فضائل القرآن

أبي عبد الله محمّد بن أيّوب بن الضريس البجلي

فضائل القرآن

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن أيّوب بن الضريس البجلي


المحقق: غزوة بدير
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر ـ دمشق
الطبعة: ١
الصفحات: ١٨٤

باب فيمن كره التعشير (١) في المصحف

٣٦ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا هدبة بن خالد ، قثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين ، عن يحيى بن وثاب ، عن مسروق :

أنّ عبد الله (٢) كان يكره التعشير في المصحف (٣).

٣٧ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو الربيع الزهراني ، قثنا حماد ، قثنا خالد الحذاء قال :

كنت أمسك على محمد بن سيرين في مصحف منقط (٤).

٣٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا موسى بن إسماعيل ، قثنا قيس ، عن حبيب قال :

رأيت على مصحف ابن عباس مسامير فضة.

٣٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عمرو بن محمد الرقي ، قثنا أبو إسحاق ، عن ليث ، عن مجاهد :

أنّه كره المسك والعنبر في المصحف (٥).

٤٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد ، قثنا أبو جعفر الجمال ، قثنا مخلد بن حسين ، عن واصل وهشام ، عن ابن سيرين (٦) :

أنّه كره أن تكتب المصاحف مشقا (٧).

__________________

(١) التعشير : هو وضع كلمة عشر عند نهاية كل عشر آيات منها ، أو وضع رأس العين في موضع الأعشار بدلا من كلمة عشر. مناهل العرفان ١ / ٤٠٣.

(٢) أي ابن مسعود.

(٣) انظر كتاب المصاحف للسجستاني ١٣٩

(٤) انظر الخبر في كتاب المصاحف للسجستاني ١٤٣

(٥) انظر كتاب المصاحف للسجستاني ١٥٢

(٦) أورد الخبر السجستاني في كتاب المصاحف ١٣٤

(٧) مشق الخط يمشقه مشقا : مده ، وقيل أسرع فيه. اللسان / مشق.

٤١

قال هشام : لأن الألف تكون فيه معوّج.

٤١ ـ أخبرنا أحمد / ٧٠ ب / ، قثنا محمد قال : أنبا عياش بن الوليد الرّقّام ، قثنا مسلمة بن علقمة ، قثنا داود عن الشعبي :

أنّه كره قراءة القرآن في ثلاثة مواطن : الرحا وبيت الخلاء وبيت الحمّام (١).

٤٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا ابن كثير قال : أنبا سفيان ، عن المغيرة ، عن إبراهيم :

أنّه كان يكره التّعشير والنقط (٢).

٤٣ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو الربيع الزهراني ، قثنا حماد ، قثنا يحيى بن عتيق قال :

كان الحسن يقول : اكتبوا في أوّل الإمام (٣) : بسم الله الرحمن الرحيم ، واجعلوا بين كلّ سورتين خطا (٤).

٤٤ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عمرو بن محمد ، قثنا أبو إسحاق ، عن المغيرة ، عن إبراهيم :

أنّه كره أن ينقط المصحف ، أو يختم أو يعشر ، أو يباع أو يشترى (٥).

٤٥ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو الربيع ، قثنا حماد ، قثنا شعيب بن الحبحاب :

أنّ أبا العالية كان يكره الجمل في العواشر ، ويكره خاتمة سورة كذا وكذا

__________________

(١) انظر الخبر في كتاب ( التبيان في آداب حملة القرآن ) ٦٢

(٢) أورد الخبر السجستاني في كتاب المصاحف ١٣٧

(٣) في اللسان : القرآن إمام المسلمين. / أمم /.

(٤) قال في الدر المنثور ١ / ١١ : أخرجه ابن الضريس.

(٥) انظر الخبر في كتاب المصاحف للسجستاني ١٤٠.

٤٢

وفاتحة سورة كذا وكذا ، وقال : جرّدوا (١) القرآن (٢).

٤٦ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا ابن نمير ، قثنا أبو معاوية وأبي عن الأعمش ، عن شقيق قال :

مرّ على عبد الله بمصحف قد زين بالذهب فقال : إنّ أحقّ ما زين به المصحف تلاوته بالحقّ (٣).

٤٧ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا ابن نمير ، قثنا الحسن بن ثابت ، عن الأعمش قال :

أخرج إليّ إبراهيم مصحف علقمة فإذا الألف والياء فيه سواء.

٤٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا الحسن بن محمد ، قثنا أبو بكر ، قثنا أبو حصين ، عن يحيى بن وثاب ، عن مسروق ، عن عبد الله :

أنه كره التعشير في المصحف (٤).

__________________

(١) في اللسان : جرد الكتاب والمصحف : عراه من الضبط والزيادات والفواتح ؛ ومنه قول عبد الله بن مسعود وقد قرأ عنده رجل فقال : أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقال : جردوا القرآن ليربو فيه صغيركم ولا ينأى عنه كبيركم ، ولا تلبسوا به شيئا ليس فيه ؛ قال ابن عيينة : معناه لا تقرنوا به شيئا من الأحاديث التي يرويها أهل الكتاب ليكون وحده مفردا ، كأنه حثهم على أن لا يتعلم أحد منهم شيئا من كتب الله غيره ، لأن ما خلا القرآن من كتب الله تعالى إنما يؤخذ عن اليهود والنصارى وهم غير مأمونين عليها ؛ وكان إبراهيم يقول : أراد بقوله جرّدوا القرآن من النّقط والإعراب والتعجيم وما أشبهها ، واللام في ليربو من صلة جرّدوا ، والمعنى اجعلوا القرآن لهذا وخصّوه به واقصروه عليه ، دون النسيان والإعراض عنه لينشأ على تعليمه صغاركم ولا يبعد عن تلاوته وتدبره كباركم. اللسان / جرد.

(٢) انظر الخبر في كتاب المصاحف للسجستاني ١٣٨ ، ١٤٠

(٣) انظر كتاب المصاحف للسجستاني ١٥١

(٤) انظر الخبر رقم ٣٦

٤٣

باب الرّجل إذا ختم القرآن ما يصنع

٤٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عمرو بن مرزوق ، قثنا شعبة ، عن الحكم قال :

بعث إليّ مجاهد وعبدة بن أبي لبابة فقالوا : إنا نريد أن نختم القرآن ، وأنه كان يقال إنّ الدعاء مستجاب عند ختم القرآن (١).

٥٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا زنيج (٢) قال : ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال :

إذا قرأ الرجل القرآن نهارا صلّت عليه الملائكة حتى يمسي ، وإذا قرأ ليلا صلّت عليه الملائكة حتى يصبح.

قال سليمان الأعمش : فرأيت أصحابنا يعجبهم أن يختموا أول النهار وأول الليل (٣).

٥١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا سهل بن بكار ، قثنا أبو عوانة ، عن سليمان ، عن إبراهيم قال :

إذا قرأ الرجل القرآن صلّت عليه الملائكة يومه ، وكان يعجبهم أن يختموا في قبل الليل وأول النهار (٣).

٥٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو الربيع الزهراني ، قثنا أبو عوانة / ٧١ ب / عن الأعمش ، عن إبراهيم :

بنحوه.

__________________

(١) انظر الخبر في كتاب التبيان في آداب حملة القرآن ١٢٦ ، ورواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٧٠.

قال النووي في الأذكار ١٨٥ : روي بأسانيد صحيحة عن الحكم بن عتيبة.

(٢) في هامش الأصل : « أبو غسان محمد بن عمرو الرازي يلقب زنيج ، وربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ». وأبو غسان هو محمد بن عمرو بن بكر بن سالم ويقال مالك بن الحباب التميمي ، أبو غسان الرازي الطيالسي المعروف بزنيج. روى عن هارون بن المغيرة ويحيى بن الضريس ، وعنه مسلم وأبو داود. مات آخر سنة ٢٤١ ه‍. تهذيب التهذيب ٩ / ٣٦٩.

(٣) رواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٦٩.

٤٤

٥٣ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا هدبة بن خالد ، قثنا حزم ، عن مالك بن دينار قال : كان يقال : اشهدوا ختم القرآن.

٥٤ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو سلمة ، قثنا حماد ، عن ابن بكير ، عن طلحة بن مصرف قال :

من ختم القرآن في أيّ ساعة من النّهار صلّت عليه الملائكة حتى يمسي ، وأية ساعة من الليل كانت صلت عليه الملائكة حتى يصبح (١).

٥٥ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو سلمة ، قثنا حماد ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله :

« أنّ جبريل عليه‌السلام كان يعرض على رسول الله صلّى الله عليه وسلم القرآن في كل عام مرة ، وكان إذا أصبح أصبح أجود من الريح المرسلة لا يسأل شيئا إلا أعطاه » (٢).

٥٦ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عبد الرحمن بن المبارك ، قثنا عبد الوارث ، عن ليث ، عن رجل يقال له الحسن أنه قال :

من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ، ومن قرأها كانت له نورا يوم القيامة.

باب ما قيل في فضل الألف واللام من القرآن

٥٧ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي ، قثنا الليث بن سعد ، عن عمرو ـ يعني بن الحارث ـ عن يحيى بن ميمون / ٧٢ أ / الحضرمي :

__________________

(١) أورده الإمام النووي في الأذكار ٨٧

(٢) رواه البخاري ٨ / ١٠١ في فضائل القرآن ، والإمام أحمد في المسند ١ / ٢٣١ ، ٢٨٨

٤٥

أنّ أبا موسى الغافقي سمع عقبة بن عامر الجهني يحدث على المنبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أحاديث قال أبو موسى : إنّ صاحبكم هذا لحافظ أو هالك ، إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان آخر ما عهد إلينا أن قال :

« عليكم بكتاب الله ، وسترجعون إلى قوم يحبّون الحديث عني ، ومن قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ، ومن حفظ شيئا فليحدث به » (١).

٥٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو غسان ، قثنا جرير ، عن إبراهيم الهجري ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم (٢) :

« تعلّموا القرآن واتلوه ، فإنّ الله عز وجل جازيكم على تلاوته بكلّ حرف عشر حسنات ، أما إنّي لا أقول الم حرف » (٢).

٥٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عبد الرحمن بن المبارك ، قثنا جعفر ـ يعني ابن سليمان الضبعي ـ قثنا عطاء بن السائب ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله أنه قال :

« من قرأ حرفا من كتاب الله كتب الله له بها عشر حسنات ، أما إنّي لا أقول : ( الم ) حرف ، ولكن ألف ولام وميم بكل حرف عشر حسنات » (٤).

٦٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا حفص بن عمر بن عبد الرحمن ، قثنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي عن قتادة ، عن أبي الأحوص الجشمي ، عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول :

تعلّموا القرآن واتلوه ، فإنكم تؤجرون بكل حرف عشرة أمثاله ، لا أقول

__________________

(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٤ / ٣٣٤. وقال في جامع الأحاديث ٤ / ٥٦٢ : رواه الحاكم في المستدرك وابن الضريس.

(٢) رواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٢٩ ، وقال في جامع الأحاديث ٣ / ٦١٠ : أخرجه ابن الضريس. وانظر كنز العمال ١ / ٥٣١.

(٤) رواه الترمذي برقم ٢٩١٢ في ثواب القرآن ، باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ماله من الأجر ، ورواه أيضا الدارمي ، قال محقق جامع الأصول ٨ / ٤٩٨ : وهو حديث صحيح. وقال في الدر المنثور ١ / ٢٢ : أخرجه ابن الضريس موقوفا عن ابن مسعود.

٤٦

لكم : الم ، ولكن ألف حرف ولام / ٧٢ ب / حرف وميم حرف (١).

٦١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عمرو بن مرزوق قال : أنبا شعبة قال : أنبا أبو إسحاق قال : سمعت أبا الأحوص يحدث عن عبد الله :

أنّه كان يقرئ الرجل الآية ثم يقول : لهي خير مما طلعت عليه الشمس وما على الأرض من شيء حتى يقول ذلك في القرآن كلّه (٢).

٦٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا سهل بن عثمان ، قثنا أبو يحيى الحماني ، عن النضر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس :

في قوله عزّوجل : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) (٣) قال : القرآن (٤).

٦٣ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عمرو بن مرزوق قال : أنبا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عمّن سمع ابن عمر يقول :

من قرأ في ليلة عشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين (٥).

٦٤ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر بن أبي شيبة ، قثنا الفضل بن دكين ، عن موسى قال : سمعت أبي يحدث عن عقبة بن عامر قال :

« خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم ونحن في الصّفّة فقال : أيّكم يحبّ أن يغدو في

__________________

(١) رواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٢٩

(٢) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٦٦ : رواه الطبراني ورجاله ثقات.

(٣) سورة البقرة : ٢ / ٢٦٩

(٤) رواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٣٦ بنحوه عن إبراهيم ، وقال في الدر المنثور ١ / ٣٤٨ : أخرجه ابن الضريس.

(٥) رواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٦٣ ، ٤٦٤

٤٧

كلّ يوم إلى بطحان (١) أو العقيق فيأتي بناقتين كوماوين (٢) في غير إثم ولا قطيعة رحم؟ قلنا : يا رسول الله ، كلّنا يحبّ ، قال : أفلا يغدوا أحدكم إلى المسجد يتعلّم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين ، وثلاث خير له من أربع ، ومن أعدادهنّ من الإبل » (٣).

٦٥ ـ أخبرنا / ٧٣ أ / أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا سهل بن عثمان ، قثنا وكيع ، عن إسماعيل بن رافع عن رجل ، عن عبد الله بن عمرو قال :

من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النّبوّة بين جنبيه غير أنّه لا يوحى إليه (٤).

٦٦ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد ، قثنا أحمد بن منصور ، أنبا النضر بن شميل قال : أنبا عوف ، عن زياد بن مخراق ، عن أبي كنانة ، عن أبي موسى أنه قال :

أعطوا القرآن عزائمكم يأخذ بكم القصد والسّهولة.

٦٧ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أحمد بن منصور ، قثنا النضر بن شميل قال : أنبا عوف ، عن زياد بن مخراق ، عن أبي كنانة ، عن أبي موسى قال :

تعلّموا القرآن واقرءوه ، إنّه كائن لكم أجرا وكائن لكم ذخرا أو ذكرا ، وكائن عليكم وزرا ، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنّكم ، فإنه من يتبع القرآن يهجم به على رياض الجنة ، ومن يتبعه القرآن يزخّ (٥) في قفاه حتى يقذفه في جهنم (٦).

__________________

(١) بطحان : واد بالمدينة وهو أحد أوديتها الثلاثة وهي العقيق وبطحان وقناة. معجم البلدان ٢ / ٢١٦

(٢) الكوماء : الناقة العظيمة السنام. جامع الأصول ٨ / ٤٩٨

(٣) رواه مسلم رقم ٨٠٣ في صلاة المسافرين ، باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه ، وأبو داود رقم ١٤٥٦ في الصلاة ، باب في ثواب قراءة القرآن.

(٤) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٥٩ : رواه الطبراني وفيه : إسماعيل بن رافع وهو متروك. وفي الترغيب والترهيب ٢ / ٣٥٢ : رواه الحاكم ، وقال : صحيح الإسناد ، وفي جامع الأحاديث ٦ / ٥٣٧ : رواه البيهقي.

(٥) زخّه يزخّه زخّا : دفعه في وهدة. وفي حديث أبي موسى الأشعري : يزخّ في قفاه : أي يدفعه حتى يقذف به في نار جهنم. اللسان / زخ.

(٦) رواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٣٤ ، ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن ق / ٩ ب /.

٤٨

٦٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا يوسف بن واقد ، وأبو الربيع الزهراني قالا : ثنا يعقوب بن عبد الله ، عن ليث ، عن أبي سعيد الخدري قال :

« جاء رجل إلى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال : أوصني! قال : عليك بتقوى الله ، فإنّها جماع كلّ خير ، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلم ، وعليك بذكر الله وتلاوة كتاب الله ، فإنّه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء ، واخزن لسانك إلا من خير ، فإنك بذلك تغلب الشيطان » (١) / ٧٣ ب /.

٦٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا يوسف بن واقد وأبو الربيع قالا : ثنا يعقوب ، عن ليث بن أبي سليم ، عن يحيى ، عن علي بن أبي طالب قال (٢) :

إنّ الفقيه كل الفقيه من لم يقنّط النّاس من رحمة الله ، ولم يرخّص لهم في معاصي الله ، ولم يؤمّنهم عذاب الله ، ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ، إنّه لا خير في عبادة لا علم فيها ، ولا علم لا فهم فيه ، ولا قراءة لا تدبر فيها.

٧٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا محمد بن كثير قال : أنبا سفيان ، عن ليث عن ابن سابط :

تفتح أبواب السماء لخمس : لنزول الغيث ، ولقي الزحف والنداء بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن (٣).

٧١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا موسى بن إسماعيل ، قثنا حماد ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي الأحوص ، عن ابن مسعود قال :

هدي وكلام : خير الكلام كلام الله ، وأحسن الهدي هدي محمد صلّى الله عليه وسلم (٤).

__________________

(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٣ / ٨٢. وقال السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٩٩ : أخرجه ابن الضريس.

(٢) رواه الدارمي في السنن ١ / ٨٩

(٣) قال ابن الأثير في جامع الأحاديث ٣ / ٦١٦ : رواه الطبراني في الأوسط مرفوعا عن ابن عمر.

(٤) رواه ابن ماجة في السنن ١ / ١٨ ، ورواه الإمام أحمد في المسند ٣ / ٣١٠ ، ٣١٩ ، ٣٧١ عن جابر بن عبد الله.

٤٩

٧٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : ثنا إبراهيم ، قثنا إسماعيل بن جعفر ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن حبيب بن هند الأسلمي ، عن عروة ، عن عائشة أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال :

من أخذ السّبع فهو حبر ـ يعني السّبع الطوال (١).

٧٣ ـ أخبرنا أحمد / ٧٤ أ / قثنا محمد قال : أنبا محمد بن عبد العزيز قال : أنبا الفضل بن موسى ، عن أبي طالب خال أبي يوسف ، عن عبد الأعلى ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه قال : قال ابن مسعود :

من قرأ حرفا من كتاب الله زوّجه الله ، أظنّه قال : زوجتين من الحور العين / ٧٤ ب /.

٧٤ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا محمد بن عبد الله بن نمير ، قثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق قال : قال عبد الله :

إنّ هذا الصّراط محتضر يحضره الشّياطين ، يا عبد الله ، هذا الطريق هلمّ إلى الطّريق ، فعليكم بالقرآن ، فإنّه حبل الله (٢)

٧٥ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عبد الرحمن بن المبارك قال : سمعت أبي يقول : ثنا عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة (٣) ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم :

« إنّ لله عز وجل أهلين من النّاس ، قالوا : ومن هم يا رسول الله؟ قال : أهل القرآن ، أهل الله وخاصّته » (٤).

__________________

(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٦ / ٧٣ ، ٨٢ وفيه : « من أخذ السبع الأول » ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٦٢ : رواه البزار ورجال البزار رجال الصحيح غير حبيب بن هند الأسلمي وهو ثقة. وقال في كنز العمال : ١ / ٥٧٢ : أخرجه البيهقي والحاكم.

(٢) رواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٣٢ ، وقال السيوطي في الدر المنثور ١ / ١٥ : أخرجه ابن الأنباري.

(٣) في هامش الأصل : « في الأصل صوابه عن أبيه » ، وهو عبد الرحمن بن بديل بن ميسرة البصري ، روى عن أبيه ، وعنه أبو الوليد الطيالسي. خلاصة تذهيب تهذيب الكمال ٢٢٤

(٤) رواه الإمام أحمد في المسند ٣ / ١٢٧ ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٢ / ٣٥٤ : رواه الحاكم. ورواه ابن ماجة في السنن ١ / ٧٨ وفيه : في الزوائد : إسناده صحيح. وقال في كنز العمال ١ / ٥٢٣ : رواه الدارمي وابن الضريس والعسكري في الأمثال.

٥٠

٧٦ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا النضر بن محمد الكندي ، قثنا هشيم بن بشير ، عن العوام بن حوشب قال : أحسبه عن إبراهيم التيمي ، عن عبد الله بن مسعود قال :

من ختم القرآن فله دعوة مستجابة ، قال : فكان عبد الله إذا ختم القرآن جمع أهله فدعا وأمّنوا على دعائه (١).

٧٧ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أحمد بن عبد الله بن يونس قال : حدثني صالح المري ، عن أيوب ، عن أبي قلابة حديثا يرفعه إلى النبي صلّى الله عليه وسلم قال :

« من شهد فاتحة الكتاب حين يستفتح كان كمن شهد فتحا في سبيل الله ، ومن شهد حين يختم كان كمن شهد الغنائم حين تقسم » (٢).

٧٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أحمد بن عبد الله بن / ٧٥ أ / يونس قال : حدثني صالح المري ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك :

أنّه كان إذا أشفى (٣) على ختم القرآن من الليل بقّى سورة حتى يصبح فيختمه عند عياله (٤).

٧٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أحمد بن عبد الله قال : حدثني أبو عثمان العطار ، عن صالح المري عن قتادة قال :

كان قارئ يقرأ بالمدينة ، فكان عبد الله بن عباس يضع عليه الرّقباء ، فإذا أراد أن يختم قال : اذهبوا بنا حتّى نشهد ختم القرآن (٥).

__________________

(١) قال السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٤٢٢ : أخرجه ابن الضريس.

(٢) رواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٦٨ ، وقال السيوطي في الدر المنثور ١ / ٦ : أخرجه ابن الضريس. وفي كنز العمال ١ / ٥٤٢ : أخرجه محمد بن نصر.

(٣) أي أشرف ، اللسان / شفي.

(٤) رواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٦٨. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٧٢ : رواه الطبراني ورجاله ثقات.

(٥) رواه الدارمي في السنن. ورواه النووي في الأذكار ٨٨ وقال محققه : إسناده ضعيف. وانظر الخبر في كتاب التبيان في آداب حملة القرآن ١٢٦

٥١

٨٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أحمد بن عبد الله ، قثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال :

إذا شهد الرّجل ختم القرآن ليلا صلّت عليه الملائكة حتّى يصبح ، وإذا ختم نهارا صلّت عليه الملائكة حتى يمسي ، قال : فكان يعجبهم أن يؤخروا ذلك (١).

٨١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أحمد بن عبد الله ، قثنا أبو إسرائيل أو غيره ، عن منصور ، عن الحكم قال :

كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة يعرضون مصاحفهم ، فلمّا كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا فيه بعثوا إلي وإلى سليمان فقالوا : إنّا كنّا نعرض مصاحفنا / ٧٥ ب / وإنّا أردنا أن نختم ، وإن الرّحمة تنزل أو قال : تحضر عند ختم القرآن (٢).

٨٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش عن الحسن قال :

فضل القرآن على الكلام كفضل الله عزّ وجلّ على عباده (٣).

٨٣ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا موسى بن إسماعيل ، قثنا حماد بن زيد ، عن النعمان بن راشد ، ومعمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن عائشة قالت :

« ما لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلم مسلما من لعنة تذكر ، ولا انتقم من شيء يؤتى إليه إلاّ أن تنتهك محارم الله عز وجل ، فيكون هو لله عز وجل ينتقم ، وما ضرب بيده شيئا قطّ إلا أن يضرب بها في سبيل الله ، وما سئل شيئا فمنعه إلا

__________________

(١) مكرر بالخبر رقم ٥٠ بنحوه.

(٢) مكرر بالخبر رقم ٤٩

(٣) رواه الدارمي في السنن بنحوه ٢ / ٤٤١ ، وقال في جامع الأحاديث ٣ / ١١ : رواه ابن الضريس عن شهر بن حوشب مرسلا.

٥٢

أن يسأل مأثما ، فكان أبعد النّاس من ذلك ، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه‌السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة » (١).

٨٤ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر بن أبي شيبة ، قثنا وكيع ، عن مسعر ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك :

أنّه كان إذا ختم القرآن جمع أهله (٢).

٨٥ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا وكيع ، عن مسعر ، عن عبد الرحمن بن الأسود أنه قال :

كنّا نذكر أنه يصلى عليه إذا ختم.

٨٦ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو غسان وأبو بكر قالا : ثنا جرير ، عن منصور ، عن الحكم قال / ٧٦ أ / :

كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة وناس يعرضون المصاحف ، فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا فيه أرسلوا إليّ وإلى سلمة بن كهيل فقالوا : إنا كنّا نعرض المصاحف ، فأردنا أن نختم ، فأحببنا أن تشهدوا أنّه كان يقال : إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عند خاتمه ، أو حضرت الرّحمة عند خاتمه (٣).

٨٧ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا يزيد بن هارون ، قثنا يحيى بن سعيد ، عن التيمي عن رجل ، عن أبي العالية (٤)

__________________

(١) روى قسمه الأول النسائي ٤ / ١٢٥ في الصيام ، باب الفضل والجود في شهر رمضان ، وروى قسمه الآخر البخاري ٦ / ٤١٩ في الأنبياء ، ومسلم رقم ٢٣٢٧ في الفضائل ، وأبو داود رقم ٤٧٨٥ في الأدب. وانظر جامع الأصول ١١ / ٢٤٨ ، ٢٤٩ ، ٢٨٦

(٢) رواه الإمام النووي في الأذكار ٨٨ عن ابن أبي داود ، وانظر التبيان في آداب حملة القرآن ١٢٦ ، وسنن الدارمي ٢ / ٤٦٩ ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٧٢ : رواه الطبراني ورجاله ثقات.

(٣) مكرر بالخبر رقم ٤٩ بنحوه.

(٤) في هامش الأصل : « أبو العالية الرياحي : اسمه رفيع ». وهو رفيع الرياحي ، سمع عمر بن الخطاب روى عنه قتادة ، الكنى لمسلم ٨٣

٥٣

أنّه كان إذا أراد أن يختم القرآن من آخر النهار أخّره إلى أن يمسي ، وإذا أراد أن يختمه من آخر اللّيل أخّره إلى أن يصبح.

٨٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا عبد الأعلى بن حماد ، قثنا وهيب قال : أنبا ابن عون ، عن إبراهيم (١)

أنّ عمر بلغه أنّ رجلا كتب كتاب دانيال ، قال : فكتب إليه يرتفع إليه قال : فلما قدم عليه جعل عمر يضرب بطن كفه بيده ويقول : ( الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ) (٢) فقال عمر : أقصص أحسن من كتاب الله؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، اعفني فو الله لأمحونه (٣).

٨٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا موسى بن إسماعيل ، قثنا جرير ، عن الحسن :

« أنّ عمر بن الخطاب رضوان الله عليه قال : يا رسول الله ، إن أهل الكتاب يحدثونا بأحاديث قد أخذت بقلوبنا / ٧٦ ب / وقد هممنا أن نكتبها ، فقال : يا بن الخطاب ، أمتهوكون (٤) أنتم كما تهوّكت اليهود والنّصارى ، أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، ولكني أعطيت جوامع الكلم ، واختصر لي الحديث اختصارا » (٥).

٩٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا محمد بن كثير قال : أنبا سفيان ، عن جابر ، عن الشّعبي ، عن عبد الله بن ثابت الأنصاري قال :

__________________

(١) هو إبراهيم النخعي ، انظر الدر المنثور ٤ / ٣

(٢) سورة يوسف : ١٢ / ١ ـ ٣

(٣) قال السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٣ : أخرجه عبد الرزاق في المصنف وابن الضريس.

(٤) معناه : أمتحيرون أنتم في الإسلام حتى تأخذوه من اليهود؟ انظر اللسان / هوك. والنهاية في غريب الحديث ٤ / ٢٧٥

(٥) رواه الإمام أحمد في المسند بنحوه ٣ / ٣٨٧

٥٤

« جاء عمر إلى النّبي صلّى الله عليه وسلم ومعه جوامع من التوراة فقال : مررت على أخ لي من قريظة يكتب لي جوامع من التوراة ، أفلا أعرضها عليك؟ قال : فتغيّر وجه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقلت : أما ترى ما بوجه رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟! فقال عمر : رضيت بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمد صلّى الله عليه وسلم رسولا ، قال : فذهب ما كان بوجه رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو أنّ موسى عليه‌السلام أصبح فيكم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ، أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين » (١).

باب فيمن قال : القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة

٩١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا عبد الله بن نمير ، قثنا محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول :

« يمثل القرآن يوم القيامة رجلا ، فيؤتى بالرّجل قد حمله / ٧٧ أ / فخالف أمره ، فينتتل (٢) له خصما فيقول : يا رب ، حملته إياي ، فبئس حامل تعدى حدودي ، وضيّع فرائضي وركب معصيتي وترك طاعتي ، فما يزال يقذف عليه بالحجج حتى يقال : فشأنك ، فيأخذ بيده فما يرسله حتى يكبه (٣) على منخره في النار ، ويؤتى بالرجل الصالح قد كان حمله وحفظ أمره ، فينتتل خصما دونه فيقول : يا رب حملته إياي فحفظ حدودي ، وعمل بفرائضي واجتنب معصيتي واتبع طاعتي ، فما يزال يقذف له بالحجج حتى يقال له : شأنك به ، فيأخذ بيده

__________________

(١) رواه الإمام أحمد في المسند ٤ / ٢٦٥

(٢) ينتتل خصما له : أي يتقدم ويستعد لخصامه. اللسان / نتل. والنهاية في غريب الحديث ٤ / ١٣٢

(٣) كبه : أي قلبه على وجهه. اللسان / كبب.

٥٥

فما يرسله حتى يلبسه حلّة الإستبرق(١)ويعقد عليه تاج الملك ، ويسقيه كأس الخمر » (٢).

٩٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : قرأت على محمد بن سعيد ، عن أبي جعفر ، عن عطاء بن عجلان ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي أمامة ، قثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن القرآن قال :

« إنّ القرآن يأتي أهله يوم القيامة أحوج ما يكونون إليه ، قال : يأتيهم (٣) في صورة حسنة يقول له : أتعرفني ، يقول : من أنت؟ قال : أنا الذي كنت أسهر ليلك وأذيب نهارك ، وأنصبك وأشخصك فيقول : لعلك القرآن؟ فيقول : نعم ، فيقدم به على ربه عز وجل ، فيعطى الخلد بيمينه ، والملك بشماله ويوضع تاج السكينة على رأسه ، وينشر على والديه حلتان لا يقوم لهما أهل الدنيا وأضعافها فيقولان : أنى هذا ولم تبلغه أعمالنا؟! فيقال : بابنكما الذي / ٧٧ ب / قد قرأ القرآن » (٤).

وقال : « تعلموا الزّهراوين (٥) فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان (٦) أو فرقان (٧) من طير صوافّ (٨) تحاجّان (٩) عن أهلهما ».

__________________

(١) قال صاحب اللسان في مادة برق : ذكر الجوهري هنا : الإستبرق : الديباج الغليظ ، فارسي معرب. وتصغيره أبيرق.

(٢) رواه الهيثمي بنحوه في مجمع الزوائد ٧ / ١٦٠ وقال : رواه البزار ، وقال في كنز العمال ١ / ٥٤٦ : أخرجه ابن الضريس وابن أبي شيبة.

(٣) فوقها في الأصل : « يأتيه » خ.

(٤) قال في جامع الأحاديث ٢ / ٦٧٦ : أخرجه الطبراني وابن الضريس.

(٥) يعني بهما هاهنا البقرة وآل عمران. جامع الأصول ٨ / ٤٧١

(٦) الغياية : كل شيء أظل الإنسان وغيره من فوقه وهي كالسحابة ، والمراد به : أن السورة كالشيء الذي يظل الإنسان من الأذى في الحر والبرد وغيرهما. جامع الأصول ٨ / ٤٧١

(٧) الفرق : الجماعة المنفردة من الغنم والطير ونحو ذلك. جامع الأصول ٨ / ٤٧١.

(٨) صواف : جمع صافة ، وهي التي تصفّ أجنحتها عند الطيران. جامع الأصول ٨ / ٤٧١

(٩) تحاجان : المحاجّة : المخاصمة والمجادلة وإظهار الحجة. جامع الأصول ٨ / ٤٧١

٥٦

وقال : « تعلموا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة » ـ يعني السحرة (١) ـ قال : « لمن قرأ القرآن ولم يغل فيه ولم يجف عنه ولم يتكثر به ولم يستأكل به ».

٩٣ ـ أخبرنا أبو الربيع ، قثنا حماد ، ثنا عاصم قال : قال عبد الله :

القرآن شافع مشفّع ، وما حل (٢) مصدّق ، فمن شفع له القرآن قاده إلى الجنة ، ومن محل (٣) به القرآن زخّ (٤) في قفاه حتى يقذفه في النار (٥).

٩٤ ـ أخبرنا أبو الربيع الزهراني ، ثنا حماد ، عن عاصم بن بهدلة ، عن مجاهد قال :

يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرّجل الشّاحب ، جاء من الغيبة ، فيأتي صاحبه فيقول : هل تعرفني؟ فيقول : لا ، من أنت يا عبد الله ، فيقول : أنا الذي كنت أمنع منك النوم واللّذة ، قال : إنّك القرآن ، فيأخذ بيده ، فينطلق به فيقول : هذا الذي كنت أمنع منه النوم واللذة ، فأكرمه اليوم ، فيقول : ابسط يمينك ، فيبسط يمينه فتملأ من رضوان الله ، ثم يقال له : ابسط شمالك ، فيبسطها فتملأ من رضوان الله ، وتحل عليه حلة الكرامة ، ويوضع على رأسه تاج

__________________

(١) أورد الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٥٩ القسم الأول من الحديث وقال : رواه الطبراني. وروى مسلم القسم الأخير رقم ٨٠٤ في صلاة المسافرين ، باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة ، والإمام أحمد ٥ / ٣٤٨ ، والدارمي في السنن ٢ / ٤٥٠ ، والمنذري في الترغيب والترهيب ٢ / ٣٧٠ ، وقال السيوطي في الدر المنثور ١ / ١٨ : أخرجه أبو عبيد وحميد بن زنجويه وابن الضريس وابن حبان والطبري والحاكم.

(٢) ما حلّ مصدّق : أي خصم مجادل مصدّق ، وقيل : ساع مصدّق. اللسان / محل. والنهاية ٤ / ٨٧

(٣) أي لم يتبع ما فيه أو إذا هو ضيعه. اللسان / محل.

(٤) يزخه في قفاه : أي يدفعه حتى يقذف به في نار جهنم. اللسان / زخ.

(٥) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٦٤ : رواه الطبراني ، وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٢ / ٣٤٩ : رواه ابن حبان في صحيحه ، وفي كنز العمال ١ / ٥١٦ : رواه البيهقي في شعب الإيمان.

٥٧

الكرامة وينطلق به إلى درجات الجنة (١) ويقال له اقرأ / ٧٨ أ / وارقه واعلم أن منزلك عند آخر آية كنت تقرؤها (٢).

٩٥ ـ أخبرنا أحمد قال : ثنا محمد قال : أنبا أبو غسان ، ثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن ، عن زاذان قال :

كان يقال : إنّ القرآن شافع مشفّع وما حل مصدّق (٣).

قال :

وكان يقال : ما كان من أمر فيه نظرة (٤) فالشيطان مطيع (٥).

٩٦ ـ أخبرنا أبو غسان ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن المعلى الكندي ، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ، عن أبيه قال : قال عبد الله :

إنّ القرآن شافع مشفّع ، وما حل مصدّق ، فمن جعله بين يديه قادة إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النّار (٣).

٩٧ ـ أخبرنا سليمان بن داود العتكي ويوسف بن واقد قالا : ثنا يعقوب ، عن حفص بن حميد قال أبو الربيع : أنبا حفص بن حميد ، عن شمر بن عطية قال :

يجيء القرآن يوم القيامة في صورة الرّجل الشّاحب إلى الرجل حين ينشق عنه قبره فيقول : أبشر بكرامة الله ، أبشر برضوان الله فيقول : فمثلك يبشر

__________________

(١) رواه الدارمي بنحوه في السنن ٢ / ٤٣٠

(٢) رواه الترمذي رقم ٢٩١٥ في ثواب القرآن ، وأبو داود رقم ١٤٦٤ في الصلاة ، باب استحباب الترتيل في القراءة ، والإمام أحمد ٢ / ١٩٢. قال محقق جامع الأصول ٨ / ٥٠٢ : وإسناده حسن.

(٣) انظر حاشية الخبر رقم ٩٣.

(٤) النظرة : التأخير في الأمر. اللسان / نظر.

(٥) فوق كلمة « نظرة » و « مطيع » ضبتان. والذي يبدو لي أن المعنى : ما كان من أمر فيه تأخير لقراءة القرآن فالشيطان فيه مطاع أو للشيطان فيه مطمع.

٥٨

بالخير ، فمن أنت؟ فيقول : أنا القرآن الذي كنت أسهر ليلك وأظمئ نهارك (١).

وقال يوسف : وأضمر (٢) نهارك ، فيحمله على رقبته حتى يوافي به ربه عز وجل ، فيمثل بين يديه فيقول : أيّ رب ، عبدك هذا اجزه عني خيرا ، فقد كنت أسهر ليله وأظمئ نهاره ـ قال يوسف : أضمر نهاره ـ وآمره فيطيعني ، وأنهاه فلا يعصيني. فيقول له ربّه عز وجل : / ٧٨ ب / حلّة حلة الكرامة. فيقول : أي ربّ ، زده ، فيقول : فله رضواني ، قال : ورضوان الله أكبر.

قال أبو عبد الله : وأخبرنا ابن أبي جعفر بهذا الإسناد بنحوه.

٩٨ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا مسلم بن إبراهيم وأبو عمر قالا : ثنا هشام قال : ثنا يحيى ، عن أبي سلاّم (٣) ، عن أبي أمامة ، أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال :

« اقرءوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامة شافعا لأصحابه. اقرءوا الزّهراوين : البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان ، أو كأنهما غيايتان ـ يعني : أو كأنهما فرقان من طير صوافّ ـ تحاجّان عن أصحابهما. اقرءوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة » (٤).

__________________

(١) رواه ابن ماجة في السنن ٢ / ١٢٤٢ ، وقال المحقق : في الزوائد إسناده صحيح ، وقال أيضا في تفسير الرجل الشاحب : قال السيوطي : هو المتغير اللون والجسم لعارض من العوارض ، كمرض أو سفر ونحوهما ، وكأنه يجيء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا أو للتنبيه له على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن ؛ كذلك القرآن لأجله في السعي يوم القيامة ، حتى ينال صاحبه الغاية القصوى في الآخرة.

(٢) الضمر : الهزال والضعف. اللسان / ضمر.

(٣) في هامش الأصل : « أبو سلاّم ممطور الحبشي » وفي الكنى لمسلم ٥١ : روى عن ثوبان ، وأبي أمامة ، وعنه زيد بن سلام وابن جابر.

(٤) انظر حاشية الخبر رقم ٩٢ ، وقال السيوطي في الدر المنثور ١ / ١٨ : أخرجه أبو عبيد وأحمد وحميد بن زنجويه ومسلم وابن الضريس وابن حبان والطبري وأبو ذر الهروي والحاكم والبيهقي في سننه.

٥٩

٩٩ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد ، أنبا أبو بكر بن أبي شيبة ، قثنا الفضل بن دكين قال : حدثني بشير بن المهاجر قال : حدثني عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال :

كنت عند النبي صلّى الله عليه وسلم فسمعته يقول :

« إنّ القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشقّ عنه قبره كالرّجل الشّاحب (١) فيقول له : هل تعرفني؟ فيقول : ما أعرفك ، فيقول : أنا صاحبك القرآن ، أظمأتك في الهواجر ، وأسهرت ليلك ، وإنّ كلّ تاجر من وراء تجارته ، وأنا لك اليوم وراء كلّ تجارة ، قال : فيعطى الملك (٢) بيمينه / ٧٩ أ / والخلد بشماله ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلّتين لا يقوم لهما أهلّ الدّنيا فيقولان : بم (٣) كسينا هذه؟ فيقال لهما : بأخذ ولدكما القرآن ، ثم يقال له : اقرأ واصعد في درج الجنّة وغرفها ، فهو في صعود ما دام يقول هذا (٤) كان أو ترتيلا » (٥).

١٠٠ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا زيد بن الحباب ، قثنا موسى بن عبيدة الرّبذي قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي عثمان بن الحكم ، عن كعب قال (٦) :

يمثل القرآن لمن كان يعمل به في الدنيا كأحسن صورة رآها ، أحسنه وجها وأطيبه ريحا ، فيقوم بجنب صاحبه ، فكلما جاء روع هدّأ روعه وسكّنه ، وبسط

__________________

(١) انظر حاشية الخبر ٩٧

(٢) الملك : يريد القدرة والتصرف.

(٣) في الأصل : « بما ».

(٤) الهذ والهذذ : سرعة القراءة. اللسان / هذذ.

(٥) رواه الإمام أحمد في المسند ٥ / ٣٤٨ ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٥٩ : رجال أحمد رجال الصحيح. ورواه الدارمي في السنن ٢ / ٤٥٠ ، وقال في جامع الأحاديث ٣ / ٦١٥ : رواه الإمام أحمد والدارمي والروياني والبيهقي في شعب الإيمان ، والحاكم في المستدرك ، والعقيلي في الضعفاء ، وأبو عبيد في فضائل القرآن ق / ١١ أ / وقال في كنز العمال ١ / ٥٥٢ ، ٥٧١ : أخرجه ابن أبي شيبة ومحمد بن نصر وابن الضريس.

(٦) رواه بنحوه أبو عبيد في فضائل القرآن ق / ١٠ ب /

٦٠