• الفهرس
  • عدد النتائج:

التقليد الأعمى ، ولو فكر قليلا لكان أدرك أن من السخف بمكان وضعه لشيخه في إحدى كفتي الميزان ليوازن به جميع العلماء والفقهاء من هذه الأمة في كفته الأخرى فيزنهم ويغالبهم به فيغلبهم في علومهم! وهذا ما لا يصدر من حاظ بعقله ، ولا سيما بعد التفكير في تلك المخازي من شواذه. نعم يمكن أن يكون عنده أو عند شيخه بعض تفوق في بعض العلوم على بعض مشايخ حارته أو أهل خطه أو قريته أو مضرب خيام عشيرته ، لكن لا يوجب هذا أن يصدق في ظنه في حق نفسه أن جو هذه الأرض يضيق عن واسع فهومه ، وعرض هذه البحار لا يتسع لزاخر علومه.

أخطر ما يطغى من صنوف الاستغناء

ومن الآفات المردية التي تعتري الإنسان وتقذف به إلى هاوية الخسران طغيانه حينما يرى نفسه على شيء من الاستغناء بمال أو جاه أو علم ، لكن المال عرض زائل ، والجاه الدنيوي قلما يدوم على حال ، وعلم الإنسان مهما اتسع فما أوتي من العلم إلا قليلا ، وتلك الخلال لو روعيت حدودها لكانت أكبر عون للمرء على إحراز مرضاة الله سبحانه ، وأما إذا اتخذها أداة طغيان فإذ ذاك تنقلب تلك النعم مجلبة لسخط الله عزوجل ومقت الخلق ، فيصبح ذلك الطاغي من الأخسرين أعمالا في الدارين ، وليعلم أن ضرر العلم ـ إذا زاغ صاحبه ـ دونه كل ضرر ، فإن الطاغي بالمال يزول ضرره بزوال ماله ، كصاحب الجاه الذي لا يدوم جاهه ، وأما صاحب العلم الذي لعب به الشيطان وخلّد كتبا فيما طغى به فهمه وطاش قلمه ، فيدوم ضرره ويتضاعف وزره ما دامت آثاره دارجة يضل بها أناس ، فإذا هي أخطر تلك الآفات ، ولا يخفف عن مؤلفها العذاب إلا بإعراض الناس عن كتبه المغوية بتنبيه أهل العلم المهتدين على ما حوته من صنوف الزيغ والضلال ، فيكون في الكشف عن مواطن الغواية من أمثال تلك الكتب تخفيف لعذاب مؤلفيها ، وصون للأمة عن الوقوع في مهاويها. وقد عنى الموفقون من علماء هذه الأمة بنقض أمثال تلك الكتب لتلك الغاية النبيلة قديما وحديثا ومن هلك بعد ذلك فلا يلومن إلا نفسه.

ردود السبكي على ابن تيمية

والكلام في رده على نونية ابن القيم

وللحافظ التقي السبكي فضل مشكور وعمل مبرور في الرد على ابن زفيل وشيخه في شواذهما المردية ، ومن جملة مؤلفاته في هذا الصدد «رده على نونية ابن القيم» وقد نقل السيد محمد المرتضى الزبيدي في شرح الإحياء عند الكلام على