قائمة الکتاب
بمن نلوذ؟
٢٤٧
إعدادات
نفحات الذّات [ ج ٢ ]
نفحات الذّات [ ج ٢ ]
تحمیل
بمن نلوذ؟
إذا ضاق الصدر وتوجّع الفؤاد واُثخن القلب بالجراح ، ولاذت الروح بربّها الكريم ، بأوليائها الطاهرين ، بحجّة الله على العالمين ، بأخيارها الصالحين ، بحكمائها العلماء العارفين ، تستلهم العبر ، تتروّض بالأناة وجميل الصبر ، تقتبس صحيح المعنى من رفيع السير ، فإنّها تفلح بالسكينة والأمان والثقة والاطمئنان بفعل غوالي درر بصائر اُولي النُّهى والإيمان.
إذ هم بلسم الجراح ومسبار الآلام ومشفى الأسقام ، هم الكهف والملجأ والملاذ من كلّ الأخطار وعوادي الأيّام ، تهفو لهم القلوب وترقى بهم العقول ، في قاع الضمير لهم منازلُ وئام وفي خبايا الروح لهم معاقلُ هيام.
آه لو لذنا بهم كلّما آلمتنا ذواتنا ; بفعل جهلنا وإصرارنا على غيّنا ، نشكو غرورنا وتصاعد خطايانا ; علّنا نستفيق ونتّخذ إلى ربّنا سبيلاً فيغفر لنا ذنوبنا ويمحو سيّئاتنا.
آه لو لذنا بهم كلّما آلَمْنا غيرَنا ، بفعل سوء أخلاقنا وقلّة أدبنا ، نشكو تقصيرنا وإسرافنا في مساوئنا ; علّنا نندم ونُرضي ربّنا والآخرين عنّا.