الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٦

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

الإصابة في تمييز الصحابة - ج ٦

المؤلف:

أحمد بن علي بن حجر العسقلاني


المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الموضوع : رجال الحديث
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٧

ذكره أبو موسى في «الذيل» ، وقال : قيل إنه أدرك الجاهليّة.

قلت : ذكره أبو نعيم في «الحلية» قبل مرّة بن شراحيل بواحد ، وبعد عمرو بن ميمون الأودي بواحد ، وكلاهما من أهل هذا القسم ، وقال : لا أعرف له سندا متصلا ، وأورد من الزهد لأحمد بسند ، صحيحى عن علقمة أنّه أصاب بردة فيها من دم معضد فغسله فبقي أثره ، فكان يصلّي فيها ، ويقول : إنه ليزيده إليّ حبّا أن دم معضد فيه.

ومن طريق عبد الرّحمن بن يزيد النخعيّ بسند صحيح أيضا ، قال : خرجت في جيش فيهم علقمة ، ويزيد بن معاوية النّخعي ، وعمرو بن عتبة ، ومعضد ، فخرج عمرو بن عتبة وعليه جبّة ، فقال : ما أحسن الدم يتحادر على هذه ، فأصابه حجر فشجّه فتحدّر عليها الدّم ثم مات منها ، وخرج معضد فأصابه حجر فشجّه ، فجعل يلمسها بيده ويقول : إنّها لصغيرة. وإن الله يبارك في الصّغير ، فمات منها فدفناه.

٨٤٦٧ ـ معقل بن الأعشى بن النّباش ، كان يعرف بأبيض الركبان.

له إدراك ، وله مشاهد مشهورة في قتال الفرس ، وكان مع خالد بن الوليد من سنة اثنتي عشرة وما بعدها. استدركه ابن فتحون.

٨٤٦٨ ـ معقل بن خداج الطائيّ.

له إدراك ، ذكره وثيمة ، وقال : شهد اليمامة مع خالد بن الوليد ، وأبلى يومئذ بلاء حسنا ، واستشهد هناك. واستدركه ابن فتحون.

٨٤٦٩ ـ معقل بن ضرار : هو الشماخ ـ تقدم في الشّين المعجمة.

٨٤٧٠ ـ معقل بن قيس الرّياحي : بالتّحتانية المثناة.

له إدراك. قال ابن عساكر : أوفده عمّار بن ياسر على عمر بفتح تستر ، ووجّه على بني ناجية حين ارتدّوا.

وذكره يعقوب بن سفيان في أمراء عليّ يوم الجمل. وقال الهيثم بن عديّ : كان صاحب شرطة عليّ. وذكر خليفة بن خياط أنّ المستورد بن علّفة اليربوعيّ الخارجيّ بارزة لما خرج بعد علي فقتل كلّ منهما الآخر ، وكان ذلك سنة اثنتين وأربعين في خلافة معاوية.

ذكره الطّبريّ ، وأرّخه أبو عبيدة سنة تسع وثلاثين في خلافة عليّ.

٨٤٧١ ـ معمّر بن كلاب الزمّاني (١).

__________________

(١) أسد الغابة ت (٥٠٤٩).

الإصابة/ج٦/م١٦

٢٤١

ذكره وثيمة في الرّدة : وقال : كان ممن وعظ مسيلمة وبني حنيفة ونهاهم عن الردّة ، قال : وكان جارا لثمامة بن أثال ، فلما عصوه تحوّل إلى المدينة فمنعه (١) ثمامة حتى ردّه ، وشهد قتال اليمامة مع خالد. واستدركه أبو علي الغسّانيّ ، وهو بتشديد الميم.

٨٤٧٢ ـ معن بن أوس بن نصر بن زيادة بن أسعد بن سحيم بن ربيعة بن عداء بن ثعلبة بن ذؤيب بن سعد بن عداء بن عثمان بن عمرو بن أدّ بن أبي طابخة. وأم عثمان اسمها مزينة بنت كلب بن (٢) وبرة [غلبت عليهم] (٣) ، فنسبوا (٤) إليها ، المزني الشّاعر المشهور.

ذكره أبو الفرج الأصبهانيّ ، فقال : شاعر مجيد فحل من مخضرمي الجاهليّة والإسلام ، فإنه مدح عبد الله بن جحش وغيره ، وفد على عمر مستعينا به على أمره ، وخاطبه بقصيدته التي أولها :

تأوّبه طيف بذات الحوائم

فنام رفيقاه وليس بنائم

[الطويل]

قال : ثم عمّر بعد ذلك إلى زمان ابن الزّبير ، وهو الّذي قال لابن الزبير : لعن الله ناقة ـ حملتني إليك ، فقال : إن وراكبها. قال : وكان معاوية يقول : فضل المزنيّون الشّعراء في الجاهليّة والإسلام. وهو صاحب القصيدة المعروفة بلامية العجم التي أولها :

لعمري لا أدري وإنّي لأوجل

على أيّنا تغدو المنيّة أوّل

[الطويل]

يقول فيها :

إذا أنت لم ينتصف أخاك وجدته

على طرف الهجران إن كان يعقل

[الطويل]

ويقول فيها :

إذا انصرفت نفسي عن الشّيء لم تكن

لشيء إليه آخر الدّهر تعدل

[الطويل]

وقال المرزبانيّ : كان رضيع عبد الله بن الرّبيع ، وكان مصاحبا له ، وكفّ في أواخر عمره.

__________________

(١) في أ : فتبعه.

(٢) في أ : كليب.

(٣) سقط في أ.

(٤) في أ : نسبوا.

٢٤٢

قال ابن عساكر : كان معاوية يفضّله ، ويقول : كان أشعر أهل الجاهليّة زهير بن أبي سلمى ، وأشعر أهل الإسلام ابنه كعب ، ومعن بن أوس.

٨٤٧٣ ـ معن بن حاجر (١) : كان هو وأخوه طريفة مع خالد بن الوليد في قتال أهل الردة.

وذكر له سيف في «الفتوح» في ذلك أخبارا.

٨٤٧٤ ـ معيّة : بصيغة التصغير ، أو بفتح أوله وكسر ثانيه ، ابن الحمام المرّي ، بالراء المهملة ، هو أخو حصين بن الحمام. تقدم ذكره مع أخيه. وأنشد له المرزبانيّ يرثي أخاه من أبيات :

ومن لا ينادي بالهضيمة جاره

إذا أسلم الجار الأليف المواكل

فمن وبمن يستدفع الضرّ بعده

وقد صمّمت فينا الخطوب النّوازل

[الطويل]

قلت : ذكرته لأن أخاه إن كان مات قبل الوفاة النبويّة فجائز أن يكون معيّة أسلم ، وجائز : ألا يكون أسلم ، ومات على كفره ، لكن تقدم في الحصين أنه كان له ابن اسمه باسم أخيه معيّة ، وبه كان يكنى ، فتكون الترجمة له ، وإن كان موت الحصين بعد الوفاة النبويّة فأخواه من أهل هذا القسم والله أعلم.

الميم بعدها العين

٨٤٧٥ ـ المغيرة بن أبي صفرة الأزديّ.

ذكر أبو عليّ بن السّكن في الصّحابة في ترجمة أبي صفرة والده ما يدلّ على إدراكه ، فقال : وسأله النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن ولده ، فقال : هم ثمانية عشر ذكرا ، وولدت لي بأخرة بنت سمّيتها صفرة : فقال : «أنت أبو صفرة».

وقال أبو عمر في ترجمة أبي صفرة : إنه وفد على أبي بكر وعمر ومعه عشرة من ولده ، أصغرهم المهلب.

وقال الطّبريّ : لما ولي زياد الحكم بن عمرو خراسان ولي المهلب الحرب ، وولى أخاه أمر العسكر ، ففتح الله عليهم. واستدركه ابن فتحون.

٨٤٧٦ ـ المغيرة بن عبد الله بن المعرض (٢). بن عمرو بن أسد بن خزيمة ، المعروف

__________________

(١) أسد الغابة ت (٥٠٥١) ، الاستيعاب ت (٢٤٩٩).

(٢) في أ : معرض.

٢٤٣

بالأقيشر ، ويكنى أبا المعرض (١). قال أبو الفرج الأصبهانيّ : كان أبعد بني أسد بن خزيمة نسبا ، وعمّر عمرا طويلا في الجاهليّة ، وهو الّذي يقول في الإسلام في مسجد سماك بن خرشة الأسديّ :

غضبت دودان من مسجدنا

وبه يعرفهم كلّ أحد

لو هدمنا غدوة بنيانه

لانمحت أسماؤهم طول الأمد

[الرمل]

قال : وقالوا : إنه كان عنّين ووصف نفسه بضدّ ذلك حيث يقول في وصف الأير ويوهم أنه يصف الفرس :

ولقد أروح بمشرف ذي ميعة

عند المكرّ وماؤه يتفصّد

مرح يطير من المراح لعابه

ويكاد جلد أديمة يتقدّد

[الكامل]

الميم بعدها القاف والكاف

٨٤٧٧ ـ المقوقس : يأتي في القسم الّذي بعده.

٨٤٧٨ ـ مكحول : قيل هو اسم النجاشيّ ملك الحبشة.

ذكر ذلك في نوادر التفسير لمقاتل بن سليمان.

٨٤٧٩ ـ مكلبة بن حنظلة بن جويّة (٢).

له إدراك ، ذكره محمد بن خالد الدمشقيّ في كتاب فتوح الشام ، وأورد بسند فيه من لم يسمّ عنه ، قال : إني والله لفي الميسرة يوم اليرموك إذ مرّ بنا رجال من الروم على خيل من خيول العرب لا يشبهون الروم ، فما أنسى قول قائل منهم : النّجاء ، الحقوا بوادي القرى ويثرب ، ثم يرتجز :

أكلّ حين منكم مغير

يحلّ في البلقاء والسّدير (٣)

__________________

(١) في أ : أبا معرض.

(٢) في أ : جولة.

(٣) السّدير : موضع معروف بالحيرة. قيل نهر وقيل قصر قريب من الخورنق اتخذه النعمان لبعض ملوك العجم وقيل السدير : ما بين نهر الحيرة إلى النّجف إلى كسكر من هذا الجانب والسدير أيضا : مستنقع الماء وغيض في أرض مصر والسدير بالضم مصغّر السدر : قاع بين البصرة والكوفة وموضع في ديار غطفان وقيل قرية لبني العنبر بإضافة ذو. انظر : مراصد الاطلاع ٢ / ٧٠٠.

٢٤٤

هيهات يأتي ذلك الأمير

والملك المتوّج المحبور

[الرجز]

قال : فأحمل عليه ، فلم أزل حتى أقتله (١).

الميم بعدها اللام

٨٤٨٠ ـ ملحان بن زنار (٢) بن غطيف بن حارثة بن سعيد بن حشرج (٣) الطائيّ ، أخو عدي بن حاتم لأبيه ، ويجتمع معه في الحشرج ، وأمهما النوار بنت رملة البحترية.

له إدراك ، وذكره عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح ، وقال : حدثني سعيد بن مجاهد أن ملحان بن زنّار أتى أبا بكر في جماعة من طي خمسمائة أو ستمائة ، فقال : إنا أتيناك رغبة في الجهاد ، وحرصا على الخير ، فقال له أبو بكر : الحق بأبي عبيدة ، فقد رضيت لك صحبته ، فلحق به وشهد معه المواطن.

وقال ابن سعد : كان لعدي بن حاتم إخوة من أمه أشراف ، منهم قبيعس مات في الجاهلية ، ولأم استخلفه علي على المدائن لما توجّه إلى صفين ، وحليس ، وملحان ، وشهد ملحان صفّين مع معاوية.

٨٤٨١ ـ مليل : بالتصغير ، ابن ضمرة الغفاريّ.

له إدراك ، وشهد فتح مصر ، قاله ابن يونس.

٨٤٨٢ ـ مليح بن عوف السلميّ :

له إدراك ، وكان دليلا في زمن عمر.

وقد أخرج ابن سعد في «الطبقات» من طريق حبيب بن عمرو (٤) ، عن مليح بن عوف السلميّ ، قال : بلغ عمر بن الخطاب أنّ سعد بن أبي وقاص صنع بابا من خشب على داره وحصن على قصره حصنا من قصب ، قال : فأمرني عمر بالمسير مع محمد بن مسلمة ، وكنت دليلا بالبلاد ، فذكر القصّة في عزل سعد عن الكوفة.

الميم بعدها النون

٨٤٨٣ ـ منازل : بضم أوله.

ورد ذكره في خبر ضعيف يدلّ على أن له إدراكا. وروينا في فوائد عمر بن محمد

__________________

(١) في أ : قتلته.

(٢) أسد الغابة ت (٥٠٨٨).

(٣) في أ : سعد بن الخزرج.

(٤) في أ : عمر.

٢٤٥

الجمحيّ ، عن علي بن عبد العزيز ، عن خلف بن يحيى قاضي الري ، عن أبي مطيع الخراساني ، عن منصور بن عبد الرحمن الغداني ، عن الشعبي : قال : نظر عمر بن الخطاب إلى رجل ملويّ اليد ، فقال له : ما بال يدك ملوية؟ قال : إن أبي كان مشركا ، وكان كثير المال ، فسألته شيئا من ماله ، فامتنع ، فلويت يده ، وانتزعت من ماله ما أردت ، فدعا عليّ في شعر قاله :

جرت رحم بيني وبين منازل

سواء كما يستنجز (١) الدّين طالبه

وربّيت حتّى صار جعدا شمر ذلا

إذا قام أراني غارب الفحل غاربه

وقد كنت آتيه إذا جاع أو بكى

من الزّاد عندي حلوه وأطائبه

فلمّا رآني أبصر الشّخص أشخصا

قريبا ولا البعد الظّنون أقاربه

تهضّمني مالي كذا ولوى يدي

لوى يده الله الّذي هو غالبة.

[الطويل]

قال : فأصبحت يا أمير المؤمنين ملويّ اليد. فقال عمر : الله أكبر ، هذا دعاء آبائكم في الجاهلية ، فكيف في الإسلام؟.

في سنده ضعف وانقطاع.

وقد ذكر أبو عبيد في «المجاز» في البيت الأخير بلفظ «تظلمني» بدل تهضمني.

وقال الأثرم : رواية أبي عبيد هو منازل بن أبي منازل فرعان بن الأعرف التميمي.

وذكر المرزبانيّ في «معجم الشعراء» هذه القصة في ترجمة فرعان ، فقال : له مع عمر بن الخطاب حديث في عقوق ولده منازل ، وقوله فيه ، فذكر البيت الأول : جرت رحم ، وزاد :

وما كنت أخشى أن يكون منازل

عدوّي وأدنى شانئ أنا راهبه

حملت على ظهري وقرّبت صاحبي

صغيرا إلى أن أمكن الطّر شاربه

[الطويل]

وأنشده : «وأطعمته» بلفظ.

وربّيت حتّى صار جعدا شمردلا

إذا قام أراني غارب الفحل غاربه

[الطويل]

وأنشد الأخير : تخون مالي ظالما ، والباقي سواء.

__________________

(١) في أ : يستجر.

٢٤٦

وقال أبو عبيدة في «المجاز» : تظلمني مالي ، معناه تنقّصني ، قال الشاعر ـ وأنشد البيت الأول. وبعده : تظلمني مالي ، كذا ولوي يدي ... إلى آخره.

وقال الأثرم : الرّاوي عن أبي عبيدة هو فرعان ، قاله في ولده منازل. انتهى.

وأورده المرزبانيّ في ترجمة منازل في قصة منازل بن أبي منازل السعديّ ، واسم أبي منازل فرعان بن الأعرف أحد بني النزال من بني تميم رهط الأحنف بن قيس ، يقول في ولده خليج بن منازل وعقّه ، فقدمه إلى إبراهيم بن عربي والي اليمامة من قبل مروان بن الحكم ـ يعني حين كان خليفة (١) :

تظلمني مالي خليج وعقّني

على حين صارت كالحنيّ عظامي

وكيف أرجّي العطف منه وأمّه

حراميّة ما عرّني بحرام

تخيّرتها فازددتها لتزيدني

وما نقص ما يزداد غير غرام

لعمري قد ربّيته فرحا به

فلا يفرحن بعدي امرؤ بغلام

[الطويل]

قلت : فكأنه عوقب عن عقوق أبيه بعقوق ولده ، وعن ليّ يده بأن أصبحت يده ملوية وكانت قصة منازل مع أبيه في الجاهلية كما دلّ عليه الخبر الأول. وقصة خليج مع أبيه في وسط المائة الأولى ، لأن مروان ولي الخلافة سنة أربع وستين.

٨٤٨٤ ـ المنذر بن حرملة : في حرملة بن المنذر.

٨٤٨٥ ـ المنذر بن حسان بن ضرار الضبيّ.

ذكره سيف في الفتوح ، فقال : أرسله عمر مع قوم من بني ضبة إلى المثنى بن حارثة الشيبانيّ مددا ، وذلك في سنة ثلاث عشرة.

وذكره وثيمة في «الردة» فيمن ثبت على إسلامه. وذكر الفاكهي في كتاب مكّة أنه هو الّذي قتل مهران أمير الفرس بالقادسيّة ، قال : وكان المنذر قد انتهت إليه رياسة بني ضبة. وكانت قبله في قبيصة بن ضرّار ، وكان على بني ضبة يوم الكلاب ، فما مات قبيصة صارت إلى المنذر.

٨٤٨٦ ـ المنذر بن أبي حميضة : الوداعيّ (٢) الهمدانيّ.

__________________

(١) الأبيات في بر الوالدين.

(٢) في ب : الوادعي.

٢٤٧

له إدراك. هو أول من جعل سهم البراذين دون سهم العراب ، فبلغ عمر فأعجبه ، وقال : فضلت الوداعي أمه. ذكر ذلك الشافعيّ في الأمّ ، عن ابن عيينة ، عن الأسود بن قيس ، عن علي بن الأرقم ، قال : أغارت الخيل بالشام فأدركت الخيل من يومها ، وأدركت البراذين ضحى ، وكان على الخيل يومئذ المنذر بن أبي قبيصة الهمدانيّ ، ففضل الخيل ، وقال : لا أجعل من أدرك كمن لم يدرك. فبلغ ذلك عمر ، فقال : فضلت الوداعي أمه ، لقد أذكرت به ، امضوها على ما قال.

قال الشافعيّ : لو كنا نثبت مثل هذا ما خالفناه ، يعني أن سنده منقطع.

وذكر هذه القصة أبو بكر بن دريد في كتاب الخيل له ، وزاد : لقد أذكرني أمرا كنت أنسيته.

وذكر ابن الكلبيّ هذه القصة بعد أن نسبه ، فقال ابن أبي حميضة بن عمرو بن الدّهن بن صخر بن معاوية بن مر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة ، ثم ذكر أنه أوّل من أسهم للفرس سهمين ، وللبرذون سهما ، فقال عمر : ويل الوداعي! لقد أذكرت به أمه ، وأدار ما صنع.

قلت : وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون في الفتوح إلا الصحابة ، وهذا يحتمل أن يدخل في ذلك.

٨٤٨٧ ـ المنذر بن رومانس : الكلبيّ ، هو ابن وبرة. يأتي في رومانس أمه.

٨٤٨٨ ـ المنذر بن ساوى (١) : بفتح الواو مقصورا. تقدم ذكره في القسم الأول.

٨٤٨٩ ـ المنذر بن وبرة الكلبيّ :

ذكره المرزبانيّ في معجم الشعراء ، وقال : مخضرم ، يقول لما فتحت الحيرة :

ما فلاحي بعد الألى ملكوا الحيرة

ما إن أرى لهم من باق

ولهم ما سقى الفرات إلى دجلة

يحيا لهم من الآفاق

[الخفيف]

٨٤٩٠ ـ منصور بن سحيم بن نوفل بن نضلة بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الأسديّ الفقعسيّ.

ذكره المرزبانيّ في «معجم الشّعراء» وقال : إنه مخضرم.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٥١٠٦) ، الاستيعاب ت (٢٥١٥).

٢٤٨

٨٤٩١ ـ المنهال التميميّ : من رهط مالك بن نويرة.

له إدراك ، ذكره الزّبير بن بكّار في «الموفقيّات» ، عن حبيب بن زيد الطائي أو غيره. قال : مرّ المنهال على أشلاء مالك بن نويرة هو ورجل من قومه حين قتله خالد بن الوليد ، فأخرج من خريطة له ثوبا فكفّنه فيه ودفنه ، وفي ذلك يقول متمم :

لقد غيّب المنهال تحت ردائه

فتى غير مبطان العشيّات أروعا

[الطويل]

وقال المفضّل الضّبيّ : لم يكفّنه المنهال ، ولكنه مرّ على جسده وهو ملقى بعد أن قتل فألقى عليه رداءه ، وكذلك كانوا يفعلون بالقتيل يسترونه.

قلت : والأول أولى ، لقوله فيه ، ثم دفنه.

الميم بعدها الهاء

٨٤٩٢ ـ مهلهل بن زيد : الخيل الطائيّ.

لم يذكروه في الوفد. وذكر سيف في «الفتوح» أنه أرسل إلى ضرار بن الأزور في حال محاربة طليحة بن خويلد الّذي ادّعى النبوة : إن طليحة دهمكم فأعلمني ، فإن معي حد (١) العرب ونحن بالإكثار بجبال فيد.

وهذا يدلّ على أنه كان في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإن قصة طليحة كانت في خلافة أبي بكر وأبوه زيد الخيل صحابيّ معروف.

الميم بعدها الياء

٨٤٩٣ ـ ميثم التمار الأسديّ :

نزل الكوفة وله بها ذرية ، ذكره المؤيد بن النعمان الرافضيّ في مناقب عليّ رضي‌الله‌عنه ، وقال : كان ميثم التمار عبدا لامرأة من بني أسد ، فاشتراه عليّ منها ، وأعتقه ، وقال له : ما اسمك؟ قال : سالم. قال : أخبرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن اسمك الّذي سماك به أبواك في العجم ميثم. قال : صدق الله ورسوله وأمير المؤمنين ، والله إنه لاسمي. قال : فارجع إلى اسمك الّذي سماك به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودع سالما ، فرجع ميثم ، واكتنى بأبي سالم ، فقال عليّ ذات يوم : إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة ، فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفرك دما فتخضب لحيتك وتصلب على باب

__________________

(١) في أ : جد.

٢٤٩

عمرو بن حريث عاشر عشرة ، وأنت أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهرة ، وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها ، فأراه إياها.

وكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها ، ويقول : بوركت من نخلة لك خلقت ، ولي غذيت ، فلم يزل يتعاهدها حتى قطعت ، ثم كان يلقى عمرو بن حريث فيقول له : إني مجاورك فأحسن جواري ، فيقول له عمرو : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد.

ثم حجّ في السنة التي قتل فيها ، فدخل غلام أمّ سلمة أم المؤمنين ، فقالت له : من أنت؟ قال : أنا ميثم. فقال : والله لربما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يذكرك ويوصي بك عليا ، فسألها عن الحسين ، فقالت : هو في حائط له ، فقال : أخبريه أني قد أحببت السلام عليه فلم أجده ، ونحن ملتقون عند ربى العرش إن شاء الله تعالى ، فدعت أمّ سلمة بطيب فطيبت به لحيته ، فقالت له : أما إنها ستخضب بدم.

فقدم الكوفة ، فأخذه عبيد الله بن زياد ، فأدخل عليه ، فقال له : هذا كان آثر الناس عند علي. قال : ويحكم! هذا الأعجمي! فقيل له : نعم. فقال له : أين ربك؟ قال : بالمرصاد للظّلمة ، وأنت منهم. قال : إنك على أعجميتك لتبلغ الّذي تريد ، أخبرني ما الّذي أخبرك صاحبك أنّي فاعل بك. قال : أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة ، وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة. قال : لنخالفنه. قال : كيف تخالفه؟ والله ما أخبرني إلا عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عن جبرائيل ، عن الله ، ولقد عرفت الموضع الّذي أصلب فيه ، وأني أول خلق الله ألجم في الإسلام ، فحسبه وحبس معه المختار بن عبيد ، فقال ميثم للمختار : إنك ستفلت ، وتخرج ثائرا بدم الحسين ، فتقتل هذا الّذي يريد أن يقتلك.

فلما أراد عبيد الله أن يقتل المختار وصل بريد من يزيد يأمره بتخلية سبيله ، فخلّاه ، وأمر بميثم أن يصلب ، فلما رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو : قد كان والله يقول لي : إني مجاورك ، فجعل ميثم يحدّث بفضائل بني هاشم ، فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد. قال : ألجموه. فكان أول من ألجم في الإسلام ، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة فكبّر ، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما ، وكان ذلك قبل مقدم الحسين العراق بعشرة أيام.

قلت : ويأتي له حديث عن علي في ترجمة أبي طالب بن عبد المطلب في الكنى.

وتقدم لميثم هذا ذكر في ترجمة ميثم آخر في القسم الأول منه فليراجع منه.

٢٥٠

٨٤٩٤ ـ ميمون بن حريز : بفتح أوله وكسر الراء وآخره زاي منقوطة ، ابن حجر بن زرعة بن عمرو بن يزيد بن عمرو بن ذي شمر الحميريّ.

له إدراك ، ذكر الرشاطيّ في كتاب الأنساب ما يدلّ على ذلك ، وذكره حفيده محمد ابن أبان بن ميمون ، وقال : إنه ولد في خلافة معاوية سنة خمسين من الهجرة ، وعاش مائة وخمسة وسبعين عاما ، قال : وكان فصيحا شجاعا كريما حسن الجوار شديد العارضة ، وأنشد له :

ولقد علمت قضاعة أنّني

جريء لدى الكرّات لا أتدرّع

أخوض برمحي غمر كلّ كتيبة

إذا الخيل من وقع القنا تتقلّع

[الطويل]

القسم الرابع

فيمن ذكر في الصحابة غلطا ممن أول اسمه ميم

الميم بعدها الألف

٨٤٩٥ ـ مالك بن أبي ثعلبة القرظيّ (١) :

ذكره يحيى بن يونس الشّيرازيّ في الصحابة ، وتبعه جعفر المستغفريّ ، وتبعه أبو موسى في الذيل.

قال جعفر : أورد له حديثا ابن إسحاق عنه ـ أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قضى في سيل مهزور أن الماء يحبس إلى الكعبين ، ثم يرسل الأعلى إلى (٢) الأسفل ، وهذا مرسل ، لأن ابن إسحاق لم يلق أحدا من الصحابة ، إنما روى عن التابعين فمن دونهم.

أخرجه البغويّ على الصواب من طريق محمد بن إسحاق ، عن مالك بن أبي ثعلبة ، عن أبيه. وقد تقدّمت الإشارة إليه في ترجمة ثعلبة ، وأن له رواية ولا صحبة له ، لكن أخرجه ابن ماجة من طريق محمد بن عقبة بن أبي مالك ، عن عمه ثعلبة بن أبي مالك. وقد قضى أبو حاتم بإرسال رواية ثعلبة بن أبي مالك ، فصار مالك بن أبي ثعلبة.

٨٤٩٦ ـ مالك بن الحارث : صوابه الحارث بن مالك.

__________________

(١) تهذيب الكمال ٣ / ١٢٩٨ ـ تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٣ ـ خلاصة تذهيب ٣ / ٣ ، الكاشف ٣ / ١١٣ ، الأعلام ٥ / ٢٥٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١٢ / ٤٢ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ١١ ، أسد الغابة ت (٤٥٧٥).

(٢) في ب : على.

٢٥١

وهم فيه البغويّ : قال ابن مندة : ولم أر هذا في معجم البغويّ.

٨٤٩٧ ـ مالك بن الحارث (١) : آخر.

ذكره أبو موسى في الذيل ، وقد نبهت عليه في القسم الأول.

٨٤٩٨ ـ مالك بن الحسن (٢) :

أورده أبو موسى ، عن جعفر المستغفري ، قال : كذا أخرجه يحيى بن يونس ، ولا أحسب له صحبة ، ثم روى من طريق الحلواني ، عن عمران بن أبان ، عن مالك بن الحسن بن مالك ، حدثني أبي ، عن جدي ـ أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رقى المنبر ، فأتاه جبرائيل ، فقال : يا محمد ، قل آمين. فقال : آمين.

قلت : مالك بن الحسن من أتباع التابعين ، ومالك جده هو ابن الحارث ، كذلك أخرج الحديث ابن حبّان في صحيحه. وأخرجه البغويّ في ترجمة مالك بن الحويرث الليثي حديثا آخر من هذا الوجه ، متنه : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما ، فقال : حدثنا محمد بن إشكاب ، حدثنا عمران بن أبان ، حدثنا مالك بن الحويرث ... فذكره ، فكأن الحويرث والد مالك كان يقال له الحارث.

٨٤٩٩ ـ مالك بن ذي حماية (٣) :

ذكره يحيى بن يونس في الصحابة ، وحكاه عنه جعفر المستغفري ، وتعقّبه بأن الحديث مرسل ، وهو (٤) رواية أبي بكر بن أبي مريم عنه ـ أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قفل من بعض أسفاره ، فقال : «أسرعوا ...» الحديث.

قال جعفر المستغفريّ : وإنما يروي مالك هذا عن عائشة ، وهو مالك بن يزيد بن ذي حماية. وقال ابن ماكولا في الإكمال ، أبو شرحبيل مالك بن ذي حماية يحدث عن معاوية.

روى عنه صفوان بن عمرو.

وذكره في التابعين البخاريّ ، وابن أبي حاتم ، والدّار الدّارقطنيّ ، وغيرهم.

٨٥٠٠ ـ مالك بن صرمة : صوابه صرمة بن مالك ، وهو أبو قيس.

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٤٢ ، أسد الغابة ت (٤٥٨٠).

(٢) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٤٣ ، أسد الغابة ت (٤٥٨٣).

(٣) أسد الغابة ت (٤٥٨٤).

(٤) في أ : وهو من رواية.

٢٥٢

وسيأتي في الكنى. وتقدم في الصاد على الصواب.

٨٥٠١ ـ مالك بن عقبة (١) :

ذكره يحيى بن يونس أيضا ، وقال : روى عنه بشر بن عاصم ، واستدركه أبو موسى ، وقال : قيل الصحيح عقبة بن مالك. انتهى.

وهذا هو الصواب ، فكأنه انقلب في رواية وقعت ليحيى بن يونس.

٨٥٠٢ ـ مالك بن عمرو الرّؤاسيّ (٢) :

روى عنه طارق بن علقمة ، ذكره ابن عبد البر ، وقال : أظنه الكلابيّ الّذي روى عنه زرارة بن أوفى ، لأن رؤاسا هو ابن كلاب.

قلت : وليس كما ظن : فإنّ الّذي روى عنه زرارة بن أوفى اختلف فيه على علي بن زيد بن جدعان راويه عن زرارة اختلافا كثيرا بينته في ترجمة أبيّ بن مالك بن القسم الأول. وأما هذا فتقدم بيان الاختلاف فيه في عمرو بن مالك.

٨٥٠٣ ـ مالك بن عمرو بن مالك (٣) بن برهة المجاشعيّ.

تقدمت الإشارة إليه في القسم الأول في مالك بن برهة جده ، [وكذا قاله] (٤).

٨٥٠٤ ـ مالك بن عمير بن مالك بن برهة.

له وفادة في بني العنبر ، كذا ذكره الذهبيّ في التجريد ، وهذا هو الّذي قبله ، ويحتمل أن بعض الرواة سمّى أباه عميرا تصغيرا من عمرو.

٨٥٠٥ ـ مالك بن قطبة (٥) :

روى عنه زياد بن علاقة ، كذا أورده ابن عبد البر فوهم ، وإنما هو قطبة بن مالك ، وهو الّذي روى عنه زياد ، وهو عمه كما تقدم على الصواب.

٨٥٠٦ ـ مالك بن قهطم (٦) :

ذكره ابن شاهين في الصحابة ، وقال : هو أبو العشراء الدراميّ ، ووهم في ذلك ، وإنما

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٩١٩) ، الاستيعاب ت (٢٣٠٧).

(٢) أسد الغابة ت (٤٦٢٤) ، الاستيعاب ت (٢٣١٠).

(٣) أسد الغابة ت (٤٦٢٩).

(٤) سقط في أ.

(٥) أسد الغابة ت (٤٦٣٧) ، الاستيعاب ت (٢٣٢٠).

(٦) أسد الغابة ت (٤٦٣٨) ، الاستيعاب ت (٢٣٢١).

٢٥٣

هو اسم والد أبي العشراء ، فإن الراجح في اسم أبي العشراء أنه أسامة بن مالك بن قهطم.

٨٥٠٧ ـ مالك بن كعب الأنصاري (١) :

قال : لما رجع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من طلب الأحزاب ونزل المدينة ، ونزع لامته ، واستجمر واغتسل ، جاءه جبريل ... الحديث.

أخرجه ابن مندة من طريق مرزوق بن أبي الهذيل ، عن الزهريّ ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن عمه مالك بن كعب. قال ابن مندة : كذا قال : والصواب عن عمه ، عن كعب بن مالك.

قلت : الحديث مخرج في السيرة الكبرى لابن إسحاق رواية يونس بن بكير ، عن الزهري ، ولم يذكر فوقه أحدا.

٨٥٠٨ ـ مالك بن نمير (٢) :

تابعيّ ، ذكره أبو بكر بن أبي علي في الصحابة ، وأخرج عن ابن المقري (٣) ، عن أبي يعلى ، من أبي الربيع ، عن محمد بن عبد الله ، عن عصام بن قدامة ، عن مالك بن نمير ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا جلس في الصلاة وضع يده اليمنى على فخذه .... الحديث.

قال أبو موسى : رويناه من طريق إبراهيم بن منصور ، عن ابن المقري بهذا السند ، فقال : عن مالك بن نمير ، عن أبيه.

قلت : الحديث المذكور معروف لنمير ، أخرجه أبو داود ، والنسائي ، من طريق مالك بن نمير ، عن أبيه ، فكأن قوله : عن أبيه ـ سقطت من الرواية ، فظنّ مالكا صحابيا ، وليس كذلك ، بل هو تابعي مجهول الحال.

٨٥٠٩ ـ مالك بن وهيب (٤) بن عبد مناف بن زهرة القرشي ، أبو وقّاص.

قال أبو موسى في الذيل : أورده عبدان في الصحابة ، وقال : هو : ممن خرج إلى

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٦٤٢).

(٢) أسد الغابة ت (٤٦٥٢) ، التاريخ الكبير ٧ / ٣٠٨ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٣ ، تهذيب الكمال ٣ / ١٣٠٠ ، تقريب التهذيب ٢ / ٢٢٧ ، خلاصة تذهيب ٣ / ٧ ، الكاشف ٣ / ١١٦ ، الجرح والتعديل ٨ / ٢١٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٤٩.

(٣) في أ : عدي.

(٤) أسد الغابة ت (٤٦٥٩).

٢٥٤

الحبشة ، ولم تعلم له رواية ، لأنه مات في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قال أبو موسى : لا نعلم أحدا تابع عبدان على ذلك.

قلت : وقفت على شبهته في ذلك ، وسأذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.

٨٥١٠ ـ مالك الرؤاسي (١) :

روى ابن مندة ، وأبو نعيم ، من طريق سفيان بن وكيع ، عن أبيه ، عن طارق بن علقمة ، وعن عمرو بن مالك الرؤاسي ، عن أبيه ـ أنه أغار هو وقوم من بني كلاب على قوم من بني أسد ... الحديث.

كذا قال سفيان بن وكيع. وقوله : عن أبيه ـ زيادة موهومة.

وقد تقدم الحديث بهذا السند في ترجمة عمرو بن مالك على الصواب.

٨٥١١ ـ مالك ، والد صفوان :

استدركه الذّهبيّ على من تقدمه ، وهو وهم ، فإنّهم ذكروه ، وهو مالك بن عميرة.

٨٥١٢ ـ مالك ، والد عبد الله (٢) :

أورده عبدان ، وأسنده من طريق الحسن بن يحيى ، عن الزهري ، عن عبد الله بن مالك ، عن أبيه ـ حديث : «لا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة» ، وقال : الصواب : عن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه.

قلت : المحفوظ عن الزهري في هذا إنما هو عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبي هريرة ، وهو كذلك عند البخاريّ ، نعم أخرج الخطيب في التاريخ من طريق يونس ، عن الزهري ، عن عبد الله بن مالك ، عن أبيه ، أنه تقاضي ابن أبي حدرد دينا ... الحديث.

كذا أورده من رواية الحسن بن مكرم ، عن عثمان بن عمرو ، عنه ، وبيّن أنه وهم. والصواب : عن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، فكأنه نسب في تلك الرواية إلى جده ، كما وقع في الحديث الّذي قبله.

وهو على الصواب عند البخاريّ ، ومسلم ، والنسائيّ ، وابن ماجة ، من طريق عثمان بن عمر.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٥٩٥).

(٢) أسد الغابة ت (٤٦١٦).

٢٥٥

الميم بعدها الباء

٨٥١٣ ـ المبتدر الإفريقيّ :

ذكره ابن السّكن بالموحدة ثم المثناة ، وهو تصحيف ، وإنما هو المنيذر ، بنون ثم معجمة بصيغة التصغير.

الميم بعدها الجيم

٨٥١٤ ـ مجاشع بن سليم (١) : وهو مجاشع بن مسعود من بني سليم ، غابر بينهما ابن مندة ، فوهم ، نبّه على ذلك أبو موسى فأجاد.

الميم بعدها الحاء

٨٥١٥ ـ محراب بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل الكاهليّ.

قال المرزبانيّ : كان شريفا شاعرا مخضرما ، وهو الّذي يقول :

نحن منعناها من العباهلة

أدعو بني عمرو وأدعو صاهله

[الرجز]

٨٥١٦ ـ محرز بن زهير الأسلميّ (٢).

قال أبو موسى : فرّق جعفر المستغفريّ بينه وبين محرز بن دهر ، وهما واحد.

قلت : وهو كما قال.

٨٥١٧ ـ محزبة : بمهملة ساكنة ثم زاي منقوطة ثم موحدة.

له حديث في السّواك عند النوم. روى عنه عكرمة بن خالد ، كذا استدركه الذّهبيّ في «التجريد» ، ثم قال : عداده في التابعين.

٨٥١٨ ـ محصن الأنصاريّ (٣).

ذكره المستغفريّ ، وقال : له ، حديثان. روى عنه ابنه سلمة.

قلت : الحديثان لعبد الله بن محصن والد سلمة ، لكنه نسب في رواية المستغفريّ لجدّه ، فقيل سلمة بن محصن ، فصار الحديث لمحصن ، وإنما هو لعبد الله بن محصن ، والحديث عند الترمذيّ على الصّواب.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٦٧٠).

(٢) أسد الغابة ت (٤٦٨٨) ، الاستيعاب ت (٢٣٣٩).

(٣) أسد الغابة ت (٤٦٩٦).

٢٥٦

٨٥١٩ ـ محمد بن أحيحة (١) : بمهملتين مصغرا ، ابن الجلاح ، بضم الجيم وتخفيف اللام ، الأنصاريّ.

ذكره عبدان في الصّحابة ، وقال : بلغني أنه أوّل من سمي محمّدا ، وأظنه أحد الأربعة الذين سمّوا قبل مولد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأبوه كان زوج سلمى أم عبد المطّلب.

قال ابن الأثير : من يكون أبوه زوج أم عبد المطّلب مع طول عمر عبد المطّلب كيف يكون ابنه مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم! هذا بعيد ، ولعله محمد بن المنذر بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح الّذي ذكروا أباه فيمن شهد بدرا.

قلت : لم يقله ابن الأثير بغير استبعاد طول العمر ، وفيما جوز نظر ، لأنهم لم يذكروا للمنذر ولدا اسمه محمّد ، وما ظنّه عبدان ليس بجيد ، فقد سماهم ابن خزيمة في روايته كما بيّنت ذلك في ترجمة محمد بن عديّ في القسم الأول ، وليس فيهم محمد بن المنذر.

وقد ذكر السّهيليّ في الروض أنه لا يعرف في العرب من سمى محمدا قبل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا ثلاثة ، فذكر فيهم محمد بن أحيحة ، ومعه محمد بن سفيان بن مجاشع ، ومحمد بن حمران ، وسبقه إلى هذا الحصر الحسن بن خالويه في كتاب «ليس» ، وقد تعقبه مغلطاي ، فأبلغ.

٨٥٢٠ ـ محمد بن أسامة بن مالك بن جندب بن العنبر بن تميم.

ألزم أبو موسى أبا نعيم أن يذكره ، لأنه ذكر محمد بن سفيان بن مجاشع ، وهو في معناه.

قلت : وكلّ منهما لا صحبة له ، لأنه مات قبل البعثة بدهر.

وقد تقدّم في محمد بن عديّ بيان ذلك.

٨٥٢١ ـ محمد بن أسلم (٢).

ذكره ابن عبد البرّ ، وجزم البخاريّ ، وابن أبي حاتم ، بأن حديثه مرسل.

٨٥٢٢ ـ محمد بن إسماعيل الأنصاريّ (٣).

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٧٠٠).

(٢) أسد الغابة ت (٤٧٠١) ، الاستيعاب ت (٢٣٤٤).

(٣) التاريخ الكبير ١ / ٣٥ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٨٨ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٥٢٦ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ /.

الإصابة / ج ٦ / م ١٧

٢٥٧

عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «جاءني جبريل ، وقال : إنّ الله أرسلني إليك». كذا ذكره ابن مندة من طريق محمد بن أبي حميد ، عن ابن المنكدر ، عنه ، ثم قال : رواه محمد بن إسماعيل بن ثابت بن قيس بن شمّاس.

وتعقّبه أبو نعيم بأنّ الحديث من رواية إسماعيل ، فكيف يترجم لمحمد بن إسماعيل؟ ويحتمل أن يكون مراد ابن مندة أنه انقلب على محمد بن أبي حميد ، وأنّ الصّواب إسماعيل بن محمد ، فيكون الحديث من رواية محمد بن ثابت بن قيس.

وقد تقدّم ذكره فيمن له رؤية ، وعلى التقديرين فلا صحبة لمحمّد بن إسماعيل.

٨٥٢٣ ـ محمد بن الأشعث بن قيس الكنديّ (١).

تقدم نسبه في ترجمة والده ، وذكر ابن مندة أنه ولد في عهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وقال الزّبير بن بكّار ، عن محمّد بن الحسين بن زبالة : كان المحمدون الذين يكنون أبا القاسم أربعة : محمّد بن علي بن أبي طالب ، ومحمّد بن طلحة ، ومحمّد بن سعد ، ومحمد بن الأشعث.

قال أبو نعيم : لا يصح لمحمد بن الأشعث صحبة.

قلت : ولا رؤية ، لأن أمّه أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر ، وإنما تزوجها الأشعث في خلافة أبي بكر لما قدم بعد أن ارتدّ ، وأتى به من اليمن إلى المدينة أسيرا ، فمنّ عليه أبو بكر ، فتزوج أخت أبي بكر الصّديق في قصة مشهورة.

ولمحمد رواية في السّنن عن عائشة. وروى عنه الشّعبي وغيره.

قال خليفة بن خياط : أمّه أم فروة بنت أبي قحافة. قتل سنة سبع وستين بالكوفة أيام المختار ، وكذا قال ابن سعد ، وزاد : وكان يكنى أبا القاسم ، لكن سمّى أمّه قريبة ، وتكنى أم فروة ، وسيأتي ذكرها في النّساء إن شاء الله تعالى ، وكأن شبهة ابن مندة ما رواه مالك عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار ـ أنّ محمّد بن الأشعث أخبره أنّ عمة له يهوديّة

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٦٥ ، الكنى والأسماء ٢ / ٨٤ ، نسب قريش ٤٤ ، الأخبار الموفقيات ١٩٥ ، تاريخ خليفة ٢٦٤ ، طبقات خليفة ١٤٦ ، التاريخ الكبير ١ / ٢٢ ، الأخبار الطوال ٢٢٣ ، و ٢٣٦ ، المعارف ٤٠١ ، فتوح البلدان ٢٢٠ ، المعرفة والتاريخ ١ / ١٢٠ ، الجرح والتعديل ٧ / ٢٠٦ ، مشاهير علماء الأمصار ١٠٣ ، مروج الذهب ١٨٩٢ ، البيان والتبيين ٤ / ٧١ ، تاريخ الطبري ١٠ / ٣٩٣ ، العقد الفريد ١ / ٦٨ ، المحبر ٢٤٤ ، أنساب الأشراف ١ / ٤٨ ، الكامل في التاريخ ١٣ / ٣١٣ ، الكاشف ٣ / ٢٠ ، نثر الدر ٣ / ١٠ ، شرح نهج البلاغة ١٧ / ٩٤ ، التذكرة الحمدونية ١ / ٤٠٦ ، تهذيب التهذيب ٩ / ٦٤ ، تقريب التهذيب ، تاريخ الإسلام ٢ / ٢٢١.

٢٥٨

توفيت ، وأنه سأل عمر من يرثها؟ فقال : يرثها أهل دينها. ثم سأل عثمان ، فقال له : أتراني نسيت ما قال لك عمر؟ يرثها أهل دينها ، فإن قضية من يتأهل أن يسأل عمر إدراكه العصر النبويّ ، ولكن الحفّاظ حكموا على هذه الرواية بالوهم. وقد رواها حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد ، فلم يذكر أن محمد بن الأشعث سأل ، وإنما قال في رواية : فلم يورثه عمر منها.

قلت : وفي هذه الرواية أيضا وهم من جهة أن عمة محمد تكون أخت أبيه الأشعث ، ووارثها لو كانت مسلمة إنما هو أبوه الأشعث ، وقد كان موجودا إذ ذاك ، لأنه إنما مات في خلافة معاوية.

والصّواب ما رواه داود بن أبي هند عن الشّعبي ، عن مسروق ـ أن الأشعث بن قيس قدم المدينة وافدا على عمر ، وقد ماتت عمّته ، وكانت غير مسلمة ، فقال له عمر : لا يتوارث أهل ملّتين.

قال ابن عساكر : حديث مالك وهم ، ومحمد إنما ولد بعد أبي بكر في خلافته ..

وذكر الزّبير بن بكّار في تسمية أولاد علي ـ أن مصعب بن الزبير لما غزا المختار بعث على مقدمته محمد بن الأشعث ، وعبيد الله بن علي بن أبي طالب ، فقتلا ، وكان ذلك في سنة سبع وستين.

٨٥٢٤ ـ محمد بن أنس : الأنصاريّ الظفريّ المدنيّ.

له صحبة. روى عنه يونس. ذكره ابن أبي حاتم ، وقال : سمعت أبي يقول ذلك ، وفرّق بينه وبين محمد بن أنس بن فضالة ، فوهم ، فإنّهما واحد.

وقد مضى في محمد بن أنس بن فضالة أنّ ابنه يونس بن محمد روى عنه.

٨٥٢٥ ـ محمد : بن البراء الكنانيّ ، ثم الليثيّ ، ثم العتواري ـ بالمهملة ثم المثناة السّاكنة.

ذكره أبو موسى ، ونقل عن بعض الحفّاظ أنه ممن سمي محمد في الجاهليّة. وضبط البلاذريّ أباه بتشديد الرّاء بلا ألف ، وهو ابن طريق بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة ، ونسبه أبو الخطاب إلى جدّه الأعلى ، فقال : فيمن سمي محمّد في الجاهليّة ، محمد بن عتوارة الليثي ، فنسبه إلى جدّه.

وذكر محمد بن حبيب محمد بن البراء البكري فيمن سمّي محمّدا قبل الإسلام.

٢٥٩

٨٥٢٦ ـ محمد بن أبي برزة (١).

ذكره عبدان في الصّحابة ، وهو خطأ منه ، وإنما الرّواية عن محمد بن أبي برزة ، فأورد عبدان من طريق عبد القدّوس بن شعيب بن الحباب ، عن محمد بن خالد بن عنمة ، عن إبراهيم بن سعد ، عن عبد الله بن عامر ، عن رجل يقال له محمد بن بأي برزة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ليس من البرّ الصّيام في السّفر» (٢).

ثم أورده من طريق إبراهيم بن راشد ، عن محمد بن خالد ، به ، فقال : عن رجل يقال له محمد ، فالظاهر أنّ التصحيف فيه من رواية.

وقد أخرجه أبو موسى ، من طريق عبد الله بن ناجية ، عن ابن أبي سميّة ، عن محمد ابن خالد بن عنمة ، مثل رواية إبراهيم بن راشد ، وبيّن أن الصّحابي فيه هو أبو برزة ، وقد تقدم أبو برزة. والله أعلم.

٨٥٢٧ ـ محمّد بن ثوبان :

ذكره بعضهم في الصّحابة ، وأنكر ذلك أبو حاتم بن حبان ، وسأذكر إيضاح شأنه في محمد بن عبد الرحمن قريبا.

٨٥٢٨ ـ محمد بن جزء الزبيديّ.

ذكر ابن فتحون في «الذّيل» ، وعزاه لمحمد بن الربيع الجيزي ، أنه ذكره في الصّحابة الذين دخلوا مصر ، وهو خطأ نشأ عن تغيير في اسمه ، وإنما هو محمية ، بفتح الميم وسكون المهملة وكسر الميم الثانية وتخفيف التحتانية ، فهو الّذي ذكره محمد بن الربيع ، ولم يذكر محمد بن جزء ، فكأن النّسخة التي نقل منها ابن فتحون كانت محرّفة.

وقد مضى محمية في بابه (٣) في الأول.

٨٥٢٩ ـ محمد بن أبي الجهم (٤)

.

__________________

(١) تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٥٥.

(٢) أخرجه البخاري ٣ / ٤٤ ، ومسلم في الصيام باب ١٥ (٩٢) ، وأبو داود في الصيام باب (٤٣) والنسائي ٤ / ١٧٦. والترمذي (٧١٠) وأحمد ٣ / ٣١٩ ، ٥ / ٤٣٤ وابن حبان ذكره الهيثمي (موارد ٩١٢) وابن أبي شيبة ٣ / ١٤ ، والحميدي ٨٦٤ وعبد الرزاق ٤٤٦٧ ، ٤٤٦٩ ، ٤٤٧٠. والشافعيّ كما في البدائع (٧٠٥) والطبراني ٢ / ٩١ وأبو نعيم في الحلية ٣ / ٢٠٢ ، وفي تاريخ أصفهان ١ / ١٨٧ والطحاوي في المعاني ٢ / ٦٢ والدارميّ ٢ / ٩ والحاكم ١ / ٤٣٣ والبيهقي ٤ / ٢٤٢.

(٣) في أ : من.

(٤) أسد الغابة ت (٤٧١٦).

٢٦٠