تاج العروس - ج ٥

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي

تاج العروس - ج ٥

المؤلف:

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي


المحقق: علي شيري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٠

١
٢

فصل السين

مع الدال المهملتين

[سأد] : الإسآد كالإكرام : الإغْذاذ في السَّيْرِ ، وسيأْتي أَغذّ ، في المعجمة.

أَو الإِسآد : سَيْرُ اللَّيْلِ كلّه بلا تَعْرِيس فيه ، كما أَن التأْويبَ سَيْرُ النهارِ لا تعريجَ فيه.

قلت : هو قول المبرّد. قال الجوهريّ وهو أَكثرُ ما يُستعمَل (١) ، وأَنشد قول لَبِيد :

يُسْئِدُ السَّيْرَ عليها راكِبٌ

رابِطُ الجَأْشِ على كُلِّ وَجَلْ

ومن سجعات الأَساس : أسْعَدَ يَوْمَهُ إسْعَاداً ، مَنْ أَسْأَدَ لَيلَتهُ إسْآداً.

أو الإِسْآد : سَيرُ الإِبِلِ اللَّيْلَ مَع النَّهَارِ : وهو قول أَبي عَمْرو.

وسَئِدَ كفَرِح : شَرِبَ ، عن الصاغانيّ.

وسَئِدَ جُرْحُه : انتقَضَ ، يَسْأَد سأَداً فهو سَئِدٌ ، عن أَبي عَمْرو. وأَنشد :

فبِتُّ من ذَاكَ سَاهراً أَرِقاً

أَلْقَى لِقَاءَ اللَّاقِي من السَّأَدِ

وسأَدَه ، كمَنَعه سَأْداً ، بفتح فسكون ، على القياس وسَأَداً ، محرَّكَةً على غير قياسٍ : خَنَقَه.

ويقال للمرأَة : إِنّ بها أَي فيها سُؤْدَة ، بالضّمّ ، أَي بَقِيّة من الشَّباب والقُّوّة.

وفي الصّحاح : المِسْأَدُ ، كمِنْبَرٍ : نِحْيُ السَّمْنِ والعَسَلِ (٢) ، يُهْمز ولا يُهْمَز ، فيقال : مِسَادٌ ، فإذا هُمِز فهو مِفْعَلٌ ، وإذا لم يُهْمَز فهو فِعَالٌ.

وقال الأَحمرُ : المُسْأَدُ من الزَّقَاق أَصغَرُ من الحميت. وقال شَمِر : الذي سَمِعْنَاه المُسْأَب ، بالباء : الزِّقُّ العَظِيم.

وبَعير به سُؤَادٌ ، كغُرَاب : داءٌ يأْخُذُ الإِنسانَ ، هكذا في النُّسخ ، وفي بعض الأُمَّهات : الناسَ ، وهو الصواب (٣).

والإِبِلَ والغنمَ مِنْ شُرْبِ وفي بعض الأُمّهات : على الماءِ المِلْح وقد سُئِدَ ، كعُنِيَ ، فهو مَسْؤُودٌ ، إِذا أَصابه ذلك الدَّاءُ.

ولم يذكر المصنِّف السَّأْد ، وهو المَشْي. قال رُؤبة :

من نَضْوِ أَوْرَامٍ تَمشَّتْ سَأْدَا

وقال الشّمّاخُ :

حَرْفٌ صَمُوتُ السُّرَى إِلَّا تَلَفُّتَها

باللَّيْلِ في سَأَدٍ مِنها وإِطراقِ

وأَسأَد السَّيْرَ : أَدْأَبه. أَنشدَ اللِّحْيَانيُّ :

لم تَلْقَ خَيْلٌ قَبْلَهَا ما لَقَيَتْ

مِن غِبِّ هَاجرةٍ وسَيْرٍ مُسْأَدِ

[سبد] : السَّبْدُ ، بفتح فسكون : حَلْقُ الشَّعَرِ واستئصالُه ، كالإِسْبادِ ، والتَّسْبِيدِ.

وقال أَبو عَمرٍو : سَبَدَ شَعرَه وسَبَّدَه وأَسْبَدَه وسَبَّتَه ، إِذا حَلَقَه.

والسِّبْد بالكسر : الذِّئْبُ أَخَذَه من قول المُعَذَّل بن عبدِ الله :

من السُّحِّ جَوَّالاً كأَنَّ غُلامَهُ

بُصرِّفُ سِبْداً في العِيَانِ عَمَرَّدَا (٤)

ويروى سِيداً والسَّبْد : الدَّاهِيَةُ ، كالسَّبْدة

__________________

(١) عبارة الصحاح : وأكثر ما يستعمل ذلك في سير الليل.

(٢) الصحاح : أو العسل.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية : قوله : وهو الصواب ، انظر ما وجهه ، وهو ساقط من بعض النسخ».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قال في اللسان : قوله من السح يريد من الخيل التي تسح الجري أي تصبه. والعمرد : الطويل. وظن بعضهم أن هذا البيت لجرير وليس له ، وبيت جرير هو قوله :

على سابح نهدٍ يشبَّه بالضحى

إذا عاد فيه الركض سيدا عَمَرَّدا»

وقوله العيان بياء مثناة تحتية خطأ صوابه العنان بالنون ، يريد عنان الحصان.

٣

ويقال : هو سِبْدُ أَسْبَادٍ ، أَي دَاهِيَةٌ ، وفي بعض الأُمهات (١) : دَاهٍ في اللُّصُوصِيَّةِ.

والسَّبَد ، بالتَّحْرِيك : القليلُ من الشَّعَرِ ، ومن ذلك قولهم : فُلانٌ مَالَهُ سَبَدٌ ولَا لَبَدٌ ، محرَّكتانِ ، أَي لا قَليلٌ ولا كثيرٌ ، وهذا قَولُ الأَصمعيّ. وهو مَجاز ، أَي لا شي‌ءَ له.

وفي اللسان : أي ماله ذو وَبَرٍ ولا صُوفٍ مُتلبّد ، يُكنَى بهما عن الإِبل والغَنَم ، وقيل يُكْنَى بِهِ عن المَعز والضَّأْن ، وقيل يُكْنَى بِهِ عن الإِبل والمعز ، فالوَبر للإِبل والشَّعَر للمَعز.

وقيل : السَّبَد من الشَّعر ، واللَّبَد من الصُّوف (٢).

وبهذا الحديث سُمَّي المالُ سَبَداً.

والسُّبَدَةُ ، والسُّبَدُ كصُرَد : العَانةُ ، لكونها مَنْبِت الشَّعر ، من سَبَّدَ رَأْسَه ، إِذا جَزَّه ، كما في الأَساس.

والسُّبَدُ : ثَوْبٌ يُسَدُّ به الحَوْضُ المَرْكُوُّ لئلّا يتكدَّرَ الماءُ ، يُفْرَش فيه وتُسْقَى الإِبلُ عليه ، وإياه عَنَى طُفيْلٌ الغَنوِيّ :

تَقْرِيبُهَا المَرَطَى والجَوْزُ مُعْتدِلٌ

كأَنّهُ سُبَدٌ بالماءِ مَغسُولُ

المَرَطَى : ضرْبٌ من العَدْوِ ، والجَوْزُ : الوَسَط.

وسُبَد ع قُرْبَ مَكَّة شرَّفها الله تعالى. أَو جَبَلْ ، أَو وادٍ بها ، كما في معجم البكريّ.

وقال بعضُهم : السُّبَد في قول طُفيل : طائِرٌ لَيّنُ الرِّيشِ إذا وَقعَ عليه ، أَي على ظَهْره قَطْرَتانِ ، وفي بعض الأُمهات (٣) : قَطْرَة ، من الماءِ جَرَى من فَوْقِه لِلِينِه ، وأَنشد قول الراجز :

أَكُلَّ يومٍ عَرْشُها مَقِيلِي

حَتَّى تَرَى المِئْزَرَ ذا الفُضُولِ

مثْلَ جَناحِ السُّبَدِ المَغْسُولِ

والعرب تُسمِّي (٤) الفرَسَ به إِذا عَرِق وقيل : السُّبَدُ : طائرٌ مثْلُ العُقاب. وقيل : ذَكَرُ العِقْبَان ، وإِيّاه عَنَى ساعدةُ بقوله :

كأَنَّ شُئُونَهُ لَبَّاتُ بُدْنٍ

غَدَاةَ الوَبْلِ أَو سُبَدٌ غَسِيلُ

وجَمعه : سِبْدَانٌ. وحكَى أَبو مَنْجُوفٍ عن الأَصمعيّ ، قال : السُّبَد : هو الخُطَّاف البَرِّيُّ. وقال أَبو نصْر : هو مثْل الخُطَّاف ، إِذا أَصابَه الماءُ جَرَى عنه سريعاً.

قلت : وهكذا في شرح أَبي سَعِيد السُّكَّريّ لأَشعارِ هُذَيْل عن الأَصمعيِّ ، وقبله :

إِذا سَبَلُ العَمَاءِ دَنَا عليه

يَزِلُّ بِرَيْدِه ماءٌ زَلُولُ

وغَسِيلٌ : أَصابَه المَطَرُ.

والسُّبَد : الشُّؤْمُ ، حكاه اللَّيْثُ عن أَبي الدُّقَيْش في قول أَبي دُوَاد الإياديّ :

امرؤُ القيسِ بن أَرْوَى مُولِياً

إِنْ رَآنِي لأَبُوأَنْ بِسُبَدْ

قُلْتَ بُجْراً قُلْتَ قولاً كاذِباً

إِنّمَا يَمْنَعُنِي سَيْفِي ويَدْ

وسُبَدُ بنُ رِزَامِ بنِ مازِن بن ثَعْلَبةَ بنِ ذُبْيَانَ ، في أَنساب قيس.

والسَّبِد ، ككَتِف : البَقِيَّةُ من الكَلإِ.

والتَّسْبِيدُ : التَّشعِيث وتَرْكُ الادِّهانِ (٥) وبه فُسِّرَ الحديثُ في حَقِّ الخَوَارج : «التَّسْبِيدُ فيه فاشٍ».

حكاه أَبو عُبيد ، عن أَبي عُبيدةَ. وقال غيرُه : هو الحَلْق (٦). واستئصال الشَّعَر. وقال أَبو عُبَيْدٍ : وقد يكون الأَمرانِ جَميعاً. وفي حديثٍ آخَرَ : «سِيماهُم التَّحْلِيقُ والتَّسْبِيد».

وروى عن ابن عبّاس ، رضي‌الله‌عنهما : «أَنَّهُ قَدِم مَكَّةَ مُسَبِّداً رَأْسَهُ ، فأَتَى الحَجَرَ فَقَبَّلَهُ» قال أَبو عُبيد : فالتَّسْبِيد هنا تَرْكُ التَّدَهُّنِ والغَسْلِ. وبعضهم يقول : التَّسميد ، بالميم. ومعناهما واحدٌ.

__________________

(١) وهي عبارة اللسان ، وفي الصحاح : داهيا. وفي التهذيب يقال للرجل الداهي.

(٢) وهو قول الأصمعي.

(٣) وهي في اللسان ، وفي التهذيب والصحاح : فطرتان.

(٤) اللسان : تشبّه.

(٥) في اللسان عن أبي عبيدة : ترك التدّهن وغسل الرأس.

(٦) عن اللسان وبالأصل «الخلق».

٤

والتَّسبيد : بُدُوُّ رِيشِ الفَرْخِ وتَشْوِيكُه ، قال النابغة :

مُنْهَرِتُ الشِّدْقِ لم تَنْبُتْ قَوادِمُهُ

في حاجِبِ العَيْنِ مِن تَسْبِيدِهِ زَبَبُ (١)

والتَّسبيد : بُدُوُّ شَعَرِ الرَّأْسِ ، يقال سَبَّدَ شَعرهَ ، استأْصَلَه حتّى أَلْزقَه بالجِلْد ، وأعفاه جميعاً ، فهو ضِدُّ.

وقال أَبو عُبيد : سَبَّدَ شَعرَه وسَمَّده ، إِذا استأْصَلَه حتى أَلْحَقَه بالجِلْد ، قال : وسَبَّد شَعرَه ، إِذا حَلقَه ثم نَبتَ منه الشي‌ءُ اليسيرُ.

والتَّسبِيدُ : نَبَاتُ حدِيثِ النَّصِيِّ في قَديمِه ، كالإِسباد ، وقد سَبَّدَ ، وأَسْبَدَ.

والتَّسْبِيد : أَن تُسَرِّحَ شَعرَ رَأْسكَ وتَبُلَّهُ ثُمَّ تَتْرُكَهُ ، قاله أَبو تُرابِ عن سُليمانَ بنِ المُغِيرة.

والأَسْبادُ ، بالفتح : ثِيابٌ سُودٌ ، جمْع سَبَد ، والأَسْبَاد من النَّصِيِّ : رُؤُوسُها أَوَّلَ ما تَطْلُع (٢) ، جمع سَبَدٍ. قاله أَبو عَمرٍو. وأَنشد قولَ الطِّرِمَّاح يصف قِدْحاً فائزاً :

مُجَرَّبٌ بالرِّهانِ مُسْتَلِبٌ

خَصْلَ الجَوَارِي طَرَائِفٌ سَبَدُهْ

أَراد أَنه مُسْتَطْرَفٌ فَوزُه وكَسْبُه.

ويقال : بأَرْضِ بني فُلانٍ أَسبادٌ ، أَي بَقايَا من نَبْتٍ ، واحدُهَا : سَبِدٌ (٣) ، ككَتِفٍ ، وقال لَبِيد :

سَبِداً (٣) من التَّنُّومِ يَخبِطُهُ النَّدَى

ونَوادِراً من حَنْظَلٍ خُطْبانِ

والسَّبَدُ : ما يطلع من رؤُوس النَّبَات قبل أَن يَنْتَشِرَ.

والسَّبَنْدَى بفتحتين : الطَّوِيلُ ، في لُغَة هُذَيْل. وقيل : الجَريُّ. وقيل (٤) : هو الجَري‌ءُ من كلِّ شَيْ‌ءٍ على كلِّ شيْ‌ءٍ ، هُذَلِيّة.

وأَورده الأَزهريُّ في الرُّباعيّ. وكلُّ جَرِي‌ءٍ سَبَنْدَى وسَبَنْتَى. وقيل : هي اللَّبْوَةُ الجَرِيئةُ. وقيل : هي النّاقةُ الجَرِيئةُ الصَّدرِ ، وكذلك الجَمَلُ ، قال :

عَلَى سَبَنْدَى طالَمَا اعتَلَى بِهْ

والسَّبَنْدَى : النَّمِرُ ، وقال أَبو الهَيثم : السَّبَنْتاةُ النَّمِر ، ويوصف بها السَّبُع.

والسَّبَنْدَى والسِّبِنْدَى والسَّبَنْتَى : النَّمِرُ ، وقيل : الأَسَدُ ، أَنشدَ يَعقُوب :

قَرْمٌ جَوادٌ من بَنِي الجُلُنْدَى

يَمْشِي إِلَى الأَقْرَانِ كالسَّبَنْدَى

ج : سَبَانِدُ وسَبَانِدَةٌ.

أَو هي الفُرَّاغُ وأَصحابُ اللهْوِ والتَّبَطُّلِ ، كالسَّنادِرة (٥) كما في نوادر الأَعراب.

* ومما يستدرك عليه :

السَّبُّود كسَفُّودٍ : الشَّعرُ ، نقله ابن دُرَيْد عن بعض أَهل اللُّغَة ، قال وليس بثَبتٍ.

وسُبَدُ كزُفَرَ : بَطْنٌ من قُريش.

وسَبَدٌ ، محرَّكةً : جَبَلٌ أَو وادٍ ، أَظُنُّه (٦) حِجَازِيًّا. كذا في المعجم.

وَسَبَدَ شارِبُهَ : طالَ حتى سَبَغَ على الشَّفَة.

والإِسْبيدة ، بالكسر : داءٌ يأْخُذُ الصّبيَّ من حُموضَةِ اللَّبَن والإِكثَارِ منه ، فيَضْخُم بطنهُ لذلك ، يقال : صَبِيٌّ مَسْبودٌ. نقلَهُ الصاغانيُّ.

[سبرد] : سَبْرَدَ شَعَرَهْ ، أَهمله الجوهريّ. وقال ابن الأَعرابيّ أَي حَلَقُه.

وسَبْرَدَت النَّاقَةُ ، إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها لا شَعرَ عليه ، وهي مُسَبْرِدٌ وهو مُسَبْرَدٌ. نقله الصاغانيُّ.

[ستد] : ساتِيدَا (٧) ، أَهمله الجماعَةُ وهو في قول يَزِيدَ بنِ مُفَرِّغ الشاعر :

__________________

(١) يصف فرح قطاة حمّم ، وعنى بتسبيده : طلوع زغبه. والمنهرت : الواسع الشدق.

(٢) التهذيب واللسان : رؤوسه أول ما يطلع.

(٣) الأصل والتهذيب والتكملة. وضبطت في اللسان ضبط قلم : سَبَد بفتح الباء.

(٤) المطبوعة الكويتية : «وقل» تطبيع.

(٥) عن التكملة ، وبالأصل : كالسبادرة. بالباء.

(٦) هو قول نصر.

(٧) في معجم البلدان : ساتيد ما بعد الألف تاء مثناة من فوق مكسورة ، وياء مثناة من تحت ، ودال مهملة مفتوحة ثم ميم. قال : وقد حذف يزيد بن مفرغ ميمه.

٥

فَدَيْرُ سُوَى فَسَاتِيدَا فَبُصْرَى

فَحُلْوانُ المَخَافَةِ فالجِبَالُ

 : اسمُ جَبَل بَيْنَ مَيَّافارِقِينَ وسعرت ، قاله أَبو عُبَيْد.

وأَصله : ساتِيدَ ما وإنما حَذَف الشاعرُ مِيمَه ، فينبغي أَن يُذكَرَ هُنا ويُنَبَّهَ على أَصْلِهِ.

وفي المراصِدِ : قيل هو جَبَلٌ بالهِند ، وقيل هو الجبل المُحِيطُ بالأَرضِ ، وقيل نَهْرٌ بقُرب أَرْزن ، وهذا هو الصحيح.

وقولهم : إِنه جَبَلٌ بالهند غَلطٌ. وقيل : إِنَّه وادٍ يَنصبُّ إِلى نَهرٍ بينَ آمِدَ ومَيَّافارِقِينَ ، ثم يَصُبّ في دِجْلَةَ. قال شيخُنا : وكلامهم صريحٌ في أنه أَعجَمِيُّ اللّفْظِ والمكانِ ، فلا تُعْرَفُ مادَّته ولا وَزْنُه. والشعراءُ يَتلاعبون بالكلامِ ، على مقتضَى قرائِحِهِم وتَصرُّفاتهم ، ويَحذفون بحسَب ما يَعْرِض لهم من الضَّرائِر ، كما عُرِفَ ذلك في مَحلّه ، فلا يكون في كلامهم شاهدٌ على إِثبات شيْ‌ءٍ من الكلمات العَجَمِيّة.

وقوله : ينبغي أَن يذكر هنا إِلى آخره ، بناءً على أَن وزنَه فاعيلَ ما ، وأَن مادّته : ستد. وليس الأَمر ، كذلك بل هذه المادّةُ مهملةٌ في كلامِهِم ، وهذه اللفْظَةُ عَجَمِيَّةٌ لا أَصلَ لهَا ، وذِكرُهَا إِن احتاج إِليها الأَمرُ ، لوُقوعِهَا في كلام العرب ، ينبغِي أَن يكونَ في الميم ، أَو في باب المعتَلّ ، لأَنّ وَزْنَهَا غيرُ معلوم لنا ، كأَصْلِهَا ، على ما هو المقرَّرُ المصرَّح به في كلام ابن السرَّاج وغيرِه من أَئِمَّةِ الاشتقاق ، وعلماءِ التصريف. انتهى. واللهُ أَعلم.

[سجد] : سَجَدَ : خَضَعَ ، ومنه سُجُودُ الصَّلاةِ ، وهو وَضْعُ الجَبْهةِ على الأرض ، ولا خُضُوعَ أَعظمُ منه ، والاسم : السَّجْدة ، بالكسر.

وسَجَدَ : انتَصَبَ في لُغَة طَيّى‌ءٍ قال الأَزهريُّ : ولا يُحْفَظُ لغير الليث ، ضِدٌّ.

قال شيخنا : وقد يقال لا ضِدِّيَّة بين الخُضوع والانتصاب ، كما لا يَخْفَى. قال ابن سيده : سَجَدَ يَسجُد سُجُوداً : وَضَعَ جَبْهَتَه على (١) الأَرضِ ، وقَوْمٌ سُجَّدٌ وسُجُودٌ. وقال أَبو بكر : سَجَدَ ، إِذا انْحَنى وتَطَامَنَ إِلى الأَرضِ.

وأَسْجَدَ : طَاطَأَ رأْسَهُ [وانحنى] (٢) وكذلك البَعِيرُ ، وهو مَجاز. قال الأَسديُّ أَنشده أَبو عُبيدةَ (٣) :

وقُلْنَ له أَسْجِدْ لِلَيْلَى فأَسْجَدَا

يَعنِي بَعيرَها أَنه طاطأَ رأْسَه لِتَرْكَبه ، وقال حُمَيْد بن ثَوْر يَصف نساءً :

فلَمَّا لَوَيْنَ علَى مِعْصَمٍ

وَكفٍّ خَضِيبٍ وإِسوارِها

فُضُولَ أَزِمَّتِها أَسْجَدَتْ

سُجُودَ النَّصارَى لأَحْبارِهَا

يقول : لمّا ارْتَحَلْن ولَوِيْن فُضُولَ أَزِمَّةِ جِمالِهِنّ على مَعاصِمِهِنّ أَسْجَدَتْ لَهُنَّ. وسَجَدتْ ، إِذا خَفَضَتْ رأْسَها لتُرْكَبَ.

وفي الحديث : «كانَ كِسْرَى يَسْجُدُ للطَّالعِ» أَي يَتَطَامَنُ ويَنحِني. والطَّالِع : هو السَّهمُ الذي يُجَاوِزُ الهَذَف من أَعلاه ، وكانوا يَعُدُّونَه كالمُقَرْطِس ، والذي يقع عن يَمينه وشماله يقال له : عاصِدٌ. والمعنى : أَنه كان يُسْلِم لراميه ويَسْتَسْلِم. وقال الأَزهَرِيُّ : معناه أَنه كان يَخفِض رأْسه إِذا شخَص سَهْمُه وارتفعَ عن الرَّمِيَّة ، لِيَتَقوَّمَ السَّهمُ فيصيب الدَّارةَ.

ومن المجاز : أَسجَدَ : أَدامَ النَّظَرَ مع سُكون. وفي الصّحاح : زيادةُ في إِمراضِ ـ بالكسر ـ أَجْفَان (٤) ، والمرادُ به : النَّظَرُ الدَّالُّ على الإدلال ، قال كُثيِّر :

أَغرَّكِ مني أَنَّ دَلَّكِ عِندَنَا

وإِسجادَ عينيكَ (٥) الصَّيُودَيْنِ رَابِحُ

والمَسْجَد ، كمَسْكَن : الجَبْهَةُ حيث يُصِيب الرجلَ نَدَبُ السُّجودِ. وهو مَجاز ، والآرابُ السَّبعةُ مَساجِدُ قال الله تَعالى : (وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلّهِ) (٦) وقيل : هي مَوَاضِعُ السُّجودِ

__________________

(١) اللسان : بالأرض.

(٢) زيادة عن القاموس والتهذيب والصحاح.

(٣) اللسان : أبو عبيد.

(٤) في الصحاح : وإمراض الأجفان.

(٥) المطبوعة الكويتية : «عينك» خطأ.

(٦) سورة الجن الآية ١٨.

٦

من الإِنسانِ : الجَبْهَةُ ، والأَنْفُ ، واليَدَانِ ، والرُّكْبتانِ ، والرِّجْلانِ.

وقال اللَّيْث : السُّجود ، مواضِعُه من الجَسَدِ والأَرْضِ : مَساجِدُ ، واحِدُهَا مَسْجَد ، قال : والمَسْجِد اسمٌ جامعٌ حَيث سجدَ عليه.

والمَسْجِد بكسر الجِيم : م ، أَي مَوضِعُ السُّجُود نَفْسه.

وفي كتاب «الفروق» لابن بَرّيّ : المَسْجِد : البَيْتُ الذي يُسْجَد فيه ، وبالفتح : مَوضع الجَبْهَةِ.

وقال الزَّجَّاج : كلّ مَوضع يُتَعَبَّد فيهِ فهو مَسْجِد ، ويُفتح جِيمُه.

قال ابن الأعرابيّ : مَسْجَد ، بفتح الجيم ، مِحْرَابُ البيوتِ ومُصَلَّى الجَماعاتِ.

وفي الصّحاح : قال الفرّاء المَفْعَل من باب نَصر ، بفتحِ العَيْن ، اسماً كان أَو مصدراً ، ولا يَقَع فيه الفَرْق ، مثل دَخَلَ مَدْخَلاً ، وهذا مَدْخَلُه ، إِلا أَحْرُفاً من الأَسماءِ كمَسجِد ، ومَطْلع ، ومَشْرِق ، ومَسْقِط ، ومَفْرِق ، ومَجْزِر ، ومَسْكن ، ومَرْفق ، ومَنْبِت ، ومَنْسِك فإِنهم أَلزموها كسْرَ العينِ وجَعلوا الكسر علامَةَ الاسمِ.

والفتحُ في كلّه جائزٌ وإِن لم نَسمَعْه ، فقد رُوِيَ مَسْكَنٌ ومَسْكِن وسُمِعَ المَسْجَد والمَسْجِد ، والمَطلَع والمَطْلِع.

قال وما كان من باب جَلَسَ يَجلِس فالموضع بالكسر ، والمصدر بالفتح ، للفرق بينهما ، تقول نَزل مَنْزَلا. بفتح الزاي ، أَي نُزُولاً ، وتقول هذا مَنزِله ، بالكسر ، لأَنه بمعنى الدَّارِ.

قال : وهو مَذْهَبٌ تَفَرَّد به هذا البابُ من بين أَخواته ، وذلك أَن المواضع والمصادِر في غير هذا البابِ يُرَدُّ (١) كلُّهَا إِلى فتح العين ، ولا يقع فيها الفرق ، ولم يُكْسَر شَيْ‌ءٌ فيما سِوَى المَذكورِ إِلّا الأَحرف الّتي ذكرناها ، انتهى نصُّ عِبَارَة الفَرّاءِ.

ومن المَجاز : سَجِدَتْ رِجْلُه ، كفَرِحَ ، إِذا انتفَخَتْ ، فهو أَي الرَّجُلُ أَسْجَدُ. والأَسجاد بالفتح (١) في قول الأَسْوَد بن يَعْفُر النَّهْشَلّي من ديوانه ، رواية المفضّل (٢) :

مِن خَمْرِ ذي نُطَفٍ (٢) أَغَنَّ مُنَطَّق

وَافَى بها كَدَرَاهِمِ الأَسْجَادِ(٢)

هم اليَهُودُ والنّصَارَى ، أَو معناه الجِزْيَة ، قاله أَبو عُبَيْدَةَ ، ورواه بالفَتح. أَو دَراهِم الأَسجادِ هي دراهمُ الأكاسرِة كانَتْ عليها صُوَرٌ يَسجُدون لها ، وقيل : كانت عليها صُورَةُ كسرى فمَنْ أَبصرَها سَجَدَ لها ، أَي طَاطَأَ رأْسَه لهَا وأَظهَرَ الخُضُوعَ ، قاله ابن الأَنباريّ ، في تفسير شِعْرِ الأَسود بن يَعْفُر ورُوي بكسر الهمزة ، وفُسِّر ، باليهود وهو قول ابن الأَعرابيّ (٣).

ومن المَجَاز : الإِسجاد ، فتُورُ الطَّرْف ، وعَيْنٌ ساجِدةٌ إِذا كانت فاتِرة ، وأَسْجَدَتْ عينَها غَضَّتْها.

ومن المَجَاز أَيضاً : شَجَرٌ ساجدٌ ، وسَواجِدُ ، ونَخْلةٌ ساجِدةٌ ، إِذا أَمالَهَا حَمْلُهَا ، وسَجَدَت النَّخْلَةُ : مالَتْ ، ونَخلٌ سَواجِدُ : مائلةٌ ، عن أَبي حنيفةَ ، قال لبيد :

بَيْنَ الصَّفَا وخَليِجِ العَيْنِ ساكِنَةٌ

غُلْبٌ سَواجِدُ لم يَدْخُلْ بها الحَصَرُ (٤)

وقوله تعالى : (سُجَّداً لِلّهِ وَهُمْ داخِرُونَ) (٥) أَي خُضَعَاءَ مُتسخِّرةً لما سُخِّرتْ له.

وقال الفَرَّاءُ في قوله تعالى : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) (٦) معناه : يَستقبلانِ الشَّمسَ ويَمِيلانِ مَعَها حتى يَنْكَسرَ الفىْ‌ءُ.

وقولُه تعالى (وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) (٧) سُجودَ تَحِيَّةٍ لا عبادةٍ.

وقال الأَخفش معنى الخُرورِ في هذه الآيةِ : المرورُ لا السُّقوطُ والوقوعُ.

__________________

(١) الصحاح : تُردّ.

(٢) في التهذيب والتكملة : لدراهم. وفي الشعر والشعراء ٢ / ٤٨٢ بذخ بدل نطف.

(٣) في التهذيب عن ابن الأعرابي : الإسجاد بكسر الهمزة : اليهود وذكر عجز البيت بالكسر أيضاً في الاسجاد.

(٤) زيد في اللسان : قال وزعم ابن الأعرابي أن السواجد هنا المتأصلة الثابتة ، وسيأتي بعد.

(٥) سورة النحل الآية ٤٨.

(٦) سورة الرحمن الآية ٦.

(٧) سورة يوسف الآية ١٠٠.

٧

وقال ابن عبَّاس في قوله تعالى : وَادْخُلُوا الْبابَ (سُجَّداً) (١) أَي رُكَّعا ، وقال : باب ضيقّ. وسُجُودُ المَواتِ مَحْمَلُه في القرآنِ طَاعَتُه لما سُخِّرَ له ، وليس سُجودُ المَواتِ لله بأَعجبَ من هُبوطِ الحِجَارةِ من خَشْيَةِ الله ، وعلينا التّسليمُ لله ، والإِيمانُ بما أَنزَلَ من غير تَطَلُّب كَيفيِّة ذلك السُّجُود ، وفِقْهِه (٢).

* ومما يستدرك عليه :

المَسْجِدانِ : مَسْجِدُ مَكَّةَ ، ومسجِدُ المدينة ، شرَّفهما الله تعالى ، قال الكُمَيْتُ ، يمدح بني أَمَيَّةَ :

لَكُمْ مَسْجِدَا الله المَزُورَانِ والحَصَى

لَكُمْ قَبْصَةٌ ما بَيْنَ أَثْرَى وأَقْتَرا (٣)

والمِسْجَدة ، بالكسر ، والسَّجَّادة : الخُمْرَة المَسْجُود عليها ، وسُمِع ضمّ السين ، كما في الأَساس.

ورجلٌ سَجَّاد ، ككَتَّان ، وعلَى وَجْهِهِ سَجَّادَة : أَثرُ السُّجودِ.

والسَّوَاجِد : النَّخِيل المتأَصِّلة الثابتة. قاله ابن الأَعرابيّ وبه فُسِّر قولُ لبيد وسُورة السَّجْدة ، بالفتح.

ويكون السُّجود بمعنَى التَّحْتِيَّة.

والسَّفِينة تَسجُد للرِّيح ، أَي تَمِيل بمَيْله (٤) ، وهو مَجَاز ، ومنه أَيضاً فلانٌ ساجِدُ المَنْخرِ ، إِذا كان ذَلِيلاً خاضعاً.

والسَّجَّاد : لَقَبُ عليَّ بنِ الحُسَين بن عليّ ، وعليّ بن عبد الله بن عبّاس ، ومحمّد بن طَلْحَةَ بنْ عبد الله التَّيْمِيّ ، رضي‌الله‌عنهم.

[سجرد] : ساجِرْدُ ، بكسر الجيم أَهمله الجماعةُ ، وهي : ة قُرْبَ فاشانَ (٥) بديار العجم. وقَرْيَة أُخْرَى بِنُوشَنْجَ من مُضَافات هَرَاةَ.

* ومما يستدرك عليه :

ساسَنْجِرْد (٦) : قرية بمَرْو ، منها بَسّام بن أَبي بَسّام ، ومحمودُ بنُ والان ، من مشاهير الأَئمّة ، وغيرهما.

[سحد] : السُّحْدُدُ كَقُنْفُذ ، أَهمله الجوهريّ وقال الصاغانيُّ : هو الشَّدِيدُ المارِدُ من الناس ، كالسُّخُدُدِ ، بالمعجمة ، والسُّخْتُتِ.

[سخد] : السَّخْد ، بفتح فسكون : الحارُّ يقال : يَوْمٌ سَخُدٌ.

والسُّخْد بالضمّ : ماءٌ أَصْفَرُ غليظٌ (٧) يَخْرُج مع الوَلَدِ ، كالسُّخْت. قاله ابنُ سيده. وقيل : هو ماءٌ يَخْرُج مع المَشِيمة ، قيل : هو للنّاسِ خاصَّةً ، وقيل هو للإِنسانِ والماشِيَةِ.

وفي حديث زيد بن ثابت : «كانَ يُحْيِي لَيْلَةَ سَبْعَ عَشرةَ من رَمضانَ فيُصبِح (٨) وكأَنَّ السُّخْدَ على وَجْهِه».

شبه ما بوَجْهه من التَّهيُّج بالسُّخْد في غِلَظهِ من السَّهَرِ.

والسُّخْدُود ، بالضّم : الرَّجلُ الحَدِيدُ ، كالسُّخْتُوت والسُّحْدُود.

والمُسَخَّد ، كمُعظَّم : الثقيلُ الخَائِرُ النَّفْسِ ، عن الصاغانيّ والمُصْفَرُّ [الثَّقِيلُ] (٩) المورّم من مَرضٍ أَو غيره.

وسُخِّدَ وَرَقُ الشًجَرِ ، بالضَّمّ ، تَسخيداً : نَدِيَ وَرَكِبَ بعضُه بعضاً.

ويقال شَبَابٌ سَخْوَدٌ ، كجَعفر : ناعِمٌ ، نقلَه الصاغانيّ.

* ومما يُستدرك عليه :

السُّخْد ، بالضّمّ : هَنَةٌ ، كالكبد أَو الطِّحَال ، مُجتمِعة ، تكون في السَّلَى ، وربما لَعِبَ بها الصِّبْيَان. وقيل : هو نَفْسُ السَّلَى.

__________________

(١) سورة البقرة الآية ٥٨.

(٢) زيد في التهذيب : لأن الله عزوجل لم يفقِّهناه ، ونحو ذلك تسبيح الموات من الجبال وغيرها من الطيور والدواب يلزمنا الإيمان به ، والاعتراف بقصور أَفهامنا عن فقهه.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «القبصة : أَي العدد ، وقوله من بين أَثرى وأَقترا يريد من بين رجل أَثرى ورجل أَقتر ، أَي لكم العدد الكثير من جميع الناس ، المثري منكم والمقتر ، كذا في اللسان «وفي اللسان والصحاح : «قِبْصُهُ» بدل «قبصة».

(٤) الأساس : والسفينة تسجد للرياح : تطيعها وتميل بميلها.

(٥) في المطبوعة الكويتية وردت «قاشان» وقال بهامشه «هكذا في القاموس بالقاف ..» و.

(٦) عن معجم البلدان وبالأصل «ساسنجرد».

(٧) اللسان : ثخين.

(٨) سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٩) زيادة عن القاموس.

٨

والسُّخْد : بَوْلُ الفَصِيل في بَطْن أُمّه.

والسُّخْد : الرَّهَلُ ، والصُّفرة في الوَجْهِ ، والصاد في كلّ ذلك لغةٌ ، على المضارَعَةِ.

[سدد] : سَدَّدَه تَسديداً أَي الرُّمْحَ : قَوَّمَهُ كذا في الصّحاح.

وقال أَهلُ الأَفعال : سَدَّدَ سَهْمَه إِلى المَرْمَى : وَجَّهَه.

زاد في «التوشيح» : وبالشين المعجمة ، لغة فيه.

وقالوا : سَدَّدَه عَلَّمه النِّضَالَ. وسَدَّ الثَّلْمَ : أَصْلَحه وأَوْثَقَه.

وسَدَّدَه : وَفَّقَه للسَّدادِ ، بالفتح أَي الصَّوابِ من القَوْل والعَمل والقَصْدِ منهما. والإِصابة في المَنطق : أَن يكون الرَّجلُ مُسَدَّداً. ويقال : إِنّه لذُو سَدَاد في مَنطِقه وتَدْبِيرِه.

وكذلك في الرَّمْي. ومنه : اللهُمّ سَدِّدْني ، أَي وَفِّقْنِي.

وَسدَّ الرَّجُلُ والسَّهْمُ بنفْسه والرُّمحُ يَسِدُّ بالكسر ، إِذا صار سَدِيداً وكذا القَوْلُ والعمل ، يقال : إِنه لَيَسِدُّ في القَوْل ، وهو أَن يُصِيبَ السَّدَادَ. وسَهْمٌ سَدِيدٌ : مُصِيبٌ ، ورُمْحٌ سَدِيدٌ : قَلَّ أَنْ تُخْطِى‌ءَ طَعْنَتُه ، ورَجُلٌ سَدِيدٌ وأَسَدُّ ، من السَّدَاد وقَصْدِ الطّريقِ ، وأَمرٌ سَدِيدٌ وأَسَدُّ : قاصدٌ.

وسَدَّ الثُّلْمَةَ ، بضمّ المثلّثَة ، وهي الفُرْجَة ، كمَدَّ ، يَسُدُّ ، بالضّمّ ، سَداًّ : رَدَمَهَا وأَصلَحَها ووَثَّقَهَا ، وفي بعض النُّسخ : أَوْثقَها ، كسَدَّدَها فانْسَدَّتْ واسْتَدَّت وهذا سدَادُها ، بالكسر ، واستَدَّ الشَّيْ‌ءُ : استقامَ كأَسَدَّ وتَسدَّدَ ، وقال :

أُعَلِّمُه الرِّمَايَةَ كلَّ يَومٍ

فَلَمَّا اسْتَدَّ ساعدُهُ رَمَانِي

قال الأَصمعيُّ : اشتَدَّ بالشين المعجمةِ ليس بشيْ‌ءٍ.

قال ابن بَرِّيّ : هذا البيت يُنْسَب إِلى مَعْن بن أَوْس ، قاله في ابن أُختٍ له ، وقال ابن دُرَيْد : هو لمالك بن فَهْم الأَزدِي ، وكان اسمُ ابْنه سُلَيْمَة ، رَماه بِسَهْم فقتلَه ، فقال البيت.

قال ابن بَرِّيّ : ورأَيته في شعر عَقِيل بن عُلَّفة يقوله في ابنه عُمَيس ، حينَ رمَاه بِسَهْم ؛ وبعده :

فلا ظَفِرتْ يَمِينُكَ حين تَرْمِي

وشَلَّتْ منكَ حاملةُ البَنانِ

وأَسَدَّ الرَّجلُ : أَصابَ السَّدَادَ ، أَي القَصْدَ والاستقامةَ ، أَو أَسَدَّ الرَّجلُ : طَلَبَهُ ، أَصابَ أَو لم يُصبْ.

ويقال : أَسدَّ يا رجلُ ، وقد أَسْدَدْت ما شئتَ ، أَي طَلَبْتَ السَّدَادَ والقَصْدَ ، أَصَبْتَهُ أَو لم تُصِبْ (١). قال الأَسودُ بن يَعْفُرَ :

أَسِدِّي يا مَنيُّ لحِمْيَرِيٍّ

يُطَوِّف حَوْلَنا وله زَئِيرُ

يقول : اقْصِدِي له يا مَنِيَّةُ حتّى يموت.

والسَّدَدُ ، محرَّكةً : القَصْد والاستقَامَةُ كالسُّدَادِ ، بالفتح ، الأَوّل مقصورٌ من الثاني ، يقال : [قل] (٢) قَولاً سَدَداً وسَدَاداً وَسَدِيداً ، أَي صَواباً ، قال الأَعشى :

مَا ذَا عَلَيْهَا وماذَا كان يَنْقُصُها

يومَ التَّرَحُّل لَوْ قالتْ لنا سَدَدَا

وسَدَادُ بنُ سَعِيدٍ ، كسَحَاب ، السَّبْعِيُّ ، حَدَّثَ ، وهو شَيْخٌ لمُحَمَّد بن الصَّلْت.

وقال أَبو عُبيدة (٣) : كلُّ شَيْ‌ءٍ سَدَدْتَ به خَلَلاً فهو سِدَادٌ ، بِالكسر ، ولهذا سُمِّيَ سِدَادُ القَارُورَةِ (٤) وهو صِمَامُها ، لأَنه يَسُدُّ رَأْسَها.

ومنها سِدَادُ الثَّغْرِ إِذا سُدَّ بالخَيْلِ والرِّجال فبالكسر فقط لا غير ، وأَنشد للعَرْجِيّ :

أَضاعُونِي وأَيَّ فَتًى أَضاعُوا

لِيَوْم كَرِيهة وسِداد ثَغْرِ

ومن المجاز : فيه سِدَادٌ مِن عَوَز ، وأَصَبْتُ به سِدَاداً من عَيْشٍ ، لما تُسَدُّ* بِهِ الخَلَّةُ أَي الحَاجَة ، ويُرْمَقُ به العَيْشُ ، فيُكْسَر ، وقد يُفْتَحُ ، وبهما قال ابن السِّكِّيت ، والفارَابيُّ ، وتَبِعَه الجوهَريُّ ، والكسر أَفصحُ. وعليه اقتصرَ

__________________

(١) التهذيب واللسان : تُصبه.

(٢) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٣) التهذيب : أَبو عبيد.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وسداد القارورة كذا في النسخ وفي المتن المطبوع : وأَما سداد الخ».

(*) في القاموس : يُسَدُّ.

٩

الأَكثرُون ، منهم ابن قُتَيْبَة وثَعْلَبٌ ، والأَزْهَريُّ ، لأَنّه مستعار من سِدَادِ القارورَةِ فلا يُغَيَّر.

وفي حديثِ النَّبيّ ، صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في السُّؤَال أَنَّه قال : «لا تَحِلُّ المَسْأَلَةُ إِلَّا لثلاثَةٍ ، فذَكَر منهم رجلاً أَصابَتْه جائِحةٌ فاجتاحَتْ مالَهُ ، فيَسْأَلُ حَتَّى يُصِيبَ سِدَاداً من عَيْش ، أَي قوَاماً ، هو بكسر السِّين. وكلُّ شيْ‌ءٍ سَدَدْت به خَلَلَا فهو سِدَادٌ ، بالكسر ، أَو الفتحُ في سداد من عَوَز لَحْنٌ ليسَ من كلامِ العرب. وفيه إِشارةٌ إِلى قِصَّةِ المازنيِّ ، أَوردَهَا الحَرِيريُّ في «دُرَّة الغَوَّاص».

وعن النضر بن شُمَيْل : سِدَادٌ من عَوَزٍ ، إِذا لم يكن تامًّا ، ولا يجوزُ فتْحُه.

ونقل «البارع» عن الأَصمعيّ : سدَادٌ من عَوَزٍ ، بالكسر ، ولا يقال بالفتح. ومعناه : إِن أَعْوَزَ الأَمرُ كلُّه ففي هذا ما يَسُدُّ بعضَ الأَمْر.

والسَّدُّ بالفتح : الجَبَلُ ، والسَّدُّ : الحاجِزُ ، كذا في التهذيب ويُضَمُّ فيهما ، صَرَّحَ به الفَيُّوميُّ وغيره. قال ابن السّكّيت : يقال لكل جَبَل سَدٌّ وسُدٌّ ، وصَدٌّ وصُدٌّ أَو بالضمّ : ما كَانَ مَخْلُوقاً لله عزوجل ، وبالفَتْح ، من عَملِنا (١) ، حكاه الزَّجّاج. وعلى ذلك وَجْهُ قِراءَةِ مِن قَرَأَ (بَيْنَ السَّدَّيْنِ) (٢) والسُّدَّيْن ، ورواه أَبو عبيدةَ. ونحو ذلك قال الأَخفش.

وقَرَأَ ابن كَثِير وأَبو عمرو (بَيْنَ السَّدَّيْنِ). (وَبَيْنَهُمْ سَدًّا) (٣) بفتح السين.

وقرآ في يس مِن بَيْنِ أَيدِيهِمْ سُدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سُدًّا (٤) بضمّ السِّين.

وقرأَ نافع وابن عامر ، وأَبوبكر عن عاصم ، ويعقوب : بضمّ السِّين في الأَربعة المواضع ، وقرأَ حمزةُ والكسائي : بين السُّدَّيْن بضمّ السِّين.

وعن أَبي زيد : السُّدُّ ، بالضّمّ ، من السَّحَاب : النَّشْ‌ءُ الأَسودُ من أَيِّ أَقطارِ السَّماءِ نشَأَ ، ج سُدودٌ وهي السَّحائبُ السُّودُ. وهو مَجَاز ، لكونه حَاجزاً بين السماءِ والأَرض وفي المحكم : السُّدُّ : السَّحَاب المرتَفِع السادُّ للأُفُقِ (٥).

والجَمْع : سُدُودٌ. قال :

قَعَدْتُ له وَشَيَّعَني رِجَالٌ

وقد كَثُرَ المَخَايِلُ والسُّدودُ

وقد سَدَّ عَلَيْهِم وأَسَدَّ.

والسُّدُّ بالضّمّ : الوادِي فيه حِجَارةٌ وصُخُورٌ يَبْقَى الماءُ فيه زَماناً ، ج : سِدَدَةٌ ، كقِرَدَةٍ كجُحْرٍ وجِحَرة ، كما في الصّحاح. وقيل : أَرْضٌ بها سَدَدة (٦) ، والواحد سُدَّة.

ومن المجاز : السُّدُّ ، بالضّم الظِّلُّ ، عن ابن الأَعرَاّبي ، وأَنشد :

قَعَدْتُ له في سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ

لذلكَ في صَحْراءَ جِذْمٍ دَرِينُها (٧)

أَي جَعلْته سُتْرةً من أَن يَراني.

والسُّدُّ ، بالضّمّ : ماءُ سَماءٍ في حَزْمِ بني عُوَالٍ جُبَيْلٍ لِغَطَفَانَ أَمرَ رَسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِسَدِّهِ.

والسُّدُّ ، بالضّمّ : حِصْنٌ باليَمَنِ وقيل : قَرْيَةٌ بها.

والسُّدُّ أَيضاً : الوادِي ، لكَوْنه يُسَدُّ ويُرْدَم. وكلُّ بِناءٍ سُدَّ به موضعٌ فهو سُدٌّ وسَدٌّ.

ومن المَجَاز : جَرادٌ سُدٌّ بالضّمّ ، أَي كثيرٌ سَدَّ الأُفُقَ ، ويقال : جاءَنا سُدٌّ من جَرادٍ ، وجاءَنا جَرادٌ سُدٌّ ، إِذا سَدَّ الأُفُقَ من كَثْرته.

وسُدُّ أَبي جِرَابٍ (٨) ، بالضّمّ : موضعٌ أَسْفَلَ من عَقَبَةِ مِنًى دُونَ القُبُورِ عن يَمينِ الذّاهِبِ إِلى مِنى ، منسوبٌ إِلى أَبي جِرَابٍ عبدِ الله بنِ محمّدِ بن عبد الله بن الحارث بن أُمَيَّةَ الأَصغر.

وسُدُّ قَنَاةٍ ، بالضّمّ : وادٍ يَنْصَبُّ في الشُّعَيْبَةِ تَصغيراً لشُعْبة.

__________________

(١) في القاموس : من فعلنا.

(٢) سورة الكهف الآية ٩٣.

(٣) سورة الكهف : ٩٤.

(٤) سورة يس : الآية ٩.

(٥) في اللسان : الأفق.

(٦) هكذا ضبطت في التهذيب واللسان ، وفي الصحاح ـ كما تقدم ـ سِدَدَة والواحد : سدُّ بدون هاء.

(٧) قوله : جذم درينها : أَي قديم ، لأن الجذم الأصل ، ولا أَقدم من الأصل وجعله صفة ... والدرين من النبات : الذي قد أَتى عليه عام.

(٨) في معجم البلدان : سِدادُ أَبي جراب.

١٠

والسَّدُّ ، بالكسر : الكَلامُ السَّدِيد المستقيم الصَّحِيحُ ، عن الصاغانيّ.

ومن المَجَاز : السَّدّ بالفتح : العَيْبُ كالوَدَس ، قاله الفرّاءُ ، ج أَسِدَّةٌ ، نادرٌ على غير قياس ، والقِياسُ الغالبُ : سُدُودٌ ، بالضَّمّ ، أَو أَسُدٌّ. وفي التهذيب : القياس أَن يُجمَع سَدُّ أَسُدًّا أَو سُدُوداً.

وفي التهذيب (١) : السُّدُّ كلُّ بِناءٍ سُدَّ به مَوضِعٌ. والجمْع أَسِدَّةٌ وسُدُودٌ. فأَمّا سُدُودٌ فَعلَى الغالِبِ ، وأَمَّا أَسِدّةٌ فشاذٌّ.

قال ابن سيده : وعندي أَنه جمع سِدَادٍ.

وعن أَبي سَعِيد : يقال : ما بفُلانٍ سَدَادَةٌ (٢) يَسُدّ فَاه عن الكلام ، أَي ما به عَيْبٌ ، ومنه قولُهُم : لا تَجْعَلَنَّ بجَنْبِك الأَسِدَّةَ ، أَي لا تُضَيِّقَنَّ صَدْرَكَ (٣) فَتسكُت عن الجوَابِ كمَن به عَيب ، من صَمَمٍ أَو بَكَمٍ. قال الكميت :

وما بِجَنْبِيَ من صَفْحٍ وعائِدةٍ

عِنْدَ الأَسِدَّةِ إِنَّ العِيَّ كالعَضَبِ

يقول : ليس بي عِيٌّ ولا بَكَمٌ عن جَوابِ الكاشح ، ولكنِّي أَصفح عنه ، لأَنّ العِيّ عن الجوَاب كالعَضْب وهو قَطْعُ يدٍ أَو ذَهَابُ عُضْوٍ ، والعائدة : العَطْفُ.

والسَّدُّ بالفتح : شيْ‌ءٌ يُتَّخَذُ من قُضْبانٍ ، هكذا في سائر النسخ.

والصواب : سَلَّة من قُضْبانٍ ، كما في سائر أُصول الأُمهات له أَطْبَاقٌ والجمع : سدَادٌ وسُدُود (٤). وقال اللَّيث السُّدُود : السِّلَال تُتَّخذ من قُضْبان لها أَطْبَاق ، والواحدة سَدَّةٌ. وقال غيره : السَّلَّة يقال لها السَّدَّة والطَّبْل.

والسُّدَّةُ ، بالضَّمَّ : بابُ الدَّارِ والبيتِ كما في التهذيب.

يقال : رأَيتُه قاعِداً بِسُدَّةِ بابِه ، وبِسُدَّةِ دارِه.

وقيل هي السَّقيفة.

وقال أَبو سعيد : السُّدّة في كلام العرب : الفِنَاءُ ، يقال لبَيْت الشَّعرِ وما أَشبَهه. والَّذِين تَكلَّموا بالسُّدَّة لم يكونوا أَصحابَ أَبْنِيَةٍ ولا مَدَرٍ ، ومن جَعلَ السُّدَّةَ كالصُّفَّة ، أَو كالسَّقِيفَة ، فإِنما فَسَّره على مذْهب أَهل الحَضَرِ.

وقال أَبو عمرو : السُّدَّة كالصُّفَّةِ تكون بين يَدَيِ البَيتِ.

والظُّلَّة تكون لِبابِ (٥) الدَّارِ ، ج : سُدَدٌ ، بضمّ ففتْح. وفي بعض النُّسخ : بضمّتين.

وفي حديث أَبي الدرداءِ : «أَنّه أَتى بابَ مُعاوِيَةَ فلم يأْذَنْ له ، فقال : مَنْ يَغْشَ سُدَدَ السُّلْطَانِ يَقُمْ ويَقْعُدْ».

وسُدَّةُ المَسْجِدِ الأَعظمِ ما حَوْلَه من الرُّوَاق ، وسُمِّيَ أَبو محمد إسماعيلُ بنُ عبد الرحمن الأَعور الكوفيّ التابعي المشهور ، السُّدِّيّ ، روى عن أَنَسٍ وابنِ عَبَّاس وغيرهما (٦) ، لِبَيْعِهِ المقَانِعَ والخُمُرَ على باب مَسْجِد الكوفَةِ. وفى الصّحاح : في سُدَّةِ مَسْجِد الكوفَةِ ، وهي ما يَبْقَى من الطَّاقِ المَسْدُودِ.

قال أَبو عُبَيْدٍ : وبعضُهم يَجْعَل السُّدَّةُ البَابَ نَفْسَه ، ومنه‌حديثُ أُمِّ سَلَمَةَ : أَنها قالت لعائشةَ لَمَّا أَرادت الخروجَ إِلى البَصْرَةِ «إِنك سُدَّةٌ بَيْنَ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين أُمَّتِهِ» أَي بابٌ.

وقَال الذَّهَبِيُّ : لقعُوده في باب جامِعِ الكُوفَة. وقال اللَّيْث : السُّدِّيُّ رَجُلٌ منسوبٌ إِلى قَبِيلَة من اليمن. قال الأَزهَرِيُّ.

إن أَرَادَ إِسماعِيلَ السُّدِّيَّ فقد غَلِطَ (٧) ، لا يُعْرَف في قبائِلِ اليمنِ : سُدٌّ ولا سُدَّة. وأَغْرَبَ أَبو الفتح اليَعْمُرِيّ فقال : كان يَجْلِس في المدينةِ ، في مكانٍ يقال له : السُّدّ ، فنُسِب إِليه.

والسُّدِّيُّ ضَعَّفه ابن مُعين ووثَّقه الإمامُ أَحمد ، واحتَجَّ به مُسْلمٌ. وفي «التَّقْرِيب» أَنّه صَدُوقٌ. مات سنة سبعٍ وعشرين ومائة ، وروَى له الجماعةُ إِلّا البخاريَّ. وقال الرُّشاطيّ : وليس هو صاحبَ التفسير ، ذاك محمّدُ بن مروانَ الكوفيّ ، يُعرف بالسُّدّيِّ ، عن يحيَى بن عبيد الله ، والكلبيّ ، وعنه هِشَامُ بنُ عبد الله ، والمحاربيّ. وقال جرير : هو كذَّاب.

والسُّدَّة ، بالضمّ : داءٌ في الأَنف يَسُدُّه ، يأْخذ بالكَظَم ، ويَمنَع نَسِيمَ الرِّيحِ ، كالسُّدَادِ ، بالضّمّ أَيضاً ، مثل العُطَاس والصُّدَاع.

__________________

(١) كذا والعبارة لم ترد في التهذيب ، وقد أَثبتت في اللسان.

(٢) التهذيب : «سِداد» وفي اللسان فكالأصل.

(٣) في نسخة ثانية من القاموس : لا يضيقنّ صدرُك.

(٤) اللسان : سِدَادُ وسُدُدٌ.

(٥) التهذيب واللسان : بباب الدار.

(٦) الأصل : وغيرهم.

(٧) التهذيب : فهو وهمٌ.

١١

والسُّدُّ ، بالضّمّ : ذهَابُ البَصرِ.

وعن ابن الأَعرابيّ : السُّدُد ، بضمتين : العُيُونُ المُفَتَّحَةُ (١) لا تُبْصِرُ بَصراً قَوِيّاً ، وهو مجاز.

ويقال منه هي عَينٌ سادَّةٌ ، أَو عَيْن سادَّةٌ وقائمة : هي الّتي ابْيَضَّت ولا يُبْصَر بها ، ولم تَنْفَقِى‌ء بَعْدُ ، قاله أَبو زيد.

وعن ابن الأَعرابيّ : السّادَّةُ هي النّاقَةُ الهَرِمَةُ وهي سادَّةٌ وسَلِمَة (٢) ، وسَدِرَةٌ وسَدِمَةٌ.

ومن المَجَاز : السّادَّة : ذُؤابةُ الإِنسانِ تَشْبيهاً بالسَّحَاب أَو بالظِّلِّ.

ومن المَجَاز : هو من أُسْدِ المَسَدِّ ، وهو موضعٌ بمكةَ عند بُسْتَانِ ابنِ عامر ، وذلك البُسْتَانُ مَأْسَدةٌ ، قال أَبو ذُؤيب :

أَلْفَيْتَ أَغْلَبَ مِن أُسْدِ المَسَدِّ حَدِيد

النَّابِ أَخْذَتُهُ عَقْرٌ (٣) فتَطْرِيحُ

لا بُسْتان ابن مَعْمَرٍ ، وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ.

قال الأَصمعيّ : سأَلْت ابن أَبِي طَرفَةَ عن المَسَدِّ فقال : هو بُسْتَانُ ابنِ مَعْمَرٍ الّذِي يقول فيه الناس : بُستان ابنِ عامر. هذا نصُّ عبارة الجوهريّ ، فلا وَهَمَ فيه ، حيث بَيَّن الأَمريْنِ ، ولم يُخَالِفْه فيما قاله أَحدٌ ، بل صرَّحَ البَكْرِيُّ وغيرُه ، بأَن قَوْلَهم بُستانُ ابنِ عامرٍ ، غَلَطٌ ، صوابُه ابن مَعْمَرٍ. وسيأْتي في الراءِ ، إِن شاءَ الله تعالى. وسِدِّينُ كَسِجِّينٍ : د ، بالسَّاحل قريبٌ ، يسكنه الفُرْسُ. كذا في المعجم.

والسِّدَادُ ، كَكِتَابٍ : الشيْ‌ءُ من اللَّبَن يَيْبَسُ في إِحْليلِ النّاقة.

وسِدَادُ بنُ رَشِيدٍ الجُعْفِيُّ ، مُحدِّثٌ ، روَى عن جَدَّتِه أُرْجُوانةَ ، وعنه ابنُه حُسَيْن ، وأَبو نُعَيم ، وابنُه حُسَيْن بن سِدَادٍ رَوَى عن جابرِ بن الحُرّ. وقولهم :

ضُرِبَتْ عليه الأَرضُ بالأَسْدادِ (٤)

أَي سُدَّتْ عليه الطُّرُقُ وعَمِيَتْ عليه مَذَاهِبُهُ ، وواحد الأَسدادِ : سُدٌّ ، ومنه أُخِذَ السُّدُّ بمعنى ذَهابِ البَصَرِ. وقد تقدَّم.

وتقول صَبَبْت في القِرْبَةِ ماءً ف اسْتَدَّتْ به عُيونُ الخُرَزِ وانْسدَّت ، بمعنًى واحدٍ.

* وممَّا يستدرك عليه :

سَدُّ الرَّوْحاءِ وسَدُّ الصَّهْبَاءِ مَوضعانِ بينَ مكَّةَ والمدينةِ.

وفي الحديث : «كان له قَوْسٌ يُسَمَّى السَّدَادَ» سُمِّيَتْ به تَفَاؤُلاً بإِصابة ما رُمِيَ عنها وعن ابن الأَعرابيّ : رَمَاه في سَدِّ ناقَتِه ، أَي في شَخْصِهَا ، قال : والسَّدُّ ، والدَّرِيئة ، والدَّرِيعَة (٥) : النّاقَة التي يَسْتَتِر بها الصَّائِدُ ويَخْتِلُ ليرْمِيَ الصَّيدَ ، وأَنشد لأَوْس :

فمَا جَبُنُوا أَنّا نَسُدّ (٦) عَلَيهمُ

ولكنْ لَقُوا ناراً تَحُسُّ وتَسْفَعُ

قال الأَزهريُّ : قرأْت بخطّ شَمِرٍ في كتابه : يقال سَدَّ عليك الرَّجلُ يَسِدُّ سَدَّا ، إِذا أَتَى السَّدَادَ.

وفي حديث الشَّعْبِيّ : «ما سَدَدْتُ على خَصْمٍ قَطُّ» قال شَمِرٌ : زَعَمَ العتْرِيفِيُّ : أَي ما قَطَعتُ عليه ، فأَسُدَّ كلَامَه.

وقال شَمِرٌ : ويقال : سَدِّدْ صاحِبَك ، أَي علَّمه واهدِهِ.

وسَدِّدْ مالَكَ ، أَي أَحْسِن العَمَلَ به.

والتسديد للإِبل أَن تُسَيِّرَهَا (٧) لكلّ مَكانِ مَرْعًى ، وكلّ مكانِ لَيانٍ ، وكلِّ مكانِ رَقَاق (٨) ، والمُسَدَّدُ : المُقَوَّم.

وفي الحديث : «قال لعليٍّ : سَلِ الله السَّدادَ ، واذكُرْ بالسَّدادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ» أَي إِصابَةَ القَصْد به.

__________________

(١) التهذيب : المفتوحة.

(٢) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : «وسلّة».

(٣) الصحاح ؛ ومعجم البلدان ومعجم ما استعجم : عفر بالفاء.

(٤) البيت للأسود بن يعفر من المعلقة : ٤٤ وصدره.

ومن الحوادث لا أبالك أنني

يريد أنه سدّت عليه الأَرض ، لأنه كان أعشى ثم عمي.

(٥) التهذيب : والذريعة.

(٦) في الديوان : أنا نشد بالشين المعجمة ، وعليه فلا شاهد فيه.

(٧) التهذيب واللسان : تيسِّرها.

(٨) عن التهذيب ، وبالأصل «رفاق».

١٢

وفي صِفَة متعلّم القرآن : «يُغْفَرُ لأَبَوَيْهِ إِذا كانا مُسَدَّدَينِ» أَي لازِمَيِ الطَّريقةِ المُسْتَقِيمةِ. ويُروَى بكسر الدَّال.

وقال أَبو عَدْنَانَ : قال لي جابِرُ : البَذِخُ الّذِي إِذا نازَعَ قَوماً سَدَّدَ عليهم كلَّ شيْ‌ءٍ قالوه ، قلت : وكيف يُسَدِّدُ عليهم؟ قال : يَنْقُضُ عليهم كلَّ شيْ‌ءٍ قالُوه.

وفي المثل : «سَدَّ ابنُ بَيْضٍ الطَّرِيقَ» وسيأْتِي.

ومن المجاز : هو يَسُدُّ مَسَدَّ أَبيه ، ويسُدُّونَ (١) مَسَدَّ أَسلافِهم.

وسِدَادُ البَطْحَاءِ ، بالكسر : لَقَبُ أَبي عَمْرو عبيدةَ بنِ عبدِ مَنَافٍ ، وهو أَخو هاشمٍ والدِ عبد المطلب. وقد انقرضَ وَلَدُه.

وأَتتْنا رِيحٌ من سَدَادِ أَرضِهِم : مِن قَصْدِهَا. وهو مَجَازٌ.

وسُدُودُ ، بالضّمّ ، كأَنَّه جمْع سَدَّ : قَرْيَة بِفِلَسْطِين ، وأُخْرَى بمصْر ، في المُنُوفِيَّةِ. ويقال في الأَخيرة : أُسْدُودُ أَيضاً.

ورجُل سَدَّادٌ ، ككَتَّان : مُستقيمٌ.

والمَسَدّ : قَرْيَة بالمغرِب.

وسَدِيدَةُ بنت أَحمد بن الفَرج الدَّقَّاق.

وسَدِيدَةُ بنت أَحمد بن الفَرج الدَّقَّاق.

وسَدِيدَةُ بنتُ أَبي المُظفَّر الشاشيّ.

سمع منهما أَبو المحاسن القُرَشيّ.

والسُّدُّ ، بالضّمّ : ماءُ سَماءٍ ، جَبَلُ شَوْرَانَ مُطِلُّ عليه ، نقلَه الصاغانيُّ. وهو غير الذي لِغَطفانَ.

[سرد] : السَّرْدُ : الخَرْزُ في الأَدِيم والنَّعْل وغيرِهِمَا ، والسَّرَّاد : الحَرَّاز. والخَرْزُ مَسْرودٌ ومُسَرَّدٌ.

وسَرَدَ خُفَّ البَعِيرِ سَرْداً : خَصفَه بالتِدِّ كالسِّرَاد ، بالكسر ، والسَّرْدُ الثَّقْبُ وأَنشد ابن السِّيد في «الفَرْق» :

كأَنَّ فُروجَ اللِّأْمةِ السَّرْدِ شَدَّهَا

عَلى نَفْسِهِ عَبْلُ الذِّرَاعَيْنِ مُخْدِرُ

كالتَّسْرِيد ، فيهما والإِسرادِ في الأَخير فقط ، تقول : سَرَدَ الشيْ‌ءَ سَرْداً ، وسَرَّدَه وأَسْرَدَه ، إِذا ثَقَبَه. والسَّرْد : نَسْجُ الدِّرْعِ ، وهو تَداخُلُ الحَلَقِ بعْضِها في بعْضٍ.

والسَّرْد : اسمٌ جامِعٌ للدُّروع وسائِرِ الحَلَقِ وما أَشبهَها من عَمَلِ الحَلَق ، وسُمِّيَ سَرْداً لأَنه يُسْرَد فيُثْقَب طَرَفَا كُلِّ حَلْقَة بالمِسمَار ، فذلك الحَلَق المُسَرَّدُ. والمِسْرَدُ هو المِثْقَب ، وهو السِّرَاد ، بالكسر.

وقوله عزوجل : (وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) (٢) قيل هو أَلَّا يَجْعَل المِسْمَارَ غليظاً ، والثُّقْبَ دَقِيقاً فيفْصِمَ الحَلَق ، ولا يَجْعَل المسمارَ دَقيقاً والثقبَ وَاسِعاً ، فيتَقَلْقَل أَو يَنْخَلِع أَو يَتقَصَّف ، اجْعَلْه على القَصْد ، وقَدْرِ الحاجة. وقال الزّجّاج : السَّرْد : السَّمْرُ وهو غيرُ خارجٍ من اللُّغَة ، لأَن السَّرْد تَقْدِيرُك طَرَفَ الحَلْقَة إِلى طَرَفِها الآخَر. ومن المجاز : السَّرْد : جَوْدَةُ سِيَاق الحَدِيثِ ، سَرَدَ الحَديثَ ونَحْوَه يَسرُدُه سَرْداً ، إِذا تابَعه ، وفُلانٌ يَسْرُد الحَدِيثَ سَرْداً وتَسَرَّدَه ، إذا كان جَيِّدَ السِّيَاقِ. وسَرَدَ القرآنَ : تابعَ قِرَاءَتَه في حَدْر ، منه.

والسَّرْد : ع ببلاد أَزْدٍ ، جاءَ ذِكْرُه في الشِّعْرِ مع أَبارع (٣).

والسَّرْد : مُتَابَعةُ الصَّومِ ومُوالاتُه وسَرِدَ (٤) فلانٌ ، كفَرِحَ : صارَ يَسْرُدُ صَوْمَهُ ويُوَالِيه ويُتابِعُه.

وفي الحديث : «أَنّ رَجلاً قال له : يا رسولَ اللهِ إِني أَسْرُدُ الصِّيَامَ في السَّفَرِ ، فقال : إِن شِئت فَصُمْ ، وإِن شئت فأَفْطِرْ».

والسَّرَنْدَى ، كسَبَنْتَى : الجَرِي‌ءُ السريعُ في أُمُورِهِ إِذا أَخذ فيها ، عن ابن دُرَيْد (٥). وقيل : الشَّدِيدُ (٦) والأُنثى سَرَنْداة.

وقال سيبويه : رَجُلٌ سَرَنْدَى مُشْتَقٌّ من السَّرْد ، ومعناه الذي يَمضِي قُدُماً.

والسَّرَنْدَى : اسمُ رَجلٍ ، وهو شاعِرٌ من بني التَّيْمِ كان

__________________

(١) الأساس : وهم يسدّدون مسادّ أسلافهم.

(٢) سورة سبأ الآية ١١.

(٣) كذا ولم ترد «أبارع» في معجم البلدان ولا في معجم البكري ، وقد ورد السّرد في شعر للشنفرى قال :

كأن قد ، فلا يغررك مني تمكثي

سلكت طريقاً بين يربغ فالسَّرْد

(٤) في التهذيب واللسان : سَرَدَ فلانٌ الصومَ.

(٥) الجمهرة ٣ / ٣٩٨.

(٦) في القاموس : «والشديد وهي بهاء».

١٣

يُعِينُ عُمَرَ بن لَجإِ ، قال ابنُ أَحمرَ.

فَخَرَّ وجَالَ المُهْرُ ذاتَ شِمَالِهِ

كَسَيْفِ السَّرَنْدَى لاحَ في كَفِّ صاقِلِ

واسرَنْدَاهُ الشَّي‌ءُ : غَلَبَه واعْتَلاه والمُسْرَنْدي : الّذي يَعْلُوك ويَغْلِبك. قال :

قد جَعَلَ النُّعَاسُ يَغْرَنْدِيني

أَدْفَعُهُ عنِّي ويَسْرَنْدِينِي

واغْرَنْدَاهُ مثلُه بمعنَى عَلَاه وغَلَبَه وسيأْتي. والياءُ فيهما للإِلْحَاق بافْعَنْلَلَ. وقد قيل إِنه لا ثالثَ لهما ، ويقال : إِنّ اغْرنداه : علَاه بالشَّتْم.

والسَّرَاد كَسَحَابٍ : الخَلَالُ الصُّلْبُ ، الواحد سَرَادَةٌ ، عن الفرّاءِ ، وهي البُسْرَةُ تَحْلُو قبل أَن تُزْهِيَ وهي بَلَحَةٌ. وقال أَبو حَنيفَةَ : السَّرَاد : الذي يَسْقط من البُسْرِ قبل أَن يُدْرِكَ وهو أَخضر. وقد أَسْرَدَ النَّخُل ، والسَّرَاد ما أَضَرَّ بِهِ العَطَشُ من الثَّمَرِ فيَبِسَ قَبلَ يَنْعِه. نقله الصاغانيُّ (١).

وسُرْدد ، كقُنْفُذ وجُنْدَب وجَعْفَر (٢) ، الأَخيرة عن الأَصمعيّ. قال الصاغانيُّ : والمسموع من العرب الوَجْهُ الثَّاني : وادٍ مشهورٌ متَّسعٌ بتِهَامة اليمن ، مُشتمِل على قُرًى ، ومُدُن ، وضِياع ، قال أَبو دَهْبَلٍ الجُمَحيّ :

سَقَى اللهُ جازاناً فمن حَلَّ وَلْيَهُ

فكُلَّ مَسِيلٍ من سَهَامٍ وسُرْدُدِ

قال ابن سيده : سُرْدُد : موضع ، هكذا حَكاه سيبويهِ متمثِّلاً به بضم الدالِ وعَدَلَه بِشُرْنُب ، قال : وأَما ابن جِنِّي فقال : سُرْدَد ، بفتح الدّال ، قال أُمَيَّةُ بن أَبي عائِذٍ الهُذَلِيّ :

تَصَيَّفْتُ نَعْمَانَ واصّيَّفَتْ

جِبَالَ شَرَوْرَى إِلى سُرْدَدِ

قال ابن جِنِّي : إِنّمَا ظَهَر تَضْعيف سُرْدَد ، لأَنه مُلْحق بما لم يَجِي‌ء ، وقد عَلِمْنا أَن الإِلْحاق إِنما هو صَنْعةٌ لَفْظِيَّة ، ومع هذا لم يظهر ذلك الّذي قَدَّرَه هذا مُلحقاً فيه ، فلو لا أَن ما يقوم الدليلُ عليه بما لم يظهر إِلى النُّطق بمنزلةِ المَلفوظ به لما أَلْحقوا سُرْدَداً وسُودَداً بما لم يَفُوهوا به ، ولا تَجَشَّموا استعمالَه. انتهى.

وسارِدَةُ بن تَزِيدَ ، بالمثنّاة الفوقيّة والتحتيّة معاً ، نسختان ، ابن جُشَمَ بنِ الخَزْرج ، في نَسب الأَنصارِ ، من وَلدِه سَلِمةُ بن سَعْد بن عليّ بن أَسد بن سارِدَةَ ، ذكره ابنُ حَبِيب.

ومن المجاز : يقال هو ابنُ مِسْرَدٍ ، كمِنْبَرٍ وفي الأَساس : ابنُ أُمِّ مِسْرَدٍ ، أَي ابنُ أَمَةٍ أَو قَيْنَة ، عن الصاغانيّ ، لأَنها من الخَوَارِزِ ، كما في الأَساس ، شَتْمٌ لهم يتشاتمون به بينهم (٣).

والسَّرِيدُ ، كأَميرٍ ، وسحَاب (٤) ومِنْبَر : الإِشْفَى الّذِي في طَرَفه خَرْق وهو المِخْصَف (٤).

وسَرْدَانِيَّةُ (٥) بالفتح : جَزِيرةٌ كبيرةٌ ببَحْر المَغْرِب بها قُرًى وعَمَائر ، عن الصاغانيِّ. وسَرْدَرُودُ : ة ، بهَمَذَانَ ، وهي مُركَّبة من سَرْد ورُود. ومعناها : النَّهَرُ البارِدُ.

* ومما يستدرك عليه :

السَّرْد : تَقْدِمةُ شيْ‌ءٍ إِلى شَيْ‌ءٍ تأْتِي به مُتَّسِقاً بعْضُه في إِثرِ بعْضٍ مُتتابِعاً.

وقيل لأَعرابِيٍّ. أَتعرِف الأَشهُرَ الحُرُمَ؟ فقال : نعمْ.

واحدٌ فَرْدٌ وثلاثةٌ سَرْدٌ. فالفَرْدُ : رَجَبٌ ، لأَنه يأْتِي بعدَه شعبانُ ، وشهرُ رمضانَ ، وشَوَّال. والثلاثة السَّرْد : ذو القَعْدَة ، وذو الحِجَّة ، والمُحَرَّم. وهو مَجَاز.

والسِّرَاد ، والمِسْرَد : المِثْقَب.

والمِسْرَد : اللِّسَانُ ، يقال فُلانٌ يَخْرِق الأَعراضَ بِمِسْرَدِه ، أَي بلِسانه. وهو مَجَازٌ.

والمِسْرَد : النَّعْلُ المَخْصوفَةُ اللسانِ.

والسَّرَاد والمِسْرَد : المِخْصَف ، وما يُخْرَزُ به. والخَرْزُ مَسرود ومُسَرَّد.

__________________

(١) والعبارة أيضاً في التهذيب واللسان.

(٢) في معجم البلدان : سُردُد بضم أوله وسكون ثانيه ودال مهملة مكررة الأولى منهما مضمومة ، ويروي بضم أوله وفتح الدال الأولى. وذكر الشاهدين بإهمال ضبط الدال الأولى وبضم أوله ضبط قلم.

(٣) وشاهده في الأساس :

بكت عين من أبكى دموعك إنما

وشى بك واشٍ من بني أم مِسْردِ

(٤) في اللسان : والإشفى يقال له السِّراد والمِسْرَد والمخصف.

(٥) في معجم البلدان : ياء مفتوحة مخففة.

١٤

والمَسرودة : الدِّرْع المَثقوبة.

والسارِد : الخَرّاز ، قاله أَبو عَمرو.

ودِرْعٌ مسرود (١) ، ولَبُوس مُسَرَّد ، ولأْمَةٌ سَرْدٌ.

ومن المَجَاز : السَّرْدُ : الحَلَقُ ، تَسْمِيَة بالمصْدر.

ونُجُومٌ سَرَدٌ : مُتتابِعَةٌ. وتَسَرَّدَ الدُّرُّ : تتابَع في النِّظَام ، ولؤلؤ مُتَسرِّد ، وتَسَرَّدَ دَمْعُه ، كما يتَسَرَّدُ اللُّؤْلُؤ ، وماشٍ مُتَسَرِّد (٢) : يُتابع خُطاه في مَشْيِه.

والسَّردِيَّة : قبيلةٌ من العرب. ومُسَرَّد ، كمُعَظَّم : كوفيٌّ ، رَوَى عن سعدِ بنِ أَبي وقَّاص.

* ومما يستدرك عليه :

[سربد] : سربد ، يقال منه : حاجِبٌ مُسَرْبَدٌ : لا شَعرَ عليه ، عن كُراع. وقد تقدَّم سبرد. ولعلّ هذا مقلوبُه ، كما هو ظاهرٌ.

[سرمد] : السَّرْمَدُ : الدائِمُ ، قاله الزّجاج. وعليه اقتصر الجوهريّ وغيره وفي حديث لقمانَ : «جَوَّابُ ليلٍ سَرْمَد» السَّرْمَد : الدائم الّذِي لا يَنْقَطِع. ومثله في النهاية.

وقال الخليل : السَّرْمَدُ : هو دَوَامُ الزَّمَانِ ، واتِّصالُه من لَيْلٍ أَو نَهَارٍ. قاله المرزُوقيُّ في «شرْح الحماسة». ومثله في اللِّسَان.

والسَّرْمَدُ : الطَّوِيلُ مِنَ اللَّيَالي ، يقال لَيلٌ سَرْمَدٌ ، أَي طويلٌ.

وفي التنزيل العزيز : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً) (٣) وفسَّره الزجَّاج بما تقدَّم.

وسَرْمَد : ع من عَمَلِ حَلَبَ ، نقلَه الصاغانيُّ.

وسَرْمَدٌ : جَدُّ أَبي الحُسَيْن أَحمدَ بن عبد الله بن محمّد بن سَرْمَد الكرابِيسيّ النَّيسابوريّ ، توفِّي سنة ٣٦٦.

ونقل شيخُنا عن الفخْر الرازيّ أَن اشتقاقَ السَّرْمد من السَّرْد ، وهو التَّوالِي والتعاقُب. ولمَّا كان الزمانُ إِنما يَبْقَى بِتعاقُبِ أَجزائِه وكان ذلك مُسَمَّى بالسَّرْد ، أَدْخلوا عليه الميمَ الزائدة ، ليُفِيدَ المُبالغَةَ في ذلك ، انتهى ، قال : وعليه ، فَوَزْنُه : فَعْمَلٌ ، وموضعه سَرَدَ.

[سرند] : السَّرَنْدَى : الجري‌ءُ الشَّدِيدُ ، قد ذُكِرَ في س ر د بِناءً على أَن النُّون زائدة. وقد تقدّم النقل فيه عن سيبويه ، وهذا مَوْضِعُهُ ، لأَنّ سَرْنَد بعد سَرْمَد.

وسَيْفٌ سَرَنْدى : ماضٍ في الضَّريبة ولا يَنْبُو (٤).

ومَن جَعَل سَرَنْدًى : فَعَنْلَلاً صَرَفَه ، ومن جَعَلَه ، فَعَنْلَى لم يَصْرِفه. وقد تقدَّم.

[سرهد] : سَرْهَدَ الصِّبِيَّ سَرْهَدَةً : أَحسنَ غِذَاءَهُ.

وسَرْهَدَ السَّنَامَ : قَطَعَهُ ، ومنه قيل : سَنَامٌ مُسَرْهَدٌ ، أَي مُقَطَّعٌ قِطَعاً.

والمُسَرْهَدُ : المُنَعَّم المُغَذَّى ، وامرأَةٌ مُسَرْهَدَةٌ ، سَمِينَةٌ مَصْنوعة ، وكذلك الرَّجلُ.

والمُسَرْهَد أَيضاً : السَّمِينُ من الأَسْنِمَةِ ، يقال سَنامٌ مُسَرْهَدٌ ، أَي سَمِينٌ ، ورُبما قيل لشَحْمِ السَّنَامِ : سَرْهَدٌ ، وماءٌ سَرْهَدٌ ، أَي كثير.

ومُسَدَّدٌ ، كمُعَظَّم ، ابنُ مُسَرْهَدِ بن مُجَرْهَدِ بن مُسَربَل ، وقيلَ أَرْمل بن مُغَرْبَلِ بن مُرَعْبَلِ بن مُطَرْبَلِ بن أَرَنْدَلِ بن سَرَنْدَلِ بن عَرَنْدَلِ (٥) بن ماسِكِ بنِ المُسْتَوْرِدِ الأَسَدِيُّ البَصْرِيّ ، من بني أَسَدِ بن شُرَيْك ، بالضّمّ ، ابن مالك بن عَمْرو بن مالِك بن فَهْم بن دَوْس بن عُدْثانَ بن عبد الله بن زَهْرَان بن كَعْب بن الحارث بن كَعْب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأَزْد : مُحَدِّثٌ. قال أَبو زُرْعَةَ ، قال أَحمد : مُسَدَّدٌ صَدُوقٌ. وقال ابن القراب : مات أَبو الحسن مُسَدَّد ، لِسِتَّ عَشْرَةَ ليلةً خَلَتْ من رمضانَ سنةَ ثَمَانٍ وعشرين ومِائتين.

قال شيخُنَا : صرَّح جماعةٌ من شُرَّاحِ الصَّحيحين ، وغيرهما من أَرباب الطبقات ، بأن هذه الأَسماءَ إِذا كُتِبَتْ وعُلِّقَتْ على مَحْمُوم كانت من أَنفعِ الرُّقَى ، وجُرِّبَت فكانت كذلك.

__________________

(١) في التهذيب : «مسرودة.» وفي الصحاح : الدرع مسرودة ومسرَّدة.

(٢) الأساس : وماشٍ مِسْرَدٌ.

(٣) سورة القصص الآية ٧٢.

(٤) وشاهده في اللسان قول ابن أحمر يصف رجلاً صُرع فخرّ قتيلاً :

فخرّ وجال المهر ذات يمينه

كسيفٍ سرندي لاح في كف صيقل

(٥) في نسخة ثانية من القاموس : غرندل.

١٥

[سعد] : سَعَدَ يَومُنا ، كنَفَع يَسْعَد سَعْداً ، بفتح فسكون ، وسُعُوداً كقُعُودٍ : يَمِنَ ويَمَن وَيَمُنَ مُثَلَّثةً ، يقال : يومٌ سَعْدٌ ، ويومٌ نَحْسٌ.

والسَّعْدُ : ع قُرْبَ المدينةِ على ثلاثة أَميال (١) منها ، كانت غَزْوَة ذاتِ الرِّقاع قريبةً منه ، والسَّعْد : جَبَلٌ بالحِجَاز ، بينه وبين الكَديد ثلاثون مِيلاً ، عنده قَصْرٌ ، ومنازِلُ ، وسُوقٌ ، وماءٌ عذْبٌ ، على جادَّة طريقٍ كان يُسْلَكُ من فَيْدٍ إِلى المَدينة.

والسَّعْد : د ، يُعْمَل فيه الدُّرُوعُ ، فيقال : الدُّروعُ السَّعْدِيَّة ، نِسْبَة إِليه وقيل السَّعْد : قَبِيلةٌ نُسِبَت إِليها الدُّروعُ.

والسَّعْد ثُلُثُ اللَّبِنَةِ ، لَبِنَةِ القَمِيصِ والسُّعَيْد كَزُبَيْر : رُبْعُها ، أَي تِلك اللَّبِنَة. نقله الصاغانيُّ.

واستَسْعَدَ بِهِ : عَدَّهُ سَعِيداً وفي نُسخة : سَعْداً.

والسَّعادةُ : خِلافُ الشَّقاوةِ ، والسُّعُودة خِلافُ النُّحُوسة ، وقد سعِدَ كعَلِم وعُنِي سَعْداً وسَعَادَة فهو سَعِيدٌ ، نقيضُ شَقِيِّ ، مثل سَلِمَ فهو سَلِيم وسُعِد بالضّمّ سَعَادة ، فهو مَسْعُودٌ والجمع سُعَداءُ والأُنثَى بالهاءِ.

قال الأَزهريُّ : وجائزٌ أَن يكون سَعِيدٌ بمعنَى مَسعودٍ ، من سَعَدَه اللهُ ، ويجوز أَن يكونَ من سَعِد يَسْعَد ، فهو سَعِيدٌ.

وقد سَعَده اللهُ ، وأَسْعَده الله ، فهو مَسْعُود وسَعِدَ جَدُّه ، وأَسْعَده : أَنْمَاه. والجَمْعُ مَسَاعِيدُ ولا يقال مُسْعَدٌ كمُكْرَم ، مُجَارَاةً لأَسْعَدَ الرُّبَاعِيّ ، بل يُقْتَصَر على مَسْعود ، اكتفاءً به عن مُسعْدَ ، كما قالوا : مَحبوبٌ ومَحْمُوم ، ومَجْنُون ، ونحوها من أَفعلَ رُبَاعِياً.

قال شيخنا : وهذا الاستعمالُ مشهور ، عَقَدَ له جماعةٌ من الأَقدمين باباً يَخُصُّه ، وقالوا : «باب أَفْعَلْته فهو مَفْعُول».

وساقَ منه في «الغريب المصنَّف» أَلفاظاً كثيرة ، منها : أَحَبَّه فهو مَحْبُوب وغير ذلك ، وذلك لأَنّهُم يقولون في هذا كُلِّه قد فُعِل ، بغير أَلف ، فبُنِي مفعولٌ على هذا ، وإِلا فلا وَجْهَ له.

وأَشار إِليه ابنُ القَطَّاع في الأَبنية ، ويَعقُوبُ ، وابن قُتيبةَ ، وغيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة.

والإِسعادُ ، والمساعدَةُ (٢) : المُعاونة. وساعَدَه مُساعدةً وسِعاداً وأَسْعَده : أَعَانه ، و‌رُوِيَ عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أَنه كان يقول في افتتاح الصلاة : لَبَيْكَ وسَعْدَيْكَ والخَيْرُ بَيْنَ يَدَيْكَ (٣) والشَّرُّ ليس إِليك».

قال الأَزهريُّ : وهو خَبَرٌ صَحِيح ، وحاجَةُ أَهْلِ العِلْم إِلى [معرفة] (٤) تفسيره ماسَّةٌ.

فأَمّا لَبَّيْكَ فهو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان ، وأَلَبَّ ، أَي أَقامَ به ، لَباًّ وإِلْباباً ، كأَنَّه يقول : أَنا مُقِيمٌ على (٥) طاعتِكَ إِقامةً بَعْدَ إِقامةٍ ، ومُجِيبٌ لك إِجابةً بَعْدَ إِجابَة.

وحُكِيَ عن ابن السِّكِّيت في قوله لَبَّيْك وسَعْدَيْك : تأْويلُه إِلباباً لك بعد إِلبابٍ ، أَي لُزُوماً لِطاعتك بعد لزوم ، و (٦) إِسعاداً بعد إسعاد وقال أَحمد بن يحيى : سَعْدَيْك ، أَي مُساعدةً لك ، ثم مُساعدة ، وإسعاداً لأَمْرك بعد إسعاد. وقال ابن الأَثير أَي ساعَدْتُ طاعتَك مُسَاعدةً بعْدَ مساعدة وإسعاداً بعد إِسعاد ، ولهذا ثُنِّيَ ، وهو من المَصادر المنصوبة بفِعْلٍ لا يَظْهَر في الاستعمال. قال الجَرْمِيّ : ولم يُسْمَع سَعْدَيْك مفرداً (٧). قال الفرّاءُ : لا واحدَ لِلَبَّيْك وسَعْدَيك على صِحَّة.

قال الفرّاءُ : وأَصلُ الإِسْعَادِ والمُساعدِة ، مُتابعةُ العَبْدِ أَمْرَ ربِّه ورِضَاه. قال سيبويه : كلامُ العربِ على المساعدة والإِسعاد ، غير أَنَّ هذا الحرْفَ جاءَ مُثَنًّى على سَعْدَيْك ، ولا فِعْلَ له على سَعد.

قال الأَزْهَرِيُّ : وقد قُرِى‌ءَ قولُه تعالى (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا) (٨) وهذا لا يكون إِلَّا مِن (٩) : سَعَدَه اللهُ ، وأَسْعَدَه ،

__________________

(١) بهامش المطبوعة المصرية : «في بعض نسخ الشارح بدل قوله : على ثلاثة أميال الخ بنجد ، وقيل : وادٍ ، والأول هو الصحيح وجعله أوس بن حجر اسماً للبقعة فقال :

تلقّينني يوم العجير بمنطقٍ

تروح أرطى سعد منه وضالها»

وفي معجم البلدان فكالأصل وبدون أل التعريف.

(٢) في الصحاح : والإسعاد الإعانة ، والمساعدة المعاونة.

(٣) في التهذيب واللسان : في.

(٤) زيادة عن التهذيب.

(٥) التهذيب : في.

(٦) بالأصل «الواو» وضعت داخل الأقواس ، وهي ليست في أصل القاموس.

(٧) اللسان : ولم نسمع لسعديك مفرداً.

(٨) سورة هود الآية ١٠٨.

(٩) عبارة التهذيب : «إلّا من سَعَدَه الله لا من أسعده وبه سمي الرجل

١٦

أَي أَعانَه وَوَفَّقَه ، لا مِن أَسْعَدَه اللهُ.

وقال أَبو طالب النّحويّ : معنَى قوله لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ ، أَي أَسْعَدَني اللهُ إسعاداً بعدَ إِسعادٍ.

قال الأَزهريّ : والقول ما قاله ابنُ السِّكِّيت ، وأَبو العباس ، لأَن العَبْدَ يُخَاطِبُ رَبَّه ، ويَذْكُرُ طاعَتَهُ. [له] (١) ولُزُومَه أَمْرَه ، فيقول : سَعْدَيْكَ ، كما يقول : لَبَّيْكَ ، أَي مُساعَدةً لأَمْرِك بعد مُساعدة. وإِذا قيل : أَسعَدَ اللهُ العَبْدَ ، وسَعَدَه ، فمعناه : وَفَّقَه الله لما يُرْضِيه عنه ، فيَسْعَدُ بذلِك سَعادةً. كذا في اللِّسَان.

والسُّعُد ، والسُّعُود ، الأَخيرةُ أَشهر وأَقْيَس ، كلاهما : سُعُودُ النُّجُومِ : وهي الكواكب التي يُقال لكلّ واحد منها : سَعْدُ كذا ، وهي عَشَرَة أَنجمٍ ، كلّ واحد منها سَعْدٌ : سَعْدُ بُلَعَ.

قال ابن كُنَاسة : سَعْدُ بُلَعَ : نَجمانِ مُعْتَرِضانِ خَفِيَّانِ.

قال أَبو يَحيى : وزَعَمَت العربُ أَنَّه طَلَعَ حِينَ قال الله تعالى (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ) (٢) ويقال : إِنما سُمِّيَ بُلَعاً (٣) لأَنه كان لِقُرْب صاحِبِه منه يكاد أَن يَبْلَعَهُ.

وسَعْدُ الأَخْبيَة : ثَلاثةُ كَواكبَ على غيرِ طَرِيقِ السُّعود ، مائلةٌ عنها ، وفيها اختلافٌ ، وليست بِخَفِيَّة غامِضَةٍ ، ولا مُضِيئة مُنِيرَة ، سُمِّيَتْ بذلك لأَنها إِذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حَشراتُ الأَرْضِ وهَوَامُّها من جِحَرتهَا ، جُعِلَت جِحَرَاتُهَا (٤) لها كالأَخْبِيَة. وقيل : سَعْدُ الأَخْبِيَةِ : ثلاثةُ أَنْجُمٍ ، كأَنَّهَا أَثافِيُّ (٥) ورابعٌ تحْتَ واحد منهن.

وسَعْدُ الذَّابحِ ، قال ابن كُنَاسَةَ : هو كوكبان مُتَقَاربانِ ، سُمِّيَ أَحدُهما ذابِحاً لأَن معه كَوْكَباً صغيراً غامِضاً ، يكاد يَلْزَقُ به فكأَنَّه مُكِبٌّ عليه يَذْبَحُه ، والذَّابحُ أَنْوَرُ منه قليلا.

وسَعْدُ السُّعودِ : كوْكَبانِ ، وهو أَحْمَدُ السُّعُودِ ، ولذلك أُضِيف إِليها ، وهو يُشْبِه سَعْدَ الذَّابحِ في مَطْلَعه. وقال الجوهريّ : هو كوكب نَيِّرٌ منفرد.

وهذه الأَربعةُ منها من مَنَازِلِ القمرِ يَنْزِل بها ، وهي في بُرْجَيِ الجَدْيِ والدَّلْو.

ومن النُّجُوم : سَعْدُ ناشِرةَ ، وسَعْدُ المَلِكِ ، وسَعْدُ البِهَامِ ، وسَعْدُ الهُمَامِ ، وسَعْدُ البارِعِ ، وسَعْدُ مَطَرٍ. وهذه السِّتَّةُ ليستْ من المنازل ، كُلُّ سَعْدٍ منها كَوْكَبَانِ ، بينهما في المَنْظَرِ (٦) نَحْوُ ذِرَاعٍ وهي مُتَناسِقةٌ.

وفي الصّحاح : في العَرب سُعُودٌ ، قبائِلٌ ، كَثِيرَةٌ ، منها : سَعْدُ تَمِيمٍ ، وسَعْدُ قَيْس ، وسَعْدُ هُذَيْلٍ ، وسَعْدُ بَكْرٍ ، وأَنشد بيت طَرَفة :

رَأَيْتُ سُعُوداً مِن شُعُوبٍ كَثِيرةٍ

فلم تَر عَيْنِي مِثْلَ سَعْدِ بن مالِكِ

قال ابن بَرِّيّ : يقول : لم أَرَ فيمن سُمِّيَ سَعْداً أَكرمَ من سَعْدِ بنِ مالِكِ بن ضُبَيْعة بن قَيْس بن ثَعْلَبَةَ بن عُكابَةَ ، وغيرُ ذلك ، مثل : سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلَانَ ، وسَعْدِ بن ذُبْيَانَ بن بَغِيض ، وسَعْدِ بن عَدِيِّ بنِ فَزَارةَ ، وسَعْدِ بن بكْر بن هَوازِنَ ، وهم الّذِين أَرْضَعُوا النّبيَّ ، صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وسَعْد بن مالك بن زيد مناةَ وفي بني أَسَدٍ سَعْدُ بن ثَعْلَبَةَ بن دُودانَ ، وسعْدُ بن الوارثِ بن سَعْد بن مالك بن ثَعْلَبَةَ بن دُودان.

قال ثابتٌ : كان بنو سعْد بن مالك لا يُرَى مِثْلهم في بِرِّهِم ووَفائهم.

وفي قيسِ عَيْلانَ سعْدُ بن بكْر ، وفي قضاعَةَ سَعْدُ هُذَيْمٍ ، ومنها سَعْدُ العَشِيرةِ وهو أَبو أَكثرِ قَبَائلِ مَذْحِج.

ولمَّا تَحَوَّلَ الأَضبَطُ بن قُرَيْعٍ السَّعْدِيّ من ، وفي نسخة : عن قَوْمِهِ وانتقلَ في القبائِلِ ، فلَمَّا لم يُحْمِدْهُمْ رَجَعَ إِلى قَوْمه وقال : «بِكلِّ وادٍ بَنو سَعْدٍ» فذَهَبَ مَثَلاً. يعني سَعْدَ بنَ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيم ، وأَما سَعْدُ بَكْرٍ فهم أَظآرُ سيِّدنا رسولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وبنو أَسْعَدَ : بَطْنٌ من العرب وهو تَذكيرُ سُعْدَى ، وأَنكرَه ابن جِنُي وقال : لو كان كذلك حَرِيَ أَن يَجِى‌ءَ به سَمَاعٌ ،

__________________

مسعوداً ، ومعنى سعده الله وأسعده أي أعانه ووفّقه» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله إلا من سعده الله وأسعده الخ كذا باللسان ولعل الظاهر أن يقول : إلا من سعده الله أي أسعده بدليل بقية العبارة».

(١) زيادة عن التهذيب. وقد سقطت أيضاً من اللسان.

(٢) سورة هود الآية ٤٤.

(٣) التهذيب : بُلَع.

(٤) التهذيب واللسان : حجرتها.

(٥) اللسان : أثافٍ.

(٦) الصحاح واللسان : في رأي العين.

١٧

ولم نَسمَعْهم قَطّ وَصَفوا بِسُعْدى ، وإِنما هذا تَلاقٍ وَقَعَ بين هذَيْنِ الحَرْفين المُتَّفِقَيِ اللَّفْظِ ، كما يَقَع هذانِ المِثالانِ في المُخْتَلِفَة نحو أَسْلَمَ وبُشْرَى.

وفي الصحاح : وفي المثلِ قولهمٌ : أَسَعْدٌ أَم سعيدٌ» ، كأمِير هكذا هو مضبوط عندنا. وفي سائر الأُمهات اللغَوية : كزُبَيْرِ (١) ، وهو الصواب ، إِذا سُئِلَ عن الشَّيْ‌ءِ أَي هو مما يُحَبُّ أَو يُكْرَهُ.

وفي خُطْبَة الحَجَّاجِ : «انْج سَعْدُ فقد قُتِلَ سُعَيْدٌ» هذا مَثَلٌ سائِر وأَصْله أَن ابْنَيْ ضَبَّةَ بنِ أُدٍّ خَرجَا في طَلب إِبِلٍ لهما فَرَجَعَ سَعْدٌ وفُقِدَ سُعَيْدُ فَكان ضَبَّةُ إِذا رَأَى سَوَاداً تَحْتَ اللَّيْل قال : «أَسَعْدٌ أَم سُعَيْدٌ» هذا أَصْل المَثَلِ فأُخِذ ذلك اللَّفْظُ منه ، وصار (٢) يُتَشَاءَمُ به ، وهو يُضرَب مَثَلاً في العِنَايَة بذِي الرَّحِمِ ، ويُضْرَب في الاستخبارِ عن الأَمْريْنِ : الخَيْرِ والشَّرّ ، أَيهما وَقعَ. وهو مَجَاز.

ويقال بَرَكَ البَعِيرُ على السَّعْدَانَةِ ، وهي كِرْكِرَةُ البَعِيرِ ، سُمِّيَت لاستدارتها.

والسَّعْدَانَةُ : الحَمَامَةُ قال :

إِذا سَعْدانَةُ السَّعَفَاتِ ناحَتْ

عَزاهِلُهَا سَمِعْتَ لها حَنِينَا (٣)

أَو السَّعْدانَةُ اسمُ حَمَامَة خاصَّة ، قاله ابن دُرَيْد ، وأَنشد البيت المذْكورَ (٤).

قال الصاغانيّ : وليس في الإِنشاد ما يَدُلّ على أَنَّها اسمُ حمامةٍ ، كأَنَّه قال : حَمامةُ السَّعَفَات (٥) ، اللهُمَّ أَن يُجْعَلَ المضافُ والمضافُ إِليه اسماً لحَمامةٍ ، فيقال : سَعْدانةُ السَّعَفاتِ (٣) : اسمُ حَمَامَة.

ويقال : عَقَدَ سَعْدَانَةَ النَّعْلِ ، وهي : عُقْدَةُ الشِّسْعِ السُّفْلَى مِمَّا يَلِي الأَرْضَ والقِبَالَ ، مِثْل الزِّمامِ ، بين الإِصْبَعِ الوُسطَى والتي تَليها.

والسَّعْدَانةُ من الاسْتِ : ما تَقَبَّضَ من حِتَارِهَا ، أَي دائِر الدُّبُرِ ، وسيأْتي.

والسَّعْدَانة من المِيزانِ : عُقْدَةٌ في أَسْفَلِ كِفَّتِهِ ، وهي السَّعْداناتُ.

والسَّعْدانَات أَيضاً : هَنَاتٌ أَسْفَلَ العُجَايَةِ ، بالضّمّ ، عَصَب مُرَكَّب فيه فُصُوصٌ من عِظَام ، كما سيأْتِي ، ومنهم من ضَبَطَه بالموحَّدة ، وهو غَلَطٌ كَأَنَّهَا أَظْفَارٌ.

ويقال : شَدَّ اللهُ عَلَى ساعِدِكَ وسواعِدِكُم ، ساعِدَاكَ : ذِرَاعاكَ ، والساعِد : مُلْتَقَى الزَّنْدَيْنِ من لَدُنِ المِرْفَقِ إِلى الرُّسْغِ. والساعِدُ : الأَعْلَى من الزَّنْدَيْن في بعْضِ اللغَات ، والذِّراعُ : الأَسفلُ منهما.

قال الأَزهريّ : والسَّاعِدُ : ساعِدُ الذِّراع ، وهو ما بَيْنَ الزَّنْدَيْنِ والمِرْفَق ، سُمِّيَ ساعِداً لمُسَاعدَته الكَفَّ إِذا بَطَشَتْ شَيْئاً (٦) ، أَو تناوَلَتْه ، وجمْع السّاعدِ : سَواعِدُ.

والسَّاعِدانِ من الطائِرِ : جَنَاحَاهُ يَطِير بهما ، وطائِرٌ شَدِيدُ السواعِدِ ، أَي القوادِمِ ، وهو مَجَاز.

والسَّوَاعِدُ : مَجَارِي الماءِ إِلى النَّهْر أَو إِلى البَحْر.

وقال أَبو عَمرو : السواعِدُ : مَجارِي البَحْرِ الّتي تَصُبّ (٧) إِليه الماءَ ، واحدُهَا ساعِدٌ ، بغير هاءٍ.

وقال غيرُهُ : الساعِدُ مَسِيلُ الماءِ إِلى الوادِي والبَحْرِ.

وقيل : هو مَجْرَى البَحرِ إِلى الأَنهار. وسَوَاعِدُ البِئرِ : مخَارِجُ مائِها ومَجَارِي عُيُونِها.

والسَّواعِدُ : مَجَارِي المُخِّ في العَظْمِ (٨) ، قال الأَعْلَم يَصف ظَلِيماً :

على حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَرِيّ ال

سَّواعِدِ ظَل في شَرْيٍ طِوالِ

__________________

(١) في القاموس : «سُعَيْدٌ» أي كزبير ضبط قلم. ومثله في الصحاح واللسان والأساس.

(٢) الصحاح واللسان : وصار مما يُتشاءم به. [وفي القاموس : مضار.]

(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «العزاهل جمع ، عزهل كزبرج وجعفر وهو ذكر الحمام كما في القاموس».

(٤) انظر الجمهرة ٢ / ٢٦٢.

(٥) في التكملة : الشعفات.

(٦) كذا بالأصل والتهذيب واللسان ونبه بهامش المطبوعة المصرية إلى رواية اللسان ، وقال : والظاهر بطشت بشي‌ء.

(٧) عن التهذيب وبالأصل «يصب».

(٨) التهذيب واللسان : العظام.

١٨

عنَى بالسَواعِدِ مَجْرَى المُخِّ من العِظَام ، وزَعموا أَن النعَامَ والكَرَى لا مُخَّ لهما.

وقال الأَزهريّ في شَرْح هذا البيتِ : سواعِدُ الظَّلِيم (١) أَجْنِحَتُه ، لأَن جَناحَيْه ليسا (٢) كاليَدَيْنِ ، والزَّمْخَرِيّ في كلِّ شيْ‌ءٍ : الأَجْوَفُ مثْل القَصَبِ. وعِظَامُ النَّعَامِ جُوفٌ لا مُخَّ فيها. والحَتُّ : السَّرِيعُ. والبُرَايَة : البَقِيَّةُ. يقول : هو سَرِيعٌ عِنْدَ ذَهَابِ بُرَايَتِهِ ، أَي عند انْحِسَارِ لَحْمِهِ وشَحْمِه.

والسُّعْدُ ، بالضّمّ : من الطِّيبِ. والسُّعَادَى ، كحُبَارَى مثّلُه ، وهو طِيبٌ م أَي معروف.

وقال أَبو حنيفة : السُّعْد من العُرُوقِ : الطَّيِّبَةُ الرِّيحِ وهي أَرُومةٌ مُدَحْرَجَة ، سَودَاءُ صُلْبَة كأَنَّها عُقْدَةٌ تَقَع في العِطْر وفي الأَدْوِيَة ، والجمْع سُعْدٌ. قال : ويُقَال لنَبَاتِه السُّعَادَى ، والجَمْع : سُعَادَيَات.

وقال الأَزهريُّ : السُّعْد : نَبْت له أَصْلٌ تَحْت الأَرضِ ، أَسْوَد طَيِّبُ الرِّيحِ.

والسُّعَادَى نَبْت آخَرُ. وقال الليث : السُّعَادَى : نَبْتُ السُّعْدِ. وفيه (٣) مَنفَعَة عَجِيبة في القُرُوحِ التي عَسُرَ انْدِمالُهَا ، كما هو مذكور في كُتب الطِّبّ.

وساعِدَةُ : اسم من أَسماءِ الأَسَد معرِفَة لا يَنصرف ، مثل أُسَامَةَ ، وَرَجُلٌ أَي عَلَمُ شَخْص عليه.

وبنو ساعدةَ : قومٌ من الأَنصار من بني كَعْبِ بن الخَزْرَجِ بن ساعِدةَ ، منهم سَعْدُ بن عُبَادَةَ ، وسَهْل بن سَعْدٍ ، الساعِدِيَّانِ ، رضِيَ الله عنهما ، وسَقِيفَتُهُم بِمَكَّةَ ، هكذا في سائرِ النُّسخ المُصحّحةِ ، والأُصول المقروءَة.

ولا شَك في أَنه سَبْقُ قَلَمٍ ، لأَنه أَدرَى بذلك ، لكثرةِ مجاوَرتِهِ وتردُّدِهِ في الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفين. والصّواب أَنها بالمَدِينة. كما وجدَ ذلك في بعض النُّسخ علَى الصواب ، وهو إِصلاحُ من التلامذة. وقد أَجمعَ أَهْلُ الغريبِ وأَئمَّةُ الحديثِ وأَهلُ السِّيَرِ أَنَّها بالمدينة ، لأَنَّها مأْوَى الأَنصارِ ، وهي بمنزِلَةِ دارٍ لهم وَمَحَلّ اجتماعاتِهم. ويقال : كانوا يَجتمعون بها أَحياناً.

والسَّعِيد كأَمير : النَّهْرُ الّذي يَسقِي الأَرضَ بظواهِرها ، إِذا كان مُفْرَداً لها. وقيل هو النَّهر الصغير ، وجمْعه : سُعُدٌ ، قال أَوْسُ بن حَجَر :

وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّيَةٌ

نَخْلٌ مَواقِرُ بَيْنَها السُّعُدُ(٤)

وسَعِيدُ المَزْرَعَةِ : نَهرُهَا الّذي يَسقِيها. وفي الحديث : «كُنَّا نُزَارِعُ على السَّعِيدِ».

والسَّعِيدَةُ ، بهاءٍ : بَيت كانَت رَبيعةُ من العرب تَحُجُّه بِأُحُدٍ في الجاهليّة. هكذا في النُّسخ. وهو قول ابن دُريد قال : وكان قريباً من شَدَّاد (٥).

وقال ابن الكَلبيّ : على شاطى‌ءِ الفُرات ، فقولُه : بأُحُدٍ. خَطاٌ.

والسَّعِيدِيَّة : ة بمصر نُسِبتْ إِلى المَلِك السَّعِيد.

والسَّعِيد والسَّعِيديّة : ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمَنِ ، كأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلى بني سَعِيد.

وسَعْدٌ : صَنَمٌ كان لبَنِي مَلَكَانَ (٦) بنِ كِنانةَ بساحِلِ البَحْرِ ، مِمَّا يَلِي جُدَّةَ ، قال الشاعر :

وهل سَعْدُ إِلَّا صَخْرَةٌ بِتَنُوفَةٍ

من الأَرْضِ لا تَدْعُو لغَيٍّ ولا رُشْدِ

ويقال : كانت تَعبده هُذَيْلٌ في الجَاهِلِيّة.

وسُعْدٌ ، بالضّمّ : ع قُرْبَ اليَمَامَةِ ، قال شيخُنَا : زعَم قَومٌ أَن الصّوابَ : قُرْبَ المدينة.

__________________

(١) عن التهذيب وبالأصل «الظيم» تحريف.

(٢) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : له.

(٣) وضعت «الواو» في الأصل خارج الأقواس ، وهو خطأ فهي من أصل القاموس.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله نخل مواقر ، كذا في التكملة ، وقال الدينوري : السعد في هذا البيت ضرب من التمر ، وإنشاده :

تحل بزأرة حملها السُّعُدُ

وسيأتي استشهاد الشارح به موافقاً لما قاله الدينوري ، وكذلك اللسان ، وورد في التهذيب بالروايتين شاهداً على السُّعُدُ أنها الأنهار واحدها سعيد ، وعلى أن السُّعُدُ ضرب من التمر.

(٥) الجمهرة ٢ / ٢٦٢. «سنداد» ومثله في معجم البلدان والتكملة.

(٦) في اللسان ومعجم البلدان ملكان بكسر فسكون وفي الصحاح : «لبني مالك» وفي معجم البلدان : كان لمالك وملكان ابني كنانة.

١٩

وسُعْدٌ : جَبَلٌ بجَنْبهِ ماءٌ وقَرْيَةٌ ونَخْلٌ ، من جانِب اليمَامَةِ العربيّ.

والسُّعُد. بضمّتينِ : تَمْرٌ ، قال :

وكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرَةً

نَخْلٌ بزَارةَ حَملُهُ السُّعُدُ

هكذا فسَّرَه أَبو حَنيفةَ.

والسَّعَد ، بالتحريك ، وبخطّ الصاغانيِّ : بالفتح ، مجوَّداً (١) : ماءٌ كان يَجرِي تَحْتَ جَبَلِ أَبي قُبَيْس يَغْسِل فيه القَصَّارون. وأَجمَةٌ م معروفة ، وفي قوله : معروفة ، نَظرٌ.

والسَّعْدانُ بالفتح : نَبْتٌ في سُهولِ الأَرْض من أَفْضَلِ ، وفي الأُمَّهات : من أَطْيب مَرَاعِي الإِبل ما دَام رَطْباً.

والعرب تقول : أَطْيَبُ الإِبلِ لَبَناً ما أَكلَ السَّعْدانَ والحُرْبُثَ.

وقال الأَزهريُّ في تَرْجَمَة صفع : والإِبل تَسْمَن على السَّعدان ، وتَطيب عليها (٢) أَلبانُها ، واحدتُه سَعْدانةٌ ، والنون فيه زائدة ، لأَنه ليس في الكلام فَعْلان غيرُ خَزْعَال وقَهْقَار ، إِلا من المضاعف.

وقال أَبو حنيفة : من الأحرار السَّعْدَانُ ، وهي غُبْرُ (٣) اللَّوْن ، حُلْوةٌ يأْكلُها كلُّ شيْ‌ءٍ ، وليستْ بكبيرة ، وهي من أَنجَعِ المَرْعَى.

ومنه المثل : «مَرْعًى ولا كالسَّعْدانِ وماءٌ ولا كَصَدَّاءَ» ، يُضْرَبان في الشيْ‌ءِ الذي فيه فضلٌ وغيرُه أَفضلُ منه. أَو للشيْ‌ءِ الذي يُفَضَّل على أَقرانه.

وأَولُ من قَالَه : الخَنساءُ ابنةُ عَمْرِو بن الشَّرِيد.

وقال أَبو عُبيد : حَكَى المفَضَّل أَن المَثَلَ لامرأَةٍ من طَيِّى‌ء. وله شَوْكٌ كأَنَّه فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي (٤) فيُنْظَر إِلى شَوْكه كالِحاً إِذا يَبِس. وقال الأَزهريُّ : يقال لِشَوْكه : حَسَكَةُ السَّعْدَانِ. ويُشَبَّهُ به* حَلَمَةُ الثَّدْيِ ، فيقال لها سَعْدَانَةُ الثُّنْدُؤَةِ ، وخلَطَ اللَّيْث في تفسير السَّعْدَانِ ، فجَعَلَ الحَلَمَةَ ثَمَرَ السَّعْدَانِ ، وجعلَ له حَسَكاً كالقُطْبِ. وهذا كلُّه غَلطٌ.

والقُطْبُ شَوْكٌ غيرُ (٥) السَّعْدَان ، يُشْبِه الحَسَكَ [والسعدان مستدير شوكه في وجهه] (٦). وأَما الحَلَمَةُ. فهي شَجَرَةٌ أُخرَى. ولَيستْ من السَّعْدان في شيْ‌ءٍ.

وتَسَعَّدَ الرَّجلُ : طَلَبَه ، يقال : خَرَجَ القَومُ يَتَسَعَّدون ، أَي يرتادُون مَرْعَى السَّعْدانِ ، وهو من خَيْر مَراعِيهم أَيَّامَ الرَّبِيع ، كما تَقدَّم.

وسُعْدان ، كسُبْحَانَ : اسمٌ للإِسْعَادِ ، ويقال : سُبْحَانَهُ وسُعْدَانَهُ ، أَي أُسَبِّحُهُ وأُطِيعُهُ ، كما سُمِّيَ التسبيح بِسُبْحَانَ ، وهُمَا عَلَمَانِ كعُثْمانَ ولُقْمانَ.

والساعِدَةُ : خَشَبَةٌ تُنْصَب تُمْسِكُ البَكَرَةَ ، جمْعُها السَّوَاعِد.

وسَمَّوْا سَعِيداً ، ومَسْعُوداً ، ومَسْعَدةَ ، بالفتح ، ومُسَاعِداً ، وسَعْدُونَ ، وسَعْدَان ، وأَسْعَدَ ، وسُعُوداً ، بالضم وللنِّساءِ : سُعَادُ وسُعْدَى ، بضَمِّهِما ، وسَعْدَةُ وسَعِيدَةُ ، بالفتح ، وسُعَيدة بالضمّ.

والأَسْعَدُ : شُقَاقٌ كالجَرَبِ يَأْخُذ البَعِيرَ فيَهرَمُ منه ويَضعُف.

وسَعَّادٌ ، ككَتَّانٍ ، ابنُ سُلَيْمَانَ الجُعْفِيّ المُحَدِّثُ ، شَيْخ لعبدِ الصَّمَد بن النُّعْمَان. وسَعَّادُ بنُ راشدَةَ في نَسبِ لَخْم ، من وَلده حاطبُ بن أَبي بَلْتَعَةَ الصَّحَابيُّ.

واختُلِفَ في عبد الرحمن بن سعاد ، الراوي عن أَبي أَيُّوبَ ، فالصَواب أَنه كسَحَاب ، وقيل كَكَتَّان ، قاله الحافظُ.

والمَسْعُودةُ : مَحَلَّتانِ ببغْدادَ ، إِحداهما بالمأْمونية ، والأُخرَى في عقارِ المَدْرَسَة النّظاميّة.

وبنو سَعْدَمٍ كجَعْفَر : بَطْن من مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ من بني تَمِيم والميمُ زائدةٌ ، نقله ابن دُرَيْد في كتاب «الاشتقاق» (٧).

ودَيْرُ سَعْدٍ : ع ، بين بلادِ غَطَفَانَ والشَّام.

وحَمَّامُ سَعْد : ع بطريق حاجِّ ، الكوفةِ ، عن الصاغانيّ.

__________________

(١) في التكملة بفتح فسكون ، وفي معجم البلدان : بفتحتين.

(٢) اللسان : عليه.

(٣) اللسان : غبراء.

(٤) التهذيب : يسلنقى

(٨) (*) في القاموس : تُشبَّهُ به.

(٥) عن التهذيب وبالاصل : غير.

(٦) زيادة عن التهذيب.

(٧) الاشتقاق ص ٢٤.

٢٠