تاج العروس - ج ١٢

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي

تاج العروس - ج ١٢

المؤلف:

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي


المحقق: علي شيري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٤٥

١
٢

بَابْ الغَينَ

في اللِّسَانِ : الغَيْنُ : مِنَ الحُرُوفِ الحَلْقِيَّةِ ، وأَيْضاً مِنَ الحُرُوفِ المَجْهُورَةِ ، وهِيَ وَالخاءُ في حَيِّزٍ واحِدٍ.

قال شَيْخُنَا : أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَيْنِ : من الخاءِ المُعْجَمَةِ في قَوْلِهِمْ : غَطَرَ بيَدِه يَغْطِرُ ، بمَعْنَى خَطَرَ يَخْطِرُ. حَكَاهُ ابنُ جِنِّي وَجَمَاعَةٌ ، ومِنَ العَيْنِ المُهْمَلَةِ في قَوْلِهِم : لغَنَّ في لَعَنَّ ، قالَهُ ابنُ أُمِّ قاسِمٍ ، وغَيْرُه.

فصل الهمزة

مع الغين

[أبغ] : عَيْنُ أُبَاغَ ، كسَحَابٍ ، ويُثَلَّثُ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ مِنْهَا عَلَى الضَّمِّ فَقَط ، وهُوَ الأَشْهَرُ (١) ، وهو قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، وَالفَتْحُ عَن الأَصْمَعِيِّ ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ حَسّانَ :

هُنَّ أَسْلابُ يَوْمَ عَيْنِ أَباغٍ

مِنْ رِجَالٍ سُقُوا بسُمٍّ ذُعافِ

هكَذا رَواهُ بالفَتْحِ (٢) ، وقالَتْ ابنَةُ فَرْوَةَ بنِ مَسْعُودٍ تَرْثِي أَباهَا ، وكانَ قُتِلَ بعَيْنِ أُباغ :

بعَيْنِ أُباغَ قَاسمْنا المَنَايَا

فكانَ قَسِيمُها خَيْرَ القَسِيمِ (٣)

هكَذا رُوِيَ بالضَّمِّ ، كَذا وُجِدَ بخَطِّ أَبِي الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ ، وأَمّا الكَسْرُ فلَم أَجِدْ لَهُ سَمَاعاً وَلا شاهدًا ، إلّا أنَّ الصّاغَانِيَّ قَدْ ذَكَرَ فِيهِ التَّثْلِيثَ : ع بالشّامِ ، أو بَيْنَ الكُوفَةِ وَالرَّقَّةِ وقَالَ أَبُو الفَتْحِ التَّمِيمِيُّ : عَيْنُ أَباغ ، لَيْسَتْ بعَيْنِ ماءٍ ، وإِنّمَا هُوَ وادٍ وَراءَ الأَنْبَارِ ، عَلَى طَرِيقِ الفُرَاتِ إلى الشّامِ.

وَقالَ الرِّيَاشِيُّ هِيَ اسْمُ بَغْدَادَ وَالرَّقَّةِ جَمِيعاً ، وَقالَ أَبو الفَتْحِ التَّمِيمِيُّ النَّسَّابُ : كانَتْ مَنَازِلُ إِيادِ بنِ نِزَارٍ بعَيْن أَباغ ، وأَباغُ : رَجُلٌ مِنَ العَمَالِقَةِ نَزَلَ ذلِكَ الماءَ ، فنُسِبَ إِلَيْهِ ، قال ياقُوت : وقِيلَ في قَوْلِ أَبِي نُواس :

فَما نَجِدَتْ بالماءِ حَتَّى رَأَيْتُها

مَعَ الشَّمْسِ في عَيْنَيْ أَباغَ تَغُورُ

حُكَي أَنَّه قالَ : جَهِدْتُ عَلَى أَنْ يَقَعَ في الشِّعْرِ عَيْنُ أَباغَ ، فامْتَنَعَتْ عَلَيَّ ، فَقُلْت : عَيْنَيْ أَباغَ ؛ ليَسْتَوِيَ الشِّعْرُ ، قال : وكانَ عِنْدَها في الجاهِلِيَّةِ يَوْمٌ لَهُمْ بَيْنَ مُلُوكِ غَسّانَ وَمُلُوكِ الحِيرَةِ ، قُتِلَ فِيهِ المُنْذِرُ بنِ المُنْذِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ اللَّخْمِيُّ ، وقَدْ أَسْقَطَ النّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ الهَمْزَةَ مِنْ أَوَّلِهِ ، فقَالَ يَمْدَحُ آلَ غَسّانَ :

يَوْمَا حَليمَةَ كانَا مِنْ قَدِيمِهِمُ

وَعَيْنُ باغَ فكانَ الأَمْرُ ما ائْتَمَرا

يَا قَوْمِ إِنّ ابْنَ هِنْدٍ غَيْرُ تارِكِكُمْ

فَلا تَكُونُوا لأَدْنَى وَقْفَةٍ جَزَرَا(٤)

[أرغ] : أَرْغَيانُ ، كأَصْبَهَانَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وَصاحِبُ اللِّسَانِ ، وقالَ ياقُوت وَالصّاغَانِيُّ : ناحِيَةٌ بنَيْسَابُورَ ، وَضَبَطَهُ

__________________

(١) نص ياقوت على ضم أوله.

(٢) ومثله ضبط ياقوت.

(٣) قبله في اللسان :

وَقالوا : فارسا منكم قتلنا

فقلنا : الرمح يكلف بالكريم

قالتهما امرأة من بني شيبان ، كما في اللسان ، وقال ابن بري : الشعر لابنة المنذر تقوله بعد موته.

(٤) ديوانه ط دار الفكر ص ٢٤١ وَالضبط عنه ، وفيه «لأدنى وقعة» بدل «لأدنى وقفة». وضبطت جُزُرا بالقلم بضمتين عند ياقوت.

٣

ياقُوت بكَسْرِ الغَيْنِ ، وقالَ : يُقَالُ : إنَّها تَشْتَمِلُ عَلَى إحْدَى وَسَبْعِينَ قَرْيَةً ، قَصَبَتُهَا الراوَنير (١) ، يُنْسَبُ إِلَيْهَا جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ وَالأَدَبِ ، منهم الحاكِمُ أَبُو الفَتْحِ سَهْلُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ الأَرْغَيانِيُّ ، تُوُفِّيَ سنة ٤٩٩.

فصل الباء

مع الغين

[ببغ] : البَبْغَاءُ ، بفَتْحٍ فسُكُونٍ ، وقَد تُشَدَّدُ الباءُ الثّانِيَةُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ وَصاحِبُ اللِّسَانِ ، وقالَ الصّاغَانِيُّ : هُو طائِرٌ أَخْضَرُ مَعْرُوفٌ.

قال : وهُوَ أَيْضاً : لَقَبُ أَبِي الفَرَجِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ نَصْرٍ المَخْزُومِيِّ الشّاعِر ، لُقِّبَ لِلُثْغَةٍ (٢) ، أي : في لِسَانِه.

* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ :

ابنُ البَبْغِ ، بمُوحَّدَتَيْنِ ، الثانِيَةُ ساكِنَةٌ : صَدَقَةُ بنُ جَرْوَانَ المُقْرِى‌ءُ ، سَمِعَ أَبا الوَقْتِ ، وتُوفِّيَ سنة ٦١٦ ، هكذَا ضَبَطَهُ الحافِظُ.

[بثغ] : البَثَغُ بالمُثَلَّثَةِ ، مُحَرَّكَةً ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وَصاحِبُ اللِّسَانِ ، هُو : ظُهُورُ الدَّمِ في الجَسَدِ لُغَةٌ في البَثَعِ ، بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ ، كما في العُبَابِ (٣).

[بدغ] : بَدِغَ بالعَذِرَة ، كَفَرِحَ بَدَغًا : تَلَطَّخَ بِها ، وكَذَا بَدِغَ بالشَّرِّ : إذا تَلَطَّخَ بهِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، فهُوَ بَدِغٌ ، كَكَتِفٍ.

وقال أَبُو أُسَامَةَ جُنَادَةُ بنُ مُحَمَّدٍ الأزْدِيُّ : البَدْغُ بالفَتْحِ : كَسرُ الجَوْزِ وَاللَّوْزِ.

ووالبِدْغُ ، بالكَسْرِ : الخَارِى‌ءُ في ثِيابِه ، وقَدْ بَدُغَ ، ككَرُمَ بَدَاغَةً ، فهو بِدْغٌ ، مثل : ذَمِرَ ذَمَارَةٌ فهُو ذِمْرٌ.

قال ابنُ فارِسٍ : الباءُ وَالدّالُ وَالغَيْنُ لَيْسَتْ فيهِ كَلِمَةٌ أَصْلِيَّةٌ ؛ لأَنَّ الدَّالَ في أَحَدِ أُصُولِهَا مُبْدَلَةٌ مِن طاءٍ ، وهُوَ قَوْلُهُم : بَدِغَ الرَّجُلُ : إِذَا تَلَطَّخَ بالشَّرِّ ، فَهُوَ بَدِغٌ ، وهذا إِنَّمَا هُوَ في الأَصْلِ طاءٌ.

قال : وبَقِيَتْ كَلِمَتَانِ مَشْكُوكٌ فِيهِمَا : إِحْدَاهُمَا قَوْلُهُم : البَدَغُ بالتَّحْرِيكِ : التَّزَحُّفُ بالاسْتِ عَلَى الأرْضِ. قلتُ : وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْثِ ، وأَنْشَدَ قَوْلَ رُؤْبَةَ :

لَوْ لَا دَبُوقاءُ اسْتِه لَم يَبْدَغِ (٤)

وَيُرْوَى : «لَم يَبْطَغِ» ودَبُوقاؤُه : ما قَذَفَ بهِ مِنْ جَوْفِه.

قال ابنُ فارِسٍ : والأُخْرَى قَوْلُهُم : هُمْ بَدِغُونَ ، بكَسْرِ الدّالِ أي : سِمَانٌ حَسَنُو الأَحْوَالِ وفي بعضِ النُّسَخِ حَسَنَةُ الأَحْوَالِ ، قال ابنُ فارِسٍ : وَالله أَعْلَمُ بِصِحَّةِ ذلِكَ.

قلتُ : وفي العُبَابِ : حَسَنَةُ الألْوَانِ (٥) ، بَدَل الأَحوَالِ.

والأَبْدَغُ : ع قال ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسِبَهُ هكَذَا ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عنه بالدّالِ المُهْمَلَةِ ، وفي المُعْجَمِ لِيَاقُوت بالذّالِ المُعْجَمَةِ ، ونَسَبَهُ إلى ابْنِ دُرَيْدٍ ، فتَأَمَّلْ.

والبَدِغُ كَكَتِفٍ : لَقَبُ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ المِنْقَرِيِّ رضي‌الله‌عنه ، كانَ يُدْعَى بهِ في الجَاهِلِيَّةِ لأَنَّهُ عذرَ عَذرة هكَذَا ضَبَطَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ ، وزَعَمَه ، قال الصّاغَانِيُّ : وفي نُسَخِ الجَمْهَرَةِ المُصَحَّحَةِ المَقْرُوءَةِ : البِدْغُ بكَسْرِ البَاءِ وَسُكُونِ الدّالِ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

أَبْدَغَ زَيْدٌ عَمْرًا ، وأَبْطَغَهُ : إذا أَعانَهُ عَلَى حِمْلِه ليَنْهَضَ بهِ.

وَالبِدْغُ بالكَسْرِ : مَنْ به أُبْنَةٌ ، قِيلَ : وبهِ لُقِّبَ قَيْسٌ المَذْكُور ، وفيه يَقُولُ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَة :

تَرعى ابنَ زُبَيْرٍ (٦) خَلْفَ قَيْسٍ كأَنَّهُ

حِمارٌ وَدعى خَلْفَ اسْتِ آخَرَ قائِمِ

وَالبِدْغُ ، بالكَسْرِ : التّارُّ السَّمِينُ ، قالَهُ ابنُ بَرِّيّ.

* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ :

[بذغ] : بذغ ، بالذّالِ المُعْجَمَةِ ، نَقَلَ ياقُوت عن ابْنِ

__________________

(١) عن معجم البلدان «أرغيان» وبالأصل «الرادنيز» وبهامش المطبوعة المصرية : «... الذي في نسخة ياقوت التي رأيتها : قصبتها الرواتين اه».

(٢) في القاموس : للُثْغَتِه.

(٣) ومثله في التكملة.

(٤) قبله في اللسان :

وَالملغ يلكى بالكلامِ الأملغِ

(٥) ومثله في التكملة.

(٦) في اللسان : ابن وُهَير.

٤

دُرِيدٍ : أَحْسِبُ أنَّ الأَبْذَغَ مَوْضِعٌ ، وذَكَرَهُ المُصَنِّفُ في «بدغ» تَقْلِيدًا للصّاغانِيِّ.

[برزغ] : البُرْزُغُ ، كقُنْفُذٍ : نَشَاطُ الشَّبَابِ ، نَقَلَه اللَّيْثُ ، وَأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ :

هَيْهَاتَ رَيْعانُ الشَّبَابِ البُرْزُغِ

قال الصّاغَانِيُّ ، وابنُ بَرِّيٍّ : والرِّوَايَةُ :

بَعْدَ أَفانِينِ الشَّبَابِ البُرْزُغِ

وقال غَيْرُه : البُرْزُغُ : الشّابُّ المُمْتَلِى‌ءُ التّامُّ التّارُّ كالبُرْزُوغِ ، كعُصْفُورٍ ، وقِرْطاسٍ وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدَةَ لرَجُلٍ مِنْ بَنِي سَعْدٍ جاهِلِيٍّ :

حَسْبُكِ بَعْضُ القَوْلِ لا تَمَدَّهِي

غَرَّكِ بِرْزاغُ الشَّبَابِ المُزْدَهِي

قَوْلُه : «لا تَمَدَّهِي» يُريدُ : «لا تَمَدَّحِي» كَذا في الصِّحاحِ.

[برغ] : البَرْغُ ، بالفَتْحِ ، أَهمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ : هُو اللُّعَابُ ، لُغَةٌ في المَرْغِ.

وقال ابْنُ الأَعْرَابِيِّ : بَرِغَ الرَّجُلُ ، كَفَرِحَ : إذا تَنَعَّمَ ، كَأَنَّهُ مَقْلُوبُ رَبَغَ ، قالَهُ الأَزْهَريُّ.

[بزغ] : بَزَغَت الشَّمْسُ ، بَزْغًا ، وبُزُوغًا : بَدَا مِنْهَا طُلُوعٌ ، أو شَرَقَتْ ، وَكَذلِكَ القَمَرُ ، قال اللهُ تَعَالَى : (فَلَمّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً) (١).

أَو البُزُوغُ : ابْتِداءُ الطُّلُوعِ ، وَهذا هُوَ الأَصْلُ ، نَقَلَهُ الزَّجّاجُ.

ومنه : بَزَغَ نابُ البَعِيرِ أي : طَلَعَ ومِنْهُ أُخِذَ بُزُوغُ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ ، وهُوَ طُلُوعُه مُنْتَشِرَ الضَّوْءِ ، كما حَقَّقَهُ الرّاغِبُ ، وفي الأَساسِ : بَزَعَ النّابُ : إذا شَقَّ اللَّحْمَ فَخَرَجَ ، ومِنْهُ : بَزَغَتِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ ، ونُجُومٌ بوازِغُ ، كأَنَّهَا تَشُقُّ بِنُورِهَا الظُّلْمَةَ شَقًّا.

وبَزَغَ الحاجِمُ وَالبَيْطَارُ الدَّابَّةَ بَزْغًا : شَرَطَ (٢) وشَقَّ أَشْعَرَها بمِبْزَغِهِ. والمِبْزَغُ كمِنْبَرٍ : المِشْرَطُ قال الأَخْطَلُ :

يُساقِطُها تَتْرى بكُلِّ خَمِيلَةٍ

كبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ (٣)

وَنَسَبَهُ الجَوْهَرِيُّ للأَعْشَى ، ولَيْسَ لهُ ، وقِيلَ : هُوَ للطِّرِمّاحِ ، كما في التَّكْمِلَة.

وقال ابنُ دُرَيْدٍ : بَزِيغٌ ، كأَمِيرٍ : فَرَسٌ مَعْرُوفٌ.

وبَزِيغُ بِنُ خالِدٍ : صالِحٌ قُتِلَ في فِتْنَةِ الأَشْعَثِ ، كَذَا في النُّسَخِ وَالصوابُ «ابنُ الأَشْعَثِ» كما هو نَصُّ الحافِظِ في التَّبْصِيرِ ، وقالَ رَوَى عَنْهُ مُغِيرَةُ.

وبَيْزَغُ كحَيْدَرٍ : ة ، بالعِرَاقِ من أَعْمَالِ دَيْرِ عاقُول ، بَيْنَه وَبَيْنَ جَبُّل (٤).

وابْتَزَغَ الرَّبِيعُ : جاءَ أَوَّلُه.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

بَزَّغَ البَيْطَارُ الدّابَّةَ تَبْزِيغاً ، كَبَزَغَ ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ.

وَقالَ أَبو عَدْنَانَ : التَّبْزِيغُ وَالتَّغْزِيبُ واحِدٌ ، وهُوَ الوَخْزُ الخَفيُّ الَّذِي لا يَبْلُغُ العَصَبَ.

وَبَزَغَ لا يَبْلُغُ العَصَبَ.

وَبَزَغَ دَمَه : أَسالَهُ.

وَقالَ الفَرّاءُ : يُقَال لِلْبَرْكِ (٥) : مِبْزَغَةُ وَمِيزَغَةٌ.

وَبازُوغاءُ : قَرْيَةٌ ببَغْدَادَ.

[بستغ] : بَسْتِيغُ ، بالفَتْحِ وسُكُونِ السِّينِ المُهْمَلَةِ وَكَسْرِ المُثَنّاةِ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وَصاحِبُ اللِّسَانِ ، وقالَ الصّاغَانِيُّ وَابْنُ السَّمْعَانِيِّ : هي : ة ، بنَيْسابُورَ ، مِنْهَا المُحَدِّثانِ : أَبُو سَعْدٍ شَبِيبٌ ، وأَخُوه عَلِيُّ ابْنَا أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ خُشْنَامَ البَسْتِيغِيّانِ ، وَوَقَع في كُتُبِ الأَنْسَابِ في اسْمِ جَدِّهِما هِشَامٌ ، وهُوَ تَصْحِيفٌ من النَّسّاخِ ، رَوَى شَبِيبٌ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الإسْفَرايِينِيّ ، وأَخُوه عَلِيُّ عنِ ابْنِ مَحْمَشٍ

__________________

(١) سورة الأنعام الآية ٧٧.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : «شرطا» وفي المفردات : بزغ البيطار الدابة : أسال دمها.

(٣) البيت في اللسان وَعجزه في التهذيب منسوبا فيهما للطرماح وَهو في ديوانه ص ١٧٢ وَنسبه الجوهري للأعشى خطأ.

(٤) عن معجم البلدان «بيزغ» وبالأصل «دجيل».

(٥) ضبطت عن اللسان وَضبطت في التهذيب بكسر الباء وَفتح الراء ، وَكلاهما ضبط حركات.

٥

الزِّيادِيّ (١) ، قال الحافِظُ : وذَكَر ابنُ السَّمْعَانِيّ : أنَّ أَحْمَدَ المَذْكُورَ كانَ كَرَامِيًّا ، والله أَعْلَمُ.

[بشغ] : البَشْغُ بالشِّينِ المُعْجَمَةِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وَصاحِبُ اللِّسَانِ ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : هو المَطَرُ الضَّعِيفُ كالبَغْشِ.

ويُقَالُ : بُشِغَتِ الأَرْضُ ، بالضَّمِّ أي : بُغِشَتْ ، فهِيَ مَبْشُوغَةٌ وَمَبْغُوشَةٌ.

وأَصابَتْنَا بَشْغَةٌ مِنَ المَطَرِ ، وبَغْشَةٌ مِنْهُ ، بمَعْنًى.

وأَبْشَغَ الله الأَرْضَ وأَبْغَشَها بمَعْنًى.

[بطغ] : بَطِغَ بالعَذِرَةِ ، كَبدِغَ ، زِنَةً وَمَعْنًى نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وهو قولُ ابنِ السِّكِّيتِ وَأَبِي عُبَيْدٍ ، ورُوِيَ قَوْلُ رُؤْبَةَ :

لَوْ لَا دَبُوقاءُ اسْتِهِ لَم يَبْطَغِ

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

بَطِغَ بالأَرْضِ ، كفَرِحَ : إذا تَمَسَّحَ بِهَا ، كما في الصِّحاح زادَ غَيْرُه : وتَزَحَّفَ.

وَقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : أَبْطَغَ زَيْدٌ عَمْرًا : أَعَانَهُ عَلَى حِمْلِه ليَنْهَضَ به ، وكذلِكَ أَزْقَنَهُ ، وأَبْدَغَهُ.

[بغغ] : البُغْبُغُ ، كقُنْفُذ : البِئْرُ القَرِيبَةُ الرِّشَاءِ ، عن ابُنِ الأَعْرَابيِّ.

ويُقَالُ : البُغَيْبِغُ لِمُصَغَّرِهِ عَنْهُ أَيْضاً ، قال الشّاعِرُ :

يا رُبَّ ماءٍ لك بالأَجْبالِ

أَجْبالِ سَلْمَى الشُّمَّخِ الطِّوالِ

بُغَيْبِغٍ يُنْزَعُ بالعِقالِ

يعني أَنَّهُ يُنْزَعَ بالعِقالِ لِقِصَرِ (٢) الماءِ ؛ لأَنَّ العِقَالَ قَصِيرٌ ، وَقالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيُّ :

فَصَبَّحَتْ بُغَيْبِغاً تُعَادِيهْ

ذَا عَرْمَضٍ يَخْضَرُّ كَفُّ عافِيهْ

وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ :

قَدْ وَرَدَتْ بُغَيْبِغاً لا تُنْزَفُ

كأَنَّ مِنْ أَثْباجِ بَحْرٍ تَغْرِفُ

والبُغَيْبغُ : تَيْسُ الظِّبَاءِ السَّمِينُ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.

والبُغَيْبِغَةُ بهاءٍ : ضَيْعَةٌ بالمَدِينَةِ ، عَلَى ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسّلام ، كانَتْ لِآلِ جَعْفَرٍ ذِي الجَنَاحَيْن ، رضي‌الله‌عنه ، قالَهُ الخَلِيلُ.

و* عَيْنٌ غَزِيرَة الماءِ ، كَثِيرَةُ النَّخْلِ ، لآلِ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ وَالأَزْهَرِيُّ.

ويُقَالُ : عَدَا طَلَقًا بُغَيْبِغاً : إذا كانَ لا يُبْعِدُ فِيهِ ، عنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.

وقال أَبُو عَمْرٍو : بَغَّ الدَّمُ : إذا هَاجَ.

وقال أَبُو عُمَرَ الزّاهِدُ : البُغُّ ، بالضَّمِّ : الجَمَلُ الصَّغِيرُ ، وهِيَ بهاءٍ.

وقال اللَّيْثُ : البَغْبَغَةُ : حكايَةُ ضَرْبٍ مِنَ الهَدِيرِ وفي اللِّسَانِ : حِكايَةُ بَعْضِ الهَدِيرِ.

وقال ابنُ عَبّادٍ : البَغْبَغَةُ : الغَطِيطُ في النَّوْمِ.

قال : والبَغْبَغَةُ أَيْضا : الدَّوْسُ وَالوَطْءُ ، يُقَالُ : بَغْبَغَهُمُ الجَيْشُ ، أيْ : داسَهُم وَوَطِئَهُمْ.

قال : والمُبَغْبِغُ : المُخَلِّطُ.

وقال ابْنُ بَرِّيٍّ : المُبَغْبِغُ : السَّرِيعُ العَجِلُ.

وقَرَبٌ مُبَغْبَغٌ على صِيغَةِ المَفْعُولِ ، وتُكْسَرُ الباءُ الثّانِيَةُ ، أي : قَرِيبٌ ، عن أَبي حاتِم ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ يَصِفُ حِمَارًا :

يَشْتَقُّ بَعْدَ القَرَبِ المُبَغْبَغِ

أي : يُبَغْبِغُ ساعَةً ثُمَّ يَشْتَقُّ أُخْرَى.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ :

البَغْبَاغُ ، بالفَتْحِ : حِكَايَةُ بَعْضِ الهَدِيرِ ، قال رُؤْبَةُ :

بِرَجْسِ بَغْبَاغِ الهَدِيرِ البَهْبَهِ (٣)

__________________

(١) في معجم البلدان «بستيغ» : عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محسن الزيادي.

(٢) في التهذيب ١٦ / ١١٣ لقرب رشائه.

(*) بالقاموس : «أو» بدل «و».

(٣) ويروى : «بعباع الهدير» ويروى «بهباه الهدير» انظر اللسان «بهنه» وَالتهذيب «به».

٦

وقال الصّاغَانِيُّ : الرِّوَايَةُ «بَخْبَاخِ الهَدِيرِ» بالخَاءِ لا غَيْرُ.

وَمَشْرَبٌ بُغَيْبِغٌ : كَثِيرُ الماءِ.

وَالبَغْبَغَةُ : شُرْبُ الماءِ.

[بلغ] : بَلَغَ المَكَانَ ، بُلُوغًا ، بالضَّمِّ : وَصَلَ إِلَيْهِ وَانْتَهَى ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى : (لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) (١).

أَو بَلَغَه : شارَفَ عَلَيْهِ ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى : (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ) (٢).

أي : قارَبْنَهُ ، وقالَ أَبُو القاسِمِ في المُفْرَداتِ : البُلُوغُ وَالإِبْلاغُ (٣) : الانْتِهَاءُ إلى أَقْصَى المَقْصِدِ وَالمنْتَهَى ، مَكَانًا كان ، أو زَمانًا ، أو أَمْرًا مِنَ الأُمُورِ المُقَدَّرَةِ. ورُبَّمَا يُعَبَّرُ بهِ عن المُشَارَفَةِ عليهِ ، وإِن لَم يُنْتَهَ إِلَيْهِ ، فمِنَ الانْتِهَاءِ : (حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) (٤) و (ما هُمْ بِبالِغِيهِ) (٥) و (فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) (٦) و (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ) (٧) و (أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ) (٨) أي مُنْتَهِيَةٌ في التَّوْكِيدِ ، وأَمّا قوله : (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) (٩) فلِلْمُشارَفَةِ ؛ فإِنّهَا إذا انْتَهَتْ إلى أَقْصَى الأَجَلِ لا يَصِحُّ للزَّوْجِ مُرَاجَعَتُهَا وَإِمْسَاكُها.

وبَلَغَ الغُلامُ : أَدْرَكَ ، وَبَلَغَ في الجَوْدَةِ مَبْلَغاً ، كما في العُبَابِ ، وفي المُحْكَمِ : أي احْتَلَمَ ، كأَنَّهُ بَلَغَ وَقْتَ الكِتابِ عَلَيْهِ وَالتَّكْلِيفِ ، وكَذلِكَ : بَلَغَتِ الجارِيَةُ ، وفي التَّهْذِيبِ : بَلَغَ الصَّبِيُّ ، والجارِيَةُ : إذا أَدْرَكَا ، وهُمَا بالِغَانِ.

وثَنَاءٌ أَبْلَغُ : مُبَالِغٌ فِيهِ قال رُؤْبَةُ يَمْدَحُ المُسَبِّحَ بن الحَوَارِيِّ بنِ زِيَادِ بنِ عَمْرٍو العَتَكِيُّ :

بَلْ قُلْ لِعَبْدِ اللهِ بَلِّغْ وَابْلُغِ

مُسَبِّحاً حُسْنَ الثَّنآءِ الأَبْلَغِ

وشيىْ‌ءٌ بالِغٌ ، أي : جَيِّدٌ ، وقَدْ بَلَغ في الجَوْدَةِ مَبْلَغاً.

وقال الشّافِعِيُّ ـ رحمه‌الله ـ في كِتَابِ النِّكَاحِ : جارِيَةٌ بالِغٌ ، بغَيْرِ هاءٍ ، هكَذَا رَوَى الأَزْهَرِيُّ عَنْ عَبْدِ المَلِكِ عَنِ الرَّبِيعِ ، عَنْهُ ، قال الأَزْهَرِيُّ : والشّافِعِيُّ فَصِيحٌ [وقوله] (١٠) حُجَّةٌ في اللُّغَةِ ، قال : وسَمِعْتُ فُصَحاءَ العَرَبِ يَقُولُونَ : جارِيَةٌ بالِغٌ ، وهكذا قَوْلُهُمْ : امْرَأَةٌ عاشِقٌ ، وَلِحْيَةٌ ناصِلٌ ، قال : ولَوْ قال قائِلٌ : جارِيَةٌ بالِغَةٌ لمْ يَكُنْ خَطَأً ؛ لأَنَّهُ الأَصْلُ ، أي : مُدْرِكَةٌ وقَدْ بَلَغَتْ.

ويُقَال : بُلِغَ الرَّجُلُ ، كعُنِيَ : جُهِدَ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ :

إنَّ الضِّبابَ خَضَعَتْ رِقَابُها

للسَّيْفِ لَمّا بُلِغَتْ أَحْسَابُها

أي : مَجْهُودُهَا (١١) ، وأَحْسَابُها : شَجَاعَتُها وَقُوَّتُهَا وَمَنَاقِبُهَا.

والتَبْلِغَةُ : حَبْلٌ يُوصَلُ بهِ الرِّشَاءُ إلَى الكَرَبِ ، ومِنْهُ قَوْلُهم : وَصَلَ رِشَاءَهُ بتَبْلِغَةٍ ، قال الزَّمَخْشَرِيُّ : وهُوَ حَبْلٌ (١٢) يُوصَلُ بهِ حَتَّى يَبْلُغَ الماءَ. ج : تَبَالِغُ يُقَالُ : لا بُدَّ لأَرْشِيَتِكُمْ مِنْ تَبالِغَ.

وقال الفَرّاءُ : يُقَالُ : أَحْمَقُ بَلْغٌ ، بالفَتْحِ ، ويُكْسَرُ ، وَبَلْغَةٌ ، بالفَتْحِ ، أي : هُوَ مَعَ (١٣) حَماقَتِه يَبْلُغُ ما يُرِيدُ ، أَو المُرادُ : نِهَايَةٌ في الحُمْقِ ، بالِغٌ فِيهِ.

قال : ويُقَالُ : اللهُمَّ سَمْعٌ لا بَلْغٌ ، وسَمْعاً لا بَلْغاً ، ويُكْسَرانِ ، أي : نَسْمَعُ بهِ وَلا يَتِمُّ ، كمَا في العُبَابِ ، وفي اللسَانِ : وَلا يَبْلُغُنَا ، يُقَالُ ذلِكَ إذا سَمِعُوا أَمْرًا مُنْكَرًا ، أَو يَقُولُه مَنْ سَمِعَ خَبَرًا لا يُعْجِبُه ، قالَهُ الكِسَائِيُّ ، أَوْ للخَبَرِ يَبْلُغُ واحِدَهُمْ وَلا يُحَقِّقُونَهُ.

وأَمْرُ اللهِ بَلْغٌ بالفَتْحِ أي : بالِغٌ نافِذٌ ، يَبْلُغُ أَيْنَ أُرِيدَ بهِ ، قال الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ :

فَهَدَاهُمْ بالأَسْوَدَيْنِ وَأَمْرُ ال

لّهِ بَلْغٌ تَشْقَى بهِ الأشْقِيَاءُ

__________________

(١) سورة النحل الآية ٧.

(٢) سورة البقرة الآية ٢٣٤.

(٣) في المفردات المطبوع : البلوغ وَالبلاغ.

(٤) سورة الأحقاف الآية ١٥.

(٥) سورة غافر الآية ٥٦.

(٦) سورة الصافات الآية ١٠٢.

(٧) سورة غافر الآية ٣٦.

(٨) سورة القلم الآية ٣٩.

(٩) سورة الطلاق الآية ٢.

(١٠) زيادة عن التهذيب.

(١١) كذا بالأصل وَاللسان وبهامشه : «كذا بالأصل ، ولعلها : جهدت ليطابق بلغت».

(١٢) في الأساس : حُبيلٌ.

(١٣) في اللسان : من حماقته.

٧

وهو من قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ) (١).

وجَيْشٌ بَلْغٌ كَذلِكَ ، أي : بالِغٌ.

وقال الفَرّاءُ : رَجُلٌ بِلْغٌ مِلْغٌ ، بكَسْرِهِمَا : إِتْباعٌ ، أي خَبِيثٌ مُتَنَاهٍ في الخَباثَةِ.

والبَلْغُ بالفَتْحِ ، ويُكْسَرُ ، والبِلَغُ كعِنَبٍ ، والبَلاغَى مثل : سَكَارَى وَحُبَارَى ومِثْلُ الثّانِيَةِ : أَمْرٌ بِرَحٌ ، أي : مُبَرِّحٌ ، وَلَحْمٌ زِيَمٌ ، ومَكانٌ سِوًى ، ودِينٌ قِيَمٌ ، وهو : البَلِيغُ الفَصِيحُ الَّذِي يَبْلُغُ بِعِبَارَتِه كُنْهَ ضَمِيرِه ، وَنِهَايَةَ مُرَادِه ، وجَمعُ البَلِيغِ ، بُلَغاءَ ، وقَدْ بَلُغَ الرَّجُلُ كَكَرُمَ بَلاغَةً ، قال شَيْخُنا : وَأَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ تَقْصِيرًا ، أي : ذِكْرَ المَصْدَرِ ، والمَعْنَى : صارَ بَلِيغاً.

قُلْتُ : والبَلاغَةُ عَلَى وَجْهَيْن (٢) : أَحَدُهُما : أَنْ يَكُونَ بِذَاتِه بَلِيغاً وَذلِكَ بأَنْ يَجْمَعَ ثَلاثَةَ أَوْصَافٍ : صَوَاباً في مَوْضوعِ لُغَتِه ، وطِبْقًا للمَعْنَى المَقْصُودِ بِهِ ، وصِدْقًا في نَفْسِهِ ، ومَتَى اخْتُرِمَ وَصْفٌ مِنْ ذلِكَ كانَ نَاقِصاً في البَلاغَة.

وَالثاني : أَنْ يَكُونَ بَلِيغاً بِاعْتِبَارِ القائِلِ وَالمَقُولِ لَهُ ، وهُو أَنْ يَقْصِدَ القائِلُ بهِ أَمْرًا مَا ، فيُورِدَهُ عَلَى وَجْهٍ حَقِيقٍ أَنْ يَقْبَلَهُ المَقُولُ لَهُ.

وَقَوْلُه تَعالَى : (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) (٣) ، يَحْتَمِل المَعْنَييْنِ ، وقولُ مَنْ قالَ : مَعْناهُ : قُلْ لَهُمْ إِنْ أَظْهَرْتُمْ ما في أَنْفُسِكُمْ قُتِلْتُمْ ، وقَوْلُ من قالَ : خَوِّفْهُمْ بمَكارِهَ تَنْزِلُ بِهِمْ ، فإِشَارَةٌ إلى بَعْضِ ما يَقْتَضِيه عُمُومُ اللَّفْظِ ، قالَهُ الرّاغِبُ.

وَقَرَأْتُ في مُعْجَمِ الذَّهَبِيِّ ، في تَرْجَمَةِ صُحارِ بنِ عَيّاشٍ العبْدِيِّ رضي‌الله‌عنه سَأَلَهُ مُعَاوِيَةُ عَنِ البَلَاغَةِ ، فقَال : «لا تُخْسِى‌ءْ وَلا تُبْطِى‌ءْ».

والبَلاغُ كسَحابٍ : الكِفَايَةُ ، وهُوَ : ما يُتَبَلَّغُ بهِ وَيُتَوَصَّلُ إلَى الشَّي‌ءِ المَطْلُوبِ ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعالَى : (إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ) (٤) أي : كِفَايَةً ، وكَذا قَوْلُ الرّاجِزِ :

تَزَجَّ مِنْ دُنْيَاكَ بالبَلاغِ

وباكِرِ المِعْدَةَ بالدِّباغِ

بِكِسْرَةٍ جَيِّدَةِ المِضاعِ

بالمِلْحِ أو ما خَفَّ مِن صِباغِ

والبَلاغُ : الاسْمُ مِنَ الإِبْلاغٍ وَالتَّبْلِيغِ ؛ وهُمَا :

الإيصالُ ، يُقَال : أَبْلَغَهُ الخَبَرَ إِبْلاغا ، وبَلَّغَهُ تَبْلِيغاً ، والثّانِي أَكْثَرُ ، قالَهُ الرّاغِبُ ، وقَوْلُ أَبِي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ السُّلَمي :

قالَتْ وَلَم تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنَا :

مَهْلاً لَقَدْ أَبْلَغْتَ أَسْمَاعِي

هُوَ مِنْ ذلِكَ ، أي : قَد انْتَهَيْتَ فِيه ، وأَوْصَلْتَ ، وأَنْعَمْتَ.

وَقَوْلُه تَعَالَى : (هذا بَلاغٌ لِلنّاسِ) (٥) أي : هذا القُرْآن ذُو بَلاغٍ ، أي : بَيَانٍ كافٍ.

وَقولُه تَعَالَى : (فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (٦) ، أي : الإِبْلاغُ.

وفي الحَدِيثِ : «كُلُّ رافِعَةٍ رَفَعَتْ عَلَيْنَا كذا في العُبَابِ ، وَفي اللّسَانِ : عَنّا مِنَ البَلاغِ فَقَدْ حَرَّمْتُهَا أَنْ تُعْضَدَ ، أَو تُخْبَطَ ، إلّا لِعُصْفُورِ قَتَبٍ ، أو مَسَدِّ مَحَالَةٍ ، أو عَصَا حَدِيدَةٍ» يَعْنِي المَدِينَةَ عَلَى ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ ، ويُرْوَى بفَتْح الباءِ وَكَسْرِهَا ، فإِنْ كانَ بالفَتْحِ فلَهُ وَجْهَانِ ، أَحَدُهُما : أي ما بَلَغَ (٧) مِن القُرْآنِ وَالسُّنَنِ ، أو المَعْنَى : مِنْ ذَوِي البَلاغِ ، أي : الَّذِينَ بَلَّغُونا ، أيْ : مِنْ ذَوِي التَّبْلِيغِ وقد أَقامَ الاسْمَ مُقامَ المَصْدَرِ الحَقِيقِيِّ ، كما تَقُول : أَعْطَيْتُ (٨) عَطاءً ، كذا في التهْذِيبِ وَالعُبَاب ، ويُرْوَى بالكَسْرِ ، قال الهَرَوِيُّ : أي : مِنْ المُبَالِغِينَ في التَّبْلِيغِ ، مِنْ بالَغَ يُبَالِغُ مُبَالَغَةً وَبِلاغًا ، بالكَسْرِ : إذا اجْتَهَدَ في الأمْر ولَم يُقَصِّرْ ، وَالمَعْنَى : كُلُّ جَماعَةٍ أَوْ نَفْسٍ تُبَلِّغُ عَنّا وَتُذِيعُ ما نَقُولَهُ ، فلْتُبَلِّغْ ولْتَحْكِ. قلتُ : وقدْ ذُكِرَ هذا الحَدِيثُ في «ر ف ع» ويُرْوَى أَيْضاً : «مِنَ البُلّاغ» مِثَال الحُدّاثِ ، بمَعْنَى المُحَدِّثِينَ ، وقد أَسْبَقْنَا الإِشَارَةَ إِلَيْهِ ، وكانَ عَلَى المُصَنِّفِ أَنْ يُوردَهُ هُنَا ؛ لتَكْمُلَ لَه الإِحَاطَةُ.

__________________

(١) سورة الطلاق الآية ٣.

(٢) انظر المفردات «بلغ».

(٣) سورة النساء الآية ٦٣.

(٤) سورة الأنبياء الآية ١٠٦.

(٥) سورة إبراهيم الآية ٥٢.

(٦) سورة النحل الآية ٣٥.

(٧) ضبطت في النهاية «بلّغ» بتشديد اللام ، واللسان كالأصل.

(٨) في النهاية وَاللسان : أعطيته.

٨

والبالِغَاءُ : الأَكَارِعُ بلُغَةِ أَهْلِ المَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ ، قال أَبو عُبَيْدٍ : مُعَرَّبُ يايْهَا ، أي : أنَّ الكَلِمَةَ فارِسِيَّةٌ عُرِّبَتْ ، فإِنّ بايْ بالفَتْحِ وَإِسْكَانِ الياءِ : الرِّجْلُ ، وهَا : علامَةُ الجَمْعِ عِنْدَهُمْ ، ومَعْنَاهُ : الأَرْجُلُ ، ثم أُطْلِقَ عَلَى أَكارِعِ الشّاةِ وَنَحْوِهَا ، ويُسَمُّونَهَا أَيْضاً : باجْهَا ، وهذا هُوَ المَشهُورُ عِنْدَهُم ، وهذا التَّعْرِيبُ غَرِيبٌ ، فَتَأَمَّلْ.

والبَلاغاتُ : مِثْلُ الوِشايات.

والبُلْغَةُ ، بالضَّمِّ : الكِفَايَةُ وما يُتَبَلَّغُ بهِ مِنَ العَيْشِ ، زادَ الأَزْهَرِي : ولا فَضْلَ فِيه ، تَقُولُ : في هذَا بَلاغٌ ، وبُلْغَةٌ ، أي : كِفَايَةٌ.

والبِلَغِينَ بكَسْرِ أَوَّلهِ وَفَتْح ثانِيَه وَكَسْرِ الغَيْن في قَوْلِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهَا لِعَليٍّ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُ حِينَ ظفِرَ بِهَا «[قد] (١) بَلَغْتَ مِنّا البِلَغِينَ هكَذا رُوِيَ ، ويُضَمُّ أَوَّلُه أي : مَع فَتْحِ الّلام ، ومَعْنَاهُ : الدّاهِيَةُ وهُوَ مَثَلٌ أَرادَتْ : بَلَغْتَ مِنّا كُلَّ مَبْلَغٍ وقِيلَ : مَعْنَاهُ أنَّ الحَرْبَ قَدْ جَهِدَتْها ، وَبَلَغَتْ مِنْهَا كُلَّ مَبْلَغٍ ، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هُوَ مِثْل قَوْلِهِمْ : لَقِيتَ مِنّا (٢) البِرَحِينَ وَالأَقْوَرِينَ ، وكُلُّ هذَا مِنَ الدَّوَاهِي ، قال ابنُ الأَثِيرِ : والأَصْلُ فِيهِ كأَنَّهُ قِيلَ : خَطْبٌ بِلْغٌ ، أي : بَلِيغٌ ، وَأَمْرٌ بِرَحٌ ، أي : مُبَرِّحٌ ، ثُمَّ جُمِعَا عَلَى السَّلامَةِ إِيذانًا بأَنَّ الخُطُوبَ في شِدَّةِ نكايَتِهَا بمَنْزِلَةِ العُقلاءِ الّذِينَ لَهُمْ قَصْدٌ وَتَعَمُّدٌ ، وقَدْ نُقِلَ في إِعْرَابِهَا طَرِيقانِ ، أَحَدُهُما : أَنْ يُجْرَى إعْرَابُه عَلَى النُّونِ ، والياءُ يُقَرُّ بحالِهِ ، أَوْ تُفْتَح النُّونُ أَبَدًا ، ويُعْرَب ما قَبْلَه ، فيُقَالُ : هذِه البِلَغُونَ ، ولَقِيتُ البِلَغِينَ ، وَأَعُوذُ باللهِ مِنَ البِلَغِينَ ، كما في العُبَابِ.

وبَلَّغَ الفارِسُ تَبْلِيغاً : مَدَّ يَدَهُ بِعِنانِ فَرَسِه ؛ ليَزِيدَ في جَرْيِه ، وفي الأساس : في عَدْوِهِ.

وتَبَلَّغَ بِكَذا : اكْتَفَى بهِ ، ووَصَلَ مُرَادَه ، قال :

تَبَلَّغْ بأَخْلاقِ الثِّيَابِ جَدِيدَها

وَبالقَضْمِ حَتَّى يُدْرَكَ الخَضْمُ بالقَضْمِ

وَيُقَالُ : هذا تَبَلُّغٌ ، أي : بُلْغَةٌ.

وتَبَلَّغَ المَنْزِلَ : إذا تَكَلَّفَ إِلَيْهِ البُلُوغَ حَتّى بَلَغَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ قَيْسِ بنِ ذَرِيحٍ :

شَقَقْتِ القَلْبَ ثُمَّ ذَرَرْتِ فِيهِ

هَوَاكِ فَلِيمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ

تَبَلَّغَ حَيْثُ لَم يَبْلُغْ شَرابٌ

وَلا حُزْنٌ وَلَمْ يَبْلُغْ سُرُورُ

أي : تَكَلَّفَ البُلُوغَ حَتَّى بَلَغَ.

وتَبَلَّغَتْ بِهِ العِلَّةُ ، أي : اشْتَدَّتْ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وَالزَّمَخْشَرِيُّ ، والصّاغَانِيُّ.

وبالَغَ في أَمْرِي مُبَالَغَةً ، وبِلاغًا : اجْتَهَدَ ولَم يُقَصِّرْ ، وَهذا قَدْ تَقَدَّمَ بِعَيْنِه ، فهُوَ تَكْرارٌ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ :

البَلاغُ : الوُصُولُ إِلَى الشَّيْ‌ءِ.

وَبَلَغَ فُلانٌ مَبْلَغَتَه ، كمَبْلَغِه.

وَبَلَغَ النَّبْتُ : انْتَهَى.

وَتَبَالَغَ الدِّباغُ في الجِلْدِ : انْتَهَى فِيهِ ، عن أَبِي حَنِيفَةَ.

وَبَلَغَتِ النَّخْلَةُ وَغَيْرُهَا مِنَ الشَّجَرِ : حانَ إِدْرَاكُ ثَمَرِهَا ، عَنْهُ أَيْضا.

وَفي التَّنْزِيلِ : (بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ) (٣) وفي مَوْضِعٍ : (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) (٤) ، قال الرّاغِبُ : وَذلِكَ مِثلُ : أَدْرَكَنِي الجَهْدُ ، وأَدْرَكْتُ [الجَهْدَ] (٥) ، ولا يَصِحُّ بَلَغَنِي المَكَانُ ، وأَدْرَكَنِي.

وَالمَبَالِغُ : جَمْعُ المَبْلَغِ ، يُقَال : بَلَغَ في العِلْمِ المَبَالِغَ.

وَالمَبْلَغُ ، كمَقْعَدٍ : النَّقْدُ مِنَ الدَّرَاهِمِ وَالدَّنانِيرِ ، مُوَلَّدَةٌ.

وَبَلَغَ اللهُ بِه ، فهو مَبْلُوغٌ بِه.

وَأَبْلَغْتُ إِلَيْهِ : فَعَلْتُ بهِ ما بَلَغَ بهِ الأَذَى وَالمَكْرُوهَ البَلِيغَ.

وَتَبَالَغَ فيهِ الهَمُّ وَالمَرَضُ : تَنَاهَى.

وَتَبَالَغَ في كَلامِه : تَعَاطَى البَلاغَةَ ، ـ أي : الفَصَاحَةَ ـ وَلَيْسَ مِنْ أَهْلِها ، يُقَال : ما هُوَ بِبَلِيغٍ ولكِن يَتَبَالَغُ.

وَقوله تَعَالَى : (أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ) (٦) قال ثَعْلَبٌ :

__________________

(١) زيادة عن التهذيب وَاللسان وَالنهاية.

(٢) في النهاية : لقيت منه.

(٣) سورة آل عمران الآية ٤٠.

(٤) سورة مريم الآية ٨.

(٥) زيادة عن المفردات.

(٦) سورة القلم الآية ٣٩.

٩

مَعْنَاهُ مُوجَبَةٌ أَبَدًا ، قَدْ حَلَفْنَا لَكُمْ أَنْ نَفيَ بِهَا ، وقالَ مَرَّةً : أي قَد انْتَهَتْ إلى غايتِها ، وقِيلَ : يَمِينٌ بالِغَةٌ ، أي : مُؤكَّدَةٌ.

والمُبَالَغَةُ : أَنْ تَبْلُغَ في الأَمْرِ جَهْدَكَ.

وَالبِلَغْنُ ، بكَسْرٍ ففَتْحٍ : البَلاغَةُ ، عن السِّيرافيِّ ، ومَثّلَ بهِ سِيبَوَيْهٌ.

وَالبِلَغْنُ أَيْضاً : النَّمّامُ ، عن كُراع. وقِيلَ : هُوَ الَّذِي يُبَلِّغُ للنّاسِ بَعْضِهِمْ حَدِيثَ بَعْضٍ.

وَبَلَغَ بهِ البِلَغِينَ ، بكَسْره الباءِ وفَتْحِ الّلامِ ، وتَخْفِيفِها ، عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ : إذا اسْتَقْصَى في شَتْمِه وَأَذاهُ.

وَالبُلّاغُ ، كرُمّانٍ : الحُدّاثُ.

وَفي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ ، لابْنِ الأَعْرَابِيِّ : بَلَّغَ الشَّيْبُ في رَأْسِه تَبْلِيغاً : ظَهَرَ أَوَّلَ ما يَظْهَرُ ، وكَذلِكَ بَلَّعَ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ ، وزَعَمَ البَصْرِيُّونَ أنَّ الغَيْنَ المُعْجَمَةَ تَصْحِيفٌ منَ ابْنِ الأَعْرابيِّ ، ونَقَلَ أَبُو بَكْرٍ [الصولي] (١) ـ عَنْ ثَعْلَبٍ : بَلَّغَ ، بالغَيْنِ مُعْجَمَةً ، سَماعاً ، وهُوَ حاضِرٌ في مَجْلِسِه.

وَالتَّبْلِغَةُ : سَيْرٌ يُدْرَجُ عَلَى السِّيَةِ حَيْثُ انْتَهَى طَرَفُ الوَتَرِ ثَلاثَ مِرارٍ ، أَوْ أَرْبَعاً ؛ لِكَيْ يَثْبُتَ الوَتَرُ ، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ ، وَجَعَلَه اسْماً ؛ كالتَّوْدِيَةِ ، والتَّنْهِيَةِ.

وَالبُلْغَةُ ، بالضَّمِّ : مَداسُ الرجلِ ، مِصْرِيَّةٌ مُوَلَّدَةٌ.

وَحَمْقَاءُ بِلْغَةٌ ، بالكَسْرِ : تأْنِيثُ قَوْلِهِمْ : أَحْمَقُ بِلْغٌ.

وَأَبُوا البَلاغِ جِبْرِيلُ ، كسَحابٍ : مُحَدِّثٌ ، ذَكَرَهُ ابنُ نُقْطَةَ.

[بوغ] : البَوْغاءُ : التُّرابُ عامَّةً ، وقِيلَ : الهابِي في الهواءِ ، قالَهُ اللَّيْثُ ، وقِيلَ : النّاعِمُ الَّذِي يَطِيرُ مِنْ دِقَّتِه (٢) إذا مُسَّ.

وَقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هي التُّرْبَةُ الرِّخْوَةُ الَّتِي كأَنَّهَا ذَرِيرَةٌ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ، ومِنْهُ حَدِيثُ سَطِيحٍ :

تَلُفُّهُ في الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ

قال ابنُ الأَثِيرِ : وهذا اللَّفْظُ كأَنَّهُ مِنَ المَقْلُوبِ ، تَقْدِيرُه : «تَلُفُّهُ الرِّيحُ في بَوْغَاءِ الدِّمَن» ويَشْهَدُ لَهُ الرِّوَايَة الأُخْرَى :

تَلُفُّه الرِّيحُ بِبَوْغاءِ الدِّمَنْ

وَمِنْهُ الحَدِيثُ في أَرْضِ المَدِينَةِ : «إِنّمَا هِيَ سِبَاخٌ وَبَوْغَاءُ» وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِذِي الرُّمَّةِ :

تَشُحُّ بِهَا بَوْغاءَ قُفٍّ وَتارَةً

تَسُنُّ عَلَيْهَا تُرْبَ آمِلَةٍ عُفْرِ

وَقالَ آخَرُ :

لَعَمْرُكَ لَوْلا هاشِمٌ (٣) ما تَعَفَّرَتْ

بِبَغْدانَ في بَوْغَائِهَا القَدَمانِ

وقال اللَّيْثُ : البَوْغَاءُ : طاشَةُ النّاسِ وَحَمْقاهُمْ وَسَفِلَتُهُمْ.

وقال ابنُ عَبّادٍ : البَوْغاءُ بَيْنَ القَوْم : الاخْتِلاطُ.

قال : والبَوْغَاءُ مِنَ الطِّيبِ : رائِحَتُه.

وبُوغُ ، كهُودٍ : ة ، بتِرْمِذَ ، ومِنْهَا الإمامُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ صاحِبُ السُّنَنِ ، وغَيْرُه.

وباغُ : ة ، بمَرْوَ ، مَعْناهُ : البُسْتَانُ ، فارِسِيَّةٌ ، بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَرْوَ فَرْسَخَانِ مِنْهَا إِسْمَاعِيلُ الباغِيُّ يَرْوِي عَن الفَضْلِ بنِ مُوسَى ، وغَيْرِه ، نَقَلَهُ ياقُوت.

وباغَةُ : د ، بالمَغْرِبِ بالأَنْدَلُسِ ، مِنْ كُورَةِ إلْبِيرَةَ ، بَيْنَ المَغْرِبِ (٤) والقِبْلَةِ مِنْهَا ، وبَيْنَها وَبَيْنَ قُرْطُبَةَ خَمْسُونَ مِيلاً ، مِنْهَا : عَبدُ الرَّحْمنِ بنُ أَحْمَدَ بنِ أَبِي المُطَرّفِ عبدِ الرَّحْمن ، قاضِي الجَمَاعَةِ بقُرْطُبَةَ ، قال ابنُ بَشْكُوال : أَصْلُه مِنْ باغَةَ ، اسْتقْضاهُ الخَلِيفَةُ هِشامُ بنُ الحَكَمِ في دَوْلَتِه الثّانِيَةِ سنة ٤٠٢ ، وكانَ مِنْ أَفاضِلِ الرِّجالِ.

وقال الفَرّاءُ : يُقَالُ : إِنّكَ لَعالِمٌ وَلا تُبَاغُ بالرَّفْعِ ، وقد سَقَطَتِ الواوُ مِنْ بَعْضِ النُّسَخِ ، والصّوابُ إِثْباتُهَا ، ولا تُباغَانِ ، ولا تُباغُونَ ، أي : لا يُقْرَنُ بِكَ ما يَغْلِبُكَ هُنَا ذَكَرَهُ الصّاغَانِيُّ ، وأَوْرَدَهُ بعضُهم في المُعْتَلِّ ، وتَبِعَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ ، وَقالَ : مَعْنَاهُ أي : لا تُصِيبُكَ عَيْنٌ تُبَاغِيكَ بسُوءٍ ، قال : وَيُقَالُ : إِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ تَبَيَّغَ الدَّمُ ، أي لا تَبَيَّغُ بكَ عَيْنٌ فتُؤْذِيكَ ، وذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ في «ب ي غ».

__________________

(١) زيادة عن اللسان للإيضاح.

(٢) عن اللسان وَبالأصل : من وقته.

(٣) في اللسان : لو لا أربعٌ.

(٤) عن معجم البلدان «باغة» وبالأصل «الغرب».

١٠

قلتُ في ـ المعجم (١) : ـ يُقَالُ : أَباغَ (٢) فُلانٌ عَلَى فُلانٍ : إذا بَغَى ، وفُلانٌ ما يُباغُ عليهِ ، ويُقَالُ : إِنَّهُ لكَرِيمٌ وَلا يُباغُ ، وَأَنْشَدُوا :

إِمّا تُكَرَّمْ إِنْ أَصَبْتَ كَرِيمَةً

فلَقَدْ أَراكَ ـ ولا تُباغُ ـ لَئِيمَا (٣)

وتَبَوَّغَ الدَّمُ بهِ : هاجَ فَقَتَلَهذ ، كَتَبَيَّغَ.

وتَبَوَّغَ فُلانٌ بِصاحِبهِ : غَلَبَ ونَصُّ الصِّحاحِ : وحَكَى ابنُ السِّكِّيتِ ، عَنِ الفَرّاءِ : تَبَوَّغَ الرَّجُلُ بصاحِبِه فغَلَبَهُ ، وَتَبَوَّغَ الدَّمُ بصاحِبِه فقَتَلَهُ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

البَوْغُ : الّذِي يَكُونُ في أَجْوَافِ الفِقَعَةِ.

وَحَكَى بَعْضُ الأَعْرَابِ : مَنْ هذا المُبَوَّغُ عَلَيْهِ؟ ومَنْ هذا المُبَيَّغُ عَلَيْه؟ مَعْنَاهُ : لا يُحْسَدُ.

وَتَبَوَّغَ الشَّرُّ ، وتَبَوَّقَ : إذَا اتَّسَعَ.

٢وَ باغُون ، بضَمِّ الغَيْنِ : بَلْدَةٌ مِنْ أَعْمَالِ بُوشَنْجَ ، من نَوَاحِي هَرَاةَ ، جاءَ ذِكْرُها في الفُتُوحِ ، فَتَحَها المُسْلِمُونَ في سَنَةِ ٣١ عَنْوَةً.

[بهغ] : البُهُوغُ ، بالضَّمِّ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِي ، وصاحِبُ اللِّسَانِ ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : هو النَّوْمُ ، كالهُبُوغِ يُقَال : هابِغٌ باهِغٌ ، كُرِّرَ للمُبَالَغَةِ.

[بيغ] : البَيْغُ : ثَوَرَانُ الدَّمِ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ ، وخَصَّهُ بَعْضُهُم في الشَّفَةِ.

وباغَ يَبِيغُ : هَلَكَ ، عن ابنِ عَبّادٍ ، وفي اللِّسَان : تاغَ ، بالمُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ ، كما سَيَأْتِي.

والبَيّاغُ كَشَدّادٍ ابنُ قَيْسِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ مَخْزُومٍ التَّغْلِبِيُّ : فارِسٌ ، أَدْرَكَ زَمَنَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طالِبٍ ، رضي‌الله‌عنه ، ذَكَرَهُ الأمِيرُ في الإكْمَالِ. وبَيَّغْتُ بهِ. انْقَطَعْتُ بهِ ، وبُيِّغَ[به]* مَجْهُولاً.

وتَبَيَّغَ عَلَيْهِ الأَمْرُ : اخْتَلَطَ ، عَنِ ابنِ عَبّادٍ.

وتَبَيَّغَ بهِ الدَّمُ : هاجَ بِهِ وغَلَبَ ، وذلِكَ حِينَ تَظْهَرُ حُمْرَتُه في البَدَنِ ، وقالَ شَمِرٌ : تَبَيَّغَ بهِ الدَّمُ : أَنْ يَغْلِبَهُ حَتّى يَقْهَرَهُ : وقالَ بَعْضُ العَرَبِ : تَبَيَّغَ بهِ الدَّمُ ، أي : تَرَدَّدَ فِيه الدَّمُ ، وقِيلَ : هُو تَوَقُّدُ الدَّمِ حَتَّى يَظْهَرَ في العُرُوقِ ، وقِيلَ : هُوَ مَقْلُوبٌ مِنَ البَغْيِ ، أي : تَبَغَّى ، مِثْل : جَبُذَ وَجَذَبَ ، وما أَطْيَبَهُ وَما أَيْطَبَهُ ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : تَبَيَّغَ وَتَبَوَّغَ بالواوِ وَالياءِ ، وأَصْلُهُ مِنَ البَوْغَاءِ ، وهُوَ التُّرابُ إِذَا ثارَ ، وفي الحَدِيثِ : «عَلَيْكُمْ بالحِجَامَةِ ، لا يَتَبَيَّغْ بأَحَدِكُمُ الدَّمُ فيَقْتُلَهُ».

وقال ابنُ عَبّادٍ : تَبَيَّغَ اللَّبَنُ : إِذَا كَثُرَ.

وبِيغُو ، بالكَسْرِ وضَمِّ الغَيْنِ : ة ، بالمَغْرِبِ بَيْن غَرْناطَةَ وَقُرْطُبةَ (٤) ، مِنْهَا شَيْخُ القاضِي عِيَاضٍ ، سُلَيْمَانُ ، والضِّياءُ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الخَزْرَجِيُّ الغَرْناطِيُّ الشّاعِرُ ، الزّاهِدُ ، المُعَمَّرُ ، أَدْرَكَهُ البِرْزالِيُّ ، وُلِدَ ببِيغُو البِيغيّانِ نَقَلَه الحافِظُ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

تَبَيَّغَ بهِ النَّوْمُ : إِذَا غَلَبَهُ ، قالَهُ أَبُو زَيْدٍ ، وكذا تَبَيَّغَ بهِ المَرَضُ : إذا غَلَبَهُ.

وَتَبَيَّغَ الماءُ ، إذا تَرَدَّدَ ، فتَحَيَّرَ في مَجْرَاهُ مَرَّةً كَذا وَمَرَّةً كذا.

وَقالع شَمِرٌ : أَقْرَأَنِي ابْنُ الأَعْرَابِيِّ قَوْلَ رُؤْبَةَ :

فاعْلَم ، ولَيْسَ الرَّأْيُ بالتَّبَيُّغِ

بأَنَّ أَقْوَالَ العَنِيفِ المِنْشَغِ

خَلْطٌ كخَلْطِ الكَذِبِ المُمَغْمَغِ

وَفَسَّرَ التَّبَيُّغَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَتَبَيُّغِ الدّاءِ إذا أَخَذَ في جَسَدِه كُلِّهِ وَاشْتَدَّ ، وقَوْلُه ـ أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ ـ :

وَتَعْلَمْ نَزِيغاتُ الهَوَى أنَّ وُدَّهَا

تَبَيَّغَ مِنِّي كُلَّ عَظْمٍ وَمَفْصِلِ

__________________

(١) كذا بالأصل ، يعني في معجم البلدان ، وفي المطبوعة الكويتية صححها في «المعتل» والعبارة التالية وردت في معجم البلدان «أباغ» والمثبت هو الصواب لا ما ذهب إليه محقق المطبوعة الكويتية.

(٢) في ياقوت : باغ.

(٣) معجم البلدان «أباغ».

(*) ساقطة من الكويتية.

(٤) في معجم البلدان : بلدة بالأندلس من أعمال جَيَّان.

١١

لَم يُفَسِّرْهُ ، وهُوَ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُون في مَعْنَى رَكِبَ ، فَيَنْتَصِبَ انْتِصَابَ المَفْعُولِ ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ في مَعْنَى هاجَ وَثارَ ، فيَكُونَ التَّقْدِيرُ عَلَى هذا : «ثَارَ مِنِّيَ عَلَى كُلِّ عَظْمٍ وَمَفْصِلٍ» فحذَفَ «عَلَى» وعدَّى الفِعْلَ بَعْدَ حَذْفِ الحَرْفِ.

وَحَكَى بَعْضُ الأَعْرَابِ : مَنْ هذا المُبَيَّغُ عليهِ؟ مَعْنَاه : لا يُحْسَدُ.

وَبِيغُو بالكَسْرِ : عِدَّةُ قُرًى بالأَنْدَلُسِ غير الَّتِي ذَكَرَها المُصَنِّفُ ، مِنْهَا : بِيغُو أَبِي الهَيْثَمِ ، وبِيغُو الحَجَر ، وبِيغو أَفتِيشَة ، ومِنْ إِحْداها أَبُو مُحَمَّد يَعِيشُ (١) بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ البِيغِيُّ ، كَتَبَ عَنْهُ السِّلَفيّ.

فصل التاءِ

مع الغين

* مِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :

[تثغ] : التَّسْغُ ، بالفَتْحِ ، أَهْمَلَه المُصَنِّفُ كالجَوْهَرِيِّ وَالصَّاغَانِيِّ ، وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ : هُوَ لَطْخُ سَحَابٍ رَقِيقٍ ، ولَيْسَ بثَبْتٍ ، كذا في اللِّسَانِ.

[تغغ] : تَغْتَغَ كَلامَهُ تَغْتَغَةً : رَدَّدَهُ وَلَم يُبَيِّنْهُ ، نَقَلَهُ ابْنُ دُرَيْد.

وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : يُقَالُ : أَقبَلُوا تِغ تِغ بكَسْرِ التاءِ وَيُثَلَّثُ الغَيْنُ ، قال : وكَذا قِه قِه ، أيْ : مُقَرْقِرِينَ بالضَّحِك ، وقالَ الفَرّاءُ : يَقُولُونَ : سَمِعْت تِغٍ تِغٍ ، يُرِيدُونَ صَوْتَ الضِّحِكِ ، قال اللَّيْثُ : وفي بَعْضِ رِوَاياتِ العُقَيْلِيّ : فأَقْبَلُوا تِغٍ تِغٍ ، يَحْكِي الصَّوْتَ المَسْمُوعَ مِنَ الضّاحِكِ.

وقال اللَّيْثُ أَيْضاً : التَّغْتَغَةُ : حِكَايَةُ صَوْتِ الحَلْيِ ، وَمِنْهُ أَخَذَ الجَوْهَرِيُّ ، فقَالَ : سَمِعْتُ لِهذَا الحَلْيِ تَغْتَغَةً : إذا أَصابَ بَعْضُه بَعْضاً فسَمِعْتَ صَوْتَه ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ بَعْدَ حِكَايَةُ قَوْلِ الَّلْيثِ ما نَصُّه : وقَوْلُ اللَّيْثِ : إنَّ التَّغْتَغَةَ : حِكَايَةُ صَوْتِ الحَلْيِ تَصْحِيفٌ ، إِنَّمَا هُوَ حِكَايَةُ صَوْتِ الضَّحِكِ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ : التَّغْتَغَةُ : رُتَّةٌ وَثِقَلٌ في اللِّسَانِ ، وَقَدْ تَغْتَغَ كلامَهُ.

والمُتَغْتِغُ ـ للفاعِلِ ـ : مُتَكَلِّمٌ لَم يَكَدْ يُسْمَعُ كَلامُه ، وَلَم يُفْهَمْ لسُقُوطِ أَسْنَانِه ، وقَدْ تَغْتَغَ الشَّيْخُ ، قال رُؤْبَةُ :

لِلأَرْضِ مِنْ جِنِّيِّهِ المُتَغْتِغِ

وَجْسٌ كتَحْدِيثِ الهَلُوكِ الهَيْتَغِ

* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :

التَّغْتَغَةُ : إِخْفَاءُ الضَّحِكِ ، عن أَبِي زَيْدٍ.

وَقَالَ الفَرّآءُ : اتَّغُوْا (٢) بالضَّحِك ، وأَوْتَغُوا : إذا قَرْقَرُوا بهِ.

* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :

[توغ] : تاغَ يَتُوغُ تَوْغًا : هَلَكَ.

وَأَتَاغَهُ اللهُ : أَهْلَكَهُ ، وكأَنَّهُ مَقْلُوبٌ مِنْ وَتَغَ ، وقد ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ في «بوغ» تَقْلِيدًا لصاحِبِ المُحِيطِ وَالصّاغَانِيِّ.

[تنغ] : تَنْغَةُ بالفَتْحِ وَسُكُونِ النّون : قَرْيَةٌ بحَضْرَمَوْتَ ، وَكذا في المُعْجَمِ (٣) ، وذَكَرَهُ المُصَنِّفُ في «ت ن ع» وهذا مَوْضِعُ ذكره ، وقِيلَ : بضَمِّ التَّاءِ ، وقِيلَ : بالفَاءِ ، وهو تَصْحِيفٌ.

وَوُجِدَ بخَطِّ الفَضْلِ : تُنْغَةُ : مَنْهَلٌ في بَطْنِ وادِي حائِلِ ، لبَنِي عَدِيِّ بنِ أَخْزَم ، وقد نَزَلهُ حاتِمٌ.

فصل الثاءِ المثلثة

مع الغين

[ثدغ] : ثَدَغَ رَأْسَهُ ، كمَنَعَ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وصاحِبُ اللِّسَانِ (٤) ، وقال شَمِرٌ : أي شَدَخَهُ ، وَكذلِكَ هَمَغَهُ ، وثَمَغَهُ فانْثَدَغَ ، وَانْهَمَغَ ، وانْثَمَغَ ، ويُقَالُ : انْهَمَغَتْ الرُّطَبَةُ ، وَانْثَدَغَتْ ، وانْثَمَغَتْ : إذا انْفَضَخَتْ. قُلْتُ : وهُوَ لُغَةٌ في فَدَغَه بالفَاءِ ، مِثْل : جَدَثٍ وجَدَفٍ.

__________________

(١) عن معجم البلدان «بيغو» وبالأصل «نفيس» ونسبه إلى بيغو البلدة التي بالأندلس من أعمال جيّان.

(٢) عن اللسان وَبالأصل «ابتغوا».

(٣) الذي في معجم البلدان : تنعة بالكسر ثم السكون وَالعين المهملة. وَفي كتاب نصر بالغين المعجمة.

(٤) أهمله صاحب اللسان هنا وَذكره في مادة «فدغ».

١٢

[ثرغ] : ثُرُوغُ الدِّلاءِ ، بالضَّمِّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقَالَ ابنُ السَّكِّيتِ : هِيَ : ما بَيْنَ العَرَاقِي مِثْلُ فُرُوغِهَا ، والثّاءُ بَدَلٌ مِنَ الفاءِ ، قال ابْنُ سِيدَه : ولا يُعْجِبُنِي ذلِكَ ؛ لأَنَّهُمْ لا يَكادُونَ يَتَّسِعُونَ في المُبْدَلِ بجَمْعٍ وَلا غَيْرِه الوَاحِدُ ثَرْغٌ ، وَفَرْغٌ ، كِلاهُمَا بالفَتْحِ.

وَقال ابْنُ السِّكِّيتِ أَيْضاً : الثَّرْغُ : مَصَبُّ الماءِ في الدَّلْوِ ، كالفَرْغِ.

وثَرغَ زَيْدٌ ، كفَرِحَ : اتَّسَعَ مَصَبُّ دَلْوِه كَمَا في العُبَابِ وَاللسانِ.

[ثغغ] : ثَغْثَغَ كَلامَهُ ثَغْثَغَةً : خَلَّطَ فِيهِ ولَم يُبَيِّنْهُ ، وكَذلِكَ تَغْتَغَ بالتاءِ ، كما تَقَدَّمَ ، قال ابنُ عَبّادٍ : وهُوَ ثَغْثَغٌ وَثَغْثَاغُ الكلامِ ، أيْ : مُخَلِّطُه.

وقال اللَّيْثُ : الثَّغْثَغَةُ : عَضُّ الصَّبِيِّ قَبْلَ أَنْ يَشْقَأَ (١) نابُه ويَثَّغِرَ قال رُؤْبَةُ :

وعَضَّ عَضَّ الأدْرَدِ المُثَغْثِغِ

بَعْدَ أَفانِينِ الشَّبَابِ البُرْزُغِ

والثَّغْثَغَةُ : الكَلامُ لا نِظَامَ لَهُ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ ، وأَنْشَدَ :

ولا بِقِيلِ (٢) الكَذِبِ المُثَغْثَغِ

وقال ابْنُ عَبّادٍ : الثَّغْثَغَةُ : التَّفْتِيشُ.

وقال الجَوْهَرِيُّ : الثَّغْثَغَةُ : فِعْلُ المُتَكَلِّمِ [المُضْطَرِب] * المُحَرِّكِ أَسْنَانَهُ في فَمِه والمُضْطَرِبِ اضْطِراباً شَدِيداً ، فَلَم يُبَيِّنْ كَلامَهُ ، ومِنْه قَوْلُ رُؤْبَةَ السّابِقُ ذِكْرُه.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

المُثَغْثِغُ : الَّذِي يُبَلُّ بِرِيقِه ، ولا يُؤَثِّرُ فِيمَا يَعَضُّ ؛ لأَنَّهُ لا أَسْنَانَ لَهُ ، قالَهُ اللَّيْثُ.

[ثلغ] : ثَلَغَ رأْسَهُ ، كمَنَعَ : شَدَخَهُ وهَشَمَهُ ، قالَهُ اللَّيْثُ ، وَقِيلَ : الثَّلْغُ في الرُّطَبِ خاصَّةً ، وفي الحَدِيثِ : «فقُلْتُ : يا رَبِّ إِنْ آتِهِمْ يَثْلَغُوا رَأْسِي ، كَما تُثْلَغُ الخُبْزَةُ» فانُثْلَغَ أي : انْشَدَخَ ، وقالَ رُؤبَةُ :

والعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُزَغْزَغِ

كالفِقْعِ إِنْ يُهْمَزْ بوَطءٍ يُثْلَغِ

وَقِيلَ : الثَّلْغُ : ضَرْبُكَ الشَّيْ‌ءَ الرَّطْبَ بالشَّيْ‌ءِ اليابِسِ ، حَتَّى يَنْشَدِخَ.

وقال ابنُ عَبّادٍ : الأَثْلَغِيُّ : الذَّكَرُ ، كالأَذْلَغِيِّ ، كما سَيَأْتِي.

والمُثَلَّغُ كمُعَظَّم : ما سَقَطَ مِنَ النَّخْلَةِ رُطَباً فانْشَدَخَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَو هُوَ الَّذِي أَسْقَطَهُ المَطَرُ ودَقَّهُ يُقَالُ : تَنَاثَرَتِ الثِّمَارُ فثُلِّغَتْ.

وقال ابنُ عَبّادٍ : انْثَلَغَ النَّخْلُ : أَرْطَبَ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليْهِ :

ثَلَغَهُ بالعَصَا : ضَرَبَهُ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.

وَيُقَالُ : المُثَلَّغَةُ ، كمُعَظَّمَةِ : المُعَرَّقَةُ ، وهي المَعْوَةُ.

[ثمغ] : ثَمَغَ يَثْمَغُ ثَمْغًا : خَلَطَ البَيَاضَ بالسَّوَادِ ، عَنِ اللَّيْثِ.

قال : وثَمَغَ رَأْسَه بالحِنّاءِ والخَلُوقِ : غَمَسَهُ وَأَكْثَرَ ، وَكَذا ثَمَغَ لِحْيَتَهُ في الخِضابِ : إذا غَمَسَهَا ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ ـ للعُلَيْكِم يَذْكُرُ امْرَأَتَهُ ، وقَدْ رَأَتْ شَيْباً برَأْسِه ـ :

ولِحْيَةً تُثْمَغُ في خَلُوقِهَا

كأَنَّمَا غَذَّى عَلَى فُرُوقِهَا

صارَ يَمُجُّ الدَّمَ مِنْ عُرُوقِهَا

وفي المُحِيط وَالصِّحاحِ : يُقَالُ : ثَمَغَ رَأْسَهُ بالدُّهْنِ أَو بِخَلُوقٍ : بَلَّهُ.

وقال أَبُو عَمْرٍو : ثَمَغَ الثَّوبَ يَثْمَغه ثَمْغاً : صَبَغَهُ مُشْبَعاً ، قال ضَمْرَةُ بنُ ضَمْرَةَ :

تَرَكْتُ بَنِي الغُزَيِّلِ غَيْرَ فَخْرٍ

كأَنَّ لِحَاهُمُ ثُمِغَتْ بوَرْسِ» (٣)

ولا يَكُونُ الثمْغُ إِلّا مِنْ حُمْرَةٍ أَوْ صُفْرَةٍ.

__________________

(١) عن اللسان وَبالأصل «يشق».

(٢) بالأصل «ولا يقبل» والمثبت عن الجمهرة ١ / ١٣٢ وَبهامشها : «وبهامش الأصل : وفي نسخة الكلم ، وقد رويا جميعا».

(*) ساقطة من المصرية وَالكويتية.

(٣) الجمهرة ٢ / ٤٦ وَالتهذيب وَفيه ثيابهم بدل لحاهم.

١٣

وثَمْغٌ ، بالفَتْحِ وإِنَّما قَيَّدَهُ دَفْعاً لِمَنْ قالَهُ بالتَّحْرِيكِ (١) : مَالٌ بالمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ ، هكَذَا هُوَ في النِّهَايَةِ ، لعُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ فَجَعَلَهُ صَدَقَةً حَبِيساً ووَقَفَه ، وَقد جاءَ ذِكْرُه في حَدِيثِ صَدَقَةِ عُمَرُ : «إنْ حَدَثَ بهِ حَدَثٌ إنَّ ثَمْغاً وَصِرْمَةَ ابْنِ الأَكْوَعِ ، وكذا وَكَذا جَعَلَهُ وَقْفاً» ونَقَلَ شَيْخُنا عَنْ شُرّاحِ البُخَارِيِّ وَغَيْرِهِمْ أَنَّهُ كَانَ بخَيْبَرَ.

ونَقَلَ الفَرّاءُ عَنْ الكِسَائِيِّ ، قال : ثَمَغَةُ الجَبَلِ ، مُقْتَضَى سِياقِه أَنْ يَكُونَ بالفَتْحِ ، ولَيْسَ كذلِكَ ، بل الصَّوابُ بالتَّحْرِيكِ ، كما ضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ ، وهُوَ أَعْلاهُ ، قال الفَرّاءُ : هكَذا قالَهُ الكِسَائِيُّ ، والَّذِي سَمِعْتُه أَنا «نَمَغَةُ» الجَبَلِ ، بالنُّونِ.

وقال ابْنُ عَبّادٍ : الثَّمِيغَةُ ، كَسَفِينَةٍ : ما رَقَّ مِنَ الطَّعَامِ وَاخْتَلَطَ بالوَدَكِ.

قال : والثَّمِيغَةُ : أَرْضٌ رَطْبَةٌ.

قال : والثِمِيغَةُ : الشَّجَّةُ في لَحْمِ الرَّأْسِ.

قال : ويُقَالُ : تَرَكَهُ مَثْمُوغًا ، أي : مُسْتَرْخِياً.

ونَقَلَ ابْنُ بَرِّيّ : ثَمَّغَ رَأْسَه تَثْمِيغاً : غَلَّفَهُ بالحِنّاءِ ، قال رُؤبةُ :

قَدْ عَجِبَتْ لَبّاسَةُ المُصَبَّغِ

أَنْ لَاحَ شَيْبُ الشَّمَطِ المُثَمَّغِ(٢)

وانْثَمَغَتْ الرُّطَبَةُ : انْفَضَخَتْ ، وَذلِكَ حِينَ تَسْقُطُ مِنَ الشَّجَرِ.

وقال ابنُ عَبّادٍ : وانْثَمَغَتِ القُرُوحُ : ابْتَلَّتْ.

* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه :

الثَّمْغُ : [الكَسْرُ] (٣) في الرُّطَبِ خاصَّةً. ثَمَغَه يَثْمَغُهُ ثَمْغًا.

وَثَمَغَ رَأْسَهُ بالعَصَا ثَمْغاً : شَدَخَهُ ، مِثْلُ ثَلَغَهُ.

وَثَمَغَ البَيَاضُ بسَوَادٍ : اخْتَلَطَا يَتَعَدَّى وَلا يَتَعَدَّى.

وَثَمَّغَ ثَوْبَهُ تَثْمِيغاً : أَشْبَعَهُ مِنَ الصبْغ ، عن ابْنِ بَرِّي. وثَمَّغَ الشَّيْ‌ءَ تَثْمِيغاً : كَسَرَه.

فصل الجيم

مع الغين

هذا الفَصْلُ مَكْتُوبٌ بالحُمْرَةِ ؛ لأَنَّه مِنْ زياداتِه عَلَى الجَوْهَرِيِّ ، وقد ذَكَرَ فيه حَرْفَيْنِ.

[جلغ] : جَلَغَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بالسَّيْفِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وَصاحِبُ اللِّسَانِ ، وقالَ الخَارْزَنْجِيُّ في تَكْمِلَةِ العَيْنِ : أي هَبَرَ.

قال : ونابٌ جَلْغاءُ : ذاهِبَةُ الفَمِ.

قال : والمُجَالَغَةُ : الضَّحِكُ بالأَسْنَانِ.

قال : والمُجَالَغَةُ : المُكَافَحَةُ بالسَّيْفِ مُوَاجَهَةً ، هكَذا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَنْ الخَارْزَنْجِيِّ ، كَمَا أَوْرَدْتُه ، وأَهْمَلَهُ في التَّكْمِلَةِ ، وهذا الحَرْفُ أَشَدُّ شَبَهاً بِجَلَعَ ، بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ ، إِنْ لَم يُصَحِّفْه الخَارْزَنْجِيُّ ، ولا أُومِنُ عَلَيْهِ ذلِكَ ، وقد سَبَقَت الإِشَارَةُ إلى مِثْلِ ذلِكَ في تَرْجَمَتِهِ في الجيم.

[جوغ] : جُوغانُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وَالصّاغَانِيُّ وَصاحِبُ اللِّسَانِ ، وهو : ع ، مِنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ الجُوغَانِيُّ المُحَدِّثُ الجُرْجَانِيُّ ، رَوَى عَنْ نُوح بنِ حَبِيبٍ القُومَسِيِّ.

قلتُ : وفي كَلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ مِنْ وَجْهَيْنِ ، الأَوّلُ : إِطْلاقُه في الضَّبْطِ ، وهُو يُوهِمُ أَنَّهُ بالفَتْحِ ، ولَيْسَ كَذلِكَ ، بَلْ هُوَ بالضَّمِّ (٤) ، كما ضَبَطَهُ الحافِظُ وَغَيْرُه ، والثّانِي : فإِنَّ الصّوابَ في نِسْبَتِهِ الجُوغانِيُّ (٥) بالهَمْزِ مِنْ غَيْرِ نُونٍ ، كما ضَبَطَهُ أَئِمَّةُ النَّسَبِ ، وهو يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَنْسُوباً إلى مَوْضِعٍ أَوْ جَدٍّ ، وبالنُّونِ تَصْحِيفٌ مِنَ المُصَنِّفِ.

فصل الدال

مَع الغين

[دبغ] : دَبَغَ الإِهَابَ ، كنَصَرَ ، ومَنَعَ ، كِلاهُمَا عَن الكِسَائِيِّ ، وضَرَبَ ، وهذِه عَنِ اللِّحْيَانِيِّ ، دَبْغاً ، وَدِباغًا ،

__________________

(١) ونص ياقوت على ضبطه بالفتح ثم السكون ، ثم قال : وقيده بعض المغاربة بالتحريك.

(٢) ديوانه ٩٧ وَفيه «الشعر» بدل «الشمط».

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) ونص ياقوت على ضبطه بالضم ثم السكون وَغين معجمة وَألف وَنون.

(٥) في معجم البلدان : الجوغاني ، بالنون.

١٤

ودِباغَةً ، بِكَسْرِهِمَا ، فانْدَبَغَ ، وَفي الحَدِيثِ : «دِبَاغُها طَهُورُهَا».

والدِّباغُ أَيْضاً ، والدِّبْغُ والدِّبْغَةُ ، مَكْسُوراتٍ : اسمُ ما يُدْبَغُ بِهِ ، أي يُصْلَحُ ويُلَيَّنُ بِهِ مِنْ قَرَظٍ ونَحْوِه ، يُقَالُ : الجِلْدُ في الدِّباغِ.

والدِّباغَةُ ككِتَابَةٍ : حِرْفُةُ الدَّبّاغِ.

وقال ابنُ دُرَيْدٍ : مَسْكٌ دَبِيغٌ ، أي : مَدْبُوغٌ ، وَالدَّبَّاغُ : فَعّالٌ مِنْ ذلِكَ.

والمَدْبَغَةُ كمَرْحَلَةٍ : مَوْضِعُه ، وتُضَمُّ باؤُه ، عَن الأَزْهَرِيِّ (١).

وقال الأَزْهَرِيُّ أَيْضاً : المَدْبَغَةُ والمَنِيئَةُ : الجُلُودُ الَّتِي جُعِلَتْ في الدِّباغِ ، هكَذَا نَصُّ الصّاغَانِيِّ ، ونَصُّ الأَزْهَرِيِّ : الَّتِي ابْتُدِى‌ءَ بِها في الدِّباغِ (٢) ، قال الصّاغَانِيُّ : كأَنَّهُ جَعَلَهَا جَمْعَاً ، كالمَشْيَخَةِ والمَسْيَفَةِ ، للمَشَايِخِ وَالسُّيُوفِ.

ودابِغٌ اسْمُ رَجُل ، م مَعْروُفٍ ، زادَ في التَّكْمِلَةِ : مِنْ رَبِيعَةَ ، ولَهُ حَدِيثٌ ، أَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ :

وَإِنَّ امْرَأً يَهْجُو الكِرَامَ ولَم يَنَلْ

مِنَ الثَّأْرِ إلّا دابِغًا لَلَئِيمُ (٣)

والدَّبُوغُ ، كَصَبُورٍ. المَطَرُ الّذي يَدْبُغُ الأَرْضَ بمائِهِ ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ ، وهو مَجَازٌ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليه :

الدِّباغَةُ ، بالكَسْرِ : اسمُ ما يُدْبَغُ بِه ، عن أَبِي حَنِيفَةَ.

وَالدَّبْغَةُ ، بالفَتْحِ : المَرَّةُ الوَاحِدَةُ.

وَمِنَ المَجَازِ : هذا كَلامٌ غَيْرُ مَدْبُوغٍ : إذا لَم يُرَوَّ فيهِ.

وَفي المَثَلِ : «جِلْدُ الخِنْزِيرِ لا يَنْدَبِغُ» يُقَالُ : لِمَنْ لا يَنْفَعُ (٤) فيهِ النُّصْحُ. وهذا البَلَدُ مُدْبَغَةُ الرِّجالِ ، كُلُّ ذلِكَ مَجَازٌ.

وَأُدُمٌ مُدَبَّغَةٌ ، كمُعَظَّمَةٍ.

وَالدَّبّاغِيُّ : لَقَبُ الشَّرِيفِ عِيسَى بنِ إِدْرِيسَ الحَسَنِيِّ ، المَقْبُورِ بجَبَلِ تادَلَة (٥) ، وهو جَدُّ الدَّبّاغِيِّينَ ، كانُوا بالجَزِيرَةِ ، ثم انْتَقَلُوا إلى «سَلَا» في ثامِنِ المِائَةِ ، كذا في مِرْآةِ المَحَاسِنِ للفاسِيِّ.

وَشَيْخُنَا أَبُو الإقْبَالِ الحَسَنُ بنُ عَلِي المنطاوِيُّ الشّافِعِيُّ عُرِفَ بالمدابِغِيِّ ، لسُكْناهُ بحارَةِ المَدَابِغِ بِمِصْرَ ، أَحَدُ المُعَمَّرِينَ المَشْهُورِينَ بِعُلُوِّ السَّنَدِ ، توفي سنة ١١٧٧.

[دغغ] : دَغْدَغَهُ بكَلِمَةٍ ، دَغْدَغَةً : طَعَنَ عَلَيْهِ ، نَقَلَهُ الأَصْمَعِيُّ ، وهُوَ مَجَازٌ ، وفي الأَسَاسِ : طَعَنَهُ بِهَا في عِرْضِهِ ، وقَالَ رُؤْبَةُ :

واحْذَرْ أَقاوِيلَ العُدَاةِ النُّزَّغِ

عَلَيَّ إِنِّي لَسْتُ بالمُدَغْدَغِ

وَقَالَ أَيْضاً :

والعَبْدُ عَبْدُ الخُلُقِ المُدَغْدَغِ

كالفِقْعِ إِنْ يُهْمَزْ بِوَطْءٍ يُثْلَغِ

والدَّغْدَغَةُ : مِثْلُ الزَّغْزَغَةِ في مَعانِيها ، وبِهِ يُرْوَى أَيْضاً قَوْلُ رُؤْبَةَ في رِوَايَةٍ : «لَسْتُ بالمُزَغْزَغِ».

والدَّغْدَغَةُ : حَرَكَةٌ وانْفِعَالٌ في نَحْوِ الإِبِطِ والبُضْعِ وَالأَخْمَصِ ، وَمنْه دَغْدَغَةُ الثَّدْيِ وقَدْ لا يَكُونُ لبَعْضِ النّاسِ ، وقَدْ دَغْدَغَةُ ، قال ابْنُ دُرَيْدٍ : الدَّغْدَغَةُ مُسْتَعْمَلَةٌ ، وَأَحْسَبِهُا عَرَبِيَّةً.

وقال الأَصْمَعِيُّ : يُقَالُ للمَغْمُوزِ في حَسَبِهِ أَو نَسَبِهِ : مُدَغْدَغٌ ، مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ ، قال رُؤْبَةُ :

وعِرْضِي لَيْسَ بِالمُدَغْدَغِ (٦)

أيْ : لا يُطْعَنُ في حَسَبِي.

[دفغ] : الدَّفْغُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : هُوَ تِبْنُ الذَّرَةِ وحُطَامُها ، ونُسَافَتُهَا ، وَأَنْشَدَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ

__________________

(١) الذي في التهذيب مدبَغة ، بفتح الباء ضبط حركات ، وفي التكملة : وَالمدبغة والمدبُغة مثل المقبَرَة والمقبُرَةَ.

(٢) كذا بالأصل واللسان عن التهذيب ، والذي في التهذيب ٨ / ٧٧ الجلود التي جعلت في الدباغ.

(٣) الجمهرة ١ / ٢٤٦.

(٤) في الأساس : لا يحيك.

(٥) عن معجم البلدان وبالأصل «تادلا».

(٦) ديوانه ص ٩٨ وفيه :

أعلو وعرضي ليس بالممثغ

وَعلى هذه الرواية فلا شاهد فيه.

١٥

اليَمَنِ يُخَاطِبُ أُمَّهُ ، وفي اللِّسَانِ هُوَ للحِرْمازِيِّ :

دُونَكِ بَوْغاءَ رِيَاغِ الرَّفْغِ

فأَصْفِغِيهِ فاكِ أيَّ صَفْغِ

ذلِكَ خَيْرٌ مِنْ حُطامِ الدِّفْغِ

وأَنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذَاتَ نَفْغِ

تَشْفِينَها بالنَّفْثِ أَوْ بالمَرْغِ وَأَنْشَدَ في اللِّسَانِ : «رِياغِ الدَّفْغِ» بالدّالِ ، وظَنَّ أَنّه مَحَلُّ الشاهِدُ ، ولَيْسَ كذلِكَ ، بل شاهِدُه في الشطْرِ الثّالِثِ ، فتأَمَّلْ ، وأَوْرَدَهُ أَيْضاً في «ر ف غ» مع ذِكْرِ قَوْلِ الحِرْمَازِيِّ.

[دمرغ] : الدُّمَرغُ ، كعُلَبِطٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : هُو الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الحُمْرَةِ ، هكذا ضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ ، وَفي اللِّسَانِ بتَشْدِيدِ المِيمِ.

وأَبْيَضُ دُمَّرْغِيُّ ، كقَبَّيْطِيٍّ : يَقَقٌ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ هكَذا ، وَقالَ ابنُ سِيدَه : أُرَى اللِّحْيَانِيَّ قالَ : أَبْيَضُ دُمَّرِغٌ ، أيْ : شَدِيدُ البَيَاضِ ، وقَدْ شَكَّ فِيهِ الطُّوسِيُّ.

[دمغ] : الدِّماغُ ، ككتَابٍ : مُخُّ الرَّأْسِ ، أَوْ حَشْوُه ، أَو هُوَ أُمُّ الهامِ ، أَوْ أُمُّ الرَّأْسِ ، أو أُمُّ الدِّماغِ : جُلَيْدَةٌ رَقِيقَةٌ ، وَفي بَعْضِ النَّسَخِ : دَقِيقَةٌ بالدّال ، كخَرِيطَةٍ هُوَ فِيها ، أي : مُشْتَمِلَةٌ عَليهِ ، ج : أَدْمِغَةٌ ودُمُغٌ ، بضَمَّتَيْنِ ، ككِتَابٍ وَكُتُبٍ.

ودَمَغَهُ ، كمَنَعَهُ ، ونَصَرَهُ كِلاهُمَا عن ابْنِ دُرَيْدٍ : شَجَّهُ حَتَّى بَلَغَتِ الشَّجَةُ الدِّماغَ.

ودَمَغَ فُلانًا يَدْمَغُه دَمْغًا : ضَرَبَ دِماغهُ ، وَكَسَرَ صاقُورَتَهُ ، فهُوَ دَمِيغٌ ، ومَدْمُوغٌ والجَمْعُ دَمْغَى ، وكذلِكَ امْرَأَةٌ دَمِيغٌ مِنْ نِسْوَةٍ دَمْغَى ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ ، وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ ـ رضي‌الله‌عنه ـ : «رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ عَيْنَيْ دَمِيغٍ» يُقَالُ : رَجُلٌ دَمِيغٌ ، ومَدْمُوغٌ : خَرَجَ دِماغُه.

ودَمَغَتِ الشَّمْسُ فُلانًا : آلَمَتْ دِمَاغَهُ ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ.

والدَّامِغَةُ : شَجَّةٌ تَبْلُغُ الدِّماغَ ، وَتَنْتَهِي إِلَيْهِ ، فتَهْشِمُه حَتَّى لا تُبْقِيَ شَيْئًا. وهِيَ آخِرَةُ الشِّجاجِ ، وهِيَ عَشَرَةٌ مُرَتَّبَةٌ : قاشِرَةٌ ، حارِصَةٌ ، وَتُسَمَّى الحَرِصَةُ أَيْضاً ، وكَوْنُ أنَّ الحارِصَةَ والحَرِصَةَ اسْمَانِ للقاشِرَةِ ، هُو مُقْتَضَى الصِّحاحِ وَغَيْرِه ، وظَنَّها بَعْضُهُم غَيْرَ القاشِرَةِ ، فجَعَلَها إِحْدَى عَشَرَةَ ، واعْتَرَضَ عَلَى المُصَنِّفِ فتَأَمَّلْ ، ثُمَّ باضِعَةٌ ، ثُمَّ دامِيَةُ ، ثُمَّ مُتَلاحِمَةٌ ، ثُمَّ سِمْحَاقٌ ، ثُمَّ مُوضِحَةٌ ، ثُمَّ هاشِمَةٌ ، ثُمَّ مُنَقِّلَةٌ ، ثُمَّ آمَّةٌ ، كذا بصِيغَةِ اسْمِ الفاعِلِ ، ووَقَعَ في كُتُبِ الفِقْهِ والحَدِيثِ «المَأْمُومَةُ» ثُمَّ دامِغَةً ، وزادَ أَبو عُبَيْدٍ ) ـ قَبْلَ دَامِيَةٍ ـ دامِعَةً ، بالمُهْمَلَةِ ، ووَهِمَ الجَوْهَريُّ ، فقال : بَعَدَ الدّامِيَةِ هكذا هُوَ في أُصُولِ الصِّحاحِ (٢) ، وقَدْ وُجِدَ في بَعْضِها قَبْلَ «دامِيَة» ، وكأَنَّهُ تَصْحِيحٌ.

قلتُ : ونَصُّ أَبِي عُبَيْدٍ : الدّامِيَةُ هِيَ الَّتِي تُدْمِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسِيلَ منْهَا الدَّمُ ، فإِذا سالَ مِنْهَا دَمٌ فَهِيَ الدّامِعَةُ ، فهذَا صَرِيحٌ في أنَّ الدّامِعَةَ بعدَ الدّامِيَةِ ، والحَقُّ مَعَ الجَوْهَرِيِّ ، وَلا وَهَمَ فِيهِ ، مَعَ أَنَّه سَبَق لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ في «د م ع» حَيْثُ قال : والدّامِعَةُ مِن الشِّجاجِ : بَعْدَ الدّامِيَةِ ، فهُوَ مُطَابِقٌ لِما قالَهُ الجَوْهَرِيُّ هُنا ، فتَأَمَّلْ ذلِكَ.

قال شَيْخُنَا : ثُم إِنَّه جَعَلَ الشِّجاجَ عَشَرَةً ، وعَدَّهَا إِحْدَى عَشَرَةَ ، إلّا أَنْ يُقَالَ : إنَّ حَارِصَةَ اسمُ القاشِرَةِ ، مع بُعْدِه مِنْ كَلامِه ، وبِزِيادَةِ الدّامِعَةِ تَصِيرُ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ ، وعَدَّ الجَوْهَرِيُّ ـ كالمصَنِّفِ ـ مِنْها في «ف ر ش» المُفَرِّشَةَ ، فتَصِيرُ ثَلاثَةَ عَشَرَ (٣) ، فَتَدَبَّرْ ، انْتَهَى.

قلتُ : وسَيَأْتِي مِن الشِّجاجِ : الجَائِفَةُ ، وهِي : الَّتِي تَصِلُ إلى الجَوْفِ ، والحالِقَةُ : الّتِي تَقْشِرُ الجِلْدَ مِنَ اللَّحْمِ ، وسَبَقَ أَيْضاً : الّلاطِئَةُ ، وهِيَ السِّمْحَاقُ ، وهي أَيْضا المِلْطَاءُ والمِلْطَاءَةُ ، والواضِحَةُ وهِي المُوضِحَةُ ، فيكُونُ الجَمِيعُ خَمْسَةَ (٣) عَشَرَ ، فَتَأَمَّلْ. ومِنْهُم مَنْ زادَ البازِلَةَ ، وهِيَ المُتَلاحِمَةُ ؛ لأَنَّهَا تَبْزِلُ اللَّحْمَ ، أي تَشُقُّه ، والمَنْقُوشَةُ : الَّتِي تُنْقَشُ مِنْهَا العِظَامُ أي : تُخْرَجُ ، فتَكُونُ سِتّةَ عَشَرَ (٣).

والدّامِغَةُ : طَلْعَةٌ تَخْرُجُ مِنْ شَظِيّاتِ القُلبِ ، بِضَمِّ القافِ ، أيْ قُلْبِ النَّخْلَةِ ، طَوِيلَةٌ صُلْبَةٌ ، إِنْ تُرِكَتْ أَفْسَدَتِ النَّخْلَةَ ، فإِذا عُلِمَ بِهَا امْتُصِخَتْ.

وقال الأَصْمَعِيُّ : الدّامِغَةُ : حَدِيدَةٌ فَوْقَ مُؤْخِرَةِ

__________________

(١) في الصحاح أبو عبيدة ، وبهامشه نقل محققه عن القاموس أبو عبيدة أيضا.

(٢) وهو المذكور في الصحاح المطبوع.

(٣) كذا بالأصل ، فإن أراد الشحاج فهي مؤنث فقد أخطأ وإلّا فإنه أراد الصنف أو النوع فتكون الألفاظ صحيحة.

١٦

الرَّحْلِ ، وَتُسَمَّى هذه الحَدِيدَةُ أَيْضا : الغاشِيَةَ ، قال ذُو الرَّمَّةِ :

فَرُحْنَا وقُمْنَا والدَّوامِغُ تَلْتَظِي

عَلَى العِيسِ مِنْ شَمْسٍ بَطِي‌ءٍ زَوَالُهَا (١)

وَقَال ابنُ شُمَيْل : الدَّوامِغُ : عَلَى حاقِّ رُؤُوسِ الأحْنَاءِ منْ فَوْقِهَا ، واحِدَتُها دامِغَةٌ ، ورُبَّمَا كانَت مِنْ خَشَب ، وتُؤْسَرُ [بالقِدِّ] (٢) أَسْرًا شَدِيدا ، وهِيَ الخَذَارِيفُ ، واحِدُهَا خُذْرُوفٌ ، وقَدْ دَمَغَتْ المَرْأَةُ حَوِيَّتَها تَدْمَغُ دَمْغًا ، قال الأَزْهَرِيُّ : الدّامِغَةُ إذا كانَتْ مِنْ حَدِيدٍ عُرِّضَتْ فَوْقَ طَرَفَيِ الحِنْوَيْنِ ، وسُمِّرَتْ بمِسْمَارَيْنِ ، والخَذارِيفُ تُشَدُّ عَلَى رُؤُوسِ العَوارِضِ ، لئلّا تَتَفَكَّكَ (٣).

وقال ابنُ عَبّادٍ : الدّامِغَةُ : خَشَبَةٌ مَعْرُوضَةٌ بَيْنَ عَمُودَيْنِ يُعَلَّقُ عَلَيْهَا السِّقَاءُ.

وقال ابنُ دُرَيْدٍ : دَمِيغُ الشِّيْطانِ كأَمِيرٍ : لَقَب وفي الجَمْهَرَةِ : نَبْزُ رَجُلٍ مِنَ العَرَبِ م مَعْرُوف ، كأَنَّ الشَّيْطَانَ دَمَغَهُ.

ومِنَ المَجَازِ : دَمَغَهُمْ بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ أي : ذَبَحَ لَهُم شاةً مَهْزُولَةً ، ويُقَال : سَمِينَةً ، وعَلَيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ ، وَحَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ ، وقالَ : يَعْنِي بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ : الشَّاةَ المَهْزُولَةَ ، قال ابنُ سِيدَه : ولَم يُفَسِّرْ دَمَغَهُم إِلَّا أَنْ يَعْنِيَ غَلَبَهُمْ. قلتُ : وفَسَّرَهُ ابنُ عَبّادٍ والزَّمَخْشَرِيُّ بما قالَهُ المُصَنِّفُ ، وقَدْ مَرَّ شَيْ‌ءٌ مِنْ ذلِكَ في «ط ف أ» وفي «ج د س».

وقال ابنُ عَبّادٍ : الدّامُوغُ : الَّذِي يَدْمَغُ ويَهْشِمُ.

قال : وحَجَرٌ دامُوغَةٌ ، والهاءُ للمُبَالَغَةِ ، وَأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لأَبِي خِماسٍ (٤) :

تَقْذِفُ بالأُثْفِيَّةِ اللَّطّاسِ

والحَجَرِ الدّاموغَةِ الرَّدّاسِ

وقال أَبُو عَمْرٍو : أَدْمَغَهُ إِلَى كَذا ، أي : أَحْوَجَهُ ، وَكذلِكَ أَدْغَمَهُ ، وأَحْرَجَهُ ، وأَزْأَمَهُ ، وأَجْلَدَهُ ، كُلُّ ذلِكَ بمَعْنًى واحِدٍ ، قالَهُ في نَوَادِرِه.

وقال ابنُ عَبّادٍ : دَمَّغَ الثَّرِيدَةَ بالدَّسَمِ تَدْمِيغًا : لَبَّقَها بِهِ وَهُوَ مَجَازٌ ، كَمَا في الأَسَاسِ.

والمُدَمَّغُ ، كمُعَظَّم : الأَحْمَقُ ، كأَنَّ الشَّيْطَانَ دَمَغَهُ مِنْ لَحْنِ العَوَامِّ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : وهُوَ كَلامٌ مُسْتَهْجَنٌ مُسْتَرْذَلٌ ، قَدْ أَولِعَ بِهِ أَهْلِ العِرَاقِ ، أي : وصَوَابُه الدَّمِيغُ ، أَو المَدْمُوغُ. وفي النّامُوسِ : يَصِحُّ أَنْ يكُونَ المُدَمَّغُ مُبَالَغَةً فهي الدَّمِيغِ والمَدْمُوغِ ، فلا يَكُونُ لَحْنًا ، قَالَ شَيْخُنَا : فِيهِ نَظَرٌ : إِذْ هذا يَتَوَقَّفُ على مدمغ ، هَلْ هُوَ كَمُكْرَمٍ ، أَو كَمَقْعَدٍ ، أَوْ كمَجْلِسٍ ، أَوْ كمِنْبَرٍ ، ولا يَصِحُّ هذا التَّأْوِيلُ إِلَّا إذا كانَ كمِنْبَرٍ ؛ لأَنَّه الَّذِي يَكُونُ لِلْمُبَالَغَةِ ، كمِسْعَرِ حَرْبٍ ، وَنَحْوِه ، عَلَى أنَّ التَّحْقِيقَ أَنَّهُ يَتَوَقَّفُ عَلَى السَّمَاعِ ، وهُوَ مَضْبُوطٌ في نُسَخٍ صَحِيحَةٍ مُدَمِّغ ، كمُحَدِّثٍ ، ومِثْلُه لا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى المُبَالَغَةِ بالكُلِّيَّةِ ، فَتَأَمَّلْ.

قُلْتُ : النُّسَخُ الصَّحِيحَةُ الَّتِي لا عُدُولَ عَنْهَا : المُدَمَّغُ كمُعَظَّمٍ ، وهكَذَا ضَبَطَهُ ابنُ عَبّادٍ في المُحِيطِ ، ومِنْهُ أَخَذَ الصّاغَانِيُّ في كِتَابَيْه ، وضَبَطَهُ هكَذَا ، وأَشارَ صاحِبُ النّامُوسِ بقَوْلِه : «مُبَالَغَةٌ في الدَّمِيغِ والمَدْمُوغِ» إِلَى أَنَّه إِنَّمَا شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ ، أي : سُمِّيَ بِهِ لِوُفُورِ حُمْقِهِ ؛ لأَنَّهُ إذا وُجِدَ فِيهِ الحُمْقُ فَهُوَ دَمِيغٌ ومَدْمُوغٌ ، فإِذا كَثُرَ فِيهِ وزادَ فَهُوَ مُدَمَّغٌ ، كما أَنَّكَ تَقُولُ لِذِي الفَضْلِ : فاضِلٌ. وتَقُولُ لِلّذِي يَكْثُر فَضْلُه : فَضّالٌ ومِفْضالٌ ، وقد مَرَّتْ لَذلِكَ أَمْثَالٌ ، ويَأْتِي قَرِيباً في «س ب غ» و «ص ب غ» و «ص د غ» ما يؤَيِّدُه ، وَكأَنَّ المَعْنَى أنَّ الشَّيْطَانَ دَمَغَه ، وعَلاهُ وغَلَبَهُ كَثِيرًا حَتَّى قَهَرَهُ ، وهذَا أَيْضاً صَحِيحٌ ، إلّا أنَّ كَوْنَه صَحِيحاً في المَعْنَى أو المَأْخَذِ أو الاشْتِقَاقِ لا يُخْرِجُه عُنْ كَوْنِه لَحْنًا غَيْرَ مَسْمُوعٍ عَن الفُصَحاءِ ، فتَأَمَّلْ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :

الدَّمْغُ : الأَخْذُ والقَهْرُ مِنْ فَوْقُ ، كما يَدْمَغُ الحَقُّ الباطِلَ ، وَقَدْ دَمَغَهُ دَمْغًا : أَخَذَهُ مِنْ فَوْقُ ، وغَلَبَهُ ، وهو مَجَازٌ ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعالَى : فَيَدْمَغُهُ (٥) أي يَغْلِبُه ، ويَعْلُوه ويُبْطِلُه ، وقالَ

__________________

(١) ديوانه ص ٥٤٣ وروايته :

فقمنا فرحنا والدوافع تلتظي

على العيس من شمس بطى‌ء زوالها

(٢) زيادة عن التهذيب ٨ / ٨٠ دمغ.

(٣) في التهذيب : «تنفكّ» والأصل كالتكملة واللسان.

(٤) في التكملة : لأبي حماس ، بالحاء المهملة.

(٥) من الآية ١٨ من سورة الأنبياء.

١٧

الأَزْهَرِيُّ : أي : فيَذْهَبُ بِه ذَهَابَ الصَّغَارِ والذُّلِّ.

وَالدّامِغُ : جَبَلٌ باليَمَنِ.

وَأَدْمَغَ الرَّجُلُ طَعَامَهُ : ابْتَلَعَهُ بَعْدَ المَضْغِ ، وقِيلَ : قَبْلَه.

وَدَمَغَتِ (١) الأرْضُ : أَكَلَتْ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ.

وَالدِّماغُ ، ككِتَاب : سِمةٌ لِلإبِلِ في مَوْضِعِ الدَّمْغِ ، نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ ، كما قالَهُ شَيْخُنا.

قُلْتُ : وهكَذَا قَرَأْتُهُ في الرَّوْضِ عَنْدَ ذِكْرِ سِماتِ الإِبِلِ ، غَيرَ أَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ للمُصَنِّفِ في «د م ع» أنَّ الدِّماعَ : مِيسَمٌ في المَنَاظِرِ سائِلٌ إلى المَنْخِرِ ، فلَعَلَّ ما ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ هُو هذا ، وقد صَحَّفَه النُّسَاخُ حَيْثُ أَعْجَمُوا الغَيْنَ ، فتَأَمَّلْ ذلِكَ.

وَالدّامِغَانِ ، بِكَسْرِ المِيمِ : مَدِينَةٌ عَظِيمَةٌ بفارِسَ ، منها الإمامُ قاضِي القُضَاةِ أَبُو عَبْدِ الله (٢).

[دنغ] : رَجُلٌ دَنِغٌ ، ككَتِف ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وَالصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَةِ ، وأَوْرَدَهُ في العُبَابِ ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أي : رَذْلٌ سافِلٌ ، ج : دَنَغَةٌ مُحَرَّكَةً ، وَهو نادِرٌ ، لأَنَّ فَعَلَةً جَمْعاً إِنَّما هُوَ تَكْسِيرُ فاعِلٍ ، وهُمْ سَفِلَةُ النّاسِ ورُذَالُهُمْ قال ابنُ دُرَيْدٍ : ويُقَالُ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ أَيْضاً ، وهُوَ الوَجْهُ. قُلْتُ : وقد تَقَدَّمَ ذلِكَ عَن الجَوْهَرِيِّ وغَيْرِه.

[دوغ] : داغَ القَوْمُ دَوْغًا ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقال ابنُ الفَرَجِ : سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الكِلابِيَّ يَقُولُ : داغَ القَوْمُ ودَاكُوا : إِذا عَمَّهُمْ المَرَضُ ، وهُمْ في دَوْغَةٍ مِنَ المَرَضِ ودَوْكَةٍ : إِذَا عَمَّهُمْ وآذاهُمْ.

وقال ابنُ عَبّادٍ : داغَهُ الحَرُّ ، أي : أَفْسَدَهُ يَدُوغُه دَوْغًا ، وَمنه قَوْلُهُم : هُوَ صاحِبُ دَوْغاتٍ ، أي : فَسادٍ.

وداغَ الطَّعَامُ : رَخُصَ.

قال : وداغَ القَوْمُ بَعْضُهُم إلى بَعْضٍ في القِتَالِ : اسْتَرَاحُوا. وقال غَيْرُه : أَصَابَتْنا الدَّوْغَةُ أي : البَرْدُ.

وقال أَبُو سَعِيدٍ : في فُلانٍ الدَّوْغَةُ (٣) والدَّوْكَةُ ، أي : الحُمْقُ.

وذَكَرَ الأَطِبّاءُ في كُتُبِهمْ الدُّوغُ ، بالضَّمِّ ، وهو المَخِيضُ ، وَهو فارِسِيُّ.

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : «أَحْمَقُ مِنْ دُغَةَ» فَسَيَأْتِي في المُعْتَلِّ إِنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى.

فصل الذال المعجمة

مع الغين

هذا الفَصْلُ مَكْتُوبٌ بالحُمْرَةِ ؛ لأَنَّهُ مُسْتَدْرَكٌ عَلَى الجَوْهَرِيِّ.

[ذغغ] : ذَغَّ جارِيَتَهُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ ، وَقالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ : أي جامَعَهَا ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ في كِتابَيْهِ.

[ذلغ] : ذَلِغَتْ شَفَتُه ، كَفرِحَ تَذْلَغُ ذَلَغًا ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقَالَ ابنُ بُزُرْجَ : أي انْقَلَبَتْ وقالَ غَيْرُه : تَشَقَّقَتْ ، وهُوَ أَذْلَغُ.

وذَلَغَهَا ، كمَنَعَ : جَامَعَها نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

وفي نَوادِرِ الأَعْرَابِ : ذَلَغَ الطَّعَامَ ودَلَعَهُ ، ولَغِفَه : أَكَلَهُ ، أَوْ ذَلَغَهُ : سَغْسَغَهُ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ ، أَو الذَّلْغُ : الأَكْلُ لِمَا لانَ ، كما قالَهُ ابنُ عَبّادٍ أَيْضاً.

والأَذْلَغُ ، والأَذْلَغِيُّ ، والمِذْلَغُ ، كمِنْبَرٍ : الذَّكَرُ ، وَأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو :

واكْتَشَفَتْ لِنَاشِى‌ءٍ دَمَكْمَكِ

عَنْ وارِمٍ أَكْظَارُه عَضَنَّكِ

تَقُولُ : دَلِّصْ ساعَةً ، لا ، بَلْ نِكِ

فداسَهَا بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ

فَصَرَخَتْ قَدْ جُزْتَ أَقْصَى المَسْلَكِ

__________________

(١) كذا بالأصل واللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : قاضي القضاة أبو عبد الله ، هكذا هو في النسخ التي بأيدينا بدون ذكر اسمه اهـ» والذي في لباب ابن الأثير : قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن عليّ بن محمد الدامغاني ... توفي ببغداد سنة ٤٧٨ ه‍. وكانت ولادته بالدامغان سنة ٤٠٠ ه‍.

(٣) في التهذيب واللسان والتكملة : في فلان دوغة ودوكة أي حمق بحذف الألف واللام في الألفاظ الثلاثة.

١٨

كأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إلى بَنِي أَذْلَغَ ، وهُمْ قَوْمٌ مِنْ بَنِي عامِرٍ يُوصَفُونَ بالنِّكَاحِ ، قالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ في كِتَابِ الفَرْقِ ، وَقالَ ابنُ بَرِّيٍّ : وقِيلَ : الأَذْلَغِيُّ : مَنْسُوبٌ إلى الأَذْلَغِ بنِ شَدّادٍ ، مِنْ بَنِي عُبَادَةَ بنِ عُقَيْل ، وكانَ نَكّاحاً ، ونَقَلَ الصّاغَانِيُّ عن ابْنِ الكَلْبِيُّ : الأَذْلَغُ : هُو عَوْفُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ عُبَادَةَ ، وأُمَّه من ثُمَالَةَ ، مِنْهُمْ كُرْزُ بنُ عامِرِ بنِ الأَذْلَغِ ، قاتِلُ حُصَيْنِ بنِ حُذَيْفَةَ يومَ الحاجِرِ.

وَقالَ ابنُ بَرِّيّ : وقالَ الوَزِيرُ : الأَذْلَغُ : الأَيْرُ الأَقْشَرُ ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً : مِذْلَغٌ ، وقالَ كُثَيِّرٌ المُحَارِبِيُّ :

لَم أَرَ فِيهِمْ كسُوَيْدٍ رامِحَا

يَحْمِلُ عَرْدًا كالمَصَادِ زامِحا

مُلَمْلَمَ الهَامَةِ يُضْحِي قاسِحَا (١)

لَمّا رَأَى السَّوْدَاءَ هَبَّ جانِحَا

فشَامَ فِيهَا مِذْلَغًا صُمَادِحَا

فَصَرَخَتْ لَقَدْ لَقِيتُ ناكِحَا

رَهْزًا دِرِاكاً يَحْطِمُ الجَوَانِحَا

وَقالَ الأَزْهَرِيُّ : الذَّكَرُ يُسَمَّى أَذْلَغَ إِذَا اتْمَهَلَّ فصارَتْ ثُومَتُه مِثْلَ الشَّفَةِ المُنْقَلِبَةِ.

وقال ابنُ عَبّادٍ : الذّالِغُ : لَقَبُ الإِنْسَانِ في سُوءِ ضَحِكِه.

قال : وأَمْرٌ ذالِغٌ ومُتَذَلِّغٌ : لَيْسَ دُونَهُ شَيْ‌ءٌ ، الأَخِيرُ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَنْ غَيْرِ ابنِ عَبّادٍ.

والانْذِلاغُ : إِرْطابُ النَّخْلِ ، كالانْثِلاغِ.

والانْذِلاغُ : انْسِلاخُ ظَهْرِ البَعِيرِ مِن الحَمْلِ.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :

رَجُلٌ أَذْلَغُ وأَذْلَغِيُّ : غَلِيظُ الشَّفَةِ ، كما في المُحْكَمِ ، وَفي التَّهْذِيبِ : غَلِيظُ الشَّفَتَيْنِ.

وَقالَ رَجلٌ مِنَ العَرَبِ : كانَ كُثَيِّرٌ أُذَيْلِغَ ، لا ينَالُ خِلْفَ النّاقَةِ لقِصَرِه.

وَرَجُلٌ أَذْلَغُ : مُتَقَشِّرُ (٢) الشَّفَةِ. والأَذْلَغُ ، والأَذْلَغيُّ : الأَقْلَفُ ، قال النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يَهْجُو لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ :

دَعِي عَنْكِ تَهْجَاءَ الرِّجَالِ وأَقْبَلِي

عَلَى أَذْلَغِيٍّ يَمْلَأُ اسْتَكِ فَيْشَلَا

وَذَلِغَ الذَّكَرُ يَذْلَغُ : أَمْذَى ، وذَكَرٌ أَذْلَغِيُّ : مَذّاءٌ.

قال ابنُ بَرِّيٍّ : ويُقَالُ ، تَذَلَّغَتِ الرُّطَبَةُ : انْقَشَرَ جِلْدُها.

وَتَذَلُّغَ ظَهْرُ الجَمَلِ مِنَ الحِمْلِ : إذا انْقَشَرَ جِلْدُه.

فصل الراءِ

مع الغين

[ربغ] : رَبَغَ القَوْمُ في النَّعِيمِ : إذا أَقامُوا فيه.

وعَيْشٌ رابِغٌ : رافِغٌ : ناعِمٌ ورَبِيعٌ رابِغٌ ، أي : مُخْصِبٌ كُلُّ ذلِكَ عَنْ أَبِي عَمْرٍو.

وقال أَبُو سَعِيدٍ : الرّابِغُ : مَنْ يُقِيمُ عَلَى أَمْرٍ مُمْكِنٍ لَهُ.

ورابِغٌ بلا لامٍ : وادٍ عَنْدَ الجُحْفَةِ : يَقْطَعُهُ الحاجُّ بَيْنَ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، قُرْبَ البَحْرِ قال ابنُ بَرِّيٍّ : بَيْنَ البَزْواءِ وَالجُحْفَةِ دُونَ عَزْوَرَ ، وقالَ ابنُ ظَهِيرٍ الطَّرَابُلُسِيُّ في مَنَاسِكِه ، ثُمَّ يُحْمَلُ الماءُ مِنْ بَدْرٍ إلى رابِغٍ ، وبَيْنَهُما خَمْسُ مَرَاحِلَ ، الأُولَى : قاعُ البَزْواءِ ، ثُمّ عَقَبَهُ وَادِي السَّوِيقِ ، ثُمَّ آخِرُ وَدّانَ ، ثُمّ شَقْرَاءُ ، ثُمَّ رابِغٌ ، وهو مَنْهَلٌ حَسَنٌ ، ومِنْهُ يُحْمَلُ الماءُ إلى خُلَيْصٍ ، وبَيْنَهُمَا أَرْبَعُ مَراحِلَ ، قال كُثَيِّرٌ :

أَقُولُ وقَدْ جاوَزْنَ مِنْ عَيْنِ رابِغٍ

مَهامِهَ غُبْرًا يَرْفَعُ الأُكْمَ آلُها (٣)

ورابِغُ بنُ يَحْيَى الصِّنْهاجِيُّ [الدِمَشْقِيُّ]* المُقْرِى‌ءُ الجَنَائِزِيّ مُتَأَخِّرٌ ، رَوَى هُو عَن ابْنِ المُقيَّرِ ، وتُوُفِّي سنة ٦٧٨ بدِمَشْقَ وابْنُه مُحَمَّدُ بنُ رابِغٍ الوَكِيلُ ، عَنْهُ الحَاكِمُ ، حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ النُّشْبِيِّ ، وماتَ سَنَةَ بِضْعٍ وعِشْرِينَ وَسَبْعِمائَةٍ.

وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الرَّبْغُ ، بالفَتْحِ : الرِّيُّ

__________________

(١) ويروى : قازحا.

(٢) عن اللسان وبالأصل «منتشر».

(٣) ديوانه ومعجم البلدان برواية : صدر رابغ.

(*) ساقطة من الكويتية.

١٩

وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الرَّبْغُ : التُّرَابُ المُدَقَّقُ ، مِثْلُ الرَّفْغِ سَوَاء.

وقال ابنُ عَبّادٍ : الرَّبَغُ بالتَّحْرِيكِ : سَعَةُ العَيْشِ.

قال والرَّبِغُ كَكَتِفٍ : الماجِنُ الفاجِرُ ، وَقد رَبِغَ ، كفَرِحَ.

والأَرْبَغُ : الكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَي‌ءٍ ، والاسمُ الرَّباغَةُ ، كَسَحَابَةٍ (١) قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ ، وفِعْلُه رَبُغَ ، ككَرُمَ.

واليَرْبَغُ ، كاليَرْمَعِ : ع ، م مَعْرُوفٌ (٢) ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ ، وَأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ :

فاعْسِفْ بناجٍ كالرَّبَاعِي المُشْتَغِي

بصُلْبِ رَهْبَى أو جِمَادِ اليَرْبَغِ(٣)

قال الصّاغَانِيُّ : هُوَ بَيْنَ عُمَانَ والبَحْرَيْنِ.

ويُقَالُ : أَخَذَهُ برَبَغِهِ ، مُحَرَّكَةً أي : بحِدْثانِهِ ورُبّانِهِ قَبْلَ أَنْ يَفُوتَ ، كَذا في المُحيطِ ، وفي اللِّسَانِ : وقِيلَ : بأَصْلِه.

وأَرْبَغَ إِبِلَهُ : تَرَكَها تَرِدُ الماءَ كَيْفَ شاءَتْ ، بِلا تَوْقِيتٍ ، هكذا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ ، والصَّحِيحُ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ ، وقد تَقَدَّمَ ، يُقال : تُرِكَتْ إِبِلُهُمْ هَمَلاً مُرْبَغًا ، كَذا نَص التَّهْذِيبِ ، وفي المُحْكَم : مُرْبَغَة.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليهِ :

أَرْبَغَ الشَّيْطَانُ في قَلْبِهِ وعَشَّشَ ، أي : أَقامَ عَلَى فَسَادٍ اتَّسَعَ لَهُ المُقَامُ مَعَهُ ، قالَهُ أَبُو سَعِيدٍ.

وَناقَةُ مُرْبِغَةٌ ، كمُحْسِنَةٍ : سَمِينَةٌ مُخْصِبَةٌ ، ومِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ رضي‌الله‌عنه : «هَلْ لَكَ في ناقَيْنِ مُرْبِغَتَيْنِ؟».

وَرَبِغَت الإِبِلُ رَبْغًا : وَرَدَتِ الماءَ مَتى شاءَتْ وَأَرْبَغُ ، كأَحْمَد : مُوضِعٌ عن ابْنِ دُرَيْدٍ ، وأَهْمَلَهُ ياقُوت.

وَأَرْبَاغ : موضِعٌ آخَرُ ، قال الشَّنْفَرَى :

وَأُصْبِحُ بالعَضْداءِ أَبْغِي سَرَاتَهُم

وَأُسْلِكُ خِلًّا بَيْنَ أَرْبَاغَ والسَّرْدِ

ومِنْ أَمْثَالِهم : «الفُساءُ خَيْرٌ من الرَّبْغ» وقد مَرَّ ذِكْرُه في «ف س أَ» (٤).

[رثغ] : الرَّثَغُ ، مُحَرَّكَةً أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ اللَّيْثُ :

هُوَ لُغَةٌ في اللَّثَغِ ، بالّلامِ ، كما سَيَأْتِي ، هكَذا هُوَ في اللِّسَانِ والعُبَابِ والتَّكْمِلَةِ.

[ردغ] : الرَّدَغَةُ ، مُحَرَّكَةً وتُسَكَّنُ : الماءُ والطِّينُ ، والوَحَلُ الكَثِيرُ الشَّدِيدُ ، قال أبُو زَيْدٍ : هِيَ الرَّدَغَةَ ، أي : بالتَّحْرِيكِ ، وقد جاءَ رَدْغَةُ وفي مَثَلٍ مِنَ المُعَاياة : قالُوا : «ضَأْنٌ بِذِي تُنَاتِضَةَ (٥) ، تَقْطَعُ رَدْغَةَ الماءِ ، بعَنَقٍ وإِرْخَاءٍ» يُسَكِّنُونَ دالَ الرَّدْغَةِ في هذِه وَحْدَها ، ولا يُسَكِّنُونَها في غَيْرِها ، وقد ذُكِرَ في «ن ت ض» فراجِعْهُ.

ج : رَدْغٌ ، ورَدَغٌ ، ورِدَاغٌ ، كصَحْبٍ ، وخَدَمٍ ، وجِبَالٍ وَمِنْهُ حَدِيثُ شَدّادِ بنِ أَوْسٍ رضي‌الله‌عنه : «مَنَعَنَا هذا الرِّداغُ عَن الجُمُعَةِ» وفي حَدِيثٍ آخرَ : «خَطَبَنا في يَوْمٍ ذِي رَدْغٍ».

ومَكَانٌ رَدِغٌ ككَتِفٍ : كَثِيرُهُ ، وَفي اللِّسَانِ : أي : وَحِلٌ ، وَفي التَّكْمِلَةِ : ذُو رَدْغٍ (٦).

ورَدْغَةُ الخَبَالِ بالفَتْحِ ويُحَرَّك : عُصَارَةُ أَهْل النّارِ ، هكَذَا فُسِّرَ بِهِ حَدِيثُ حَسّانِ بنِ عَطِيَّةَ : «مَنْ قَفَا مُسْلِما بما لَيْسَ فِيهِ وَقَفَه الله في رَدْغَةِ الخَبَالِ ، حَتَّى يَجى‌ءَ بالمَخْرَجِ مِنْهُ» ، وفي رِوَايةٍ أُخْرَى : «مَنْ قالَ في مُؤْمِنٍ ما لَيْسَ فِيهِ حَبَسَهُ اللهُ في رَدْغَةِ الخَبَالِ» وفي حَدِيثٍ آخَرَ : «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ سَقَاهُ الله مِنْ رَدْغَةِ الخَبَالِ».

والرَّدِيغُ ، كأَمِيرٍ : الصَّرِيعُ عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ ، والعَيْنُ لُغَةٌ فِيهِ ، كما تَقَدَّمَ ، وقَدْ رُدِغَ بِه ، أي : صُرعَ.

والرَّدِيغُ ، قال الأَزْهَرِي : هكَذَا أَقْرَأَنِيهِ الإِيادِيُّ عَنْ شَمِرٍ ، وأَمّا المُنْذِريُّ فإِنَّهُ أَقْرَأَني لأبِي عُبَيْدٍ فِيما قَرَأَ عَلَى أَبِي الهَيْثَمِ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ ، قَالَ : وكِلاهُمَا عِنْدِي مِنْ نَعْتِ الأحْمَق ، وَزادَ غَيْرُه : الضَّعِيف.

وناقَةٌ ذاتُ مَرادِغَ أي : سَمِينَةٌ وكذلِكَ : جَمَلٌ ذُو مَرادِغَ ،

__________________

(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : كصحابة.

(٢) في معجم البلدان : موضع في ديار بني تميم بين عمان والبحرين.

(٣) المشتغي : الذي قد همّ أن يلقي رباعيته إذا شخصت ونفضت ، أراد البزول ، تكملة.

(٤) كذا بالأصل ، ولم أعثره عَلَيه هناك.

(٥) الأصل واللسان وفي التهذيب : تناقضه بالقاف.

(٦) في التكملة : ذو ردغة.

٢٠