / ٢٩٢ ، وانظر الإصابة في تمييز الصحابة ١ / ٣٤١ في ترجمة الحضرمي بن عامر.

(٥) قال في النهاية ٢ / ١٤٣ : الزنية بالفتح والكسر : آخر ولد الرجل والمرأة كالعجزة ، وبنو مالك يسمون بني الزنية لذلك. وإنما قال لهم النبي صلّى الله عليه وسلّم : بل أنتم بنو الرشدة ، نفيا لهم عما يوهمه لفظ الزنية من الزنا وهو نقيض الرشدة.

(٦) يقال فلان من أحلاس الخيل : أي هو في الفروسية ولزوم ظهر الخيل ، والمعنى هنا : أي نقتنيها ونلزم ظهورها. اللسان / حلس. وانظر النهاية في غريب الحديث ١ / ٢٨٣

(٧) سورة عبس : ٨٠ / ١ ، وانظر الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٦ / ٣١٤

(٨) الشرسوف : واحد الشراسيف وهي أطراف الأضلاع المشرفة على البطن ، وقيل هو غضروف معلق بكل بطن. النهاية في غريب الحديث ٢ / ٢٣١.

٣١

١٥ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا موسى ، قثنا حماد عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي (١) :

أن عليا عليه‌السلام قرأ سورة الأنبياء في صلاة الفجر ، فترك آية ثم ذكرها فرجع إليها فقرأها ، ثم رجع إلى مكانه الذي كان فيه ، فقال له رجل ذات يوم من ورائه : ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ) (٢) ، فقال له علي : ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ ) (٣).

١٦ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا موسى ، قثنا حماد ، عن ابن عون ، عن محمد قال :

إذا أتى الرجل على هذه الآية وهو في الصلاة : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ ) (٤) الآية ، أو يأتي على الآية فيها الرغبة والرهبة قال : يمضي كما هو ، وقال : جرّدوا (٥) القرآن.

__________________

(١) ورد الخبر في التبيان في آداب حملة القرآن ٩٨ ، وقال في الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٥ / ١٥٨ : أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في سننه.

(٢) سورة الزمر : ٣٩ / ٦٥

(٣) سورة الروم : ٣٠ / ٦٠

(٤) سورة الأحزاب : ٣٣ / ٥٦ وتتمتها ( ... يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ).

(٥) جرّد الكتاب والمصحف : عراه من الضبط والزيادات والفواتح. اللسان / جرد. وانظر حاشية الخبر رقم ٤٥

٣٢

باب فيما نزل من القرآن بمكة وما نزل بالمدينة

١٧ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي قال : قال عمر بن هارون : قثنا عثمان بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال (١) :

أول / ٦٦ ب / ما نزل من القرآن بمكة وما أنزل منه بالمدينة الأول فالأول ، فكانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة فكتبت بمكة ، ثم يزيد الله فيها ما يشاء. وكان أول ما أنزل من القرآن ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) ثم ( ن وَالْقَلَمِ ) ثم ( يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) ثم ( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) ثم ( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ) ثم ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) ثم ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) ثم ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ) ثم ( وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ ) ثم ( وَالضُّحى ) ثم ( أَلَمْ نَشْرَحْ ) ثم ( وَالْعَصْرِ ) ثم ( وَالْعادِياتِ ) ثم ( إِنَّا أَعْطَيْناكَ ) ثم ( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ) ثم ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ ) ثم ( قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ) ثم ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ) ثم ( [ قُلْ ] أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ثم ( [ قُلْ ] أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ثم ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ثم ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) ثم ( عَبَسَ وَتَوَلَّى ) ثم ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ثم ( وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) ثم ( وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ) ثم ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) ثم ( لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ) ثم ( الْقارِعَةُ ) ثم ( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) ثم ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) ثم ( وَالْمُرْسَلاتِ ) ثم ( ق ) (٢) وَالْقُرْآنِ ثم ( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ) ثم ( وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ ) ثم ( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ ) ثم ( ص وَالْقُرْآنِ ) ثم ( الْأَعْرافِ ) ثم ( قُلْ أُوحِيَ ) ثم ( يس وَالْقُرْآنِ ) ثم ( الْفُرْقانَ ) ثم ( الْمَلائِكَةِ ) ثم ( كهيعص ) ثم ( طه ) ثم / ٦٧ أ /

__________________

(١) للتوسع في هذا الموضوع انظر كتاب ( تنزيل القرآن ) لابن شهاب الزهري ضمن مجموعة النصوص التي نشرها الدكتور صلاح الدين المنجد ، وكذلك ما ذكره الزركشي في كتاب ( البرهان في علوم القرآن ). ورواه البيهقي في الدلائل ٧ / ١٤٢

(٢) في الأصل : « قاف ».

(٣)فضائل القرآن

٣٣

الواقعة ، ثم طسم الشعراء ثم طس النمل ثم طسم القصص ثم بني إسرائيل (١) ثم يونس ثم هود ثم يوسف ثم الحجر ثم الأنعام ثم الصافات ثم لقمان ثم سبأ ثم الزّمر ثم حم المؤمن ثم حم السّجدة ثم حم عسق ثم الزّخرف ثم الدّخان ثم الجاثية ثم الأحقاف ثم الذاريات ثم ( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) ثم الكهف ثم لنحل ثم ( إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً ) ثم سورة إبراهيم ثم الأنبياء ثم المؤمنون (٢) ثم تنزيل السّجدة ثم الطور ثم تبارك الملك ثم الحاقة ثم ( سَأَلَ سائِلٌ ) ثم ( عَمَّ يَتَساءَلُونَ ) ثم ( النَّازِعاتِ ) ثم ( إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ ) ثم ( إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ) ثم ( الرُّومُ ) ثم العنكبوت ثم ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) فهذا ما أنزل الله عزّ وجل بمكة وهي خمس وثمانون سورة.

ثم أنزل بالمدينة سورة البقرة ثم الأنفال ثم آل عمران ثم الأحزاب ثم الممتحنة ثم النساء ثم ( إِذا زُلْزِلَتِ ) ثم الحديد ثم سورة محمد ثم ( الرَّعْدُ ) ثم سورة الرحمن ثم ( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ ) ثم ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ ) ثم ( لَمْ يَكُنْ * ) ثم ( الْحَشْرِ ) ثم ( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ ) ثم النور ثم الحج ثم المنافقون ثم المجادلة ثم ( الْحُجُراتِ ) ثم ( لِمَ تُحَرِّمُ ) ثم ( الْجُمُعَةِ ) ثم ( التَّغابُنِ ) ثم الحواريون ثم الفتح ثم المائدة ثم التوبة فذلك ثمان وعشرون سورة ، فجميع القرآن مائة سورة وثلاث عشرة (٣) سورة ، وجميع آي القرآن ستة آلاف آية وست مائة / ٦٧ ب / آية وست

__________________

(١) هي سورة الإسراء.

(٢) في الأصل : « المؤمنين ».

(٣) لم يذكر هنا المصنف سورة الفاتحة ، وهي مكية ، فيكون مجموع سور القرآن ١١٤ سورة ، كما هو متفق عليه.

٣٤

عشرة آية ، وجميع حروف القرآن ثلاث مائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وست مائة حرف وأحد وسبعون حرفا.

١٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا ابن أبي جعفر قال : قال عمر : حدثني ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس

بنحوه إلا أنّ ابن جريج قال : ( وَالضُّحى ) مكي أو مدني ولم يذكر الحروف ولا الآي.

١٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا سليمان بن حرب ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق عن البراء قال (١) :

آخر سورة نزلت براءة (٢) وآخر آية نزلت ( وَيَسْتَفْتُونَكَ ) (٣).

٢٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عمرو بن مرزوق قال : أنبا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء يقول :

آخر آية نزلت ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ) (٤) وآخر سورة نزلت براءة (٢).

٢١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أحمد بن منصور ، قثنا النضر بن شميل قال : أنبا عوف عن ابن سيرين قال : قلت لعكرمة (٦) :

ألّفوه كما أنزل الأول فالأول؟ فقال عكرمة : لو اجتمع الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا.

__________________

(١) رواه البخاري ٨ / ٢٠١ في تفسير سورة النساء ، باب ( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ) وفي تفسير سورة براءة ، باب قوله : ( بَراءَةٌ مِنَ اللهِ ... ) وفي المغازي ، باب حج أبي بكر بالناس ، وفي الفرائض ، باب ( يَسْتَفْتُونَكَ ... ) ومسلم رقم ١٦١٨ في الفرائض ، والترمذي رقم ٣٠٤٤ و ٣٠٤٥ في التفسير. وأخرجه البيهقي في الدلائل ٧ / ١٣٦

(٢) سورة التوبة : ٩ / ١.

(٣) سورة النساء : ٤ / ١٢٧ ، والآية ( وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ ... ).

(٤) سورة النساء : ٤ / ١٧٦ ، وقد وردت في الأصل يستفتونك في الكلالة وهو خطأ.

(٦) هو عكرمة البربري ، أبو عبد الله المدني. مولى ابن عباس. انظر تهذيب التهذيب ٧ / ٢٦٣

٣٥

قال محمد : وأراه صادقا.

٢٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد ، قثنا أبو علي بشر بن موسى ، قثنا هوذة بن خليفة ، قثنا عوف ، عن محمد بن سيرين ، عن عكرمة فيما أحسب قال :

لما كان بعد بيعة أبي بكر رضي‌الله‌عنه قعد / ٦٨ أ / عليّ بن أبي طالب في بيته فقيل لأبي بكر : قد كره بيعتك. فأرسل إليه ، فقال : أكرهت بيعتي؟فقال : لا والله ، قال : ما أقعدك عنّي؟ قال : رأيت كتاب الله يزاد فيه فحدثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمعه ، فقال له أبو بكر : فإنك نعم ما رأيت (١).

قال محمد : فقلت له : ألّفوه كما أنزل الأول فالأول؟ قال : لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا. قال محمد : أراه صادقا.

٢٣ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد بن أيوب ، قال : أنبا مسدد ، قثنا يحيى ، عن ابن أبي عروبة عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر رضي‌الله‌عنه قال :

آخر ما نزل من القرآن آية الرّبا ، وإنّ نبي الله صلّى الله عليه وسلم قبض ولم يفسّرها فدعوا الرّبا والرّيبة (٢).

٢٤ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا مسلم بن إبراهيم ، قثنا قرة ، قثنا أبو رجاء العطاردي قال :

كان أبو موسى (٣) يطوف علينا في هذا المسجد فيقعدنا حلقا حلقا يقرئنا

__________________

(١) انظر الخبر في تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ( ترجمة الإمام علي ) ٢٨ ، وأورده السجستاني في كتاب المصاحف ١٠

(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ١ / ٣٦ ، ٥٠ ، وابن ماجة في السنن في التجارات باب التغليظ في الربا ، وقال في الدر المنثور ١ / ٣٦٥ : أخرجه أحمد وابن ماجة وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر.

(٣) هو أبو موسى الأشعري. انظر الدر المنثور ٦ / ٣٦٨

٣٦

القرآن وعنه أخذت هذه السورة : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) (١) وكانت أول سورة نزلت على محمد صلّى الله عليه وسلم (٢).

٢٥ ـ (٣) أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا هدبة بن خالد ، قثنا أبان ، قثنا يحيى بن أبي كثير قال : سألت أبا سلمة قلت :

أيّ القرآن أنزل أول؟ قال : ( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) (٤) قال : قلت : فأي آيتان أول سورة نزلت؟ قال : / ٦٨ ب / ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) (١).

قال أبو سلمة : سألت جابر بن عبد الله الأنصاري قلت : أيّ القرآن أنزل أول؟ قال : ( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) ، قلت : أيّ آيتان أول سورة نزلت؟ قال : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ).

قال جابر : قال : ألا أحدثك ما حدثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ قال :

« جاورت في حراء ، فلما قضيت جوار ربي نزلت ، فاستبطنت (٦) الوادي فنوديت ، فنظرت أمامي وخلفي ، وعن يميني وعن شمالي ، فلم أر شيئا ، قال : فنظرت فوقي ، فإذا أنا به قاعد على عرش بين السماء والأرض ، قال : فانطلقت إلى خديجة فقلت : دثّروني ، فدثروني وصبّوا عليّ ماء باردا فنزلت علي ( يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ) (٧).

__________________

(١) سورة العلق : ٩٥ / ١.

(٢) قال في الدر المنثور ٦ / ٣٦٨ : أخرجه ابن أبي شيبة وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف والطبراني ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية.

(٣) في هامش الأصل : « سمع يحيى وعيسى من هنا ».

(٤) سورة المدثر : ٧٤ / ١

(٦) استبطنت الوادي : أي وصلت إلى بطن الوادي. انظر صحيح البخاري ٦ / ٧٥

(٧) رواه البخاري ١ / ٢٦ و ٢٧ في بدء الوحي وفي بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، وفي تفسير سورة المدثر ، وفي تفسير سورة اقرأ ، وفي الأدب ، ومسلم رقم ١٦١ في الإيمان ، باب بدء

٣٧

٢٦ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا ابن نمير ، قثنا أبو معاوية ، عن أصحابه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال :

كلّ شيء في القرآن ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) أنزل بالمدينة و ( يا أَيُّهَا النَّاسُ ) أنزل بمكة (١).

٢٧ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : قرأت على محمد بن سعيد ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية :

أنّهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر ، فكان رجال يكتبون ويملي عليهم أبي بن كعب حتّى انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة : ( ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ) (٢) فظنّوا / ٦٩ أ / أن هذا آخر ما أنزل من القرآن ، فقال أبيّ بن كعب : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين : ( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) (٣) قال : فهذا آخر ما أنزل من القرآن ، قال : فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله ، لقول الله عزّ وجل : ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ) (٤) (٥).

__________________

الوحي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وانظر مناهل العرفان في علوم القرآن ١ / ٨٧ ، وانظر الدر المنثور ٦ / ٢٨٠ وفيه : أخرجه الطيالسي وعبد الرزاق ، وأحمد ، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي ، وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن الأنباري في المصاحف.

(١) أورده ابن كثير في فضائل القرآن برواية أبي عبيد ، وأخرجه البيهقي في الدلائل ٧ / ١٤٤ مرفوعا على عبد الله. وقال في الدر المنثور ١ / ٣٣ : أخرجه أبو عبيد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن الضريس وابن المنذر وأبو الشيخ بن حبان في التفسير.

(٢) سورة التوبة : ٩ / ١٢٧ ، وبدايتها : ( وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا ... ).

(٣) سورة التوبة : ٩ / ١٢٨ ، ١٢٩

(٤) سورة الأنبياء : ٢١ / ٢٥

(٥) رواه الإمام أحمد في المسند ٥ / ١٣٤ ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٣٦ : رواه عبد الله بن

٣٨

٢٨ ـ أخبرنا أحمد قثنا محمد قال : أنبا سهل بن عثمان قال : أنبا عبد الله بن المبارك ، عن ابن جريج ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :

( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) آية (١).

باب ما قالوا في الماهر بالقرآن

٢٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد ، قال : أنبا مسلم بن إبراهيم ، قثنا هشام ، قثنا قتادة ، عن زرارة عن سعد بن هشام ، عن عائشة : أنّ نبي الله صلّى الله عليه وسلم قال :

« الّذي يقرأ القرآن وهو ماهر به فهو مع السّفرة (٢) الكرام البررة ، والّذي يقرأه وهو يشتدّ عليه فله أجران » (٣).

٣٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر قال : أخبرني أبي ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن زرارة ، عن سعد بن هشام ، عن عائشة رضوان الله عليها قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم :

« مثل الذي يقرأ / ٦٩ ب / القرآن وهو له حافظ كمثل السّفرة الكرام البررة ، ومثل الذي يقرأه وهو عليه شديد وهو يتعاهده له أجران » (٣).

__________________

أحمد ، وفيه محمد بن جابر الأنصاري وهو ضعيف. وأورده السجستاني في كتاب المصاحف ٣٠ ، وقال في الدر المنثور ٣ / ٢٩٥ : أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن ، وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه.

(١) قال في الدر المنثور ١ / ٧ : أخرجه ابن الضريس.

(٢) السّفرة : جمع سافر وهو الكاتب ، المراد بهم : الملائكة الحفظة.

(٣) رواه البخاري ٨ / ٥٣٢ في تفسير سورة عبس ، ومسلم رقم ٧٩٨ في صلاة المسافرين : باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه ، والترمذي رقم ٢٩٠٦ في ثواب القرآن : باب ما جاء في فضل قارئ القرآن ، وأبو داود رقم ١٤٥٤ في الصلاة : باب في ثواب قراءة القرآن. والدارمي في السنن ٢ / ٤٤٤ ، وانظر التبيان في آداب حملة القرآن ١٢.

٣٩

٣١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد ، قثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن عطاء قال :

« الذي يهون عليه القرآن مع السفرة ، والذي يتفلّت منه ويشقّ عليه له عند الله أجران ».

٣٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد ، قال : أنبا أبو سلمة ، قثنا حماد ، عن أبي جمرة الضبعي قال : قلت لابن عباس :

إني رجل خفيف القراءة أهذرمها (١) ، فقال ابن عباس : لأن أقرأ البقرة فأرتلها وأتدبرها أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذرمة (٢).

٣٣ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو عمر ، قثنا همام ، قثنا قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن سعد بن هشام ، عن عائشة أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال :

« الذي يقرأ القرآن الماهر به مع السّفرة الكرام البررة ، والذي يقرأ ويشتدّ عليه فله أجران » (٣).

٣٤ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عبد الرحمن بن المبارك ، قثنا حصين بن نمير ، قثنا محمد بن جحادة ، عن طلحة بن مصرف قال :

سألت إبراهيم عن سرعة القرآن ، فقال : إن عامة قراءتنا السرعة.

٣٥ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا مسدد ، قثنا أبو عوانة عن / ٧٠ أ / قتادة ، عن زرارة ، عن سعد بن هشام ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم :

« الماهر بالقرآن مع السّفرة الكرام البررة ، والذي يقرأه ويتتعتع فيه فله أجران » (٣).

__________________

(١) هذرم الرجل في كلامه هذرمة : إذا خلط فيه. والهذرمة : السرعة في القراءة. انظر الخبر في اللسان / هذرم ، ومختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي ٤٩

(٢) قال في الدر المنثور ١ / ٢١ : أخرجه البيهقي في سننه.

(٣) انظر حاشية الخبر رقم ٢٩.

٤٠