تاج العروس - ج ١٨

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي

تاج العروس - ج ١٨

المؤلف:

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي


المحقق: علي شيري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٦٠٤

١

٢

٣
٤

باب النون

مِن كتابِ القَامُوس وهو مِن الحُروفِ المَجْهورَةِ ، ومِن حُروفِ الذُّلْقِ ، وهو والرَّاءُ واللامُ في حَيِّزٍ واحِدٍ ، وقد تبدلُ مِن اللامِ والميمِ والهَمْزةِ.

فصل الهمزة مع النون

[أبن] : أَبَنَهُ بشي‌ءٍ يَأْبُنُه ويَأْبِنُهُ ، مِن حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ : اتَّهَمَهُ وعابَهُ ، فهو مَأْبُونٌ بخَيْرٍ أَو شَرِّ ، فإن أَطْلَقْتَ ؛ ونصّ اللَّحْيانيّ فإذا أَضْرَبْت عن الخَيْرِ والشَّرِّ ، فَقُلْتَ : هو مَأْبُونٌ فهو للشَّرِّ خاصَّةً ، ومثْلُه قَوْل أَبي عَمْرٍو ، ومنه أخذ المَأْبون الذي تفعل به الفاحِشَة وهي الأُبْنَةُ ، والأصْلُ فيه العُقَدُ تكونُ في القِسِيّ تُفْسِدُها وتُعابُ بها.

وفلانٌ يُأْبَنُ بكذا : أَي يُذْكَرُ بقَبيحٍ ؛ كما في الصِّحاحِ.

وأَبَنَهُ أَبْناً وأَبَّنَهُ تَأْبِيناً : أي عابَهُ في وَجْهِهِ وعَيَّره ؛ ومنه حَدِيْث أَبي ذَرِّ : أَنَّه دَخَل على عُثْمان ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنهما ، فما سَبَّه ولا أَبَنَه ، وقيلَ : هو بتقْدِيمِ النُّون على الباءِ.

والأُبْنَةُ ، بالضَّمِّ : العُقْدَةُ في العُودِ أَو العَصا ، والجَمْعُ أُبَنٌ ؛ قالَ الأَعْشَى :

قَضيبَ سَرَاءٍ كَثِيرَ الأُبَنْ (١)

ومِن المجازِ : الأُبْنَةُ : العَيْبُ في الحسَبِ وفي الكَلامِ ؛ ومنه قَوْل خالِدِ بنِ صَفْوانَ المُتَقدِّمُ ذِكْرُه في وصم. والأُبْنَةُ : الرَّجُلُ الخَفِيفُ (٢) ، هكذا في النسخِ ، ولعلَّه الخَيْضَفُ ، وهو الضَّروطُ.

والأُبْنَةُ : غَلْصَمَةُ البَعيرِ ؛ قالَ ذو الرُّمَّةِ يَصِفُ عَيْراً وسَحِيلَه :

تُغَنِّيه من بين الصَّبيَّيْن أُبْنةٌ

نَهُومٌ إذا ما ارْتَدَّ فيها سَحِيلُها (٣)

ومِن المجازِ : الأُبْنَةُ : الحِقْدُ والعَداوَةُ. يقالُ : بَيْنهم أُبَنٌ.

والتَّأْبِينُ : فَصْدُ عِرْقٍ لِيُؤْخَذَ دَمُه فيُشْوَى ويُؤْكَلُ ، عن كُراعٍ.

والتَّأْبينُ : الثَّناءُ على الشَّخْصِ بَعْدَ مَوْتِه. وقد أَبَّنَه وأَبَّلَه : إذا مَدَحَه بعد مَوْتِه وبَكَاهُ ؛ قالَ مُتمِّمُ بنُ نُوَيْرة :

لعَمري وما دَهْري بتأْبين هالِكٍ

ولا جَزِعاً ممَّا أَصابَ وأَوْجَعا (٤)

وقالَ ثَعْلَب : هو إذا ذكَرْتَه بَعْدَ مَوْتِه بخَيْرٍ.

وقال مرَّة : هو إذا ذكَرْتَه بَعْدَ المَوْتِ.

وقالَ شَمِرٌ : التَّأْبينُ الثَّناءُ على الرَّجُل في المَوْتِ والحياةِ.

وقال الزَّمَخْشريُّ : أَبَّنَه : مَدَحَهُ وعَدَّ محاسِنَه ، وهو مِن بابِ التَّقْريعِ (٥) ، وقد غلبَ في مَدْحِ النادِبِ تقولُ : لم

__________________

(١) ديوانه ط بيروت ص ٢١١ برواية : «قليل الأبن» وصدره :

سلاجم كالنحل أنحى لها

وعجزه في اللسان والتكملة والصحاح والمقاييس ١ / ٤٣.

(٢) في القاموس : «الخَيْضَفُ» وكتب مصححه على هامشه : كهيكل ، هو الضروط ، كالخضوف ، كصبور ، ا ه. وفي التكملة : «الحصيف».

(٣) اللسان والتهذيب.

(٤) مطلع المفضلية ٦٧ برواية : «فأوجعا» واللسان والتهذيب والمقاييس ١ / ٤٤.

(٥) في الأساس : باب التفزيع.

٥

يزلْ يُقَرِّظُ أَحْيَاكم ويُؤَبِّنُ مَوْتَاكُم ؛ قالَ رُؤْبَة :

فامْدَحْ بِلالاً غير ما مُؤَبَّنِ

ترَاهُ كالبازِي انْتَمَى للْمَوْكِنِ (١)

يقولُ : غَيْر هالكٍ أَي غَيْر مَبْكِيِّ ؛ ومنه قَوْلُ لَبيدٍ ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه :

قُوما تَجُوبانِ مَعَ الأَنْواحِ

وأَبِّنَا ملاعِبَ الرِّماحِ

ومِدْرهَ الكَتبيةِ الرَّداحِ (٢)

وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ : غَيْرُ مُؤَبَّنٍ أَي غيرُ مَعِيبٍ.

والتَّأْبِينُ : اقتِفاءُ أَثَرِ الشَّي‌ءِ ، كما في الصِّحاحِ عن الأَصْمَعيّ ، ومنه قيلَ لمادِحِ المَيِّتِ : مُؤَبِّنٌ لاتِّباعِه آثارُ فِعَالِه وصَنائِعِه. كالتَّابُّنِ.

والتَّأْبينْ : تَرَقُّبُ الشَّي‌ءِ.

وفي الصِّحاحِ : قالَ أَبو زيْدٍ : أَبَنْتُ الشي‌ءَ : رَقَبْتُه ؛ قالَ أَوْسٌ يَصِفُ الحِمارَ :

يقولُ له الراؤُونَ هذاكَ راكِبٌ

يُؤَبِّنُ شَخْصاً فوقَ عَلياءَ واقِفُ (٣)

وحَكَى ابنُ بَرِّي قالَ : رَوَى ابنُ الأَعْرابيِّ يُؤَبِّر ، قالَ : ومعْناهُ يَنْظُرُ شخصاً ليَسْتَبينَه. ويقالُ : إنَّه ليُؤَبِّرُ أَثراً إذا اقتَصَّه.

والأَبِنُ ، ككَتِفِ : الغَليظُ الثَّخينُ من طعامٍ أَو شَرابٍ ، عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

وإِبَّانُ الشَّي‌ءِ ، بالكسْرِ وتَشْديدِ الموحَّدَةِ : حِينُه ووَقْتُه.

يقالُ : كُلِ الفَواكِه في إبّانِها ، كما في الصِّحاحِ ؛ قالَ الراجزُ :

أَيَّان تقْضي حاجَتي أَيَّانا

أَما تَرى لِنُجْحها إِبَّانا (٤)

أَو إِبَّانُه : أَوَّلُه ، وبه فُسِّر قوْلُهم : أَخَذَ الشي‌ءَ بإِبَّانِه ، والنُّونُ أَصْليَّة فيكونُ فِعَّالاً ، وقيلَ : زائِدَةٌ ، وهو فِعْلانُ مِن أَبَّ الشي‌ءُ إذا تَهَيَّأَ للذَّهابِ. وذَكَرَ النقارسيُّ في شرْحِ المنفرجة الوَجْهَيْنِ.

والآبِنُ من الطَّعَامِ : اليابِسُ ، هو بمدِّ الأَلِفِ.

وأَبَنَ الدَّمُ في الجُرْحِ يَأْبَن أَبناً : اسْوَدَّ.

وأَبانٌ ، كسَحَابٍ : مَصْروفةَ (٥) : اسْمُ رجُلٍ ، وهو فعالٌ ، والهَمْزَةُ أَصْليَّة ، كما جَرَى عليه المصنِّفُ وحَقَّقه الدَّمامِيني وابنُ مالِكٍ ، وجَزَمَ به ابنُ شبيبٍ الحرانيُّ في جامِعِ الفنونِ وأَكْثَر النُّحّاة والمُحدِّثِيْن على مَنْعِه مِن الصَّرْفِ للعِلْميَّة والوَزْن ، وبحثَ المُحقِّقون في الوَزْن لأَنَّه إذا كان ماضِياً فلا يَكونُ خاصّاً أَو اسْم تَفْضِيل ، فالقِياسُ في مِثْلِه أبين.

وقالَ بعضُ أَئِمَّة اللُّغَةِ : من لم يَعْرِف صَرْف أَبان فهو أَتانٌ ، نَقَلَه الشهابُ ، رَحِمَه اللهُ ، في شَرْحِ الشفاءِ.

وأبانُ بنُ عَمْرِو ، وأَبانُ بنُ سعيدٍ صَحابِيَّانِ.

وأبانُ بنُ إسْحاق الكُوفيُّ ، وابنُ صالِحٍ أَبو بَكْر ، وابنُ صَمْعَةَ البَصْريُّ ، وابنُ طارِقٍ ، وابنُ عُثْمان بنِ عَفَّان ، وابنُ أَبي عَبَّاس (٦) العَبْديّ ، وابنُ زيْدٍ (٧) العطَّار ، مُحَدِّثونَ.

__________________

(١) اللسان والأول في الصحاح والتهذيب.

(٢) الرجز في ديوانه ص ٤١ قاله في عمه أبي براء مالك بن عامر للاعب الأسنة ، وهي من أراجيز النواح ، واللسان ، والصحاح ما عدا الأول.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٦٩ واللسان والمقاييس ١ / ٤٤ والصحاح.

(٤) اللسان.

(٥) على هامش القاموس : قبل : من لم يصرف أبان ، فهو أتان ا ه شهاب على الشفا. قال : وسبب الخلاف أن منهم من قال : وزنه فعال ، فتعين صرفه. وقيل : إنه منقول من ماضي أبان يبين وبه جزم ابن مالك ، وصاحب التوضيح. وقال القرافي : اتفق المحدثون والنحاة على منع صرفه ، ونقله ابن يعيش عن الجمهور بناء على أن وزنه أفعل ، بمعنى أوضح فاعل ، على خلاف القياس ، وبقي على أصله واندفع قول الدماميني : لو كان كذلك ، لوجب تصحيحه ، لأن أفعل الأجوف الوصفي لا يعل ، والصحيح صرفه كما في جامع اللغة ، وبه جزم ابن السيد ، ا ه.

(٦) في ميزان الاعتدال : «ابن أبي عياش».

(٧) في ميزان الاعتدال والكاشف : «يزيد».

٦

وأَبانٌ : جَبَلٌ شَرْقِيَّ الحاجِزِ ، فيهِ نَخْلٌ وماءٌ ، وهو المَعْروفُ بالأَبْيَض.

وأَيْضاً : جَبَلٌ لبنِي فَزارَةَ ، وهو المَعْروفُ بالأَسْودِ وبينهما مِيْلان.

وقالَ أَبو بكْرِ بنُ موسَى : أبانٌ جَبَلٌ بينَ فيد والنَّبْهانيَّة أَبْيَض ، وأَبانٌ جَبَلٌ أَسْوَدُ ، وهما أَبانانِ كِلاهُما مُحَدَّد الرأْسِ كالسِّنانِ ، وهُما لبَني مَنافِ بنِ دَارِم بنِ تَمِيمِ بنِ مرٍّ ؛ وأَنْشَدَ المبرّدُ لبعضِ الأَعْرابِ :

فلا تَحْسِبا سِجْن اليَمامَة دائِماً

كما لم يطب عَيْشُ لنا بأَبان (١)

وقالَ الأَصْمَعيُّ : وادِي الرُّمةِ يمرُّ بينَ أَبانَيْنِ ، وهُما جَبَلانِ. يقالُ لأَحدِهما أَبانُ الأَبْيَض وهو لبَني فَزارَةَ ثم لبَني حريد (٢) منهم ، وأَبانُ الأَسْوَدُ لبَني أَسَدٍ ، ثم لبَني والبَةَ بنِ الحارِثِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنُ دُودَان بنِ أَسَدٍ ، وبَيْنهما ثلاثَةُ أَمْيالٍ.

وذو أَبانٍ : ع.

وأَبانانِ : جَبَلانِ ، أَحَدُهما مُتالِعٌ ، والثاني أَبانٌ ، غَلَبَ أَحَدهُما ، كما قالوا العُمَرَان والقَمَران ، وهُما بنَواحِي البَحْرَيْن ، واستَدَلّوا على ذلِكَ بقوْلِ لَبيدٍ ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه :

دَرَسَ المَنا بمُتالِعٍ فَأَبانِ

فتَقادَمَتْ بالحِبْسِ والسُّوبانِ (٣)

وقيلَ : هذه التَّثْنِيةُ لأَبانِ الأَبْيَض والأَسْوَد ، كما تقدَّمَ ذلِكَ عنِ الأَصْمَعيّ.

وقالَ أَبو سَعِيدٍ السُّكَّريُّ : أَبانٌ جَبَلٌ ، وبانَةُ جَبَلٌ آخَرُ يقالُ له شرورى ، فغَلَّبوا أباناً عليه فقالوا : أبانانِ ، وبه فُسِّر قَوْل بِشْر بنِ أَبي خازِمٍ :

يَؤُمُّ بها الحُداةُ مِياهَ نَخْلٍ

وفيها عن أَبانَيْنِ ازْوِرارُ (٤)

وللنّحويِّين هنا كَلامٌ طَويلٌ لم أَتَعرَّض له لطُولِه ، ومَن أَرادَ ذلِكَ فعليه بكِتابِ المعْجمِ لياقوتٍ.

وجاءَ في إبانَتِه ، بالكسْرِ مُخَفَّفَةَ ، أَي في كلِّ أَصْحابِه.

وأُبْنَى ، كلُبْنَى : ع بفِلَسْطينَ بينَ عَسْقَلانَ والرَّمْلة ، ويقالُ لها أينى (٥) بالياءِ أَيْضاً ، وقد جاءَ ذِكْرُه في سريَّةِ أُسامَةَ بنِ زيْدٍ.

وفي كتابِ نَصْر : أُبْنَى : قرْيَةٌ بمُؤْتَةَ.

وكزُبَيْرٍ : أُبْيَنُ بنُ سُفْيانِ مُحَدِّثٌ ضَعِيفٌ ، قالَهُ الحافِظُ.

ودَيْرُ أَبُّونٍ ، كتَنُّورٍ ، أَو أَبْيُونٍ بالجَزيرَةِ ، أي جَزِيرَة ابنِ عُمَرَ ، وبقُرْبِه أَزَجٌ عَظيمٌ وفيه قَبْرٌ عظيمٌ يقالُ إنَّه قَبْرُ نوحٍ ، عليه‌السلام ؛ وفيه يقولُ الشاعِرُ :

سَقَى اللهُ ذاكَ الدَّيْر غَيْثاً رخَّصه

وما قد حَواهُ مِن قِلالٍ ورُهْبان (٦)

وإنّي والثَّرْثاء والحَضْرِ خلَّتي

وأهلك دَيْر أَبْيُونَ أَو بُرْزَ مَهْرَان (٧)

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

أَبَنُ الأَرْض : نَبْتٌ يخْرُجُ في رُؤُوسِ الإِكامِ ، له أَصْلٌ ولا يَطُول ، وكأَنَّه شَعَر يُؤْكَل وهو سَرِيعُ الخُروجِ سَريعُ الهَيْجِ ؛ عن أبي حَنيفَةَ ، رَحِمَه اللهُ تعالَى.

وأَبانُ : مَدينَةً صَغيرَةٌ بكرْمانَ مِن ناحِيَةِ الزوران ؛ نَقَلَه ياقوت رَحِمَه اللهُ تَعالَى.

__________________

(١) معجم البلدان «أبان» برواية : «كما لم يدم».

(٢) في معجم البلدان «أبانان» : جُرَيْد.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٦ برواية :

وتقادمت بالحبس فالسوبان

والبيت في اللسان ومعجم البلدان «أبانان».

(٤) من المفضلية ٩٨ البيت ٢ برواية : «تؤم» والبيت في اللسان ومعجم البلدان «أبانان».

(٥) في اللسان : يُبْنَى.

(٦) معجم البلدان «دير أبون» وفيه : غيثاً لأهله.

(٧) معجم البلدان «دير أبون» وقد ذكر قبل الأول ، وفيه :

وإني إلى الثرثار والحضر حلتي

ودارك دير أبُّون أو برز مهران

٧

*[أتن] : الأَتانُ : الحِمارَةُ ، والأَتانَةُ قَليلةٌ ؛ ونَصّ الصِّحاحِ : ولا تَقُل أَتانَةُ.

قالَ ابنُ الأَثيرِ : وقد جاءَ في بعضِ الحدِيْث.

وفي إطْلاقِ الحِمَارَة جَرْيٌ على اللُّغَةِ المَرْجوحَةِ تِبْعاً للجَوْهرِيّ ، فإنَّ بعضَ أئِمَّة اللُّغَةِ أنْكَرَها وقالَ : هو لَفْظٌ خاصٌ بالذُّكورِ لا تَلْحَقه الهاءُ ؛ ولو قالَ الأُنْثى مِن الحُمُر لكانَ أصْوب ، أشارَ له شيْخُنا ، رَحِمَه اللهُ تعالَى.

ج آتُنٌ ، كعَناقٍ وأعْنُقٍ ، وأُتْنٌ* ، بالضَّمِّ ، وأُتُنٌ بضمَّتَيْنِ ، كِلاهُما في الكَثيرِ ؛ أنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ :

وما أُبَيِّنُ منهمُ غيرَ أنّهمُ

هُمُ الذين غَذَتْ من خَلْفِها الأُتُنُ (١)

ومَأْتوناءُ : اسْمٌ للجَمْعِ كالمَعْيورَاء.

والأَتانُ : مَقامُ المُسْتَقِي على فَمِ الرَّكِيَّةِ ، وهو صَخْرةٌ أيْضاً ، كما في الصِّحاحِ.

ويُكْسَرُ فيهما ، أي في المَقامِ والحِمارَةِ.

وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : الأَتانُ قاعِدَةُ الفَوْدَجِ.

قالَ أبو وهب (٢) : الحَمائِرُ هي القَواعِدُ والأُتنُ ، الواحِدَةُ حِمارَةٌ وأتانٌ ، ج أتُنٌ ، بالمدِّ.

وأتانُ الضَّحْلِ صَخْرَةٌ ضَخْمَةٌ مُلَمْلَمَةٌ تكونُ في الماءِ على فَمِ الرَّكِيَّةِ يَرْكَبُها الطُّحْلُبُ فَتَمْلاسُّ وتكونُ أشَدَّ مَلاسةً مِن غيرِها ؛ أو هي الصَّخْرَةُ التي بعضُها ظاهرٌ وبعضُها غامرٌ (٣) في الماءِ.

قالَ الجَوْهَرِيُّ : وبها تُشَبَّه الناقَةُ في صَلابَتِها ومَلاسَتِها ؛ قالَ كعبُ بنُ زُهَيْرٍ ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه :

عَيْرانةٌ كأَتان الضَّحْل ناجِيةٌ

إذا تَرَقَّصَ بالقُورِ العَساقِيلُ (٤)

وأتَنَ به يَأْتِنُ أتْناً وأُتوناً : أقامَ به وثَبَتَ ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ ؛ وقالَ أباقٌ الدُّبَيْريُّ :

أتَنْتُ لها ولم أزَلْ في خِبائِها

مُقيماً إلى أن أنْجَزَت خُلَّتي وَعْدي (٥)

وأتَنَ الرَّجُل أتَناناً ، محرَّكةً : قارَبَ الخَطْوَ في غَضَبٍ ، لُغَةٌ في أتَلَ أتَلاناً ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

والأَتُّونُ ، كتَنُّورٍ ، وقد يُخَفَّفُ ؛ نَقَلَه ابنُ خَالَوَيْه ، ونَسَبَ الجَوْهرِيُّ التَّخْفِيفَ للعامَّةِ وقَالَ : هو المَوْقِدُ.

وقالَ غيرُهُ : هو* أُخْدودُ الجَيَّارِ (٦) والجَصَّاصِ ونحْوِه.

قالَ الجَوْهرِيُّ : ويقالُ هو مُوَلَّدٌ ، ج أُتُنٌ هذا جَمْعُ المُخَفَّفِ ، وأتانينُ (٧) جَمْعُ المُشَدَّدِ ، عن الفرَّاءِ.

قالَ ابنُ جنيِّ : كأَنَّه زادَ على عَيْن أتُونٍ عَيْناً أُخْرى ، فصارَ فَعُول مُخفَّف العَيْن إلى فعُّول مشدَّد العَيْن فتُصوّره حينَئِذٍ على أتّونٍ فقالَ فيه أتانِيْن كسَفّودٍ وسَفافِيد وكَلّوبٍ وكَلالِيبَ.

قالَ الفَرَّاءُ : وهذا كما جَمَعُوا قُسَّا قَساوِسَةً ، أرادُوا أن يَجْمَعوه على مِثالِ مَهالِبَةٍ ، فكَثُرَتِ السِّينات وأبْدَلُوا إحْداهنَّ واواً ، وقالَ : رُبَّما شدَّدُوا الجَمْعَ ولم يُشدِّدوا واحداً مثْل أتُونٍ وأتانِينَ (٨).

والأَتْنُ : أنْ يخرجَ رِجْلا الصَّبيِّ قبْلَ رأْسِهِ ، لُغَةٌ في اليَتْنِ (٩) ؛ حَكَاه ابنُ الأَعْرابيِّ.

والأُتُنُ ، بضَمَّتَيْنِ : المُرْتَفِعَةُ من الأَرْضِ ؛ عن أبي الدُّقَيْش.

وأتَنَتِ المَرأةُ أتناً بالقَصْرِ ، وآتَنَتْ بالمدِّ ، مِثْل أيْتَنَتْ ، أي وَلَدَتْ مَنْكوساً.

__________________

(*) في القاموس «أُثْنٌ» تأخير على «أُثُنٌ».

(١) اللسان.

(٢) في التكملة : أبو مُرَهِب.

(٣) في القاموس : «غائرٌ» وعلى هامشه عن إحدى النسخ : «غامر» كالأصل.

(٤) اللسان والصحاح وصدره في التهذيب.

(٥) اللسان.

(*) بالأصل من القاموس وهي ليست كذلك.

(٦) على هامش القاموس كتب مصححه : بالجيم في المتون والشرح ، وكأنّها في نسخة عاصم : الخباز ، بالخاء والباء والزاي ، ا ه. نصر.

(٧) في القاموس : «أتاتين» ومثله في اللسان.

(٨) في اللسان والتهذيب : وأتاتين.

(٩) في القاموس : اليتنُ ، بالرفع ، والكسر ظاهر.

٨

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

اسْتَأْتَنَ الرَّجُل : اشْتَرَى أتاناً واتَّخَذَها لنفْسِه ؛ نقَلَه الجَوْهرِيُّ ؛ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّي :

بَسَأْتَ يا عَمْرُو بأَمرٍ مؤتِنِ

واسْتَأْتَنَ الناسُ ولَمْ تَسْتَأْتِنِ

واسْتَأْتَنَ الحِمارُ : صارَ أتاناً.

وقوْلُهم : كانَ حماراً فاسْتَأْتَنَ : يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَهُون بعيد العِزِّ ؛ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

والأَتانُ : المرأةُ الرَّعناءُ ، على التَّشْبيهِ.

وقيلَ : لِفَقِيه العَرَبِ : هل يَجُوزُ للرَّجُل أنْ يتزوَّجَ بأَتانٍ؟ قالَ : نَعَم ؛ حَكَاه الفارِسِيُّ في التَّذْكِرَة.

وأتانُ الثَّمِيلِ : الصَّخْرةُ في باطِنِ المَسيلِ الضَّخْمةُ لا يرفعُها شي‌ءٌ ولا يُحرِّكُها ، طُولُها قامةٌ في عَرْضِ مِثْلِه ؛ عن ابنِ شُمَيْل ؛ وأنْشَدَ للأَعْشَى :

بِناجِيةٍ كأَتانِ الثَّمِيل

تُقَضِّي السُّرَى بَعْدَ أيْنٍ عَسِيرَا (١)

والمُؤتَنُ ، كمُكْرَمٍ : المَنْكوسُ ؛ وسَيَأْتي إن شاءَ اللهُ تعالَى.

[أثن] : الأَثِينُ ، كَأَمِيرٍ : أهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

وفي اللِّسانِ : هو الأَصيلُ.

وأثَانٌ* ، كسَحَابٍ ، ابنُ نُعَيْمٍ : تابِعِيٌّ أدْرَكَ عليًّا ، رضِيَ اللهُ عنه ، وضَبَطَه الحافِظُ بالضمِّ (٢).

وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ : أُثْنَةٌ من طَلحٍ ، بالضَّمِّ ، كعِيصٍ من سِدرٍ ، وسَلِيلٍ مِن سَمُرٍ.

وقالَ غَيرُهُ : هي القِطْعَةُ مِن الطَّلْحِ والأَثْلِ. وقيلَ : هي منبِتُ الطَّلْحِ ، ج أُثَنٌ ، كصُرَدٍ.

وجَمَعُوا الوَثَنَ ، الذي هو الصَّنَمُ ، وُثُناً ، بضَمَّتينِ ، ثم هَمَزوا فقالوا أُثُنٌ : وقَرَأ جماعاتٌ مِن القرَّاءِ : (إنْ يَدْعونَ من دونِه إلَّا أُثُناً) (٣).

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

أُثْنانُ ، كعُثْمان : مَوْضِعٌ بالشامِ ؛ قالَ جَميلُ بنُ معمر :

وردّ الهَوَى أُثْنانُ حتى اسْتَقَرَّ بي

مِن الحُبِّ مَعْطُوفُ الهَوَى من بِلادِيا (٤)

[أجن] : الآجِنُ ، بالمدِّ : الماءُ المُتَغَيِّرُ الطَّعْمِ واللَّوْنِ ، كما في الصِّحاحِ زادَ غيرُهُ : لنحو مكث.

وفي المصْباحِ : إلَّا أنَّه يُشْرَبُ والآسِنُ الذي يُشْرَبُ ، كما سَيَأتِي إنْ شاءَ اللهِ تعالَى.

وقد أجِنَ الماءُ ، كضَرَبَ ونَصَرَ ؛ وحَكَى الزُّبَيْديُّ : أجِنَ مثْلُ فَرِحَ ، يَأْجَنُ أجْناً ، بالفَتْحِ ، مَصْدَر الأَوَّلَين ، وأجَناً محرَّكَةً مَصْدَرُ الأَخِيرِ ، وأُجوناً ، كقُعودٍ مَصْدَر الثاني ، فهو أجِنٌ وآجِنٌ ؛ وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبي محمدٍ الفَقْعسيّ :

ومَنْهل فيه الغُرابُ مَيْتُ

كَأَنَّه من الأُجونِ زَيْتُ

سَقَيْتُ منه القومَ واسْتَقَيْتُ (٥)

وقالَ عَلْقمةُ بنُ عَبَدة :

فَأَوْرَدَهَا ماءً كأَنَّ جِمامَه

مِن الأَجْنِ حِنَّاءٌ معاً وصَبِيبُ (٦)

والأَجْنَةُ ، مُثَلَّثَةً : الوَجْنَةُ ، واحِدَةُ الوُجَنات ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الضمِّ.

وأجَنَ القصَّارُ الثَّوْبَ : دَقَّهُ ؛ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

__________________

(١) ديوانه ط بيروت ص ٨٧ وفيه : «تُوفّي السرى» والمثبت كاللسان ، والبيت في التهذيب كرواية الديوان.

(*) بالأصل خارج الاقواس وهي من القاموس.

(٢) على هامش القاموس : وفي كتاب الإكمال ضبطه بضم الهمزة ، ا ه. نصر.

(٣) النساء ، الآية ١١٧.

(٤) معجم البلدان وفيه : حتى استفزّني.

(٥) اللسان ، والصحاح عدا الثالث.

(٦) من المفضلية ١١٩ البيت ١٦ برواية : «فأوردتها ...» واللسان والتكملة والصحاح.

٩

والإِجَّانَةُ ، بالكَسْرِ مُشدَّدةً ، والإِيجانَةُ ، بالياءِ ، والإِنْجانَةُ ، بالنُّونِ ، مكسورتينِ ، الأَخيرَةُ طائِيَّة عن اللّحْيانيّ ، م مَعْروفٌ وهو المِرْكَنُ ، ج أَجاجِينُ.

قالَ الجَوْهرِيُّ : ولا تَقُل إِنْجانَة.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

أَجُنَ الماءُ ، ككَرُمَ : تَغَيَّر ، عن ثَعْلَب.

ووَقَعَ في الاقْتِطافِ : أَجنَ كمنعَ.

قالَ شيْخُنا ، رَحِمَه اللهُ : وهو غيرُ مَعْرُوفٍ إلَّا أَنْ يكونَ مِن بابِ التَّداخُل في اللّغَتَيْن.

وماءٌ أَجِنٌ ، ككَتِفٍ ، وأَجِينٌ ، كأَميرٍ ، والجَمْعُ أَجونٌ.

وقالَ ابنُ سِيْدَه : أَظنُّه جَمْعَ أَجْنٍ أَو آجِنٍ.

والمِيْجَنَةُ ) : مِدَقَّةُ القصَّارِ ، وترْكُ الهَمْز أَعْلى لقوْلِهم في جَمْعِها مَواجِن.

وقالَ ابنُ بَرِّي : جَمْعُها مآجِنُ.

وأَجينُ لقيبط مدينةٌ بالهِنْدِ.

وإِجْنا ، بالكسْرِ : قَرْيةٌ بمِصْرَ ، كذا في فُتوحِ مِصْر.

وأُجانُ ، كغُرابٍ : بلَيْدَةٌ بأَذَرْبِيْجان بَيْنها وبينَ تَبْريز عَشر فَراسِخ في طريقِ الرَّيِّ ، عن ياقوت.

[أحن] : الإِحْنَةُ ، بالكسْرِ : الحِقْدُ في الصَّدْرِ ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لأُقَيْبل بنِ شهابٍ القَينيّ :

إذا كانَ في صَدْرِ ابنِ عمِّكَ إحْنَةٌ

فلا تَسْتَثِرْها سوفَ يَبْدُو دَفِينُها (٢)

والإِحْنَةُ : الغَضَبُ الطارِى‌ءُ مِن الحِقْدِ ، ج إِحَنٌ كعِنَبٍ ؛ وقد أَحِنَ عليهِ ، كسَمِعَ فيهما أَحَناً وإِحْنةً.

والمُؤَاحَنَةُ : المُعادَاةُ يقالُ : آحَنَهُ مُؤَاحَنَةً.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

الحِنَةُ ، بالكسْرِ ، لُغَةٌ في الإِحْنَةِ ، وقد أَنْكَرَها الأَصْمَعيُّ والفرَّاءُ وابنُ الفَرَجِ. وفي الصِّحاحِ : ولا تَقُل حِنَة.

وفي التَّهْذيبِ : ليسَ في كَلامِ العَرَبِ.

وفي المُوازَنَةِ للآمديّ : حَكَى أَبو نَصْر عن الأَصْمَعيّ قالَ : كنَّا نعدُّ الطرمَّاحَ شَيئاً حتى قالَ :

وأَكْرَه أَنْ يعيبَ عليَّ قَوْمِي

هِجَائي الأَرْذَلينِ ذوِي الحِنَات

* قُلْت : والحقُّ أَنَّها لُغَةٌ قَلِيلةٌ ، وإنَّما قُلْنا ذلِكَ لوُرودِها

في حَدِيْثِ مُعاوِيَةَ : «لقد مَنَعَتْني القدرةُ مِن ذوِي الحِنَاتِ».

وفي بعضِ طُرُق حدِيْثِ حارِثَةَ بنِ مُضَرِّب في الحُدُودِ : «ما بَيْني وبينَ العَرَبِ حِنَةٌ».

وفي حَدِيْثٍ آخَرَ : «إلَّا رَجُل بَيْنه وبينَ أَخِيهِ حِنَّةٌ» ، فتأَمَّلْ ذلِكَ.

وأَحَنَ عليه أَحناً ، كمَنَعَ ، لُغَةٌ عن كُراعٍ.

[أخن] : الآخِنِيُّ ، كالعاخِنِيِّ : أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

وفي اللّسانِ : ثَوْبٌ مُخَطَّطٌ.

وقالَ أَبو سَعِيدٍ (٣) : الآخِنِيُّ : أَكْسِيَةٌ سُودٌ لَيِّنَةٌ يَلْبَسُها النَّصارَى ؛ قالَ البَعِيث :

فكَرَّ علينا ثمَّ ظلَّ يَجُرُّها

كما جَرَّ ثوبَ الآخِنِيِّ المقدَّس (٤)

وأَيْضاً : كتَّانٌ رَدِي‌ءٌ ؛ قالَ العَجَّاجُ :

عليه كتَّانٌ وآخِنِيّ

والآخِنِيَّةُ : القِسِيُّ ؛ قالَ الأَعْشَى :

مَنَعتْ قِياسُ الآخِنِيَّةِ رأْسَه

بسِهامِ يَثْرِبَ أَو سِهَامِ الوادِي (٥)

__________________

(١) في اللسان والمقاييس : والمئجنة.

(٢) اللسان والصحاح والمقاييس ١ / ٦٧.

(٣) في اللسان : أبو مالك.

(٤) اللسان والتهذيب.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٥١ برواية : «قياس الماسخية ... أو سهام بلادِ» والمثبت كرواية اللسان والتكملة ، وفي التهذيب : ثياب الوادي.

١٠

أَضافَ الشي‌ءَ إلى نفْسِه ، لأَنَّ القِياسَ هي الآخِنِيَّة ، أَو أَرادَ قِياسَ القوَّاسَة الآخِنِيَّة.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

إخْنا ، بالكسْرِ : مَدينَةٌ قَديمةٌ ذات عَمَلٍ مُنْفَردٍ ومَلِك مُسْتبدِّ بالقُرْبِ مِن إسْكَنْدريَّة ؛ كذا في أَخْبارِ فُتوحِ مِصْرَ ، وهي غيرُ أخنوية التي في الغَرْبيةِ الآتي ذِكْرُها فيمَا بَعْد إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى.

[أدن] : المُؤدَنُ ، بالهَمْزِ ، وفتحِ المهملةِ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

وفي اللّسانِ : هو في الناسِ القَصيرُ العُنُقِ الضَّيِّقُ المَنْكِبَيْنِ مع قِصَرِ الأَلْواحِ واليَدَيْن.

وقيلَ : هو الذي يُولَدُ ضاوِياً ؛ لُغَةٌ في المُودَنِ بالواوِ.

وقالَ ابنُ بَرِّي : هو الفاحِشُ القِصَر ؛ وأَنْشَدَ :

لما رَأَتْهُ مُؤْدَناً عِظْيَرَّا

قالت أُريد العَتْعَتَ الزِّفِرَّا (١)

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

المُؤْدَنَةُ : طُوَيِّرةٌ صَغيرَةٌ قَصيرَةُ العُنُقِ نحْو القُبَّرةِ.

وأَوْرَدَه المصنِّفُ في أَذَنَ.

[أذرن] : الآذَرْيونَ ، بالمدِّ وفتحِ الذالِ وسكونِ الرَّاءِ وضمِّ التَّحْتيَّة : أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.

وهو زَهْرٌ أَصْفَرُ في وسَطِه خَمْلٌ أَسْودُ ، وهو حارٌّ رَطْبٌ ، والفُرْسُ تُعَظِّمُهُ بالنَّظَرِ إليه وتَنْثُرُهُ في المَنْزِلِ وليسَ بطَيِّبِ الرَّائحةِ ؛ قالَ ابنُ الرُّومي :

كأَنّ آذريوننا

والشَّمسُ منه عَالِيَه

مَدَاهِنُ من ذهبٍ

فيها بقايا غاليه

قالَ شيْخُنا ، رَحِمَه اللهُ تعالَى : والظاهِرُ أَنَّه ليسَ بعَربيِّ لأنَّه ليسَ مِن أَوْزانِ كَلامِهم.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

[أذربجن] : أَذْرَبِيْجان ، بفتحٍ فسكونٍ وفتحِ الرَّاء وكسْرِ الموحَّدَةِ وياءٍ ساكِنَةٍ وجِيمٍ هكذا جاءَ في شعْرِ الشمَّاخِ :

تذكَّرْتها وهْناً وقد حالَ دونَها

قُرَى أَذْرَبِيجانَ المسالحُ والخال (٢)

وقد فَتَحَ قومٌ الذَّال وسكَّنوا الرَّاء ؛ ومَدَّ آخَرُون الهَمْزةَ مع ذلِكَ.

ورُوِي بمدِّ الهَمْزةِ سكونِ الذالِ فيَلْتَقي سَاكِنان ، وكسْرِ الرَّاء ، وهو إقْليمٌ واسِعٌ مِن مَشْهور مُدُنه تَبْرِيز ، والنِّسْبَةُ إليها أَذَرِيٌّ ، محرَّكة (٣) ، وأَذربيّ ، وهو اسْمٌ اجْتَمَعَتْ فيه خَمْسُ مَوانِع مِن الصَّرْف : العُجْمةُ والتَّعْريفُ والتَّأْنيثُ والتَّرْكيبُ ولحوقُ الأَلِفِ والنُّون ، ومع ذلِكَ فإنَّه إنْ زالَتْ منه إحْدَى المَوانِع وهو التَّعْريفُ صُرِفَ ، لأنَّ هذه الأَسْبابَ لا تكونُ مَوانِع مِن الصَّرْف إلَّا مع العَلَميَّة ، فإنْ زالَتِ العَلَميَّة بَطَلَ حُكْم البَواقي ، ولو لا ذلِكَ لكانَ مِثْل قائِمَة ومانِعَة ومطيقَة غَيْر مُنْصرف لأنَّ فيه التَّأْنِيث والوَصْف ، ولكانَ مِثْل الفِرنِد واللِّجام غَيْر مُنْصرف لاجْتِماع العُجْمةِ والوَصْفِ ، وكَذلِكَ الكُتْمان لأنَّ فيه الأَلِفَ والنُّونَ ، والوَصْفَ ، فاعْرِفْ ذلِكَ ، وقد ذَكَرْناه أَيْضاً في الموحَّدَةِ.

[أذن] : أَذِنَ بالشَّي‌ءِ ، كسَمِعَ ، إذْناً ، بالكسْرِ ويُحَرَّكُ ، وأَذاناً وأَذانَةً ، كسَحابٍ وسَحابَةً : عَلِمَ به ؛ ومنه قوْلُه تعالَى : فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ (مِنَ اللهِ) (٤) أَي كونوا على عِلْمٍ ؛ ومنه قوْلُه تعالَى : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلّا بِإِذْنِ اللهِ) (٥) معْناهُ بعِلْمِ اللهِ.

ويقالُ : فَعلْتُ كذا وكذا بإِذْنِه.

__________________

(١) اللسان.

(٢) معجم البلدان وفيه : «والجال».

(٣) وقيل : أَذْري بسكون الذال ، لأنه عندهم مركب من أذر وبيجان فالنسبة إلى الشطر الأول.

(٤) البقرة ، الآية ٢٧٩.

(٥) البقرة ، الآية ١٠٢.

١١

وآذَنَهُ الأَمْر وآذَنَهُ به : أَعْلَمَهُ ؛ وقد قُرِى‌ءَ : فآذِنُوا بحرْبٍ ، أي أَعْلِمُوا كلَّ مَنْ لم يَتْرك الرِّبا بأَنَّه حربٌ مِن اللهِ ورَسُولِه.

وأَذَّنَ تَأْذِيناً : أَكْثَرَ الإِعْلامَ بالشَّي‌ءِ ؛ قالَهُ سِيْبَوَيْه ؛ وقالوا أَذَّنْتُ وآذَنْتُ ، فمِن العَرَبِ مَنْ يَجْعَلهما بمعْنًى ، ومنهم مَنْ يَقولُ : أَذَّنْت للتَّصْويتِ بإِعْلانٍ ، وآذَنْتُ أَعْلَمْت.

وقوْلُه عزوجل : (وَأَذِّنْ فِي النّاسِ بِالْحَجِّ) (١) ؛ روي أَنَّه وَقَف بالمَقامِ فنادَى : يا أَيُّها الناس ، أَجِيبُوا اللهَ يا عِبَاد الله ، أَطِيعُوا اللهَ ، يا عِبَاد الله ، اتَّقوا اللهَ ، فَوَقَرَتْ في قلْبِ كلِّ مُؤْمِنٍ ومُؤْمِنَةٍ ، وأَسْمَعَ ما بينَ السَّماءِ والأَرْض ، فأَجابَهُ مَنْ في الأَصْلابِ ممَّن كُتِبَ له الحجُّ.

وأَذَّنَ فُلاناً : عَرَكَ أُذُنَهُ ، أَو نَقَرَهَا.

وأَذَّنَه تأْذِيناً : رَدَّهُ عن الشُّرْبِ فلم يَسْقِهِ ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ :

أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدُّبَرْ

أَي رَدَّنا فلم يَسْقِنا.

قالَ ابنُ سِيْدَه : هذا هو المَعْرُوفُ ، وقيلَ : مَعْناهُ نَقَرَ أذننا.

ويقُولونَ : لكلِّ جابهٍ (٢) جَوْزَةٌ ثم يُؤَذِّنُ ، أي لكلِّ واردٍ سَقْيةٌ مِن المَاءِ لأَهْلِه وماشِيَتِه ثم يضربُ أُذُنُه إعْلاماً أَنَّه ليسَ عنْدَهم أَكْثرُ مِن ذلِكَ.

وآذَنَ النَّعْلَ وغيرَها : جَعَلَ لها أُذُناً ، وهو ما أَطافَ منها بالقِبالِ.

وفَعَلَهُ بإِذْني ، بالكسْرِ ، وأَذِينِي ، كأَمِيرٍ ، أَي بِعِلْمي.

قالَ الراغبُ : لكنْ بينَ الإِذْنِ والعِلْمِ فرقٌ ، فإِنَّ الإذْنَ أَخَصُّ إذ لا يكادُ يُسْتَعْمَلُ إلَّا فيمَا فيه مَشِيئةٌ ، ضامَتِ الأَمْرَ أَو لم تضامه ؛ فإنَّ قوْلَه : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلّا بِإِذْنِ اللهِ) (٣) مَعْلومٌ أَنَّ فيه مَشِيئةً وأَمَداً ؛ وقوْله : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلّا بِإِذْنِ اللهِ) فيه مَشِيئةٌ مِن وَجْهٍ ، وهو لا خِلافَ في أَنَّ اللهَ تعالَى أَوْجَدَ في الإِنْسانِ قوَّةً فيها إمْكانُ الضَّرَرِ (٤) مِن جِهَةِ من يَظْلِمه فيَضرّه ولم يَجْعَلْه كالحجرِ الذي لا يوجعه الضَّرْبُ ، ولا خِلافَ أَنَّ إيجادَ هذا الإِمْكان مِن هذا الوَجْه يَصحّ أَنْ يقالَ إنَّه بإِذْن ومَشِيئة يَلْحق الضَّرَر مِن جهَةِ الظُّلْم (٥) ، انتَهَى.

قالَ السَّمِينُ في عمدَةِ الحفَّاظ : وهذا الاعْتِذارُ مِن الرَّاغبِ لأَنَّه يَنْحو إلى مذْهَبِ الاعْتِزَالِ.

وأَذِنَ له في الشَّي‌ءِ ، كسَمِعَ إذْناً ، بالكسْرِ ، وأَذِيناً ، كأَميرٍ : أَباحَهُ له وفي المِصْباحِ : الإِذْنُ لغَةُ الإِطْلاقِ في الفِعْلِ ويكون الأَمْرُ إذناً وكَذلِكَ الإِرادَة.

وقالَ الحراليُّ : هو رَفْعُ المنْعِ وإيتاءُ المكنة كوناً وخَلْقاً.

وقالَ ابنُ الكَمالِ : هو فَكُّ الحَجْرِ وإطْلاقُ التَّصرُّف لمَنْ كان مَمْنوعاً شَرْعاً.

وقالَ الرَّاغبُ : هو الإِعْلامُ بإِجازَةِ الشي‌ءِ والرّخْصَة فيه ، نحْو : (إِلّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ) (٦) أَي بإرَادَتِه وأَمْرِه.

قالَ شيْخُنا : وما وَقَعَ للزَّمَخْشرِيّ ، رَحِمَه اللهُ تعالَى ، في الكشافِ مِن تفْسِيرِه بالتَّيْسِيرِ والتَّسْهيلِ فمبْنِيٌّ على أَنَّ أَفْعالَ العِبادِ بقدْرتِهم المُؤَثّرة واللهُ تعالَى ييسّرها.

وحَمَلَه الشهابُ ، رَحِمَه اللهُ تعالَى ، على الاسْتِعارَةِ أو المجازِ المُرْسَلِ.

واسْتَأْذَنَه : طَلَبَ منه الإِذْنَ.

قالَ الجَوْهرِيُّ : ويقالُ ائْذَنْ لي على الأَميرِ ، أَي خُذْ لي منه إذْناً ؛ وقالَ الأَغَرُّ بنُ عبدِ اللهِ :

وإنِّي إذا ضَنَّ الأَمِيرُ بإِذْنِه

على الإِذْنِ من نفْسِي إذا شئتُ قادِرُ (٧)

__________________

(١) الحج ، الآية ٢٧.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : جابه ، الجابه الوارد ، وقيل : هو الذي برد الماء وليست عليه قامة ولا أداة والجوزة السقية من الماء» كذا في اللسان.

(٣) آل عمران ، الآية ١٤٥.

(٤) في المفردات : إمكان الضرب.

(٥) في المفردات : من جهة الظالم.

(٦) النساء ، الآية ٦٤.

(٧) اللسان.

١٢

وقالَ الشاعِرُ :

قلتُ لِبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها

تِئْذَنْ فإنِّي حَمْؤُها وجارُها (١)

قالَ أَبو جَعْفَر : أَرادَ لِتَأْذَنْ ، وجائِزٌ في الشِّعْر حذفُ اللام وكسْرُ التَّاءِ على لُغَةِ مَنْ يقولُ أَنْتَ تِعْلَم ؛ وقُرِى‌ءَ : فلذَلِكَ فَلْتِفْرَحوا (٢).

وأَذِنَ إليه وله ، كفَرِحَ ، أَذَناً : اسْتَمَعَ إليه مُعْجِباً ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لعَمْرو بنِ الأَهْيَم :

فلَمَّا أَنْ تَسايَرْنا قَليلاً

أَذِنَّ إلى الحديثِ فهُنَّ صُورُ

وقالَ عَدِيُّ :

في سَماعٍ يَأْذَنُ الشَّيخُ له

وحديثٍ مثْل ماذِيِّ مُشَار (٣)

وشاهِدُ المَصْدرِ قَوْل عَدِيِّ :

أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ

إنَّ هَمِّي في سَماعٍ وأَذَنْ (٣)

أَو هو عامٌّ سَواء بإعْجابٍ أَو لا ، وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لقَعْنَب بن أُمِّ صاحِبٍ :

إن يَسْمَعُوا رِيبةً طارُوا بها فَرَحاً

مِنِّي وما سَمِعوا من صالِحٍ دَفَنُوا

صُمٌّ إذا سَمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ به

وإن ذُكِرْتُ بشَرٍّ عنْدَهم أَذِنوا (٤)

وفي الحَدِيْثِ : «ما أَذِنَ اللهُ لشي‌ءٍ كأَذَنِه لِنَبيِّ يَتَغَنَّى بالقُرْآنِ».

قالَ أَبو عُبَيدٍ : يعْني ما اسْتَمَعَ اللهُ لشي‌ءٍ كاسْتِماعِه لمَنْ يَتْلوه يَجْهَرُ به. وقوْلُه ، عزوجل : (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) (٥) ، أَي اسْتَمَعَتْ.

وأَذِنَ لِرائحةِ الطَّعامِ : إذا اشْتَهاه ومالَ إليه ؛ عن ابنِ شُمَيْل. وآذَنَهُ الشي‌ءُ إيْذاناً : أَعْجَبَهُ فاسْتَمَعَ ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابيِّ :

فلا وأَبيكَ خَيْر منْكَ إنِّي

لَيُؤْذِنُني التَّحَمْحُمُ والصَّهيلُ

وآذَنَه إيذاناً : مَنَعَهُ ورَدَّهُ.

والأُذُنُ ، بالضَّمِّ وبضمتينِ يُخَفَّفُ ويُثَقَّلُ ، م مِن الحَواسِّ ، مُؤَنَّثَةٌ ، كالأَذِينِ ، كأَميرٍ ، والذي حَكَاه سِيْبَوَيْه أُذْن ، بالضمِّ ، ج آذانٌ ، لا يُكسَّرُ على غيرِ ذلِكَ.

ومِن المجازِ : الأُذُنُ : المَقْبِضُ والعُرْوَةُ مِن كلِّ شي‌ءٍ ، كأُذُنِ الكُوزِ والدَّلْوِ ، على التَّشْبِيهِ ، وكلٌّ مُؤَنَّثٌ.

وقالَ أَبو زيادٍ : أُذُنٌ ، بضمَّتَيْن : جَبَلٌ لبَني أَبي بَكرِ ابنِ كِلابٍ ، وإيَّاهُ أَرادَ جَهْمُ بنُ سبل بقوْلِه فسكَّنَ :

فأَنّى لأُذْنٍ والسَّتارَيْن بعد ما

عنيت لأُذْن والستارين قاليا (٦)

ومِن المجازِ : الأُذْنُ : الرَّجُلُ المُسْتَمِعُ القابِلُ لما يقالُ له ، وصَفُوا به للواحِدِ والجَمْعِ.

قالَ أَبو زيْدٍ : رجُلٌ أُذُنٌ ورِجالٌ أُذُنٌ إذا كانَ يَسْمَعُ مَقالَةَ كلّ أَحَدٍ.

قالَ ابنُ بَرِّي : ويقُولونَ : رجُلٌ أُذُنٌ وامرأَةٌ أُذُنٌ ، ولا يُثَنَّى ولا يُجْمَع ، قالَ : وإنَّما سمَّوه باسْمِ العُضْو تَهْويلاً وتَشْنِيعاً.

وجاءَ في تفْسِيرِ قَوْله ، عزوجل : (هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) (٧) ، أَنَّ مِنَ المُنافِقينَ مَنْ كَانَ يَعيبُ النبيَّ صَلّى الله عليه وسلّم ، ويقولونَ : إن بَلَغَه عنِّي شي‌ء حَلَفْت له وقَبِلَه منِّي لأنَّه أُذُنٌ ، فأَعْلَمَه اللهُ تعالَى أَنَّه أُذُنُ خيرٍ لا أُذُنُ شَرٍّ ، أَي مُسْتَمِعُ خيرٍ لكُم.

__________________

(١) اللسان والصحاح وفيهما : «تيذن».

(٢) يونس ، الآية ٥٨ وفي الآية : (فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا).

(٣) اللسان والمقاييس ١ / ٧٦.

(٤) اللسان والصحاح والتكملة.

(٥) الانشقاق ، الآية ٢ ، والانشقاق ، الآية ٥.

(٦) معجم البلدان وفيه غنيت ، وبهامشه : لعلها : غدوتُ.

(٧) التوبة ، الآية ٦١.

١٣

ورجُلٌ أُذانِيُّ ، كغُرابِيِّ ، وآذَنُ ، كأَحْمَد : عَظيمُ الأُذُنِ ؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَوَّلِ ؛ وزادَ ابنُ سِيْدَه طَوِيلُها ، وكَذلِكَ مِن الإِبِلِ والغَنَمِ.

ونَعْجَةٌ أَذْناءُ ، وكَبْشٌ آذَنُ : عَظِيمَةُ الأُذُنَيْنِ.

وأَذَنَهُ ، بالقَصْرِ ، أَذْناً ، وآذَنَهُ (١) ، بالمدِّ ، إيذاناً ؛ وعلى الأَوّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ : أَصابَ أُذْنَه ، فهو مَأْذونٌ ومؤذنٌ.

وأُذِنَ الرَّجُلُ ، كعُنِيَ : اشْتَكَاها.

وأُذَيْنَةُ ، كجُهَيْنَةَ : اسْمُ مَلِكِ العَمالِيقِ ، أَو مِن مُلوكِ اليَمَنِ ، ليسَت مُحَقَّرة على أُذُن في التَّسْميةِ ، إذ لو كانَ كَذلِكَ لم تلحق الهاء.

وقالَ الجَوْهرِيُّ : ولو سَمَّيْت به رَجُلاً ثم صغَّرْته قُلْتَ أُذَيْن ، فلم تؤَنِّث لزَوالِ التَّأْنِيث عنه بالنَّقْل للمُذكَّرِ ، فأَمَّا قَوْلهم أُذَيْنة في الاسْمِ العَلَمِ فإنَّه سمِّي به مصغَّراً.

وأُذَيْنَةُ : اسْمُ وادٍ مِن أَوْدِيَة القبلية (٢) ؛ نَقَلَه الزَّمَخْشرِيُّ عن عُلَيٍّ العَلَويّ.

وبَنُو أُذُنٍ : بَطْنٌ مِن هوازنَ.

وأُذُنُ الحِمارِ : نَبْتٌ له وَرَقٌ عَرْضُه مثْل الشِّبْر ، وله أَصْلٌ كالجَزَرِ الكِبارِ ، أَو أَعْظَم منه مِثْل السَّاعِد يُؤْكَلُ وهو حُلْوٌ ؛ عن أَبي حَنيفَةَ ، رَحِمَه اللهُ تعالَى : وآذانُ الفأْرِ : نَبْتٌ بارِدٌ رَطْبٌ يُدَقُّ مع سَويقِ الشَّعيرِ فيوضَعُ على وَرَمِ العَيْنِ الحارِّ فَيُحَلِّلُهُ ، يقالُ : هو المردقوشُ.

وآذانُ الجَدْي : لسانُ الحَمَلِ.

وآذانُ العبدِ : هو مِزْمارُ الرَّاعِي.

وآذانُ الفِيلِ : هو القُلْقاسُ.

وآذانُ الدُّبِّ : هو البُوصيرُ.

وآذانُ القَسِّيسِ ، وآذانُ الأَرْنَبِ ، وآذانُ (٣) الشَّاةِ : حَشائِشُ ذَكَرَها الأطبَّاءُ في كُتُبِهم.

والأَذانُ : اسْمٌ يقومُ مَقامَ الإِيذانِ وهو المَصْدَرُ الحَقِيقيُّ ؛ ومنه قوْلُه تعالَى : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ) (٤) ، أَي إعْلامٌ ؛ قالَ الفَرَزْدَقُ :

وحتى عَلا في سُورٍ كلِّ مَدينَةٍ

مُنادٍ يُنادِي فَوْقها بأَذانِ (٥)

قالَ ابنُ بَرِّي : وأَنْشَدَ أَبو الجرَّاحِ شاهِداً على الأَذِينِ بمعْنَى الأَذَانِ ، فقالَ :

طَهُورُ الحَصَى كَانتْ أَذَيناً ولم تكُنْ

بها رِيبةٌ ممَّا يُخافُ تَريبُ (٦)

* قُلْت : وقالَ الراجزُ :

حتى إذا نُودِيَ بالأَذِين

وقالَ جَريرٌ :

هل تَشْهَدونَ من المَشَاعِرِ مشعراً

أَو تَسْمَعونَ مِن الأَذانِ أَذِيناً؟ (٧).

والتَّأْذِينُ : مَخْصوصٌ في النِّداءِ إلى الصَّلاةِ والإِعْلام بوَقْتِها ؛ وقد أَذَّنَ الرَّجُلُ تأْذِيناً وأَذَاناً ، وآذَنَ يُؤْذِنُ إيذاناً.

والأَذِينُ ، كأَميرٍ : المُؤَذِّنُ ؛ قالَ الحصينُ بنُ بكْرٍ (٨) الرَّبعيُّ يَصِفُ حِمارَ وَحْشٍ :

شَدَّ على أَمْرِ الوُرُودِ مِئْزَرَهْ

سَحْقاً وما نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ (٩)

وأَذِينُ : جَدُّ والدِ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ جَعْفَرٍ شيْخٌ لأبي الحَسَنِ بنِ جَهْضَم.

__________________

(١) في القاموس : وآذَنَه وأَذَنَه.

(٢) عن ياقوت والتكملة.

(٣) في القاموس : وأُذُنُ الشاةِ.

(٤) التوبة ، الآية ٣.

(٥) ديوانه ط بيروت ٢ / ٣٣٢ وفيه : «وحتى سعى ...» واللسان.

(٦) اللسان والمقاييس ١ / ٧٧ والصحاح.

(٧) اللسان والتهذيب.

(٨) في اللسان : بكير.

(٩) اللسان والمقاييس ١ / ٧٧.

١٤

والأَذِينُ : الزَّعِيمُ ، أَي الرَّئِيسُ.

وأَيْضاً : الكَفِيلُ ، وبه فَسَّر أَبو عُبَيْدَةَ بَيْتَ امْرى‌ءِ القَيْسِ :

وإِنِّي أَذِينٌ إن رَجَعْتُ مُمَلَّكاً

بسَيْرٍ تَرَى فيه الفُراتِقَ أَزْوَرَا (١)

وقالَ ابنُ سِيْدَه : أَذِينٌ هنا بمعْنَى مُؤْذِنٍ ، كَأَلِيمٍ بمعْنَى مُؤْلِم ؛ كالآذِنِ بالمدِّ.

والأَذِينُ : المَكانُ الذي يَأْتِيه الأَذانُ من كلِّ ناحيةٍ ، وبه فُسِّر قولُ الشاعِرِ :

طَهُورُ الحَصَى كانتْ أَذيناً ولم تكُنْ

وقد ذُكِرَ قَرِيباً كما في الصِّحاحِ ، والمُشارُ إليه بهذا الشِّعْر البعيرة.

وابنُ أَذينٍ : نَديمُ أَبي ) نُواسٍ الشَّاعِرِ لم يُسَمَّ وفيه يقولُ :

إسقِني يا ابنَ أَذِينٍ

من شراب الزرجون

والمِئْذَنَةُ ، بالكسْرِ : موْضِعُه ، أَي الأَذَان للصَّلاةِ ، أو المَنارَةُ ، كما في الصِّحاحِ.

قالَ أَبو زيْدٍ : يقالُ للمَنارَةِ المِئْذَنَة والمُؤْذَنَة.

وقالَ اللّحْيانيُّ : هي المَنارَةُ ، يَعْنِي الصَّوْمَعَة (٣) ، على التَّشْبيهِ.

وأَمَّا قوْلُهم : المَأْذَنَةُ فلُغَةٌ عاميَّةٌ.

والأَذانُ : الإِقامَةُ لمَا فيها مِنَ الإِعْلامِ للحضُورِ للفَرْضِ وتأَذَّنَ ليَفْعَلنَّ : أَي أَقْسَمَ وقالَ. وبه فسّر قَوْله تعالَى : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ) (٤).

وقالَ الزجَّاجُ : تَأَذَّنَ هنا بمعْنَى أَعْلَمَ. وقالَ الليْثُ ، رحِمَه اللهُ تعالى : تَأَذَّنْتُ لأَفْعلنَّ كذا وكذا يُرادُ به إيجابُ الفِعْل ، وقد آذَنَ وتأَذَّنَ بمعْنًى ، كما يقالُ : أَيْقَنَ وتَيَقَّنَ.

وآذَنَ العُشْبُ ، مَمْدوداً فهو مؤذنٌ إذا بَدَأَ يَجِفُّ فبعضُه رَطْبٌ وبعضُه يابِسٌ ، وهو مجازٌ ؛ قالَ الرَّاعِي :

وحارَبَتِ الهَيْفُ الشِّمالَ وآذَنَتْ

مَذانِبُ منها اللَّدْنُ والمُتَصوِّحُ (٥)

وإِذَنْ : حَرْفُ جوابٍ وجزاءٍ تأْوِيلُها إن كانَ الأَمرُ كما ذَكَرْتَ ، أَو كما جَرَى ، والجوابُ معْنى لا يُفارِقُها وقد يُفارِقُها الجَزاءُ ، وتنصبُ المُضارِعَ بشُروطٍ ثلاثَةٍ : أَن تَتَصدَّرَ وأَنْ يكونَ الفِعْلُ حالاً وأن لا يُفْصَل بَيْنَهما ، فإن وَقَعَتْ بَعْدَ عاطِفٍ جازَ الأَمْرَان ؛ قالَهُ السَّمين في عمْدَةِ الحفَّاظِ.

وفي الصِّحاحِ : إن قدَّمْتها على الفِعْل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غَيْر ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي :

ارْدُدْ حِماركَ لا تَنْزِعْ سَوِيَّتَه

إذَنْ يُرَدَّ وقيدُ العَيْرِ مَكْروبُ (٦)

ثم قالَ الجوْهرِيُّ : وإن أَخَّرْتَها أَلْغَيْتَ ، فإن كانَ بَعْدَها فعْلُ الحالِ لم تَعْمَل ، وإن دَخَلَتْ عليها الواوُ والفاءُ فأَنْتَ بالخِيارِ ، إنْ شِئْتَ أَعْمَلْتَ وإن شِئْتَ أَلْغَيْتَ.

ويَحْذِفونَ الهَمْزَةَ فيقولونَ : ذَنْ لا أَفْعَل ، وإذا وَقَفْتَ على إِذَنْ أَبْدَلْتَ من نونِهِ أَلِفاً فتَقول إذاً يشبه بالتَّنْوينِ فيوقفُ عليه بالأَلِفِ.

والآذِنُ : الحاجِبُ ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ :

تَبدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَضَى (٧)

والأَذَنَةُ ، محرَّكَةً : ورَقُ الحَبِّ. يقالُ : أَذَن الحَبُّ إذا خَرَجَتْ أَذَنَتُه.

__________________

(١) ديوانه ط بيروت ص ٩٥ برواية : «وإنّي زعيم ... الغرانق أزورا» واللسان والصحاح.

(٢) في القاموس : نديمٌ لأبي نواسٍ.

(٣) في القاموس : الصومعةُ بالرفع.

(٤) الأعراف ، الآية ١٦٧.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٣٧ واللسان.

(٦) اللسان منسوباً لعبد الله بن غنمة الضبي ، وقيل : لسلمى بن عونة الضبي.

(٧) اللسان والصحاح بدون نسبة.

١٥

والأَذَنَةُ : صِغَارُ الإِبِلِ والغَنَمِ ، على التَّشْبيهِ بخُوصةِ الثُّمامِ.

والأَذَنَةُ : التِّبْنَةُ ، ج أَذَنٌ ؛ نَقَلَهُ الأَزْهَريُّ.

ويقالُ : هذا طَعامٌ لا أَذَنَةَ له : أَي لا شَهْوَةَ لريحِه ؛ عن ابنِ شُمَيْل.

ومَنْصورُ بنُ أَذينٍ (١) كأَمين (٢) ، عن مَكْحُول ، وعليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ أَذِينٍ (٣) التوزيُّ ، محدِّثانِ ، الأَخيرُ حَكَى عنه أَبو سعيدٍ بنُ عبدونَةَ.

وأَذَنَةُ ، محرَّكةً : د قُرْبَ طَرَسوسَ والمَصيصة.

قالَ البَلاذري : بُنِيَتْ أَذَنَةُ في سَنَة إحْدَى وأَرْبَعِين ومائَةٍ بأَمْرِ صالِحِ بنِ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ ، رضِيَ اللهُ تعالى عنهما ، فلمَّا كانتْ سَنَةُ أَرْبَع وتِسْعِين ومائَةٍ بَنى أَبو سليم فرجُ الخادمُ أَذَنَةَ وأَحْكَم بِناءَها وحَصَّنَها ونَدَبَ إليها رِجالاً مِن أَهْلِ خُراسَان ، وذلِكَ بأَمْرِ الأَمين محمد بن الرَّشيد ، ولأَذَنَةَ نَهْرٌ يقالُ له سيحان ، وعليه قَنْطَرةٌ مِن حِجارَةٍ عَجِيبَةٍ ، ولأَذَنَةَ ثَمانيةُ أَبوابٍ وسورٌ وخنْدَقٌ ، يُنْسَبُ إليها جماعَةٌ مِنَ المحدِّثِين.

وأَيْضاً : جَبَلٌ قُرْبَ مكَّةَ ، شرَّفَها اللهُ تعالَى ، شرقي الغمر بحِذَاء ثَوْر (٤) ؛ قالَهُ السكونيّ.

وأَذُونٌ ، كصَبُورٍ : ع بالرَّيِّ.

قالَ ياقوت ، رحِمَه اللهُ تعالَى : مِن نواحِي كُورَة قصران الخارج مِن نَواحِي الرَّيِّ.

وأُذُنا القَلْبِ : زَنَمتانِ في أَعْلاهُ ، على التّشْبيهِ.

وأُذُنٌ (٥) ، أَو أُمُّ أُذُنٍ : قارَةٌ بالسَّماوَةِ تقطعُ منها الرّحَى.

ومِن المجازِ : لَبِسْتُ أُذُنَيَّ له : أَي أَعْرَضْتُ عنه ، أَو تَغافَلْتُ. ووَجَدْتُ فلاناً لابِساً أُذُنَيْه : أَي مُتَغافِلاً.

وذُو الأُذُنَيْنِ : لَقَبُ أَنَسِ بنِ مالِكٍ ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه ؛ قالَ له النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ذلِكَ ؛ قيلَ : إنَّ هذا القَوْلَ مِن جملَةِ مَزْحِهِ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولَطِيفِ أَخْلاقِه ، كما قالَ للمرْأَةِ عن زَوْجِها : أَذاك الذي في عيْنِه بياضٌ؟

وقيلَ : معْناهُ الحَضّ على حُسْنِ الاسْتِماعِ والوَعْي.

ومِن المجازِ : جاءَ ناشِراً أُذُنَيْه : أَي طامِعاً.

وسُلَيْمانُ بنُ أُذُنانٍ ، مُثَنَّى أُذُن ، مُحدِّثٌ ، والذي ذَكَرَه ابنُ حبَّان في ثِقَاتِ التابِعِيْن عبْد الرَّحْمن بن أُذُنانِ عن عليِّ وعنه أَبو إسْحاق.

وتأَذَّنَ الأَميرُ في النَّاسِ : أَي نادَى فيهم بتَهَدُّدِ ونَهْيِ ، أَي تقدَّمَ وأَعْلَم ، كما في الصِّحاحِ.

والأَذَناتُ ، محرَّكةً : أَخْيِلَةٌ بحِمَى فَيْدَ بَيْنَها وبَيْنَ فَيْدَ نَحْوِ عِشْرينَ مِيلاً ، هكذا جاءَ في الشِّعْرِ مَجْموعاً ، الواحِدَةُ أَذَنَةٌ ، كحَسَنَةٍ ، قالَهُ نَصْر.

والمُؤْذَنَةُ ، بفتحِ الذَّالِ : طائِرٌ صغيرٌ قصيرٌ نَحْو القُبَّرةِ ، وضَبَطَه ابنُ بَرِّي بالدَّالِ المُهْمِلةِ ؛ وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِه.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

المَأْذُونُ : عَبْدٌ أَذنَ له سَيِّده في التِّجارَةِ ، بحَذْفِ صِلَتِه في الاسْتِعْمالِ.

والأذنُ : بطانَةُ الرَّحْلِ.

وقالَ أَبو حنيفَةَ ، رَحِمَه اللهُ تعالَى : إذا رُكِّبت القُذَذُ على السَّهْمِ فهي آذانُه.

وآذانُ العَرْفجِ والثُّمامِ : ما ندرَ منه إذا أَخْوَصَ.

والأَذَانَانِ : الأَذانُ والإِقامَةُ ؛ ومنه الحَدِيثُ : «بَيْنَ كلِّ أَذانَيْنِ صَلاةٌ».

والمُؤْذِنُ ، كمَكْرِمٍ : العُودُ الذي جَفَّ وفيه رطوبَةٌ.

وأَذَّنَ بإِرْسالِ إِبِلِهِ : تكلَّمَ به.

وأَذَّنُوا عنِّي أوَّلها : أَي أَرْسَلوا أَوَّلها.

والإذنُ : التَّوفيقُ. وبه فَسَّر الهَرَويُّ قوْلَه تعالَى : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلّا بِإِذْنِ اللهِ) *.

__________________

(١) على هامش القاموس عن إحدى نسخه : آذينَ كآمين.

(٢) في القاموس : كأميرٍ.

(٣) على هامش القاموس عن إحدى النسخ : آذينَ.

(٤) في معجم البلدان : توز.

(٥) على هامش القاموس عن إحدى النسخ : بضمّتين : جَبَلٌ.

(*) سورة آل عمران ـ الآية : ١٤٥.

١٦

قالَ السّمين : وفيه نَظَرٌ.

وأَذِنَةُ ، كفَرِحَةٍ : جَبَلٌ بالحِجازِ.

وسِيمَاهُ بالخيرِ مُؤْذِنَة : أَي مُعْلِمَة.

والمُؤذناتِ : النّسْوَةُ يَعْلمْن بأَوْقاتِ الفَرَحِ والسّرورِ عاميَّةٌ.

والأُذ الذي ين (١) يسمع كلّ ما يُقالُ ، عاميَّة.

وبنُو المؤذنِ : بَطْنٌ مِن العلويين مِن اليَمَنِ.

وشيْخُنا عبدُ اللهِ بنُ سَلامَةَ المؤذن ، رحِمَه اللهُ تعالَى ، وتقدَّمَ ذِكْرُه في الكافِ.

وأذينُ بنُ عَوْفِ بنِ وائلِ بنِ ثَعْلَبَة : بَطْنٌ من طيِّى‌ءِ منهم : محمدُ بنُ غانمٍ الأُذينيُّ الأَدِيبُ اللّغَويُّ مِن أَهْلِ شدونة بالمَغْربِ بالأَنْدَلُس.

[أرن] : أَرِنَ ، كَفَرِحَ ، أَرَناً ، بالتَّحْرِيكِ ، وأَرِيناً ، كأَميرٍ ، وإِراناً ، بالكسْرِ ، فهو أَرِنٌ ، ككَتِفٍ ، وأَرُونٌ : أَي نَشِطَ ؛ أَنْشَدَ ثَعْلَب للهُذليِّ (٢) :

مَتى يُنازِعْهُنَّ في الأَرِينِ

يَذْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعونِ (٣)

وقالَ حُمَيْد الأَرْقط :

أَقَبَّ مِيفاءٍ على الرُّزونِ

حدّ الرَّبيعِ أَرِنٍ أَرُونِ (٤)

وفي التَّهْذيبِ : الأَرَنُ : البطَرُ ، وجَمْعُه آرانٌ.

والإرانُ : النَّشاطُ ، وجَمْعُه أَرُنٌ.

والإرَانُ : ككِتابٍ : سَريرُ المَيِّتِ ؛ كما في المُحْكَمِ ؛ أَو تابوتُه ؛ وقالَ أَبو عَمْرو : الإرانُ : تابوتُ خَشَبٍ ؛ وأَنْشَدَ لطَرَفَة :

أَمُونٍ كأَلواحِ الإِرانِ نَسَأْتُها

على لاحبٍ كأنَّه ظَهْرُ بُرْجُدِ (٥)

قالَ : وكانوا يَحْمِلُونَ فيه مَوْتاهُم.

والإرانُ : السَّيْفُ.

وأَيْضاً : كِناسُ الوَحْشِ ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ :

كأَنَّه تَيْسُ إرانٍ مُنْبَتِلْ (٦)

أَي مُنْبَتّ ؛ ج أُرُنٌ ، ككُتُبٍ ؛ كالمِئْرانِ ، بالكسْرِ ، ج مآرينُ ؛ نَقَلَهُ الجوْهَرِيُّ ؛ ومَيارِينُ ومآرنٌ ، وشاهِدُه قوْلُ جريرٍ :

قد بُدِّلَتْ ساكن الآرام بَعْدهُمُ

والباقِرُ الخِيسِ يَنْحينَ المَآرِينا

وقالَ سؤارُ (٧) الذِّئب :

قَطَعْتُها إذا المَها تَجَوَّفَتْ

مآرِناً إلى ذُراها أَهْدَفَتْ

وقيلَ : إرانٌ : اسمُ ع يُنْسَبُ إليه البَقَرُ ؛ كما قالُوا : ليْثُ خَفيَّةٍ وجِنُّ عَبْقَر.

والأرُونُ ، كصَبُورِ : السَّمُّ ؛ أو هو دِماغُ ، أَي خالَطَه دِماغُ الفِيلِ ، ويَموتُ آكلُه ، ج أُرُنٌ ، ككُتُبٍ.

وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ : هو حَبُّ بقْلةٍ يقالُ له : الأُرَانَى ، والأُرانَى أُصولُ ثمرِ الضَّعةِ.

وقالَ أَبو حَنيفَةَ : هي جَناتُها.

وآرَنَهُ مُؤَارَنَةً وإِراناً : باهَاهُ.

وأَرَنَ الثَّوْرَ البَقَرَةَ مُؤَارَنَةً وإِراناً : طَلَبَها وبه سُمِّي الرَّجلُ إِراناً.

وشاةُ إرانٍ ، ككِتابٍ : الثَّوْرُ الوَحْشيُّ لأَنّه يُؤَارِنُ البَقَرَةَ ، أَي يطلُبُها ، قالَ لبيدٌ ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه :

__________________

(١) كذا بالأصل : ولعله : والأذين الذي يسمع.

(٢) في اللسان : «للحذلمي».

(٣) اللسان.

(٤) اللسان.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٢٢ وفيه : «نصأتها» والمثبت كرواية اللسان والصحاح.

(٦) اللسان والصحاح بدون نسبة.

(٧) في اللسان : سؤر الذئب.

١٧

فكأنَّها هي بعدَ غِبِّ كِلالِها

أَو أَسْفعِ الخَدَّيْنِ شاةُ إِرانِ (١)

والأُرْنَةُ ، بالضَّمِّ : الجُبْنُ الرَّطْبُ ، والجَمْعُ أُرَنٌ.

وكنى بالأُرْنَةِ عن السَّرابِ (٢) لأنَّه أَبْيض ، وبه فَسَّرَ ابنُ الأَعرابيِّ قوْلَ ابنِ أَحْمر :

وتَعَلَّلَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه

مُتَشاوِساً لِوَرِيدِه نَقْرُ (٣)

ورُوِي : وتَقَنَّعَ.

والأُرْنَةُ : حَبُّ يُطْرَحُ في اللَّبَنِ فيُجَبِّنُه ؛ قالَ :

هِدانٌ كشَحْمِ الأُرْنةِ المُتَرَجْرِج

كالأُرانَى ، كحُبارَى.

والأُرَيْنُ ، مِثْلُ زُبَيْرٍ ، والأُرَبَى ، بالباءِ ، الموحَّدَةِ وضمِّ الهَمْزَةِ وفتْحِ الراءِ ، والأَرِينُ ، كأَميرٍ : الهَدَرُ ، محرَّكَةً ، وفي بعضِ النسخِ بالتَّسْكينِ.

والأرِينُ : المَكانُ.

وأَرَنَهُ أَرناً : عَضَّهُ.

وأَرُونٌ ، كصَبُورٍ : د بطَبَرِسْتانَ ، كذا في النُّسخِ ، والصَّوابُ بالأَنْدَلُس ، كذا في معْجَمِ ياقوت ، قالَ : وهي ناحِيَةٌ مِن أَعْمال باجَةَ ولكتانِها فَضْل على سائِرِ كتان الأَنْدَلُس.

وأَرَنٌ ، كجَبَلٍ : د بطَبَرِسْتان ، وكذلِكَ شَرَن.

وأَرِينٌ ، كأَمِيرٍ : ع ، الصَّوابُ فيه بالضمِّ فالكَسْر.

وأُرَيْنَةُ ، كجُهَيْنَة : ناحيَةٌ بالمَدينَةِ ، على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاة والسلام ؛ قالَ كثيِّرٌ :

وذكرتُ عَزَّةَ إذا تُصَاقِبُ دارُها

برُحَيْبٍ فأُرَيْنَةٍ فَنُحَالِ (٤)

وأُرَيْنِيَّةُ ، كزُبَيْرِيَّةِ ، وضَبَطَه ياقوتُ بتَخْفيفِ الباءِ الموحَّدَةِ المَفْتوحَة وقالَ : ماءٌ لغَنِيِّ بنِ أَعْصر ، قُرْبَ ضَريَّةَ ، وبالقُرْبِ منها الأَوْدِيَة ، فالصَّوابُ إذا ذَكَرَها في الموحَّدَةِ.

وأَرونٌ ، وخَيْفُ الأَرينِ ، وأُرَيْنَةُ : مَواضِعُ ؛ أَمَّا أَرونٌ فقد تقدَّمَ ذِكْرُه وأَنَّه بَلَدٌ بالأَنْدَلُس ؛ وأَمَّا خَيْفُ الأَرِينِ فظاهِرُ إِطْلاقِه أَنَّه كأَمِيرٍ ، وليسَ كذلِكَ ، بل هو بضمِّ فكَسْرٍ ، جاءَ ذِكْرُهُ

في حدِيثِ أَبي سُفْيان ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه ، أَنَّه قالَ : أَقْطَعَني خَيْف الأُرِينِ أملأه عجوة ؛ وأَمَّا الأَرِيْنَةُ ، كسَفِينَةٍ ؛ فلم أَرَ أَحداً تَعَرَّضَ له ، وكأَنَّه الأُرَيْنَةُ ، كجُهَيْنَة ، الذي تقدَّمَ.

والأَرِنُ ، ككَتِفٍ ، فَرَسُ عُمَيْرِ بنِ جَبَلٍ البَجَلِيِّ.

وأَرَّانُ ، كشَدَّادٍ : إِقْليمٌ بأَذْرَبيجانَ مُشْتَملةٌ على بِلادٍ كثيرَةٍ منها : خبزةُ وبردعَةُ (٥) وشَمْكُورٌ وبَيْلقان ، وبَيْنه وبَيْنَ أَذْرَبِيجانَ نَهْرٌ يقالُ له الرّسّ ، كلّ ما جاوَزَه مِن ناحِيَةِ المَغْرِبِ والشّمالِ فهو مِن ناحِيَة أَرَّانَ ، وما كانَ مِن جهَةِ الشَّرْق فهو مِن أَذْرَبيجانَ.

وأَيْضاً : قَلْعةٌ مَشْهورَةٌ بقَزْوِينَ.

وأَيْضاً : اسمٌ لمَدينَةِ حَرَّانَ المَشْهورَة بدِيارِ مُضَرَ.

والأَرانِيَةُ : ما يَطولُ ساقُه مِن شجرِ الحَمْضِ وغيرِهِ : عن أَبي حنيفَةَ ، رحِمَه اللهُ تعالَى. وفي بعضِ نسخِ كتابِ النَّباتِ ما لا يَطولُ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

الأُرْنَةُ ، بالضَّمِّ : الشَّمسُ ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ وبه فسَّرَ قَوْل ابنِ أَحْمر :

وتَقَنَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه

وقالَ ثَعْلَب : يعْنِي شَعَرَ رأْسِه.

وفي التهْذِيبِ : الرِّوايَة أُرْتَتَه ، بتاءَيْن ، قالَ : وهي الشَّعراتُ في رأْسِه.

وقالَ الجوْهرِيُّ : أُرْنَةُ الحِرْباءِ مَوْضِعُه مِن العُودِ إذا

__________________

(١) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٨ وفيه : «يوم غب» واللسان.

(٢) في القاموس : الشَّرابُ.

(٣) البيت في التكملة والمقاييس ١ / ٨٧ قال الصاغاني : والرواية : وتقنّع الحرباء ، وصدره في اللسان والصحاح.

(٤) معجم البلدان ، وفيه : منخال.

(٥) في معجم البلدان : جَنزة وبَرْذَعة.

١٨

انْتَصَبَ عليه ؛ ومِثْلُه في المُجْملِ لابنِ فارِس.

وقد رَدَّ عليهما ذلِكَ قالَ أبو زكريا في حاشِيَة الصِّحاحِ : لا وَجْهَ لمَا ذَكَره الجوْهرِيّ.

ورَدَّ على ابنِ فارِس بمثْلِهِ الحُسَيْنُ بنُ مظفرٍ النَّيْسابُورِيُّ في تَهْذِيبِ المُجْمل.

وقالَ الأصْمعيُّ ، رحِمَه اللهُ تعالى : الأُرْنَة ما لُفَّ على الرَّأْسِ ، قالَ : ولم أَسْمَعْه إلَّا في شِعْرِ ابنِ أَحْمَر.

ويُرْوى : أُرْبَته ، بالباءِ ، أَي قِلادَته ، وأَرادَ سَلْخَه لأنَّ الحِرْباءَ يُسْلَخُ كما تُسْلَخُ الحيَّةُ ، فإذا سُلِخَ بقي منه في عُنُقِه شي‌ءٌ كأَنَّه قِلادَة.

والأَرينَةُ : نباتٌ عَرِيضُ الوَرَقِ يُشْبه الخِطْميّ ؛ وبه فُسِّر حدِيثُ الاسْتِسْقاءِ : «حتى رأَيت الأَرِينَةَ تأْكلُها صِغارُ الإِبِلِ».

ونَقَلَه شَمِرٌ عن أَعْرابِ سعْدِ بنِ بكْرٍ ببطنِ مُرٍّ ، وعن أَعْرابِ كِنانَة ونُقِل عن الأَصْمَعيّ أَنَّه قالَ : الأَرِنية.

وخَطَّأهُ الأَزْهرِيُّ وأَيَّدَ قوْلَ شَمِرٍ.

وحَكَى ابنُ بَرِّي الأُرِين ، بضمِّ (١) فكَسْرٍ : نَبْتٌ بالحِجازِ له وَرَقٌ كالخِيريّ ؛ قالَ : ويقالُ : أَرَنَ يأْرُنُ أُرُوناً ، دَنا للحجِّ.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

[أزن] : الرِّماحُ الأَزَنِيَّةُ : لُغَةٌ في اليَزَنِيَّة. يقالُ : رُمحٌ أَزَنِيٌّ وأَزْأَنِيٌّ ، ويَزَنِيٌّ ويَزْأَنِيٌّ.

وأَزْنٌ ، بفتحٍ فسكونٍ : تُنْسَبُ إلى قلْعَةٍ بجِبالِ هَمَدان.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

[أَزذن] : آزاذن ، بالمدِّ : قرْيَةٌ بهراة ، بها قبْرُ الشيْخِ أَبي الولِيدِ أَحْمَدَ بن رجاءٍ شيْخ البُخارِي ، رضِيَ اللهُ تعالى عنهم.

قالَ الحافِظُ ابنُ النجَّار : زرْتُ بها قَبْرَه. وآزاذان أَيْضاً : قَرْيَةٌ مِن قُرى أَصْبَهان ، منها قتيبةُ بنُ مهران المُقْرِي.

[أسن] : الآسِنُ مِن الماءِ : مِثْلُ الآجِنِ (٢) ، وقد تقدَّمَ الفَرْقُ بَيْنهما هناك ؛ والفِعْلُ كالفِعْل. يقالُ : أَسَنَ الماءُ يَأْسِنُ ويَأْسُنُ أَسْناً وأُسُوناً وأَسِنَ ، بالكَسْرِ ، أَسَناً : تَغَيَّر غَيْر أَنَّهُ شروبٌ.

وفي التَّنْزيلِ العَزيزِ : (مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ) (٣).

قالَ الفَرَّاءُ : غَيْر متغيِّرٍ ولا آجِنٍ.

وأَسَنَ له يأْسِنُهُ ويأْسُنُه ، من حَدَّيْ ، ضَرَبَ ونَصَرَ : إذا كَسَعَهُ بِرِجْلِهِ.

وأَسِنَ الرَّجُلُ ، كفَرِحَ : دَخَلَ البئْرَ فأَصابَتْهُ رِيحٌ مُنْتِنَةٌ منها فَغُشِيَ عليه ودارَ رأْسَه ، فهو أَسِنٌ ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لزهيرٍ :

يُغادِرُ القِرْنَ مُصْفرًّا أنَامِلُه

يَميدُ في الرُّمْحِ مَيْدَ المائِحِ الأَسِنِ (٤)

قالَ الأَزْهرِيُّ : هو اليَسِنُ والأَسِنُ ؛ ويُرْوى الوَسَنُ أَيْضاً وسَيَأْتي إن شاءَ اللهُ تعالى.

وتأَسَّنَ الرَّجلُ : تَذَكَّرَ العَهْدَ الماضِي القَدِيمِ.

وتأَسَّنَ : أَبْطَأَ ، كتأَسَّرَ.

وتأَسَّنَ عليَّ تأَسُّناً : اعْتَلَّ ؛ نَقَلَهُ الجوْهَرِيُّ عن أَبي زيْدٍ.

وتأَسَّنَ أَبَاه : أَخَذَ أَخْلاقَه نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عن أَبي عَمْرٍو.

وقالَ اللَّحْيانيُّ : إذا نَزَعَ إليه في الشَّبَه ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي ، رحِمَه اللهُ تعالى ، لبشيرٍ الفريري :

تأَسَّنَ زيدٌ فِعْلَ عَمْرٍو وخالدٍ

أُبُوَّة صِدْقٍ من فريرٍ وبُحْتُر (٥)

__________________

(١) في اللسان ، ضبط قلم ، بفتح الهمزة. على فَعِيل.

(٢) في القاموس : الآجنُ وبالرفع.

(٣) محمد ، الآية ١٥.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٠٥ برواية :

«قد أترك القرنَ ...»

والمثبت كرواية التهذيب واللسان ، والصحاح كرواية الديوان.

(٥) اللسان.

١٩

وتأَسَّنَ الماءُ : تَغَيَّرَ ؛ نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.

والأُسُنُ ، بضمَّتَيْن : الخُلُقُ ، زِنَةً ومعْنًى ، والجَمْعُ آسانٌ. يقالُ : هو على آسانٍ مِن أَبيهِ وآسالٍ ، أَي على شَمائلَ مِن أَبيهِ وعلى أخْلاقٍ من أَبيهِ ؛ كذا في الصِّحاحِ.

والذي هو في التَّهْذيبِ : الأُسُنُ والعُسُنُ ، ساكنة العَيْن (١) ، والجَمْعُ آسانٌ وأَعْسانٌ.

وأُسُنٌ : وادٍ باليَمَنِ في أَرضِ بَنِي عامِرٍ ؛ قالَهُ نَصْر.

وقيلَ : في بلادِ بَني العجلانِ.

وقيلَ : ماءٌ لتميمٍ ؛ قالَ ابنُ مُقْبل :

قالت سُلَيْمَى ببَطْنِ القاعِ من أُسُنٍ

لا خَيْرَ في العَيْشِ بعدَ الشَّيْبِ والكِبَرِ (٢)

والأُسُنُ : طاقَةُ النِّسْعِ والحَبْلِ ؛ عن أَبي عَمْرو ، وجَمْعُه آسانٌ ، وأَنْشَدَ الفرَّاءُ لابنِ زيْدِ مَنَاة :

لقد كنتُ أَهْوَى الناقِمِيَّةَ حِقْبةً

فقد جعلَتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطَّعُ (٣)

قالَ ابنُ بَرِّي ، رحِمَه اللهُ تعالى : جعلَ قُوَى الوَصْلِ بمنْزِلَةِ قُوَى الحبْلِ.

والأُسُنُ : بقِيَّةُ الشَّحْم القدِيمِ ؛ عن ابنِ السِّكِّيت.

يقالُ : سَمِنْتُ على أُسُنٍ أَي على أَثارَة شَحْمٍ قدِيمٍ كانَ قبْلَ ذلِكَ ؛ كالإِسْنِ ، بالكسْرِ.

والأُسُنُّ ، كعُتُلِّ : ج آسانٌ.

وقالَ الفَرَّاءُ : إذا بَقِيَتْ مِن شَحْمِ الناقَةِ ولَحْمِها بقِيَّةً فاسْمُها الأُسُنُ والعُسُنُ ، والجَمْعُ آسانٌ وأَعْسانٌ.

والأَسِينَةُ : القُوَّةُ من قُوَى الوَتَرِ ، ج أسائِنُ وأُسُنُ ، كسَفائِنٍ وسُفُنٍ.

والأسِينَةُ : سَيْرٌ من سُيورٍ تُصْفَرُ جَميعاً فتُجْعَلُ نِسْعاً أَو عِناناً ، والجَمْعُ كالجَمْعِ. وأَسَنْتُ له أَسناً : أَبْقَيْتُ له.

وإِسْنَى ، بالكسْرِ ويُفْتَحُ : د بصَعيدِ مِصْرَ في أَقْصاهُ وليسَ وَرَاءه إلَّا أُدفو وأَسْوانَ ثم بِلاد النَّوْبةِ ، وهو على شاطِى‌ءِ النِّيلِ المُبارَكِ في الجانِبِ الغَرْبي مَدينَةٌ عامِرَةٌ طيِّبةٌ كثيرَةُ النَّخْلِ والبَساتِين والتِّجارَةِ ، وإليها نُسِبَ جماعَةٌ مِن العُلَماءِ ، رحِمَهم اللهُ تعالى ، كالجمال عَبْدِ الرَّحيمِ بن الحَسَنِ الأُمَويّ الإِسنائيّ صاحِبِ التَّصانِيفِ في الفقْهِ والأُصولِ ، وأَخِيه عِمَاد الدِّيْن ، وآلِ بَيْتِهما ، رحِمَهُم اللهُ تعالى.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

مِياهٌ آسانٌ : مُتغيِّرَةٌ ؛ قالَ عوفُ بنُ الخَرِع :

وتَشْربُ آسانَ الحِياضِ تَسوفُها

ولوْ وَرَدَتْ ماءَ المُرَبدةِ آجِما (٤)

أَرادَ آجِناً ، فقَلَبَ وأَبْدَلَ.

وتأَسَّنَ عَهْدُه ووُدُّه : إذا تَغيَّرَ ؛ قالَ رُؤْبَة :

راجَعَه عَهداً عن التأَسُّن (٥)

والإِسْنُ ، بالكسر : قُوَّةٌ مِن قُوَى الحَبْلِ ، والجمْعُ أُسُونٌ ؛ قالَ الطرمَّاحُ :

كحلْقومِ القَطاة أُمِرَّ شَزْراً

كإِمْرارِ المُحْدَرجِ ذي الأُسونِ

ويقالُ : أَعْطِني إِسْناً من عَقَبٍ.

وقالَ أَبو عَمْرٍو : الأَسْنُ لُعْبةٌ لهم يُسَمّونَها الضَّبْطَة والمَنَسةَ (٦).

وآسانُ الرَّجلِ : مَذَاهِبُه.

والآسانُ : الآثارُ القدِيمَةُ.

وآسانُ الثِّيابِ : ما تَقَطَّعَ منها وبَلِيَ. ويقالُ : ما بَقِيَ مِن الثَّوْبِ إلَّا آسانٌ أَي بَقايا ؛ والواحِدُ أُسُنٌ ؛ قالَ الشاعِرُ :

__________________

(١) كذا ، وضبطت بالقلم في التهذيب بضمتين.

(٢) اللسان ومعجم البلدان.

(٣) اللسان والمقاييس ١ / ١٠٥ وفيها : «بين نقطع» والصحاح.

(٤) اللسان وفيه : «ماء المريرة».

(٥) أراجيزه ص ١٦١ واللسان والتهذيب.

(٦) في التهذيب واللسان والتكملة : والمسَّة.

٢٠