• الفهرس
  • عدد النتائج:

قال العالم رحمه‌الله : نعم قد يحب الولد والده وربما عصاه ، وهذا المؤمن : الله أحب إليه مما سواه وإن عصاه ، وإنما يعصيه لأنّ الشهوة ظاهرة غالبة ، وإنما تغلب عليه الشهوات فإنه ربما كان الرجل عاملا لسلطان فينزع عن عمله فيعذب بأنواع من العذاب ثم إذا ترك رجع إلى عمله إن قدر عليه ، والمرأة تلقى ما تلقى في نفسها ثم إذا قامت طلبت الولد.

قال المتعلم : قلت ما يعرف من غلبة الشهوة لأنه كم من عابد صرعته الشهوة وآدم وداود عليهما‌السلام منهم (١) ولكن أخبرني عن هذا المؤمن أيركب المعصية وهو يعلم أنه يعذب عليها؟.

قال العالم رحمه‌الله : ما يركبها وهو يعلم أنه يعذب عليها لكنه يركبها لخصلتين أما إحداهما فإنه يرجو المغفرة ، وأما الأخرى فإنه يأمل التوبة قبل المرض والموت. قال المتعلم : أو يقدم الرجل على ما يخاف أن يعذب عليه؟

قال العالم رحمه‌الله : نعم ربما يقدم الرجل على ما يخاف أن يضره من طعام أو شراب أو قتال أو ركوب بحر ، ولو لا ما يرجوه من النجاة من الغرق إذا ركب البحر ، والظفر إذا قاتل ما أقدم على القتال ولا ركب البحر.

قال المتعلم : قد صدقت لأني أعرف من نفسي أني ربما أكلت الطعام يؤذيني فإذا فرغت ندمت ووطنت نفسي على أن لا أعود إليه. فإذا رأيته لم أصبر عنه ، ولكن أخبرني عن الكفر ، فإنّ الكفر له اسم وله تفسير.

قال العالم رحمه‌الله : إن الكفر له اسم وله تفسير وتفسيره الإنكار والجحود والتكذيب. وذلك أن الكفر بالعربية ، والعرب وضعوا اسم الكفر على الإنكار ، والله تعالى إنما أنزل الكتاب بلسان عربي ، ومثل ذلك أنه إذا كان للرجل على آخر دراهم وقد حلّت فتقاضاها فإن أقرّ بالحق ولم يقضه قال صاحبه ماطلني ولا يقول كافرني ، وإن هو أنكرها وجحدها قال كافرني ولم يقل ماطلني ، وكذلك المؤمن إذا ترك فريضة من غير أن يكفر بها سمي مسيئا ؛ وإن تركها كفرا بها سمي كافرا جاحدا بفرائض الله تعالى.

قال المتعلم رحمه‌الله : هذا عدل معروف أن يسمى الرجل جاحدا بما يجحد ومصدقا بما يصدق ، ومسيئا بما يسيء ، ومحسنا بما يحسن. ولكن أخبرني عمن يصف التوحيد غير أنه يقول أنا كافر بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) هكذا في الأصل ولو كان المتعلم أرعى للأدب لكان أنسب (ز).