إشارتان
لابدّ من الإشارة إلى أمرين :
الأوّل : الكثيرون يفسّرون الحبّ تفسيراً عاطفيّاً مقروناً بالسذاجة وقلّة النضج. فللحبّ محاوره العاطفيّة والشعوريّة والرومانسية والعلقة الشديدة التي تُعدّ بحدّ ذاتها ذوداً عن حريمه وكيانه ومحتواه ، لكنّها ليس كلّ الذود عنه ، بل إنّها الوجه الحلو للحبّ ، إنّها المظهر المعروف والجميل للحبّ حيث تتجلّى الترافة والنعومة والحنان.
أمّا الوجه الآخر للحبّ الذي ينتهي إلى ذات القيم والسبل التي تكوّن مفهوم الذود عنه ، فهو الوجه الحازم القاطع الصلب الذي يتجلّى بالنصح والتذكير والإرشاد والتوعية والإيقاظ وما سانخها.
إنّ السكوت عن نسق الحبيب إذا ما مال أو اضطرب أو تراجع أو انقلب بداعي الحبّ ، ليس حبّاً أبداً ، إنّه عداءٌ غير مقصود ، عداءٌ بجهل وقلّة نضج وسذاجة وضعف ; حيث خُلق الإنسان والخطأ والغفلة والنسيان والشهوة تمازج روحه وعقله وقلبه ، ولا يرتقي سلّم المجد والكمال إلاّ