وصف المرخم :
أجاز الجمهور من النحاة وصف المرخم وجعلوا منه قول أنس ابن زنيم ، يخاطب الحارث بن بدر العذانى :
أحار بن بدر وليت ولاية |
|
فكن جرذا فيها تخون وتسرق |
حيث أراد (أحارثة) فرخّم ، ثم وصف المرخم بـ (ابن) ، ومنعه بعض النحاة ، وجعلوه بدلا من المنادى المرخم ، ويجوز فى التابع (ابن) رفعه على لغة من لا ينتظر ، حيث يبنى (حار) على الضم ، فيرفع على اللفظ.
ومنه كذلك قول حسان بن ثابت :
حار بن كعب ألا أحلام تزجركم |
|
عنّى وأنتم من الجوف الجماخير (١) |
حيث الأصل (حارث) ، فرخم بحذف الأخير ، مع ملاحظة حذف حرف النداء قبل المنادى المرخم.
ـ إن كانت قوانين الترخيم السابقة تؤدى إلى لبس فى الاسم المرخم فإنه لا بدّ من إزالة هذا اللبس ، ذلك على النحو الآتى :
ـ المنادى الذى يكون على مثال جمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم يرخم بحذف آخره وما قبله ؛ لأن الأخير دليل الترخيم ، وما قبله يكون زائدا ، وذلك على لغة من ينتظر ، فتقول : يا هند ، يا زيد ، يا فلسط ... بالفتح فالكسر فالكسر ، إذ إنه لو رخمت هذه الأسماء على لغة من لا ينتظر لا لتبست بالأسماء المفردة.
ـ فإن كان ترخيم ما سبق يؤدى إلى لبس بالمفرد فإنها لا ترخم ، كما فى جمع المذكر السالم المرفوع وما جاء على صورته ، نحو : زيدون ، وحمدون ، وعثمانون ، ومسلمون ، فهذه لا ترخم ، إذا لو رخمت لحذف آخرها وما قبله ، فالتبست بالمفرد.
__________________
(١) الكتاب ٢ ـ ٧٣ / المقتضب ٤ ـ ٢٣٣ / شرح ابن يعيش ٢ ـ ١٠٢. الجوف : جمع أجوف ، وهو الواسع ، أو : من لا رأى له ولا حزم. الجماخير : جمع جمخور ، وهو العظيم الجسم القليل العقل والقوة.