وقفة نقديّة / ٣
لسنا بصدد الإنشاء أو الإخبار عن كون «النقد» فلسفةً أو علماً أو مذهباً له أقطابه وتأريخه واُسسه ومبانيه وقيَمه وأدواته المعرفيّة وأنساقه الخاصّة ، فهذا جهدٌ قد وُفِّر عناؤه على أرقى المستويات والأفكار ، ولاسيّما أنّه قائمٌ قبل هبوط آدم (عليه السلام) إلى الأرض بأمر المولى تبارك وتعالى بفعل معصيته الشهيرة التي انتُقِد عليها أشدّ الانتقاد ، وعانى على إثرها المعاناة المريرة والآلام الصعبة ، فقُدّر للإنسانيّة أن تبدأ رحلة شاقّة وهي ترى واقعها منقسماً بين خطّين متوازيّين لا يمكن لهما الالتقاء أبداً.
كما لسنا في مقام تجديد معرفتنا بالنقد والأقوال فيه ; إذ إنّنا نعلم أو لابدّ أن نعلم أنّ :
النقد : ليس إضعافاً للموقف وللذات ، بالعكس ، إنّ النقد بما هو كشف وتعرية وفضح ، يؤول إلى خروج المرء من عجزه ، باختراق حاجز نفساني معيق ، أو كسر قالب معرفي ضيّق ، أو تفكيك جهاز مفهومي قاصر ، أو تغيير شرط وجودي قاهر .. بهذا المعنى يفضي النقد إلى إمتلاك