• الفهرس
  • عدد النتائج:

(أبو يعلى) عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال في قوله تعالى: (أَنْ‌ يَأْتِيَهُمُ‌ اللّٰهُ‌) [البقرة: ٢١٠] قال: المراد به قدرته وأمره، قال: وقد بيّنه في قوله تعالى: (أَوْ يَأْتِيَ‌ أَمْرُ رَبِّكَ‌) [النّحل: ٣٣] ومثل هذا في التوراة «وجاء ربك» قال: إنما هي قدرته.

قال ابن حامد: وهذا خطأ إنما ينزل بذاته بانتقال. قلت: وهذا كلام في ذات اللّه تعالى بمقتضى الحس كما يتكلم في الأجسام.

قال ابن عقيل في قوله تعالى: (قُلِ‌ الرُّوحُ‌ مِنْ‌ أَمْرِ رَبِّي) [الإسراء: ٨٥] قال: من كفّ‌ خلقه عن السؤال عن مخلوق فكفهم عن الخالق وصفاته أولى وأنشدوا:

كيفية النفس ليس المرء يدركها

فكيف كيفية الجبار في القدم

* * *

باب ذكر الأحاديث التي سموها أخبار الصفات

اعلم أن في الأحاديث دقائق وآفات لا يعرفها إلا العلماء الفقهاء، تارة في نقلها وتارة في كشف معناها وسنوضح ذلك إن شاء اللّه تعالى:

الحديث الأول: روى البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة

__________________

(٣) ـ المتشابه لأن كل هذه الآيات لما وردت في واقعة واحدة لم يبعد حمل بعضها على بعض، وقال تعالى بعده: (وَقُضِيَ‌ الْأَمْرُ) [البقرة: ٢١٠] ولا شك أن الألف واللام للمعهود السابق فلا بد وأن يكون قد جرى ذكر أمر قبل ذلك حتى تكون الألف واللام إشارة إليه وما ذاك إلا الذي أضمرناه من أن قوله: (يَأْتِيَهُمُ‌ اللّٰهُ‌) [البقرة: ٢١٠] أي يأتيهم أمر اللّه، وأنهى كلامه بقوله: والذي هو أوضح عندي من كل ما سلف أنا ذكرنا أن قوله تعالى: (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ‌ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ‌ كَافَّةً) [البقرة: ٢٠٨] إنما نزلت في حق اليهود، وعلى هذا التقدير فقوله: (فَإِنْ‌ زَلَلْتُمْ‌ مِنْ‌ بَعْدِ مٰا جٰاءَتْكُمُ‌ الْبَيِّنٰاتُ‌ فَاعْلَمُوا أَنَّ‌ اللّٰهَ‌ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‌ (٢٠٩)) [البقرة: ٢٠٩] يكون خطابا مع اليهود، وحينئذ يكون قوله تعالى: (هَلْ‌ يَنْظُرُونَ‌ إِلاّٰ أَنْ‌ يَأْتِيَهُمُ‌ اللّٰهُ‌ فِي ظُلَلٍ‌ مِنَ‌ الْغَمٰامِ‌ وَالْمَلاٰئِكَةُ‌) [البقرة: ٢١٠]، حكاية عن اليهود، والمعنى أنهم لا يقبلون دينك إلا أن يأتيهم اللّه في ظلل من الغمام والملائكة، ألا ترى أنهم فعلوا مع موسى مثل ذلك فقالوا: لَنْ‌ نُؤْمِنَ‌ لَكَ‌ حَتّٰى نَرَى اللّٰهَ‌ جَهْرَةً‌ [البقرة: ٥٥]، وإذا كان هذا حكاية عن حال اليهود لم يمنع إجراء الآية على ظاهرها، وذلك لأن اليهود كانوا على مذهب التشبيه وكانوا يجوزون على اللّه المجيء والذهاب، وكانوا يقولون: إنه تعالى تجلى لموسى عليه السلام على الطور في ظلل من الغمام وطلبوا مثل ذلك في زمن محمد عليه الصلاة والسلام.