• الفهرس
  • عدد النتائج:

ولابدّ أن نذكّر بأنّ المقصود بالضرورة من متعلّق الكرم والسخاء هو علم القيم والمبادئ ، والمراد بالحضارة والرقيّ هو حضارة ورقيّ الاُمم في دركها لعقائدها والاُصول الثابتة التي تؤمن بها ، فلا يمكن لنا بأيّ حال من الأحوال أن نعتبر المفاهيم التي تؤدّي بالفرد الإنساني إلى أسفل مراحل الرذيلة والانحطاط علوماً أو أصحابها ذوي ازدهار ورفعة ، فالسموّ هو سموّ الفكر الذي يأخذ بالإنسان إلى أعلى درجات الشعور والإحساس السليم ، أمّا ما يجرّ إلى الانحراف والسقوط في المتاهات المادّية فلا يجعل من الإنسان إلاّ كتلة من الشهوة وانعدام الشعور وسلب الإرادة.

وإنّك إذ ترى رجالاً سخّروا عقولهم وأذهانهم وكلّ طاقاتهم لخدمة مبادئهم وقيمهم ، فإنّك تلحظ آخرين غيرهم بخلوا بعلومهم على اُممهم ، وقبضوا عليه قبض الأسد على فريسته ، فكانوا وبالاً وكيداً على أهليهم ، وظلّ التأريخ يلعنهم أبداً.

فالملاك كلّ الملاك في نموّ الفرد والمجتمع معنىً ومعرفة ، الذي تتفتّح قنواته ومحاوره عبر الدرك الصحيح والفهم السليم للعقائد الحقّة والموازين الثابتة ، وهذا مالا يتوفّر لأيّ أُمّة إلاّ إذا امتلكت علماء ومفكّرين يبذلون بكلّ جود وسخاء عظيم جهودهم وغاية طاقاتهم لغرض إحيائها وانتشالها من واقع الذلّ والضياع.

ويعدّ فقيدنا الراحل العلاّمة المحقّق آية الله السيّد عبدالعزيز الطباطبائي (قدس سره) واحداً من اُولئك الذين تجلّى فيهم الكرم العلمي والسخاء