• الفهرس
  • عدد النتائج:

المسألة الثالثة

فى

اثبات العلم بالصانع

وقبل الخوض فى المقصود ، لا بد من تقديم مقدمات :

المقدمة الأولى : فى الفرق بين الامكان والحدوث :

الامكان عبارة عن كون الشيء فى نفسه ، بحيث لا يمتنع وجوده ولا عدمه ، امتناعا واجبا ذاتيا. والحدوث : عبارة عن كون الوجود مسبوقا بالعدم والفرق بين هذين الأمرين ظاهر.

المقدمة الثانية : زعم كثير من مشايخ علم الأصول أن علة الحاجة الى المؤثر ، هى الحدوث. ومنهم من زعم : أن علة الحاجة هى مجموع الامكان والحدوث. فيكون الحدوث على هذا القول شطر العلة. ومنهم من زعم : أن الحاجة هى الامكان بشرط الحدوث. فيكون الحدوث على هذا القول شرط العلة. وعندنا : أن الحدوث غير معتبر فى تحقق الحاجة. لا بأن يكون تمام العلة ، ولا بأن يكون شطر العلة ، ولا بأن يكون شرط العلة.

والدليل عليه : أن الحدوث عبارة عن كون الشيء (١) مسبوقا بالعدم. ومسبوقية الوجود بالعدم صفة للوجود ، الّذي هو متأخر عن تأثير القادر فيه. والّذي هو متأخر عن احتياجه الى القادر ، الّذي هو متأخر عن علة تلك الحاجة ، وعن جزء تلك العلة ، وعن شرط تلك العلة. فلو جعلنا الحدوث علة للحاجة ، أو جزءا من هذه العلة ، أو شرطا لهذه العلة ، لزم تأخر الشيء عن نفسه بمراتب. وهو محال.

__________________

(١) الوجود : ب.