الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٦

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٦

المؤلف:

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٧

وقع ذكره في «صحيح البخاريّ» ، من طريق سفيان بن عتبة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن زينب بنت أبي سلمة ، عن أم سلمة ، قالت : دخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعندي مخنّث ، فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية : إن فتح الله عليكم الطائف فعليك بابنة غيلان ، فإنّها تقبل بأربع وتدبر بثمان ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا يدخل عليكم هذا». قال سفيان : قال ابن جريج : اسم المخنّث هيت. والحديث عند مسلّم ، وأبي داود ، والنسائي ، دون تسميته.

وقد أخرج عبد الملك بن حبيب في «الواضحة» ، عن حبيب كاتب مالك ، قال : قلت لمالك : إن سفيان زاد في حديث بنت غيلان أنّ مخنّثا يقال له هيت ، فقال مالك : صدق ، وهو كذلك ، وكان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غرّبه إلى الحمى.

قال أبو عمر في التمهيد : هذا غير معروف عن سفيان ، وإنما ذكره سفيان عن ابن جريج ، وأخرج الجوزجانيّ في تاريخه من طريق الأوزاعيّ ، عن الزهريّ ، عن علي بن حسين ، كان مخنّث يدخل على أزواج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له هيت.

وكذا أخرجه أبو يعلي ، من طريق يونس ، عن الزّهري ، عن عروة ، عن عائشة ، فذكر أصل القصّة ، وفيها : إن هيتا كان يدخل ، وهو في الصّحيح من طريق معمر عن الزهري ، دون تسميته.

وأخرج المستغفريّ من طريق داود بن بكر ، عن ابن المنكدر ـ أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفى هيتا في كلمتين تكلم بهما تشبه كلام النساء : قال لعبد الرحمن بن أبي بكر : إذا فتحتم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان ، فإنّها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : «لا تدخلوهم بيوتكم ...» الحديث.

وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد بن إبراهيم الدّورقي في مسنديهما ، من طريق محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عبد الكريم ، عن مجاهد ، عن عامر بن سعد بن مالك ، عن أبيه ـ أنه خطب امرأة بمكة فقال : من يخبرني عنها؟ فقال رجل مخنّث يقال له هيت : أنا أنعتها لك ، هي إذا أقبلت أقبلت تمشي على اثنتين ، وإذا أدبرت ولّت تمشي على أربع ، فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما أرى إلّا منكرا ، وما أراه إلّا يعرف النّساء» ، وكان يدخل على سودة فنهاها أن يدخل عليها ، فلما قدم المدينة نفاه ، فكان كذلك إلى إمرة عمر فجهد فكان يرخص له أن يدخل المدينة فيتصدّق عليه يوم الجمعة.

وذكر ابن وهب في جامعه عمن سمع أبا معشر ، قال : أمر به رسول الله صلّى الله عليه

٤٤١

وآله وسلّم فغرّب إلى عير جبل بالمدينة عند ذي الحليفة (١) ، فشفع له ناس من الصّحابة ، فقالوا : إنه يموت جوعا ، فأذن له يدخل كل جمعة فيستطعم ثم يلحق بمكانه ، فلم يزل هناك حتى مات.

وقد تقدم في ترجمة مانع شيء من خبره.

وقال أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي : كان بالمدينة ثلاثة من المخنّثين يدخلون في النساء فلا يحجبون : هيت : وهدم ، ومانع.

٩٠٤١ ـ الهيثم الأسديّ (٢) : ويقال الأنصاريّ ، أبو معقل ، معروف بكنيته ، سماه محمد بن عبد الله بن زكريّا الأنصاريّ. وقال أبو نعيم : قيل اسمه الهيثم ، وسيأتي في الكنى.

٩٠٤٢ ـ الهيثم بن دهر (٣).

روى ابن سعد عن الواقديّ بسنده عن المنذر بن جهم ، عن الهيثم بن دهر ، قال : رأيت شيب النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عنفقته وناصيته فحزرته ثلاثين شعرة عددا. وعند الطّبري أنه الّذي بعده بواحد ، وأنه نسب لجدّه.

٩٠٤٣ ـ الهيثم بن ضرار.

قال ابن أبي خيثمة : يقال هو اسم الشماخ ، والمعروف فيه أن اسمه معقل (٤) ، قاله أبو الفرج الأصفهاني.

٩٠٤٤ ـ الهيثم بن نصر بن دهر الأسلميّ.

ذكره الواقديّ فيمن خدم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأخرج بسند له عنه ، قال : خدمت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولزمت بابه في قوم محاويج ، فكنت آتيه بالماء من

__________________

(١) ذو الحليفة : بضم الحاء وفتح اللام ، موضع معروف مشهور بينه وبين المدينة ستة أميال وقيل سبعة نقله عياض وغيره. والشام : إقليم معروف يقال مسهلا ومهموزا وشآم بهمزة وبعدها مدة ، نقل الثلاثة صاحب «المطالع» قال الجوهري الشام بلاد ، تذكر وتؤنث ورجل شامي وشآم على فعال وشامي أيضا حكاه سيبويه وفي تسميتها بذلك ثلاثة أقوال : أحدها : إنها سمّيت بسام بن نوح لأنه أول من نزلها فجعلت السين تغير اللفظ الأعجمي والثاني : أنها سميت بذلك لكثرة قراها وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشّامات والثالث أنها سميت بذلك لأنه باب الكعبة مستقبل المطلع فمن قابل طلوع الشمس كانت اليمن عن يمينه والشام عن يده الشؤمى. انظر : المطلع ١٦٤.

(٢) أسد الغابة ت (٥٤٢٦).

(٣) أسد الغابة ت (٥٤٢٤) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٢٤.

(٤) في أ : مغفل.

٤٤٢

بئر أبي الهيثم بن التيهان ، وكان ماؤها طيبا ، ولقد دخل يوما صائفا على أبي الهيثم ، ومعه أبو بكر ... فذكر قصّة.

٩٠٤٥ ـ الهيثم ، والد قيس (١).

ذكره محمّد بن سلّام الجمحيّ ، وابن قانع مختصرا ، من طريق عبد القاهر بن السّري بن قيس بن الهيثم ، قال : استعمل ـ يعني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جدي الهيثم على صدقات قومه ، فأدّاها إلى أبي بكر. فوفى ، وكان الزّبرقان ممن وفي ، فقال أبو بكر الصّديق : وفي بها الزربقان تكرّما ، ووفى بها الهيثم تحرّجا ، أو قال تبرعا. قال عبد القاهر : فقلت له : من حدّثك؟ ففكر ساعة ، وقال : حميد عن الحسن. قال ابن الأثير : هذا هو ابن قيس بن الصلت بن حبيب السلميّ ، وهو عمّ عبد الله بن حازم أمير خراسان.

٩٠٤٦ ـ هيدان بن سيج العبسي.

ذكره الجاحظ في «البيان» ، وذكر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال للنابغة : «لا يفضض الله فاك». وقال لهيدان بن سيج : رب خطيب من عبس. وقال لحسان بن ثابت ... فذكر كرسيجا ، ولم يتحرر لي ضبط والده.

٩٠٤٧ ـ الهيكل بن جابر (٢).

ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج من طريق حماد بن عمرو النصيبي ، عن العطاف بن الحسن ، عن الهيكل بن جابر ، قال : بينما النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يطوف بالبيت إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : بحرمة هذا البيت إلّا غفرت لي ، فانتهره النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فذكر قصّة طويلة وفيها : «إنّ البخل كفر ، والكفر في النّار ، ولو صمت وصلّيت خلف المقام والرّكن ألف عام ثمّ بكيت حتّى تجري من دموعك الأنهار ، وتنبت الأشجار ، ثمّ متّ وأنت لئيم إلّا كبك الله على وجهك في النّار». وحماد مذكور بوضع الحديث.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٥٤٢٥).

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٢٥ ، أسد الغابة ت (٥٤٢٧).

٤٤٣

القسم الثاني

الهاء بعدها الراء

٩٠٤٨ ـ هرمي بن عبد الله (١) : ويقال ابن عتبة ، ويقال ابن عمرو الأنصاريّ الخطميّ ، ويقال الواقفيّ.

ذكره أبو موسى في الذّيل ، وأخرج من طريق ابن إسحاق ، حدّثني ثمامة بن قيس بن رفاعة ، عن هرمي بن عبد الله ـ رجل من قومه كان ولد في عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ورأى أصحابه وهم متوافرون ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أدرك الجمعة ثمّ لم يأتها كان في الّتي بعدها أثقل ...» الحديث ، ولهرمي هذا رواية عن خزيمة بن ثابت عند النّسائي ، وفي سنده اختلاف. وقيل فيه عبد الله بن هرميّ ، وهو مقلوب ، أشار إلى ذلك البخاري في تاريخه.

الهاء بعدها اللام

٩٠٤٩ ـ هلال بن عامر المنيريّ : هو ابن سحيم.

لأبيه صحبة ، وله رؤية ، قاله ابن مندة ، وأورد في ترجمته من طريق وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن قبيصة في كسوف الشمس ، قاله ابن مندة ، وقال غيره : عن هلال بن عامر ، يعنى أنّ قلابة رواه عن هلال بن عامر عن قبيصة لا أنّ هلال بن عامر هو صحابية. وقد أخرجه أبو داود ، من رواية عباد بن منصور ، عن أيّوب ، عن أبي قلابة ، عن هلال ـ أن قبيصة حدثه ، والطّبراني من طريق أنيس بن سوّار ، عن أيوب نحوه.

القسم الثالث

الهاء بعدها الألف

٩٠٥٠ ـ هاشم بن حرملة المريّ : من فرسان الجاهليّة.

أدرك الإسلام ، وعاش إلى خلافة عمر. وقرأت في التاريخ المظفريّ أنّ عمر قال لرجل من بني مرة : إن شئتم أن ترجعوا إلى نسبكم ـ يعني في قريش ، وكان منهم الحارث بن عوف ، وحصين بن الحمام ، وهرم ، وخارجة ولدا سنان ، وهاشم بن حرملة ، وهاشم هو الّذي مدحه عامر الجعفي بقوله :

__________________

(١) أسد الغابة ت (٥٣٦٥) ، الاستيعاب ت (٢٧٤٦).

٤٤٤

أحيا أباه هاشم بن حرملة

يوم الهباءات ويوم اليعمله

[الرجز]

فلم يعجبه ، فزاد فيها :

ترى الملوك حوله مغربله (١)

يقتل ذا الذّنب ومن لا ذنب له

[الرجز]

فأعجبه وأثابه.

٩٠٥١ ـ هانئ بن عروة بن الفضفاض بن نمران بن عمرو بن قعاس بن عبد يغوث المرادي ثم الغطيفي.

مخضرم ، سكن الكوفة ، وكان من خواص عليّ ، ولما بايع أهل الكوفة مسلّم بن عقيل بن أبي طالب للحسين بن علي نزل على هانئ المذكور ، فلما قدم عبيد الله بن زياد قتل مسلّم بن عقيل ، وقتل هانئ بن عروة.

وذكر ابن سعد بأسانيده إلى الشّعبي وغيره أن مسلما قدم الكوفة مستخفيا ، والنّعمان بن بشير أمير الكوفة ، فبلغ يزيد بن معاوية مسير الحسين بن علي قاصدا الكوفة ، فخشي أنّ النّعمان لا يقاومه ، فكتب إلى عبد الله بن زياد ـ وهو أمير البصرة يضم إليه إمرة الكوفة ، فقدمها وصحبته شريك بن الأعور الحارثيّ ، فنزل شريك على هانئ بن عروة ـ وتمارض ، فعاده عبيد الله بن زياد ، فأرادوا الفتك به ، ففطن ورجع مسرعا ، واستدعى بهانئ بن عروة ، فأدخل عليه القصر وهو ابن بضع وتسعين سنة ، فعاتبه ثم طعنه بالحربة وحزّ رأسه ، ورمى به من أعلى القصر. والقصّة مشهورة في جزء مقتل الحسين ، والغرض منها قوله : إنه جاوز التسعين ، فيكون أدرك من الحياة النبويّة فوق الأربعين ، فهو من أهل هذا القسم ، وقد مضى ذكر أبيه عروة في القسم الثالث أيضا.

٩٠٥٢ ـ هانئ بن معاوية الصدفي.

له إدراك ، وشهد فتح مصر ، وحجّ مع عثمان ، وروى عن عثمان بن حنيف ذكره ابن يونس.

الهاء بعدها الباء

٩٠٥٣ ـ هبيرة بن أسعد : بن كهلان السّبائيّ.

له إدراك ، وشهد فتح مصر ، ذكره ابن يونس ، وقال : إن في برقة بقية من ولده.

__________________

(١) في ج : مغرملة.

٤٤٥

٩٠٥٤ ـ هبيرة بن أخنس بن كور بن مولة (١) بن همام بن ضبّ بن كعب بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّ.

ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال : إنه مخضرم يقول :

فزعت إليهم دعوة يال مالك

وقد جعلت دودان قوم تسوّد

[الطويل]

٩٠٥٥ ـ هبيرة بن خالد بن مسلّم بن الحارث بن مخصف بن حاج ، وهو مالك بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السّكون السكونيّ.

له إدراك ، وابنه مالك كان شريفا أميرا عند معاوية ، وله معه قصّة في قتل حجر بن عديّ. ذكره ابن الكلبيّ. وقد مضى له ذكر في ترجمة محمد بن أبي حذيفة.

٩٠٥٦ ـ هبيرة بن مفاضة العامريّ (٢).

ذكر وثيمة في كتاب «الرّدّة» أنه أرسل إلى بني سليم يأمرهم بالثبات على الإسلام حين ارتدّت العرب. ذكر المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» هبيرة بن عامر بن ربيعة بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، هو الّذي يقال له هبيرة بن المفاضة ، والمفاضة أمه ، وهي من بني أسد ، وأورد له شيئا من شعره.

٩٠٥٧ ـ هبيرة بن النعمان بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة بن بدّاء بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مرّان بن جعفيّ بن سعد العشيرة الجعفيّ.

له إدراك ، وكان من أمراء عليّ وشهد معه صفّين ، واستعمله على المدائن ، وكان شريفا ، قاله ابن الكلبيّ.

الهاء بعدها الجيم

٩٠٥٨ ـ هجاس الإياديّ.

قال أبو الفرج الأصبهانيّ : أدرك الجاهليّة ، وأنشد عنه دواد الإيادي شعرا.

٩٠٥٩ ـ هجالة بن أفلح بن قيس بن عرعرة الغافقي.

أدرك الجاهليّة ، وشهد فتح مصر هو وابناه : عبد الله ، وعبد الرحمن ، ومات قديما بعد فتح مصر بقليل. ذكره ابن يونس.

__________________

(١) في ج : موالة.

(٢) أسد الغابة ت (٥٣٤٦).

٤٤٦

الهاء بعدها الدال

٩٠٦٠ ـ هديل بن هبيرة الثّعلبيّ (١).

ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» ، وقال : مخضرم.

٩٠٦١ ـ هديل الكاهليّ (٢).

ذكره سيف في «الفتوح» والطّبريّ في «التّاريخ» ، وأن خالد بن الوليد أوفده على أبي بكر الصّديق رضي‌الله‌عنه بفتح الحيرة.

٩٠٦٢ ـ هديم الثعلبي : تقدم ذكره في أديم.

الهاء بعدها الراء

٩٠٦٣ ـ هرم بن حيان العبديّ : المشهور أنه من كبار التّابعين. وقد تقدّم ذكره في الأوّل.

٩٠٦٤ ـ هرم بن سنان المرّي.

ذكر في ترجمة هاشم بن حرملة ، وهرم هذا هو الّذي أصلح بين بني عبس وبني فزارة بعد أن كادوا يتفانون في الحرب التي كانت بينهم بسبب داحس والغبراء ، وهو الّذي عناه زهير بن أبي سلمي الشّاعر المشهور والد كعب بن زهير بقوله فيه وفي رفيقه :

تداركتما عبسا وذبيان بعد ما

تفانوا ودقّوا بينهم عطر منشم(٣)

[الطويل]

ولزهير فيه غرر المدائح. قال ابن الكلبي : حدثني أبي ، قال : عاش هرم حتى أدرك عمر ، فقال له : أي الرّجلين كنت مفضلا : عامر بن الطفيل ، أو علقمة بن علاثة؟ فقال : لو قلت ذاك لعادت جذعة. قال عمر : نعم مستودع السر أنت يا هرم؟

٩٠٦٥ ـ هرم بن قطبة بن سنان الفزاريّ.

أدرك الجاهليّة وأسلّم في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وثبت في الرّدة ، وذكر وثيمة أنه دعا عيينة بن حصن إلى الثبات على الإسلام ، وقال له : اذكر عواقب البغي يوم

__________________

(١) في أ : هذه الترجمة اسمها هدير الضبي.

(٢) في أ : هديل الكامل.

(٣) ديوانه : ١٥.

٤٤٧

الهباءة ، ولجاج الرهان يوم قيس ، وهزيمتك يوم الأحزاب في موعظة طويلة ، فلم يقبل منه ، ففارقه ، وقال فيه شعرا. وكان هرم بن قطبة يقضي بين العرب في الجاهليّة ، وقد تنافر إليه عامر بن الطّفيل وعلقمة بن علاثة ، فاستخفى منهما. ذكر ذلك أبو عبيدة في كتاب الدّيباج ، وقال : أسلم هرم بن قطبة ، وقال عمر في خلافته : لمن كنت حاكما بينهما لو حكمت؟ فقال : أعفني ، فو الله لو أظهرت هذا لعادت الحكومة جذعة ، فقال : صدقت والله ، وبهذا العقل أحكمت.

وروى هذه القصّة أبو الحسين الرازيّ والد تمام في فوائده ، من طريق الشّافعي ، قال : حدّثني غير واحد ... فذكرها.

وقال الجاحظ في كتاب «البيان» : أوّل ما رآه عمر أراد أن يكشفه يستثير ما عنده ، لأنه كان دميم الخلقة ملتفا في بتّ في ناحية البيت ، فلما أجابه بهذا الحديث أعجب به ، وأورد قصّة المنافرة مطولة ابن دريد في أماليه من طريق ابن الكلبيّ ، عن أبيه ، عن أبي مسكين ، عن أشياخهم.

٩٠٦٦ ـ الهرمزان الفارسيّ.

كان من ملوك فارس ، وأسر في فتوح العراق ، وأسلم على يد عمر ، ثم كان مقيما عنده بالمدينة ، واستشاره في قتال الفرس.

وقال القاضي إسماعيل بن إسحاق : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدّثنا عباد بن العوام ، عن حصين ، عن عبد الله بن شدّاد : قال : كتب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الهرمزان : «[من محمّد رسول الله. إنّي أدعوك إلى الإسلام (١)] (٢) ، أسلم تسلم ...» الحديث.

وقال الشّافعيّ : أنبأنا (٣) الثّقفي ، وابن أبي شيبة ، حدّثنا مروان بن معاوية ، كلاهما عن حميد ، عن أنس : حاصرنا تستر ، فنزل الهرمزان على حكم عمر ، فقدم به عليه ، فاستفخمه ، فقال له : تكلّم ، لا بأس ، وكان ذلك تأمينا من عمر ، هكذا جاء مختصرا.

ورواها عليّ بن حجر في فوائد إسماعيل بن جعفر مطوّلة ، قال : عن حميد ، عن أنس : بعثني أبو موسى بالهرمزان إلى عمر ، وكان نزل على حكمه ، فجعل عمر يكلمه ، فجعل لا يرجع إليه الكلام ، فقال له : تكلّم. فقال له : أكلام حيّ أم كلام ميّت؟ قال : تكلّم ، لا بأس عليك ، قال : كنا وأنتم يا معشر العرب ، ما خلّى الله بيننا وبينكم ، نستعبدكم ،

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) في أ : أن أسلم.

(٣) في أ : أخبرنا.

٤٤٨

فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان ... فذكر قصّته معه في تأمينه. قال : فأسلم الهرمزان ، وفرض له عمر.

وقال يحيى بن آدم في كتاب «الخراج» ، عن الحسن بن صالح ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، قال : فرض عمر للهرمزان في ألفين.

وقال عليّ بن عاصم ، عن داود بن أبي هند ، عن الشّعبي ، عن أنس : قدم الهرمزان على عمر ... فذكر قصّة أمانه ، فقال عمر : أخرجوه عني ، سيّروه في البحر ، ثم قال كلاما ، فسألت عنه ، فقيل لي : إنه قال : اللهمّ اكسر به ، فأنزل في سفينة ، فسارت غير بعيد ، ففتحت ألواحها فوقعت في البحر ، فذكرت قوله : اكسر به ، ولم يقل غرقه ، فطمعت في النّجاة ، فسبحت ، فنجوت فأسلمت.

وروى الحميديّ في النّوادر ، عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن شهاب ، عن عبد الله بن خليفة : رأيت الهرمزان مع عمر رافعا يديه يدعو ويهلّل.

وأخرج الكرابيسيّ في «أدب القضاء» بسند صحيح إلى سعيد بن المسيب ـ أن عبد الرّحمن بن أبي بكر قال لما قتل عمر : إني مررت بالهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجيّ ، فلما رأوني ثاروا ، فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه ، فانظروا إلى الخنجر الّذي قتل به عمر ، فإذا هو الّذي وصفه ، فانطلق عبيد الله بن عمر ، فأخذ سيفه حين سمع ذلك من عبد الرحمن ، فأتى الهرمزان فقتله ، وقتل جفينة ، وقتل بنت أبي لؤلؤة صغيرة ، وأراد قتل كلّ سبي بالمدينة ، فمنعوه ... فلما استخلف عثمان قال له عمرو بن العاص : إن هذا الأمر كان ، وليس لك على الناس سلطان ، فذهب دم الهرمزان هدرا.

٩٠٦٧ ـ هريم بن جوّاس التميميّ : أحد بني عامر ، من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

له إدراك ، وهو مخضرم ، وكان يهاجي الأغلب العجليّ الراجز الماضي ذكره في حرف الألف في القسم الأول. ذكره المرزبانيّ في معجم الشّعراء ، وذكر أنه وافقه بسوق عكاظ ، فقال له :

قبحت من سالفة ومن قفا

عبد إذا ما رسب القوم طفا

فما صفا عدوّكم ولا صفا

كما شرار البقل أطراف السّفا

[الرجز]

فقال له : من أنت؟ ويلك! قال :

الإصابة/ج٦/م٢٩

٤٤٩

أنا غلام من بني مقاعس

الضّاربين فلك الفوارس

[الرجز]

الأبيات.

٩٠٦٨ ـ هزّال التميميّ.

له إدراك ، وله قصّة ذكرها المرزبانيّ ، قال : خطب هزّال التميميّ والمخبل السعديّ الشّاعر إلى الزبرقان ابنته (١) ، فأجاب هزّالا ، وترك المخبل ، فغضب ، وكان هزال قتل جارية للزبرقان ، قال : فهجا المخبل الزبرقان وعيّره بذلك في أبيات.

٩٠٦٩ ـ هزّال بن الحارث بن الصعب بن مخرم الخولانيّ.

أدرك الجاهليّة ، وشهد فتح مصر ، وكان عريفا على قومه لما دخلوا مصر ، ذكره ابن يونس.

٩٠٧٠ ـ هزيل بن شرحبيل الأزديّ الكوفيّ (٢).

ذكره أبو موسى في الذّيل ، وقال : يقال : إنه أدرك الجاهليّة ، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التّابعين ووثّقه.

قلت : وله رواية عن أبي ذر ، وابن مسعود ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقّاص ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وغيرهم من كبار الصّحابة. روى عنه الشّعبي ، وأبو إسحاق ، وطلحة بن مصرّف ، وعمرو بن مرة ، وآخرون. ووثّقه الدّارقطنيّ. وقال العجليّ : يعدّ من (٣) أصحاب عبد الله بن مسعود.

الهاء بعدها اللام

٩٠٧١ ـ هلال بن علّفة (٤) : بضم المهملة وتشديد اللام بعدها فاء.

٩٠٧٢ ـ هلال بن وكيع (٥) : بن بشر بن عمرو بن عدس بن دارم.

ذكره أبو عمر في الصّحابة ، ولم يذكر مستندا ، وقال : إنه قتل يوم الجمل. وقد تقدم

__________________

(١) في أ : ابنتيه.

(٢) أسد الغابة ت (٥٣٧١).

(٣) في أ : في.

(٤) تصحيفات المحدثين ٩٠٩ ، أسد الغابة ت (٥٣٩٨) ، الاستيعاب ت (٢٧٣٢) ، تبصير المنتبه ٣ / ٩٦٤.

(٥) أسد الغابة ت (٥٤٠٢) ، الاستيعاب ت (٢٧٣٤).

٤٥٠

في ترجمة زيد بن جبلة أنّ هلال بن وكيع وفد على عمر ، فدلّ على أنه لم ير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهو من أهل هذا القسم.

الهاء بعدها الميم

٩٠٧٣ ـ همدان الصّنعانيّ : بريد أهل اليمن إلى عمر.

أدرك النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وروى عن عمر قوله : المصلّون أحقّ بالسّواري من المتحدثين إليها. أخرجه الحميدي في النّوادر ، وابن أبي شيبة جميعا ، عن وكيع ، عن ربيعة بن عثمان ، عن إدريس الصّنعاني ، عن همدان.

٩٠٧٤ ـ الهملع بن أعفر التميميّ : من بني الهجيم.

قال المرزبانيّ في معجم الشّعراء : مخضرم ، نزل البصرة ، وخطب إليه الزّبير بن العوّام ابنته فرده ، وقال أبياتا منها :

وإنّي لسمح البيع إن صفقت بها

يميني وأهدت للحواريّ زينبا

[الطويل]

الهاء بعدها النون

٩٠٧٥ ـ هند بن عمرو الجمليّ ، بفتح الجيم ، المرادي.

أدرك الجاهلية ، وولاه عمر على نصارى بني تغلب سنة سبع عشرة ، وكان قاتل هند بن عبد الله بن يثربي الضبي ، وفي ذلك يقول :

إن تقتلوني فأنا ابن يثربي

قاتل عليا وهند الجمليّ

[الرجز]

وقتل يوم الجمل مع علي ، واستدركه ابن فتحون.

٩٠٧٦ ـ هنيّ : بالتصغير ، مولى عمر.

أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، واستعمله عمر على الحمى ، والرواية بذلك في صحيح البخاريّ : وأخرج ابن سعد عن الواقديّ ، عن عمرو بن عمير بن هني ، عن أبيه ، عن جده ـ قال : لم يحم أبو بكر شيئا من الأرض إلا البقيع ، فلما كان عمر وكثر الناس استعملني على حمى الرّبذة.

وأخرج ابن سعد أيضا ، عن خالد بن مخلد ، عن سليمان بن بلال ، عن جعفر بن محمد : سمعت رجلا من الأنصار يحدّث أبي عن هني مولى عمر أنه كان بصفين ، فذكر

٤٥١

قصّة قتل عمار ، وذكر له قصة في ذلك مع عمرو بن العاص.

الهاء بعدها الواو

٩٠٧٧ ـ هوذة بن الحارث بن عجرة بن عبد الله بن يقظة السلمي ، ويعرف بابن الحمامة ، وهي أمه. له إدراك.

ذكره المرزبانيّ في «معجم الشعراء» ، وقال : حضر العطاء في أيام عمر بن الخطاب ، فدعا أناسا قبله من قومه ، فقال :

لقد دار هذا الأمر في غير أهله

فأبصر أمين الله كيف يذود

أيدعى خثيم والشّريد أمامنا

ويدعى رباح قبلنا وطرود

فإن كان هذا في الكتاب فهم إذا

ملوك بني حرّ ونحن عبيد(١)

[الطويل]

قال : فدعا به عمر فأعطاه.

قلت : والأربعة المذكورون من الصحابة فيما أحسب ، والشريد هو ابن السلميّ صحابي مشهور ، وكأنهم قدّموا على هوذة لصحبتهم ، وكان هو عند نفسه مقدما عليهم قبل الإسلام كما وقع ذلك للحارث بن هشام ومن معه ، لما رأوا صهيبا وأمثاله يؤذن لهم قبلهم على عمر.

٩٠٧٨ ـ هوذة (٢) بن عبد الله بن الطفيل ، استشهد بأجنادين. ذكره في التاريخ المظفريّ.

٩٠٧٩ ـ هوذة غير منسوب (٣).

ذكره ابن عساكر في تاريخه ، فقال : أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشهد بدرا مع المشركين ، ثم أسلم بعد ، ووفد على معاوية في خلافته ، وأورد له ابن مندة من طريق رحمة بن عصمة ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال : وفد على معاوية رجل يقال له هوذة ، فقال له معاوية : أشهدت بدرا ، قال : نعم يا أمير المؤمنين ، علي لا لي ، وكأني أرى بريق سيوفهم كأنها شعاع الشمس خلل السحاب ، قال : فابن كم كنت؟ قال : أنا يومئذ قمد ممدود

__________________

(١) ينظر البيت الأول في أسد الغابة ترجمة رقم (٥٤١٦) ، ومعجم الشعراء للمرزباني : ٤٦٠.

(٢) في أ : هوذ.

(٣) أسد الغابة ت (٥٤٢١).

٤٥٢

مثل صفا الجلمود : القصة ، قال أبو نعيم : لا تصحّ له صحبة ، لأنه أسلم بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

الهاء بعدها الياء

٩٠٨٠ ـ الهيثم بن الأسود بن قيس بن معاوية بن سفيان النخعي ، يكنى أبا العريان.

جوز أبو عمر أنه الّذي روى عنه حديث السهو ، وذكره ابن الكلبي عن عوانة ، وذكر له قصة مع المغيرة بن شعبة لما كان أمير البصرة في خلافة عمر ، فدل على أن له إدراكا. قال ابن الكلبيّ : كان من رجال مذحج ، وقتل أبوه يوم القادسية.

وقال المرزبانيّ في «معجم الشعراء» : كان أبو العريان أحد من شهد على حجر بن عديّ ، وبقي حتى علت سنّة. ذكره أبو أحمد الحاكم في الكنى ، وساق من طريق عبد الملك بن عمير ، قال : عاد عمرو بن حريث أبا العريان فقال : كيف تجدك؟ قال : أجدني قد ابيضّ مني ما كنت أحبّ أن يسودّ ، واسودّ مني ما كنت أحب أن يبيض ، وأنشده :

اسمع أنبّيك بآيات الكبر

تقارب الخطو وسوء في البصر

وقلّة الطّعم إذا الزّاد حضر

وكثره النّسيان لما يذّكر

[الرجز]

وأما تجويز أبي عمر أنه الّذي روى عنه محمد بن سيرين حديث السهو فيأتي بيان ذلك في الكنى.

٩٠٨١ ـ الهيثم الحنفيّ.

ذكره وثيمة في كتاب «الرّدّة» ، وذكر له شعرا يدل على أنه استمر على الإسلام.

وذكر سيف في الفتوح أن أبا بكر كتب إلى خالد : وقد جعلت بينك وبين الناس شعارا وهو الأذان ، فمن أعلنه فدعه ، ومن لم يعلنه فاغزه ، وفي ذلك يقول رجل من بني حنيفة ، يقال له الهيثم ، وكان جيش خالد بن الوليد أسروه :

أترى خالدا يقتّلنا اليوم

بذنب الأصيغر (١) الكذّاب

لم ندع ملّة النّبيّ ولا نحن

رجعنا منها على الأعقاب

[الخفيف]

في أبيات ، فبلغ ذلك خالدا ، فأطلقه ، فلما انحدر من الثنية صرعته دابته فقتلته.

__________________

(١) في ب : الأصيفر.

٤٥٣

٩٠٨٢ ـ الهيثم (١) بن مالك التّنوخي ، من بني ساعدة.

له إدراك ، قال أبو سعيد بن يونس : شهد فتح مصر ، وذكروه في كتبهم.

القسم الرابع

الهاء بعدها الألف

٩٠٨٣ ـ الهاد (٢) : ذكر الذهبيّ في التجريد أنّ له في مسند بقي بن مخلد حديثا ، وهذا خطأ ، وإنما الحديث عن ابنه شداد بن الهاد الليثي.

الهاء بعدها الجيم

٩٠٨٤ ـ الهجنع بن عبد الله بن جندع بن البكاء بن عامر بن صعصعة العامريّ. ذكره ابن قانع في الصحابة ، فأخطأ في ذلك خطأ فاحشا ، وأورد من طريق عقبة بن وهب بن عقبة ، عن أبيه ـ أن الهجنّع قال : يا رسول الله ، ما يحل لنا من الميتة؟ الحديث.

وقوله الهجنع تصحيف ، وإنما هو الفجيع ، بفاء وبعد الجيم تحتانية ساكنة. وقد تقدم في حرف الفاء على الصواب. والحديث عند أبي داود ، وقد أخرجه الخطيب في المؤتلف من الطريق التي أخرجها ابن قانع ، فقال : عن الهجنع بن عبد الله ، فذكره ، وقال : كذا وقع. والصواب الفجيع بن عبد الله.

٩٠٨٥ ـ الهجنّع (٣) بن قيس الحارثي.

ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وقال : أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة ، وساق من طريق هشيم عن يحيى بن عبد الرحمن ، عن هجنع (٤) ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من سرّه أن ينظر إلى عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذرّ» (٥). انتهى.

وأورده ابن عساكر في ترجمة أبي ذر ، من طريق هشيم ، وقال : هذا مرسل.

قلت : وأخرج الطّبرانيّ الحديث المذكور من رواية إبراهيم الهجريّ ، عن عبد الله بن مسعود.

__________________

(١) في أ : هيصم.

(٢) بقي بن مخلد ٥٩٧ ، أسد الغابة ت (٥٣٤٩).

(٣) في أ : الهجيع.

(٤) في أ : هجيع.

(٥) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٣٢٣١ وعزاه للطبراني عن ابن مسعود ـ وضعّف.

٤٥٤

وقال أبو حاتم الرّازيّ : روى الهجنع عن عليّ مرسلا ، وذكره ابن حبان في أتباع التابعين ، وقال : روى عن إبراهيم النخعي. وذكره ابن يونس في تاريخ مصر ، وقال : إنه يروي عن حذيفة ، وأنه كان ينزل الأشمونين (١) ، قال : وأحسبه ناقلة من الكوفة ، ثم أخرج من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن رزين أن الهجنع بن قيس حدّثه أن رجلا قال : يا رسول الله ، ما يكفيني من الدنيا؟ قال : «ما أشبع جوفك وستر عورتك».

الهاء بعدها الدال

٩٠٨٦ ـ هديل (٢) : ذكره أبو موسى في الذيل ، وأخرج من طريق ابن أبي الدنيا بسنده إلى أبي السوداء ، عن أبي سابط ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لو ترك شيء لشيء ، لترك الهديل لأبويه».

قلت : توهم أبو موسى أن الهديل هذا اسم رجل ، وليس كذلك ، وإنما هو اسم جنس ، وهو بفتح الهاء بوزن عظيم : الفرخ الصغير الذكر من الحمام ، والمراد بذكره هنا ضرب المثل ، قال ذو الرمة الشاعر :

قلت أتبكي ذات طوق تذكّرت

هديلا وقد أودى الهديل قديما

[الطويل]

الهاء بعدها الراء

٩٠٨٧ ـ هرماس : بن حبيب العنبريّ.

قال ابن حبّان : له صحبة ، هكذا أورده عقب هرماس بن زياد ، وهو خطأ ، فإن البخاريّ ذكر عقب ترجمة هرماس بن زياد هرماس بن حبيب ، لكن قال : روى عن أبيه عن جده ، روى عنه النضر بن شميل ، وهذا هو الصّواب. وهرماس بن حبيب من أتباع التابعين ، اختلف في اسم جده.

٩٠٨٨ ـ هرم بن مسعدة : من بني عدي بن بجاد.

ذكره ابن شاهين ، عن ابن الكلبيّ ، وصحف اسمه واسم أبيه ، وإنما هو هدم ، بالدال ،

__________________

(١) أشمون : بالنون وأهل مصر يقولون الأشمونين وهي مدينة قديمة أزلية عامرة آهلة إلى هذه الغاية وهي قصبة كورة من كور الصعيد الأدنى غربي النيل ذات بساتين ونخل كثير سميت باسم عامرها وهو أشمن ابن مصر بن بيصر بن حام بن نوح. انظر : معجم البلدان ١ / ٢٣٧ ، ٢٣٨.

(٢) أسد الغابة ت (٥٣٥٤).

٤٥٥

ابن مسعدة ، أحد الوفد التسعة من بني عبس ، كذا ذكره ابن الكلبيّ على الصواب ، وتبعه الرشاطيّ وغيره ، وقد تقدم في الأول.

الهاء بعدها الزاي

٩٠٨٩ ـ هزال بن مرة الأشجعيّ : ذكره الأزرقي في الصحابة ، قاله أبو عمر.

قلت : وهو خطأ نشأ عن تصحيف ، وإنما هو هلال بن مرة ، كما مضى في الأول.

٩٠٩٠ ـ هشام بن عتبة بن أبي وقاص : تقدم أن الصواب هاشم ، كما مضى في الأول.

٩٠٩١ ـ هشام بن قتادة الرهاوي (١).

ذكره البغويّ ، ويحيى بن يونس ، وأبو نعيم تبعا لغلط وقع لبعض الرواة في إسقاط ذكر أبيه من السند.

قال البغويّ : حدثنا أبو بكر بن زنجويه ، حدثنا علي بن بحر ، حدثنا قتادة بن الفضيل بن عبد الله بن قتادة ، حدثنا أبي ، حدثنا عمي هشام بن قتادة ، قال : لما عقد لي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على قومي أخذت بيده فودعته. قال أبو موسى في الذيل : رواه غيره عن علي بن بحر ـ يعني بهذا السند ـ إلى هشام بن قتادة ، فقال : عن أبيه ، قال : لما عقد لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قلت : وهذا هو الصواب ، فقد أخرجه أحمد بن أبي خيثمة ، عن علي بن بحر كذلك ، وكذا أخرجه البخاريّ عن أحمد بن أبي طالب عن قتادة بن الفضل ، وكذا هو في الطبراني من وجه آخر عن علي بن بحر. وذكر البخاريّ ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وغيرهم ـ هشام بن قتادة في التابعين.

٩٠٩٢ ـ هشام بن المغيرة : بن العاص (٢).

ذكره يحيى بن يونس ، والمستغفري في الصحابة ، وتبعهما أبو موسى في الذيل ، وأخرجوا من طريق أبي غسان ، عن ابن أبي حازم ، عن أبيه ، عن عمرو بن هشام ، عن جديه : عمرو ، وهشام ، قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّما نزل القرآن يصدّق بعضه بعضا ...» الحديث.

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٢١ ، أسد الغابة ت (٥٣٨٢) ، الجرح والتعديل ٢١ / ٦٨.

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٢١ ، الجرح والتعديل ٩ / ٦٨ ، الطبقات الكبرى ١ / ١٢٧ ـ ٨ / ١٥٣ ، أسد الغابة ت (٥٣٨٣).

٤٥٦

وقوله في السند : عن عمرو بن هشام غلط ، وإنما هو عمرو بن شعيب ، وجداه عمرو وهشام هما ابنا العاص بن وائل. وذكر المغيرة بن هشام والعاصي في الترجمة زيادة لا حاجة إليها.

وقد مضى الحديث في ترجمة هشام بن العاص ، من رواية سويد بن سعيد ، عن ابن أبي حازم ، عن أبيه ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كنت أنا وأخي هشام بباب حجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... فذكر القصة.

الهاء بعدها اللام

٩٠٩٣ ـ هلال بن الحارث : أبو الحمل (١) ، مشهور بكنيته.

هكذا أورده ابن عبد البرّ ، ثم أعاده في الكنى ، ونسبه العباس بن محمد عن ابن معين وصحفه في الموضعين تصحيفا شنيعا ، وإنما هو أبو الحمراء ، بفتح المهملة وسكون الميم بعدها راء ثم ألف ، وقد تعقبه عليه أصحابه وأتباعهم ، والأمر فيه أشهر من ذلك ، وبالله التوفيق.

٩٠٩٤ ـ هلال بن الحكم (٢).

ذكره المستغفريّ ، وأورد من طريق علي بن سلمة ، عن عبد الملك بن عمرو ، عن فليح ، عن هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، عن هلال بن الحكم ، قال : لما قدمت على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علمت أمورا من أمور الإسلام ، فكان فيما علمت أن أشمّت من عطس إذا حمد الله تعالى ... الحديث ، وفيه قصة في تشميت العاطس وهو يصلّي. قال أبو موسى في «الذيل» : هذا الحديث يعرف بمعاوية بن الحكم إلا أن هذا الرّاوي وهم فيه.

قلت : ولم يعيّنه وهو عليّ بن سلمة ، فقد أخرجه أبو داود ، عن محمد بن يونس النسائي ، عن عبد الملك بن عمرو بهذا السند ، فقال : عن معاوية بن الحكم ، وهو عند مسلم والنسائي من طريق يحيى بن أبي كثير ، عن هلال بن علي كذلك.

٩٠٩٥ ـ هلال بن ربيعة (٣).

ذكره ابن مندة ، وأخرج من طريق عبد الرحمن بن بشير ، عن ابن إسحاق ، عن عبد

__________________

(١) الثقات ٣ / ٤٣٥ ، أسد الغابة ت (٥٣٩٠) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٢١ ، الاستيعاب ت (٢٧٢٩).

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٢١ ، أسد الغابة ت (٥٣٩١).

(٣) أسد الغابة ت (٥٣٩٣).

٤٥٧

الله بن أبي بكر ، عن هلال بن ربيعة ، قال : أصبت سيف ابن عائذ المخزومي فألقيته في النفل ، فرآه الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي ، فسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه ، فأعطاه إياه.

قال أبو نعيم : صوابه مالك بن ربيعة ، وهو أبو أسيد الساعديّ ، ثم ساقه من طريق إبراهيم بن سعد ، عن إسحاق كذلك.

قلت : ليت ابن مندة سكت على ذلك مع سعة اطلاعه.

٩٠٩٦ ـ هلال بن عامر.

ذكره ابن مندة في الصحابة ، ووهم فيه وهما فاحشا ، فإنه ظنه صحابيا ، وإنما هو اسم قبيلة معروفة نسبوا إلى جدهم هلال بن عامر.

وقد تقدم بيان ذلك في نمير بن عامر من حرف النون.

٩٠٩٧ ـ هلال بن عامر المزني (١) : آخر.

ذكره جعفر المستغفريّ ووهم فيه ، فإنه تابعي ، فأورد من طريق عبدة عن محمد بن عبيد الطنافسي : سمعت شيخا من بني فزارة يحدّث عن هلال بن عامر المزني ، وغيره ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على بغلة شهباء أو على بعير ... الحديث.

قلت : تبعه أبو موسى في الذيل ، وإنما رواه هلال بن عامر عن أبيه عن رافع بن عمر ، وأخرجه أحمد عن محمد بن عبيد كذلك ، عن أبي معاوية ، عن هلال بن عامر ، عن أبيه ، وأبو داود ، والنسائي ، من طريق مروان بن معاوية ، عن هلال ، عن رافع ، وتابع أبا معاوية يعلى بن عبيد ويحيى القطان وغيرهما ، وهي الراجحة.

الهاء بعدها الميم

٩٠٩٨ ـ همام (٢) : مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

أخرج أبو موسى من طريق جعفر المستغفري ، عن البردعيّ ـ أن أبا الزبير روى عن همام مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ رجلا قال : يا رسول الله ، إن امرأتي لا

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٢٢ ، الجرح والتعديل ٩ / ٧٤ ، تقريب التهذيب ٢ / ٣٢٤ ، تهذيب التهذيب ١١ / ٨١ ، خلاصة تذهيب ٣ / ١١٩ ، الكاشف ٣ / ٢٢٧ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٤٥٢ ، التاريخ الكبير ٨ / ٢٠٦ ، أسد الغابة ت (٥٣٩٧).

(٢) أسد الغابة ت (٤٥٠٦).

٤٥٨

تردّ يد لامس ... الحديث ... وهو تصحيف ، وإنما هو هشام كما تقدّم في الأول.

الهاء بعدها النون

٩٠٩٩ ـ هنّاد : وجدته في جزء أبي إسحاق بن أبي ثابت بسنده إلى العرزميّ ، وهو محمد بن عبيد العرزميّ ، عن عبيد الله بن عبيد الله بن هناد ، عن أبيه ، قال : زوج هناد ابنته فضرب عليها بالغربال ... الحديث.

وهو تصحيف ، وإنما هو هبار ، بموحدة وآخره. وقد تقدم على الصواب. في الأول.

٩١٠٠ ـ هنيدة بن مغفل الغفاريّ (١).

ذكره ابن حبّان في الصحابة ، فقال : له صحبة ، سكن مصر ، وأحسبه هبيب بن مغفل.

قلت : هو كما ظن ، وكأنه وجده في موضع على الصواب فذكره ، ثم وجده في آخر على الخطأ فذكره احتياطيا ، وهو واحد بلا ريب.

وأبو مغفل ، بضم أوله وسكون المعجمة وكسر الفاء.

الهاء بعدها الواو

٩١٠١ ـ هوذة (٢) : بن قيس بن عبادة بن دهيم الأنصاريّ.

ذكره ابن شاهين وابن مندة ووهما فيه ، وإنما الصحبة لولده معبد ، فأخرج ابن شاهين ، من طريق صالح بن زريق ، عن علي بن ثابت ، عن عبد الرحمن بن معبد بن هوذة ، عن أبيه ، عن جده.

وأخرج ابن مندة ، من طريق النّفيلي ، عن علي بن ثابت ، عن عبد الرحمن بن النعمان بن هوذة ، عن أبيه ، عن جده ـ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر بالإثمد المروّح ، وقال : «ليتّقه الصّائم».

والصواب ما أخرجه أحمد وأبو داود وابن قانع من طرق ، عن علي بن ثابت ، عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة ، عن أبيه عن جده ، فسقط من الرواية الأولى في نسب الراويّ النعمان ، ومن الثانية معبد ، نبه عليه العلائي ، فالصحبة لمعبد بن هوذة.

وقد اغتر ابن الأثير بما ذكره ابن مندة ، فأخرج الحديث في هذه الترجمة من مسند

__________________

(١) الثقات ٣ / ٤٣٨.

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ١٢٤ ، التاريخ الكبير ٨ / ٢٤٦ ، أسد الغابة ت (٥٤٢٠).

٤٥٩

أحمد ، وساقه على سياق ابن مندة ، فوهم ، وإنما هو في المسند بإثبات النعمان في السند.

٩١٠٢ ـ هوذة العصريّ.

ذكره ابن قانع فوهم فيه وهما ظاهرا ، فإنه أورد في ترجمته حديثا من طريق هوذة العصري عن جده ، فما أدري كيف غفل حتى جعل هوذة صحابيا ، وإنما الصحبة لجده ، وهو جدّه لأمه ، واسمه مرثد بن جابر ، كما تقدم في حرف الميم.

الهاء بعدها الياء

٩١٠٣ ـ الهيثم بن الربيع : أبو حية النميري. يأتي في الكنى.

٩١٠٤ ـ الهيثم بن مالك الطائيّ.

تابعيّ من أهل الشام ، أرسل حديثا فظنه بعضهم صحابيا ، فأورد إبراهيم الحربيّ من طريق صفوان بن عمرو ، عن الهيثم بن مالك ، قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تشكو زوجها ، فقال : «أتريدين أن تزوجي ذا جمة فينشأ على كل خصلة منها شيطان!».

وهذا مرسل صحيح السند.

وأخرج البيهقيّ من طريق الهيثم بن مالك أيضا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطب فبكى رجل ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، «لو شهدكم اليوم كلّ مؤمن عليه من الذّنوب كأمثال الجبال الرّواسي لغفر لهم ببكاء هذا الرّجل ، وذلك أنّ الملائكة لمّا يبكي تدعو وتقول : اللهمّ شفع البكّاءين فيمن لم يبك».

وذكره البخاريّ وابن حاتم وغيرهما في التّابعين. والله أعلم.

٤٦٠