تاج العروس - ج ١٧

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي

تاج العروس - ج ١٧

المؤلف:

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٨١

١
٢

٣
٤

فصل الصاد

المهملة مع الميم

[صأم] : صَئِمَ ، كعَلِمَ ، صَأْماً (١).

أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.

وفي المُحْكَم : إذا أَكثَرَ من شُربِ الماءِ ، كصَئِبَ ، بالباءِ ، وكَذلِكَ قَئِبَ وذَئِجَ.

وقالَ أَبو عَمْرو : فَأَمْتُ وِصَأَمْتُ إِذا رَوِيْتَ من الماءِ.

وِالصَّائِمُ : هو العَطْشانُ.

وِصَأمَ الجَيْشَ عليهم صَأْماً ، كمَنَعَ ، إذا دَلَّهُم عليهم.

* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :

قالَ أَبُو السَّمَيْدَع : فَأَمْتُ في الشَّرابِ وِصَأَمْتُ إِذا كَرَعْتَ فيه نَفَساً.

[صتم] : الصَّتْمُ من كلِّ شي‌ءٍ : ما عَظُمَ واشْتَدَّ.

عبدٌ صَتْمٌ وجَمَلٌ صَتْمٌ ، ويُحَرَّكُ ، عن ابنِ السِّكِّيت ، قالَ : ولم يَعْرفْه ثَعْلَب إِلَّا بالتَّسْكِين : الغَلِيظُ الشَّديدُ ، وأَنْشَدَ ثَعْلَب عن ابنِ الأَعْرَابيِّ :

وِمُنْتَظرِي صَتْماً فقالَ رَأَيْتُه

نَحِيفاً وقد أَجْزى عن الرجل الصَّتْمِ(٢)

وهي بهاءٍ.

وِالصَّتْمُ : الرَّجلُ البالِغُ أَقْصَى الكُهولةِ ، عن ابنِ السِّكِّيت ، وكَذلِكَ الصُّمُل.

وِأَلْفٌ صَتْمٌ ، أي تامٌّ ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

وِأَمْوالٌ صُتْمٌ ، بالضمِّ : تامَّةٌ.

وِالصُّتْمُ ، بالضمِّ : جَمْعُه.

وِالصُّتْمُ من الحُروفِ ما عَدا الذُّلْقَ ، كما في الصِّحاحِ ، وهي «ن ف ل م ر ب» يَجْمَعُها قوْلُكَ : نفل مبر.

وفي المُحْكَمِ : الحُروفُ الصُّتْمُ التي ليْسَتْ مِن حُروفِ الحلقِ ، ولذلِكَ معْنى ليسَ مِن غرضِ هذا الكِتابِ.

وِالصَّتِيمَةُ ، كسَفِينَةٍ : الصَّخْرةُ الصُّلْبَةُ الشَّديدَةُ ، كالصُّتمةِ ، بالضمِّ.

وِهامَةُ صُتامٌ ، كغُرابٍ : ضَخْمةٌ.

وِتَصَتَّمَ الرَّجُلُ : عَدا شَديداً.

وِالمُصَتَّمُ ، كمُعَظَّمٍ : المُكَمَّلُ ، وقد صَتمهُ تَصْتِيماً.

يقالُ : أَعْطَيْته أَلْفاً صَتْماً وِمُصَتَّماً ، قالَ زُهَيْرُ :

صَحِيحات أَلفٍ بعد أَلفٍ مُصَتَّمِ (٣)

وِالمُصَتَّمُ أَيْضاً : الوادِي والزُّقاقُ لا مَنْفَذَ لَهُما.

وِالأُصْتُمَّةُ ، بالضمِّ وتَشْديدِ الميمِ : مُعْظمُ الشي‌ءِ ، تَمِيميَّة ، مِثْل الأُصْطُمَّةِ (٤) ، التاءُ فيها بَدَلٌ مِن الطاءِ.

يقالُ : هو في أُصْتُمَّةِ قوْمِه : كأُصْطُمَّتهم.

وفي التهْذِيبِ : الأَصاتِمُ جَمْعُ الأُصْتُمَّةِ (٥) بلُغَةِ تَمِيمٍ ، جَمَعُوها بالتاءِ كَراهَة تَفْخِيم أَصاطِمَ فَرَدُّوا الطَّاءَ إلى التاءِ.

* وممّا يُسْتدْركُ عليه :

صَتَّمَ الشي‌ءَ صَتْماً : أَحْكَمَه وأَنَمَّهُ.

وقالَ أَبو عَمْرو : صَتَّمْتُ الشي‌ءَ فهو صَتْمٌ ، وِمُصَتَّمٌ أَي مُحْكَم تامٌّ.

وِالصَّتْمُ مِن الخيْلِ : الذي شَخَصَتْ مَحانِي ضُلوعِه حتى تَساوَتْ ضُلوعُه بمَنْكِبِه وعَرُضَتْ صَهْوَتُه.

وذَكَرَ الشيخُ أَبو حَيَّان في مِثالِ فَهْعَلَ : رجُلٌ صَهْتَمٌ أَي تامٌّ ، مِثْل الصَّتْم.

وذَكَرَه ابنُ القَطَّاع وغيرُهُ مِن أَهْلِ الأَبْنِيةِ.

وِالصَّتمُ : لَقَبُ ثروانَ بنِ فزارَةَ بنِ عبدِ يَغُوث بنِ زهيرٍ العامِريّ مِن بنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ له صحْبَةٌ ووِفادَةٌ ، ذَكَرَه ابنُ الكَلْبي.

[صحم] : الصُّحْمَةُ بالضمِّ : سَوادٌ إلى صفْرةٍ ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ.

__________________

(١) ضبطت بسكون الهمزة عن اللسان وكتب مصححه : ضبط المصدر في الأصل بسكون الهمزة ، وفي المحكم بفتحها وهو الموافق لقوله كصئب لأنه من باب فرح كما في القاموس وغيره ولاحتمال أن الميم مبدلة من الباء ، وأما قول المجد صئم كعلم فليس نصاً في سكون همزة المصدر.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) اللسان والتهذيب ورواية البيت في الديوان ص ٨٥ :

فكلَّا أراهم أصبحوا يعقلونه

صحِيحات مالٍ طالعات بمخرمِ

(٤) في القاموس بضمة في آخرها.

(٥) في التهذيب : الأصطمة.

٥

أَو غُبْرَةٌ إلى سوادٍ قليلٍ أَو حُمْرَةٌ وبَياضٌ.

وقيلَ : صفْرَةٌ في بياضٍ ، هو أَصْحَمُ وهي صَحْماءُ على القِياسِ.

وقالَ أَبو عَمْرو : الأَصْحَمُ الأَسْودُ الحالِكُ ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لأُمَيَّة الهُذَليِّ يَصِفُ حِماراً :

أَوَاصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه

حَزابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحالِ (١)

والجَمْعُ صُحْمٌ ، قالَ لَبيدٌ في نعْتِ الحمير :

وِصُحْمٍ صِيامٍ بين صَمْدٍ ورِجْلَةٍ (٢)

وِاصْحامَّ النَّبْتُ اصْحِيماماً : أَخَذَ رِيَّه وِاشْتَدَّتْ خُضْرتُهُ فهو مُصحامٌّ.

وِاصْحامَّ أَيْضاً إذا اصْفارَّ وتغيَّرَ لَوْنه.

ونَصّ الجَوْهرِيُّ : اصْحامَّتِ البَقْلَةُ اصْفارَّتْ فهو ضِدٌّ.

أَو اصْحامَّ النَّبْتُ : خالَطَ سَوادَ خُضْرتِهِ صُفْرةٌ ، عن أبي حنيفَةَ.

وِاصْحامَّتِ الأَرضُ : تَغَيَّرَ نَبْتُها وأَدْبَرَ مَطَرُها. وِكَذلِكَ الزَّرْعُ إذا ضَرَبَهُ قُرٌّ فَتَغَيَّرَ لَوْنه أَو بَدَا في اليُبْسِ.

وقيلَ : اصْحامَّتِ الأَرضُ إذا تغيَّر لَوْن زَرْعِها للحصَادِ ، وِاصْحامَّ الحَبُّ كَذلِكَ.

وِالصَّحْماءُ مِن الفيافي : المُغَيَّرةُ (٣) ، عن شَمِرٍ ، وقالَ الطرِمَّاحُ يَصِفُ فلاةً :

وِصَحْماءَ أَشْباهِ الحَزابيِّ ما يُرى

بها سارِبٌ غيرُ القَطا المُتَراطِنِ (٤)

وِالصَّحْماءُ : بَقْلَةٌ ليْسَتْ بشَديدَةِ الخُضْرَةِ.

وِأَصْحَمَةُ : اسمُ رجُلٍ ، كما في الصِّحاحِ.

وِأَصْحمَةُ بنُ بَحْرٍ ، كذا في النسخِ ، والصَّوابُ : ابنُ أَبْجَر ، مَلِكُ الحَبَشةِ النَّجاشِيُّ. وَوَقَعَ في مصنّفِ ابنِ أَبي شَيْبَةَ : صَحْمَة بغيرِ أَلفٍ ، وكَذلِكَ ثَبَتَ في بعضِ رِواياتِ البُخارِي.

وحَكَى الإسْماعيليُّ : أَصْخَمَة بخاءٍ مُعْجمةٍ ونسبَ للتَّصْحيفِ.

وحَكَى غيرُهُ : أَصْحبَة بالموحَّدَةِ بَدَلَ المِيمِ.

وقيلَ : صَحْبَةُ بغيرِ ألفٍ كصَحْمَة ، وقيلَ : مصحمَةُ ، بميمٍ أَوَّلُه بَدَل الهَمْزةِ ، وقيلَ : صمخَةُ بتقْدِيمِ الميمِ على الخاءِ ، وقيلَ غيرُ ذلِكَ ممَّا اسْتَوْعَبه شرَّاحُ البُخارِي والشِّفاء وغيرهم ، قالَهُ شيْخُنا.

قالَ : واخْتَلَفوا أَيْضاً هل هذا اللَّفْظ مع اخْتِلافِهم في ضَبْطِه هَل اسْمُه أَو لَقَبُه ، ومالَ إلى الثاني جماعَةٌ وقالوا : اسْمُه مَكْحول بنُ حصةَ ، أَو سليمُ أَو حازِمُ ، وهذا هو الذي أَسْلَم في عَهْدِ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأَخْبر الصَّحابَة بإسْلامِه وكاتَبَه خِلافاً لمَا قالَهُ ابنُ القيمِ في الهدى : مِن أَنَّه غيرُه ، فإنَّه زَعْمٌ غيرُ صَحِيحٍ ، وهو الذي أَخْبر بموْتِه وصلَّى عليه مَعَ الصَّحابَةِ ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنهم ، كما في الصَّحِيحِ وغيرِهِ.

قلْتُ : وقالَ ابنُ قتيبَةَ : النَّجاشِيُّ بالنبطيَّةِ أَصْحمَةَ ، ومعْناه عطية ، وهل النّون مَكْسورَةً أَو مَفْتوحةً والياء مُشَدَّدةً أَو مُخَفَّفَة ، وهل هي نَبْطيَّة أَو حَبَشيَّة ، وهل هو عَلَم شَخْص أَو عَلَم جِنْسٍ ، فقد مَرَّ البَحْثُ فيه في حَرْف الشِّيْن فرَاجِعْه.

وِاصْطَحَمَ : انْتَصَبَ قائِماً.

[صخم] : كاصْطَخَمَ ، بالخاءِ المعْجمَةِ. زادَ أَبو العبَّاسِ : ساكِتاً كأَنَّه غَضْبانٌ ، وأَنْشَدَ :

يوماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِماً

كأنَّ ضاحِيَهُ بالنارِ مَمْلُولُ (٥)

وقالَ الأَزْهَريُّ : المُصْطَخِمُ مُفْتَعِلٌ مِن صَخَمَ وهو ثلاثيٌّ ، قالَ : ولم أَجِد لصَخَمِ ذِكْراً في كَلامِ العَرَبِ ، وكانَ في الأَصْلِ مُصْتَخِم فقُلِبَت التاءُ طاءً.

وِقالَ غيرُهُ : صَخَمَتْهُ الشَّمْسُ : لَفَحَتْهُ.

وِالصَّخْماءُ. الحُرَّةُ المُخْتَلِطَةُ السَّهْلِ بالغِلَظِ.

__________________

(١) ديوان الهذليين ٢ / ١٧٦ والصحاح واللسان وسكنت القافية فيه.

(٢) اللسان والتهذيب ، ولم أعثر عليه في ديوانه.

(٣) في القاموس : المغيّرة.

(٤) ديوانه ص ١٦٥ واللسان والتهذيب.

(٥) اللسان «صطخم».

٦

[صدم] : الصَّدْمُ : ضَرْبُ شي‌ءٍ صُلْبٍ بِمثْلِه ، والفِعْل كضَرَبَ.

وفي الصِّحاحِ : صَدَمَهُ صَدْماً : ضَرَبَهُ بجَسَدِه.

وِمِن المجازِ : الصَّدْمُ : إصابَةُ الأَمْرِ. يقالُ : صَدَمَهُم أَمْرٌ ، أَي أَصابَهُم.

وِالصَّدْمُ : الدَّفْعُ. يقالُ : صدَمْتُ الشَّرَّ بالشرِّ.

وِقد صَادَمَهُ مُصادَمَةً : دَافَعَهُ ، فاصْطَدَما. يقالُ : اصْطَدَمَ الفَحْلان : إذا صَدَمَ الواحِدُ الآخَرَ.

وِتَصادَمُوا في العَدْوِ : صَدَمَ هذا ذاك ، وأَيْضاً : تَزَاحَمُوا كتَصَادُمِ السَّفِينَتَيْن في البَحْرِ.

وِالصِّدامُ ، ككِتابٍ : داءٌ في رُؤُوسِ الدَّوابِّ ، ولا يُضَمُّ ، ونَسَبَه الجَوْهرِيُّ للعامَّةِ. وإن كان الضمُّ فيه هو القِياسُ لأَنَّ الأَدْواءَ كلّها كَذلِكَ كالصّداعِ والزُّكامِ والدّوارِ غيرِ ذلِكَ.

وجَزَمَ الأَزْهرِيُّ بالضمِّ.

وقالَ ابنُ شُمَيْل : الصُّدامُ داءٌ يأْخُذُ الإِبِلَ فَتَخْمَصُ بُطُونُها وتَدَعُ الماءَ وهي عِطاشٌ أَياماً حتى تَبْرأَ أَو تَموتَ.

وِصِدامٌ : فَرَسُ قَيْسِ بنِ نُشْبَةَ.

وِأَيْضاً : فَرَسُ زُفَرَ بنِ الحَارِثِ.

وِأَيْضاً : فَرَسُ لَقيطِ بنِ زُرَارةَ.

قالَ ابنُ نَرَي : وأنْبشَدَ الهَرَويُّ في فصل نَقَصَ قوْلَ الشاعِرِ :

وِما اتَّخَذْتُ صِداماً للمُكوثِ بها

وِما انْتَقَشْناكَ إلَّا للوَصَرَّاتِ (١)

وقالَ الأَزْهرِيُّ : لا أَدْرِي صِدامٌ أَو صِرامٌ.

وِصِدامٌ أَو صِرامٌ.

وِصِدامٌ : اسمُ (٢) رجُلٍ ، قيلَ : هو لَقيطُ بنُ زُرارَةَ ، كمِصْدَمٍ ، كمِنْبرٍ. وِالصَّدْمَةُ : النَّزْعَةُ / ، وهو أَصْدَمُ إذا كان أَنْزَع ، والدَّفْعَةُ الواحِدَةُ.

وِقالَ أَبو زيْدٍ : في الرأْسِ الصَّدْمَتانِ ، وقد تكسَرُ دالُه ، وهُما الجَبينانِ أَو جانِباهُ (٣) ، أَي الجَبِيْن.

وهكذا وَقَعَ في الصِّحاحِ عن أَبي زَيْدٍ مُقْتِصِراً على الكسْرِ ، ووَجَدْتُ في الهامِشِ ما نَصّه : قالَ أَبو عَمْرو : الصَّوابُ جانِبَا الجَبْهَة.

* وممّا يُسْتدْركُ عليه :

في الحدِيْثِ : «الصَّبْرُ عندَ الصَّدْمةِ الأُولَى» ، أَي عندَ فَوْرةِ المصِيبةِ وحَمْوَتِها.

وقالَ الجَوْهرِيُّ : عندَ حِدَّتِها.

ورجُلٌ مِصْدَمٌ ، كمِنْبرٍ : مِحْرَبٌ ، وهو مجازٌ.

وِالصَّدِمَتانِ : جانِبَا الوادِي ، كأَنَّهما لتَقَابلهما يَتَصادَمانِ.

وَجَمَلٌ مَصْدُومٌ : به صدَامٌ ، وإِبِلٌ مُصَدَّمَةٌ.

وِالصَّدْمَةُ : الدَّفْعَةُ. يقالُ : أَتَيْتُ على الأمْرَيْن صَدْمَةً واحِدَةً.

وِصَدَمَتْه حُمَّيا الكأْسِ : إذا ضَرَبَتْه في رأْسِه ، وهو مجازٌ.

وِصدِم مِن الحَرَّةِ وِصدِمه ، بكسْرِ دَالِهما ، أَي ما غَلطَ منها ، عن ابنِ شُمَيْلٍ.

[صذم] : صَذومُ : أَهْمَلَه الجَوْهِريُّ.

وفي التّهْذِيبِ : عن أَبي حاتم : لُغَةٌ في سَذومَ.

يقالُ : هذا قَضاءُ صَذُومَ وسَذُومَ. قالَ : ولا يُقالُ سَدُومَ بالدَّالِ المُهْمَلَةِ ، وقد ذُكِرَ تَحْقِيقُه في س‌دم.

[صرم] : صَرَمَهُ يَصْرِمُهُ صَرْماً ، بالفتحِ ويُضَمُّ ، وقيلَ : الصَّرْمُ المَصْدَر ، وِالصَّرْمُ الاسْمُ : قَطَعَهُ بائِناً ، يكونُ في الحَبْلِ والعِذْقِ.

__________________

(١) اللسان والأسان «وصر» ولم ينسباه.

(٢) في القاموس بالضم منونة.

(٣) على هامش القاموس : أي الجبين ، نقل الشارح عن بعضهم أن الصواب : أو جانبا الجبهة ، اه ، من هامش المتن.

٧

وعَمَّ به بعضُهم القَطْع أَيَّ نوعٍ كانَ.

وِصَرَمَ فلَاناً صَرْماً : قَطَعَ كَلامَهُ.

وِصَرَمَ النَّخْلَ وِالشَّجَرَ : إذا جَزَّهُ كاصْطَرَمَهُ ، وكَذلِكَ الزَّرْعُ.

وِاصْطِرامُ النَّخْلِ : اجْتِرامُهُ ، قالَ طَرَفَةُ :

أَنْتُمُ نَخْلٌ نُطِيفُ به

فإذا ما جُزَّ نَصْطَرِمُهْ(١)

وِصَرَمَ عِنْدَنا شَهْراً : أَي مَكَثَ ، رَوَاهُ المُفضَّلُ عن أَبيهِ.

وِقالوا : صَرَمَ الحَبْلُ نَفْسُه إذا انْقَطَعَ ، قالَ كعْبُ :

وِكنتُ إذا ما الحَبْلُ من خُلَّةٍ صَرَمْ

كَانْصَرَمَ. وهو مُطاوعُ صَرَمَهُ صَرْماً.

وَأَصْرَمَ النَّخْلُ : حانَ له أَنْ يُصْرَمَ ، أَي يُجَزُّ ، ومنه الحدِيْثُ : «أَنَّه لمَّا كان حِينُ يُصْرَمُ النخلُ بَعَثَ عبدَ الله بن رَواحَه إلى خَيْبَرَ» ، هكذا بكسْرِ الرَّاءِ ، ويُرْوَى بفتْحِها أَيْضاً ، أَي يُقْطَعُ.

وِصَرامُه ، بالفتحِ ويُكْسَرُ : أَو انُ إِدْراكِهِ وهو الجذاذُ والجدادُ.

وِالصَّريمَةُ : العَزيمَةُ على الشَّي‌ءِ وقَطْعُ الأَمْرِ وإحْكَامه ، والجَمْعُ الصَّرائِمُ.

يقالُ : هو ماضِي الصَّريمَةِ وِالصَّرائِم.

وقالَ أَبو الهَيْثمِ : الصَّريمَةُ والعَزيمَةُ واحِدٌ ، وهي الحاجَةُ التي عَزَمْتَ عليها ، وأَنْشَدَ :

وِطَوَى الفُؤَادَ على قَضاءِ صَرِيمةٍ

حَذَّاءَ واتَخَذَ الزَّماعَ خَلِيلا (٢)

وقَضاءُ الشي‌ءِ : إِحْكامُه وفَراغُه.

ويقالُ : طَوَى فلانٌ فُؤَادَه على عَزِيمةٍ وطَوَى كَشْحَه على عَداوَةٍ أَي لم يُظْهرْهُما.

وِالصَّرِيمَةُ : القِطْعَةُ الضخْمَةُ المُنْقَطعَةُ من مُعْظَمِ الرَّمْلِ ، وبه فُسِّر قولُ بِشْرٍ :

تَكَشَّفَ عن صَريمتِه الظَّلامُ (٣)

أَي عن رَمْلتِه التي هو فيها يعْني الثَّورَ ، قالَهُ الأَصْمَعيُّ وأَبو عَمْرٍو وابنُ الأَعْرَابيِّ ، كالصَّريمِ ، يقالُ (٤) : أَفْعَى صَرِيم.

وفي الصِّحاحِ : أَفْعَى صَريمَة.

وِالصَّريمَةُ : الأَرضُ المَحْصودُ زَرْعُها ، فَعِيلَةٌ بمعْنَى مَفْعولَةٍ.

وِالصَّرِيمَةُ : ع بعَيْنِه.

وِالصَّارِمُ ، السَّيْفُ القاطِعُ ، والجَمْعُ الصَّوارِمُ ، كالصَّرومِ ، بَيِّنُ الصَّرامَةَ وِالصُّرُومَةِ ، وهو الذي لا يَنْثِني في قطْعِهِ.

وِمِن المجاز : الصارِمُ الجَلْدُ الماضِي الشُّجاعُ مِن الرِّجالِ شُبِّه بالسَّيْفِ ، وقد صَرُمَ ، ككَرُمَ ، صَرامَةً.

وِمِن مجازِ المجازِ : الصَّارِمُ : الأَسَدُ.

وِالصَّرُومُ : القَوِيُّ على الصَّرْمِ ، ومنه قوْلُ الشَّاعِرِ :

صرمْتَ ولم تَصْرِمْ وأَنتَ صَرُومُ

وِكيفَ تَصابي مَنْ يُقالُ حَلِيمُ؟ (٥)

الصُّرامِ ، بالضمِّ.

وِالصَّرومُ : النَّاقَةُ التي لا تَرِدُ النَّضيحَ حتى يَخْلُو لَها ، تَنْصَرِمُ عن الإِبِلِ ، ويقالُ لها أَيْضاً : القَذُورُ والكَنُوفُ والصَّدُوفُ والعَضادُ والآزِيَةُ.

وِالصَّريمُ : الصُّبحُ.

وِالصَّرِيمُ : اللَّيْلُ ، زادَ الجَوْهَرِيُّ : المُظْلمُ ينصرمُ (٦) كلُّ منهما مِن الآخَرِ ، فهو ضِدٌّ ، قالَ زُهَيْرُ :

__________________

(١) ديوانه ط بيروت ص ٨٥ واللسان.

(٢) اللسان بدون نسبة.

(٣) صدره :

فبات يقول : أصبح ليلُ ، حتى

وذكره في اللسان شاهداً على الصريم بمعنى الصبح ، قاله يصف نوراً.

والتهذيب والمقاييس ٣ / ٣٤٥ وهو من مفضليته رقم ٩٧ بيت رقم ١٣ وعجزه في الصحاح.

(٤) في القاموس : ومنه قولُهُم.

(٥) اللسان.

(٦) في اللسان : ينصرم.

٨

غَدَوْتُ عليه غَدْوَة فتركتُه

قُعُوداً لديه بالصريمِ عَواذِلُهْ (١)

قالَ ابنُ السِّكِّيت : أَرادَ بالصَّريمِ اللَّيْلَ ، وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو :

تَطاوَلَ لَيْلُكَ الجَوْنُ البَهِيمُ

فما يَنْجابُ عن ليلٍ صَريمُ(٢)

أَرادَ به النَّهارَ.

وقوْلُه تعالَى : (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) (٣) ، أَي كاللَّيلِ المظْلمِ لاحْتِراقِها ، قالَهُ الرَّاغبُ.

وقالَ غيُرهُ : أَي احْتَرَقَتْ فصارَتْ سَوْداءَ كاللَّيْلِ.

وقالَ قتادَةُ (٤) : كاللّيْلِ المُسْوَدِّ.

وِالصَّريمُ : القِطْعَةُ منه ، أَي مِن اللَّيْلِ ، عن ثَعْلَب ، كالصَّريمَةِ ، وقالَ بِشْرٌ في القِطْعَةِ من الصُّبْح يَصِفُ ثوراً :

فباتَ يقولُ أَصْبِحْ ليلُ حَتَّى

تَكَشَّفَ عن صَريمتِه الظَّلامُ (٥)

وِالصَّريمُ : عودٌ يُعْرَضُ على فَمِ الجَدْي ، أَو الفَصِيل ثم يُشَدُّ إلى رأْسِه لِئَلَّا يَرْضَعَ.

وِالصَّريمُ : الأَرضُ السَّوداءُ لا تُنْبِتُ شَيئاً ، وبه فُسِّرت الآيَةُ أَيْضاً.

وِالصَّريمُ : ع بعَيْنِه.

وِأَيْضاً : اسمُ (٦) رجُلٍ ، وهو جَدُّ أَبي جَعْفَرٍ محمد بن أَحْمدَ بنِ صَريمٍ الصَّريميّ.

وِبَنُو صَريمٍ : حَيٌّ مِن العَرَبِ ، وهُم بَنُو الحارِثِ بنِ كعْبِ بنِ سعْدِ بنِ زيْدِ مَناة بنِ تَمِيمٍ.

وِالصَّريمُ : المَجْذوذُ المَقْطوعُ ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ ، وبه فَسِّرت الآيَةُ أَيْضاً. وقالَ قتادَةُ : أَي كأَنَّها صُرِمَتْ.

وقالَ غيرُهُ : كالشي‌ءِ المَصْرومِ الذي ذَهَبَ ما فيه.

وِتَصَرَّمَ : إذا تَجَلَّدَ ، وِأَيْضاً : تَقَطَّعَ.

وِالمُصَرَّمَةُ ، كمُعَظَّمَةٍ : ناقَةٌ يُقْطَعُ طُبْياها ليَيْبَسَ الإِحْليلُ فلا يَخْرُجُ اللَّبَنُ ليكون أَقْوَى لها يُفْعَل ذلِكَ بها عَمْداً ، قالَ الأَزْهرِيُّ : ومنه قولُ عَنْتَرَةَ.

لعنت بمَحْرُومِ الشرابِ مُصَرَّمِ (٧)

قالَ الجَوْهَرِيُّ : وكان أَبو عَمْرو يقولُ : وقد يكونُ تَصْرِيمُ الأَطْباءِ من انْقِطاعِ اللَّبَنِ بأن يُصيبَ ضَرْعَها شي‌ءٌ فيُكْوَى بالنارِ فَيَنْقَطِعَ لَبَنُها ، ومنه حدِيْثُ ابنِ عبَّاس : «لا تَجَوزُ المُصَرَّمَةُ الأَطْباءِ ، يعْنِي المَقْطوعَة الضُّروعِ.

وِالصِّرمَةُ ، بالكسْرِ : القِطْعَةُ من الإِبِل ، واخْتُلِفَ في تَحْديدِها فقيلَ : هي نَحْو الثلاثِين ، كما في الصِّحاحِ.

وقيلَ : هي ما بينَ العِشرينَ إلى الثلاثينَ ، أو ما بينَ الثَّلاثينَ إلى الخَمْسينَ والأَرْبعينَ ، فإِذا بَلَغَتِ السِّتِّين فهي الصِّدْعَة ، أَو ما بينَ العَشَرةِ إِلى الأَرْبَعينَ أَو ما بينَ عَشَرَةٍ إلى بِضْعَ عَشَرَة كأَنَّها إذا بَلَغَتْ هذا القَدْرَ تَسْتقلّ بنَفْسِها فَيَقْطَعُها صاحِبُها عن مُعْظَمِ إِبِلِه.

وِالصِّرْمَةُ : القِطْعَةُ من السَّحابِ ، والجَمْعُ صِرَمٌ ، وأَنْشَدَ الجَوْهِريُّ للنابغَةِ :

وهَبَّتِ الريحُ من تلْقاءِ ذي أُرُكٍ

تُزْجي مع الليلِ من صُرَّادِها صِرَما(٨)

وِصِرْمَةُ بنُ قَيْسٍ الأَنْصارِيُّ الخطميُّ أَبو قَيْسٍ.

وِقيلَ : هو صِرْمَةُ بنُ أَنَسٍ ، له حدِيْثٌ ، أَو صِرْمَةُ بنُ أَبي أَنَسٍ بنِ صِرْمَةَ (٩) بنِ مالِكِ الخَزْرجيُّ النجارِيّ ، واسمُ أَبيهِ قَيْسٌ.

قالَ ابنُ عبدِ البرِّ : كانَ قد تَرَهَّبَ وفارَقَ الأَوْثانَ ولَبِسَ

__________________

(١) ديوانه ط بيروت ص ٦٨ وفيه «بكرت ... فرأيته» واللسان.

(٢) اللسان.

(٣) سورة القلم الآية ٢٠.

(٤) في التهذيب واللسان : الفراء.

(٥) تقدم.

(٦) في القاموس بالضم منونة.

(٧) من معلقته ، وتمامه :

هل تبلغني دارها شدنية

لعنت بمجرومِ الشراب مصرمِ

(٨) ديوانه ط بيروت ص ١٠٢ برواية «ذي أُرُلٍ واللسان والأساس والمقاييس ٣ / ٣٤٥ وعجزه في الصحاح.

(٩) سقطت من عامود نسبه في أسد الغابة.

٩

المُسوحَ واغْتَسَلَ مِن الجنابَةِ وهم بالنّصرانِيَّة ، ثم جاءَ الإسْلامُ فأَسْلَم وهو شيخٌ كبيرٌ ، وله شعْرٌ كثيرٌ ، وكانَ ابنُ عبَّاس يختلفُ إليه يأَخُذُ عنه ، له ذِكْرٌ في الصَّوْمِ.

وِصِرْمَةُ ، أو هو أَبو صِرْمَةَ الْذرِيُّ رَوَى عنه ربيعَةُ بنُ أَبي عبدِ الرحمنِ ، فيه نَظَرٌ ، صَحابيُّونَ ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنهم.

وفاتَهُ :

أَبو صِرْمَةَ الأَنْصارِيٌّ بَدْريُّ له في مُسْلم والسنن.

وِصِرْمَةُ : والِدُ ضَرَمَةَ ، محرَّكةً ، وسَيَأْتي في الضَّادِ المعْجمَةِ.

وِالصَّرْمُ : الجِلْدُ ، مُعَرَّبٌ كما في الصِّحاحِ ، فارِسِيَّتُه چرم.

وِالصِّرْمُ ، بالكسْرِ : الضَّرْبُ.

وِالصِّرْمُ : الجَماعَةُ مِن النَّاسِ ليْسُوا بالكَثيرِ.

وفي الصَّحاحِ : أَبْياتٌ مِن الناسِ مُجْتمعَةٌ.

وقالَ غيرُهُ : هم جماعَةٌ ينزلونَ بإِبِلهم ناحِيَةً على ماءٍ ، ومنه حدِيْثُ المرْأَةِ صاحِبةِ الماءِ : «أَنَّهم كانوا يُغِيرُونَ على مَنْ حَوْلَهم ولا يُغِيرُونَ على الصِّرْمِ الذي هي فيه» ، ج أَصْرامٌ ، ومنه قوْلُ النابغَةِ يَصِفُ الجَيْشَ لا اللّيْل ، وقد وَهَم الجَوْهرِيُّ ، نبَّه عليه أَبو سَهْل وابنُ بَرِّي :

أَو تَزْجُروا مُكْفَهِرًّا لا كِفاءَ له

كالليلِ يَخْلِطُ أَصْراماً بأَصْرامِ (١)

أَي يَخْلِطُ كلَّ حَيٍّ بقَبيلَةٍ خَوفاً من الإغارَةِ عليه ، وقالَ الطرِمَّاحُ :

يا دارُ أَقْوَتْ بعد أَصرامِها

عاماً وما يُبْكِيكَ من عامِها (٢)

وِذَكَرَ الجَوْهرِيُّ في جَمْعِه أَصارِمَ.

قالَ ابنُ بَرِّي : وِصَوابُه أَصارِيمُ ، ومنه قولُ ذي الرُّمَّةِ :

وِانْعَدَلَتْ عنه الأَصارِيمُ

وِصُرْمانٌ ، بالضمِّ ، وهذه عن سِيْبَوَيْه.

وِالصِّرْمُ : الخُفُّ المُنْعَلُ وبائِعُه الصَّرَّامُ.

وِالأَصْرَمانى (٣) : الصَّرَدُ والغُرابُ ، وِأَيْضاً : اللّيْلُ والنَّهارُ ، لأَنَّ كلَّ واحِدٍ منهما يَنْصَرمُ من صاحِبِه.

وِأَيْضاً : الذِّئْبُ والغُرابُ لانْصِرامِهما عن الناسِ ، قالَ المرَّارُ :

على صَرْماءَ فيها أَصْرَماها

وِخِرِّيتُ الفَلاةِ بها مَلِيلُ (٤)

وِالمَصْرِمُ ، كمنْزِلٍ : المَكانُ الضَّيِّقُ السَّريعُ السَّيْلِ ، سُمِّي به لانْصِرامِ السَّيْلِ عنه بسُرْعةٍ.

وِالمِصْرَمُ ، كمِنْبَرٍ : مِنْجَلُ المَغازِليِّ ، نَقَلَه الجَوْهِريُّ.

وِالصَّرْماءُ : الفَلاةُ من الأَرْضِ.

وقالَ الجَوْهرِيُّ : هي المَفازَةُ التي لا ماءَ بها ، ومنه قوْلُ المرَّارِ السابِقُ.

وِالصَّرْماءُ : النَّاقَةُ القَليلَةُ اللَّبَنِ لأَنَّ غُزْرَها انْقَطَعَ ، ج صُرْمٌ ، كقُفْلٍ.

وِالصَّيْرَمُ ، كحَيْدَرٍ : المُحْكَمُ الرَّأْيِ. وفي الحدِيْثِ : «في هذه الأمَّة خَمْسُ فِتَنٍ قد مَضَتْ أرْبَع وبَقِيَتْ واحِدَةٌ وهي الصَّيْرَمُ» ، وكأَنّها بمنْزِلَةِ الصَّيْلَم ، وهي الدَّاهِيَةُ التي تَسْتأْصِلُ كلَّ شي‌ءٍ كأَنّها فتْنَةٌ قَطَّاعَة ، وهي مِن الصَّرْمِ بمعْنَى القَطْعِ ، والياء زائِدَة.

وِالصَّيْرَمُ : الوَجْبَةُ ، كالصَّيْلَمِ باللَّامِ.

وِهو يأْكُلُ الصَّيْرَمَ ، أَي يأَكُلُ مَرَّةً واحِدَةً في اليومِ.

وقالَ يَعْقوب : هي أَكْلَةٌ عندَ الضُّحَى إلى مثْلِها مِن الغدِ.

وقالَ أَبو حاتِمٍ : سألْتُ الأَصْمَعيّ عن البزمَةِ وِالصَّيْرَمِ ، فقالَ : لا أَعْرِفُه ، هذا كَلامُ الشَّيْطان.

وِالأصْرَمُ وِالمُصْرِمُ ، كمُحْسِنٍ : الفَقيرُ الكَثيرُ العيالِ ، قالَ :

__________________

(١) الديوان ط بيروت ص ١٠٦ واللسان وعجزه في الصحاح.

(٢) ديوانه ص ٦٢ واللسان والتهذيب.

(٣) في القاموس : والأَصْرمان.

(٤) اللسان والصحاح والتهذيب.

١٠

وِلقد مَرَرْتُ على قَطيعٍ هالكٍ

من مالِ أَصْرَمَ ذي عِيالٍ مُصْرِمِ (١)

أَرادَ بالقَطِيعِ هنا السَّوْطَ ، أَلا تَراهُ يقولُ بعدَ هذا :

من بَعْدِ ما اعْتَلّتْ عليَّ مَطِيَّتي

فأَزَحْتُ عِلَّتَها فظَلَّتْ تَرْتَمِي (١)

يقولُ : أَزَحْتُ عِلَّتَها بضَرْبي لها.

وِقد أَصْرَمَ الرَّجُلُ إِصْراماً إذا ساءَتْ حالُهُ وفيه تَماسُكٌ ، والأصْلُ فيه : أنَّه بَقِيَتْ له صِرْمَةٌ مِن المالِ أَي قِطْعَةٌ.

وِالصُّرَامُ ، كغُرابٍ : الحَرْبُ ، اسْمٌ مِن أَسْمائِها ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن الأَصْمَعيّ ، كصَرامِ ، كقَطامِ.

وِأَيْضاً : مِن أَسْماء الدَّاهِيَةِ ، وأَنْشَدَ اللّحْيانيُّ للكُمَيْت :

مآشيرُ ما كان الرَّخاءُ حُسافَةٌ

إذا الحَرْب سَمَّاها صُرامَ المُلَقِّبُ (٢)

قالَ الأَصْمَعيُّ : يقولُ : مآشيرُ ما كانوا في رَخاءٍ وخِصْب ، وهُم حُسافَةٌ ما كانوا في حَرْبٍ ، والحُسافَةُ ما تَناثَرَ مِن التَّمرِ الفاسِدِ.

وِالصُّرامُ : آخِرُ اللَّبَنِ بعدَ التَّغْزِيرِ (٣) إذا احْتاجَ إليه الرَّجُلُ حَلَبَهُ ضَرورَةً ، كذا نَصّ الصِّحاحِ.

وِفي المَثَلِ : قالَ بِشْرٌ :

أَلا أَبْلِغْ بني سَعْدٍ رَسُولاً

وِمَوْلاهُمْ فقد حُلِبَتْ صُرامُ (٤)

ضُبِطَ بالوَجْهَيْن.

قالَ الجَوْهَرِيُّ : أَي بَلَغَ العُذْرُ آخِرَهُ ، قالَ : وهذا قوْلُ أَبي عُبَيْدَةَ.

قالَ ابنُ بَرِّي في قوْلِ بِشْرٍ.

فقد حُلِبَتْ صُرامُ.

يُريدُ الناقَةَ الصَّرِمَةَ التي لا لَبَنَ لها ، قالَ : وهذا مَثَلٌ ضَرَبَه وجَعَلَ الاسْمَ مَعْرفَة يُريدُ الداهِيَةَ ، قالَ : وقوْلُ الكُمَيْت يُقَوِّي قوْلَ الأَصْمَعيّ الذي تقدَّمَ.

وِمِن المجازِ : جاءَ صَريمَ سِحْرٍ ، بكسْرِ (٥) السِّيْن ، أَي خائِباً يائِساً ، وفي نسخةٍ : آيساً ، قال :

أَيَذْهَبُ ما جَمَعْتُ صَريمَ سَحْرٍ

طَليقاً إنَّ ذا لَهُوَ العَجِيبُ (٦)

أَي أَيَذْهَبُ ما جَمَعْتُ وأَنا يائِسٌ منه.

وَسَمَّوْا صُرَيْماً وِصِرْمَى ، كزُبَيْرٍ وذِكْرَى ، ومِن الأَخيرِ : أَبو الحَسَنِ بنُ صِرْمَى المُحَدِّثُ المَشْهورُ ، ومِن الأَوَّل صُرَيْمُ بنُ سعيدِ بنِ كعْبٍ : أَبو بَطْنٍ مِن قُضاعَةَ ، وِصُرَيْمُ بنُ وائِلَةَ بن كعْبٍ : بَطْنٌ مِن تيمِ الرّباب.

وِأَصْرَمُ الشَّقَريُّ ، محرَّكةً ، الذي سَمَّاهُ النبيُّ ، صلى‌الله‌عليه‌وآله ، زُرْعَةَ تَفاؤُلاً.

وِأَصْرَمُ ، أو هو أُصَيْرِمُ الأَشْهَلِيُّ الأَنْصارِيُّ ، واسْمُه عَمْرُو بنُ ثابِتٍ صَحابيَّانِ ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما.

وِيقالُ : هو صَرْمَةٌ (٧) من الصَّرَماتِ ، محرَّكةً ، أَي بَطي‌ءُ الرُّجوعِ من غَضَبِه ، وهو مجازٌ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

قالَ سِيْبَوَيْه : وقالوا للصَّارِمِ صَرِيمٌ كما قالوا ضَرِيبُ قِداحٍ للضَّارِبِ.

وِالصُّرْمُ ، بالضمِّ : الهِجْرانُ والقطعَةُ.

وِالمُصارَمةُ : المُهاجَرَةُ وقَطْعُ الكَلامِ.

وِتَصْرِيمُ الحِبالِ : تَقْطيعُها ، شُدِّدَ للكَثْرَةِ.

وِصَرَمْتُ أُذُنَه وضَلَمْتُ بمعْنًى واحِدٍ.

وِالصَّرِيمُ : الذي صُرِمَتْ أُذُنُه ، والجَمْعُ : صُرْمٌ بالضمِّ.

وأَدْبَرَتِ الدُّنيا بصَرْمٍ ، أَي بانْقِطاعٍ وانْقِضاءٍ.

وِالصُّرُومَةُ وِالصَّرَامَةُ : القَطْعُ.

__________________

(١) اللسان بدون نسبة.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) في القاموس : «التغريز» والأصل كاللسان والمقاييس ٣ / ٣٤٤.

(٤) المفضلية ٩٧ بيت رقم ١٥ واللسان والصحاح والمقاييس ٣ / ٣٤٤.

(٥) ضبطت في القاموس بالقلم ، بفتح السين ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله بكسر السين وصوابه بفتح السين كما هو مضبوط في التكملة واللسان» وفي الأساس بفتحها أيضاً.

(٦) اللسان والتكملة والأساس.

(٧) على هامش القاموس عن إحدى نسخه : صَرْمَةُ الصَّرَمات.

١١

وأَمْرٌ صَرِيمٌ : مُعْتَزَمٌ ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ :

ما زالَ في الحُوَلاءِ شَزْراً رائِغاً

عِنْدَ الصَّرِيم كرَوْغَةٍ من ثعْلَبِ (١)

ورجُلٌ صارِمٌ وِصَرَّامٌ وِصَرُومٌ ، قالَ لَبيدٌ.

فاقْطَعْ لُبانَةَ من تَعَرَّضَ وَصْلُه

وِلَخَيْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها(٢)

وقوْلُه تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ) (٣) ، أَي عازِمِيْن على صَرْمِ النَّخْلِ.

ورجُلٌ صَرَّامَةٌ : مُسْتَبِدٌّ برأْيِهِ مُنْقَطِعٌ عن المُشاورَةِ.

وقيلَ : ماضٍ في أُمورِهِ وُصفَ بالمصْدَرِ ، وهو مجازٌ.

وِالصَّرِيمُ : الكُدْسُ المَصْرُومُ مِن الزَّرعِ.

ونَخْلٌ صَرِيمٌ : مَصْرُومٌ.

وِالصُّرمةُ (٤) ، بالضمِّ : ما صُرِمَ مِن النَّخْلِ ، عن اللّحْيانيّ.

وقد يُطْلَقُ الصِّرامُ على النَّخْلِ نَفْسِه لأَنَّه يُصْرَمُ ، ومنه الحدِيْثُ : «لنا من دِفْئِهِم وِصِرِامِهم» ، أَي نَخْلهم.

وفي الصِّحاحِ : صرِيمةٌ مِن غَضًى وسلَمٍ ، أَي جَمَاعَة منه.

وفي المُحْكَمِ : أَي قطْعَة منه. زادَ : ونَخْلٍ كَذلِكَ ، قالَ : وكَذلِكَ صِرْمَةٌ مِن سَمُرٍ وأَوْطًى.

وِالمُصْرِمُ : صاحِبُ الصِّرْمَةِ مِن الإِبِلِ. وِصَرِيمَا اللَّيْلِ : أَوَّلُه وآخِرُه ، وهكذا رُوِي بَيْت بِشْرٍ :

مكَشَّفَ عن صَرِيْمَيْهِ الظَّلامُ

وِالصِّرْمةُ : قطْعَةٌ مِن فضَّةٍ مَسْبوكَة.

وِالصُّرَيْمَةُ ، كجُهَيْنَة : قطْعَةٌ مِن الإِبِلِ.

وتَرَكْته بوَحْشِ الأَصْرَمَيْن ، حَكَاه اللَّحْيانيُّ ولم يفَسِّرْه.

قالَ ابنُ سِيْدَه : وعنْدِي أَنَّه يعْنِي الفَلاةَ. وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ : أَي بمفازَةٍ ليسَ فيها إلَّا الذّئْبُ والغُرابُ ، وإليه أَشارَ الرَّاجزُ :

هذا أَحقّ منزل برك

الذئبُ يَعْوي والغرابُ يبكي

وِالصَّرَّامُ (٥) : مَنْ يَبيعُ الصِّرْمَ ، وهو الخُفُّ المُنَعَّلُ ، وهكذا نُسِبَ أَبو الحَسَنِ محمدُ بنُ خَلَفِ بنِ عَصامٍ البُخارِيّ المُحَدِّث.

وِتَصَرَّمَتِ السَّنَةُ : انْقَضَتْ.

وِانْصَرَمَ الشِّتَاءُ : انْقَضَى.

وهو صَرِيمُ سَحْرٍ على هذا الأَمْرِ : أَي متعبٌ حَرِيصٌ عليه ، وهو مجازٌ.

[صطم] : الأُصْطُمَّةُ ، بالصادِ ، والأُسْطُمَّةُ ، بالسِّيْن بضمِّهِما. وقد أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.

وفي اللِّسانِ : هو مُعْظَمُ الشَّي‌ءِ ومُجْتَمَعُه أَو وسَطُه ، كالأُصْطُمِّ والأُسْطُمِّ ، وقد تقدَّمَ ذلِكَ.

[صطكم] : الأُصْطُكْمَةُ ، بالضمِّ : أَهْمَلَه الجَوْهريُّ.

وفي اللِّسانِ : خُبْزَةُ المَلَّةِ.

[صقم] : الصَّيْقَمُ ، بالقافِ كحَيْدَرٍ : أهْمَلَه اللَّيْثُ والجَوْهرِيُّ.

وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ : هو المُنْتِنُ الرَّائحَةِ.

[صكم] : صَكَمَهُ صَكْماً : ضَرَبَةُ ودَفَعَهُ ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن الفرَّاءِ.

وقالَ الأَصْمَعيُّ : صَكَمْتُه ولَكَمْتُه إذا دَفَعْتَه.

وِالفَرس يَصْكُمُ على فأْسِ اللِّجامِ*. إذا عَضَّهُ ثم مَدَّ رَأْسَه ، كما في الصِّحاحِ. زادَ غيرُهُ : كأَنَّهُ يُريدُ أَن يُغالِبَ وِقالَ اللَّيْثُ : الصَّكْمَةُ الصَّدْمَةُ الشَّديدَةُ بحجرٍ أَو غيرِ حَجر.

__________________

(١) اللسان.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٦٧ بروايةٍ : «ولشرُّ» بدل «ولخير» واللسان.

(٣) القلم الآية ٢٢.

(٤) في اللسان : «والصرامة».

(٥) ضبطت عن اللباب.

(*) كذا بالأصل ، وبالقاموس : لِجامِهِ.

١٢

وِالصَّواكِمُ ، ما يصيبُ مِن النَّوائبِ (١) ، يقالُ : صَكَمَتْه صَواكِمُ الدَّهْرِ.

وِالصُّكَّمُ ، كسُكَّرٍ : الأَخْفافُ.

[صلم] : الصَّلَمُ : القَطْعُ المُسْتَأْصِلُ ، أَو قَطْعُ الأُذُنِ والأَنْفِ من أَصْلِهِ ، كذا في النسخِ ، والصَّوابُ : مِن أَصْلِهِما ، كالتَّصْلِيمِ شُدِّدَ للكَثْرَةِ ، والفِعْلُ كضَرَبَ.

يقالُ : صَلَمهما صَلْماً وِصَلَّمَهُما إذا اسْتَأْصَلَهُما.

وِرجُلٌ أَصْلَمُ وِمُصَلَّمُ الأُذَنَيْنِ : كأَنَّهُ مَقْطُوعُهُما خِلْقَةً.

ويقالُ للظَّليمِ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ وُصِفَ بذلِكَ لصغَرِ أُذُنَيْه وقِصَرِهِما ، قالَ زُهَيْرٌ :

أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنَيْنِ أَجْنَى

له بالسِّيِّ تَنُّومُ وآءُ (٢)

ويقالُ : إذا أُطْلِق ذلِكَ على الناسِ فإنَّما يُرادُ به الذَّلِيلُ المُهمانُ ، كقوْلِهِ :

فَإنْ أَنْتُمْ لم تَثْأَرُوا واتَّدَيْتُمُوا

فَمَشُّوا بآذانِ النَّعامِ المُصَلَّم(٣)

وِالصَّلامَةُ ، مُثَلَّثَةً ، اقْتَصَرَ الجَوْهِريُّ على الكسْرِ ، والفَتْح عن ابنِ الأَعْرَابيِّ : الفِرْقَةُ من النَّاسِ ، والجَمْعُ صُلاماتٌ ، وهي الجَماعاتُ والفِرَقُ ، ومنه حدِيْثُ ابنِ مَسْعودٍ : وذَكَرَ فِتَناً فقالَ : «تكونُ الناسُ صُلاماتٍ يَضْربُ بعضُهم رقابَ بعضٍ».

قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : وأَنْشَدَ أَبو الجَرَّاح :

صَلامَةٌ كحُمُرِ الأَبَكِّ

لا ضَرَعٌ فيها ولا مُذَكِّي (٤)

وقيلَ : الصُّلامَةُ ، بالضَّمِّ (٥) : القومُ المُسْتَوُون في السِّنِّ والشَّجاعةِ والسَّخاءِ.

وِالصُّلَّامُ ، كزُنَّارٍ وشُدَّادٍ : لُبُّ نَوَى النَّبِقَةِ ، وهو الأُلْبُوبُ يُؤْكَلُ ، نَقَلَه الأَزْهرِيُّ. وِالصَّيْلَمُ ، كحَيْدَرٍ : الأَمْرُ الشَّديدُ المُسْتَأْصِلُ.

وِالصَّيْلَمُ : الدَّاهِيَةُ لأَنَّها تَصْطَلِمُ.

وفي الحدِيْث : «اخْرُجُوا يا أَهْلَ مكةَ قبْلَ الصَّيْلَمِ كأَنِّي به أُفَيْدِعِ أُفَيْجِحَ يَهْدِمُ الكَعْبَة».

قالَ الجَوْهرِيُّ : وِيُسَمَّى السَّيْفُ صَيْلماً ، قالَ بِشْرٌ :

غَضِبَتْ تَميمٌ أَن تَقَتَّلَ عامِرٌ

يَوْمَ النِّسارِ فأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ(٦)

قالَ ابنُ بَرِّي : ويُرْوَى فأُعْقِبُوا أَي كانَتْ عاقِبتُهم الصَّيْلَمَ.

وِالصَّيْلَمُ : الوَجْبَةُ ، كالصَّيْرَمِ ، وهي الأَكَلَةُ الواحِدَةُ كلّ يومٍ ، حَكَاهُما جَمِيعاً يَعْقوبُ.

وِالصُّلْمةُ ، بالضمِّ : المِغْفَرُ.

وِالصَّلَمَةُ ، بالتَّحريكِ : الرِّجالُ الشِّدادُ ، كأَنَّه جَمْعُ صالِمٍ.

وِالأَصْلَمُ : البُرْغوثُ ، لأنَّه على هَيْئةِ النّعامِ.

وِالأَصْلَمُ في العَروضِ : أَنْ يكونَ آخِرُ الجُزْءِ وتِداً مَفْروقاً ، يكونُه في المديدِ والسَّريعِ ، كقوْلِهِ :

ليسَ على طُولِ الحياةِ نَدَمْ

وِمِنْ وَرَاءِ الموتِ ما يُعْلَمْ (٧)

وِاصْطَلَمَهُ : اسْتَأْصَلَهُ ، ومنه حدِيْثُ عاتِكَةَ : «لئنْ عدْتُم لنَصْطَلِمَنَّكُم» ، وهو افْتِعالٌ مِن الصَّلْمِ.

وِاصْطُلِمَ القومُ : أُبِيدُوا مِن أَصْلِهم.

وِوَقْعَةٌ صَيْلَمَةٌ أَي مُستَأْصِلَةٌ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

أُذُنٌ صَلْماءُ لِرِقَّةِ شَحْمتِها.

وِالصَّيْلَمُ : القَطِيعَةُ المُنْكرةُ.

__________________

(١) في القاموس بالضم.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٩ بروايةٍ : «أصكّ» واللسان.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان والتهذيب ، ونسبه بحاشيته لقطية بنت بشر.

(٥) في اللسان والتهذيب ، بالفتح ، ضبط حركات.

(٦) المفضلية ٩٩ البيت برواية : «فأعقبوا بالصيلم» واللسان والصحاح والتهذيب.

(٧) اللسان ونسبه بحواشي التهذيب للمرقش الأكبر ، انظر تخريجه في حاشيته.

١٣

وِالصَّلَمَةُ ، محرَّكةً : الداهِيَةُ ، وقد أَشارَ إليه في صَنَمَ وأَهْمَلَه هنا.

[صلخم] : اصْلَخَمَّ اصْلِخْماماً. مِثْل اصْطَخَمَّ ، إلّا أَنَّ اصْطَخَم مخفَّفَة المِيمِ ، والمعْنَى انْتَصَبَ قائِماً ، ومِثْلُه اصْلَخَد ، قالَهُ أَبو عَمْرو.

وِقيلَ : اصْلَخَمَّ إذا غَضِبَ ، قالَهُ شَمِرٌ ، قالَ رُؤْبَة :

إذا اصْلَخَمَّ لم يُرَمْ مُصْلَخْمَمُهْ (١)

وِبَعيرٌ صِلْخامٌ ، بالكسْرِ : أَي طويلٌ ، أَو صُلْبٌ شَديدٌ ، أَو جَسِيمٌ.

وِبَعيرٌ صَلْخَمٌ ، كجَعْفَرٍ وجِرْدَحْلِ ومُسْبَطِرِّ ، أَي ماضٍ شديدٌ ، وكَذلِكَ صِلَّخْدٌ وصَلَخْدَمُ ، قالَ :

وِأَتْلَعَ صِلَّخْمٍ صِلَخْدٍ صَلَخْدَمِ (٢)

وِجَبَلٌ صَلْخَمٌ ، كجَعْفَرٍ وجِرْدَحْلٍ وِمُصْلَخِمٌّ كمُدَحْرَجٍ ومُسْبَطِرِّ : مُمْتَنِعٌ ، وجَمْعُ الصَّلْخَمِ الصَّلاخِمُ ، ومنه الحدِيْث : «عُرِضَتِ الأَمانَةُ على الجبالِ الصُّمِّ الصَّلاخِمِ» ، أَي الصِّلابِ المانعةِ ، وقالَ الشاعِرُ :

وِرَأْس عِزٍّ راسِياً صِلَّخْمَا

وممَّا يُسْتدركُ عليه :

المُصْلَخِمُّ : المُسْتَكْبرُ ، قالَهُ الباهِلِيُّ ، وأَنْشَدَ لذي الرُّمَّةِ يَصِفُ حميراً :

فظَلَّتْ بمَلْقَى واجِفٍ جَزِع المَعَى

قِياماً تُفالي مُصْلَخِمًّا أَمِيرَها (٣)

أَي مُسْتكْبراً لا يحرِّكُها ولا ينْظرُ إليها.

وقالَ الفرَّاءُ : مِن نادِرِ كَلامِهم :

مُسْتَرْعِلات لِصِلَّلْخم سامي (٤)

يُريدُ لِصِلَّخْم فزادَ لاماً ، وقالَ أَبو نُخَيْلَة :

لِبَلْخَ مَخْشيّ الشَّذا مُصْلَخْمِمِ (٥)

فزادَ مِيماً كما تَرى.

صلخدم : الصَّلَخْدَمُ ، كشَمَرْدَلٍ : الشَّديدُ من الإِبِلِ ، والمِيمُ زائِدَةٌ ، كما في الصِّحاحِ.

وقيلَ : هو الماضِي الشَّديدُ الصُّلْبُ القَوِيُّ ، وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ في الخُماسِيّ :

إن تسْأَلِيني كيف أَنْتَ؟ فإنَّني

صَبُورٌ على الأَعداءِ جَلْدٌ صَلَخْدَم (٦)

قالَ : وهو خُماسِيٌّ أَصْلُه مِن الصَّلْخَمِ والصَّلْخَدِ ، ويقالُ : خُماسِيَّة أَصْليَّة فاشْتَبَهتِ الحُروفُ والمعْنَى واحِدٌ.

[صلدم] : الصِّلْدِمُ ، كزِبْرِجٍ : الأَسَدُ لقُوَّتِه.

وِأيْضاً : الصُّلْبُ والشَّديدُ مِن الحافِرِ ، كالصُّلادِمِ ، بالضمِّ فيهما.

وقالَ الجَوْهرِيُّ : فَرَسٌ صِلْدِمٌ ، بالكسْرِ : صُلْبٌ شَديدٌ ، والأُنْثى صِلْدِمَة.

ورأْسٌ صِلْدِمٌ وِصُلادِمٌ : صُلْبٌ ، وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت :

شِدْقَيْنِ في رأْسٍ لها صُلادِمُ (٧)

والجَمْعُ صَلادِمُ ، بالفتْحِ : وِالصِّلْدامُ ، بالكسْرِ ، مِثْلُه ، وهي صِلْدامَةٌ ، وقد عَمَّ به بعضُهم ، قالَ جَريرٌ :

فلو مالَ مَيْلٌ من تَمِيمٍ عَلَيْكُمُ

لأَمَّكَ صِلْدامٌ من العِيسِ قارِحُ

وهو ثُلاثيٌّ عندَ الخَليلِ.

[صلقم] : صَلْقَمَ صَلْقَمَة : قَرَعَ بعضَ أَنْيابِهِ ببَعْضٍ.

قالَ كُراعٌ : الأَصْلُ الصَّلْق ، والمِيمُ زائِدَةٌ ، فهو صَلْقَمٌ ، كجَعْفَرٍ ، والصَّحيحُ أنَّه رُباعيٌّ ، وأَنْشَدَ لخُلَيْدٍ اليَشْكُرِيّ :

فتلك لا تُشْبِه أُخْرى صِلْقِما

صَهْصَلِقَ الصَّوْتِ دَرُوجاً كِرْزِما (٨)

__________________

(١) اللسان والتهذيب منسوباً لرؤبة.

(٢) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٥) اللسان والتهذيب.

(٦) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٧) اللسان والصحاح ، وقبله في اللسان :

من كل كوماء السنام قاطم

تشحّى بمستنّ الذنوب الراذم

(٨) اللسان.

١٤

وِالصِّلْقِمُ ، كزِبْرِجٍ : العَجوزُ الكَبيرَةُ ، عن أَبي عَمْرٍو ، وهو اخْتِيارُ ابنِ عصفورٍ ورَدَّه أَبو حيَّان.

وقالَ غيرُهُ : هي المرْأَةُ الكَبيرَةُ ، أَزالُوا الهاءَ كما أَزالُوها مِن ، مُتْئِمٍ.

وِالصِّلْقِمُ : الضَّخْمُ مِن الإِبِلِ.

وِكقِرْطاسٍ وجَعْفرٍ : الأَسَدُ ، وِأَيْضاً : الضَّخْمُ مِن الإِبِلِ.

وقيلَ : هو البَعيرُ الشَّديدُ العَضِّ والفَكِّ ، والجمْعُ صَلاقِمُ وِصَلاقِمَةُ ، الهاءُ لتَأْنيثِ الجماعَةِ ، قالَ طَرَفَةُ :

جَمادٌ بها البَسْباسُ يُرْهِصُ مُعْزُها

بَناتِ المَخاضِ والصَّلاقِمَةَ الحُمْرا (١)

وِالصَّلاقِيمُ : الرُّؤُوسُ ، وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ :

يَعْلُو صَلاقِيمَ العِظامِ صِلْقِمُه (٢)

أَي جِسْمُه العَظِيمُ.

وِأَيْضاً : الأَنْيابُ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

الصِّلقمّ مِن الإِبِلِ ، كجِرْدَحْلٍ : الضَّخْمُ الشَّديدُ.

وِاصْلَقَمَّ النَّاب : قرعَ وتَصادَمَ ، وأَنْشَدَ اللّيْثُ :

أَصْلَقَه العِزُّ بنابٍ فاصْلَقمّ (٣)

وِالصَّلْقَمُ : الشَّديدُ ، عن اللّحْيانيِّ.

وِالمُصْلَقِمُّ ، كمُسْبَطِرٍّ : الصُّلْبُ الشَّديدُ.

وقيلَ : الشَّديدُ الأكْلِ.

وِالصَّلْقَمُ : الشَّديدُ الصُّراخِ ، والميمُ زائِدةٌ.

[صلهم] : الصِّلْهامُ ، كقِرْطاسٍ.

مَكْتوبٌ في سائِرِ النسخِ بالسَّوادِ وليسَ هو في كتابِ الجَوْهريّ. وهو مِن صفاتِ الأَسَدِ (٤). وِأَيْضَاً : الجَرِي‌ءُ.

وِاصْلَهَمَّ الشَّي‌ءُ : صَلُبَ واشْتَدَّ.

[صمم] : الصَّمَمُ ، محرَّكةً : انْسِدادُ الأُذُنِ وثِقَلُ السَّمْعِ ، وقد صَمَّ يَصَمّ بفتحهما ، أَي مِن حَدِّ عَلِمَ ، وِصَمِمَ ، بالكسْرِ ، بإظْهارِ التَّضْعيفِ وهو نادِرٌ ، صَمًّا وِصَمَماً وِأَصَمَّ ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للكُمَيْت :

أَشَيْخاً كالوَليدِ برَسْمِ دارٍ

تُسائِلُ ما أَصَمَّ عن السُّؤالِ (٥)

يقولُ : تُسائِلُ شَيئاً قد أَصَمَّ عن السُّؤَالِ.

وِأَصَمَّهُ اللهُ تعالَى فهو أَصَمٌّ ، ج صُمٌّ وِصُمَّانُ ، بضمَّهِما ، قالَ الجُلَيْحُ :

يَدْعُو بها القوْمُ دُعاءَ الصُّمَّانْ

وشاهِدُ الصُّمِّ قوْلُه تعالَى : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (٦) ، جَعَلَهُم كَذلِكَ بمنْزِلةِ مَنْ لا يَسْمَع ولا يَبْصِرُ ولا يَعِي لعَدَمِ وَعْيِهم ، واعْتِبارهم بمَا عايَنُوه مِن قُدْرةِ اللهِ ، عزوجل ، كما قالَ الشاعِرُ :

أَصَمُّ عَمّا ساءَه سَمِيعُ

يقولُ : يَتَصامَمُ عمَّا يَسُوءُه وإِنْ سَمِعَه فكانَ كأَن لم يَسْمَعْه ، فهو سَمِيعٌ ذو سَمْعٍ أَصَمُّ في تَغابِيه ، ومنه أَيْضاً :

ولي أُذُنٌ عن الفَحْشاء صمّا

وِتَصامَّ عن الحَديثِ وِتَصامَّهُ : أَرَى مِن نفْسه صاحِبه أَنَّه أَصَمُّ وليسَ به ، قالَ :

تَصامَمْتُه حتى أَتَاني نَعِيُّهُ

وِأُفْزعَ منه مُخْطئٌ ومُصِيبُ (٧)

وِصِمامُ القارُورَةِ وِصِمامَتُها وِصِمَّتُها ، بكسْرِهِنَّ ، الثانيَةُ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ : سِدادُها وشِدادُها.

وقيلَ : الصِّمامُ ما أُدْخِلَ في رأْسِ القارُورَةِ ، والعِفاصُ ما سدَّ عليه.

__________________

(١) ديوانه ط بيروت ص ٦٠ برواية : «ترهص معزها بنات اللبون والسلاقمة».

(٢) اللسان ونسبه في التكملة لرؤية ، وهو في ديوانه ص ١٥٥ ، وقبله.

تمت ذفاري ليته ولهزمه

(٣) اللسان والتكملة.

(٤) في القاموس بالضم ، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الجر.

(٥) اللسان والصحاح.

(٦) البقرة الآية ١٧١.

(٧) اللسان.

١٥

وِصَمَّها صَمًّا : سَدَّها وشَدَّها ، كأَصَمَّها.

وِقالَ الجَوْهرِيُّ : صَمَّها سَدَّها ، وِأَصَمَّها : جَعَلَ لها صِماماً.

وِمِن المجازِ : حَجَرٌ أَصَمُّ وصَخْرَةٌ صَمَّاءُ ، أَي صُلْبَةٌ مُصْمَتَةٌ (١).

وقالَ اللَّيْثُ : الصَّمَمُ في الحِجارَةِ : الصَّلابَةُ والشِّدَّةُ.

وقيلَ : الصَّخْرَةُ الصَّمَّاءُ التي ليسَ فيها صَدْعٌ ولا خَرْقٌ.

وِمِن المجازِ : الصَّمَّاءُ : النَّاقَةُ السَّمينَةُ.

وِقيلَ : الصَّمَّاءُ مِن النُّوْقِ : اللَّاقِحُ.

وِالصَّمَّاءُ : طَرَفُ العَفِجَةِ الرَّقيقَةِ لصَلابَتِها.

وِالصَّمَّاءُ مِن الْأَرْضِ (٢) : الغَليظَةُ ، قالَهُ ثَعْلَب وبه فَسَّر قوْلَ الشاعِرِ :

أَجَلْ لا ولكنْ أَنتَ أَلأَمُ من مَشَى

وِأَسْأَلُ من صَمَّاءَ ذاتِ صَلِيلِ (٣)

قالَ : وصَلِيلُها صَوْتُ دُخولِ الماءِ فيها ، ج أَي جَمْع الكُلِّ : صُمُّ ، بالضمِّ.

وِمِن المجازِ أَيْضاً : الصَّمَّاءُ الدَّاهِيَةُ الشَّدِيدَةُ المُنْسَدَّةُ ، قالَ العجَّاجُ :

صَمَّاءُ لا يُبْرِئُها من الصَّمَمْ

حَوادثُ الدَّهْرِ ولا طُولُ القِدَمْ (٤)

أَي داهِيَة عارُها باقٍ لا تُبْرِئُها الحَوادِثُ ، كصَمامِ كقَطامٍ ، وِمنه قوْلُهم : صَمِّي صَمامِ أَي زِيدي يا داهِيَةُ ، قالَهُ الجَوْهرِيُّ.

وقالَ غيرُهُ : يُضْرَبُ للرجُلِ يَأْتي الداهِيَةَ ، أَي اخْرَسِي يا صَمامِ ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للأَسْودِ بنِ يَعْفُر :

فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانُها

صَمِّي لمَا فَعَلَتْ يَهُودُ صَمَامِ(٥)

وقالَ أَبو الهَيْثم : هذا مَثَلٌ إذا أَتى بداهِيَةٍ.

وِيقالُ : صَمَامِ صَمامِ ، وذلِكَ يُحْمَل على مَعْنَيَيْن : أَي تَصامُّوا في السُّكوتِ واحْمِلُوا على العدُوِّ ، وعلى الوَجْهِ الأَوَّل اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ.

وِصَمَّهُ بحَجَرٍ : إذا ضَرَبَه به ، وكذا بالعَصا ونَحْوهما.

وِمِن المجازِ : صَمَّ صَداهُ ، أَي هَلَكَ.

ويقولُون : أَصَمَّ اللهُ صَدا فُلانٍ ، أَي أَهْلَكَه ، والصَّدَا : الصَّوتُ الذي يَرُدُّه الجَبَلُ إذا رَفَع فيه الإنْسانُ صَوْتَه ، قالَ امرؤُ القَيْسِ :

صَمَّ صَدَاها وعَفا رَسْمُها

وِاسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِق السائِلِ (٦)

وِمِن المجازِ : يسمُّونَ رَجَبَ (٧) شَهْرَ اللهِ الأَصَمّ ، لأَنَّه كانَ لا يُسْمَع فيه صَوْتُ السِّلاحِ لكَوْنِه شَهْراً حَراماً ، كذا جاءَ في الحدِيْثِ ، ووُصِفَ بالأَصَمِّ مَجازاً والمُرادُ به الإنْسان الذي يدْخلُ فيه ، كما قيلَ : ليلٌ نائِمٌ ، وإنّما النائِمُ مَنْ في اللَّيْلِ ، فكأَنَّ الإنْسانَ في شَهْرِ رَجَبٍ أَصَمَّ عن صَوْتِ السِّلاحِ ، وكَذلِكَ مُنْصِلُ الأَلِّ ، قالَ :

يا رُبَّ ذي خالٍ وذي عَمٍّ عَمَمْ

قد ذاقَ كَأْسَ الحَتْفِ في الشَّهْرِ الأَصَمْ

ونَقَلَ الجَوْهرِيُّ عن الخَليلِ أَنَّه إِنَّما سُمِّي بذلِكَ لأَنَّه كانَ لا يُسْمَع فيه صَوْتُ مُسْتغيثٍ ولا حَركةُ قِتالٍ ولا قَعْقَعَةُ سِلاحٍ ، لأَنَّه مِن الأَشْهرِ الحُرُمِ ، فلم يكنْ يُسْمَع وِلا يُنادَى فيه يا لَفُلان وِلا يا صَباحاهُ.

وِمِن المجازِ : الأَصَمُّ : الرَّجُلُ الذي لا يُطْمَعُ فيه ولا يُرَدُّ عن هَواهُ ، كأَنَّه يُنادَى فلا يَسْمَعُ.

وِمِن المجازِ : الحَيَّةُ الأَصَمُّ وِالصَّمَّاءُ : هي التي لا تَقْبَل الرُّقَى ولا تُجيبُ الرّاقي.

وِحاتِمٌ الأَصَمُّ : من الأَوْلياءِ المَشْهورِيْن ، مترجم في الرِّسالةِ القُشَيْريَّةِ ، وذَكَرُوا لتلْقِيبِهِ به حِكَايَةً.

__________________

(١) في القاموس : صُلْبٌ مُصْمَتٌ.

(٢) في القاموس : «الأرض» بالضم.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان والتهذيب.

(٥) اللسان.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١٤٨ واللسان والتهذيب.

(٧) في القاموس : ورَجَبٌ الأصمُ.

١٦

وِالصَّمَّانُ : كُلُّ أَرضٍ صُلْبَةٍ غَلِيظةٍ ذاتِ حِجارَةٍ إلى جَنْبِ رَمْلٍ ، كالصَّمَّانَةِ ، سُمِّيَت لصَلابَتِها وشِدَّتِها.

وقيلَ : هي أَرضٌ غَلِيظةٌ دونَ الجَبَلِ.

وِالصَّمَّانُ : ع بعالِجٍ ، وعَالِج ، رَمْلٌ بالدَّهْناءِ.

قالَ نَصْر : الصَّمَّانُ : جَبَلٌ أَحْمر في أرَضِ تَمِيمٍ ليَرْبوعٍ ينقادُ ثلاثَ ليالٍ ، بَيْنه وبينَ البَصْرةِ تسْعَة أَيَّام ، وقيلَ : على ضفةِ فَلَج إلى الرَّمل ، وآخِرُه في دِيارِ أَسَدٍ.

وقالَ الأَزْهرِيُّ وقد شَتَوْتُ الصَّمَّانَ شَتْوَتَيْن ، وهي أَرضٌ فيها غِلَظٌ وارْتفاعٌ وفيها قِيعانٌ واسعةٌ وخَبَارَى تُنْبِت السِّدْر ، عَذِيَةٌ ورِياضٌ مُعْشِبةٌ ، وإذا أَخْصبتِ الصَّمَّانُ رَتَعَتِ العربُ جَمِيعُها ، وكانت الصَّمَّانُ في قدِيمِ الدَّهْرِ لبَني حنْظَلَةَ ، والحَزْنُ لبَني يَرْبُوع ، والدَّهْناءُ لجَماعَتِهم ، وِالصَّمَّانُ مُتَاخِمُ الدَّهْناء.

وِالصِّمَّةُ ، بالكسرِ : الشُّجَاعُ ، الذي يصمُّ الضَّريبَة ، قالَهُ الرَّاغبُ.

وِأَيْضاً : الأَسَدُ وفي المِصْباحِ : أَنَّ الشَّجاعَ مجازٌ عن الأَسَدِ ، كالصِّمِّ ، بالكسْرِ أَيْضاً ، والجَمْعُ صِمَمٌ ، وِمنه سُمِّي الصّمَّةُ والِدُ دُرَيْدٍ الشَّاعِرِ.

وعبارَةُ الصِّحاحِ : ومنه سُمِّي دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ ، والصّوابُ ما ذَكَرْناه نبَّه عليه أَبو زكريَّا.

وِالصِّمَّتانِ : مثنى هو ، أَي الصِّمَّة وأَخُوهُ مالِكٌ عَمُّ دُرَيْدٍ ، وبه فُسِّر قولُ جَريرٍ :

سَعَرْتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ تَغْلي قُدُورُها

فهَلَّا غَداةَ الصِّمَّتَيْن تُدِيمُها (١)

وِالصِّمَّةُ : الذَّكَرُ من الحَيَّاتِ ، جَمْعُه صِمَمٌ ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

وِالصِّمَّةُ : أُنْثَى القَنافِذِ ، وصَوْتُها الصَّمْصَمَةُ ، بالفتحِ.

وِالصَّميمُ : العَظْمُ الذي به قِوامُ العُضْوِ ، كصَمِيمِ الوَظِيفِ وِصَمِيمِ الرأْسِ ، وِمنه الصَّمِيمُ : بُنْك الشَّي‌ءِ وخالِصُه ، وأَصْلُه يقالُ : هو في صَمِيمِ قوْمِه ، وهو مجازٌ ، وضِدُّه شظى (٢) ، وأَنْشَدَ الكِسائيُّ :

بمَصْرَعِنا النُّعْمانَ يومَ تأَلَّبَتْ

علينا تَميمٌ من شَظًى وصَمِيمِ(٣)

وِالصَّمِيمُ : من الحَرِّ (٤) والبَرْدِ : أَشَدُّه حَرّاً وبَرْداً ، وهو مجازٌ.

وِالصَّمِيمُ : القِشْرَةُ اليابِسَةُ الخارِجَةُ من البَيْضِ.

وِمِن المجازِ : رجلٌ صَمِيمٌ ، كأَميرٍ ، أَي مَحْضٌ ، قالَ خُفافُ بنُ نُدْبَةَ :

إنْ تَكُ خَيْلي قد أُصِيبَ صَمِيهُما

فعَمْداً على عَيْني تَعَمَّدْتُ مالِكا (٥)

قالَ الجَوْهرِيُّ : قالَ أَبو عُبَيْدَةَ : وكان صَميمَ خَيْلِه يومَئِذٍ مُعاوِيَةُ أَخُو خَنْساء ، قَتَله دُرَيْدٌ وهاشِمٌ ابْنا حَرْملَةَ المُرِّيانِ.

للواحِدِ والجَمْعِ والمُؤَنَّثِ.

وِمِن المجازِ : صَمَّ فلانٌ في الأمْرِ وِفي السَّيْرِ تَصْميماً ، إذا مَضَى فيهما.

وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : صَمَّمَ على كذا : مَضَى على رأْيِه بعدَ إرادَتِه.

وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ : صَمَّمَ الفَرَسُ في سيرِهِ ، كصَمْصَمَ ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لحُمَيْدِ بن ثَوْرٍ :

وِحَصْحَصَ في صَمِّ الصفا ثَفِناتِهِ

وِناءَ بسَلْمَى نَوْأَةً ثم : صَمَّما(٦)

وِمِن المجازِ : صَمَّمَ تَصْمِيماً : إذا عَضَّ.

وِصَمَّمَ في عَضَّتِه : نَيَّبَ أَسْنانه ، كما في الأسَاسِ.

وفي الصِّحاحِ : صَمَّمَ أَي عَضَّ ونَيَّبَ لم يُرْسِلْ ما عَضَّ ، وقالَ المُتَلَمِّسُ :

__________________

(١) ديوانه صفحة ٥٤٩ والصحاح واللسان والتكملة قال الصاغاني : والرواية : سعرنا.

(٢) في اللسان : وشيظ.

(٣) اللسان والأساس.

(٤) في القاموس : ومن البَرْدِ والحَرِّ.

(٥) اللسان والصحاح.

(٦) اللسان والصحاح.

١٧

فأَطْرَقَ إطْراقَ الشُّجاعِ ولو رَأَى

مَساغاً لِنابَيْه الشُجاعُ لَصَمَّما(١)

قالَ الأَزْهَرِيُّ : وأَنْشَدَه لنا الفرَّاء لِنابَاه على اللّغَةِ القدِيمَةِ لبعضِ العَرَبِ.

قلْتُ : ونَسَبها الشَّريشيّ في شرْحِ المَقامَاتِ لشَمِرٍ.

وِصَمَّمَ السَّيْفُ : إذا أَصابَ المَفْصِلَ وقَطَعَهُ ، أَو طَبَّقَ ، هكذا في النسخِ وهو مخالِفٌ لنصِّ الجَوْهرِيِّ وغيرِهِ مِن الأَئمَّةِ فإنَّهم قالوا : صَمّ السَّيْفُ إذا مَضَى في العَظْمِ وقَطَعَه ، فإذا أَصابَ المَفْصِلَ وقَطَعَهُ يقالُ طَبَّقَ ، قالَ الشاعِرُ يَصِفُ سَيْفاً :

يُصَمِّم أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّق (٢)

فتأَمَّلْ ذلِكَ ، فإنَّ إصابَةَ المَفْصِلِ وقَطْعَه هو التَّطْبِيق ، وأَمَّا التَّصْمِيم فهو المُضِيُّ في العَظْمِ وقَطْعه.

وِصَمَّمَ الرَّجُلُ الفَرَسَ العَلَفَ تَصْميماً إذا أَمْكَنَه منه فاحْتَقَنَ فيه الشَّحْمُ والبِطْنَةُ ، وهو مجازٌ.

وِصَمَّمَ ، صاحِبَهُ الحَديثَ : إذا أَوْعاهُ إِيَّاهُ وجَعَلَه يَحْفظُهُ ، وهو مجازٌ أَيْضاً.

وِرجُلٌ صَمَمٌ ، وفَرَسٌ صَمَمٌ ، مُحرَّكةً ، وِصَمْصامٌ وِصَمْصامَةٌ وِصِمْصِمٌ ، كزِبْرِجٍ وعُلَبِطٍ وعُلابِطٍ وعُلابِطَةٍ ، أَي مُصَمِّمٌ ، الذَّكَرُ والْأُنْثى في الفَرَسِ سَواءٌ.

وقالَ أَبو عبيدَةَ : مِن صِفاتِ الخَيْلِ الصَّمَمُ ، والأُنْثى صَمَمةٌ ، وهو الشَّديدُ الأَسْرِ المَعْصُوبُ ، قالَ الجعْديُّ :

وِغارةٍ تَقْطَعُ الفَيافيَ قَد

حارَبْتُ فيها بصِلْدِمٍ صَمَمِ(٣)

وِالصَّمْصامُ : السَّيْفُ الذي لا يَنْثَنَي في ضَريَبتِه ، كالصَّمْصامَةِ. وفي حدِيثِ أَبي ذَرِّ : «لو وَضَعْتم الصَّمْصامَةَ على رَقَبَتي».

وفي حدِيْث قُسِّ : «تَرَدَّوْا بالصَّماصِمِ» ، أَي جَعَلُوها لهم بمنْزِلَةِ الأَرْدِيَة لحَمْلِهم لها وحَمْلِ حَمائِلِها على عَواتِقِهم. قالَ الجَوْهَرِيُّ : وِهُما أَيْضاً اسمُ سَيْفِ (٤) عَمْرِو بنِ مَعْدِيكرِبَ الزّبَيْديّ ، هو الذي سَمَّاه بذِلكَ ، وقالَ حينَ وَهَبَه :

خَليلٌ لم أَحُنْهُ ولم يَخْنِّي

على الصَّمْصامَةِ السَّيْفِ السَّلامُ (٥)

قالَ ابنُ بَرِّي : صوابُ إنْشادِه :

على الصَّمْصامَةِ أم سَيْفي سَلامِي

وبَعْده :

خَليلٌ لَمْ أَهَبْهُ من قِلاهُ

وِلكنَّ المَواهِبَ في الكِرامِ

حَبَوْتُ به كَريماً من قُرَيْشٍ

فَسُرَّ به وصِينَ عن اللِّثامِ (٦)

يقولُ عَمْرٌو هذه الأَبْياتَ لما أهْدَى صَمْصامَتَه لسَعِيدِ بنِ العاصِ ، قالَ : ومِن العَرَبِ مَنْ يَجْعل صَمْصامَة غيرَ مُنوَّنٍ معْرفةٍ للسَّيْفِ فلا يَصْرِفه إِذا سَمَّى به سَيْفاً بعَيْنِه كقوْلِ القائِلِ :

تَصْميمَ صَمْصامةَ حينَ صَمَّما

وِالصمم (٧) كزِبْرِجٍ : الغَلِيظُ القَصيرُ مِن الرِّجالِ ، واقْتَصَرَ أَبو عبيدٍ على الغَلِيظِ. وِيقالُ : هو الجَرِي‌ءُ الماضِي.

وِالصِّمْصِمَةُ ، بهاءٍ : وَسَطُ القَوْمِ ، ويُفْتَحُ.

وِالصِّمْصِمَةُ : الجماعَةُ مِن النَّاسِ كالزِّمْزِمَةِ ، قالَ :

وِحالَ دُوني من الأنْبارِ صِمْصِمةٌ

كانوا الأُنُوفَ وكانوا الأَكرمِينَ أَبا (٨)

ويُرْوَى : زِمْزِمَة ، وليسَ أَحَدُ الحرْفَيْن بَدَلاً من صاحِبِه لأنَّ الأَصَمْعيّ قد أَثْبَتهما جَمِيعاً ولم يَجْعل لأَحدِهما مَزِيَّةً على صاحِبِه ، ج صِمْصِمٌ.

وِالصُّمَصِمُ ، كعُلَبِطٍ وعُلابِطٍ : الأَسَدُ لشدَّتِهِ وصَلابَتِه.

__________________

(١) اللسان والتهذيب.

(٢) اللسان والتهذيب بدون نسبة والصحاح.

(٣) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٤) في القاموس بالضم.

(٥) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٦) اللسان والتكملة.

(٧) في اللسان : والصمصم.

(٨) اللسان.

١٨

وِالصَّمْصَمُ ، كفَدْفَدٍ : البَخيلُ جِدًّا ، وهو النِّهايَةُ في البُخْلِ ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ. ومنه قوْلُ عبدِ مَنَاف الهُذَليّ :

وِلقد أَتاكُم ما يَصُوبُ سُيوفَنا

بَعدَ الهَوادَةِ كلُّ أَحْمَر صِمْصِمِ(١)

وِالصُّمَيْماءُ ، كالغُبَيْراءِ : نباتٌ يُشْبِهُ الغَرَزَ (٢) يَنْبت بنَجْدٍ في القِيعانِ.

وِاشْتِمالُ الصَّمَّاءِ المنهى عنه في الحدِيثِ ، أنْ تُجَلِّلَ جَسَدَك بثَوْبِك نَحْوَ شِمْلةِ الأَعْرابِ بأَكْسِيَتِهم ، وهو أَنْ يَرُدَّ الكِساءَ من قِبَلِ يَمينِه على يَدِهِ اليُسْرَى وعاتِقِه الأَيْسَر ، ثم يَرُدَّهُ ثانِيَةً (٣) من خَلْفِهِ على يَدِهِ اليُمْنَى وعاتِقِهِ الأَيْمَنِ فَيُغَطِّيَهُما جَمِيعاً ، هذا نَصُّ الجَوْهِريّ بحَروفِهِ ، وهو قولُ أبي عُبَيْدَة. أو هو الاشْتِمالُ بثَوْبٍ واحِدٍ ليسَ عليه غيرُهُ ثم يَضَعُهُ ، كذا في النسخِ والصَّوابُ : ثم يَرْفَعُه ، من أَحَدِ جانِبَيْهِ ، كما هو نَصّ الصِّحاحِ ، فَيَضَعُهُ على مَنْكِبِهِ فَيَبْدو منه فَرْجُهُ ، وهذا القولُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أَبي عُبَيْدٍ ونَسَبَه إلى الفُقَهاء ، زادَ : فإذا قلْت اشْتَمَل فلانٌ الصَّمَّاءَ كأَنَّك قلْت اشْتَمَلَ الشِّمْلةَ التي تُعْرَفُ بهذا الاسْمِ ، لأَنَّ الصَّمَّاء ضَرْبٌ مِن الاشْتِمالِ.

وِمِن المجازِ : صمَّت حَصاةٌ بدَمٍ ، يقالُ ذلِكَ إذا اشْتَدَّ الأَمْرُ ، كما في الأَساسِ ، أَي كَثُر سَفْكُ الدِّماءِ ، أَي أَنَّ الدِّماءَ لمَّا سُفِكَتْ وِكَثُرَتْ اسْتَنْقَعَتْ في المعْرَكَةِ حتى لو أُلْقِيَتْ حَصاةٌ على الأرْضِ لم يُسْمَعْ لها صَوْتٌ لأَنَّها لا تَقَعُ إلَّا في نَجيعٍ ، ومنه قَوْلُ امْرِى‌ءِ القَيْسِ :

بُدِّلْتُ من وائلٍ وكِنْدةَ عَدْ

وِانَ وفَهْماً صَمِّي ابْنَةَ الجَبَلِ

قَوْمٌ يُحاجُون بالبِهامِ ونِسْ

وان قِصار كهَيْئةِ الحَجَلِ(٤)

أَو المُرادُ بابْنَةِ الجَبَلِ الصَّدَى ، هكذا يَزْعَمُون ، قالَهُ أَبو الهَيْثَم ، أَو أَنَّها الصَّخْرَةُ ، نَقَلَه أَبو الهَيْثم أَيْضاً. ويقالُ : صَمِّي ابْنَةَ الجَبَلِ يُضْرَبُ مَثَلاً للداهِيَةِ الشَّديدَةِ ، كأَنَّه قيلَ لها اخْرَسِي يا داهِيَة.

وقالَ الأَصْمَعيُّ في كتابِ الأَمْثالِ : إنّه يقالُ ذلِكَ عنْدَ الأَمْر يُسْتَفْظَعُ.

ويقالُ : هي الحَيَّةُ ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ :

إنِّي إلى كلِّ أَيْسارٍ ونادِبةٍ

أَدْعُو حُبَيْشاً كما تُدْعى ابنَةَ الجَبَلِ (٥)

وِأَصَمَّهُ : صادَفَهُ ، وفي الصِّحاحِ : وَجَدَهُ ، أَصَمَّ. يقالُ : نادَاهُ فأَصَمَّهُ.

وِأَصَمَّ دُعاؤُهُ : وافَقَ قَوْماً صُمًّا لا يَسْمعونَ عَذْلَه ، وبه فَسَّر ثَعْلَب قوْلَ ابن أَحْمر :

أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى

بآخِرِنا وتَنْسي أَوَّلينا (٦)

وقوْلُه : تَحَجَّى : أَي تَسْبقُ إليهم باللَّوْمِ وتَدَعُ الأَوَّلينَ.

وِالأَصَمَّانِ : أَصَمُّ الجَلْحاءِ ، وِأَصَمُّ السَّمُرَةِ ببِلادِ بَني عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ ، ثم لبَني كِلابِ منهم خاصَّةً ، قالَهُ نَصْر.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

أَصَمَّني الكَلام إذا شَغَلَني عن سمَاعِه ، فكأَنَّه جَعَلَه أَصَمَّ.

ويقالُ : حلمٌ أَصَمّ ، على الاسْتِعارَةِ ، أَنْشَدَ ثَعْلَب :

قُلْ ما بَدا لَكَ من زُورٍ ومن كَذِبٍ

حِلْمي أَصَمُّ وأُذْني غَيرُ صَمَّاءِ(٧)

وفِتْنةٌ صَمَّاءُ : لا سَبيلَ إلى تَسْكِينِها لتناهِيها في ذهابِها.

وأَرْزَةٌ صَمَّاءُ : مُكْتَنزةٌ لا تَخَلْخُلَ فيها ، وكَذلِكَ قَناةٌ صَمَّاء.

وأَمْرٌ أَصَمُّ : شَديدٌ.

وصَوْتٌ مُصِمُّ : يُصِمُّ الضَّماخَ.

وِالصِّمامُ ، بالكسْرِ : الفَرْجُ ، ومنه حدِيْثُ الوَطْءِ : «في

__________________

(١) ديوان الهذليين ٢ / ٤٩ وفيه «ما تصوب» واللسان.

(٢) قوله : «يشبه الغرز» مضروب عليه بنسخة المؤلف ، أفاده على هامش القاموس.

(٣) على هامش القاموس عن إحدى نسخه : ثانِيَه.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٥٧ واللسان والأول في المقاييس ٣ / ٢٧٨ وجزء من عجز الأول في الصحاح.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان والتهذيب والمقابيس ٣ / ٢٧٨ والأساس.

(٧) اللسان.

١٩

صِمامٍ واحِدٍ ، أَي في مَسْلَكٍ واحِدٍ ، ويُرْوَى بالسِّيْن أَيْضاً ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ على حَذْفِ مُضافٍ ، أي في مَوْضِعِ صِمامٍ.

وِصُمَّ ، بالضمِّ : ضُرِبَ ضَرْباً شَديداً ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

وِصَمَّ الجُرْحَ يَصُمُّه صَمًّا : سَدَّهُ وضَمَّدَه بالدَّواءِ.

ويقالُ للنَّذير إذا أَنْذَرَ قوْماً من بَعيدٍ وأَلْمَعَ لهم بثَوْبِه : لَمَعَ بهم لمع الأَصَمَّ ، وذلِكَ أَنَّه لمَّا كَثُر إِلْماعُه بثَوْبِه كانَ كأَنَّه لا يَسْمَعُ الجَوابَ فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ ، ومِن ذلِكَ قوْلُ بِشْر :

أَشارَ بهم لَمْعَ الأَصَمّ فأَقْبَلُوا

عَرانِينَ لا يَأتِيه للنَّصْرِ مُجْلِبُ (١)

أي لا يأْتِيه مُعِيْنٌ مِن غير قوْمِه ، وإِذا كانَ المُعِيْنُ مِن قَوْمِه لم يكن مُجْلِباً.

وِالصَّمَّاءُ : القَطاةُ لسَكَكِ أُذُنيها ، أَو لصَمَمِها إِذا عَطِشَتْ ، قالَ :

رِدِي رِدِي وِرْدَ قَطاةٍ صَمّاً

كُدْرِيَّةٍ أَعْجَبها بردُ الما (٢)

وقد يُسْتَعْمَلُ الصَّمَمُ في العقارِبِ ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ :

قَرَّطَكِ اللهُ على الأُذُنَيْنِ

عَقارِباً صُمّاً وأَرْقَمَيْنِ (٣)

ومِن المجازِ : ضَرَبَه ضَرْبَ الأَصَمِّ إِذا تابَعَ الضرْبَ وبالَغَ فيه ، وذلِكَ أَنَّ الأَصَمَّ إذا بالَغَ يَظُنُّ أَنَّهُ مُقَصِّرٌ فلا يُقْلِعُ.

ويقالُ : دَعاهُ دَعْوةَ الأَصَمِّ إِذا بالَغَ فيه في النِّداءِ ، قالَ الراجِزُ يَصِفُ فَلاةً :

يُدْعَى بها القومُ دُعاءَ الصَّمَّانْ

ودَهْرٌ أَصَمُّ : كأَنَّه يُشْكى إِليه فلا يَسْمَع.

وِصَمَام صَمَام : أَي احْمِلُوا على العدُوِّ ، نَقَلَه أَبو الهَيْثمِ ، وِالأَصَمُّ صفَةٌ غالبَةٌ ، قالَ :

جَاؤُوا بزُورَيْهمْ وجئْنا بالأَصَمّ

وكانوا جَاؤُوا ببَعِيرَيْن فعَقَلُوهُما وقالوا : لا نَفِرُّ حتى يَفِرَّ هذان.

وِالأَصَمُّ أَيْضاً : عبدُ اللهِ بنُ رَبْعِيِّ الدُّبَيْريّ ، ذَكَرَه ابنُ الأَعْرَابيِّ.

وِالأَصَمُّ أَيْضا : لَقَبُ أَبي العبّاس محمدِ بنِ يَعْقوب بنِ يوسفَ مُحَدِّثٌ تُوفي بنَيْسابُورَ سَنَة ثلثمائةٍ وسِتّ وأَرْبَعِيْن ، ظَهَرَ به الصَّمَمُ بعدَ انْصِرافِه مِن الرحْلَةِ حتى أَنَّه كانَ لا يَسْمَع نَهِيقَ الحِمارِ.

وأَيْضاً لَقَبُ أَبي عَلْقَمَةَ عبدِ اللهِ بنِ عيسى البَصْرِيّ (٤) المُحَدِّث.

وأَيْضاً لَقَبُ مالِكِ بنِ جنابِ (٥) بنِ هبل الكَلْبيّ الشاعِر لقَوْلِهِ :

أَصمّ عن الخَنَى إِنْ قيلَ يَوماً

وِفي غيرِ الخَنَى أَلْفى سَمِيعا (٦)

وأَيضاً لَقَبُ أَبي جَعْفرٍ محمد المزكيّ الاسْتَراباذِي الحَنَفيّ ، ثقّةٌ ، كَتَبَ عن أَبي صاعِدٍ ببَغْدادَ.

وِالصِّمُّ وِالصِّمَّةُ ، بالكسْرِ : الداهِيَةُ ، نَقَلَه الجَوْهريُّ.

وِالمُصَمِّمُ مِن السُّيوفِ : الماضِي في الضَّريبَةِ.

وِصَمْصَمَ السَّيْف كصَمَّمَ.

ورجُلٌ صَمَمٌ ، محرَّكةً : شَديدٌ صُلْبٌ ، وقيلَ : مجتمعُ الخَلْقِ ، كالصِّمْصِم ، كزِبْرِجٍ وعُلَبِطٍ.

وقالَ النَّضْرُ : الصِّمْصِمَةُ ، بالكسْرِ : الأَكَمَةُ الغَلِيظَةُ التي كادَتْ تكونُ حِجارَتُها مُنْتَصِبة.

وقالَ أَبو عَمْرٍو الشَّيْبانيُّ : المُصَمِّمُ الجَمَلُ الشَّديدُ ، وأَنْشَدَ ،

حَمَّلْتُ أَثْقالي مُصَمِّماتِها

__________________

(١) اللسان والتهذيب والأساس.

(٢) اللسان.

(٣) اللسان.

(٤) في اللباب الفروي ، من أهل المدينة.

(٥) في اللباب : حنان.

(٦) اللباب.

٢٠