• الفهرس
  • عدد النتائج:

وجوده ، فقد جعلتم القبلية صفة للعدم. وصفة العدم لا يعقل أن تكون موجودة. فالقبلية صفة غير موجودة.

وثانيها : ان التقدم اضافة ، لا تعقل الا بالإضافة (٢٤) الى التأخر. والمضافان يوجدان معا ، فلو كان التقدم صفة موجودة ، لاستحال وجودها ، الا مع وجود التأخر. واذا كان حصول التقدم والتأخر معا ، لزم أن يكون حصول المتقدم والمتأخر معا. ولكن المعية تنافى فى التقدم والتأخر ، فاذن القول بأن القبلية صفة موجودة ، يفضى الى هذا المحال. فيكون ذلك محالا.

وثالثها : انا قد دللنا فى أول المسألة على أن الأمس متقدم على اليوم. وليس ذلك التقدم بالزمان. فلم لا يجوز أن يكون تقدم العدم على الوجود جاريا مجرى تقدم اليوم على الغد؟

والجواب عن الشبهة الخامسة ـ وهى قولهم «الايجاد جود» ـ نقول : هذا ينتقض بايجاد هذه الصور والأعراض الحادثة. فانه جود. ولم يلزم منه قدم هذه الصور والأعراض.

والجواب عن الشبهة السادسة : لم لا يجوز أن يقال : الفاعل المختار يرجح أحد مقدوريه على الآخر ، من غير اكتساب كمال ولا رفع يقتضيه ، بل محض الإرادة. وبالله التوفيق.

__________________

(٢٤) بالقداس : أ.