الضلال وقسم التذكير فأسند الفعل الثانى إلى ظاهر حيث أسند الأول ولم يوصل بضمير مفصول لكون الأول لازما فأتى بالثانى على صورته من التجرد عن المفعول ثم أتى به خبرا بعد اعتدال الكلام وحصول التماثل فى تركيبه.
السادس عشر : كون ما يصلح للعود ولم يسق الكلام له ، كقوله تعالى : (رُسُلُ اللهِ ، اللهُ أَعْلَمُ)(١).
السابع عشر : الإشارة إلى عدم دخول الجملة فى حكم الأولى ، كقوله تعالى : (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ)(٢) ، فان «يمحو» استئناف وليس عطفا على الجواب ، لأن المعلق على الشرط عدم قبل وجوده.
ولم يذكر البلاغيون إلّا بعض هذه الدواعى والأسباب الكثيرة التى وردت فى كتاب الله تعالى.
القلب :
وهو الخروج على مقتضى الظاهر ، وذلك أن يجعل أحد أجزاء الكلام مكان الآخر والآخر مكانه على وجه يثبت حكم كل منهما للآخر (٣)
وفى كونه من أساليب البلاغة خلاف ، وتتضح فيه ثلاثة آراء :
الأول : إنكاره ، ومن أوائل الذين ذهبوا إلى ذلك سيبويه الذى يرد القلب إذا جاء فى الكلام ويصفه بالرداءة والبعد عن الجودة ، يقول : «وأما قوله» أدخل فوه الحجر «فهذا جرى على سعة الكلام والجيد «أدخل فاه الحجر» كما قال : «أدخلت فى رأسى القلنسوة» والجيد أدخلت فى القلنسوة رأسى». قال الشاعر :
__________________
(١) الأنعام ١٢٤.
(٢) الشورى ٢٤.
(٣) شروح التلخيص ج ١ ص ٤٨٦.