• الفهرس
  • عدد النتائج:

والجواب عن الشبهة الثالثة : انه تعالى انما يعلم الشيء كما هو ، فان كان له عدد محصور علمه كذلك. وان كان له عدد غير محصور ، كان علمه كذلك.

النوع الخامس من المخالفين : الذين ينكرون كونه تعالى عالما بما لا نهاية له من المعلومات. ولهم فيه شبه :

الشبهة الأولى : انا لما بينا أنه يجب تعدد العلم بتعدد المعلومات فلو كانت المعلومات غير متناهية ، لحصل فى ذات الله تعالى علوم غير متناهية.

ولو أن قائلا يقول : انا لا نثبت العلم لله تعالى ، بل نثبت العالمية : كان هذا نزاعا فى العبارة. ويلزمه : أن يثبت لله تعالى عالميات لا نهاية لها. لأنه لا يمكننا أن نعلم كونه تعالى عالما بأحد هذين المعلومين ، حال شكنا فى كونه تعالى عالما بالمعلوم الآخر ـ المعلوم غير المشكوك ـ

اذا ثبت هذا فنقول : لو كان الله تعالى عالما بما لا نهاية له ، لزم أن يحصل فى ذاته علوم غير متناهية ، أو عالميات غير متناهية. وذلك محال. لأن كل عدد يوجد ، فانه قابل للزيادة والنقصان ، وكل ما كان كذلك ، وجب أن يكون متناهيا.

الشبهة الثانية : قالوا : كل معلوم فهو متميز عن غيره. وكل متميز عن غيره ، فهو متناه. لأن المتميز هو الّذي ينفصل عن غيره بحده وطرفه ، فاذن كل ما كان معلوما : فهو متناه. وما لا يكون متناهيا ، يمتنع أن يكون معلوما.

الشبهة الثالثة : مقدورات الله تعالى أقل من معلوماته. والأقل