قائمة الکتاب
حدود أهداف الحسين عليهالسلام
٧٢
إعدادات
أضواء على ثورة الحسين عليه السلام
أضواء على ثورة الحسين عليه السلام
تحمیل
حدود أهداف الحسين عليهالسلام
حينما نُريد أنْ نتحدَّث عن أهداف الحسين عليهالسلام في ثورته ، فإنَّما نتحدَّث ـ كما أسلفنا ـ في حدود فَهمنا ومدى إدراكنا ، وهو البعيد عن فَهم الواقعيَّات والمحجوب أساساً عن الوصول إلى تلك المُستويات ، فنحن نتحدَّث عن أقصى ما نُدركه مِن أمر منطقيٍّ ومعقول ، كأُطروحة مقبولة ومُحتملة في هذا الصدد ، وليس كشيء قطعيٍّ وناجز ، ونحن نعلم أنَّ ما خفي علينا مِن الحقِّ أكثر مِمَّا اتَّضح لنا بكثير. وخاصَّة ونحن نعرف ـ كما سبق أيضاً ـ بأنَّ أقوال المعصومين وأفعالهم مُطابقة للحكمة الإلهيَّة ومُساوقة للعلم الإلهي ؛ لما لهم مِن التأييد والتسديد منه جلَّ جلاله ؛ ومِن المعلوم أنَّ الحكمة والعلم الإلهيَّين غير محدودين ، ونحن محدودون ، ولا يُمكن للمحدود أنْ يُدرك اللاَّ محدود.
ولو تنزَّلنا عن ذلك جدلاً ، أمكننا القول : بأنَّ الواحد مِن المعصومين عليهالسلام هو أفضل مِن أفضل واحد مِن البشر رأيناه أو سمعنا عنه ، في جميع المُستويات وعلى أيِّ صعيد ، والفرد مهما أوتي مِن قوَّة تفكير وحِدَّة ذكاء فهو أدنى منهم بمراتب عظيمة ، ومِن المعلوم أنَّ الأدنى لا يُمكن أنْ يُدرك جميع ما لدى الأعلى ، ولا يُمكن أنْ يفهم مُستواه إلاَّ إذا كان مُساوياً له.
خُذْ إليك مثلاً : إنَّ الطفل الدارس في المدارس الابتدائيَّة ـ أو مَن هو على شاكلته هل ـ يصحُّ أنْ نتصوَّر أنْ يفهم الرياضيَّات المُعمّقة والفلسفة المُحقَّقة ، أو علوم الفيزياء أو الكيمياء المُفصَّلة. وهكذا مُستوى أيِّ واحد منَّا تِجاه أيِّ واحد مِن المعصومين عليهمالسلام ؛ اذاً ، فالتعرُّف على كلِّ حقيقتهم وأهدافهم إنْ لم يكن مُحالاً ، فهو بمنزلة المُحال.