تاج العروس - ج ١٥

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي

تاج العروس - ج ١٥

المؤلف:

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي


المحقق: علي شيري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٤

١
٢

فصل الصاد

المُهْمَلَة مَعَ اللامِ

[صأل] : صَؤُلَ البَعيرُ ، ككَرُمَ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ هنا ، وقد ذَكَرَه الأَخِيرُ اسْتِطْراداً في «ص ول» عن أَبي زَيْدٍ ، قالَ : صَؤُلَ البَعيرُ يَصْؤُل ، بالهَمْزَةِ ، صَآلَةً ، ككَرَامَةٍ ، إِذا واثَبَ النَّاسَ ليَأْكُلَهم ، أَو صَارَ يَقْتُلُ النَّاسَ هكذا فِي سائِرِ النسخِ ، ولو قالَ أَو صَارَ يَقْتُلُهم كانَ أَخْصَر ، ونَصّ أُبي زَيْدٍ : إِذا صَارَ يَشُلُّ الناسَ ويَعْدُو عليهم فهو جَمَلٌ صَؤُولٌ ، وذِكْرُ الجَمَلِ مُسْتَدْرَكٌ.

وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : صَئِيلُ الفَرَسِ : صَهِيلُهُ وهو يَصْئِلُ أَي يَصْهِلُ.

قلْتُ : وهو من بابِ الإِبْدالِ.

[صأبل] : الصِّئْبِلُ ، كزِبْرِج ، وتُضَمُّ الباءُ (١) ، أَي مَعَ كسرِ الأَوَّلِ ، وقد أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وقالَ الكِسَائيُّ : هي الدَّاهِيَةُ في لُغَةِ بَنِي ضَبَّةَ ، هكذا رَوَاه أَبُو تُرابٍ ، والضَّادُ أَعْرفُ وسَيَأْتي الكَلامُ عليه هناك ، وكذا في ضمِّ الباءِ عن الجَوْهَرِيِّ وغيرِه.

[صحل] : صَحِلَ الرَّجُلُ ، وصَحِلَ صَوْتُه كفَرِحَ ، صَحَلاً فهو أَصْحَلُ وصَحِلٌ : بحَّ.

وفي حدِيثِ رُقَيْقَة : «فإِذا أَنا بهاتِفٍ يَصْرُخُ بصَوْتٍ صَحِلٍ».

وفي حدِيثِ ابن عُمَرَ : «أَنَّه كان يَرْفَعُ صَوْتَه بالتَّلْبِيةِ حتى يَصْحَل» أَي يَبَحّ. وفي حدِيثِ أُمِّ مَعْبَد حِيْن وَصَفَتْه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وفي صوتِه صَحَلٌ» ، هو كالبُحَّةِ وأَن لا يكون حادّاً ، وهو غيرُ عَرَبيٍّ كما قالَهُ ابنُ الأَثيرِ وغيرُه ، وإِنْ أَطْلقَ المصنِّفُ فأَوهمَ أَنَّه عَرَبيٌّ نبَّه عليه شيْخُنا ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لبعضِ العَرَبِ :

فلم يَزَلْ مُلَبِّياً ولم يَزَلْ

حتَّى علا الصَّوتَ بُحوحٌ وصَحَل

وكُلَّما أَوْفى على نَشْزٍ أَهَلّ (٢)

وفي حدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ في نَبْذِ العَهْد في الحَجِّ : «فكُنْت أُنَادِي حتى صَحِلَ صَوْتِي».

أَو صَحِلَ صَوْتُه إِذا احْتَدَّ في بَحَحٍ ، قالَ في صفةِ الهاجِرَةِ :

تُصْحِلُ صَوْتَ الجُنْدُب المُرَنِّم

أَو الصَّحَلُ ، محرَّكةً ، خُشونَةٌ في الصَّدْرِ ، كذا في النسخِ ، ونَصُّ اللّحْيانيّ : حَشْرجَةٌ في الصَّدْرِ.

وأَيْضاً : انْشِقاقٌ في الصَّوْتِ من غيرِ أَنْ يَسْتَقِيمَ عن اللّحْيانيِّ أَيْضاً.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

صَحِلَ حَلْقُه إِذا بحَّ ، عن ابنِ بَرِّي وأَنْشَدَ :

وقد صَحِلَت من النَّوْحِ الحُلُوقُ

[صدل] : صَيْدَلانُ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ ، وهو د : أَو : ع أَي : بَلَدٌ أو مَوْضِعٌ وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه :

ضَبَابِيَّةً مُرِّيَّةً حابِسيَّةً

مُنِيفاً بنَعْفِ الصَّيْدَلَيْن وَضِيعُها (٣)

__________________

(١) على هامش القاموس : قوله : وتضم الباء ، سيأتي في ض‌أل أنه ليس في الكلام فعلل بضم اللام غير ضئبل وزئبر. اه قرافي.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) الكتاب ١ / ٢٨٩ واللسان والتكملة وفيها «الصندلين رضيعها».

٣

ويُرْوَى : الصَّنْدَلَيْن بالنُّونِ وسَيَأْتي في مَوْضِعِه. والنِّسْبَةُ إِليه صَيْدَلانيُّ على القِياسِ ، وصَنْدَلانيٌّ بالنُّونِ بَدَل الياءِ ، وصَيْدَنانيُّ بالنُّونِ بَدَل اللَّامِ ، ج صَيادِلَةٌ كصَيَارِفَةٍ.

ومحمدُ بنُ داودَ الفَقِيهُ الصَّيْدَلانيُّ الرَّازِي وحَفِيدُه (١) أَبُو العَلاءِ الحُسَيْنُ بنُ داودَ بنِ محمدٍ صَدُوقٌ رَوَى عن ابنِ المبَارَكِ وعنه أَبُو حاتِمِ الرَّازِي ، وفي بعضِ النسخِ : وجَدّه وهو غَلَطٌ ، مَنْسوبانِ ، إِلى بَيْعِ العِطْرِ والأَدْوِيةِ والعَقَاقيرِ ، ويُنْسَبُ هكذا أَيْضاً يَعْلَى حَمْزةُ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ المُهَلَّبِ النّيْسابُورِيّ الصَّيْدَلانيُّ عن أَبي حامِدٍ البزاز ، وعنه أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقي وأَبُو عُثْمان الصَّابونيّ ، وهو الصَّيْدَلَةُ أي بَيْعُ العطَارَةِ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

الصَّيْدَلُ حجارَةُ الفِضَّةِ ، نَقَلَه شيْخُنا عن شروحِ الفَصِيحِ.

قلْتُ : نَقَلَه ابنُ بَرِّي عن ابنِ دَرَسْتَوَيْه وقالَ : شُبِّه بها حجارَةُ العَقَاقِير فنُسِبَ إِليها صَيْدَنانيُّ وصَيْدَلانيُّ وهو العَطَّارُ وسَيَأَتي في النونِ.

[صصل] : الصَّاصَلُ كعالَمٍ ، بفتحِ اللامِ ، والصَّوْصَلاءُ ، ككَرْبَلاء ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ.

وقالَ أَبُو حَنِيفَة : نَبْتٌ ولم أَرَ من يَعْرِفْه. قالَ : وزَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أَنَّهما شَي‌ءٌ واحِدٌ ، وضَبَطَه بعضٌ بضمِّ الصَّادِ الثانِيَةِ وتشْدِيدِ اللَّامِ.

[صطبل] : وذَكَرَ بعضُهم هنا : الإِصْطَبْل والإِصْطَفْلِيْن ، وقد ذَكَرَهما المصنِّفُ فِي الهَمْزَةِ ، وهكذا أَوْرَدَهما الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْضاً. ومَنْ يَقولُ بزيادَةِ هَمْزَتهما فمَحَلُّ ذِكْرِهما هنا.

[صعل] : الصَّعْلَةُ : نَخْلَةٌ فيها عِوَجٌ وأُصُولُ سَعَفِها جَرْداءُ ، حَكَاه أَبُو حَنِيفَةَ عن أَبي عَمْرٍو ، وأَنْشَدَ :

لا تَرْجُوَنَّ بذِي الأَطامِ حامِلَةً

ما لم تَكُن صَعْلَةً صَعْباً مَرَاقِيها (٢)

وقالَ ابنُ بَرِّي : الصّعْلة من النَّخْلِ : الطَّويلَةُ ، قالَ : وهي مَذْمُومَةٌ لأَنَّها إِذا طالَتْ رُبَّما تَعْوَجُّ.

والصَّعْلَةُ : الدَّقِيقَةُ الرَّأْسِ والعُنُقِ مِنَّا ومن النَّخْلِ والنَّعامِ ، وفي كَلامِه لَفٌّ ونَشْرٌ غَيْر مُرَتَّب ، كالصَّعلاءِ وللمُذَكّرِ الأَصْعَلِ والصَّعْل بالفتحِ ، قالَ الأَصْمَعِيُّ : رجُلٌ صَعْلٌ وامرأَةٌ صَعْلَةٌ لا غَيْر.

قالَ ابنُ بَرِّي ، وحَكَى غيرُه : وامْرَأَةٌ صَعْلاءٌ ، والرجُلُ على هذا أَصْعَلُ.

وقالَ شَمِرٌ : الصَّعْلُ من الرِّجالِ : الصَّغيرُ الرَّأْسِ الطَّويلُ العُنُقِ الدَّقِيقُهما.

وفي حدِيثِ عليٍّ : «اسْتَكْثِروا من الطَّوافِ بهذا البَيْتِ قَبْل أَنْ يَحُولَ بَيْنكم وبَيْنه من الحَبَشَة رَجُلٌ أَصْعَلُ أَصْمَع».

قالَ الأَصْمَعِيُّ : هكذا يُرْوَى أَصْعَل ، فأَمَّا كَلامُ العَرَبِ فهو صَعْلٌ بغيرِ أَلفٍ وهو الصَّغيرُ الرَّأَسِ. وقد وَرَدَ في حدِيثِ آخَر في هَدْمِ الكَعْبَة : «كأَنِّي به صَعْلٌ يَهْدِم الكَعْبةَ» ، وأَصْحَاب الحدِيثِ يَرْوُونه أَصْعَل.

وقد صَعِلَ ، كفَرِحَ ، صَعَلاً واصْعالَّ اصْعِيلالاً ، وهذه عن ابنِ دُرَيْدٍ.

قالَ : يقالُ اصْعَالَّتِ النَّخْلَةُ إِذا دَقَّ رَأْسُها.

والصَّعْلُ أَيْضاً : الطَّوِيلُ.

قالَ العجِّاجُ يَصِفُ دَقَلَ السَّفِينَة وهو الذي يُنْصَب في وَسَطِه الشِّراعُ :

ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ

صَعْلٌ من السَّاجِ ورُبَّانيُّ (٣)

أَرَادَ بالصَّعْل الطَّوِيل ، وإِنَّما يَصِفُ مع طُولِه اسْتِواء أَعْلاه بوسَطِه ولم يَصِفْه بدِقَّة الرأْسِ.

والصَّعْلُ من الحُمُرِ : الذَّاهِبُ الوَبَرِ. والعفاءِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ.

وصُعَيْلُ ، كزُبَيْرٍ ، اسمٌ.

__________________

(١) في القاموس : «وجَدُّه» وعلى هامشه : قوله وجده ، هكذا في بعض النسخ وفي بعضها «وحفيده» وهو الصواب كما في الشارح.

(٢) اللسان.

(٣) مجموع أشعار العرب ٢ / ٦٩ واللسان والتهذيب. قال ابن منظور : رأيت في حاشية نسخة من التهذيب على قوله : صعل من الساج ، قال : صوابه من السام ، بالميم ، يتخذ منه دقل السفن.

٤

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

الصَّعْلَةُ : صِغَرُ الرَّأْسِ ومنه حدِيثُ أُمّ مَعْبَد : لم تُزْرِ به صَعْلَةٌ.

ويقالُ أَيْضاً : هي الدِّقَّةُ والنُّحُولُ والخِفَّة في البَدَنِ.

والصَّعْلُ : الظَّلِيمُ لأَنَّه صَغيرُ الرَّأْسِ.

والصَّعْلَةُ : النَّعَامَةُ ، عن يَعْقوب ، قالَ ذو الرُّمَّة :

بها كُلُّ خَوَّارٍ إِلى كُلِّ صَعْلَةٍ

ضَهُولٍ ورَفْضِ المُذْرِعاتِ القَرَاهِبِ (١)

وهذا البَيْتُ اسْتَشْهَدَ به الجَوْهَرِيُّ على قَوْلِه : حِمار صَعْلٌ ذَاهِب وليْسَ فيه شاهِدٌ عليه ، نبَّه على ذلِكَ ابنُ بَرِّي.

والصَّعَلُ محرَّكةً : الدِّقَّةُ.

[صعتل] : رجُلٌ مُصَعْتَلُ الرَّأْسِ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسَانِ.

وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : أَي مُسْتَطِيلُه ، كما في العُبَابِ.

[صعقل] : * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

الصَّعْقُولُ لضَرْبٍ من الكَمْأَةِ.

قالَ ابنُ بَرِّي : رَأَيْت بخطِّ أَبي سَهْل الهَرَوِيّ على حاشِيَةِ كتابٍ : جَاءَ على فَعْلُول صَعْفُوق وصَعْقُول لضَرْبٍ من الكَمْأَةِ ، قالَ ابنُ بَرِّي : وهو غَيْرُ مَعْروفٍ وأَظُنُّه نَبَطِيّاً أَو أَعْجَمِيّاً.

[صغل] : الصَّغِلُ ، ككَتِفٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وقالَ اللّيْثُ : هو لُغَةٌ في السَّغِلِ بالسِّيْن ، وهو السَّيِّ‌ءُ الغذاءِ ، قالَ : والسِّيْن فيه أَكْثَر من الصَّادِ.

والصِّيَّغْلُ كجِرْدَحْلٍ : التَّمْرُ المُلْتَزِقُ بعضُه ببعضٍ المُكْتَنِزُ فإِذا فُلِقَ أَو قُلِعَ رُئيَ فيه كالخُطوطِ ، قالَهُ النَّضْرُ.

وفي التَّهْذِيبِ : هو التَّمْرُ المُخْتَلِطُ الآخِذُ بعضُه ببعضٍ أَخْذاً شَدِيداً وقلَّما يكونُ في غيرِ البَرْنيِّ قال :

يُغَذَّى بصِيَّغْلٍ كَنِيزٍ مُتارِزٍ

وَمَحْضٍ من الأَلْبان غَيْرِ مَخِيض (٢)

ويقالُ : طِينٌ صِيَّغْلٌ أَيْضاً ، عن النَّضْرِ ، قالَ : وليْسَ في الكَلامِ اسمٌ على فِيَّعْلٍ غيرُه ، كذا في المُحْكَمِ.

[صغبل] : صَغْبَلَ الطَّعامَ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ.

وقالَ ابنُ سِيْدَه : لُغَةٌ في سَغْبَلَةُ إذا آدَمه بالإِهَالَةِ أَو السَّمْنِ ، قالَ : وأُرَى ذلِكَ لمَكَانِ الغَيْن.

[صفصل] : الصِّفْصِلُّ ، بالكسرِ ، مُشَدَّدَةَ اللَّامِ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وفي اللِّسَانِ والعُبَابِ : نَبْتٌ أَو شَجَرٌ ، ووَزْنُه فِعْفِلّ ، قالَ :

رَعَيْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا

الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا (٣)

وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : أَصْفَلَ الرجُلُ إذا رَعَى إِبِلَهُ إِيَّاهُ ، كذا في التَّهْذِيبِ.

[صقل] : صَقَلَهُ يَصْقُلُه صَقْلاً وصِقَالاً : جَلاهُ فهو مَصْقُولٌ وصَقِيلٌ ، والاسمُ الصِقَالُ ، ككِتابٍ ، وهو صاقِلٌ ج صَقَلَةٌ ، ككَتَبَةٍ قال السَّنْدريُّ بنُ يَزِيدِ بنِ شُرَيحِ بنِ عَمْرِو بنِ الأَحْوصِ بنِ جَعْفَر بنِ كِلابٍ وليْسَ ليَزيدِ بنِ عَمْرِو بنِ الصَّعِقِ كما ذَكَرَ السَّيْرافي :

نَحْنُ رُؤُوسُ القَوْمِ يومَ جَبَلَه

يَوْمَ أَتَتْنا أَسَدٌ وحَنْظَلَة

نَعْلُوهُهُم بقُضُبٍ مُنْتَخَلَة

لم تَعْدُ أَنْ أَفْرَشَ عنها الصَّقَلَة(٤)

وصَقَلَ النَّاقَةَ إذا أَضْمَرَها ، وكذا صَقَلَها السَّيرُ إذا أَضْمَرَها ، قالَهُ أَبُو عَمْرٍو ، وأَنْشَدَ لكُثَيِّر :

رَأَيْتُ بها العُوجَ اللهاميمَ تَغْتَلي

وقد صُقِلَتْ صَقْلاً وشَلَّتْ لُحومُها (٥)

قالَ : والصُّقْلُ الخاصِرَةُ أُخِذَ من هذا.

__________________

(١) اللسان وصدره في الصحاح.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) اللسان ونسب الرجز ليزيد بن عمرو بن الصعق ، والأخير في الصحاح بدون نسبة.

(٥) ديوانه ص ١٥٣ واللسان والتكملة ، وبالأصل «تفتلي» بالفاء.

٥

وصَقَلَ به الأَرْضَ وصَقَعَ به أَي ضَرَبَ به الأَرْضَ ، رَوَاه أَبُو تُرابٍ عن شُجاع السلميِّ.

وصَقَلَه بالعَصَا وصَقَعَه : ضَرَبَه عن شُجاعٍ ، زَادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : وأَدَّبَه ، قالَ : وهو مجازٌ.

والمِصْقَلَةُ ، كمِكْنَسَةٍ ، خَرَزَةٌ يُصْقَلُ بها السَّيْفُ ونَحْوه كالمِرْآة والثَّوْب والوَرَق.

والصَّيْقَلُ ، كَحَيْدَرٍ ، شَحَّاذُ السُّيُوفِ وجَلَّاؤُها ج صَياقِلُ وصَياقِلَةُ ، دَخَلَتْ فيه الهاءُ في هذا الضَّرْبِ من الجَمْعِ على حَدِّ دخُولِها في الملائِكَةِ والقَشَاعِمَةِ.

والصِّقَالُ ، ككِتابٍ ، البَطْنُ.

ومن المجازِ : صِقالُ الفَرَسِ صَنْعَتُهُ وصِيانَتُهُ.

يقالُ : جَعَلَ فلانٌ فَرَسَه في الصِّقالِ ، قالَ أَبُو النَّجْم يَصِفُ فَرَساً :

حَتَّى إذا أَثْنَى جَعَلْنا نَصْقُلُه (١)

أَي نَصْنَعُهُ بالحِلالِ والعَلَف والقِيَام عليه.

وقالَ شَمِرٌ : أَي نُضَمِّرُه.

والصُّقْلُ : بالضمِ ، الجَنْبُ.

وأَيْضاً : الخَفيفُ من الدَّوابِّ ، قالَ الأَعْشَى :

نَفَى عنه المَصِيفَ وصارَ صُقْلاً

وقد كَثُر التَّذَكُّر والفُقُودُ (٢)

وأَيْضاً : الخاصِرَةُ كالصُّقْلَةِ ، بالهاءِ ، قالَ ذو الرُّمَّةِ :

خَلَّى لها سِرْبَ أُولاها وهَيَّجَها

مِنْ خَلْفِها لاحِقُ الصُّقْلَيْن هِمْهِيمُ (٣)

والصَّقِلُ : ككَتِفٍ ، المُخْتَلِفُ المَشْيِ من الرِّجالِ عن ابنِ عَبَّادٍ ، وقد صَقِلَ كفَرِحَ.

وهو أَيْضاً : القَليلُ اللَّحمِ من الخَيْلِ طَالَ صُقْله أَو قَصُرَ وقلّمَا طالَتْ صُقْلَة فَرَسٍ إلَّا قَصُرَ جَنْباهُ ، وذلِكَ عَيْبٌ. ويقالُ : فَرَسٌ صَقِلٌ بَيِّنُ الصَّقَل إذا كان طَوِيلَ الصُّقْلَيْنِ.

وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ (٤) : فَرَسٌ صَقِلٌ إذا طالَتْ صُقْلَتُه وقَصُرَ جَنْبَاهُ ، وأَنْشَدَ :

لَيْسَ بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا صَقِلْ

ورَوَاهُ غَيْرُه : ولا سَغِل ، والأُنْثَى صَقِلَةٌ ، والجَمْعُ صِقَالٌ.

وصُقَلُ : كزُفَرَ سَيْفُ عُرْوَةَ بنِ زَيْدِ الخَيْلِ ، وهو القائِلُ فيه :

أَضْربهُم ولا أُبَلْ

بالسيفِ ذو يُدْعَى صُقَلْ

ضَرْبَ غَريباتِ الإِبِل

ما خَالَفَ المرءُ الأُجَلْ

ومَصقَلَةُ ، كمَسْلَمَةَ ، اسمٌ ، قالَ الأَخْطَلُ :

دَعِ المُغَمَّرَ ولا تَسْأَلْ بمَصْرَعِه

واسْأَلْ بمَصْقَلَة البَكْريِّ ما فَعَلا (٥)

وهو مَصْقَلَةُ بنُ هُبَيْرة من بنِي ثَعْلَبَةَ بنِ شَيْبان ووَلَدُه رقبةُ بنُ مَصْقَلَة من المُحدِّثين.

قلْتُ : ومن ولدِ أَخِيهِ زَكَريا بن مَصْقَلَة الإِمام المُحدِّثُ الصُّوفيُّ أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ شُجَاعِ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ مسْهَرْ بنِ عبدِ العَزيزِ بنِ شليلِ بنِ عبدِ الله بنِ زَكَريا مَاتَ سَنَة ٤٤٢.

وصِقِلِّيَةُ ، بكَسراتٍ مُشَدَّدَةَ اللَّامِ (٦) ، هكذا ضَبَطَه الصَّاغانيُّ وغيرُه من العُلَماءِ ، وبه جَزَمَ الرشاطيّ ، وضَبَطَه ابنُ خَلَّكَان بفتحِ الصَّادِ والقافِ.

قالَ ابنُ السَّمْعانيّ : كذا رَأَيْته بخطِّ عُمَر الرَّواسيّ. وبه

__________________

(١) الأساس.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٦٤ برواية : «وصار صعلا ...... التذكر والقعود» والمثبت كرواية اللسان وفيه : ويروى صعلا.

(٣) ديوانه ص ٥٨٦ واللسان والتهذيب.

(٤) الأصل واللسان وفي التهذيب : أبو عبيد.

(٥) اللسان.

(٦) قيدها ياقوت بثلاث كسرات وتشديد اللام والياء أيضا مشددة ، وبعض يقول بالسين ، وأكثر أهل صقلية يفتحون الصاد واللام وعلى هامش القاموس : قال نصر الذي في الوفيات (لابن خلكان) كما هنا ، وإنما الذي يفتح الصاد والقاف المنسوب إليها وهو صقلي ، استثقلوا توالي الكسرات في النسبة ، فالشارح إن كان نقل ذلك عن ابن خلكان ، فقد انتقل نظره ، والذي يأتي في «مقل» من ضبطه بالقلم بالكسرات ، فهو سبق نظر من المصحح اه.

٦

جَزَمَ الشَّهابُ في شرحِ الشّفاء قالَ : وكَسْرُ صادِها خَطَأٌ ، جَزِيرَةٌ مَشْهورَةٌ بالمَغْربِ بَيْن أَفْرِيقية والأَنْدَلُس.

وقالَ ابنُ خَلَّكَان : هي في بحرِ المَغْربِ قُرْب أَفْرِيقيةَ.

وقالَ الرَّشاطيُّ : بالبَحْرِ الشَّامي موازِيَةً لبعضِ بِلادِ أَفْرِيقية طُولُها سَبْعَة أَيَّامٍ وعَرْضُها خَمْسة.

قلْتُ : وهي مُشْتَمِلَة على قُرًى كَثِيرةٍ وقد ذَكَرَ أَكْثَرها المصنِّفُ في مَوَاضِعِ من كتابِهِ هذا وقد اطَّلَعْت على تاريخ لها خاصَّة للشَّرِيفِ أَبي القاسِمِ الإِدْرِيسِيّ أَلَّفَه لمَلِكِها اجاز الإِفْرَنْجيّ ، وكانَ مُحبًّا لأَهْلِ العلمِ مُحْسِناً إليهم ، وقد تَخَرَّجَ منها جماعَةٌ من الأَعْلامِ في كلِّ فنٍّ منهم أَبُو الفَضْل العَبَّاسُ بنُ عَمْرِو بنِ هرُون الكنانيّ الصقلِيُّ خَرَجَ منها إلى القَيْرَوان ثم قَدِمَ الأَنْدَلُس ، وكان حَسَن المُحاضَرَةِ خَبِيراً بالرَّدِّ على أَصْحابِ المَذَاهِب ، حَدَّثَ عن أَحْمدَ بنِ سَعِيدٍ الصقليّ وأَبي بَكْرٍ الدَّيْنُورِيّ وتُوفي سَنَة ٢٧٩ ، قالَهُ ابنُ الفَرَضِيّ ومنهم أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ الفَرَجِ بنِ عبدِ الرَّحْمن الصقليُّ قاضِي مَكَّةَ عن أَبي بَكْرٍ محمدُ بنُ سَعْدٍ (١) الاسْفَرَايني صاحِبُ أَبي بَكْرٍ الإِسْمَاعِيليّ وأَبي ذَرٍّ الهَرَوِيِّ ، وعنه الحافِظُ أَبُو القاسِمِ هبَةُ اللهِ بنُ عبدِ الوَارِثِ الشِّيْرَازِيُّ وأَبُو بكْرٍ محمدُ بنُ عَبْدِ البَاقي الأَنْصَارِيُّ ، قالَهُ ابنُ الأَثيرِ ، ومنهم أَبُو محمدٍ عبدُ الجَبَّارِ بنُ أَبي بكْرٍ بنِ محمدِ بنِ حمديس الصقليُّ الشاعِرُ وله أَبْياتٌ يَتَشوَّقُ فيها إلى بَلَدِه صقلية منها :

ذكرتُ صِقِلّيّة والأسا

يُجَدَّدُ للنَّفْسِ تذكارَها

فإن أَكُ أُخرجتُ من جنّةٍ

فإني أُحَدّثُ أَخْبَارَها

ولولا ملوحة ماءِ البِكى

حسبتُ دُمُوعي أَنْهارَها (٢)

تَرْجَمه ابنُ بَسَّام في الذَّخِيْرَةِ ، قالَ : ودَخَلَ الأَنْدَلُس ومَدَحَ المُعْتَمِد بن عَبَّاد ، وله دِيْوانٌ مَشْهورٌ تُوفي سَنَة ٥٢٧ نَقَلَه شيْخُنا. وصِقِلِّيانُ أَيْضاً أَي بكَسْراتٍ مُشَدَّد اللَّامِ ، ع بالشامِ كما في العُبَابِ.

والصَّقْلاءُ ع ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

وخَطَيبٌ مِصْقَلٌ أَي مِصْلَقٌ ، وهو البَلِيغُ وأَنْشَدَ ثَعْلَب :

إذا هُمُ ثاروا وإِنْ هُمْ أَقْبلوا

أَقْبَلَ مِمْسَاحٌ أَرِيبٌ مِصْقَلُ (٣)

فَسَّرَه فقَالَ : إنَّما أَرَادَ مِصْلَق فقَلَبَ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

الصَّقيلُ : السَّيفُ.

والصُّقْلَةُ ، بالضمِ ، الضمورُ والدِّقَّةُ ، ومنه حدِيثُ أُمِّ مَعْبَد الخزَاعِيَّةُ : لم تُزْرِ به صُقْلَةٌ ، ولم تُعِبْه ثُجْلَةٌ» ، أَي دِقَّةٌ ونُحُولٌ. وقالَ بعضُهم : أَرَادَت أَنّه لم يَكُنْ مُنتفِخَ الخاصِرَة جِدًّا ولا ناحِلاً جِدًّا ، ويُرْوَى بالسِّيْن على الإبْدالِ ، ويُرْوَى صَعْلَة وقد ذُكِرَ.

والصَّقَلُ ، محرَّكةً ، إنْهِضَامُ الصُّقْل.

ويقولُ أَحَدُهم لصاحِبِه : هل لَكَ في مَصْقُولِ الكِساءِ؟ أَي في لَبَنٍ قد دَوَّى دوايَةً رَقِيقَةً ، قالَ الرَّاجِزُ :

فَهْو إذا ما اهْتَافَ أَو تَهَيَّفا

يُبْقِي الدُّوَاياتِ إذا تَرَشَّفا

عن كُلِّ مَصْقُول الكِساءِ قد صَفَا (٤)

اهْتَافَ أَي جَاعَ وعَطِشَ ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لعَمْرو بنِ الأَهْتَم المِنْقَرِيّ :

فبَاتَ له دونَ الصَّفَا وهي قَرَّةٌ

لِحَافٌ ومَصْقُولُ الكِساءِ رَقيقُ (٥)

أَي باتَ له لِباسٌ وطعامٌ ، هذا قَوْلُ الأَصْمَعِيّ ، وأَجْرَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ على ظاهِرِه فقالَ : أَرَادَ بمَصْقُول الكِساءِ مِلْحَفَةً تَحْتَ الكِساءِ حَمْرَاء ، فقيلَ له : إنَّ الأَصْمَعِيَّ يقولُ أَرَادَ به رَغْوَةَ اللَّبَنِ ، فقالَ : إِنَّه لَمَّا قالَهُ اسْتَحَى أَنْ يَرْجعَ عنه.

__________________

(١) اللباب : ابن أبي سعد.

(٢) الأول والثاني في معجم البلدان «صقلية» وفيه : والهوى بدل والأسى وصدر الثاني : فإن كنت أخرجت من جنّة.

(٣) اللسان.

(٤) الرجز في اللسان والتهذيب والأساس ، وفيها : «ينفي» بدل «يبقى».

(٥) اللسان والتكملة والتهذيب والأساس.

٧

ورَوَى أَبُو تُرابٍ عن الفرَّاء : أَنْتَ في صُقْعٍ خالٍ وصُقْل خالٍ أَي في ناحِيَة خالِيَة.

وصَقِيلٌ ، كأَمِيرٍ ، قَرْيةٌ بمِصْرَ نُسِبَ إليها بعضُ المُحدِّثِيْن ، والعامَّةُ تقولُ بكسْرِ الصادِ ، ومنهم مَن يقُولُ إسْقِيل وقد ذُكِرَتْ.

[صقعل] : الصِّقَعْلُ : كسِبَحْلٍ ، التَّمْرُ اليابِسُ يُنْقَعُ في اللَّبَنِ الحَلِيبِ ، قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ ، وأَنْشَدَ :

تَرَى لَهُم جَوْلَ الصِّقْعَلِ عِثْيَره

وجأزا تَشْرقُ مِنْه الحُنْجُرَة

وشَرْبَةٌ صِنْقَعْلَةٌ أَي بارِدَةٌ ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

[صلل] : صَلَّ يَصِلُّ صَليلاً : صَوَّتَ كصَلْصَلَ صَلْصَلَةً ومُصَلْصَلاً ، قالَ :

كأَنَّ صَوْتَ الصَّنْجِ في مُصَلْصَلِه

ويجوزُ أنْ يكونَ مَوْضِعاً للصَّلْصَلَةِ.

وصَلَّ اللِّجامُ : امْتَدَّ صَوْتُه ، فإنْ تُوُهِّمَ تَرْجيعُ صَوْت فَقُلْ : صَلْصَلَ وتَصَلْصَلَ ، وكَذِلَكَ كُلُّ يابِسٍ يُصَلْصِلُ ، قالَهُ اللَّيْثُ.

وفي حدِيثِ الوَحْي : «كأَنَّه صَلْصلَةٌ على صَفْوانٍ» ، وفي رِوَايَةٍ : أَحْياناً يأْتِيَنِي مثْل صَلْصَلَةِ الجَرَسِ».

الصَّلْصَلَةُ : صَوْتُ الحديدِ إذا حُرِّك ، يقالُ : صلَّ الحدِيدُ وصَلْصَلَ ، والصَّلْصَلَةُ : أَشَدُّ من الصلصيل (١).

وفي حدِيثِ حُنَيْن : «أَنَّهم سَمِعُوا صَلْصَلَةً بَيْن السَّماءِ والأَرْضِ».

وصَلَّ البَيْضُ يَصِلُّ صَليلاً : سُمِعَ له صَلِيلٌ (٢) ، كذا في النسخِ ، والصَّوابُ : طَنينٌ ، عنْدَ القِراعِ ، أَي مُقَارَعَة السُّيُوفِ.

وقالَ الأَصْمَعِيُّ : سَمِعْتُ صَلِيلَ الحَدِيدِ أَي صَوْتُه.

وصَلَّ المِسْمارُ يَصِلُّ صَلِيلاً إذا ضُرِبَ فأُكْرِهَ أَنْ يَدْخُلَ في الشَّي‌ءِ ، وفي التَّهْذِيبِ : أَن يَدْخُلَ في القَتِير فأَنْتَ تَسْمع له صَوْتاً ، قالَ لَبِيدٌ رَضِيَ الله تعالى عنه :

أَحْكَمَ الجُنْثَيُّ (٣) من عَوْرَاتِها

كُلَّ حِرْباءٍ إذا أُكْرِهَ صَلّ (٤)

يقولُ : هذه الدِّرْعُ لجَوْدَة صَنْعَتِها تَمْنَعُ السَّيْفَ أَنْ يمْضِيَ فيها ، وأَحْكَمَ هنا : رَدَّ.

وصَلَّتِ الإِبِلُ تَصِلُّ صَلِيلاً : يَبِسَتْ أَمْعاؤُها من العَطَشِ فَسُمِعَ لها صَوْتٌ عندَ الشُّرْبِ ، قالَ الرَّاعِي :

فَسَقَوْا صَوادِيَ يَسْمعون عَشيَّةً

لِلْماءِ في أَجْوافِهِنَّ صَلِيلا (٥)

وفي التَّهْذِيبِ : سَمِعْتُ لجَوْفِه صَلِيلاً من العَطَشِ ، وجاءَتِ الإبلُ تَصِلُّ عَطَشاً ، وذلِكَ إذا سُمِعَتْ لأَجْوافِها صَوْتاً كالبُحَّةِ ، قالَ مُزاحِم العُقَيْليُّ :

غَدَتْ مِنْ عَلَيْه بَعْدَ ما تَمَّ ظِمْؤُها

تَصِلُّ وعن قَيْضٍ بزَيْزاءَ مَجْهَل (٦)

وصَلَّ السِّقاءُ صَليلاً : يَبِسَ ، وذلِكَ إذا لم يَكُنْ فيه ماءٌ فهو يَتَقَعْقَعُ وهو مجازٌ.

وصَلَّ اللَّحْمُ يَصِلُّ ، بالكسرِ ، صُلولاً ، بالضمِ ، أَنْتَنَ مَطْبُوخاً كان أَو نَيِّئاً ، قالَ الحُطَيْئةُ :

ذاكَ فَتًى يَبْذُل ذا قِدْرِهِ

لا يُفْسِدُ اللحمَ لديه الصُّلُولْ (٧)

كأَصَلَّ ، وقيلَ : لا يُسْتَعْملُ ذلِكَ إلَّا في النَّي‌ءِ.

قالَ ابنُ بَرِّي : أَمَّا قَوْلُ الحُطَيْئة الصُّلُول فإنَّه قد يمكِنُ أَنْ يقالَ الصُّلُّول. ولا يقالُ صَلَّ كما يقالُ العَطَاءُ من أَعْطَى ، والقُلوعُ من أَقْلَعَتِ الحُمَّى.

وقالَ الزَّجَّاجُ : أَصَلَّ اللحمُ ولا يقالُ صَلَّ.

وفي الحدِيثِ : «كلُّ ما رَدَّ عليك قَوْسُك ما لم يَصِلَّ» ،

__________________

(١) في اللسان : الصليل.

(٢) في القاموس : «طنينٌ».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : الجنثي بالرفع والنصب ، فمن قال الجنثي بالرفع جعله الحداد أو الزراد أي أحكم صنعة هذه الدرع ، ومن قال : الجنثي بالنصب جعله السيف ، أفاده في اللسان».

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٤٦ واللسان والتهذيب وعجزه في الصحاح.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٢٢٢ وانظر تخريجه فيه ، واللسان.

(٦) اللسان والتهذيب.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٧٦ واللسان والمقاييس ٣ / ٢٧٧ والصحاح والأساس.

٨

أَي ما لم يُنْتِن ، وهذا على سَبِيلِ الاسْتِحْبابِ فإنَّه يجوزُ أَكْلَ اللَّحْمِ المُتَغيِّر الرِّيح إذا كانَ ذكِيّاً.

وقَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ والحَسَنُ : أَئِذا صَلَلْنا (١) بفتحِ اللامِ.

قالَ أَبُو إسْحقَ : وهو على ضَرْبَيْنِ : أَحَدُهما أَنَّنا وتَغَيَّرْنا وتَغَيَّرَتْ صُوَرُنا من صَلَّ اللَّحمُ إذا أَنْتَنَ. والثاني : صَلَلْنا يَبِسْنا من الصَّلَّة وهي الأَرْضُ اليابِسَةُ ، وقَوْلُ زُهَيْرٍ :

تُلَجُلجُ مُضْغةً فيها أَنيضٌ

أَصَلَّتْ فهْيَ تحتَ الكَشْحِ داءُ (٢)

قيلَ : معْناهُ أَنْتَنَتْ.

قالَ ابنُ سِيْدَه : فهذا يدلُّ على أَنَّه يُسْتَعْمَلُ في الطَّبيخِ والشِّواءِ.

وصَلَّ الماءُ صُلولاً : اجِنَ فهو صَلَّالٌ ، كشَدَّادٍ ، آجِنٌ.

وأَصَلَّهُ القِدَمُ : غَيَّره.

والصَّلَّةُ : الجِلْدُ ، يقالُ : خُفٌّ جَيِّدُ الصَّلَّةِ ، أَو اليابِسُ منه قَبْلَ الدِّباغِ ، وقيلَ : خُفٌّ جَيِّدُ الصَّلَّةِ أَي النَّعْل ، سُمِّي باسمِ الأَرْضِ ليُبْس النّعْل وتَصْويتها عنْدَ الوَطْءِ.

والصَّلَّةُ : الأَرْضُ ما كانَتْ كالسَّاهِرَةِ.

وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : قَبَرَهُ في الصَّلَّةِ ، وهي الأَرْضُ ، ومنه قَوْلُ المصنِّفِ في شرحِ كَلامِ سَيِّدنا عليٍّ رَضِيَ الله تعالى عنه : «أَلْزقْ عضرطَكَ بالصَّلَّةِ» ، وقد تقدَّمَ مَشْرُوحاً في الديباجة.

أَو هي الأَرْضُ اليابِسَةُ ، ومنه قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ : أَئِذا صَلَلْنا ، أَو هي أَرْضٌ لم تُمْطَرْ بَيْن أَرْضَيْن مَمْطُورَتَيْنِ وذلِكَ لأَنَّها يابِسَةٌ مُصَوِّتَةٌ.

وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : هي الأرْضُ المَمْطُورَةُ بَيْن أَرْضَيْن لم تُمْطَرا ، ج أَي جَمْعُ الكُلِّ صِلالٌ بالكسرِ.

والصَّلَّةُ : المَطَرَةُ الواسِعَةُ ، وقيلَ : المُتَفَرِّقَةُ القَلِيلَةُ يَقَعُ منها الشي‌ءُ بعْدَ الشي‌ءِ ، كالصَّلِّ ، ويُكْسَرُ ، وهو ضِدٌّ ، أَي بَيْن الواسِعَةِ والمُتفرِّقَةِ القَلِيلَة ، وفيه نَظَرٌ. والصَّلَّةُ : القِطْعَةُ المُتَفَرِّقَةُ من العُشْبِ ، سُمِّي باسم المَطَرِ ، والجَمْعُ صِلالٌ ، ومنه قَوْلُ الرَّاعِي :

سَيَكْفِيك الإلهُ ومُسْنَماتٍ

كجَنْدَلِ لَبْنَ تَطَّردُ الصِّلالا (٣)

قالَ أَبُو الهَيْثمِ : هي مَواقِعُ المَطَرِ فيها نَبَاتٌ فالإِبِلِ تَتَّبِعُها وتَرْعَاها.

والصَّلَّةُ : التُّرابُ النَّدِيُّ ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

وأَيْضاً : صَوْتُ المِسْمارِ ونَحْوِهِ إِذا دُقَّ بكُرْهٍ ، ويُكْسَرُ.

وأَيْضاً : صَوْتُ اللِّجامِ ، وإذا ضُوعِفَ فصَلْصَلَةٌ.

وأَيْضاً : الجِلْدُ المُنْتِنُ في الدِّباغِ.

والصُّلَّةُ : بالضمِ ، بَقِيَّةُ الماءِ في الحَوْضِ ، عن الفرَّاءِ ، وغَيْرِهِ كالدُّهْنِ والزَّيْتِ.

وأَيْضاً : الرِّيحُ المُنْتِنَةُ.

وأَيْضاً : تَرارَةُ اللَّحْمِ النَّدِيِّ.

والصِّلالَةُ بالكسرِ ، بِطانَةُ الخُفِّ ، كما في المُحْكَم ، أَو ساقُها كالصِّلالِ بحَذْفِ الهاءِ وهذه عن ابنِ عَبَّادٍ ، ج أَصِلَّةٌ كهِلالٍ وأَهِلَّةٍ.

وحِمارٌ صُلْصُلٌ وصُلاصِلٌ ، بضمِّهما ، وصَلْصالٌ ومُصَلْصِلٌ : مُصَوِّتٌ ، قالَ الأَعْشَى :

عَنْترِ يسٌ تَعْدُو إذا مَسَّها الصَّوْ

تُ كَعَدْوِ المُصَلْصِلِ الجَوَّالِ (٤)

وقالَ أَبو أَحْمد العَسْكَريّ : حِمارٌ صَلْصَالٌ : قَوِيُّ الصَّوْتِ شَدِيدُه.

والصَّلْصالُ : الطِّيْنُ الحُرُّ خُلِطَ بالرَّمْلِ فصَارَ يَتَصَلْصَلُ إذا جَفَّ فإذا طُبِخَ بالنَّارِ فهو الفَخَّارُ ، كما في العُبَابِ والصِّحاحِ ، أَو الطِّينُ ما لم يُجْعَلْ خَزَفاً سُمِّي به لتَصَلْصلِهِ ، وكُلُّ ما جَفَّ من طِيْنٍ أو فخّارٍ فقد صَلَّ صَلِيلاً ، كما في المُحْكَمِ.

__________________

(١) الآية ١٠ من سورة السجدة ، وفي الآية «ضللنا» بالضاد المعجمة.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٤ واللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٤٥ وانظر تخريجه فيه ، واللسان والتكملة والتهذيب وعجزه في المقاييس ٣ / ٢٧٧.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٦٥ واللسان.

٩

وقالَ أَبُو إسحقَ : الصَّلْصَالُ الطِّينُ اليابِسُ الذي يَصِلُّ من يُبْسِه أَي يُصَوِّت. ومنه قَوْلُه تعالَى : (مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخّارِ) (١) ، قالَ : هو صَلْصَالٌ ما لم تُصِبْه النَّارُ ، فإذا مَسَّتْه فهو حينَئِذٍ فَخَّارٌ.

وقالَ مُجاهِدُ : الصَّلْصَالُ حَمَأٌ مَسْنونٌ.

وصَلْصَلَ الرَّجُلُ : أَوْعَدَ وتَهَدَّدَ ، وأَيْضاً : إذا قَتَلَ سَيِّدَ العَسْكَرِ ، كلُّ ذلِكَ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

وصَلْصَلَ الرَّعْدُ : صَفَا صَوْتُهُ.

ومن المجازِ : صَلْصَلَ الكَلِمَةَ : أَخْرَجَها مُتَحَذْلِقاً ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.

والصَّلْصَلَةُ ، بالفتحِ وهذه عن ابنِ عَبَّادٍ ، والصُّلْصُلَةُ والصُّلْصُلُ بضمِّهِما ، بَقِيَّةُ الماءِ في الغَديرِ وفي الإِدَاوَةِ وغيرِها من الآنِيَةِ ، والجَمْعُ صَلاصِلُ ، قالَ أَبُو وَجْزَةَ :

ولم يَكُنْ مَلَكٌ للقَوْمِ يُنْزِلُهم

إلَّا صَلِاصِلُ لا تُلْوى على حَسَب (٢)

وكذ لِكَ (٣) البَقِيَّةُ من الدُّهْنِ والزَّيْتِ ، قالَ العجَّاجُ :

كأَنَّ عَيْنَيْه من الغُؤُورِ

قَلْتانِ في لَحْدَيْ صَفاً مَنْقور

صِفْرانِ أَوحَوْ جَلَتا قارُورِ

غَيَّرَتا بالنَّضْجِ والتّصْبِير

صَلاصِلَ الزَّيْتِ إلى الشُّطور (٤)

قالَ ابنُ سِيْدَه والصَّاغانيُّ : شَبَّه أَعيُنَها حِيْن غارَتْ بالجِرارِ فيها الزَّيْتُ إلى أَنْصافِها.

وأَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ : صَلاصِلُ (٥) ، قالَ ابنُ بَرِّي : صَوَابُه : صلاصِلَ ، بالفتحِ ، لأَنَّه مَفْعولٌ لغَيَّرَتا ، قالَ : ولم يُشَبِّهها بالجِرارِ وإِنَّما شَبَّهها بالقَارُورَتَيْن.

والصُّلْصُلُ : كهُدْهُدٍ ، ناصِيَةُ الفَرَسِ ، كما في العُبَابِ ، ويُفَتَحُ ، أَو بَياضٌ في شَعَرِ مَعْرَفَتِه ، كما في المُحْكَمِ.

والصُّلْصُلُ : القَدَحُ ، أَوُ الصَّغيرُ منه ، وهذا قَوْلُ الأَصْمَعِيُّ.

وفي المُحْكَمِ : الصُّلْصُلُ من الأَقْدَاحِ مِثْلُ الغُمَرِ ، هذه عن أَبي حَنِيفَةَ.

والصُّلْصُلُ : طائِرٌ صَغيرٌ أَو الفَاخِتَةُ.

قالَ اللّيْثُ : هو طائِرٌ يسمِّيه العَجَمُ الفاخِتَة ، ويقالُ بل هو الذي يُشْبِهه.

وقالَ الأَزْهَرِيُّ : هذا الذي يقالُ له مَوْشجة (٦).

وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ : الصَّلاصِلُ الفَواخِتُ ، واحِدُها صُلْصُلٌ.

وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : الصُّلْصُلُ الرَّاعِي الحاذِقُ.

والصُّلْصُلُ : ع بطَرِيقِ المَدينَةِ ، على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاةِ والسَّلام ، وبَيْنه وبَيْن ملل تربان ، كما في العُبَابِ ، وقالَ نَصْرُ : على سَبْعَةِ أَمْيالٍ من المَدِينَةِ مَنْزل رَسُول اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يَوْمَ خَرَجَ من المَدِينَةِ إلى مكَّةَ عَامَ الفَتْحِ.

وأَيْضاً : ماءٌ قُرْبَ اليَمامَةِ لبَنِي العَجْلانَ.

وأَيْضاً : ع آخر ، الصَّوابُ أَنَّه ماءٌ في جَوْفِ هَضَبَة حَمْرَاء ، قالَهُ نَصْرُ.

والصُّلْصُلُ : ما ابْيَضَّ من شَعَرِ ظَهْرِ الفَرَسِ ولَبَّتِه من انْحِتاتِ الشَّعَرِ.

والصُّلْصُلَةُ : بهاءٍ الحَمامَةُ وهِي العكْرِمَةُ والسَّعْدانَةُ أَيْضاً قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ.

وأَيْضاً : الوَفْرَةُ ، وهي الجُمَّةُ أَيْضاً عن أَبي عَمْرٍو.

ودَارَةُ صُلْصُلٍ : ع لبَنِي عَمْرِو بنِ كِلابٍ ، وهي بأَعْلَى دَارِها بنَجْدٍ ، قالَ أَبُو ثُمَامَة الصَّبَّاحِي :

__________________

(١) الآية ١٤ من سورة الرحمن.

(٢) اللسان.

(٣) في القاموس : «وكذا».

(٤) الرجز في اللسان والأخير في الصحاح.

(٥) الذي في الصحاح المطبوع صلاصل بالفتح ، كما صوّبه ابن بري.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : موشجة كذا بخطه ، وفي اللسان : موسحة بلا نقط فحرره» ولم يذكرها الأزهري في مادة صلل ولا في وشج.

١٠

هُمُ منعوا ما بين دارة صُلْصُل

إلى الهَضَباتِ من نَضاد وحائل (١)

والصِّلُّ ، بالكسرِ ، الحَيَّةُ التي تقْتُلُ من ساعَتِها إذا نَهَشَتْ ، أَو هي الدَّقيقَةُ الصَّفْراءُ لا تَنْفَعُ فيها الرُّقْية.

ويقالُ : مُنِي فلانٌ بصِلٍّ وهي الدَّاهِيَةُ وهو مجازٌ.

ويقالُ : إنَّها لَصِلُّ صَفاً (٢) إذا كانت مُنْكَرَةً مِثْل الأَفْعَى.

وقالَ أَبُو زيْدٍ : يقالُ إنَّه لَصِلُّ أَصْلالٍ وإِنَّه لهِتْرُ أَهْتارٍ ، يقالُ ذلِكَ للرجُلِ ذي الدَّهاءِ والإِرْبِ ، وأَصْلُ الصِّلِّ من الحَيَّاتِ يُشَبَّه الرجُلُ به إذا كانَ داهِيَةً ، وقالَ النابِغَةُ الذُّبْيانيُّ :

ما ذا رُزِئْنا به من حَيَّةٍ ذَكَرٍ

نَضْناضةٍ بالرَّزَايا صِلِّ أَصْلالِ (٣)

كالصَّالَّةِ وهي الدَّاهِيَةُ عن ابنِ سِيْدَه ، وسَيَأْتي للمصنِّفِ أَيْضاً قَرِيباً.

ومن المجازِ : الصِّلُّ : المِثْلُ ، يقالُ : هما صِلَّانِ أَي مِثْلان ، عن كراعٍ.

ومن المجازِ : الصِّلُّ القِرْنُ ، يقالُ : هذا صِلُّ هذا أَي قِرْنه ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.

والصِّلُّ : شَجَرٌ ، وقيلَ نَبْتٌ قالَ :

رَعَيْتُها أَكْرَمَ عُودٍ عُودا

الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدا (٤)

ومن المجازِ : الصِّلُّ : السَّيْفُ القاطِعُ ج أَصْلالٌ يقالُ : عَرَّى بَنُو فلانٍ أَصْلالاً أَي سُيوفاً بُتْراً ، كما في الأَسَاسِ ، وقالَ ابنُ مُقْبِلٍ :

لِيَبْكِ بَنُو عُثْمان ما دَامَ جِذْمُهم

عليه بأَصْلالٍ تُعَرَّى وتُخْشَبُ (٥)

والصُّلُّ : بالضمِ ، ما تَغَيَّرَ من اللَّحْمِ وغيرِه. وصَلَّ الشَّرابَ يَصُلُّه صَلًّا : صَفَّاه.

والمِصَلَّةُ ، بالكسرِ ، الإِناءُ الذي يُصَفَّى فيه ، يمانِيَّةٌ.

والصِّلِّيانُ ، بكَسْرَتَيْن مُشَدَّدَةَ اللَّامِ واليَاءُ خَفِيفَةٌ ، فِعْلِيان من الصَّلْي كالحِرْصِيانَةٍ من الحَرْصِ ، ويجوزُ أَنْ يكونَ من الصِّلِّ ، والياءُ والنُّونُ زائِدَتَان ، نَبْتٌ من الطَّريفَةِ يَنْبُتُ صُعُداً وأَضْخَمُهُ أَعْجازُه ، وأُصُولُه على قَدْرِ نَبْتِ الحَليِّ ، ومَنَابتُه السُّهولُ والرِّياضُ ، قالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ ، ونَقَلَ عن أَبي عَمْرٍو : الصِّلِّيانُ من الجَنْبةِ لغِلَظِه وبقَائِه ، واحِدَتُه بهاءٍ صِلِّيانَةُ.

ومن أَمْثالِ العَرَبِ تقُولُه للرَّجُلِ يُقْدمُ على اليَمِيْنِ الكَاذِبَةِ ولا يَتَتَعْتَعُ فيها : جَذَّها جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّيانَة ، وذلِكَ أَنَّ العَيْرَ إذا كَدَمَها بِفِيه اجْتَثَّها بأَصْلِها إذا ارْتَعَاها.

وقالَ الأَزْهَرِيُّ : الصِّلِّيانُ من أَطْيَبِ الكَلَأِ وله جِعْثِنَةٌ ووَرَقٌ رَقِيقٌ.

ويقالُ : إنَّه لَصِلُّ أَصْلالٍ وهِتْرُ أَهْتارٍ ، أَي حيَّةٌ من الحيَّاتِ معْنَاهُ أَي داهٍ مُنْكَرٌ في الخُصومَةِ وقيلَ : هو الدَّاهِي المُنْكَرُ في الخُصُومَةِ وغيرِها ، وقد ذُكِرَ شاهِدُه قَرِيباً.

والمُصَلِّلُ ، كمُحَدِّثٍ ، السَّيِّدُ الكَرِيمُ الحَسيبُ الخالِصُ النَّسَبِ ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ ، كالمُصَلْصَلِ ، بالفتحِ ، وهذه عن ابنِ عَبَّادٍ.

والمُصَلِّلُ أَيْضاً : المَطَرُ الجَوْدُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

قالَ : وأَيْضاً الأَسْكَفُ ، وهو الإسْكافُ عندَ العامَّةِ.

وفي حدِيثِ ابن عَبَّاسٍ (٦) قالَ : الصَّالُّ الماءُ الذي يَقَعُ على الأَرْضِ فَتَنْشَقُّ ، هكذا في النسخِ ومِثْلُه في العُبَابِ ، وفي اللِّسَانِ فيَيْبَسُ (٧) فيَجِفُّ فيصيرُ له صَوْتٌ.

وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : صَلَلْنا الحَبَّ ، وهو أَنْ نَعْمدَ إلى الحَبِّ المُخْتَلِطِ بالتُّرابِ وصَبَبْنا فيه ماءً فَعَزَلْنا كُلًّا على حِيالِه ، يقالُ : هذه صُلالَتُه ، بالضمِ.

__________________

(١) معجم البلدان «دارة صلصل».

(٢) اللسان : صُفِيٍّ.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٠٠ واللسان والتهذيب والأساس والصحاح.

(٤) اللسان والتهذيب والثاني في الصحاح ، وتقدم الرجز في «صفصل».

(٥) ديوانه ص ١٣ واللسان والتكملة والأساس والتهذيب.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وفي تفسير الخ (كذا وقع بالهامش) كذا بخطه ، وعبارة اللسان : وفي تفسير ابن عباس في تفسير الصلصال : هو الصالّ» كذا والذي في اللسان : في حديث ابن عباس في تفسير ...

(٧) اللسان : «فتنشقّ» ومثله في التهذيب.

١١

ومن المجازِ : صَلَّتْهُم الصَّالَّةُ تَصُلُّهم ، من حَدِّ نَصَرَ ، أَي أَصَابَتْهُمُ الدَّاهيةُ ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.

وتَصَلْصَلَ الغدِيرُ إذا جَفَّتْ حَمْأتُه ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

وتَصَلْصَلَ الحَلْيُ إذا صوَّتَ.

وصُلاصِلُ ، بالضمِ (١) ، ماءٌ لبَنِي أَسْمَرَ من بَنِي عَمْرِو بنِ حَنْظَلَةَ ، قالَ جَرِيرٌ :

عَفَا قُوٌّ وكان لنا مَحَلًّا

إلى جَوّيْ صلاصلَ من لُبَيْنَى (٢)

كما في العُبَابِ.

وقالَ نَصْرُ : صُلاصِلُ ماءٌ لبَنِي عامِرِ بنِ جَذِيمة بنِ عَبْدِ القَيْسِ ، فتأَمَّلْ ذَلِكَ.

* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

صَلِلْتَ يا لحم بالكسرِ تصلّ ، بالفتحِ من حَدِّ عَلِمَ ، وبه قَرَأَ عليّ والحَسَن البَصْرِي ، في رِوَايَة أُخْرى وسَعِيد بنُ جُبَيْر وأَبُو البرهسم : أَئِذا صَلِلْنا بكسرِ اللَّامِ ، وذَكَرَه ابنُ جنيِّ في المحتسبِ ، والصَّاغانيُّ في العُبَابِ ، والخَفَاجيُّ في العنايةِ أَثْناء السَّجْدةِ.

وفَرَسٌ صَلْصَالٌ : حادُّ الصَّوْتِ دَقِيقُه.

وقالَ أَبُو أَحْمد العَسْكَريّ : يقالُ للحِمارِ الوحْشِي الحادّ الصَّوْت صَالٌّ وصَلْصَالٌ ، وبه فَسَّرَ الحَدِيث : «أَتُحِبُّون أَنْ تَكُونوا مِثْل الحَمِير الصَّالَّة؟ كأَنَّه يُريدُ الصَّحِيحَة الأَجْسَاد الشَّدِيدَة الأَصْوَات لقُوَّتِها ونَشَاطِها ، قالَ : ورَوَاه بعضُ المُحدِّثين بالضادِ المُعْجَمَةِ ، قالَ : وهو خَطَأٌ.

وطِيْنٌ صَلّالٌ ومِصْلالٌ يُصَوِّتُ كما يصوِّتُ الخَزَفُ الجَدِيدُ : وقالَ النَّابِغَةُ الجعْدِيُّ :

فإنَّ صَخْرَتَنا أَعْيَتْ أَباكَ فلا

يَأْلُو لها ما اسْتَطاعَ الدَّهْرَ إِخْبَالا

رَدَّتْ مَعَاوِلُه خُثْماً مُقَلَّلةً

وصادَفَتْ أَخْضَرَ الجالَيْن صَلَّالا (٣)

يقُولُ : صادَفَتْ ناقَتِي الحَوضَ يابِساً ، وقيلَ : أَرَادَ صَخْرَةً في ماءٍ قد اخْضَرَّ جَانِبَاها منه ، وعَنَى بالصَّخرَةِ مَجْدَهم وشَرَفَهم فَضَرَبَ بالصَّخرةَ مَثَلاً.

والصَّلَّةُ : الاسْتُ ، عن الزَّمْخَشَرِيِّ.

والصِّلَالةُ ، بالكسرِ ، بِطَانَةَ الخُفِّ ، وقد صَلَلْتُ الخُفَّ صَلًّا.

والصَّلَّةُ : قُوارةُ الخُفِّ الصُّلْبة.

وصَلَّلْتُ اللِّجامَ : شُدِّدَ للكَثْرَةِ ، قالَ أَبُو الغول النَّهْشليُّ :

رأيْتُكُم بني الخَذْوَاءَ لمّا

دنا الأضْحَى وَصَلَّلْتُ اللجامْ

تَوَلّيتم بودّكم وقُلْتُم

أَعكّ مِنْكَ خَيْرٌ أَمْ جُذَامْ

والصلْصالَةُ : أَرْضٌ ليْسَ بها أَحَدٌ.

ورُجلٌ صَلَّالٌ من الظمَأِ.

والجَرَّةُ تَصِلُّ إذا كانَتْ صِفراً فإذا فرغَتْ (٤) صَلَّتْ.

والصُّلْصُلَةُ ، بالضمِ ، ماءَةٌ لمُحَارِب قُرْبَ ماوان ، أَظُنُّه بَيْنه وبَيْن الربذة ، قالَهُ نَصْر.

ويقالُ : هو تبعُ صِلَّةٍ أَي دَاهِيَة لا خَيْر فيه ، ويُرْوَى بالضَّادِ وسَيَأْتي.

[صمل] : صَمَلَ بالعَصَا صَمْلاً : ضَرَبَ ، عن أَبي عَمْرٍو ، وأَنْشَدَ :

هِراوَةٌ فيها شِفاءُ العَرِّ

صَمَلْتُ عُقْفانَ بها في الجَرِّ

فبُجْتُه وأَهْلَه بشرِّ (٥)

الجَرُّ : سَفْحُ الجَبَل ، وبُجْتُه : أَصَبْتُه به.

وقالَ السُّلَميُّ : صَقَلَه بالعَصَا وصَمَلَه إذا ضَرَبَه بها.

__________________

(١) في معجم البلدان «صلاصل» وهو الماء الذي لبني أسمر ، قيدها ياقوت نصا بالفتح ، وهو جمع الصلصال مخففا. وفيه في موضع آخر صلاصل بضم الصاد ماء لبني عامر.

(٢) معجم البلدان «صلاصل».

(٣) البيتان في اللسان والأول وعجز الثاني في التكملة ، وعجز الثاني في الصحاح.

(٤) في الأساس : قرعت.

(٥) اللسان والتكملة والتهذيب.

١٢

وصَمَلَ الشَّي‌ءُ يَصْمُلُ صَمْلاً وصُمولاً : صَلُبَ واشْتَدَّ ، وأَكْثَرُ ما يُوصَفُ به الجَمَل والجَبَلُ والرجُلُ ، قالَ رُؤْبَة :

عن صامِل عاسٍ إذا ما اصْلَخْمَمَا (١)

يَصِفُ الجَبَل.

وصَمَلَ السقاءُ والشَّجَرُ صَمْلاً فهو صَمِيلٌ وصامِلٌ : يَبِسَ ، وقيلَ : إِذا لم يَجِدْ رِيّاً فَخَشُنَ ، قالَتْ زَيْنَبُ تَرْثي أَخَاهَا يَزِيد بنِ الطَّثَرِيَّةِ :

تَرَى جازِرَيْهِ يُرْعَدانِ وناره

عليها عَدامِيلُ الهَشِيمِ وصامِلُه (٢)

والعُدْمُولُ : القَدِيمُ ، تقُولُ : على النارِ حَطَبٌ يابِسٌ ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي السَّوْداء العِجْليّ :

ويَظَلُّ ضَيْفُك يا ابن رَمْلَة صامِلاً

ما إِنْ يَذُوقُ سِوى الشَّرابِ عَلُوسا

وصَمَلَ عن الطَّعامِ : كَفَّ عنه ، كما في العُبَابِ.

والصَّامِلُ والصَّمِيلُ : اليابِسُ ، عن ابنِ دُرَيْدٍ ، وقد تقدَّمَ شاهِدُه قَرِيباً.

وقالَ اللَّيْثُ : الصَّمِيلُ : السِّقاءُ اليابِسُ ، وأَنْشَدَ :

إذا ذَادَ عن ماءِ الفُراتِ فَلَن تَرى

أَخا قِرْبَةٍ يَسْقِي أَخاً بصَمِيلِ (٣)

والصِّمْليلُ ، بالكسرِ ، نَبْتٌ.

قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : لا أَقفُ على حَدِّه ولم أَسْمَعْه إلَّا من رجُلٍ من جَرْمٍ قَدِيماً (٤).

قالَ : وأَمَّا الرَّجُلُ الضَّعيفُ البِنْيَةِ فيقالُ له صِمْليلٌ ، عَرَبيٌّ فَصِيحٌ.

واصْمَأَلَّ الشَّي‌ءُ ، بالهَمْزِ ، اصْمِئْلالاً : اشْتَدَّ.

واصْمَأَلَّ النَّبْتُ : الْتَفَّ.

والمُصْمَئِلَّةُ : الدَّاهيةُ ، عن أَبي زَيْدٍ ، وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ :

ولم تَتَكَأَدْهُمُ المُعْضِلات

ولا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ (٥)

وصَوْمَلَ الرَّجُلُ : جَفَّ جِلْدُه جُوعاً وضُرّاً ، عن اللَّيْثِ ، قالَ : وَالصَّوْمَلُ شَجَرٌ بالعالِيَةِ.

والصُّمُلُّ ، كعُتُلٍّ ، الرَّجُلُ الشديدُ الخَلْقِ العَظيمُ ، وكذلِكَ من الإِبِلِ والجبَالِ.

والأُنْثَى : صُمُلَّةٌ.

وفي الحدِيثِ : «أَنْتَ رجُلٌ صَمُلٌّ».

* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

الصامِلُ : السَّقاءُ الخَلَق عن اللَّيْثِ.

ويقالُ : صَمَلَ بدنُه وبَطْنُه.

وأَصْمَلُه الصِّيامُ : أَيْبَسَه.

وفي حدِيثِ مُعَاوِيَةَ : «إنَّها صَمِيلَةٌ» ، أَي في ساقِها يُبْسٌ وخُشُونة.

والصَّمِيلُ : كأَمِيرٍ ، العَصَا يمانِيَّةٌ.

والصُّمُلَّةُ ، كعُتُلَّةٍ ، العَصَا ، قالَ المُتَنَخَّلُ (٦) اليَشْكرِيُّ :

يطوّف بي عكبّ في معدّ

ويَضْرِبُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيّا

والمُصْمَئِلُّ : المُنْتَفِخُ من الغَضَبِ.

وقالَ أَبُو زَيْدٍ : هو الشَّديدُ من الأُمورِ.

ورجُلٌ صُمُلٌّ ، كعُتُلٍّ ، شَدِيدُ البَضْعَة مجتمِعُ السّنِّ ، عن الزَّمَخْشَرِيِّ. وقد سَمَّوْا صَمِيلاً ، كأَميرٍ ، منهم الصَّمِيلُ بنُ حاتِمِ بنِ شمرِ بنِ ذي الجَوْشَنِ الضَّبَابيُّ ، وقيلَ : بل حاتِم بن عَمْرِو بنُ جندع بنِ شمرٍ ، كانَ أَمِيراً بالأَنْدَلُس ، وابنُه هذيل بن الصَّمِيلِ قَتَلَه الدَّاخِلُ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

[صمهل] : اصْمَهَلَّ الرجُلُ : تَمَّ طُوله عن ابنِ القَطَّاعِ.

__________________

(١) أراجيزه ص ١٨٤ واللسان والتهذيب.

(٢) اللسان والصحاح ، ويروى للعجير السلولي.

(٣) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٤) انظر الجمهرة ٣ / ٣٧٣.

(٥) اللسان والتهذيب وعجزه في الصحاح.

(٦) كذا والصواب «المنخل اليشكري» انظر المؤتلف للآمدي ص ١٧٨ والشعر والشعراء ص ٢٣٨.

١٣

[صنبل] : الصُّنْبُلُ ، بالباءِ الموحدةِ ، كقُنْفُذٍ وخِنْدِفٍ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وفي اللِّسَانِ والعُبَابِ : الدَّاهِي الخرِّيْت المُنْكَرُ.

وصِنْبِلٌ : كخِنْدِفٍ ، عَلَمُ رجُلٍ من تَغْلِبَ ، قالَ مُهَلْهِل :

لَمَّا تَوَعَّرَ في الكُرَاعِ هَجِينُهُم

هَلْهَلْتُ أَثْأَرُ جابِراً أَو صِنْبِلاً (١)

الهَجِيْن : هو امْرُؤُ القَيْسِ بنِ الحمامِ ، وجابِرُ وصِنْبِلُ من بنِي تَغلِبَ.

وابنُ صِنْبِلٍ : رَجُلٌ من أَهْلِ البَصْرَةِ ، أَحْرَقَ جارِيَةَ بن قُدامَةَ ، وهو من أَصْحابِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه خَمْسِيْن رَجُلاً من أَهْلِ البَصْرَةِ في دَارِهِ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

[صنتل] : هو صِنْتِلُ الهادي بالتاءِ الفَوْقيةِ بعْدَ النُّونِ أَي طَويلُه.

قالَ الأَزْهَرِيُّ : هكذا قرأَته في نوادِرِ أَبي عَمْرٍو.

والصِّنْتِلُ ، بالضمِّ ، العَظيمُ الرأْسِ ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

والصِّنْتِلُ : الناقَةُ الضَّخْمةُ ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عن الفرِّاءِ ، قالَ : ولا أَدْرِي أَصَحيحٌ أَم لا.

[صندل] : الصَّنْدَلُ : خَشَبٌ (٢) م مَعْروفٌ طَيِّبُ الرِّيحِ وهو أَنْوَاع أَجْوَدُه الأَحْمرُ أَو الأَبيضُ أَو الأَصْفَرُ ، مُحَلِّلٌ للأَوْرامِ نافِعٌ للخَفَقانِ والصُّداعِ ولِضَعْفِ المَعِدَةِ الحارَّةِ والحُميّاتِ مَنْقوعٌ نشَارَته ، وإِدْمانُ شَمِّه يُضْعِفُ الباءَة.

وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : صَنْدَلَ البَعيرُ والحِمارُ : ضَخُمَ رأَسُه وصَلُبَ وعَظُمَ ، فهو صَنْدَلٌ ، كَجَعْفَرٍ.

وفي التَّهْذِيبِ : الصَّنْدَلُ من الحُمُرِ الشَّديدُ الخَلْقِ الضَّخْمُ الرَّأْسِ ، قالَ رُؤْبَة :

أَنْعَتُ عَيْراً صَنْدَلاً صُنادِلاً (٣)

وقالَ الجَوْهَرِيُّ : الصَّنْدَلُ البَعيرُ الضَّخْمُ الرَّأْسِ.

وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : بَعِيرٌ صُنادِل ، مِثْل عُلابِطٍ إِذا كانَ صلباً.

قالَ : وأَبَى ذلِكَ قَوْمٌ من أَهْلِ اللُّغَةِ فقالُوا ليْسَ للصَّنْدَلِ في اللّغَةِ أَصْلٌ (٤) ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ :

رأَتْ لِعَمْرٍو وابْنِه الشَّرِيسِ

عَنادِلاً صَنادِلَ الرُّؤُوس (٥)

ويومُ صَنْدلٍ : يَوْمٌ من أَيامِهِم كانَ فيه حَرْبٌ ، قالَ :

فلو أَنّها لم تَنْصَلِتْ يَوْمَ صَنْدَلِ (٦)

وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه :

ضَنِنْتُ بنَفْسِي حِقْبَةً ثم أَصْبَحَتْ

لِبِنْتِ عَطَاءٍ بَيْنها وجَمِيْعُها

ضَبابِيَّةً مُرِّيَّةً حابسِيَّةً

مُنِيخاً بنَعْفِ الصَّنْدَلَيْن رَضِيعُها (٧)

وقد مَرَّ شي‌ءٌ من ذلِكَ في ص د ل.

وتَصَنْدَلَ : تَغَزَّلَ مع النِّساءِ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

ورجُلٌ صَنْدَلانِيُّ ، مِثْلُ صَيْدَلانِيٍّ بِمعْنىً واحِدٍ ، وقد تقدَّمَ ذِكْرُه.

قالَ ابنُ بَرِّي : الصَّيْدَلانيُّ والصَّيْدَنانيُّ العَطَّارُ مَنْسوبٌ إِلى الصَّيْدَل والصَّيْدَنُ ، والأَصْلُ فيهما حجارَةُ الفِضَّةِ ، فشُبِّه بها حجارَةُ العَقَاقِير ، وعليه قَوْلُ الأَعْشَى يَصِفُ ناقَةً شَبَّه زَوْرَها بصَلاية العَطَّار :

وزَوْراً تَرى في مِرْفَقَيه تَجانُفاً

نَبِيلاً كَدوْكِ الصَّيْدَنانيِّ دَامِكاً (٨)

__________________

(١) اللسان والتكملة ، وفي اللسان : لما توقّل.

(٢) على هامش القاموس : في المصباح : الصندل فنعل شجر معروف ، والصندلة كلمة أعجمية ، وهي شبه الخف ، ويكون في نعله مسامير ، وتصرف الناس فيه فقالوا : تصندل إذا لبس الصندلة ، كما قالوا : تمسّك إذا لبس المَسَكَ والجمع : صنادل اه».

(٣) أراجيزه ١٨٢ وقبله فيها :

كأن تحتي صخباً جنادلاً

(٤) الجمهرة ٢ / ٧٤.

(٥) اللسان والصحاح «صندل».

(٦) الجمهرة ٢ / ٧٤ والتكملة «صدل».

(٧) الكتاب ١ / ٢٨٩ والتكملة «صدل» واللسان «صدل» برواية : «بنعف الصيدلين».

(٨) ديوانه ط بيروت ص ١٣١ برواية : نبيلاً كبيت الصيدلاني دامكا والمثبت كرواية اللسان.

١٤

ويُرْوى : الصَّيْدَلانيِّ ، وقد ذُكِرَ في د م ك.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

صَنْدلُ : قَرْيَةٌ من أَعْمالِ الغربية ، أَو هي بالسِّيْن.

[صنطل] : المُصَنْطِلُ بكسرِ الطاءِ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ.

وفي اللّسَانِ : هو الذي يَمْشِي ويُطَأْطِى‌ءُ رأَسَه ، زَادَ غيرُه : من سكْرٍ أَو غيرِه.

[صول] : صَالَ على قِرْنِه يَصُولُ عليه صَوْلاً وصِيالاً ، ككِتاب ، وصُؤُولاً ، كقُعُودٍ ، وصَوَلاناً ، محرَّكةً ، وصالاً ومَصالَةً : سَطَا وحَمَل عليه ، قالَ :

ولم يَخْشَوْا مَصالَتَهُ عليهم

وتَحْتَ الرَّغْوَةِ اللَّبَنُ الصَّريحُ (١)

ويقالُ رُبَّ قَوْلٍ أَشَدّ من صَوْلٍ ، وقالَ عَمْرُو بنُ مَسْعُودِ بنِ عَبْدِ مراد :

فإِن تَغْمز مَفَاصِلَنا تَجِدْنا

غِلَاظَاً في أَنامل مَن يَصُولُ

وفي حدِيثِ الدّعاء : «بك أَصُولُ» أَي أَسْطُو وأَقْهَر.

ومن المجازِ : صَالَ فلانٌ على فلانٍ إِذا اسْتَطَالَ عليه وقَهَرَه.

وصَالَ الفَحْلُ على الإِبِلِ صَوْلاً ، فهو صَؤُولٌ : قاتَلَها وقدَّمَها.

وصَالَ العَيْرُ على العانِة : شَلَّها وحَمَلَ عليها يكْدمُها ويَرْمَحُها.

وصَالَ عليه صَوْلاً وصَوْلَةً : وَثَبَ ، والصَّوْلَةُ : الوَثْبَةُ.

وصِيل لهم كذا بالكسرِ ، أَي أُتِيحَ ، قالَ خُفافُ بنُ نُدْبَة :

فَصِيلَ لهُم قَرْمٌ كأَنَّ بكَفِّه

شِهاباً بدا في ظُلْمةِ اللَّيل يَلْمَعُ (٢)

والمِصْوَلُ ، كمِنْبَرٍ ، شي‌ءٌ يُنْقَعُ فيه الحَنْظَلُ لتَذْهَبَ مَرارَتُه ، عن أَبي زَيْدٍ. والمِصْوَلَةُ : بهاءٍ ، المِكْنَسَةُ التي يُكْنَسُ بها نواحِي البَيْدَرِ ، عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

والصِّيلَةُ ، بالكسرِ ، عُقْدَةُ العَذَبَةِ ، نَقَلَه الصاغانيُّ في ص ى ل.

وصَوْلُ ، بالفتح ، ة بصَعيدِ مَصْرَ الأَدْنَى شَرْقيَّ النِّيْل تُذْكَرُ مَعَ برنبل ، منها أَبُو عبدِ الله محمدُ بنُ جعفرٍ بنِ أَحْمدَ (٣) بنِ عليِّ بنِ فطر الأَنْصَارِيّ الصَّوْليُّ الفَقِيهُ المالِكِيُّ ، كانَ زاهِداً مُتَعفِّفاً كَتَبَ عنه الرَّشِيدُ العَطَّار في مُعْجَمِهِ ومَاتَ سَنَة ٦٣٨ كذا في التّبْصيرِ للحافِظِ ، قالَ : ولم يَذْكُر هذه التَّرْجَمة العَسْكَريُّ ، ولا الدَّارقطْنِيُّ ، ولا عبدُ الغَنِيِّ ولا ابنِ الدباغِ ، ولا السَّلَفيّ ، ولا ابنُ مَاكُولا ، ولا ابنُ نَقْطَة ، ولا ابنُ سُلَيْم ، ولا الصَّابونيّ ، ولا الفَرَضِيُّ ، ولا الذَّهَبيُّ ، ولا مغلطاي (٤) ، فسُبْحان الرَّزَّاق.

وصُولٌ ، بالضم ، رجُلٌ من الأَتْراك كان هو وأَخُوه فَيْروزُ مَلَكَيْ جُرْجَان تَمَجَّسَا وتَشَبَّها بالفُرْسِ ، وقالَ ابنُ الأَثيرِ : أُسْلَم صُولُ على يَدِ يَزِيد بنِ المُهَلَّبِ ولم يَزَلْ معه حتى قُتِلَ يَزِيدُ ، وإِليه يُنْسَبُ أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ يَحْيَى بنِ عبدِ الله بنِ العَبَّاسِ بنِ محمدِ بنِ صُولٍ الصُّولِيُّ نَدِيمُ الرَّاضِي باللهِ ، وكانَ دَيِّناً فاضِلاً وله تَصَانيفُ حَسَنةٌ مَشْهورَةٌ ، رَوَى عن أَبي دَاوُدَ والمُبَرِّد وثَعْلَب ، وعنه الدَّارقطْنِيُّ وابنُ حبويه ، مَاتَ بالبَصْرَةِ سَنَة ٣٣٦ ، وكذا ابنُ عَمِّه إِبراهيمُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عبدِ الله بنِ العَبَّاسِ.

وصُولٌ : ع ، قالَ حُنْدُج بنُ حُنْدُج المُرِّي :

في لَيلِ صُولٍ تَنَاهى العَرضُ والطُّولُ

كَأَنَّما لَيْلُه باللَّيل مَوْصولُ

لِساهِرٍ طالَ في صُولٍ تَمَلْمُلُه

كأَنَّه حَيَّة بالسَّوْط مَفْتولُ

ما أَقْدَرَ اللهُ أَن يُدْنى على شَحَطٍ

من دارُهُ الحَزْنُ ممن دارُه صُولُ(٥)

__________________

(١) اللسان بدون نسبة.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) التبصير ٣ / ٨٥٠ وبهامشه عن إحدى نسخه : أحمد.

(٤) الذين وردوا في التبصير : ابن ماكولا وابن نقطة وابن سليم والصابوني والفرضي والذهبي ومغلطاي فقط.

(٥) الأبيات في معجم البلدان «صول» من أبيات ، والأول والثاني في اللسان وفي معجم البلدان : «كأنما صبحه» بدل «ليله» وفي اللسان ومعجم البلدان : «مقتول» بدل «مفتول».

١٥

وتَكرَّرَ هذا الاسمُ في هذه القِطْعَةِ.

والتَّصْويلُ : إِخْراجُكَ الشَّي‌ءَ بالماءِ كإخْراجِ الحَصَاةِ من الرزِّ.

وأَيْضاً : كَنْسُ نَواحِي البَيْدرِ.

والتَّشْدِيدُ للمُبالَغَةِ ، ولو قالَ : كَسْح البَيْدرِ كانَ أَخْصَر ، ومنه قَوْلُهم : حِنْطَةٌ مُصَوَّلَةٌ وقد صَوَّلْناها.

ويقالُ : صُولَةٌ من حِنْطَةٍ ، بالضمِ ، وصُولٌ كسُورَةٍ وسُورٍ.

والجَرادُ يُصَوَّلُ في مَشْواهُ تَصْويلاً أَي يُساطُ ، كما في العُبَاب.

وصَاوَلَهُ مُصاوَلَةً وصِيالاً وصِيالَةً ، بكَسْرِهِما ، واثَبَهُ (١) ، ومنه الحدِيثُ : بك أُصَاوِلُ ، في رِوَايَةٍ.

وصَوْلَةُ ، كخَوْلَةَ ، اسمُ رجُلٍ.

* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

الصَّؤُولُ من الرِّجالِ : الذي يَضْربُ الناسَ وَيَتَطَاوَلُ عليهم.

قالَ الأَزْهَرِيُّ : الأَصْلُ فيه تَرْكُ الهَمْزِ وكأَنَّه هُمِزَ لانْضِمامِ الواوِ ، وقد هَمَزَ بعضُ القُرَّاءِ : وإِنْ تَلْؤُوا (٢) ، بالهَمْزِ ، (أَوْ تُعْرِضُوا) (٢) لانْضِمَامِ الواوِ.

والفَحْلان يَتَصَاوَلانِ أَي يَتَوَاثَبَانِ.

وقالَ اللَّيْثُ : جَمَلٌ صَؤُولٌ يَأْكلُ رَاعِيَه ويُواثِبُ الناسَ فيَأْكلُهم.

ويقالُ : أَصْوَلُ من جَمَلٍ.

وقالَ حَمْزةُ الأَصْبَهانيُّ في أَمْثالِه : صَالَ الجَمَلُ إذا عَضَّ ، وقد تَفَرَّدَ به حَمْزَةُ.

وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : المِصْوَلُ ، بالكسرِ ، ما يُكْسَحُ به السّنْيل من العِيْدَانِ والأَقْمِشَةِ ، يقالُ : صَالَ البرُّ صَولاً. وأَبُو نَصْرٍ إبْراهيمُ بنُ الحُسَيْن بنِ حاتِمٍ البَغْدادِيُّ يُعْرفُ بابنِ صَوْلَةَ ، بالفتحِ ، مُحدِّثٌ.

وصُولٌ ، بالضمِ ، مَدِينَةٌ في بِلادِ الخزر*.

وصوليان : بِلادُ سَوَاحِل بَحْرِ الهِنْدِ.

ولَقِيْته أَوَّل صَوْلَةٍ (٣) أَي أَوَّل وَهْلَةٍ ، كما في الأَسَاسِ.

وهو ذُو صَوْلَةٍ في المِزْوَدِ إذا كانَ يأْكُلُ الطَّعامَ ويَنْهَكُه ويُبالِغُ فيه.

[صهل] : الصَّهَلُ ، محرَّكةً ، حِدَّةُ الصَّوتِ مع بَحَح ، وليْسَ بالشَّديدِ ولكنَّه حَسَنٌ ، قالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وبه فَسَّرَ قَوْلَ أَمِّ مَعْبَد رَضِيَ الله تعالى عنها في صِفَتِه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، «في صَوْتِه صَهَلٌ».

كالصَّهْلِ بالفَتْحِ.

والصَّهْلُ ، بالفتحِ ، مِثْل الصَّحَلُ وهو البُحَّةُ في الصَّوْتِ.

وصَهَلَ الفَرَسُ ، كضَرَبَ ومَنَعَ ، صَهِيلاً ، فهو صَهَّالٌ ، كشَدَّادٍ ، صَوَّتَ.

والصَّهِيلُ والصُّهَالُ : كأَميرٍ وغُرابٍ ، صَوْتُه مِثْلُ النَّهِيقِ والنُّهَاقِ للحِمَارِ ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ.

وفي حدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ : «فجَعَلَنِي في أَهْل صَهِيلٍ وأَطِيْطٍ» ، تُريدُ أَنَّها كانَتْ في أَهْلِ قِلَّةٍ فَنَقَلَها إلى أَهْلِ كَثْرَةٍ وثَرْوَةٍ ، لأَنَّ أَهْلَ الخَيْلِ والإِبِلِ أَكْثَرُ من أَهْلِ الغَنَمِ.

ورَجُلٌ ذو صاهِلٍ : شديدُ الصِّيالِ والهياجِ ، كما في المُحْكَمِ.

قالَ اللَّيْثُ : والصاهِلُ : البَعيرُ الذي يَخْبِطُ بيَدِه ورِجْلِهِ ، زَادَ النَّضْرُ : ويَعَضُّ ولا يَرْغُو بواحدةٍ من عِزَّةِ نَفْسِه.

قالَ اللَّيْثُ : ولجَوْفِه دَوِيٌّ من عِزَّةِ نَفْسِه.

يقالُ : جَمَلٌ صاهِلٌ وذو صاهِلٍ ، وناقَةٌ ذاتُ صاهِلٍ وبها صَاهِلٌ ، قالَ :

وذو صاهِلٍ لا يَأْمَنُ الخَبْطَ قائدُه (٤)

__________________

(١) بعدها زيادة في القاموس نصها : «وتصاولا : تَوَاثَبا» وقد سقطت من نسخ الشارح.

(٢) سورة النساء الآية ١٣٤.

(*) بالأصل : الخرز ، وما أثبتاه عن ياقوت.

(٣) في الأساس : «صَوْل».

(٤) اللسان والتهذيب.

١٦

هكذا أَنْشَدَه أَبُو عَمْرٍو.

والصَّاهِلَةُ : الصَّهِيلُ ، وهو الصَّوْتُ ، مَصْدَرٌ على فاعِلَةِ ، ج الصَّواهِلُ ، كقَوْلِكَ : سَمِعْتُ رَوَاغِي الإِبِلِ ، جَمْعُ رَاغِيَة.

وجَعَلَ أَبُو زُبَيْدٍ الطَّائيُّ أَصْواتَ المَسَاحِي (١) صواهِلَ ، فقالَ :

لها صَواهِلُ في صُمِّ السَّلام كما

صاحَ القَسِيَّاتُ في أَيدِي الصَّيارِيف (٢)

وجَعَلَ تَمِيمُ بنُ أَبي بنِ مُقْبِلٍ أَصْواتَ الذِّبانِ في العُشْبِ صَواهِلَ ، كأَنَّه يُريدُ غُنَّةَ طَيَرَانِها فقالَ :

كأَنَّ صَواهِلَ ذِبَّانِه

قُبَيْلَ الصَّباحِ صَهِيلُ الحُصُن (٣)

وبَنُو صاهِلَةَ : حيٌّ من العَرَبِ ، عن ابنِ دُرَيْدٍ : قلْتُ : هو صاهِلَةُ بنُ كاهلِ بنِ الحَارِثِ بنِ تَمِيمِ بنِ سَعْدِ بن هذيلٍ أَخُو بَنِي مازِنِ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ تميمِ بنِ سَعْدِ بن هذيلٍ ، وإليه يَنْتَهِي نَسَبُ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَليِّ ، وكذا نَسَبُ عبدِ الله بنِ مَسْعُودِ بنِ شمخِ بنِ مَخْزومِ بنِ صاهِلَةَ الصَّحابيّ رَضِيَ الله تعالى عنه.

[صهطل] : الصَّهْطَلَةُ : أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.

وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : هو رَخاوَةُ الشَّي‌ءِ ، كما في العُبَابِ.

[صيل] : صَالَ يَصيلُ : أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.

وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : لُغَةٌ في يَصولُ بمَعْنَى يثِبُ.

قالَ : وصِيلَ له كذا ، بالكسرِ ، أَي قُيِّضَ وأُتِيحَ ، وقد سَبَقَ هذا له في «ص ول» ، وتقدَّمَ شاهِدُه من قَوْلِ خَفاف.

* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : الصِّيلَةُ ، بالكسرِ : عُقْدةُ العَذَبةِ ، ذَكَرَه المصنِّفُ في «ص ول» ، وهذا مَوْضِعُ ذِكْرِه.

وتَصَيَّل كَتَعَيَّش : بِئْرٌ ببِلادِ هذيل ، قالَ المُذَالُ بنُ المعترض :

ونَحْنُ مَنَعْنَا من تَصيل وأَهلها

مشاربَها من بعد ظم‌ء طويل (٤)

فصل الضاد

المعَجمةِ مع اللامِ

[ضأل] : الضَّئِيلُ ، كأَميرٍ : الصَّغيرُ الجِسْمِ الدَّقِيقُ الحَقيرُ ، وأَيْضاً النَّحيفُ ، كما في الصِّحاحِ ، كالمُضْطَئِلِّ فيهما أَي في الحَقَارَةِ والنَّحافَةِ ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :

رأَيْتُك يا ابن قُرْمَةَ حِيْن تَسْمو

مع القَرِمَيْن مُضْطَئِل المَقَامِ (٥)

وقالَ عُمَرُ للجِنِّيِّ : «إنِّي أَرَاكَ ضَئِيلاً شَخِيتاً».

وفي حدِيثِ الأَحْنفِ : «إنَّك لضَئيلٌ» ، أَي نَحيفٌ ضَعِيفٌ.

وقالَ اللّيْثُ : الضَّئِيلُ نَعْتُ الشي‌ءِ في ضَعْفِه وصِغَرِه ودِقَّتِه ، ج ضُؤَلاءُ ككُرَمَاءٍ ، وضِئالٌ ، بالكسرِ ، وضَئِيلُون ، والأُنْثَى ضَئِيلَةٌ ، قالَ الجعدِيُّ :

لا ضِئالٌ ولا عَواوِيرُ حَمَّا

لُون يَوْمَ الخِطابِ للأَثْقالِ (٦)

وقد ضَؤُلَ ، ككَرُمَ ضَآلَةً وتَضَاءَلَ ، قال أَبُو خِراشٍ :

وما بَعْدَ أَنْ قد هَدَّني الدَّهْرُ هَدَّةً

تَضالَ لها جِسْمي ورَقَّ لها عَظْمي (٧)

أَرَادَ تَضَاءَلَ فحذَفَ ، ورَوَى أَبُو عَمْرٍو : وتَضَاءَل لها بالإِدْغامِ.

__________________

(١) قوله : «المساحي و» مضروب عليه بنسخة المؤلف ، أفاده على هامش القاموس.

(٢) ديوانه ص ٢٨٩ واللسان والتكملة والتهذيب.

(٣) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٤) معجم البلدان «تصيل».

(٥) اللسان والتكملة بدون نسبة.

(٦) اللسان.

(٧) ديوان الهذليين ٢ / ١٥١ واللسان.

١٧

وضَاءَلَ شَخْصَهُ : صَغَّرَهُ وَحَقَّرَهُ كَيْلَا يَسْتَبِيْن ، قالَ زُهَيْرٌ :

فبَيْنا نَذُودُ الوَحْشَ جاء غُلامُنا

يَدِبُّ ويُخْفِي شَخْصَه ويُضَائِلُه (١)

وتضاءَلَ الرَّجُلُ : أَخْفَى شَخْصَهُ قاعِداً وتَصَاغَرَ ، ومنه الحدِيثُ : «إنَّ العَرْشَ على مَنْكِب إسْرافِيل وإِنَّه ليَتَضَاءَلُ من خَشْيَةِ الله حتى يَصيرَ مِثْلَ الوَصَعِ ، يُرِيدُ : يَتَصَاغَرُ ويَدِقُّ تَواضُعاً.

ويقالُ : هو عليه ضُؤْلانٌ ، بالضمِ ، أَي كَلٌّ.

والضُّؤْلَةُ ، بالضمِ ، كذا في النُّسخِ والصَّوابُ : كتؤدةٍ ، الضَّعيفُ النَّحيفُ الحَقيرُ.

والضَّئِيلَةُ ، كسَفِينَةٍ ، اللهاةُ ، عن ثَعْلَب.

وأَيْضاً : الحَيَّةُ الدَّقيقَةُ ، كما في الصِّحاحِ ، وفي المُحْكَمِ : حَيَّةٌ كأَنَّها أَفْعَى ، قالَ النَّابِغَةُ الذُّبيانيُّ :

فبِتُّ كأَنِّي سَاوَرَتْني ضَئِيلَةٌ

من الرُّقشِ في أَنيابِها السمُّ نَاقِعُ (٢)

* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

قالَ أَبُو زَيْدٍ : ضَؤُلَ الرجُلُ ، ككَرُمَ ، ضَآلَةً : صَغُرَ وفالَ رَأْيُه ، وهو مجازٌ.

ورجُلٌ مُتضائِلٌ : شَخْثٌ ، وقالَتْ زَيْنَبُ تَرْثي أَخَاهَا يَزِيد بن الطَّثَرِيَّة :

فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لا مُتضائِلٌ

ولا رَهِلٌ لَبَّانُه وبآدِلُهْ (٣)

نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

ونَسْجٌ مُتضائِلٌ : رَقِيقٌ ، قالَ مالِكُ بنُ نُوَيْرة :

نُعِدُّ الجِيادَ الحُوَّ والكُمْتَ كالقَنَا

وكُلَّ دِلاصٍ نَسْجُها مُتضائِلُ (٤)

وتَضَاءَلَ الشي‌ءُ إذا انْقَبَضَ وانْضَمَّ بعضُه إلى بعضٍ.

واسْتَعْمَل أَبُو حَنِيفَةَ التَّضاؤُل للبَقْلِ فقالَ : إنَّ الكُرُنْبَ إذا كانَ إلى جَنْبِ (٥) النَّخْلةِ تَضَاءَلَ منها وذَلَّ وساءَتْ حالُه.

وحسَبُه عليه ضُؤْلانٌ إذا عِيبَ به.

والضُّؤُولَةُ ، بالضمِ : الهُزَالُ والمَذَلَّةُ.

[ضأبل] : الضِئْبِلُ ، كزِئْبِرٍ وقد تُضَمُّ باؤُهُما ، ونَصَّ الجَوْهَرِيّ وربما ضَمّ الباءِ فيهما : الدَّاهِيَةُ ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للكُمَيْت :

ولم تَتَكَأَّدْهُمُ المُعْضِلات

ولا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ (٦)

قالَ ثَعْلَب : وليْسَ في الكَلامِ فِعلُلٌ غيرَهُما (٧) ، أَي بكسْرِ الفاءِ وضَمِّ اللامِ ، فإنْ كانَ هذا والزِّئْبِرُ مَسْمُوعَيْن بضمِّ الباءِ فهما من النوادِرِ.

وقالَ ابنُ كيسان : هذا إذا جَاءَ على هذا المِثَالِ شَهِد للهَمْزَةِ بأَنَّها زائِدَةٌ ، وإذا وَقَعَتْ حُروفُ الزِّيادَةِ في الكَلِمَةِ جَازَ أَنْ تَخْرُجَ عن بناءِ الأُصُولِ ، فلهذا ما جَاءَت هكذا كما في الصِّحاحِ والعُبَابِ.

وقالَ الأَزْهرِيُّ في الثلاثيِّ الصَّحيح ، قالَ : أَهْمَلَه اللّيْثُ ، قالَ : وفيه حَرْفٌ زائِدٌ ذَكَرَه أَبُو عُبَيْدٍ عن الأَصْمَعِيّ : جَاءَ فلانٌ بالضِّئْبِلِ والنِّئْطِل وهُما الداهِيَةُ ، قالَ الكُميْتُ :

أَلا يَفْزَعُ الأَقْوامُ ، ممَّا أَظَلَّهُم

ولَمَّا تَجِئْهم ذاتُ وَدْقَيْنِ ضِئْبِلُ؟

قالَ : وإنْ كانَتْ الهَمْزَةُ أَصْلِيّةً فالكَلِمَةُ رُباعِيَّة.

وقالَ ابنُ سِيْدَه : الضِّئْبِل ، بالكسرِ والهَمْزِ ، مِثْلُ الزِّئْبِر ، والضِّئْبِلُ : الداهِيَةُ ، حَكَى الأَخِيْرةَ ابنُ جنيِّ ، والأَكْثَرُ ما بَدَأْنا به بالكسرِ ، قالَ زِيَادُ المِلْقَطِيُّ :

تَلَمَّسُ أَنْ تُهْدِي لجارِكَ ضِئْبِلا

وتُلْقَى لَئِيماً لِلْوِعاءَيْن صامِلا (٨)

__________________

(١) ديوانه ط بيروت ص ٦٥ وصدره فيه : فبينا نبغي الصيد جاء غلامنا واللسان والأساس.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٨٠ والأساس.

(٣) تقدم في بأدل ، وانظر تعليقنا هناك.

(٤) اللسان.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : إلى جنب النخلة ، الذي في اللسان : إلى جنب الحبلة اه».

(٦) اللسان والصحاح.

(٧) على هامش القاموس : مما جاء على فعلل بالضم غيرهما ، صئبل بالمهملة ، كما في ص أل أفاده القرافي.

(٨) اللسان.

١٨

قالَ شيْخُنا : وقد سَبَقَ له في الصَّادِ المُهْمَلَةِ صِئْبِل للداهِيَةِ فهو ثالِثٌ.

قلْتُ : وقد تقدَّمَ هناك أَنَّها لُغَةُ بَنِي ضَبَّةَ ، والضادُ أَعْرَفُ كما في المُحْكَمِ.

وزَادَ ابنُ بَرِّي على هاتَيْن الكَلِمَتَيْن نِئْدُل ، قالَ : وهو الكابُوسُ.

قلْتُ : وقد تقدَّمَ للمصنِّفِ في زأبر ما نَصّه أَو لَحَن ، أَي ضَمّ بائِه ، وهنا عَدَّه من النَّظَائِر والأشْبَاه ففِيْه تأَمُّلٌّ.

[ضحل] : الضَّحْلُ : المَاءُ القَليلُ ، وهو الضَّحْضَاحُ ، كما في الصِّحاحِ.

وفي المُحْكَمِ : هو الماءُ الرَّقيقُ على وَجْهِ الأرْضِ لا عُمْقَ له.

قالَ شَيْخُنا : قَيَّده بعضُهم بأَنْ يَظْهرَ منه القَعْر.

وقيلَ : بل الضّحْضَاح أَعَمّ من الضّحْلِ لأنّه فيمَا قَلَّ أَو كَثُرَ.

وقيلَ : الضَّحْلُ الماءُ القَليلُ يكونُ في العَيْنِ والبِئْرِ والجُمَّةُ ونَحْوها.

وقيلَ : يكونُ في الغَدِيرِ ونَحْوِه ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لابنِ مُقْبِلٍ :

عَلاجيمُ لا ضَحلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ

والعُلجُومُ هنا : الماءُ الكَثيرُ.

وفي الحدِيثِ : في كتابِهِ لأُكَيْدرِ دَوْمَةَ : «ولنا الضَّاحِيَةُ من الضَّحْلِ» ، وهو الماءُ القَلِيلُ أَو القَرِيبُ المَكَانِ ، ويُرْوَى من البَعْل. ج أَضْحالٌ وضُحولٌ وضِحَالٌ ، بالكسْرِ.

قالَ الجَوْهَرِيُّ : ومنه أَتَانُ الضَّحْلِ لأَنَّه لا يَغْمُرُها به لقِلَّتِه.

وقالَ الأَزْهَرِيُّ : أَتَانُ الضَّحْلِ الصَّخْرَةُ بعضُها غَمَرَه الماءُ وبعضُها ظاهِرٌ ، وسَيَأْتي في «أ ت ن».

والمَضْحَلُ ، كمَقْعَدٍ : المَكانُ يَقِلُّ فيه الماءُ ، وبه يُشَبَّه السَّرابُ.

وفي المُحْكَمِ : المَضْحَلُ مَكانُ الضَّحْلِ ، قالَ العَجَّاجُ :

حَسِبْتُ يوماً غَيْر قَرٍّ شامِلا

يَنْسُج غُدْراناً على مَضاحِلا (١)

يَصِفُ السَّحابَ (٢) شَبَّهه بالغُدُرِ.

وضَحَلَ (٣) الماءُ : رَقَّ وقَلَّ.

وضَحَلَتِ الغُدُرُ : قَلَّ ماؤُها.

وقالَ شَمِرٌ : غَدِيرٌ ضاحِلٌ رَقَّ مَاؤُه فَذَهَبَ.

* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

يقالُ : إنَّ خَيْرَكَ لَضَحْلٌ أَي قَليلٌ. وما أَضْحَلَ خَيْرَكَ أَي ما أَقَلَّه.

[ضرزل] : الضِرزِلُ ، كزِبْرِجٍ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وقالَ أَبُو خَيْرَةَ : هو الرجُلُ الشَّحيحُ ، كما في اللِّسَانِ والعُبَابِ.

[ضعل] : الضَّاعِلُ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وقالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ : هو الجَمَلُ القَوِيُّ.

قالَ أَبُو العَبَّاسِ : ولم أَسْمَعْ هذا الحَرْفَ إلَّا له.

والضَّعَلُ ، محرَّكةً : دِقَّةُ البَدَنِ من تَقارُبِ النَّسَبِ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

[ضغل] : الضَّغِيلُ ، كأَميرٍ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وقالَ أَبُو عَمْرٍو : هو صَوْتُ فَمِ الحَجَّامِ إذا امْتَصَّ (٤) مِحْجَمَهُ ، وقد ضَغَلَ يَضْغَلُ ضَغِيلاً ، ونَقَلَه اللَّيْثُ أَيْضاً هكذا.

[ضكل] : الضَّكْلُ : الماءُ القَلِيلُ ، هكذا في سائِرِ النسخِ ، ولم أَجِدْه في أُصُولِ اللُّغَةِ التي بأَيْدِينا ، ولعلَّه تَحْريفُ الضَّحْلِ بالحاءِ فانْظُرْه.

والضَّيْكَلُ ، كهَيْكَلٍ : العَظيمُ الضَّخْمُ ، عن ثَعْلَب.

وفي الصِّحاحِ : هو العُرْيانُ من الفَقْرِ.

__________________

(١) اللسان والتكملة ونسبه لرؤية ، وهو في ديوانه ص ١٢١ يمدح سليمان بن علي ، والثاني في التهذيب ونسبه أيضاً لرؤية.

(٢) في اللسان : السراب.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «كمنع».

(٤) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «في».

١٩

وقالَ الأَزْهَرِيُّ في الرُّباعي : إذا جَاءَ الرجُلُ عُرْياناً فهو البُهْصُلُ والضَّيْكَل كالأَضْكَلِ.

وقيلَ : الضَّيْكَلُ الفَقيرُ ج ضَياكِلُ وضَياكِلَةُ ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ :

فأَمَّا آلُ ذَيَّالٍ فإنَّا

وَجَدْناهُمْ ضَياكِلَةً عَيَامَى (١)

[ضلل] : الضَّلالُ والضَّلالَةُ والضَّلُّ ، ويُضَمُّ ، والضَّلْضَلَةُ والأُضْلولَةُ ، بالضمِّ ، والضِّلَّةُ ، بالكسْرِ ، وهما مُفْردُ أَضالِيل في قَوْلَيْن ، والضَّلَلُ ، محرَّكةً : ضِدُّ الهُدَى والرَّشَاد.

وقالَ ابنُ الكَمالِ : الضّلالُ فَقْدُما يُوصلُ إلى المَطْلوبِ.

وقيلَ : سُلوكُ طَريقٍ لا يُوصِلُ إلى المَطْلوبِ.

وقالَ الرَّاغِبُ : هو العُدُولُ عن الطَّريقِ المُسْتَقيمِ ، وتضاده الهِدَايَةَ.

قالَ اللهُ تعالَى : (فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) (٢).

ويقالُ : الضَّلالُ لكلِّ عُدُولٍ عن الحقِّ عمداً كانَ أَو سهواً يَسِيراً كانَ أَو كَثيراً ، فإنَّ الطَّريقَ المُسْتَقيم الذي هو المُرْتَضى صَعْب جِدًّا ولهذا قالَ ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اسْتَقِيموا ولن تُحصُوا» ، ولذا صَحَّ أَنْ يُسْتَعْمل لَفْظُه فيمن (٣) يكونُ منه خَطَأٌ مَّا ، ولذلِكَ نُسِبَ إلى الأَنْبِياء وإلى الكُفَّارِ وإنْ كانَ بَيْن الضَّلالَيْن بَوْنٌ بَعِيدٌ ، أَلا تَرَى أَنَّه قالَ في النبيِّ ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) (٤) ، أَي غَيْر مُهْتدٍ لمَا سِيْقَ إليك من النبوَّةِ.

وقالَ تعالَى في يَعْقوب ، عليه‌السلام (إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) (٥) ، وقالَ أَوْلادُه : (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٦) ، إشارَةً إلى شَغَفِه بيوسُفَ وشَوْقِه إليه.

وقالَ عن موسى ، عليه‌السلام : (قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضّالِّينَ) (٧) ، تَنْبِيهاً أَنَّ ذلِكَ منه سَهْوٌ. قالَ : والضَّلالُ من وجْهٍ آخَر ضَرْبَان : ضَلالٌ في العُلومِ النَّظَريَّةِ كالضّلال في مَعْرفَةِ وحْدَانِيَّتِه تعالى ومَعَرفَةِ النُّبوَّةِ ونَحْوِهما المُشَارُ إليهما بقَوْلِه تعالَى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) إلى قَوْلِه : (فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) (٨).

وضَلالٌ في العُلومِ العَمَلِيَّةِ كمعْرِفَةِ الأَحْكامِ الشَّرْعيَّةِ التي هي العِبَادَات.

ضلِلْتَ كزَلَلْتَ تَضِلُّ وتَزِلُّ أَي بفَتْحِ العَيْن في المَاضِي وكَسْرِها في المُضَارِعِ ، وهذه هي اللُّغَةُ الفَصِيحةُ ، وهي لُغَةُ نَجْدٍ.

وضَلِلْتُ تَضَلُّ مِثْلُ مَلِلْتُ تَمَلُّ أَي بكَسْرِ العَيْن في المَاضِي وفَتْحِها في المضَارِعِ وهي لُغَة الحجازِ والعَالِيةِ.

ورَوَى كراعٌ عن بنِي تَميمٍ كَسْرَ الضَّادِ في الأَخِيرَةِ أَيْضاً.

قالَ اللّحْيانيُّ : وبهما قُرِى‌ءَ قَوْلُه تعالَى : (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) (٩) ، الأَخِيرَةُ قِرَاءَة أَبي حَيْوَة ، وقَرَأَ يَحْيَى بنُ وَثَّاب : إِضَلُّ ، بكَسْرِ (١٠) الهَمْزَةِ وفَتْحِ الضَّادِ ، وهي لُغَةُ تَميمٍ.

قالَ ابنُ سِيْدَه : وكان يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ يقْرَأُ كلَّ شي‌ءٍ في القُرْآنِ ضَلِلْت وضَلِلْنا بكَسْرِ اللَّامِ ، ورَجُلٌ ضَالٌّ تالٌّ.

وأَمَّا قِرَاءَةُ من قَرَأَ ولا الضَّأَلِّينَ بهَمْزِ الأَلفِ ، فإِنَّه كَرِهَ الْتِقَاءَ السَّاكِنَيْن الأَلِف واللامِ فحرَّكَ الأَلِفَ لالْتِقَائِهما فانْقَلَبَت هَمْزَة ، لأَنَّ الأَلفَ حَرْفٌ ضَعِيفٌ وَاسِعُ المَخْرَجِ لا يَتَحَمَّل الحَرَكَة ، فإذا اضْطُرُّوا إلى تَحْرِيكِه قَلَبُوه إلى أَقْربِ الحُرُوفِ إليه وهو الهَمْزَةُ ، قالَ : وعلى ذلِكَ ما حَكَاه أَبُو زَيْدٍ من قَوْلِهم شَأَبَّة ومَأْدَّة.

قلْتُ : وهي قِرَاءَةُ أَيُّوب السِّختياني ، وقد بَسطَه ابنُ جنّي في المحتسبِ وذَكَرَ تَوْجِيه هذه القِرَاءَة فانْظُرْه.

والضَّلولُ : الضَّالُّ ، قالَ :

__________________

(١) اللسان والصحاح.

(٢) سورة يونس الآية ١٠٨.

(٣) في المفردات : «ممن».

(٤) سورة الضحى الآية ٧.

(٥) سورة يوسف الآية ٩٥.

(٦) سورة يوسف الآية ٨.

(٧) سورة الشعراء الآية ٢٠.

(٨) النساء الآية ١٣٦.

(٩) سورة سبأ الآية ٥٠.

(١٠) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : بكسر الهمزة وفتح الضاد وهي لغة تميم ، هكذا في خطه ، وتأمل اه».

٢٠