• الفهرس
  • عدد النتائج:

الشوق حركة النفس إلى تتميم ابتهاجها ، بتصوّر حضرة محبوبها ، وهو من لوازم المحبّة وذاتيّاتها ; إذ النفس أبداً تحنّ إلى من تحبّ ، ولا يكون إلاّ لمن علم من طرف وجهل من آخر ، فتحرّك المحبّة لذّة ما أدركه إلى طلب ما لم يدرك. ولا ينقطع الشوق إلى الاستكمال بالله في الدنيا ولا في الآخرة.

قال أحمد الكمشخانوي النقشبندي في جامع الاُصول (٦٢ ، ٣) :

الشوق وهو على ثلاثة أقسام : شوق العامّ وهو إلى الدنيا ، وشوق الخاصّ وهو إلى العقبى ، وشوق الأخصّ وهو إلى المولى ، فمن اشتاق إلى الدنيا اشتاقت النار إليه ، ومن اشتاق إلى العقبى اشتاقت الجنّة إليه ، ومن اشتاق إلى المولى اشتاق المولى إليه.

وقال في ص ٢٧١ ، ١٩ : الشوق ففي اللغة احتياج القلب إلى لقاء المحبوب ، وكذلك هو في اصطلاح أهل الحقيقة ، حتى قال بعضهم : هو احتراق الأحشاء وتلهّب القلوب وتقطّع الأكباد ، وقيل : علامته قطع الجوارح عن الشهوات ، وقيل : علامته حبّ الموت مع كون الإنسان في العافية والراحة.

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف (٣٠٩ ، ٨) : الشوق إلى لقاء الله تعالى إنّما يكون بمحبّة الموت ، وذلك لا يقع غالباً إلاّ عند خوف ضرّاء مضرّة في الدنيا أو فتنة مضلّة في الدين ، فأمّا إذا خلا عن ذلك كان شوقاً إلى لقاء الله عزّوجلّ.