• الفهرس
  • عدد النتائج:

«القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار». وقد قال تعالى : (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا) [غافر : ٤٦] ، والغدو والعشي إنما يكون في الدنيا ، وأيضا ما روي عنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يقول : «أعوذ بالله من عذاب القبر».

والدليل على سؤال منكر ونكير قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) [إبراهيم : ٢٧] يعني وفي الآخرة عند سؤال منكر ونكير. وأيضا : فإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما دفن ابنه إبراهيم جلس عند رأس القبر ، فتكلم بكلام ، ثم قال : «ابني قل أبي» ، وروي عنه أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعمر رضي الله عنه : «كيف بك يا عمر إذا جاءك فتانا القبر؟ فقال : أكون كما أنا الآن؟ فقال له : نعم. فقال له : إذا أكفيكهما». وروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : رأيت أبي في النوم ، فقلت له يا أبت ؛ منكر ونكير حق؟ فقال : إي والله الذي لا إله إلا هو ، لقد جاءاني فقالا لي : من ربك؟ فأخذت عليهما وقلت لهما : لا أخلي عنكما حتى تعرفاني من ربكما ، فقال أحدهما للآخر : دعه فإنه عمر الفاروق سراج أهل الجنة.

ويدل على نصب الصراط : قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا (٧١)) [مريم : ٧١] قيل في التفسير : هو العبور على الصراط. وأيضا قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ينصب الصراط على متن جهنم دحض مزلة والأنبياء يقولون : سلّم. سلّم. والناس يمرون عليه ، فمنهم من يمر عليه كالبرق الخاطف ومنهم من يمر عليه كالجواد من الخيل. إلى آخره».

والدليل على نصب الميزان : قوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) [الأنبياء : ٤٧] وقوله : (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) [الكهف : ١٠٥] وأيضا فإن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال لها : «أما عند مواطن ثلاثة فلا : الكتاب ، والميزان ، والصراط».

واعلم أن الموزون في الميزان هو صحائف الأعمال. وقيل في بعض الآثار : يشخص رجل يوم القيامة على رءوس الخلائق ، فيعرض عليه تسعة وتسعون سجلا مملوءة سيئات ، فيقال له احضر وزنك ، قيل : فيوضع في كفة قال : فيحار العبد ، فيقال له : هل تعلم لك خبيئة أو حسنة؟ قال : فيدهش ، فيقول : يا رب لا أعلم شيئا. فيقول تعالى : بل لك عندي خبيئة ، فيخرج له بقدر الإصبع ، فيقول : ما تغني هذه في جنب هذه السجلات ، فإذا فيها «لا إله إلا الله». اللهم ثبّتنا عليها بحولك وقوتك.