• الفهرس
  • عدد النتائج:

وأعترف أنّي عانيت ولا زلت اُعاني من قلّة العمق أو عدمه في تصوّراتي ومطالعاتي إثر فهمي السطحي للقضايا والمسائل ، التي لابدّ من استيعابها استيعاباً متكاملاً قويّاً ، ولعلّ سبب الضعف هو الاغترار بالمرور على عناوين ورؤوس الأفكار وحفظها دون الولوج في أغوارها وفهمها وفكّ رموزها واستنطاقها ومقارنتها وتحليلها.

إنّ جنوحي منذ أكثر من عقد إلى الفكر النقدي أوجد في ثقافتي تحوّلاً استدعى شروطاً لابدّ من تحقّقها حتى أنال إمكانيّة دركه ثم التعامل به ، الشروط التي تعني التلقّي الصحيح والشموليّة والتسلّط على الأفكار والمباني وتوفّر عناصر المراجعة والبعثرة والحفر والمقارنة والاستنطاق وقراءة ما خلف النصّ والتحليل والاستنتاج ، ثم إجادة عناصر الطرح والخطاب .. كلّ ذلك بناءً على حفظ الاُصول والثوابت ، وعلى كون الفكر النقدي عمليّة بناء لا هدم تجري ضمن مناهج وأنساق علميّة معرفيّة كما أشرنا إليه ، وهذا ما يتطلّب جهداً فكريّاً كبيراً وعملاً دؤوباً مشفوعاً بالرغبة والأناة والهمّة والعشق والأمانة والمسؤوليّة والإيمان.