النّدبة (١)
النّدبة ـ بالضم : هى النواح على الميت بذكر خصاله الحميدة ، وتعديد محاسنه ، وأكثر من يتكلم بها النساء لضعفهن عن احتمال المصائب.
والمندوب : هو المتفجع عليه إظهارا للحزن عليه ، أو المتوجع منه ، وهو محلّ الألم ، أو المتوجع له ، وهو سبب الألم ، بواسطة (وا) ، أو (يا) ، فالمندوب مدعوّ ؛ لكن على معانى غير معنى النداء ، ويختتم بألف ، أو ألف وهاء ، ليكون المندوب بين صوتين مديدين ، فيكون أكثر تناغما مع معنى الندبة.
ومن الأول قولك : وا علياه ، ومن الثانى قولك : وا ظهراه ، وا مصيبتاه.
وللعرب لغة أخرى فى المندوب ، وهو أن تنطقه على صورة المنادى.
لكن الصورة الأولى أكثر ملاءمة لمعنى الندبة ، وأوفق اختصاصا بها.
ومن التفجع لفقدان المندوب قول جرير يرثى عمر بن عبد العزيز ـ رضى الله عنه.
نعى النعاة أمير المؤمنين لنا |
|
يا خير من حجّ بيت الله واعتمرا |
__________________
(١) الكتاب ٢ ـ ٢٢٠ وما بعدها / المقتضب ٤ ـ ٢٦٨ وما بعدها / الواضح ١٨٥ / اللمع فى العربية ٢٠٢ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ٣٦٢ / شرح عيون الإعراب ٢٧٢ / المفصل ٤٤ / أسرار العربية ٢٤٣ / المقدمة الجزولية فى النحو ٢٠١ / شرح ابن يعيش ١ ـ ١٣١ ، ٢ ـ ١٣ / الإيضاح في شرح المفصل ١ ـ ٢٨٣ / المقرب ١ ـ ١٨٤ / التسهيل ١٨٥ / شرح عمدة الحافظ ١٨٤ / الإرشاد إلى علم الإعراب ٢٨٦ / شرح ابن الناظم ٥٩١ / شرح ألفية ابن معطى ٢ ـ ١٠٥٧ / شرح ابن عقيل ٣ ـ ٢٨٢ / المساعد على تسهيل الفوائد ٢ ـ ٥٣٤ / شفاء العليل ٢ ـ ٨١٩ / الجامع الصغير ٩٩ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٦٧ / شرح القمولى على الكافية ١ ـ ٩٩ / الفوائد الضيائية ١ ـ ٣٤٦ / ارتشاف الضرب ٣ ـ ١٤٣ / كشف الوافية فى شرح الكافية ١٩٢ / شرح التصريح ٢ ـ ١٨١ / الهمع ١ ـ ١٩١ والندبة يجوز أن تكون من النّدب ـ بإسكان الدال ـ والمقصود به الدعاء ، وكأنه بأسلوب الندبة تدعو غيرك ليشاركك ما أنت فيه. وإما من الندب ـ بفتح الدال ـ والمقصود به أثر الجرح ، فاستعمل في التفجع والحزن ، وهذا الجانب الدلالىّ أكثر شيوعا.