الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٩
عن آبائه عليهمالسلام قال : قال امير المؤمنين عليهالسلام : لا يزال في ولدي مأمون مأمول(١).
٧٧ ـ ك : ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري جميعا ، عن ابن أبي ـ الخطاب ، عن علي بن النعمان ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : جعلت فداك إن سالم بن أبي حفصة يلقاني فيقول لي : ألستم تروون أنه من مات وليس له إمام فموتته موتة جاهلية؟ فأقول له : بلى ، فيقو قد مضى أبوجعفر عليهالسلام فمن إمامكم اليوم؟ فأكره ـ جعلت فداك ـ أن أقول له : جعفر عليهالسلام ، فأقول : أئمتي آل محمد (ص) ، فيقول لي : ما أراك صنعت شيئا ، فقال عليهالسلام : ويح سالم بن أبي حفصة ، لعنه الله ، وهل يدري سالم ما منزلة الامام؟ إن منزلة الامام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، فانه لن يهلك منا إمام قط إلا ترك من بعده من يعلم مثل علمه ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه فإنه لم يمنع الله ما أعطى داود أن أعطى سليمان أفضل منه(٢).
٧٨ ـ ك : أبي عن سعد والحميري ، عن أيوب بن نوح ، عن الربيع بن محمد المسلمي(٣) عن عبدالله بن سليمان العامري ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ما زالت الارض إلا ولله تعالى ذكره فيها حجة يعرف الحلال والحرام ، ويدعو إلى سبيل الله ، ولا تنقطع الحجة من الارض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة ، فإذا رفعت الحجة أغلق باب التوبة ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن ترفع الحجة ، اولئك شرار من خلق الله ، وهم الذين يقوم عليهم القيامة(٤).
ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بن محمد المسلي مثله(٥).
____________________
(١) اكمال الدين : ١٣٢ و ١٣٣.
(٢) اكمال الدين : ١٣٣.
(٣) هكذا في الكتاب وفى البصائر والمحاسن ، وفى الاكمال ( مسكى ) وكلاهما مصحفان عن المسلى ، منسوب إلى مسلية : ابوبطن من مذحج ، وهو مسلية بن عامر بن عمرو ابن علة بن جلد بن مالك بن ادد. ومالك هو مذحج.
(٤) اكمال الدين : ١٣٣ فيه : اغلقت ابواب التوبة.
(٥) بصائر الدرجات : ١٤١.
سن : علي بن الحكم ، عن المسلي مثله(١).
٧٩ ـ ك : ابن الوليد ، عن الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن صفوان عن الرضا عليهالسلام قال : إن الارض لا تخلو من أن يكون فيها إمام منا(٢).
٨٠ ـ ك : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى عن البزنطي ، عن عقبة بن جعفر قال : قلت لابي الحسن الرضا عليهالسلام : قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد ، فقال : يا عقبة إن صاحب هذا الامر لا يموت حتى يرى ولده من بعده(٣).
٨١ ـ ك : أبي(٤) وابن المتوكل ، عن الحميرى ، عن اليقطيني ، عن ابن محبوب ، عن البطائني(٥) ، عن أبي بصير عن أبى عبدالله عليهالسلام قال : إن الله أجل وأعظم من أن يترك الارض بغير إمام عدل(٦).
٨٢ ـ ك : أبي ، عن الحميري ، عن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب عن العلا ، عن ابن أبي يعفور قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : ما تبقى الارض يوما واحدا بغير إمام منا تفزع إليه الامة(٧).
٨٣ ـ ك : أبي وابن الوليد معا ، عن الحميري ، عن محمد بن عبدالحميد ، عن منصور بن يونس ، عن عبدالرحمان بن سليمان ، عن أبيه عن أبي جعفر عليهالسلام عن الحارث بن نوفل قال : قال علي عليهالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا رسول الله أمنا الهداة أم من غيرنا؟ قال : لا ، بل منا الهداة إلى يوم القيامة بنا استنقذهم الله من ضلالة الشرك ، وبنا يستنقذهم الله من ضلالة الفتنة ، وبنا يصبحون
____________________
(١) المحاسن : ٢٣٦.
(٢) اكمال الدين : ١٣٣ فيه : ابن الوليد عن سعد والحميرى.
(٣) اكمال الدين : ١٣٣. فيه : عتبة بن جعفر.
(٤) اقتصر في المصادر على روايته عن ابن المتوكل.
(٥) في المصدر : [ على بن أبى حمزة الثمالى ] قوله : البطائنى مصحف.
(٦) اكمال الدين : ١٣٣.
(٧) اكمال الدين : ١٣٤ فيه : عبدالله بن جعفر الحميرى « عن عبدالله بن محمد بن عيسى خ » عن احمد بن محمد بن عيسى.
إخوانا بعد الضلالة(١).
٨٤ ـ ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن ابن عيسى واليقطيني معا ، عن الاهوازي عن جعفر بن بشير وصفوان معا ، عن المعلى بن عثمان ، عن المعلى بن خنيس قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام هل كان الناس إلا وفيهم من قد امروا بطاعته منذ كان نوح؟ قال : لم يزل كذلك ، ولكن أكثرهم لا يؤمنون(٢).
سن : أبي ، عن صفوان ، عن المعلى بن خنيس مثله(٣).
ك : أبي ، عن الحميري ، عن محمد بن الحسين ، عن يزيد بن إسحاق ، عن هارون بن حمزة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام مثله ، وفيه : أمين قد امروا ، وقال : لم يزالوا(٤).
٨٥ ـ ك : ابن الوليد ، عن سعد والحميري معا ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لو لم يكن في الارض إلا إثنان لكان أحدهما الحجة ، ولو ذهب أحدهما بقي الحجة(٥).
٨٦ ـ ك : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسي قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : ليس تبقى الارض يا با خالد يوما واحدا بغير حجة لله على الناس ، ولم يبق(٦) منذ خلق الله آدم وأسكنه الارض(٧).
٨٧ ـ ك : ابن الوليد عن سعد والحميري معا ، عن أيوب بن نوح ، عن
____________________
(١) اكمال الدين : ١٣٤ فيه : [ بل منا الهداة إلى الله إلى يوم القيامة ] وفيه : و بنا استنقذهم من ضلالة الفتنة ، وبنا يصبحون اخوانا بعد ضلالة الفتنة ، كما بنا اصبحوا اخوانا بعد ضلالة الشرك ، وبنا يختم الله كما بنا يفتح.
(٢) اكمال الدين : ١٣٤. فيه : ابا جعفر ( ابا عبدالله خ ) عليهالسلام وفيه : لم يزالوا.
(٣) المحاسن : ٢٣٥ فيه : لم يزالوا كذلك.
(٤) اكمال الدين : ١٣٥.
(٥) اكمال الدين : ١٣٥.
(٦) في النسخة المخطوطة : ولم تبق.
(٧) اكمال الدين : ١٣٥ فيه : فأسكنه الارض.
صفوان ، عن عبدالله بن خراش عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سأله رجل فقال : لن تخلو الارض ساعة إلا وفيها إمام؟ قال : لا تخلو الارض من الحق(١).
٨٨ ـ ك : ابن الوليد ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار ، عن ابن بشار(٢) قال : قال الحسين بن خالد للرضا عليهالسلام وأنا حاضر : تخلو الارض من إمام؟ قال : لا(٣).
٨٩ ـ ير : الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه ، عن شعيب ، عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام إنه قال : لم تخل الارض إلا وفيها منا رجل يعرف الحق فإذا زاد الناس فيه شيئا قال : زادوا ، وإذا نقصوا منه قال : قد نقصوا(٤).
٩٠ ـ ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب واليقطيني وعبدالله بن عامر جميعا ، عن ابن أبي نجران ، عن الحجاج الخشاب ، عن معروف ابن خربوذ قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنما مثل أهل بيتي في هذه الامة كمثل نجوم السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم(٥).
٩١ ـ ك : أبي وابن الوليد وماجيلويه جميعا ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن الكوفي ، عن نصر بن مزاحم ، عن محمد بن سعيد(٦) عن فضل بن خديج(٧) ، عن كميل بن زياد النخعي.
وحدثنا ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري جميعا ، عن ابن عيسى وابن هاشم معا ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن الثمالي ، عن عبد الرحمان بن جندب ، عن كميل.
____________________
(١) اكمال الدين : ١٣٥ فيه : تخلو الارض لا يكون فيها امام؟
(٢) في النسخة المخطوطة : الحسن بن بشار.
(٣) اكمال الدين : ١٣٥ و ١٣٦.
(٤) بصائر الدرجات : ٩٦ فيه وفى النسخة المخطوطة : فقد زادوا.
(٥) اكمال الدين : ١٦٤.
(٦) في المصدر المطبوع : [ عمر بن سعيد ] وفى نسخة. محمد بن سعيد.
(٧) لعل الصحيح : فضيل بن خديج كما يأتى.
وحدثنا عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب(١) ، عن محمد بن داود بن سليمان ، عن موسى بن إسحاق ، عن ضرار بن صرد ، عن عاصم بن حميد ، عن الثمالي عن عبد الرحمان ، عن كميل.
وحدثنا الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد(٢).
وحدثنا محمد بن الحسن بن علي بن الصلت ، عن محمد بن العباس الهروي عن محمد بن إسحاق بن سعيد ، عن محمد بن إدريس الحنظلي ، عن إسماعيل بن موسى الفزاري ، عن عاصم بن حميد ، عن الثمالي ، عن عبدالرحمان ، عن كميل بن زياد ـ واللفظ للفضل بن خديج(٣) عن كميل بن زياد ـ قال : أخذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بيدي فأخرجني إلى ظهر الكوفة فما أصحر تنفس ثم قال : يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، احفظ عني ما أقول لك : الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع ، أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيؤا بنور العلم فيهتدوا(٤) ولم يلجأوا إلى ركن وثيق فينجوا(٥) يا كميل العلم خير من المال ، العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الانفاق ، يا كميل محبة(٦) العلم دين يدان به ، يكسب الانسان الطاعة في حياته(٧) وجميل الاحدوثة بعد وفاته ، و
____________________
(١) في المصدر : عبدالله بن عبدالوهاب بن نصر بن عبدالوهاب القرشى.
(٢) في النسخة المخطوطة وفى المصدر : عن عاصم بن حميد عن الثمالى عن عبدالرحمن عن كميل.
(٣) في المصدر : واللفظ [ لفضيل بن خديج ] أقول : في لسان الميزان أيضا : [ فضيل ابن خديج ] راجع ج ٤ : ٤٥٣.
(٤ و ٥) النسخة المخطوطة والمصدر خاليان من قوله : فيهتدوا. وقوله : فينجوا.
(٦) في نسخة : معرفة العلم.
(٧) في المصدر : يكسب الانسان به الطاعة.
صنيع(١) المال يزول بزواله ، يا كميل هلك خزان الاموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة ، ها(٢) إن ههنا وأشار بيده إلى صدره ـ لعلما جما ، لو أصبت له حملة ، بلى اصيب(٣) لقنا غير مأمون عليه ، مستعملا(٤) آلة الدين للدنيا ، ومستظهرا بنعم الله على عباده وبحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة(٥) الحق لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشك في قلبه لاول عارض من شبهة الامة(٦) لا ذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوة(٧) أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين في شئ أقرب شبهابهما الانعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم لله بحججه ، إما ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا(٨) لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا وأين اولئك؟ اولئك والله الاقلون عددا ، و الاعظمون قدرا(٩) بهم يحفظ الله حججه وبيناته ، حتى يودعوها نظراءهم ، و يزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا(١٠) روح اليقين ، واستلانوا ما استوعر المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى ، يا كميل اولئك خلفاء الله
____________________
(١) في المصدر : ومنفعة المال تزول بزواله.
(٢) في المصدر : هاه.
(٣) في المصدر : [ بل اصبت ] وفى النهج : بلى اصيب.
(٤) في المصدر : يستعمل آلة الدين في الدنيا ، ويستظهر بحجج الله عزوجل على خلقه وبنعمته على عباده لتتخذ الضعفاء وليجة دون ولى الحق ، او منقادا.
(٥) في نسخة مصححة من المصدر : او منقادا لجملة الحق.
(٦) هكذا في نسخة مصححة من المصدر ، وفى المطبوع : من شبهة ، الا لا ذا ولا ذاك.
(٧) في المصدر : او منهوما باللذات ، سلس القياد للشهوات.
(٨) في المصدر : اما ظاهر مشهور او خاف معمور.
(٩) في المصدر : [ والاعظمون خطرا ] اقول : اى قدرا.
(١٠) في المصدر : هجم بهم العلم على حقائق الامور فباشروا.
في أرضه ، والدعاة إلى دينه ، آه آه(١) شوقا إلى رؤيتهم ، وأستغفر الله لي ولكم. وفي رواية عبدالرحمان بن جندب : فانصرف إذا شئت.
وحدثنا بهذا الحديث القاسم بن محمد السراج ، عن القاسم بن أبي صالح ، عن موسى بن إسحاق القاضي ، عن ضرار(٢) عن عاصم ، عن الثمالي ، عن عبدالرحمان عن كميل قال : أخذ أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليهالسلام بيدي وأخرجني إلى ناحية الجبان ، فلما أصحر جلس ، ثم قال : يا كميل احفظ عني ما أقول لك : القلوب أوعية فخيرها أوعاها.
وذكر الحديث مثله ، إلا أنه قال فيه : بلى(٣) لا تخلو الارض من قائم بحجة ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته.
ولم يذكر فيه : ظاهرا مشهورا ، ولا خائفا مغمورا(٤).
وقال في آخره : إذا شئت فقم.
وأخبرنا به بكر بن علي الشاشي ، عن محمد بن عبدالله بن إبراهيم البزاز الشافعي ، عن ضرار(٥) عن عاصم ، عن الثمالي ، عن عبدالرحمان ، عن كميل قال : أخذ علي بن أبي طالب عليهالسلام بيدي إلى(٦) ناحية الجبان ، فلما أصحر جلس ثم تنفس ، ثم قال : يا كميل بن زياد احفظ ما أقول لك ، القلوب أوعية فخيرها أوعاها الناس ثلاثة : فعالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع ، أتباع كل ناعق.
وذكر الحديث بطوله إلى آخره.
____________________
(١) في المصدر : [ هاى هاى ] وفى نسخة منه : آه آه.
(٢) في المصدر : [ قال : حدثنا ابونعيم ابراهيم بن صرار بن صرار ] والظاهر انه مصحف ، وصحيحه : ابونعيم ضرار بن صرد. راجع تقريب التهذيب : ٢٣٩.
(٣) في المصدر : اللهم بلى.
(٤) في المصدر : ظاهر أو خاف مغمور.
(٥) في المصدر : بعد الشافعى : قال : حدثنا موسى بن اسحاق قال : حدثنا ضرار بن ضرر. أقول : هو مصحف صرد.
(٦) في المصدر : فأخرجنى إلى ناحية.
وحدثنا به علي بن عبدالله الاسواري ، عن مكي بن أحمد ، عن عبدالله بن محمد السيرفي(١) ، عن محمد بن إدريس ، عن إسماعيل بن موسى ، عن عاصم ، عن الثمالي ، عن عبدالرحمان ، عن كميل قال : أخذ بيدي علي بن أبي طالب عليهالسلام فأخرجنى إلى الجبان ، فلما أصحر جلس ثم تنفس ، ثم قال : يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها. وذكر مثله.
وحدثنا به أحمد بن محمد بن الصقر ، عن موسى بن إسحاق ، عن ضرار ، عن عاصم ، عن الثمالي ، عن عبدالرحمان ، عن كميل.
وحدثنا به أبومحمد بكر بن علي الشاشي ، عن محمد بن عبدالله الشافعي ، عن بشير بن موسى(٢) عن عبيد بن الهيثم ، عن إسحاق بن محمد ، عن عبدالله بن الفضل ابن الحباج(٣) عن هشام بن محمد السائب ، عن أبي مخنف لوط بن يحيى ، عن فضيل ابن خديج ، عن كميل قال : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام بالكوفة فخرجنا حتى انتهينا إلى الجبان(٤) وذكر فيه : اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم لله بحججه ، ظاهر مشهور ، أو باطن مغمور ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته.
وقال في آخره : انصرف إذا شئت(٥).
بيان : قد مر هذا الخبر بشرحه بأسانيد في باب فضل العلم(٦).
٩٢ ـ ك : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن عبدالله بن الفضل ، عن عبدالله النوفلي ، عن عبدالله بن عبدالرحمان ، عن أبي مخنف ، عن عبدالرحمان بن جندب
____________________
(١) في المصدر : عبدالله بن محمد بن الحسن المشرقى.
(٢) في المصدر : حدثنا بشر بن موسى ابوعلى الاسدى.
(٣) في النسخة المخطوطة [ الحياج ] وفى المصدر : عبدالله بن الفضل بن عبدالله بن أبى الصياح ( الهياج خ ) بن محمد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب.
(٤) في المصدر : إلى الجبانة. وفيه : اللهم بلى لا تخلو الارض من قائم بحجة.
(٥) اكمال الدين : ١٦٩ ـ ١٧١.
(٦) اخرجه المصنف مسندا عن الخصال والامالى ومرسلا عن نهج البلاغة وتحف العقول وكتاب الغارات في ج ١ : ١٨٧ ـ ١٤٩ مع شرح اجزاء الحديث راجعه.
عن كميل بن زياد أن أمير المؤمنين عليهالسلام قال لي في كلام طويل : اللهم إنك لا تخلي الارض من قائم لله بحجة ، إما ظاهر مشهور ، أو خائف مغمور ، لئلا تبطل حجج الله وبينانه(١).
ك : ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن نصر بن مزاحم ، عن أبي مخنف مثله(٢).
٩٣ ـ ك : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمان ، عن كميل قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول في كلام طويل : اللهم إنك لا تخلي الارض من قائم بحجة ، إما ظاهر ، أو خائف مغمور ، لئلا تبطل حججك وبيناتك(٣).
ك : ابن المتوكل : عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن عبدالله بن أحمد ، عن عبدالرحمان بن موسى ، عن محمد بن الزيات ، عن أبي صالح عن كميل مثله(٤).
ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب ، و الهيثم النهدي جميعا ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي اسحاق الهمداني قال : حدثني الثقة من أصحابنا عن أمير المؤمنين عليهالسلام وذكر مثله(٥).
٩٤ ـ ك : أبي ، عن سعد ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن آبائه عن علي عليهالسلام أنه قال في خطبة له على منبر الكوفة : اللهم إنه لابد لارضك من حجة لك على خلقك ، يهديهم إلى دينك ، ويعلمهم علمك ، لئلا تبطل حجتك ولا يضل تبع أولياءك بعد إذ هديتهم به إما ظاهر ليس بالمطاع ، أو مكتتم ، أو مترقب إن غاب من الناس شخصه في حال هدنتم فإن علمه وآدابه في قلوب المؤمنين
____________________
(١) اكمال الدين : ١٧١ فيه : [ خاف ] واسناد الحديث في المصدر المطبوع لا يخلو عن تصحيفات ونقص.
(٢) اكمال الدين : ١٧١ فيه : [ اللهم بلى لا تخلو ] وفيه : او خاف.
(٣) اكمال الدين : ١٧١ فيه : [ او خاف ] قال الصدوق : ولهذا الحديث طرق كثيرة.
(٤ و ٥) اكمال الدين : ١٧١ و ١٧٦ راجع الفاظهما.
مثبتة ، فهم بها عاملون(١).
٩٥ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الله عزوجل أجل وأعظم من أن يترك الارض بغير إمام(٢).
٩٦ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن صفوان ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : الارض لا تكون إلا وفيها عالم ، لا يصلح الناس إلا ذاك(٣).
٩٧ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلا قا قلت لابي عبدالله عليهالسلام : تبقى الارض يوما بغير إمام؟ قال : لا(٤).
٩٨ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن أيوب بن جرير(٥) عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ما كانت الارض إلا ولله فيها عالم(٦).
٩٩ ـ ير : بعض أصحابنا ، عن الوشاء ، عن أبان الاحمر ، عن الحسن بن زياد العطار قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : ما يكون الارض إلا وفيها عالم ، قال : بلى(٧).
١٠٠ ـ ير : عنه ، عن الوشاء ، عن أبان الاحمر ، عن الحارث بن المغيرة قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إن الارض لا تترك إلا بعالم يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس ، يعلم الحرام والحلال(٨).
____________________
(١) اكمال الدين : ١٧٦ فيه : [ اتباع اولياءك ] وفيه او مكتتم مترقب ان غاب عن
الناس شخصه في حال هديهم لم يغب عنهم علمه وادابه.
(٢) بصائر الدرجات : ١٤٣.
(٣ و ٤) بصائر الدرجات : ١٤٣.
(٥) في النسخة المخطوطة : [ ايوب بن الحر ] وفى المصدر : ايوب بن حر.
(٦) بصائر الدرجات : ١٤٣.
(٧) بصائر الدرجات : ١٤٣.
(٨) بصائر الدرجات : ١٤٣ فيه : يعلم الحلال والحرام.
١٠١ ـ ير : أحمد ، عن عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن سعد بن أبي خلف عن الحسن بن زياد العطار قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إن الارض لا تكون إلا وفيها حجة ، إنه لا يصلح الناس إلا ذلك ، ولا يصلح الارض إلا ذاك(١).
سن : ابن يزيد مثله(٢).
١٠٢ ـ ير : علي بن إسماعيل ، عن أحمد بن النضر ، عن الحسين بن أبي العلا قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : تترك الارض بغير إمام؟ قال : لا ، قلنا له : تكون الارض وفيها إمامان؟ قال : لا ، إلا إمام صامت لا يتكلم ، ويتكلم الذي قبله(٣).
١٠٣ ـ ير : عباد بن سليمان ، عن سعد بن سعد ، عن محمد بن عمارة ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام حتى يعرف(٤) بيان : في بعض النسخ : [ حتى يعرف ] يمكن أن يقرأ [ يعرف ] على بناء التفعيل المعلوم ، فالمستتر راجع إلى الامام ، والاظهر أنه على بناء المجرد المجهول فالمستتر إما راجع إلى الله ، أو إلى الامام ، وفي بعضها [ إلا بإمام حي يعرف ] وفي بعضها : [ حق يعرف ] فالرجوع إلى الامام على النسختين أظهر بل هو متعين.
١٠٤ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب والحجال ، عن العلا ، عن محمد عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لا تبقى الارض بغير إمام ظاهر(٥).
١٠٥ ـ ير : محمد بن عيسى وأحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن يعقوب السراج قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : تخلو الارض من عالم منكم حي ظاهر تفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال : يا با يوسف! لا ، إن ذلك لبين في كتاب الله تعالى ، فقال : « يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا » عدوكم ممن يخالفكم
____________________
(١) بصائر الدرجات : ١٤٢.
(٢) المحاسن : ٢٣٤.
(٣) بصائر الدرجات : ١٤٣.
(٤) بصائر الدرجات : ١٤٣.
(٥) بصائر الدرجات : ١٤٣.
« ورابطوا » إمامكم « واتقوا الله » فيما يأمركم وفرض عليكم(١).
بيان : قوله : [ ظاهر ] أي حجته وإمامته لا شخصه عليهالسلام ، وأما قوله : [ تفزع إليه الناس ] أي في الجملة ولو بعد ظهوره ، أو الاعم من كل الناس و بعضهم ، فإن في حال غيبة الامام يفزع إليه بعض خواص أصحابه ، ويحتمل أن يكون الغرض بيان الحكمة في وجوده ، أي إمام من شأنه أن يفزع الناس إليه إن لم يمنع مانع ، وأما الاستشهاد ، بالآية فلظهور عموم الحكم وشموله لجميع الازمان ومرابطة الامام لا يكون إلا مع وجوده.
١٠٦ ـ ير : أحمد بن الحسين ، عن ابن فضال ، عن عمرو بن سعيد ، عن مصدق ابن مصدقة قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : لن تخلو الارض من حجة عالم يحيي فيها ما يميتون من الحق ، ثم تلا هذه الآية : « يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون » (٢).
١٠٧ ـ ير : الهيثم النهدي ، عن أبيه ، عن يونس بن يعقوب قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : لو لم تكن في الدنيا إلا إثنان لكان أحدهما الامام(٣).
١٠٨ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن إسماعيل ، عن ابن سنان ، عن حمزة ابن الطيار قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : لو لم يبق في الارض إلا إثنان ، لكان أحدهما الحجة على صاحبه(٤).
١٠٩ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن ابن سنان ، عن ابن عمارة ابن الطيار قال : قال : لو لم يبق في الارض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة ، ولو ذهب أحدهما بقي الحجة(٥).
١١٠ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن ابن سنان ، عن أبي عمارة بن الطيار قال :
____________________
(١) بصائر الدرجات : ١٤٣ والاية في آل عمران : ٢٠٠.
(٢) بصائر الدرجات : ١٤٣. والاية في الصف : ٨.
(٣) بصائر الدرجات : ١٤٣. فيه وفى النسخة المخطوطة : لكان الامام احدهما.
(٤) بصائر الدرجات : ١٤٣.
(٥) بصائر الدرجات : ١٤٣.
سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : لو لم يبق في الارض إلا إثنان لكان أحدهما الحجة(١).
١١١ ـ ير : محمد بن عبدالجبار ، عن البرقي عن فضالة ، عن أبي عبيدة قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام : إن سالم بن أبي حفصة قال : أما بلغك أنه من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية؟ فقلت : بلى ، فقال : من إمامك؟ قلت : أئمتي آل محمد صلىاللهعليهوآله ، قال : فقال : والله ما أسمعك عرفت إماما ، قال : فقال أبوجعفر عليهالسلام : ويح من سالم ، يدري سالم ما منزلة الامام؟ الامام أعظم وأفضل ما يذهب(٢) إليه سالم والناس أجمعون ، وإنه لم يمت منا ميت قط إلا جعل الله من بعده من يعمل مثله عمله ، ويسير بسيرته ، ويدعو إلا مثل الذى دعا إليه ، وإنه لم يمنع الله ما أعطى داود أن يعطي سليمان أفضل مما أعطى داود(٣).
١١٢ ـ ير : الحسن بن علي ، عن عبيس بن هشام ، عن عبدالله بن الوليد عن الحارث بن المغيرة النضري قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : لا يكون الارض إلا وفيها عالم يعلم مثل علم الاول وراثة من رسول الله صلىاللهعليهوآله ومن علي بن أبي ـ طالب عليهالسلام ، يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد(٤).
١١٣ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلا ، عن عبدالله ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان علي بن أبي طالب عليهالسلام عالم هذه الامة ، والعلم يتوارث ، وليس يمضي منا أحد حتى يرى من ولده من يعلم علمه ولا تبقى الارض يوما بغير إمام منا تفزع إليه الامة ، قلت : يكون إمامان؟ قال : لا إلا وأحدهما صامت لا يتكلم حتى يمضي الاول(٥).
____________________
(١) بصائر الدرجات : ١٤٣.
(٢) في المصدر : مما يذهب.
(٣) بصائر الدرجات : ١٤٩.
(٤) بصائر الدرجات : ١٥٠.
(٥) بصائر الدرجات : ١٥٠ قوله : فزع إليه : استغاثه. لجأ إليه. وفى المصدر : تفرغ إليه. اى تقصده الامة. أقول : زاد في النسخة المخطوطة بعد ذلك الحديث المتقدم تحت رقم ٤٨ ، المنقول عن البصائر ، وحديث العامرى المتقدم تحت رقم ٧٨ ، المنقول عن المحاسن. والظاهر انهما من زيادة الناسخ.
١١٤ ـ نى : ابن عقدة ، عن محمد بن يوسف(١) عن ابن مهران ، عن ابن البطائني عن أبيه ، عن يعقوب بن شعيب قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : لا والله لا يدعو (٢) الله هذا الامر إلا وله من يقوم له إلى يوم تقوم الساعة(٣).
١١٥ ـ نى : ابن عقدة ، عن محمد بن سالم بن عبدالرحمان ، عن عثمان بن سعيد الطويل ، عن أحمد بن سير ، عن موسى بن بكر ، عن المفضل عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله : « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد(٤) » قال : كل إمام هاد للقرن الذي هو فيهم(٥).
١١٦ ـ نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل وسعدان بن إسحاق وأحمد بن الحسين بن عبدالملك ومحمد بن أحمد القطواني(٦) جميعا عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن الثمالي ، عن أبي إسحاق السبيعي قال : سمعت من يوثق به من أصحاب أمير المؤمنين يقول : قال أمير المؤمنين من خطبة خطبها بالكوفة طويلة ذكرها : اللهم لابد لك من حجج في أرضك ، حجة بعد حجة على خلقك يهدونهم إلى دينك ، ويعلمونهم علمك ، لئلا يتفرق أتباع أوليائك ، ظاهر غير مطاع ، أو مكتتم خائف يترقب. إن غاب عن الناس شخصهم في حال هدنتهم في دولة الباطل فلن يغيب عنهم مبثوث(٧) علمهم(٨) وآدابهم في قلوب المؤمنين مثبتة وهم بها عاملون ، يأنسون بما يستوحش منه المكذبون ، ويأباه المسرفون بالله ، كلام يكال(٨) بلا ثمن ، من كان يسمعه
____________________
(١) في النسخة المطبوعة : احمد بن يوسف.
(٢) الصحيح كما في المصدر : لا يدع الله
(٣) غيبة النعمانى : ٢٥
(٤) ذكر موضع الاية في صدر الباب.
(٥) غيبة النعمانى : ٥٤.
(٦) في نسخة الكمبانى : القطرانى.
(٧) في نسخة الكمبانى : مبثوت ( ث خ ) عملهم.
(٨) في النسخة المخطوطة : [ يدان ] وفى نسخة من المصدر : يدال.
يعقله(١) فيعرفه ويؤمن به ويتبعه وينهج نهجه فيصلح به ، ثم يقول : فمن هذا و لهذا يأرز العلم إذ لم يوجد حملة يحفظونه ويؤدونه كما يسمعونه من العالم ، ثم قال بعد كلام طويل في هذه الخطبة : اللهم وإني لاعلم الغيب أن(٢) العلم لا يأرز كله ولا ينقطع مواده ، فإنك لا تخلي أرضك من حجة على خلقك ، إما ظاهر مطاع(٣) أو خائف مغمور ليس بمطاع ، لكيلا تبطل حجتك ، ويضل أولياؤك بعد إذ هديتهم(٤).
نى : الكليني ، عن علي بن محمد ، عن سهل ، وعن محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن هشام ابن سالم ، عن الثمالي عن أبي إسحاق مثله(٥).
بيان : قال الجزري : الهدنة : السكون ، والصلح ، والموادعة بين المسلمين والكفار ، وبين كل متحاربين ، وقال : فيه إن الاسلام ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ، أي ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها انتهى. فالمعنى في الخبر أن العلم ينقبض وينضم ويخرج من بين الناس لفقد حامله ، و لعل المراد بمواد العلم الائمة.
١١٧ ـ نى : الكليني ، عن بعض رجاله ، عن أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن الحسين بن أبي العلا ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قلت له : تبقى الارض بغير إمام؟ قال : لا(٦).
١١٨ ـ نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن
____________________
(١) في المصدر : [ من كان يسمعه بعقله ] وفى نسخة منه : [ لو كان من سمعه بعقله ] وفى نسخة : فيفلح به.
(٢) في المصدر : اللهم وانى لاعلم أن العلم.
(٣) في نسخة : [ اما ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور لكن ] وفى المصدر : من حجة على ظاهر مطاع ، أو خائف مغمور ليس بمطاع.
(٤ و ٥) غيبة النعمانى ، ٦٧ و ٦٨.
(٦) غيبة النعمانى : ٦٨.
الحكم ، عن الربيع بن محمد المسلي ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ما زالت الارض إلا وفيها حجة(١) يعرف الحلال والحرام ، ويدعو الناس إلى سبيل الله(٢).
بيان : لعل كلمة « إلا » (٣) هنا زائدة كما قال الاصمعي ، وابن جني ، و حملا عليه قول ذي الرمة :
حراجيج ما تنفك إلا مناخة |
على الخسف أو ترمي(٤) بها بلدا قفرا |
وحمل عليه ابن مالك قوله :
أرى الدهر إلا منجنونا بأهله.
والحراجيج جمع الحرجوج ، وهي الناقة الطويلة على وجه الارض ، و المنجنون : الدولاب ، ويحتمل أن يكون « ما زالت » من زال يزول ، أي لا تزول ولا تتغير من حال إلى حال إلا وفيها إمام ، والدنيا لا تخلو عن التغير فلا يخلو من الامام ، أو المعنى لا تزول ولا تفني الدنيا إلا وفيها إمام ، أي الامام باق في الارض إلا أن تفني ، ولا يبعد أن يكون تصحيف « ما كانت ».
أقول : سيأتي في خطبة الغدير ما يدل على المقصود من الباب.
____________________
(١) في المصدر : ما زالت الارض لله فيها حجة.
(٢) غيبة النعمانى : ٦٨.
(٣) قد عرفت ان المصدر خال عن كلمة [ إلا ] فلا حاجة إلى هذه التأويلات.
(٤) في النسخة المخطوطة : او نرمى.
٢
باب
*(آخر في اتصال الوصية وذكر الاوصياء من لدن آدم)*
*(إلى آخر الدهر)*
١ ـ لى(١) : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنا سيد النبيين ، ووصيي سيد الوصيين ، وأوصيائي(٢) سادة الاوصياء ، إن آدم سأل الله عزوجل أن يجعل له وصيا صالحا ، فأوحى الله عزوجل إليه : إني أكرمت الانبياء بالنبوة ، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الاوصياء(٣) ثم أوحى الله عزوجل إليه : يا آدم أوص إلى شيث ، فأوصى آدم إلى شيث ، وهو هبة الله بن آدم ، وأوصى شيث إلى ابنه شبان ، وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة فزوجها ابنه شيثا ، وأوصى شبان إلى محلث(٤) وأوصى محلث(٥) إلى محوق ، وأوصى محوق إلى عميشا(٦) وأوصى عميشا(٧) إلى اخنوخ وهو إدريس النبي ، وأوصى إدريس ألى ناحور(٨) ودفعها ناحور(٩)
____________________
(١) في نسخة الكمبانى : ( ك ) وهو مصحف.
(٢) في الاكمال وامالى الطوسى : واوصياؤه سادة الاوصياء.
(٣) في نسخة : « فقال آدم عليهالسلام : يا رب اجعل وصيى خير الاوصياء فاوحى » أقول : يوجد ذلك في اكمال الدين.
(٤ و ٥) في الامالى والاكمال ونسخة من امالى الشيخ : [ مجلث ] وفى نسخة اخرى محلف. ومحلث.
(٦ و ٧) في الاكمال ونسخة من الامالى : [ غثميشا ] وفى نسخة من امالى الصدوق و امالى الطوسى : [ عثميشا ] وفى نسخة من امالى الطوسى : علميشا.
(٨ و ٩) في نسخة من الاكمال : [ ياخور ] وقيل : ناخور.
إلى نوح النبي ، وأوصى نوح إلى سام ، وأوصى سام إلى عثامر ، وأوصى عثامر إلى برعيثاشا(١) وأوصى برعيثاشا(٢) إلى يافث ، وأوصى يافث إلى بره ، وأوصى بره إلى جفيسه(٣) وأوصى جفيسه(٤) إلى عمران ، ودفعها عمران إلى إبراهيم الخليل ، وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل ، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق ، و أوصى إسحاق إلى يعقوب ، وأوصى يعقوب إلى يوسف ، وأوصى يوسف إلى يثريا(٥) وأوصى يثريا(٦) إلى شعيب ، ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران ، وأوصى موسى ابن عمران إلى يوشع بن نون ، وأوصى يوشع بن نون إلى داود ، وأوصى داود إلى سليمان ، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا وأوصى آصف بن برخيا ، إلى زكريا ودفعها زكريا إلى عيسى بن مريم ، وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا ، و أوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا ، وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر ، و أوصى منذر إلى سليمة ، وأوصى سليمة إلى بردة ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ودفعها إلي بردة ، وأنا أدفعها إليك يا علي ، وأنت تدفعها إلى وصيك ، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحد بع واحد حتى يدفع(٧) إلى خير أهل الارض بعدك ولتكفرن بك الامة ، ولتختلفن عليك اختلافا شديدا ، الثابت عليك كالمقيم معي والشاذ عنك(٨) في النار ، والنار مثوى للكافرين(٩).
ما : الغضائري عن الصدوق مثله(١٠).
____________________
(١ و ٢) في امالى الطوسى : [ برعيشاشا ] وفى الاكمال ونسخة من امالى الصدوق : برعيثاثا.
(٣ و ٤) في الاكمال ونسخة من الامالى : [ جفسيه ] وفى امالى الطوسى : [ حبشه ] وفى نسخة : حفيسه.
(٥ و ٦) في الامالى والاكمال ونسخة من امالى الطوسى : بثرياء.
(٧) في الاكمال ونسخة من امالى الطوسى : [ حتى تدفع ] اى الوصية.
(٨) شذ عنه اى ندر عنه وانفرد
(٩) أمالى الصدوق : ٢٤٢.
(١٠) امالى ابن الطوسى : ٢٨٢ و ٢٨٣.
ك : ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري جميعا ، عن ابن عيسى وابن أبي الخطاب والنهدي وإبراهيم بن هاشم جميعا عن ابن محبوب عن مقاتل مثله(١).
بيان : لعله عليهالسلام غير الاسلوب من أوصى إلى دفع ، بالنسبة إلى أرباب الشرائع للاشارة إلى أنهم عليهمالسلام لم يكونوا نوابا عمن تقدمهم ، ولا حافظين لشريعتهم وأما التعبير بالدفع في الائمة عليهمالسلام فلعله للمشاكلة ، أو لتعظيمهم بجعلهم بمنزلة اولي العزم من الرسل ، أو لان الدفع لم يكن عند الوصية ، أو لاختلاف الوصية بالنبوة والامامة ، ويمكن أو يقال : التعبير بالدفع ليس لكون المدفوع إليه صاحب شريعة مبتداه ، بل لبيان عظم شأن المدفوع إليه وكونه إماما ، والامامة تختص باولي العزم وأئمتنا صلوات الله عليهم أجمعين كما سيأتي في الاخبار ، ثم إن الخبر يدل على بقاء يحيى بعد زكريا عليهالسلام خلافا للمشهور ، وينافي بعض الاخبار الدالة على موت يحيى قبل عيسى ، كما مر ، وربما قيل بتعدد يحيى بن زكريا ، ولا يخفى بعده ، وقد مر بعض القول فيه.
٢ ـ شى : عن هشام بن سالم ، عن حبيب السجستاني ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لما قرب ابنا آدم القربان فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ، قال : تقبل من هابيل ، ولم يتقبل من قابيل ، دخله من ذلك حسد شديد ، وبغى على هابيل ، ولم يزل يرصده ، ويتبع خلوته حتى ظفر به متنحيا عن آدم ، فوثب عليه فقتله ، فكان من قصتهما ما قد أنبأ الله في كتابه مما كان بينهما من المحاورة قبل أن يقتله ، قال : فلما علم آدم بقتل هابيل جزع عليه جزعا شديدا ودخله حزن شديد ، قال : فشكى إلى الله ذلك ، فأوحى الله إليه أني واهب لك ذكرا يكون خلفا لك من هابيل ، قال : فولدت حوا غلاما زكيا مباركا ، فلما كان يوم السابع سماه آدم شيث ، فأوحى الله إلى آدم إنما هذا الغلام هبة مني لك ، فسمه هبة الله ، قال : فسماه هبة الله.
____________________
(١) اكمال الدين : ١٢٢ : فيه : [ واحدا بعد واحد ] وفيه [ فالمقبل عليك كالمقيم معى ] وتقدم في كتاب النبوة ذكر الاوصياء باسامى اخر. راجع ج ١١ : ٢٦٥ و ٢٦٦.
قال : فلما دنا أجل آدم أوحى الله إليه أن يا آدم إني متوفيك ورافع روحك إلي يوم كذا وكذا ، فأوص إلى خير ولدك وهو هبتي الذي وهبته لك ، فأوص إليه ، وسلم إليه ما علمناك من الاسماء والاسم الاعظم ، فاجعل ذلك في تابوت ، فاني احب أن لا يخلو أرضي(١) من عالم يعلم علمي ، ويقضي بحكمي ، أجعله حجتي على خلقي.
قال : فجمع آدم إليه جميع ولده من الرجال والنساء ، فقال لهم : ياو لدي إن الله أوحى إلي انه رافع إليه روحي ، وأمرني أن اوصي إلى خير ولدي ، وإنه هبة الله ، وأن الله اختاره لي ولكم من بعدي ، اسمعوا له وأطيعوا أمره ، فانه وصيي وخليفتي عليكم ، فقالوا جميعا : نسمع له ونطيع أمره ولا نخالفه ، قال : فأمر بالتابوت(٢) فعمل ثم جعل فيه علمه والاسماء والوصية ، وثم دفعه إلى هبة الله ، وتقدم إليه في ذلك ، وقال له : انظر يا هبة الله إذا أنا مت فاغسلني وكفني وصلى علي ، وأدخلني في حفرتي ، فإذا مضى بعد وفاتي أربعون يوما فاخرج عظامي كلها من حفرتي فاجمعها جميعا ثم اجعلها في التابوت واحتفظ به ولا تأمنن عليه أحدا غيرك ، فإذا حضرت وفاتك وأحسست(٣) بذلك من نفسك فالتمس خير ولدك ، وألزمهم لك صحبة ، وأفضلهم عندك قبل ذلك فأوص إليه بمثل ما أوصيت به إليك ، ولا تدعن الارض بغير عالم منا أهل البيت.
يا بني إن الله تباك وتعالى أهبطني إلى الارض وجعلني خليفته فيها حجة له على خلقه ، فقد أوصيت إليك بأمر الله ، وجعلتك حجة الله على خلقه في أرضه بعدي فلا تخرج من الدنيا حتى تدع لله حجة ووصيا وتسلم إليه التابوت وما فيه كما سلمته إليك ، وأعلمه أنه سيكون من ذريتي رجل اسمه نوح يكون في نبوته الطوفان والغرق ، فمن ركب في فلكه نجا ، ومن تخلف عن فلكه غرق ، و
____________________
(١) في نسخة : فانى لا احب أن يخلو ارضى.
(٢) التابوت : الصندوق.
(٣) في نسخة : وخشيت.