تاج العروس - ج ١٦

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي

تاج العروس - ج ١٦

المؤلف:

محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي


المحقق: علي شيري
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٠

١
٢

باب الميم

الحمد لله الذي وسع لطفه بخلْقه وعَمَّ ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سَيِّدنا محمدٍ سَيِّد العَرَبِ والعَجَم وعلى آلِهِ وصَحْبِه ما بدى‌ء كتاب وعلى أحْسن الأسلوب تَمّ هذا حَرْف المِيم مِن شرْحِ القَامُوس المُحِيط.

وهي من الحُروفِ الشَّفَوِيَّة ومِن الحُروف المَجْهورَة ، وكانَ الخَلِيلُ يسمِّي المِيم مُطْبقَة.

وقالَ شيْخُنا : أبْدِلَتِ المِيمُ من أَرْبعةِ أَحْرُف : مِن الواوِ في فَم عنْدَ الأكْثر ، ومِن النُّونِ في عَمْبَر والبَنَام في عَنْبر والبَنَان ، ومِن الباءِ في قوْلِهِم : ما زَالَ رَاتِماً أَي رَاتِباً أَي مُقِيماً ، لقوْلِهم : رَتَبَ دُوْن رَتَمَ ، ومِن لامِ التَّعْريف في لُغَةِ حِمْير.

فصل الهمزة مع الميم

[أبم] : أُبامٌ ، كغُرابٍ ، وأُبَيِّمٌ كغُرَيِّبٍ ، ويقالُ أُبَيْمَةُ كجُهَيْنَةَ أَهْمَلَه الجوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللّسانِ.

وقالَ ياقُوتُ والصَّاغانِيُّ : هما شِعبانِ بِنَخْلةِ اليمامَةِ (١) لهُذَيْل بينهما جَبَلٌ مَسِيْرة ساعَةٍ مِن نهارٍ ، قالَ السَّعديُّ :

إنَّ بذَاكَ الشِّعْب بينَ أبَيِّمٍ

وبين أُبامٍ شعْبَة مِن فُؤادِيا (٢)

وكأُسامَةَ : أُبامَةُ بنُ غَطَفانَ في جُذامَ ، قالَهُ ابنُ حبيبٍ ، وهو بَطْنٌ من حرامِ بنِ جُذَام وانْتَسَبَ أَخَوَاهُ عبدُ اللهِ وريثٌ إلى قَيْسِ عيلان.

وأُبامَةُ بنُ سَلَمَةَ ، وأُبامَةُ بنُ رَبيعَةَ : كِلاهُما في السَّكُونِ بنِ أَشْرَس بنِ كنْدَةَ.

وأُبامَةُ بنُ وَهْبِ اللهِ في خَثْعَمَ ، ولقبَ أبامَة هذا الأسْوَد.

وأبامَةُ بنُ جُشَمَ في قُضاعَةَ وما سِواهُمْ فأُسامَةُ بالسِّيْن ، قالَهُ ابنُ حَبيبٍ ، ونَقَلَهما الصَّاغانيُّ ، وقالَتِ امْرأَةٌ مِن خَثْعَمَ حينَ أَحْرَقً جَريرٌ (٣) ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه ، ذا الخَلَصَة :

وبَنُو أُبامَةَ بالوَلِيَّة ضُرّعُوا

ثُمُلاً يُعَالجُ كُلُّهم أنْبُوبَا (٤)

جَاؤُوا لِبَيْضَتِهم فَلاقُوا دُوْنها

أُسُداً تقِبُّ لَدَى السُّيُوفِ قَبِيبَا

قَسَمَ المذَلَّةَ بَينَ نِسْوةِ خَثْعَمٍ

فِتْيانُ أَحْمس قِسْمَة تَشْعِيْبا

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

[أبرسم] : الْأَبْرِيسَم : قَالَ ابنُ الأعْرَابيِّ : هو بكسْرِ الرّاءِ أَي مع فتحِ الهَمْزَة والسِّيْن ، الحَريرُ الخامُ ، وسَيُذْكرُ في بَرْسَمَ إن شاءَ اللهُ تعالَى.

وأبو نَصْر أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ الأَبرِيسميُّ : مُحَدِّثٌ

__________________

(١) على هامش القاموس : «هكذا في بعض النسخ ، وهي التي درج عليها عاصم أفندي ، وفي بعضها : بنخلة اليمانية ، فلينظر ، اه» وفي معجم البلدان : بنخلة اليمانية.

(٢) معجم البلدان «أيام» برواية : «وإن» وعلى رواية الأصل فيه الخرم وقد نبه إليه مصحح المطبوعة المصرية.

(٣) هو جرير بن عبد الله البجلي.

(٤) التكملة ومعجم البلدان «الولية» باختلاف بعض ألفاظه عن الأصل. والأبيات الثلاثة في التكملة وفي معجم البلدان «الخلصة».

٣

نَيْسابُورِيُّ نُسِبَ إلى عَمَلِه ، مَاتَ ببَغْدادَ سَنَة ثلثمائة وإحْدى وسَبْعِين.

[أتم] : الأتْمُ في السِّقاءِ : أَنْ تَنْفَتِقَ خُرْزَتانِ فَتَصيرانِ واحِدَةً ، هذا هو الأصْلُ.

والأَتْمُ : القَطْعُ ، نَقَلَه الصَّاغانِيُّ.

والأَتْمُ : الإقامَةُ بالمكانِ. وقد أَتَمَّ بالمَكانِ إذا أَقامَ به كأَتَنَّ ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

والأَتْمُ : بالتَّحريكِ : الإِبْطاءُ ، يقالُ : ما في سَيْرِه أَتَمٌ أَي إِبْطاءٌ ، وكَذلِكَ : ما في سَيْرِه يَتَمٌ.

والأُتْمُ ، بالضم ، وقالَ أَبو حَنيفَة بضَمَّتَيْنِ : زَيْتونُ البَرِّ ينبُتُ بالسَّراةِ في الجِبالِ ، وهو عِظَام لا تَحْمِل ، واحِدَتُه أُتُمة.

وقيلَ : هو لُغَةٌ في العُتْمِ ، بالعَيْنِ كما سَيَأْتي.

والَأُتُومُ ، كصَبُورٍ : الصَّغيرَةُ الفَرْجِ.

وأَيْضاً : المُفاضَةُ ، هكذا في سائِرِ النسخِ وهو غَلَطٌ ، والصَّوابُ : المُفضاةُ كما هو نصُّ العُبَابِ والصِّحاحِ.

قالَ : وأَصْلُه في السِّقاءِ : تَنْفَتِقُ خُرْزَتانِ فَيَصِيْران واحِدَةً ، وقالَ :

أنا ابنَ نخَّاسِيَّة أَتُومِ (١)

وفي المُحْكَمِ : الَأَتُومُ مِن النِّساءِ التي الْتَقَى مَسْلَكاها عنْدَ الافْتِضاضِ ، وهي المُفْضاة ، وأَصْلُه أَتَمَ يَأْتِمُ إذا جَمَعَ بينَ شَيْئَيْن.

وقوْلُه : ضِدُّ ظاهِرٌ ، لأنَّ المُفضاة مِن شأْنِها سعَةِ الفَرْج وكبْرِه واتِّصالِهِ إلى المَسْلك الثاني وصغر الفَرْج بخِلافِ ذلِكَ فظَهَرَ التَّنافي بينهما ، فلا يردُّ عليه قَوْل مَن قالَ لا يَظْهَر وَجْه الضِدِّيَّة لانه لا تَنافِي بينَ صغَرِ الفَرْج والإفْضاء إذ يَجْتَمِعان فلا مُضادَّة.

ورَدَّه شيْخُنا فقالَ : هذا عَجِيبٌ وصَحَّح نسخة المُفاضَة وفسَّرَها بضخمةِ البَطْنِ ، ثم قالَ : نعم تضادُّ ضَخَامَة البَطْن وصغَرِ الفَرْج محلُّ تأَمُّلٍ.

وقد آتَمَها إيتاماً ، بالمدِّ ، وأتمَّها تَأْتِيماً جَعَلَها أَتُوماً ، كما في العُبابِ. والمَأْتَمُ ، كَمَقْعَدٍ : كُلُّ مُجْتَمعٍ مِن رِجالٍ أَو نِساءٍ في حُزْنٍ أَو فَرَحٍ ، قالَ :

حتى تَراهُنَّ لَدَيْهِ قُيّماً

كما تَرى حَوْلَ الَأمِير المَأْتَما(٢)

فالمَأْتَمُ هنا رِجالٌ لا مَحالَةَ ، أَو خاصُّ بالنِّساءِ يَجْتَمِعنَ في حُزْنٍ أَو فَرَحٍ ، أَو خاصُّ بالشَّوابِّ منهنَّ لا غَيْر.

وقالَ ابنُ سِيْدَه : وليسَ كَذلِكَ.

وفي الصِّحاحِ : المَأْتَمُ عنْدَ العَرَبِ النِّساء يَجْتَمِعنَ في الخَيْرِ والشَّرِّ قالَ أَبو عطاء السِّنْديّ :

عَشِيَّة قام النائحاتُ وشُقِّقت

جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُدُودُ (٣)

أَي بأَيْدي نِساءٍ ، وقالَ أَبو حَيَّة النُّمَيْرِيّ :

وَمَتْهُ أَناةٌ من رَبيعةِ عامِرٍ

نَؤُومُ الضُّحى في مَأْتَمٍ أَيّ مأْتَمِ(٤)

يُريدُ في نِساءٍ أَيّ نِساءٍ والجَمْعُ المَآتِمُ ، وعنْدَ العامَّةِ المُصِيْبة ، يقُولونُ : كنَّا في مَأْتَمِ فلانٍ ، والصَّوابُ أَنْ يقالَ : كنَّا في مَناحَةِ فلانٍ انتَهَى.

قالَ أَبو بكْر : والعامَّةُ تَغْلطَ فتظنُّ أَنَّ المأْتَمَ النّوْح والنِّياحَة والمَأْتَمُ : النِّساءُ المُجْتَمعات في فَرَح أو حُزْن وأَنْشَدَ بَيْتَ أَبي عَطاء السِّنْديِ ، قالَ : وكان فَصِيحاً.

وقالَ ابنُ بَرِّي : لا يَمْتَنِع أَنْ يقَعَ المَأْتَم بمعْنَى المَناحَةِ والحُزْن والنَّوْحِ والبُكاءِ لَأنَّ النِّساءَ لذلِكَ اجْتَمَعْنَ ، والحُزْنُ هو السَّبَبُ الجامِعُ ، وعلى ذلِكَ قَوْلُ التِّيْميّ في مَنْصورِ بنِ زِيادٍ :

والناسُ مَأْتَمُهُم عليه واحدٌ

في كلّ دار رَنَّةٌ وزَفِيرُ (٥)

وقالَ آخَرُ :

__________________

(١) اللسان والصحاح بدون نسبة.

(٢) اللسان بدون نسبة.

(٣) اللسان والصحاح والتهذيب.

(٤) اللسان والصحاح والمقاييس ١ / ٤٨.

(٥) اللسان.

٤

أضْحى بَناتُ النَّبيِّ إذْ قُتلوا

في مَأْتَمِ والسِّباعُ في عُرُسِ (١)

أَي هُنَّ في حُزْن والسِّباعُ في سُرورٍ.

قالَ ابنُ سِيْدَه : وزَعَمَ بعضُهم أَنَّ المَأْتَمَ مُشتَقُّ مِن الأتْمِ في الخُرْزَتَيْنِ ، ومِن المرأَةِ الأَتُومِ والْتِقاؤُهما أَنَّ المأْتَمَ النِّساءُ يَجْتَمِعْنَ ويَتَقابَلْن في الخَيْرِ والشَّرِّ.

والإِبِلُ الآتماتُ : المُعْيِيَةُ والمُبْطِئَةُ.

قالَ الصَّاغانيُّ : بالمُثَلَّةِ أَكْثر.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

أَتَمَ يأْتِمُ إذا جَمَعَ بينَ الشَّيْئَيْن.

والَأْتْمُ الفَتْقُ.

والَأتْمُ : وادٍ ، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ :

فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الْأَتْمِ شُعْثاً

يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإ التُّؤَامِ (٢)

وقيلَ : اسمُ جَبَلٍ.

وقالَ ياقوتُ : الإِتمُ بكسْرِ أَوَّله وثانِيةِ : وادٍ ، وأَمَّا الأَتْم بالفتحِ فالسّكونِ : جَبَلُ حرَّة بنِي سُلَيْم.

وقيلَ : قاعٌ لغَطَغانِ ، ثم اخْتَصَّت به بَنُو سُلَيْم ، وهو مِن مَنازِلِ حاجِّ الكُوفَةِ وبَيْنها وبينَ الأَتم سَبْعة أَمْيالٍ.

وقالَ ابنُ السِّكِّيت : الاتمُ : اسمٌ جامِعٌ لقُرَيّات ثلاث حاذة وتقيا والقنا (٣) ، وقيلَ : أَرْبع هذه والمُحْدَث. والمأتمة الاسطوانة ، والجَمْعُ المَآتِمُ ، نَقَلَه السّهَيْليّ في الروضِ في غزْوَةِ أُحُدٍ.

[أثم] : الإِثْمُ بالكسْرِ : الذَّنْبُ.

قالَ الرَّاغِبُ : هو أَعَمُّ مِن العُدْوان.

وقالَ غيرُه : هو فِعْل مُبْطى‌ءٌ عن الثَّوابِ ، وقوْلُه تعالَى : (وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ) (٤). قالَ الفرَّاءُ : الإِثْمُ ما دُوْن الحدِّ.

وقيلَ : الإثْمُ الخَمْرُ ، قالَ :

شَرِبْتُ الإِثْمَ حتى ضَلَّ عَقْلِي

كذاكَ الإِثْمُ تَصْنَعُ بالعُقولِ (٥)

كذا في العُبَابِ والصِّحاحِ.

وقوْلُ الجوْهَرِيّ : وقد يسمَّى الخَمْر إثْماً يُشِيرُ إلى ما حقَّقه ابنُ الأنْبارِي.

وقد أَنْكَر ابنُ الأنْبَارِي تَسْمِية الخَمْر إثْماً وجَعَلَه مِن المجازِ ، وأَطالَ في رَدّ كَوْنِه حَقِيقَة ، نَقَلَه شيْخُنا.

والإثْمُ : القِمَارُ ، وهو أَنْ يُهْلِكَ الرجُلُ مالَه ويذْهِبَه ، وقوْلُه تعالَى : (قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنّاسِ) (٦).

قالَ ثَعْلَب : كانوا إذا قامَرُوا فَقَمَروا أطْعَمُوا منه وتصدَّقوا ، فالإطْعامُ والصَّدقَةُ مَنْفَعَة.

وقيلَ الإثْمُ أَنْ يَعْمَلَ ما لا يَحِلُّ له ، وقد أَثِمَ كعَلِمَ يَأْثَمُ إثْماً ، كعَلِمَ ، ومَأْثَمَاً كَمَقْعَدٍ وقَعَ في الإثْمِ قالَ :

لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ

أَرادَ : ما في قومِها أَحدٌ يفْضُلُها. وفي حَدِيْث سَعِيد بنِ زَيْدٍ : «ولو شَهِدْتُ على العاشِرِ لم إيثَم» هي لُغَةٌ لبعضِ العَرَبِ في آثَم ، وذلِكَ أَنَّهم يكْسِرُون حُرُوف المُضارَعَةِ في نحْو نِعْلَم وتِعْلَمِ ، فلمَّا كَسَرُوا الهَمْزَةَ في آثمُ انْقَلَبَتِ الهَمْزَةُ الأَصْلِيَّة ياءً ، فهو آثِمٌ وأَثيمٌ وأَثَّامٌ ، كشَدَّادٍ ، وأَثُومٌ كصَبُورٍ.

وأَثَمَهُ اللهُ تعالى في كذا كَمنعَهُ ونَصَرَهُ : عَدَّهُ عليه إِثْماً.

قالَ شيْخُنا : المَعْروفُ أنَّه كَنَصَرَ وضَرَبَ ولا قائِل إنَّه كمَنَعَ ولا وَرَدَ في كَلامِ مَنْ يُقُتَدَى به ، ولا هنا مُوجِبٌ لفتحِ الماضِي والمُضارِع معاً ، لأنَّ ذلِكَ إنَّما يَنْشأُ عن كَوْنِ العَيْن واللام حَلْقِيَّاً ، ولا كذلِكَ أَثم.

وفي اقْتطافِ الأَزَاهر فيمَا جَاءَ على فَعَل بفتحِ عَيْن الماضِي وضمِّها أَو كسْرِها في المُضارِع مع اخْتِلافِ المعْنَى أَو اتِّفاقِهِ وباب الهَمْزَة من المُتَّفق معْنَى أَثَمَه اللهُ في كذا

__________________

(١) اللسان بدون نسبة.

(٢) البيت للنابغة ، ديوانه ط بيروت ص ١١٤ وفي الصحاح للنابغة ، وبدون نسبة في اللسان ومعجم البلدان «الأتم».

(٣) في معجم البلدان : والقِيَّا.

(٤) سورة الأعراف الآية ٣٣.

(٥) اللسان والصحاح والتهذيب وفيها «تذهب» بدل «تصنع» والمقاييس ١ / ٦١.

(٦) سورة البقرة الآية ٢١٩.

٥

يأْثُمُه ويَأْثِمُه عَدَّه عليه فهو مَأْثُومٌ ، وفي المُحْكَمِ : عاقَبَه بالإِثْمِ.

وقالَ الفرَّاءُ : أَثَمَه اللهُ يأْثِمُه إثْماً وأَثاماً : جَازَاهُ جزاءَ الإثْم ، فالعَبْد مَأْثُوم أَي مجْزِيّ جَزَاء الإثْمِ ، وأَنشَدَ لنُصيب.

قالَ ابنُ بَرِّي : هو الأَسْوَد المَرْوانّي لا نُصَيْب الأَسْودِ (١) الهاشميّ.

وقالَ ابنُ السِّيْرافي : هو لنُصَيب بن رِيَاح الأَسْود الحُبَكيّ مَوْلَى بنى الحُبَيْك بنِ عَبْد مَنَاة بنِ كِنانَةَ.

وهَلْ يَأثِمَنِّى اللهُ فى أن ذكَرْتُها

وعَلَّلْتُ أَصْحابي بها لَيْلة النفْرِ (٢)

معْناه : هل يَجْزينِّي اللهُ جَزاءَ إِثمِي بأنْ ذكرت هذه المْرأة في غِنائي ويُرْوَى بكسْرِ الثاءِ وضمِّها كما في الصِّحاح.

وآثَمَهُ ، بالمدِّ ، أَوْقَعَهُ فيه أي في الإِثْمِ ، كما في الصِّحاحِ.

وأَثَّمَهُ تأْثيماً : قالَ له أَثِمْتَ ، كما في الصِّحاحِ ، قالَ اللهُ تعالَى : (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) (٣).

وتأَثَّمَ الرَّجُلُ : تَابَ منه أَي مِن الإِثْمِ ، واسْتَغْفَرَ منه ، وهو على السَّلْبِ كأنَّه سَلَبَ ذات الإثْم بالتَّوْبةِ والاسْتِغْفارِ أَو رَامَ ذلِكَ بهما.

وأَيْضاً : فَعَلَ فِعْلاً خَرَجَ به مِن الإثْمِ ، كما يقالُ : تَحَرَّجَ إذا فَعَلَ فِعْلاً خَرَجَ به مِن الحَرَجِ.

وفي حَدِيْث مُعاذ : فأَخْبر بها عنْدَ موتِه تأَثُّماً أَي تَجَنُّباً للإِثْمِ.

والأَثَامُ ، كسَحابٍ : وادٍ في جَهَنَّمَ ، نعوذُ باللهِ منها.

والأَثامُ : العُقوبَةُ. وفي الصِّحاحِ : جَزاءُ الإثْم.

ومِن سَجَعاتِ الأساسِ : كانوا يَفْزَعونَ مِن الآثامِ (٤) أَشَدَّ ما يَفْزعونَ مِن الأثامِ ، وبكلِّ منهما فسِّرَتِ الآية في قوْلِه تعالَى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) (٥) ، ويُكْسَرُ في المعْنَى الأَخِير وهو مَصْدرُ أَثَمَه يَأْثِمُه أثاماً بالكَسْرِ والفتحِ قالَهُ الفرَّاءُ.

وقيلَ : الإِثْمُ والإِثام بِكسْرِهِما اسمٌ للأفْعالِ المُبْطِئة عن الثَّوابِ كالمَأْثَمِ كَمَقْعَدٍ.

والأَثِيمُ : الكذَّابُ كالأَثُومِ.

قالَ المناوِيُّ : وتَسْميةُ الكَذِبِ إثْماً كتَسْمِيةِ الإنْسانِ حَيواناً لأنه مِن جمْلَتِه. وقوْلُه تعالَى : (كُلَّ كَفّارٍ أَثِيمٍ) (٦) أَي مُتَحَمِّل للإِثْمِ ، وقيلَ : أَي كَذَّابٌ.

والأَثِيمُ : كَثْرَةُ رُكوبِ الإِثْمِ كالأَثيمَةِ. بالهاءِ ، وقوْلُه ، عزوجل : (طَعامُ الْأَثِيمِ) (٧) جَاءَ في التَّفْسيرِ أَنَّه أَبو جَهْلٍ ، لَعَنَهُ اللهُ وقيلَ : الكافِرُ.

والتأْثِيمُ : الإثْمُ ، وبه فسِّرَتِ الآيةُ أَيْضاً : (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ) (٨).

والُمؤاثِمُ : الذي يَكْذِبُ في السَّيْرِ ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

وفي الصِّحاحِ : ناقَةٌ آثِمَةٌ ونوقٌ آثِماتٌ أي مُبْطِئاتٌ مُعْيِياتٌ ، قالَ الأعْشَى :

جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف

إذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيرَ (٩)

قالَ الصَّاغانيُّ : ويُرْوَى بالتاءِ الفَوْقيَّةِ كما تقدَّمَ.

قالَ : وقالَ الفرَّاءُ في نوادِرِه : كان المُفَضَّل ينْشدُه الوَاثِماتُ مِن وَثَمَ ووَطَسَ (١٠) أَي كسر.

__________________

(١) في اللسان : الأبيض.

(٢) اللسان والتهذيب والصحاح ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله : النفر ، قال في اللسان : قال أبو محمد السيرافي : كثير من الناس يغلط في هذا البيت يرويه النفر بفتح الفاء وسكون الراء ، قال وليس كذلك اه ، وذكر أبياتاً قبله تدل على أنه بكسر الفاء وكسر الراء».

(٣) سورة الطور الآية ٢٣.

(٤) في الأساس : الأنام.

(٥) الفرقان الآية ٦٨.

(٦) سورة البقرة الآية ٢٧٦.

(٧) الدخان الآية ٤٤.

(٨) الطور الآية ٢٣.

(٩) ديوانه ط بيروت ص ٨٧ واللسان والصحاح وعجزه في المقاييس ١ / ٦٠.

(١٠) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ووطس كذا بالنسخ وهو بمعنى وثم وانظر ما وجه ذكره».

٦

[أجم] : أَجَمَ الطَّعامَ وغَيْرَهُ يأْجِمُهُ ، مِن حَدِّ ضَرَبَ ، كَرِهَهُ ومَلَّهُ ، وذلِكَ إذا لم يُوافِقْه.

وفي العُبَابِ والصِّحاحِ عن أبي زَيْدٍ : أَجِمْت الطَّعامَ ، بالكسْرِ : إذا كَرِهْته ، مِن المُدَاوَمَةِ عليه ، فأَنا آجِمٌ على فاعِلٍ.

وسِياقُ المصنِّفِ يقتَضِي أَنَّه مِن حَدِّ ضَرَبَ فاعْرِف ذلِكَ.

وأَجَمَ الماءَ إذا تَغَيَّرَ كأَجَنَ ، وزَعَمَ يَعْقوب أنَّ مِيمَها بدلٌ مِن النُّونِ ، وأَنْشَدَ لعَوْف بنِ الخَرِع :

وتَشْرَبُ آسانَ الحِياضِ تَسُوفُها

ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِما(١)

هكذا أَنْشَدَ بالمِيمِ.

وقالَ الأَصْمَعِيُّ : ماءٌ آجِنٌ وآجِمٌ إذا كان متغيَّراً ، وأَرادَ ابنُ الخَرِع آجِناً.

وأَجمَ فلاناً : حَمَلَه على ما يأْجَمُه أَي يَكْرَهُه وتأَجَّمَ عليه إذا غضِبَ واشْتَدَّ غَضَبُه عليه وتَلَهَّفَ كَتأطَّمَ.

وتأَجَّمَتِ النَّارُ : ذَكَتْ وتَأَجَّجَتْ ، قالَ :

ويَوْمٍ كَتنُّورِ الإماء سَجَرْنَهُ

حَمَلْنَ عليه الجِذْع حتى تَأَجَّما

رَمَيْت بنفْسِي في أَجِيجٍ سَمُومِه

وبالعَنْسِ حتى ابْتَلَّ مشْفَرُها دَمَا (٢)

وأَجيمُها : أَجيجُها.

وتأَجَّمَ النَّهارُ : اشْتَدَّ حَرُّهُ.

وتأَجَّمَ الأَسَدُ : دَخَلَ في أَجَمَتِه ، قالَ :

مَحَلًّا كوَعْساءِ القَنافِذِ ضَارِباً

به كَنَفاً كالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ(٣)

والأَجْمُ ، بالفتحِ : كلُّ بيتٍ مُرَبعٍ مُسَطَّحٍ ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه عن يَعْقوب. والذي حَكَى الجوْهرِيُّ عن يَعْقوب قالَ : كلُّ بَيْتٍ مُرَبَّعٍ مُسَطَّحٍ أُجُم ، قالَ امْرؤُ القيسِ :

وتَيْماءَ لم يَتْرُكْ بها جِذْعَ نَخْلَةٍ

ولا أُجُماً إلَّا مَشِيداً بِجَنْدلِ (٤)

وهكذا نَقَلَه الصَّاغانيُّ أَيضاً فانظُرْ ذلِك.

والأُجُمُ ، بضمتينِ : الحِصْنُ ، قالَ الأَصْمَعِيُّ : يثَقَّلُ ويخفَّفُ ، ج آجامٌ كعُنُقٍ وأَعْناقٍ ، ومنه الحَدِيْث : حتى تَوارَتْ بآجامِ المدِينَةِ ، أي حُصُونها وهي كَثيرَةٌ لها ذِكْرٌ في الأَخْبارِ.

والأَجَمُ : حِصْنٌ بالمَدِينَةِ مبنيُّ بالحجارَةِ ، عن ابنِ السِّكِّيت.

والأَجَمُ ، بالتَّحْريكِ : ع بالشامِ قُرْبَ الفَرادِيسِ مِن نَواحِي حَلَب ، قالَ المُتَنَبِّي :

كَتَلِّ بِطِرِيقٍ المَغْرُور ساكِنُها

بأَنَّ دَارَكَ قِنَّسْرِينُ والأَجَمُ(٥)

والأَجَمَةُ ، محرَّكَةً : الشَّجَرُ الكثيرُ المُلْتفُّ ج أُجْمٌ بالضمِ وبضمَّتَيْنِ ، وأَجَمٌ بالتحريكِ وآجامٌ بالمدِّ ، وإجامٌ بالكسْرِ وأَجَماتٌ محرَّكةً ، كذا نَصُّ ابنِ سِيْدَه ، قالَ : وقد يكونُ الآجامُ والإِجامُ جَمْعُ أَجَمٍ ، ونَصَّ اللّحْيانيّ على أَنَّ آجاماً جَمْعُ أَجَمٍ.

والآجامُ ، بالمدِّ : الضَّفادِعُ ، نَقَله الصَّاغانيُّ.

والأجُومُ ، كصَبُورٍ : من يُؤجِمُ (٦) النَّاسَ أَي يُكرَهُ إليها أنفُسَها.

* وممَّا يُسْتدرك عليه :

ماءٌ آجِمٌ مَأْجُومٌ تأْجَمُه وتَكْرَهُه ، وبه فسِّرَ أَيْضاً قَوْلُ ابنِ الخُرِع.

وأَجَمَةُ برس : ناحِيَةٌ بأَرْضِ بَابل فيها هُوَّةٌ بَعِيدَةُ القَعْرِ ، يقالُ إنَّ منها عُمِل آجرّ الصَّرْح ، ويقالُ : إنَّها خُسِفَت ، نَقَلَه ياقُوتُ.

__________________

(١) اللسان «تسوفه» والتكملة وفيها : «أسار الحياض». والتهذيب.

(٢) اللسان ونسبهما لعبيد بن أيوب ، العنبري ، وفيه «الجذل» بدل «الجذع» وعجز الثاني فيه :

وبالعش حتى جاش منسمها دما

(٣) اللسان.

(٤) من معلقته ، ديوانه ص ٦١ برواية : «ولا أُطُماً» واللسان والصحاح والمقاييس ١ / ٦٥.

(٥) ديوانه ، شرح البرقوقي ٤ / ١٣١.

(٦) في القاموس : يؤجم ، مهموزة.

٧

وأَجَمَ ، كوَعَدَ : سَكَتَ على غَيْظٍ ، عن سِيْبَوَيْه ، وهو على البَدَلِ وأَصْلُه وَجَمَ كما سَيَأْتي.

[أدم] : الْأُدْمَةُ ، بالضَّمِّ : القَرابَةُ والوَسِيلَةُ إلى الشَّي‌ءِ نَقَلَه الجوْهرِيُّ عن الفرَّاءِ ، يقالُ : فلانٌ أُدْمَتي إليكَ أَي وَسِيلَتيِ ، ويُحَرَّكُ.

والأُدْمَةُ أَيْضاً : الخُلْطَةُ ، يقالُ بينهما أُدْمَة ولُحْمَةٌ أَي خُلْطةٌ.

وقيلَ : المُوافَقَةُ والأُلْفَةُ.

وأَدَمَ اللهُ بينهم يَأْدِمُ أَدْماً : لأَمَ وأَصْلَحَ وأَلَّفَ ووَفَّقَ كآدَمَ بَيْنهما يُؤْدِمُ إيداماً ، فَعَلَ وأَفْعَل بمعْنىً ، قالَ :

والبيضُ لا يُؤْدِمْنَ إلَّا مؤدّما

أَي لا يُحْبِيْنَ إلَّا مُحَبَّباً ، كما في الصِّحاحِ.

وفي الحَدِيْثِ : «فإنَّه أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنكُما».

قالَ الكِسائِيُّ يعْنِي أَنْ يَكونَ بَيْكُما المحبَّة والائْتِلاف.

وأَدَمَ الخُبْزَ يَأْدِمُه أَدْماً : خَلَطَهُ بالأَدْمِ ، وأَنْشَدَ ابنُ يَرِّي :

إذا ما الخُبْزُ تَأْدِمُه بلَحْمٍ

فذاك أَمانَة الله الثَّريدُ (١)

كآدَمَ بالمدِّ ، وبهما رُوِي حَدِيْث أَنَس : «وعصَرَتْ عليه أُمُّ سُلَيْم عُكَّةً لها فأَدَمَتْه» أي خَلَطَتْه ، ويُرْوَى : آدَمَته.

وأدَمَ القومَ بالياء أَدِمُهُم أدْماً : أَدَمَ لهم خُبْزَهُم ، أَي خَلَطَه بالإدامِ.

ومِن المجازِ : هو أَدْمُ أَهْلِهِ ، بالفتحِ ، وأَدْمَتُهُم كذلِكَ ، ويُحَرَّكُ ، وإدامُهُم بالكسْرِ أَي أُسْوَتُهُم الذي به يُعْرَفونَ ، كما في المحْكَمِ.

وقالَ الأزْهرِيُّ : يقالُ فلاناً أَدَمَةَ أَهْلِي أَي أُسْوَتَهُم.

وفي الأساسِ : فلانٌ إدَامُ قَوْمِهِ وإدامُ بنِي أَبيهِ أي ثمالهم وقِوامِهم ومن يُصْلحُ أُمُورَهم ، وهو أَدَمَةُ قَوْمِه : سَيِّدُهُم ومُقَدَّمُهم.

وقد أَدَمَهُم ، كَنَصَرَ ، صارَ كذلِكَ أَي كانَ لهم أَدَمَة ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : والإدَامُ ، ككِتابٍ : كُلُّ مُوافِقٍ ، قالَتْ غاديةُ الدُّبَيْرِيَّة :

كانوا لِمَنْ خالَطَهُمْ إدَاما

قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ : وإدامُ اسمُ امرَأَةٍ (٢) مِن ذلِكَ ، وأَنْشَدَ :

أَلا ظَعَنَتْ لِطِبَّتِها إدامُ

وكلُّ وِصالِ غانِيةٍ زمامُ (٣)

وإدامُ : اسمُ بئْرٍ (٤) على مَرْحَلةٍ من مَكَّةَ ، حَرَسَها اللهُ تعالَى ، على طَريقِ السرين ، كما في العُبَابِ.

قالَ الصَّاغانيُّ : رأَيْت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المَنامِ وهو يقولُ : إدامُ مِن مَكَّة ، قالَهُ ياقوتُ.

والإدَامُ : ما يُؤْتَدَمُ به مع الخُبْزِ.

في الحَدِيْث : «نِعْمَ الإدامُ الخَلُّ» وفي آخَر : «سَيِّدُ إدامِ الدُّنْيا والآخِرَة اللَّحْمُ» وقالَ الشاعِرُ :

الأَبْيَضانِ أَبْرَدا عِظامِي :

ألماءُ والفَثُّ بلا إِدامِ(٥)

ج آدِمَةٌ (٦) وآدامٌ ، بالمدِّ فيهما.

وأدَامُ ، كسَحابٍ : ع.

قالَ الأَصْمَعِيُّ : بَلَدٌ.

وقيلَ : وادٍ.

قالَ ابنُ حازِمٍ : هو مِن أَشْهر أَوْدِيَةِ مَكَّة ، وقالَ صخرُ الغيِّ الهُذَليُّ :

لقد أَجْرى لمَصْرَعِه تَلِيدٌ

وساقَتْه المَنِيَّةُ من أَدَامَا(٧)

نَقَلَه ياقوتُ.

والأَدِيمُ : الطَّعامُ المَأْدومُ ، ومنه المَثَلُ : سَمْنُكم هُرِيقَ في أَدِيمِكم ، أَي طَعامِكم المَأْدُوم ، يعْنِي خيرُكُم راجِعٌ فيكم ، ويقالُ في سِقائِكمُ.

__________________

(١) اللسان.

(٢) في القاموس بالضم منونة ، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الجر.

(٣) اللسان وكتب مصححه : «قوله زمام كذا بالأصل بالزاي. «ولعله بالراء».

(٤) في القاموس بالضم منونة ، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الجر والتنوين.

(٥) اللسان.

(٦) على هامش القاموس : في المصباح أنه يجمع على أدم ككتاب وكتب ويسكن للتخفيف فيعامل معاملة المفرد ، ا هـ.

(٧) ديوان الهذليين ٢ / ٦٢ وفيه «أذاما» وفي شرحه عن ابن دريد قال : أذام بالدال والذال جميعاً ، والأصل كاللسان ومعجم البلدان.

٨

قلْتُ : والعامَّةُ تقولُ في دقيقِكُم.

وأَدِيمُ : ع بِبلادِ هُذَيْلٍ ، قالَ أبو جندبٍ الهُذَلِيِّ :

وأَحْياء لَدَى سعدِ بنِ بكْرٍ

بأَمْلاحٍ فظاهِرَةُ الأدِيم(١)

والأَدِيمُ ، فَرَسُ الأَبرَشِ الكَلْبيِّ ، وفيه قيلَ :

قد سَبَقَ الأَبْرَش غير شكِّ

على الأَدِيْم وعلى المِصَكّ

والأَدِيمُ : الجِلْدُ ما كان أَو أَحْمَرُهُ أَو مَدْبوغُهُ.

وقيلَ : هو بعد الأَفِيقِ ، وذلِكَ إذا تَمَّ واحْمَرَّ ، ج آدمَةٌ ، كرَغِيفٍ وأَرْغِفَةٍ ، عن أَبي نَصْرِ ، ومنه حَدِيْث عُمَرَ : قالَ لرجُلٍ ما مالُكَ؟ فقالَ : أَقْرُنٌ وآدِمَةٌ في مَنِيئةٍ ، أَي في دِباغٍ.

وأُدُمٌ ، بضمَّتَيْن ، عن اللّحْيانيّ ، وهو المَشْهورُ.

قالَ ابنُ سِيْدَه : وعنْدِي أَنَّ مَن قالَ رُسْل فسكَّنَ قالَ أُدْمُ : هذا مُطَّرِدٌ.

وآدامٌ ، كَيَتِيمٍ وأَيْتامِ.

والْأُدَمُ ، محرَّكةً ، اسمٌ للجَمْعِ عنْدَ سيْبَوَيْه مِثْل أَفِيقٍ وأَفَقٍ. وفي المعلم أَنَّه جَمْع أدِيمٍ ، قالَ : وهو الجِلْدُ الذي قد تَمَّ دِباغُه وتَنَاهَى ، قالَ : ولم يُجْمَع فَعِيل على فعل إلَّا أَدِيم وأَدَم وأَفِيقٍ وأَفَقٍ وقَصِيم وقصم.

قلْتُ : ويُوافِقُه الجوْهرِيُّ والصَّاغانيُّ إلَّا أنَّ المصنَّف تَبعَ ابن سِيْدَه وهو تَبعَ سِيْبَوَيْه فتأَمَّل.

قالَ ابنُ سِيْدَه : ويجوزُ أَنْ يكونَ الآدَام جَمْعُ الأَدَم ، أَنْشَدَ ثَعْلَب :

إذا جَعَلْت الدَّلْوَ في خِطامِها

حَمْراءَ من مكَّة أَو حَرَامِها

أَو بعض ما يُبْتاع من آدامِها (٢)

وأُدَيْمُ ، كزُبَيْرٍ : ع يُجاوِرُ ، وفي المَعْجمِ : أَرْضٌ تُجاوِزُ تَثْلِيثَ تَلِي السَّراة بينَ تهامَةَ واليَمنِ وكانتْ مِن دِيارِ جُهَيْنَةَ وجَرْمَ قَدِيماً. وأُدَيْمَةُ ، كجُهَيْنَةَ : جَبَلٌ ، عن الزَّمَخْشرِيُّ ، زادَ غَيْرُه : بينَ قَلَهَى وتَقْتَدّ بالحِجازِ ، قالَ ساعدَةُ بنُ جُؤَيَّة :

كأَنَّ بنِي عَمْروٍ يُرادُ بدارِهِم

بِنَعْمانَ راعٍ في أُدَيْمَةَ مُعْزبُ (٣)

والأَدَمَةُ ، محرَّكةً ، باطِنُ الجِلْدَةِ التي تَلي اللّحْمَ والبَشَرَةُ ظاهِرُها ، أَو ظاهِرُها الذي عليه الشَّعَرُ وباطِنُها البَشَرَةُ.

وفي كَلامِ المصنِّفِ وسياقِه قُصورٌ لا يَخْفى ولذا قالَ شيْخُنا : هذا مخالِفٌ لمَا أَطْبَقُوا عليه من أَنَّها مقابِلُ البَشَرةِ انتَهَى.

وحيثُ أَوْرَدْنا العِبارَة بنَصِّها ارْتَفَعَ الاشْتِباهُ.

قالَ ابنُ سِيْدَه : وقد يجوزُ أَن يكونَ الأَدمَ جَمْعاً لهذا بل هو القِياسُ ، إلَّا أنَّ سِيْبَوَيْه جَعَلَه اسْماً للجَمْعِ ونَظَّره بأَفِيقٍ وأَفَقٍ.

والأَدَمَةُ : ما ظَهَرَ من جِلْدَةِ الرَّأسُ.

والأَدَمَةُ : باطِنُ الأرْضِ ، والأدِيْمُ وَجْهُها كما سَيَأْتِي.

وقيلَ : أَدَمَةُ الأَرْضِ : وَجْهُها.

وَآدَمَ الأَدِيمَ : أَظْهَرَ أَدَمَتَهُ فهو مُؤْدَمٌ ، قالَ العجَّاجُ :

في صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ (٤)

ومِن المجازِ : رجُلٌ مُؤْدَمٌ مُبشَرٌ ، كمُكْرَمٍ فيهما ، أي مَحْبوبٌ ، وقيلَ : حاذِقٌ مُجَرَّبٌ قد جَمَعَ ، لِينَ الأَدَمَةِ وخُشُونَةَ البَشَرَةِ مع المَعْرفَةِ بالأُمُورِ ، وأَصْلُه مِن أَدَمَةِ الجِلْدِ وبَشَرَتِهِ ، فالبَشَرَةُ ظاهِرهُ وهو مَنْبتُ الشعَرِ. والأَدَمَةُ : باطِنُه الذي يَلي اللَّحْمَ.

وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : معْناهُ كَرِيمُ الجِلْدِ غلِيظُه جَيِّدُه.

وقالَ الأصْمَعِيُّ : معْناهُ جامِعٌ يصلُحُ للشِّدَّةِ والرَّخاءِ.

قالَ ابنُ سِيْدَه : وقد يقالُ رجُلٌ مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ بتَقْدِيمِ المُبْشَرِ

__________________

(١) شرح أشعار الهذليين ١ / ٣٦٣ واللسان ومعجم البلدان.

(٢) اللسان.

(٣) شرح أشعار الهذليين فيما نسب إلى ساعدة ٣ / ١٣٣٨ واللسان ، والبيت في شعر حذيفة بن أنس ، شرح أشعار الهذليين ٢ / ٥٦١.

(٤) اللسان وكتب مصححه : عبارة الجوهري في صلب : «والصلب بالتحريك ، لغة في الصلب من الظهر ، قال العجاج يصف امرأة :

ديا العظام فخمة المخدّم

في صلب مثل العنان المؤدم

٩

على المُؤْدَمِ ، قالَ : والْأُولَى أَعْرَفُ ، وهي بهاءٍ ، يقالُ : امرأَةٌ مُؤْدَمَةٌ مُبْشَرَةٌ إذا حَسُن مَنْظَرُها وصحَّ مَخْبَرُها.

ومِن المجازِ : طَلَّ أَدِيمُ النَّهارِ صائماً ، قيلَ : عامَّتُهُ ، أي كُلُّه ، كما في الأساسِ ، أَو بياضُهُ.

حَكَى ابنُ الأَعْرَابيِّ : ما رأَيْته في أَدِيمِ نَهارٍ ولا سَوادِ لَيْلٍ.

ومِن المجازِ الأَدِيمُ من الضُّحَى : أَوَّلُه.

حَكَى اللَّحْيانيُّ : جِئْتُك أَدِيمَ الضُّحَى أَي عنْدَ ارْتِفاعِ الضُّحَى.

ومِن المجازِ الأَدِيمُ من السماءِ والأَرضِ : ما ظَهَرَ منهما.

وفي الصِّحاحِ : ورُبَّما سمِّي وَجْهُ الأَرْضِ أَدِيماً ، قالَ الأَعْشَى :

يَوْماً تَراها كَشِبْه أَرْديِة ال

عَصْب ويوماً أَدِيمُها نَغِلا (١)

والأُدمَةُ ، بالضَّمِّ ، في الإبِلِ : لَوْنٌ مُشْرَبٌ سَواداً أَو بَياضاً أَو هو البَياضُ الواضِحُ أَو هو في الظِّباءِ : لَوْنٌ مُشْرَبٌ بَياضاً وفينا السُّمْرَةُ ، كلُّ ذِلكَ في المُحْكَمِ.

وفي النَّهايَةِ : الأُدْمَةُ في الإِبِلِ البَياضُ مع سَوادِ المُقْلَتَيْن ، وهي في الناسِ : السُّمْرَةُ الشَّديدَةُ.

وقيلَ : هو مِن أَدَمَةِ الأَرْضِ وهو لَوْنُها وقد أَدِمَ ، كعَلِمَ ، وكَدُمَ فهو آدَمُ ، بالمدِّ. ج أُدْمُ ، وقالوا أَيْضاً : أُدْمانٌ بضَّمهما كأَحْمَر وحُمْر وحُمْران كسَّرُوه على فُعُل كما كسَّرُوا صَبُوراً على صُبُر ، لأَنَّ أَفْعَل (٢) من الثلاثَةِ إلَّا أَنَّهم لا يثقِّلُون العَيْن في جَمْع أَفْعَل إلَّا أَنْ يُضْطَرَّ شاعِرٌ ، وهي أَدْماءُ ، وشَذَّ أَدْمانَةٌ.

قالَ الجوْهَرِيُّ : وقد جَاءَ في شعْرِ ذِي الرُّمَّةِ :

أَقُول للرَّكْب لمَّا أَعْرَضَتْ أُصُلاً

أُدْمانةٌ لم تُرَبِّيها الأجالِيدُ (٣)

وأَنْكَرَ الأصْمَعِيُّ أُدْمانَة لأنَّ أُدْماناً جَمْعٌ مِثْل حُمْران وسُودَان ولا تدْخلُه الهاءُ.

وقالَ غيرُه : أُدْمانةٌ وأُدمان مِثْل خُمْصانةٍ وخُمْصان ، فجَعَلَه مُفْرداً لا جَمْعاً.

قالَ ابنُ بَرِّي : فَعَلى هذا يصحُّ قَوْل الجَوْهرِيّ.

قلْتُ : وقد جَاءَ أَيْضاً في قَوْلِ ذي الرُّمَّةِ :

والجِيدُ من أُدْمانَةٍ*عَتُودُ

وعِيبَ عليه فقيلَ : إنَّما يقالُ هي أَدْماءُ.

وكانَ أَبو علِيِّ يقولُ : بُنيَ من هذا الأَصْل فُعْلانة كخُمْصانة ، ج أُدْمٌ بالضمِ ، والعَربُ تقولُ : قُرَيْش الإبِل : أُدْمُها وصُهْبها (٤) ، يَذْهَبُون في ذلِكَ إلى تَفْضِيلها على سائِرِ الإِبِلِ.

وفي الحَدِيْث : أَنَّه لمَّا خَرَجَ مِن مكَّة قالَ له رجُلٌ : إنْ كنتَ تُريدُ النِّساءَ البيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ فَعَلَيْكَ بِبَنِي مُدْلِجٍ.

قالَ اللَّيْثُ : يقالُ ظَبْيَة أَدْماء ، ولم أَسْمَعْ أَحداً يقولُ الذُّكُور من الظِّباءِ أُدْمٌ ، قالَ فإنْ قيل كان قياساً.

وقالَ الأصْمَعِيُّ : الآدَمُ من الإِبِلِ الأَبْيضُ ، فإنْ خالَطَتْه حُمْرة فهو أَصْهَب ، فإنْ خالَطَتِ الحُمْرة صَفاءً فهو مُدَمّىً.

قالَ : والأُدْمُ من الظّباءِ بيضٌ يَعْلوهُنَّ جُدَدٌ فيهنَّ غُبْرةٌ فإنْ كانتْ خالِصَةَ البَياضِ فهي الآرامُ.

ورَوَى الأزْهرِيُّ بسَنَدِه عن أَحْمدَ بنِ عُبَيْد بنِ ناصِحٍ قالَ كنَّا نأْلَفُ مَجْلِس أَبي أَيوبِ ابن أُخْتِ الوَزِير (٥) فقالَ لنا يوماً ، وكان ابنُ السِّكِّيت حاضِراً : ما تَقولُ في الأُدْمِ من الظِّباءِ؟ فقالَ : هي البيضُ البُطونِ السُّمْر الظُّهورِ يَفْصِل بينَ لَوْنِ ظُهورِها وبُطونِها جُدَّتانِ مِسْكِيَّتان ، قالَ : فالْتَفَتَ إليَّ وقالَ : ما تَقولُ يا أَبا جَعْفَرٍ؟ فقلْتُ : الأُدْمُ على ضَرْبَيْن : أَمَّا التي مَساكِنها الجِبال في بِلادِ قَيْسٍ فهي على وَصَف ، وأَمَّا التي مَساكِنها الرَّمْلِ في بِلادِ تَميمٍ فهي الخَوالِصُ البَياضِ ، فأَنْكَر يَعْقوبُ واسْتَأْذَنَ ابنُ الأَعْرَابيّ على تَفِيئَةِ ذلِكَ ، فقالَ أَبو أَيوب : قد جَاءَكم مَنْ يَفْصِل بَيْنكم ، فدَخَلَ ، فقالَ له أَبو أَيوب : يا أَبا عَبدِ اللهِ ، ما تَقولُ في الأُدْمِ من الظِّباءِ؟ فتكلَّمَ

__________________

(١) ديوانه ط بيروت ص ١٧٠ واللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : لأن أفعل الخ ، كذا في اللسان أيضا ولعله : لأن أفعل من ذي الثلاثة.

(٣) اللسان والصحاح.

(*) بالأصل : أدماتة. وما أثبتناه عن اللسان.

(٤) في اللسان : وصُهبتها.

(٥) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : أبي الوزير.

١٠

كأنّما يَنْطِق عن لسانِ ابنِ السِّكِّيت ، فقلْتُ : يا أَبا عَبْدِ اللهِ ، ما تَقولُ في ذِي الرُّمَّةِ؟ فقالَ شاعِرٌ ، قلْتُ : ما تَقولُ في قصِيدتِهِ (١) صَيْدَح؟ قالَ : هو بها أَعْرَف منها به ، فأَنْشَدْته :

من المُؤْلِفاتِ الرَّمْل أَدما حُرَّةٌ

شُعاعُ الضُّحَى في مَتْنها يَتَوَضَّح (٢)

فسكَتَ ابنُ الأَعْرَابيِّ ، وقالَ : هي العَرَبُ تَقولُ ما شاءَتْ.

وقالَ ابنُ سِيْدَه : الأُدْمُ من الظِّباءِ بيضٌ يَعْلوها جُدَدٌ فيها غُبْرةٌ زادَ غبرُهُ : وتسكُنُ الجِبالَ ، قالَ : وهي على أَلْوان الجِبالِ.

وآدَمُ ، صَفِيّ اللهِ ، أَبو البَشَرِ ، صلواتُ اللهِ عليه وعلى ولدِه محمدٍ وسلامُهُ ، وشَذَّ أَدَمُ محرَّكةٍ ، ومنه قَوْل الشَّاعِرِ :

الناسُ أَخْياقٌ وشَتَّى في الشِّيَمْ

وكلُّهم يَجْمَعُهم بيتُ الأَدَمْ(٣)

قيلَ : أَرادَ آدمَ ، وقيلَ : أَرادَ الأَرضَ ، ج أَوادِمُ.

قالَ الجوْهَرِيُّ : آدَمُ أَصْلُه بهَمْزَتَيْن لأَنَّه أَفْعَل ، إلَّا أَنَّهم لَيَّنُوا الثانِيَةَ ، فاذا احْتَجْت إلى تحْرِيكِها جَعَلْتها واواً وقلْتَ أَوادِم في الجَمْع ، لأنه ليسَ لها أَصْلٌ في الياءِ مَعْروفٌ ، فَجُعِل الغالِبُ عليها الواوُ عن الأَخْفَش.

قالَ ابنُ بَرَّي : كلُّ أَلِفٍ مَجْهولَة لا يُعْرَف عمَّا ذا انْقِلابُها ، وكانت عن هَمْزة بعدَ هَمْزة يدْعُو أَمْرٌ إلى تحْريكِها فإنَّها تُبْدَل واواً حملاً على ضَوارِب وضَوَيْرب ، فهذا حكمُها في كَلامِ العَرَبِ إلَّا أَنْ تكونَ طَرَفاً رابعَةً فحينَئِذٍ تُبْدَل ياءً.

واخْتُلِف في اشْتِقاقِ اسمِ آدَم فقالَ بعضُهم : سمِّيَ آدَمَ لأنَّه خُلِق من أَدَمَةِ الأَرْضِ ، وقالَ بعضُهم : لأُدْمةٍ جَعَلَها اللهُ فيه.

وقالَ الزَّجَّاجُ : يقولُ أَهْلُ اللُّغةِ لأَنَّه خُلِق من تُرابٍ ، وكذَلِكَ الأُدْمَةُ إنَّما هي مُشَبَّهة بلَوْنِ التُرابِ ، وقَوْلُ الشاعِرِ :

سادُوا المُلُوكَ فأَصْبَحوا في آدَمٍ

بَلَغُوا بها غُرَّ الوُجوهِ قُحُولا

جعلَ آدَمَ اسْمَ قَبيلَةٍ لأَنَّه قالَ بلَغُوا بها ، فَأَنَّثَ وجَمَعَ وصَرَفَ آدَمَ ضَرُورَةً.

قالَ الأَخْفَش : لو جعلت في الشِّعْرِ آدَمَ مع هاشِمَ لجازَ.

قالَ ابنُ جنِّي : وهذا الوَجْهُ القويُّ لأنَّه لا يحقَّقُ أَحدٌ هَمْزَةَ آدَم ، ولو كانَ تحْقِيقُها حَسَناً لكانَ التَّحقيقُ حَقِيقاً بأَنْ يُسْمَع فيها ، وإذا (٤) كانَ بَدلاً البتَّة وَجَبَ أَن يُجْري على ما أَجْرَتْه عليه العَرَب من مُراعَاةِ لفظِه وتَنزيل هذه الهَمْزَة الأَخِيرَة مَنْزِلَة الأَلِفِ الزائِدَةِ التي لا حظَّ فيها للهَمْزِ نحو عالمٍ وصابِرٍ أَلا تَراهم لمَّا كسَّروا قالوا آدَم وأَوَادِم كسالِمَ وسَوالِم.

قالَ شيْخَنا والصَّحيحُ أَنَّه أَعْجَميّ كما مالَ إليه في الكشَّافِ قائِلاً إنَّه فاعِلٌ كآرَز ، وجَرَى في المُفَصّل على أَنَّه عَرَبيُّ ووَزْنه أَفْعَل من الأدْمَةِ أَو مِن الأدِيم ومَنَعه حينَئِذٍ للعِلْمِيَّةِ والوَزْنِ.

وقالَ الطَّبَري : هو مَنْقولٌ مِن فِعْلٍ رُبَاعيّ كأَكْرَم ، وتَعَقَّبه الشَّهاب في شرْحِ الشّفاء.

وذَكَرَ فيه الإمامُ السّهيليّ في الرَّوْض ثلاثَةَ أَقْوالٍ : سِرْيانيّ أَو عبْرانيّ أَو عَرَبيّ مِن الأَدَمَةِ أَو الأدِيم كما روى عن ابنِ عَبَّاس.

وقالَ قُطْرب : لو كانَ مِن أَدِيم الأرْضِ لكانَ وَزْنه فاعِل والهَمْزَة أَصْليَّة فلا مانِعَ لصَرْفِه.

ونَظَرَ فيه السّهيليّ بجَوَازِ كَوْنِه مِن الأديمِ على وَزْن أَفْعل بإدْخالِ الهَمْزةِ الزائِدَةِ على الأَصْليّة.

وبَسطَ القَوْل فيه الشّهاب في العِنايَةِ في أَوائِلِ البَقَرةِ وأَبو بكْرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بن آدَمَ الشاشِيُّ الآدَمِيُّ بالمدِّ نِسْبَه إلى جَدَّه المَذْكُور : مُحَدَّثٌ رَحَّال سَمِعَ محمدَ بن عبدِ اللهِ الغزيّ وأبا حاتِمٍ ، هكذا ضَبَطَه الحافِظُ.

والأَدَمانُ ، محرّكةً : شجرٌ ، حَكَاها أَبو حَنيفَةَ ، قالَ : ولَم أَسْمَعْها إلَّا مِن شُبَيْل بنِ عزرَةَ.

__________________

(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : قصيدته صيدح ، كذا في اللسان ، ولعله : قصيدته في صيدح ، لأن صيدح اسم ناقته ..

(٢) اللسان والتهذيب وفيهما : أدماء

(٣) اللسان.

(٤) عن اللسان وبالأصل «إذ».

١١

والأَدَمانُ : عَفَنٌ في النَّخْلِ كالدَّمانِ وسَيَأْتي في موْضِعِه.

وقيلَ : الأَدَمانُ سَوادٌ في قَلْب النَّخْلَةِ وهو وَدِيُّه ، عن كراع ولم يَقُل أَحَدٌ في القَلْب إنَّه الوَدِيُّ إلَّا هو.

وأُدَمَى على فُعَلَى ، والأُدَمَى ، بالَّلامِ كأُرَبَى ، قالَ ابنُ خالَوَيْه : ليسَ في كَلامِ العَرَبِ فُعَلَى بضمٍ ففتحٍ مَقْصوراً غَيْر ثلاثَةِ أَلْفاظٍ : شُعَبَى : اسمُ مَوْضِعٍ وأَرَبَى : اسمُ للداهِيَةِ ، وأُدَمَى : اسمُ ع ، وأَنْشَدَ :

يسبقن بالأدمى فراخ تنوفة

وفُعَلَى هذا وَزْن يخْتصُّ بالمُؤَنَّث.

وقيلَ : الأُدَمَى أَرضٌ بظَهْرِ اليَمامَةِ.

وقالَ بعضُهم : اسمُ جَبَلٍ بفارِسَ.

وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ : أَرضٌ ذاتُ حِجارَةٍ في بلادِ قشير ، قالَ الكِلَابِيُّ (١) :

وأَرْسَل مَرْوانُ الأسيرُ رَسُولَه

لآتِيَهُ إنّي إذا لمضَلَّلُ

وفي ساحَةِ العَنْقاء أَو في عَمَايَة

أَو الأُدَمَى مِن رَهْبَةِ المَوْتِ مَوْئل

وقالَ أَبو سَعيدٍ السكَّرِي في قَوْلِ جَريرٍ.

يا حبَّذا الجزع بينَ الدَّام والأُدَمى

فالرَّمْثُ في برقَة الرُّوْحان فالغَرَفُ (٢)

الدَّام الأُدَمَى مِن بلادِ بِني سَعْدٍ وبَيْتُ الكِلَابيّ يدلُّ على أنَّه جَبَلٌ وقالَ أَبو خِرَاش الهُلَاليُّ :

تَرَى طالِبي الحَاجَات يَغْشَون بَابَه

سرَاعاً كما تَهْوِى إلى أُدَمَى النَّحْلُ (٣)

قالُوا في تفْسِيِرهِ : أُدَمَى جَبَلٌ بالطَّائِفِ.

وقالَ محمدُ بنُ إدْريِسِ : الأُدَمَى جَبَلٌ فيه قَرْيَةٌ باليَمامَةِ قرِيِبَةٌ مِن الدَّامِ ، وكِلاهُما بأَرْضِ اليَمامَة ، فَتَلَخَّص من هذا أَنَّ فيه أَقْوالاً فقيلَ : جَبَلٌ بأَرْضِ فارِسَ أَو بالطَّائِفِ أَو باليَمامَةِ ، أَو أَرْضٌ ببلادِ بني سَعْدٍ أَو بظَهْرِ اليَمامَةِ أَو ببِلادِ بنِي قشيرٍ ، أَو جَبَلٌ فيه قَرْيَةٌ باليَمامَةِ ، ففي كَلامِ المصنِّفِ قُصورٌ بالِغٌ لا يَخْفى.

والإيدامَةُ ، بالكسْرِ : الأَرضُ الصُّلْبَةُ بلا حِجارَةٍ مَأْخُوذَة مِن أَدِيمِ الأَرْضِ وهو وَجْهُها.

وقالَ ابنُ شُمَيْل : هي مِن الأَرْضِ السَّنَد الذي ليسَ بشَدِيدِ الإشْرافِ ، ولا يكونُ إلَّا في سُهولِ الأرْضِ ، وهي تنبتُ ولكن في نَبْتِها زيمٌ (٤) ، لِغِلَظِ مَكانِها وقلَّةِ اسْتِقْرارِ الماءِ فيها ، ج أَيادِيمُ ، ووَهِمَ الجَوْهرِيُّ في قوْلِهِ لا واحِدَ لها.

ونَصّ الجَوْهرِيِّ : الأيادِيمُ مُتونُ الأَرْضِ لا واحِدَ لها.

قالَ شيْخُنا : مِثْلُ هذا لا يكونُ وهْماً ، إنّما يقالُ فيه ، إذا صحّ ، قُصورٌ أَو عَدمُ اطِّلاعِ ونحْو ذلِكَ ، على أَنَّ إنْكارَه ثابِتٌ عن جماعَةٍ من أَئِمَّةِ اللّسانِ ، وعلى المثبتِ إقامَةِ الدَّليلِ ولا دَلِيل فالواهم ابن أخت خالته.

* قلْتُ : وهذا مِن شيخِنا غَرِيبٌ ، فقد صَرَّحَ ابنُ بَرِّي أَنَّ المَشْهورَ عنْدَ أَهْلِ اللُّغةِ أَنَّ واحِدَها إيدامَةٌ ، وهي فِيعَالَة مِن أَدِيمِ الأَرْضِ ، وكذا قالَ الشَّيْبانيّ واحِدُها إيدَامَةٌ في قَوْلِ الشاعِرِ :

كما رَجَا من لعابِ الشمْسِ إذ وَقَدَتْ

عَطْشانُ رَيْعَ سَراب بالأَيادِيمِ(٥)

وقالَ الَأصْمَعِيُّ : الإيدامَةُ أَرْضٌ مُسْتَوِيةٌ صُلْبَة لَيْسَتْ بالغَلِيظَة ، وجَمْعُها الأيادِيمُ ، قالَ : أُخِذَت مِن الأدِيمِ ، قالَ ذو الرُّمَّةِ :

كأَنَّهُنَّ ذُرى هَدْيٍ بمجوبة

عنها الجِلالُ إذا ابْيَضَّ الأيادِيمُ(٦)

وابْيِضاضُ الأيادِيمِ للسَّراب : يعْنِي الإِبِلَ التي أُهْدِيَت إلى مكَّة جُلِّلَتْ بالجِلالِ. وهكذا نَصَّ عليه الصَّاغانيُّ أَيْضاً. فأَيُّ دَلِيلِ أَثْبَت مِن أَقْوالِ هذه الأَئِمَّة ، فتدَبَّر واللهُ تعالَى أَعْلَم.

ومِن المجازِ : ائْتَدَمَ العودُ إذا جَرَى فيه الماءُ ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.

__________________

(١) في معجم البلدان : قال القتال الكلابي ، وذكر البيتين.

(٢) معجم البلدان وفيه «من برقة».

(٣) ديوان الهذليين ٢ / ١٦٦ ومعجم البلدان.

(٤) اللسان : زمر.

(٥) اللسان.

(٦) اللسان وفيه محوبة بدل مجوبة.

١٢

والأَدَمُ ، محرَّكةً : القَبْرُ ، وأَيْضاً : التَّمْرُ البَرْنيُّ ، كَما في العُبَابِ ، وبالقَبْر فسِّرَ أَيْضاً قَوْلُ الشاعِرِ السابقِ.

وكُلُّهم يَجْمَعُهم بيتُ الأَدَمْ

وأَمَّا تَسْمِيته التَّمْر البَرْنيّ الأَدَم فلعلَّه على التَّشْبيهِ بالأدَام.

وأَدَمُ : ع قُرْبَ ذي قارٍ ، وهناك قُتِلَ الهامُرْزُ.

وأَيْضاً : ع قُرْبَ العَمْقِ.

قالَ نَصْر : وأَظنُّه جَبَلاً.

وأَيْضاً : ة بِصَنْعاءَ باليَمَنِ.

وأَيْضاً : ناحِيةٌ قُرْبَ هَجَرَ من أَرْضِ البَحْرَيْن.

وأَيْضاً : ناحِيَةٌ من عُمانَ الشَّمالِيَّة (١) فيها شَمَائلِ.

وأُدَيِّمٌ ، كغُلَيِّمٍ : أَرْضٌ بين السَّراةِ وتِهامَة واليَمَنِ ، هكذا في النسخِ وفيه غَلَطٌ في الضَّبْطِ والتّفْسيرِ وتِكْرَار ، وذلِكَ لأنَّ ياقوتاً ضَبَطَه كزُبَيْرٍ وقالَ : هي أَرضٌ تُجاوِرُ تَثْلِيث ، وقد سَبَقَ هذا للمصنِّفُ بعَيْنِهِ ، ثمَ قالَ : تَلي السَّراة ، فصحَّفَه المصنِّفُ وجَعَلَه بينَ السَّراة ، ونَصّ ياقوت بَعْدَ قَوْلِه تَلى السَّراة بينَ تِهامَةَ واليَمَنِ فتَأمَّل ذلِكَ وأَنصف. قالَ : وهي التي كانت مِن دِيارِ جُهَيْنَة وجَرْم قَدِيماً.

وأُدَيِّمُ أَيْضاً : ع عنْدَ وادِي القُرَى ، وهذا أَيْضاً ضَبَطَه نَصْر كزُبَيْرٍ وزادَ : مِن دِيارِ عذْرَةَ ، قالَ : وكانت لهم بها وَقْعَة مع بنِي مُرَّة.

وأُدْمامُ بالضَّمِّ (٢) : د بالمَغْرِب. قالَ ياقوتُ : وأَنا منه في شَكٍّ.

ومِن المجازِ : أَطْعَمْتُكَ مَأْدُومي أَي أَتَيْتُكَ بعُذْرِي ، وقد جَاءَ في قَوْل امرَأَةِ دُرَيْد بنِ الصّمَّةِ حينَ طَلَّقها : أَبا فلانٍ : أَتُطَلِّقُني ، فو الله لقد أَبْتَتْتُك مَكْتُومي وأَطْعَمْتُك مَأْدُومي : يقالُ : إنَّما عَنَت بالمَأْدُومِ الخُلُق الحَسَن.

* وممَّا يُسْتدركُ عليه : الأُدْمُ ، بالضمِ : ما يُؤْكَلُ بالخُبْزِ أَيَّ شي‌ءٍ كانَ ، والجَمْعُ آدَامٌ ، وقد ائْتَدَمَ به إذا اسْتَعْمَلَه.

وأَدَّمَه تأْدِيماً : كَثَّر فيه الإدَامَ ، وبه رُوِي حَدِيْث أَنَس السابِقُ أَيْضاً.

وفي حَدِيْث خَدِيْجة ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنها : «فو الله إنَّك لتَكْسِبُ المَعْدُوم وتُطْعِم المَأدُوم» ، أي الطَّعام الذي فيه إدَامٌ ، عَنَت سَماحَةَ نفْسه ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بالجودِ والقِرَى.

وآدَمَ القومَ ، بالمدِّ : أَدَمَ لهم خُبْزَهم ، لُغَةٌ أَدَمهم ، أَنْشَدَ يَعْقوب في صفَةِ كِلابِ الصَّيْدِ :

فهي تُبارِي كلَّ سارٍ سَوْهَقِ

وتأدم القوم إذا لم تُغْبقِ (٣)

وهو أُدمَةٌ لفلانٍ ، بالضمِ : أَي أُسْوةٌ ، عن الفرَّاءِ ، لُغَةٌ في الأدمة والأدمة.

ويُسْتعارُ الأدِيمُ للحَرْب ، قالَ الحارِثُ بنُ وَعْلَة :

وإيَّاك والحَرْبَ التي لا أَدِيمها

صحيحٌ وقد تُعْدَى الصِّحاحُ على السُّقْمِ (٤)

إنَّما أَرادَ لا أَدِيمَ لها.

وفي المَثَلِ : إنَّما يُعاتَبُ الأدِيمُ ذو البَشَرةِ أَي مَن يُرْجَى وفيه مُسْكَةٌ وقُوَّةٌ ويُراجَعَ مَن فيه مُراجَعٌ.

وأَدَمْتُ الأَدِيمَ أَي قَشَرْته كَشَفْته وبَشَرْته : وآدَمْتُه ، بالمدِّ بَشِرْتُ أَدَمَتَهُ.

وأَدِيمُ الليلِ : ظُلْمَتُهُ ، عن ابن الأعْرَابيِّ ، وأَنْشَدَ :

قد أَغْتَدِي والليلُ في حَرِيمِه

والصُّبْحُ قد نَسَّمَ في أَدِيمهِ(٥)

وهو مجازٌ. ويقالُ : ظلَّ أَدِيمُ الليلِ قائماً ، يَعْنُونَ كُلَّه.

وفلانٌ بَرِي‌ءُ الأدِيم ممَّا لُطِخَ به ، وهو مجازٌ.

والأَدْمَةُ : الحُمْرَةُ ، كذا بخطّ أَبي سَهْلٍ ، ورجُلٌ آدَمُ : أَحْمر اللَّوْنِ.

__________________

(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : فيها شمائل ، عبارة ياقوت : يليها شمائل» كذا ، وفي ياقوت : تليها شمليل.

(٢) قيدها ياقوت بالضم ثم الفتح ثم ميم وألف وميم أخرى.

(٣) اللسان وفيه : وتؤدِم.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان وفيه : «جريمة ... قد نَشَّم».

١٣

ويقالُ : الْأُدْمَةُ في الإِبِلِ : البَياضُ الشَّدِيدُ ، قالَ الأخْطلُ في كعْبِ بنِ جُعَيْل :

فإنْ أَهْجُهُ يَضْجَرْ كما ضَجْرَ باذِلٌ

من الأَدْمِ دَيْرَت صَفْحَتاه وغارِبُهْ (١)

كما في الصِّحاحِ.

وأُدْماءُ ، بالضمِ والمدِّ : مَوْضِعٌ بينَ خَيْبَرَ ودِيارِ طيِّ‌ءٍ وثم غدير مطرق ، قالَهُ ياقوتُ.

واسْتَأْدَمَهُ : طَلَبَ منه الإِدَامَ فَأَدمَهُ.

وطَعامٌ أَدِيمٌ مَأْدُومٌ.

وأُدْمان كعُثْمان شعْبةٌ تدفع عن يمين بَدْرٍ بينهما ثلاثَةُ أَمْيالٍ ، قالَهُ يَعْقوب ، وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ :

لمن الديارُ بأبرق الحنّان

فالبُرْق فالهضبان من أدمان(٢)

وأَدَمٌ ، محرَّكةً أَوَّل مَنْزلٍ من وَاسط للحجَّاجِ القاصِدِيْن مكَّة.

وأُدُمٌ بضمَّتَيْن : قَرْيةٌ بالطائِفِ.

ومِن الكِنايَةِ : ليسَ بينَ الدَّرَاهم والَأدَمِ مثلُه ، أَي بينَ العِراقِ واليَمَنِ لأنَّ تَبايُعَ أَهْلهما بالدَّرَاهم والجُلُودِ (٣) ، كذا في الأساسِ.

والأدَميُّ ، محرَّكةً : مَنْ يَبيعُ الجُلُودَ وإليه نُسِبَ إبْراهيمُ بنُ رَاشِدٍ ، ودَاود بنُ مُهْران ، وأَبو الحَسَن عليُّ بنُ الفَضْل ، وأَبو قتيبةَ مُسْلم بنُ الفَضْل وغيرُهم (٤).

[أرم] : أَرَمَ ما على المائدةِ يَأْرِمُهُ : أَكَلَهُ ، عن ثَعْلَب ، زادَ غيرُه : فَلَمْ يَدَعْ شَيئاً.

وقالَ أَبو حَنيفَةَ : أَرَمَتِ السَّاعةُ المَرْعَى تَأْرِمُه : أَتَتْ عليه حتى لم تدَعْ منه شَيئاً وهو مِن حَدِّ ضَرَبَ ، ومُقْتَضَى اصْطِلاح المصنِّفِ أَنَّه مِن حَدِّ نَصَرَ ، وليسَ كذلِكَ.

وأَرَمَ فلاناً يَأْرِمُه أَرْماً : لَيَّنَهُ ، عن كراعٍ.

وأَرَمَتِ السَّنَةُ القَوْمَ تَأْرِمُهم أَرْماً : قَطَعَتْهُم.

ويقالُ : أَرَمَت السَّنَةُ بأَمْوالِنا أَي أَكَلَتْ كلَّ شي‌ءٍ ، فهي أَرِمةٌ أَي مُسْتأْصِلَةٌ.

وأَرم الشَّي‌ءَ يَأْرِمُه أَرْماً : شَدَّه ، قالَ رُؤْبَة :

يَمْسُدُ أَعْلى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ (٥)

ويُرْوَى بالزَّاي.

وأَرَمَ عليه يَأْرِم : عَضَّ عليه.

وأَرَمَ الحَبْلَ يَأْرِمُه أَرْماً : إذا فَتَلَه فَتْلاً شَدِيداً.

والأُرَّمُ ، كرُكَّعٍ : الأَضْرَاسُ ، كأَنَّه جَمْعُ آرِمٍ ، قالَهُ الجوْهَرِيُّ.

ويقالُ : فلانٌ يَحْرُقُ عليك الأرَّم إذا تغَيَّظ فَحكَّ أَضْرَاسَه بعضها ببعضٍ.

وفي المُحْكَمِ : قالوا وهو يَعْلُك عليه الأَرَّم أَي يَصْرِف بأَنْيابِه عليه حَنَقاً ، قالَ :

أَضْحَوا غِضاباً يَحْرُقُونَ الأُرَّما (٦)

وقالَ أَبو رِياشٍ : الأُرَّمُ الأَنْيابُ.

وقيلَ : الأَرَّمُ أَطْرافُ الأَصابعِ ، عن ابنِ سِيْدَه.

وقالَ الجوْهَرِيُّ : ويقالُ : الأُرَّمُ الحِجارَةُ.

وقالَ النَّصْر بنُ شُمَيْل : سَأَلْت نوحَ بن جَريرِ بنِ الخَطَفَى عن قَوْلِ الشاعِرِ :

يَلُوكُ من حَرْدٍ عليَّ الُأرَّمَاء (٧)

__________________

(١) اللسان ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ضجر ودبرت ، يقرآن باسكان الضاد والباء».

(٢) معجم البلدان.

(٣) في الأساس : والأدم.

(٤) قبل مادة أرم ، هنا يوجد سقط في نسخة الشارح وهي مادة نصها في القاموس : أَذْيَمُ الثَّعْلَبِيُّ ، كزُبَيْرٍ : صحابيُّ

(٥) اللسان «أرم» وقبله فيه في مادة أجم :

تطبخه ضروعه وتأدمه

(٦) اللسان وقبله :

أنبئت أحماء سليمى إنما

وبعده :

ان قلت : أسقى الحرتين الديّما

وانظر الصحاح والتهذيب والمقاييس ١ / ٨٦.

(٧) اللسان والتهذيب والمقاييس ١ / ٨٥ وفيها : الأرمّا.

١٤

قالَ : الحَصَى.

قالَ ابنُ بَرِّي : ويقالُ : الأُرَّمُ الأنْيابُ هنا.

وأَرْضٌ مَأْرُومةٌ وأَرْماءُ : لم يُتْرَك فيها أَصلٌ ولا فَرْعٌ.

وفي العُبَابِ : أَرْضٌ أَرْماءُ ليسَ بها أَصْلُ شَجَرٍ كأَنَّها مَأْرُومةٌ.

والآرامُ ، بالمدِّ : الأَعلامُ تُنْصَبُ في المَفاوِزِ يُهْتَدَى بها ، قالَ لَبيدُ :

بأحِزَّةِ الثَّلَبُوتِ يُرْبَأ فَوْقُهَا

قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُها آرامُها(١)

أَو خاصٌّ بعادٍ أَي بأعْلامِهِم ، الواحِدُ إرَمٌ ، كعِنَبٍ ، كما في الصِّحاحِ.

وأَرِمٌ ، مِثْل كَتِفٍ ، وإِرَمِيٌّ ، كعِنَبيٍّ ، نَقَلَهما ابنُ سِيْدَه ، ويُحَرَّكُ عن اللّحْيانيّ.

وأَيْرَمِيٌّ عن الأزْهرِيّ. قالَ : سَمِعْتهم يقُولُونَه للعَلَم فَوْقَ القَارَةَ.

ويَرَمِيُّ محرَّكةً ، عن اللّحيانيّ.

والأُرُومُ : الأَعْلامُ تُنْصَبُ في المُفاوِزِ جَمْعُ إرَم كعِنَبٍ كضِلَعٍ وأضْلاعٍ وضَلُوعٍ. وكانَ مِن عادَةِ الجاهِليَّةِ أَنَّهم إذا وَجَدوا شَيئاً في طَريقِهم لا يمْكِنهم اسْتِصْحابُه تَرَكوا عليه حِجارَةً يَعْرفُونَه بها حتى إذا عادُوا أَخَذُوه.

وفي حَدِيْث سلمَةَ بن الأَكْوَع : «لا يَطْرحون شَيئاً إلَّا جَعَلْت عليه آرَاماً».

وقيلَ : الْأُرُومُ قُبورُ عادٍ ، وعَمَّ به أَبو عُبَيْدٍ في تفْسِيرِ قَوْل ذِي الرُّمَّة :

وساحِرة العُيون من المَوامِي

تَرَقَّصُ في نَواشِرِها الأُرُومُ

فقالَ : هي الأَعْلامُ.

والأُرُومُ من الرَّأْسِ : حُروفُه ، جَمْعُ أُرمةٍ بالضمِ على التَّشْبيهِ بالأعْلامِ. وإرَمُ وأَرَامُ ، كعِنَبٍ وسَحابٍ : والِدُ عادٍ الأُوْلَى أَو الأَخِيرةِ ، أَو اسمُ بَلْدَتِهِم التي كانوا فيها ، أَو أُمِّهِم ، أَو قَبِيلَتِهم. مَنْ تَرَكَ صَرْف إرَمٍ جَعَلَه اسْماً للقَبِيلَةِ. وفي التَّنْزِيلِ : بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (٢) قالَ الجوْهرِيُّ : مَن لم يُضِف جَعْلَ إرَمٍ اسْمَه ولم يَصْرِفه لأنَّه جَعَل عاداً اسم أَبِيهم ، ومَن قَرَأَه بالإضَافَةِ ولم يَصْرِفه جَعَله اسم أُمّهم أو اسم بَلْدةٍ.

وقالَ ياقوتُ نَقْلاً عن بعضِهم : إرَم لا يَنْصَرِف للتَّعْريفِ والتَّأْنِيث لأنَّه اسمُ قَبِيلَةٍ ، فَعلَى هذا يكونُ التَّقْدير إرَم صَاحِب ذات العِمادِ ، لأنَّ ذاتَ العِمادِ مَدِينَةٌ ، وقيلَ : ذاتُ العِمادِ وَصْف كما نَقولُ القَبِيلَة (٣) ذات الملك.

وقيلَ : إرَمُ مَدينَةٌ فعَلَى هذا يكونُ التَّقْديرُ بعادٍ صاحِب إرَم. ويُقْرَأُ (بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) بالجَرِّ على الإضَافَةِ ، ثم اخْتَلَف فيها مَن جَعَلَها مَدِينَة فمنهم مَنْ قالَ : هي أَرْضٌ كانتْ وانْدَرَسَتْ فهي لا تُعْرَفُ ، وقيلَ دِمَشْقُ ، وهو الأكْثَر ، ولذلِكَ قالَ شَبيبُ بنُ يَزِيدِ بنِ النّعْمان بنِ بشير :

لولا الذي عَلِقَتْني من علائِقِها

لم تُمْسِ لي إرَمُ داراً ولا وَطَنا (٤)

قالوا : أَرادَ دِمَشْق ، وإيَّاها أَرادَ البُحْتري بقَوْلِهِ :

إلى إرَمٍ ذات العِمادِ وإنّها

لموْضِع قَصْدِي مُوجِفاً وتعمُّدِي (٥)

أَو الإسْكَنْدَرِيَّة.

وحَكَى الزَّمَخْشرِيُّ أَنَّ إرَمَ بَلَدٌ ، منه الإسْكَنْدَرِيّة.

ورَوَى آخَرُون أَنَّ (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) باليَمَنِ بينَ حَضْرَمَوت وصَنْعاء مِن بِناءِ شَدَّاد بنِ عادٍ وذَكَروا في ذلِكَ خَبَراً طَويلاً لم أَذْكُره هنا خِشْيَة المَلالِ والإطَالَةِ.

أَو إرَمُ : ع بفارِسَ ، وإتْيانه بأَو للتَّنْويعِ يُشِيرُ إلى أنَّه قَوْلٌ مِن الأَقْوالِ في (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) ، وليسَ كَذلِكَ ، فالصَّوابُ

__________________

(١) ديوانه ط بيروت ص ١٦٩ والضبط عنه.

(٢) الفجر الآية ٧ وضبطت في القاموس : «إرمُ ذاتُ».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية «قوله القبيلة [وردت القليلة]» عبارة ياقوت المدينة.

(٤) معجم البلدان «إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ» وفيه : التي بدل الذي.

(٥) معجم البلدان «إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ».

١٥

أَنْ يكونَ بالواوِ ، وهو صِقْعٌ بأَذَرْبِيْجان ، وضَبَطَه ياقوتُ بالضمِ.

وإرَمُ الكَلْبَةِ أَو إرَمِيُّ الكَلْبَةِ ، وهذه عن أَبي بكْرِ بن موسَى ، ع قَرِيبٌ مِن النِّباجِ بينَ البَصْرَةِ ومكَّةَ ، والكَلْبَةُ : اسمُ امْرَأةٍ ماتَتْ ودُفِنَتْ هناك ، فنُسِبَ الإرَمُ ، وهو العَلَم ، إليها.

ويومُ إرَم الكَلْبَةِ مِن أَيَّامِهم قُتِل فيه بُجَيْرُ بنُ عبدِ الله القُشَيْريّ ، قَتَلَه قعنبُ الرِّياحِي في هذا المَكانِ.

قالَ أَبو عُبَيْدَةَ : وهذا اليومُ يُعْرَف بأَمْكِنَةٍ قَرِيب بعضُها مِن بعضٍ ، فإذا لم يَسْتَقِم الشِّعْر بذِكْرِ مَوْضِعٍ ذَكَروا مَوْضِعاً آخَر قَرِيباً منه يقوم به الشِّعْر.

وأَرَامُ ، كسَحابِ : جَبَلٌ (١) وماءُ بُدِيارِ جُذامَ بأَطْرافِ الشَّام ، هكذا في النُّسخِ وهو غَلَطٌ من وُجُوهٍ : الأوَّل : أَنَّ سِياقَهُ يَقْتَضِي أَنَّهما مَوْضِعان ، والصَّوابُ أَنَّه جَبَلٌ فيه ماءٌ.

وثانِياً : فإنَّ هذا الجَبَل قد جَاءَ ذِكْرُه في الحَدِيْث ، وضَبَطَه ابنُ الأثيرِ كعِنَبٍ ، وتَلَاهُ ياقوتُ في معْجمِهِ فقالَ : إرمٌ اسمُ عَلَم لجَبَلٍ من جِبَالِ حِسْمَى مِن دِيارِ جُذامَ بينَ أَيْلة وتيه بنِي إسْرائِيل ، عالٍ عَظيمُ العُلوِّ يَزْعمُ أَهْلُ البَادِيَةِ أَنَّ فيه كُرُوماً وصَنَوْبراً ، وكَتَبَ النبيُّ ، صلّى الله تعالَى عليه وسلّم ، لبَنِي جِعالِ بنِ رَبيعَةَ بنِ زَيْدٍ الجُذامِيِّين أَنَّ لهم إرَمَ أَقْطَعه لهم إقْطاعاً ، فاعْرِفْ ذلِكَ.

والأرَامُ : مُلْتَقَى قَبائِل الرَّأْسِ.

والأَرُومَةُ ، بالفتحِ وتُضَمُّ لُغَةٌ تَمِيمِيَّةٌ ، الأصْلُ ، ج أَرومٌ وفي الصِّحاحِ : الأَرُومُ ، بالفتحِ ، أَصْلُ الشَّجَرةِ والقَرْن ، قالَ صخرُ الغيِّ يَهْجو رَجُلاً :

تَيْسَ تُيُوسٍ إذا يُناطِحُها

يَأْلَمُ قَرْناً أَرُومه نَقِدُ (٢)

وشاهِدُ الأَرُومِ بالضمِ قَوْلُ زُهَيْرٍ :

لهم في الذَّاهبِينَ أُرُومُ صِدْقٍ

وكان لِكُلِّ ذي حَسَبٍ أُرُومُ(٣)

ورأْسُ مُؤَرَّمٌ ، كمُعَظَّمٍ : ضَخْمُ القَبائِلِ ، عن ابنِ فارِسَ.

وبَيْضَةٌ مُؤَرَّمَةٌ : واسِعَةُ الأَعْلَى ، عن ابنِ سِيْدَه.

ويقالُ : ما به أَرَمٌ ، محرّكةً ، وأَرِيمٌ ، كأَميرٍ عن أبي خيرَةَ ، وإرَمِيُّ كعِنَبيٍّ ، ويُحَرَّكُ ، وأَيْرَمِيُّ بالفتح عن أَبي زَيْدٍ ، ويُكْسَرُ أَوّلُه عن ثَعْلَب وأَبي عُبَيْد ، أَي ما به أَحَدٌ ، لا يُسْتَعْملُ إلّا في الجَحْدِ.

وقيلَ : أَي ولا عَلَمٌ ، نَقَلَه ابنُ بَرِّي عن القَزّاز ، قالَ زُهَيْر :

دارٌ لَأسْماء بالغَمْرَيْنِ ماثِلةٌ

كالوَحْيِ ليس بها من أَهْلِها أَرِمُ(٤)

ومِثْلُه قَوْلُ الآخَر :

تلك القُرونُ وَرِثْنا الأَرْضَ بَعْدَهُمُ

فما يُحَسُّ عليها منهم أُرِمُ(٥)

وجارِيَةٌ مأْرومةٌ : حَسَنَةُ الأَرْمِ ، بالفتح ، أَي مَجْدولةُ الخَلْقِ كأَنَّها فُتِلَتْ فَتلاً.

ويقالُ : أَرَما واللهِ وأَرَمَ واللهِ بمعْنَى : أَما واللهِ وأَمَ واللهِ ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

وأُرْمُ بالضَّمِّ : ع بِطَبَرِسْتانَ قُرْبَ سارِيَةَ ، وهي مَدِينَةٌ.

ويقالُ فيها أَيْضاً : أُرَمُ ، كزُفَرَ ، بَيْنها وبينَ سارِيَةَ مَرْحلةٌ ، وأَهْلُها شِيْعَة ، كذا حَقَّقه ياقوتُ ، ففي كَلامِ المصنِّفِ نَظَرٌ.

وأُرْمِيَةُ بالضَّمِّ وكسْرِ الميمِ والياء خَفِيفَة.

قالَ الفارِسِيُّ : قوْلُهم في اسمِ البَلْدَةِ أُرْمِيَة يجوزُ في قِياسِ العَرَبيَّة تَخْفِيف الياءِ وتَشْدِيدُها ، فمن خَفَّفها كانتِ الهَمْزةُ أَصْليَّةً وكانَ حكمُ الياءِ أَنْ تكونَ واواً للإِلْحاقِ ببرثن (٦) ونَحْوِه ، إلَّا أَنَّ الكلمَةَ لمَّا لم تَجى‌ء على التَّأْنِيث

__________________

(١) على هامش القاموس : صوابه وإرم كعنب : جبل فيه ماء الخ كما في ياقوت والنهاية ، فراجعها ، اه ، مصححه.

(٢) ديوان الهذليين ٢ / ٦٢ واللسان والصحاح.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٩٨ برواية : «له» بدل «لهم» واللسان.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٩٠ واللسان.

(٥) اللسان.

(٦) في معجم البلدان : بِيَبْرين.

١٦

كعنصوة أُبْدِلَت ياءً ومَنْ شَدَّدَ الياء احْتَمَلَتِ الهَمْزَةُ وَجْهَيْن : أَحَدُهما : أَنْ تكونَ زَائِدَةً إذا جَعَلْتها افْعولة من رَمَيْتُ.

والآخَرُ : أَنْ تكونَ فِعليّة إذا جَعَلْتها من أَرْم أَو أَرُوم فتكونُ الهَمْزةُ فاء.

وهو د عَظيمٌ بأَذْرَبيجانَ بَيْنه وبينَ البُحَيْرة نَحْو ثلاثَةِ أَمْيالٍ أَو أَرْبَع ، وبَيْنها وبينَ تَبْرِيز ثلاثَة أَيّام ، وبينَ اربل سَبْعة أَيَّامٍ وهي فيمَا يَزْعَمُون مَدِينَة زَرَادشت نبيّ المَجُوس.

قالَ الصَّاغانيُّ : والعامَّةُ تَقولُ : أُرْمِيّ.

قالَ ياقوتُ : والنِّسبةُ إليها أرْمويُّ وأَرمجيُّ (١) ، ومنها أَبو الفَضْل محمدُ بنُ عُمَرَ بنِ يوسفَ الأرمويّ البغدادِيُّ سَمِعَ أَبا بكْرِ الخَطِيب ، وتَفَقَّه على أَبي إسْحق الشِّيْرازي ، ومَاتَ سَنَة خَمْسمائة وسَبْع وأَرْبعِين.

وأَرُومُ ، كصَبُورٍ : جَبَلٌ لبَني سُلَيْم.

وآرَم ، كأَحْمَدَ : ع قُرْبَ المَدِينَةِ ، ويقالُ فيه أُرَيْم وسَيَأْتي.

وبِئْرُ إرْمَى ، كحِسْمَى ، قُرْبَ المدينةِ ، على ساكِنِها أَفْضَلَ الصَّلاة والسَّلام.

والأوْرَمُ ، الكثيرُ ، ويقالُ : ما أَدْرِي أَي الأَوْرَم هو ، أَي أَيُّ الناسِ هو ، وسَيُذْكَرُ في «وَرَمَ».

وآرِمُ ، كصاحِبٍ ، وضَبَطَه أَبو سعْدِ في التَّحْبيرِ ، قالَ ياقوتُ : كذا في بعضِ نسخِه كأَفْعُل بضمِ العَيْن ، د بمازَنْدَرانَ عند سارِيَةَ ، منه أَبو الفتحِ خُسْرُو بنُ حَمْزَةَ بنِ وندرين بن أَبي جَعْفرٍ الشَّيْبانيُّ المُؤَدِّبُ.

وقالَ أَبو سعدٍ في التَّحْبير : هو ساكِنُ أُرَم ، كزُفَرَ ، وهي التي تقدَّمَ ذِكْرُها.

وآرِمُ : ة قُرْبَ دِهِسْتانَ من قُرَى ساحِلِ بَحْراً بسكون ، وضَبَطَه أَبو سَعْدٍ في التَّحْبير كأَفْعُل.

وآرامٌ ، بالمدِّ ، جَبَلٌ بين الحَرَمَيْن كأَنَّه جَمْعُ أَرم وقد ذُكِرَ شاهِدُه في أبلى.

وقالَ أَبو زِيادٍ : ذاتُ آرامٍ : جَبَلٌ بدِيارِ الضِّبابِ ، وهي قنةٌ سَوْداء فيها يقولُ القائِلُ :

خلت ذاتُ آرامٍ ولم تخلُ عن عَصْرِ

وأَقْفَرها من حلِّها سَالِفُ الدَّهْر (٢)

* قلْتُ : ومنه قَوْلُ الآخر :

مِن ذاتِ آرَامِ فجَنَبي أَلعسا

وذُو آرامِ : حزم (٣) به آرامٌ جَمَعَتْها عادٌ على عَهْدِها ، قالَهُ أَبو محمدٍ الفندجانيُّ (٤) في شرْحِ قَوْل جامع بن مرقية (٥) :

أرقتُ بذي آرامِ وهناً وعادني

عدادُ الهَوَى بين العُنَاب وخنثلِ (٦)

* وممَّا يُسْتدركُ عليه :

يقالُ : ما فيه إرْمٌ وأَرْمٌ أَي ضِرْسٌ.

وأَرِمَ المَالُ ، كعَلِمَ ، فَنِيَ.

وأَرْضٌ أَرِمَةٌ ، كفَرِحَةٍ ، لا تَنْبتُ شَيئاً ، ومنه الحَدِيْث «كيفَ تَبْلُغك صَلاتُنا وقد أَرمْتَ» ، ويُرْوَى بتَشْديدِ المِيمِ ، وهي لُغَةُ بكْرِ بنِ وائِلٍ وسَيَأْتي في رمم.

والإِرَمِيُّ ، بالكسْرِ ، واحِدُ آرَامٍ ، عن اللّحْيانيّ ، وقَوْلُه أَنْشَدَه ثَعْلَب :

حتى تَعالى النِّيُّ في آرامِها

قالَ : يعْنِي في أَسْنِمَتها.

قالَ ابنُ سِيْدَه : فلا أَدْرِي إن كانت الآرَامُ في الأصْلِ الأسْنِمَة ، أَو شَبَّهَها بالآرَامِ التي هي الأَعْلام لعِظَمِها وطُولِها.

وما بالدَّارِ أَرِمٌ ، ككَتِفٍ ، أَي أَحَدٌ ، عن أَبي زَيْدٍ.

قالَ ابنُ بَرِّي : وكانَ ابنُ دَرَسْتَوَيْه يُخالِفُ أَهْلَ اللّغَةِ ويقولُ : ما بها آرِم ، على فاعِلٍ ، أَي ناصِبُ عَلَمٍ.

وإرَامُ الكِناسِ ، ككِتابٍ : رَمْلٌ في بِلادِ عبدِ اللهِ بنِ كِلابٍ.

__________________

(١) في معجم البلدان : وأُرْميّ.

(٢) معجم البلدان «الآرام» بدون نسبة مع بيت آخر.

(٣) في القاموس : حَزنٌ.

(٤) في معجم البلدان : الغنْدِجاني.

(٥) في معجم البلدان : مُرخِيَة.

(٦) معجم البلدان «الآرام» وفيه : بذي الآدام ... وحِثْيَلِ.

١٧

وأُرَمُ خاست ، كزُفَرَ ، كُوْرتَان بطَبَرِسْتانَ العُلْيَا والسُّفْلَى.

وإرْمِيمٌ بالكَسْرِ ، مَوْضِعٌ.

وأَرمى ، كأَربى ، مَوْضِعٌ ، نَقَلَه ياقوتُ ، فيكونُ رَابعاً للثلاثَةِ التي ذُكِرَتْ في أَرَمِيّ.

وبِناءٌ مَأْرُومٌ ، أَي مُحْكَم.

والأُرْمَةُ ، بالضم ، القَبِيلَةُ.

وقالَ النَّضْرُ : الزِّمَامُ يُؤَارَمُ على يُفَاعَل : أَي يُدَاخَلُ فَتْلُه.

وإبراهيمُ بنُ أُرمَةَ الأصْبَهانيُّ الحافِظُ ، بالضمِ وقد يمد الضمَّة فيُقالُ أُرومة.

وارميون : قَرْيَةٌ بمِصْرَ.

[أَزَمَ] : أَزَمَ يَأْزِمُ ، من حَدِّ ضَرَبَ ، أَزْماً وأُزُوماً ، بالضم ، فهو آزِمٌ وأَزُومٌ ، كصاحِبٍ وصَبُورٍ ، عَضَّ بالفَمِ كُلِّه شَديداً ، وقيلَ : بالَأنيابِ.

وقيلَ : هو أَن يَعَضَّه ثم يكرِّرَ عليه ولا يُرْسِله.

وقيلَ : هو أَنْ يَقْبِض عليه بِفِيهِ ، أَزَمه ، وأَزَمَ عليه.

وأَزَمْت يَدَ الرجُلِ أَزْماً ، وهو أَشَدُّ العَضِّ.

قالَ الأَصْمَعِيُّ : قالَ عيسَى بنُ عُمَرَ : كانت لنا بَطَّة تَأْزمِ أَي تَعَضُّ ، ومنه حَدِيْث أُحُدٍ وحَلَقةِ الدِّرْع ، «فأَزَمَ بها أَبو عُبَيْدة فجَذَبَها جَذْباً رَفِيقاً» ، أَي عَضَّها وأَمْسَكَها بين ثَنِيَّتيه ، وكَذلِكَ حَدِيْث الكَنْز والشُّجاع الْأَقْرع : «فإذا أَخَذَه أَزَم في يدِهِ» ، أَي عَضَّها.

وأَزَمَ الفَرَسُ على فَأْسِ اللِّجامِ ، أَي قَبَضَ عليه.

وأَزَمَ عليهم العامُ والدَّهرُ أَزْماً وأُزُوماً : اشْتَدَّ قَحْطُه وقَلَّ خَيْرُهُ.

وأَزَمَ العامُ القَوْمَ أَزْماً : اسْتَأْصَلَهُمْ.

وقالَ شَمِرٌ : إنَّما هو أَرَمَهم بالرَّاء.

وأَزَمَ بصاحِبِه أَزْماً ، وكَذلِكَ أَزَمَ بالمَكانِ أَي لَزِمَ.

وفي الصِّحاحِ : أَزَمَ الرجُلُ بصاحِبِه : إذا لَزِمَه ، عن أَبي زَيْد.

وأَزَمَ الحَبْلَ وغيرَهُ كالعِنانِ والخَيْط أَزْماً : أَحْكَمَ فَتْلَهُ ، والرَّاء لُغَةٌ فيه مَعْروفَةٌ.

والأَزْمُ : ضَرْبٌ مِن الضَّفْرِ (١).

وأَزَمَ عليه يَأْزِمُ أَزْماً : وَاظَبَ عليه ولَزِمَه.

وأَزَمَ بِضَيْعتِه وعليها ، حَافَظَ.

قالَ أَبو زَيْدٍ : الأُزُومُ : المُحافَظَةُ على الضَّيْعَةِ.

وأَزَمَ البابَ أَزْماً : أَغْلَقَه.

وأَزَمَ الشَّي‌ءُ : انْقَبَضَ وانْضَمَّ ، كأَزِمَ كفَرِحَ.

والأزْمُ ، بالفتحِ ، القَطْعُ بالنَّابِ وبالسِّكِّينِ وغيرِهما.

وـ الأَزْمُ : الإمْساكُ عن الاسْتِكْثارِ والحِمْيَةِ ، وبه فسِّرَ الحَدِيْث : «سَأَلَ عُمَرُ الحَارِث بن كَلْدة : ما الطِّبُّ ، قالَ : هو الأَزْمُ».

وفي النِّهايةِ : إمْساكُ الأَسْنانِ بعضها على بعضٍ.

وفي حَدِيْث الصَّلاة : «أَيُّكم المُتَكلِّم : فأَزَمَ القومُ» أَي أَمْسكُوا عن الكَلامِ كما يُمسِكُ الصَّائمُ عن الطَّعامِ ، قالَ : ومنه سُمِّيَت الحِمْيَةُ أَزْماً ، قالَ : والرِّوايَةُ المَشْهورَةُ : فَأَرَمَّ القومُ ، بالرَّاءِ وتَشْدِيد المِيْم ، ومنه حَدِيْث السِّوَاك «تَسْتَعْمله عِنْدَ تَغَيُّر الفَمِ مِن الأَزْمِ».

وقيلَ في تفْسِيرِ قَوْل ابن كَلْدة : هو تَرْكُ الأكْلِ ، وهو الحِمْيَةُ.

وقيلَ : أَنْ لا تُدْخِلَ طَعاماً على طَعامٍ.

وقيلَ : الصَّمْتُ ، كلُّ ذلِكَ قد قيلَ.

وسَنَةٌ أَزْمَةٌ ، بالفتحِ ، وأَزِمَةٌ كفَرِحَةٍ ، هكذا في النُّسخِ ، والصَّوابُ : أَزِمَةُ ، بالمدِّ كما هو نَصُّ المُحْكَمِ وغيرِه ، وأَزُومَة مِثْل مَلُولةٍ ، أَي مُجْدَبةٌ شَديدةٌ الجَدْبِ والمَحْلِ ، قالَ زُهَيْر :

إذا أَزَمَتْ بهم سَنةٌ أَزُوم (٢)

__________________

(١) الضفر أَي الفتل.

(٢) الذي في ديوانه ط بيروت ص ٩٧.

كما قد كان عودهم أَبوه

إذا أَزمتهم يوماً أَزومُ

والمثبت كرواية اللسان.

١٨

ومآزِمُ الأرضِ والفَرْجِ والعَيْشِ ، هذه عن اللَّحْيانيّ مَضايِقُها ، وكلُّ مَضِيقٍ مَأْزِمٌ كالمَأْزِلِ ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ عن أَبي مَهْدِيَّة :

هذا طريقٌ يَأْزِمُ المَآزِما

وعِضَواتٌ تَمْشُق اللهازِما (١)

الواحِدُ مَأْزِمٌ ، كمَنْزِلٍ. وفي الحَدِيْث : «إنِّي حَرَّمْت المدِينَة حَراماً ما بين مَأْزِمَيْها» ، المَأْزِمُ : المَضِيقُ في الجِبالِ حتى يَلْتَقِي بعضُها ببعضٍ ويَتَّسِع ما وَرَاءه قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة الهُذَليُّ :

ومُقامُهنَّ إذا حُبِسْنَ بِمَأْزِمٍ

ضَيْقٍ أَلَفَّ وصَدَّهنَّ الأَخشَبُ (٢)

والمَأْزِمُ ، كمَنْزِلٍ ، ويقالُ المَأْزِمان ، مُثَنّى الأُوْلَى عن الأصْمَعِيّ قالَ في سَنَد مَضِيقٌ بين جَمْعٍ وعَرَفة ، ومنه قَوْلُ ساعِدَةَ المَاضِي.

والمَأْزِمان : مَوْضِعٌ آخَرُ بين مكةَ ومِنّى ، ومنه حَدِيْث ابن عُمَرَ : «إذا كنتَ بين المَأْزِمَيْن دون مِنى فإنَّ هناك سَرْحَة سُرَّ تحتَها سَبْعون نبيّاً».

والأَزْمَةُ الأَكْلَةُ الواحِدَةُ في اليومِ مَرَّةً كالوَجْبَةِ.

والأزْمَةُ : الشِّدَّةُ والقَحْطُ ، ومنه الحَدِيْث : «اشْتَدِّي أَزْمَة تَنْفَرِجي».

ويُحَرَّكُ كالآزِمَةِ بالمدِّ الثلاثة نَقَلهنَّ الفرَّاءُ ، ج أَزْمٌ بالفتح ، كثَمْرةٍ وتَمْرٍ ، وإزَمٌ كعِنَبٍ مِثْلُ بَدْرةٍ وبِدَرٍ ، ويقالُ في تفْسِيرِ الحَدِيْث : الأَزْمَةُ : السَّنَةُ المُجْدِبَةُ. يقالُ : إنَّ الشِّدَّةَ إذا تَتَابَعَتْ نْفَرَجَتْ ، وإذا تَوالَتْ تَوَلَّتْ.

وفي حَدِيْث مُجاهِد : أَنَّ قُرَيْشاً أَصابَتْهم أَزْمةٌ شَدِيدةٌ وكان أَبو طالِبٍ ذا عِيالٍ ، وشاهِدُ الأَزْمِ بالفتحِ قَوْل أَبي خِرَاشٍ :

جَزَى اللهُ خيراً خالِداً من مُكافِى‌ءٍ

على كلِّ حالٍ من رَخاء ومن أَزْمِ(٣)

وقد يكونُ مَصْدراً لِأَزَم إذا عضَّ. والآزِمَةُ ، بالمدِّ ، النَّابُ ج أَوازِمُ كالآزِمِ ، كصاحِبٍ ، ج أُزَّمٌ ، كرُكَّعٍ ، كالأَزُومِ كصَبُورٍ ج أُزُمٌ كعُنُقٍ ، كذا في المُحْكَم.

وأَزِيمٌ ، كأَميرٍ : جَبَلٌ بالبادِيَةِ ، ويقالُ أَزْيَمُ كأَحْمَدَ.

وأَزَامٌ ، كقَطامِ : السَّنَةُ المُجْدِبَةُ ، يقالُ : قد أَزَمت أَزَامِ ، قالَ :

أَهانَ لها الطَّعامَ فلم تُضِعْه

غَداةَ الرَّوْع إذ أَزَمَتْ أَزامِ(٤)

قالَ ابنُ بَرِّي : وأَنْشَدَ أَبو عليٍّ هذا البَيْت : إذ أَزَمَتْ أَزُومُ.

والأَزُومُ والأُزَامُ ، كصَبُورٍ وغُرابٍ : المُلازِمُ للشَّي‌ءِ ، الثانِيةُ عن الصَّاغانيِّ ، وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ :

إذا مَقَامُ الصَّابِرِ الأُزَامِ

لَاقَى الرَّدَى أَو عَضَّ بالإبْهامِ (٥)

والمُتَأَزِّمُ : من أَصابَتْه أَزْمَةٌ ، ويقالُ : هو المُتَأَلَّمُ لِأَزْمةِ الزَّمانِ وشِدَّتِه ، وأَنْشَدَ عبدُ الرَّحْمن عن عمِّه الأصْمَعِيّ في رجُلٍ خَطَب إليه ابْنتَه فرَدَّهُ :

قالوا : تَعَزَّ ولَسْتَ نائِلَها

حتى تَمَرّ حَلاوَةُ التَّمْرِ

أَسْنا من المُتَأَزِّمينَ إذا

فَرِحَ اللَّمُوسُ بثائبِ الفَقْرِ (٦)

أَي لَسْنا نُزَوِّجك هذه المرْأَة حتى تَعودَ حَلاوةُ التَّمْر مَرارَةً ، وذلِكَ ما لا يكونُ ، واللَّمُوسُ الذي في نَسَبه ضَعَةٌ ، أَي أَنَّ الضَّعيفَ النَّسَب يفْرَح بالسَّنة المُجْدبةِ ليُرْغَب إليه في مالِهِ فيَنْكِحَ أَشْرافَ نِسائِهم لحاجَتِهم إلى مالِهِ.

وأَزَمُ ، محرَّكةً : ناحِيةٌ بِسيرافَ ذاتُ مياهٍ عَذْبة وهواءٍ طيِّب منها : بَحْرُ بنُ يَحْيَى بنِ بَحْرِ الأَزميُّ الفارِسِيُّ ، حَدَّثَ عن عبدِ الكريمِ بنِ رَوحِ البَصْرِيّ ، وأَبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ

__________________

(١) اللسان والصحاح.

(٢) ديوان الهذليين ١ / ١٧١ واللسان والصحاح والأساس.

(٣) شرح أَشعار الهذليين ، في زيادات شعره ٣ / ١٣٤٥ واللسان.

(٤) اللسان والمقاييس ١ / ٩٨.

(٥) ديوانه ص ١٧٦ والتكملة.

(٦) اللسان.

١٩

عليِّ بنِ عبدِ الصَّمدِ بنِ يونس الأزميُّ حَدَّثَ ببَغْدادَ ، وتُوفي بوَاسِطَ سَنَة ثلثمائة وثمان.

وأَزَمُ أَيْضاً : ع بين سُوقِ الَأهْوازِ ورَامَهُرْمُزْ ، منه محمدُ بنُ عليِّ بنِ إسْمَعيل النَّحوِيُّ المَعْروفُ بمَبْرَمان وفيها يقولُ :

من كان يأْثُرُ عن آبائِهِ شَرَفاً

فأَصْلُنا أَزَمُ اصطخمة الخور (١)

وأَزِمَ بي عليه ، كفَرِحَ ، أَي أَلَمَّ بي عليه ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

* وممَّا يُسْتدرِكُ عليه :

الَأوازِمُ : السِّنُون الشَّديدَةُ كالبَوازِمِ.

ونَزَلَتْ بهم أَزامِ وأَزُومٌ أَي شِدَّةٌ.

وتَأَزَّمَ القومُ إذا أَطَالوا الإقامَةَ بدارِهِم.

وأَزَمَ عن الشي‌ءِ : أَمْسَكَ عنه.

والمَأْزُومُ : المَفْتولُ.

والمَأْزِمُ ، كمَجْلِسٍ : مَوْضِعُ الحَرْبِ. والأَزْمُ القُوَّةُ.

وقالَ أَبو زَيْدٍ : الآزِمُ الذي ضَمَّ شَفَتَيْه.

والأَزُومُ : الأسَدُ العَضوضُ.

ومِن الغَرِيبِ قالَ الحافِظُ في التّبْصيرِ : رأَيْت بخطِّ مغلطاي نَقَلاً عن غيرِه أَنَّ أزمةَ اسمُ امْرَأَةٍ من الصَّحابَةِ أَخَذَها الطَّلْق فقالَ لها النبيُّ ، صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، اشْتَدِّي أَزْمَة تَنْفَرِجي ، وهذا ذَكَرَه أَبو موسَى المدِيني فيغَرِيبِ الحَدِيْث له وتَعَقْبَه بأَنَّه باطِلٌ.

والمَأزمان : قَرْيةٌ على فَرْسخ مِن عَسْقلان ، عن ياقوت.

[أسم] : أُسامةُ ، بالضَّمِّ مَعرِفةً ، عَلَمٌ للأسَدِ ، تَقولُ : هذا أُسَامةُ عادياً ، قالَ زُهَيْرَ بنُ أَبي سُلْمى يمْدَحُ هَرِم بن سِنَان :

ولَأَنْتَ أَشْجَعُ من أُسامَة إذ

دُعِيَتْ نَزَالِ ولُجَّ في الذُّعْرِ (٢)

هكذا أَنْشَدَه الجوْهَرِيُّ.

والأُسامةُ ، بالأَلفِ واللامِ ، لُغَةٌ فيه ، وأَنْشَدَ الأصْمَعِيُّ :

وكأَنِّي في فَحْمَة بن جمير

في نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ (٣)

زادَ اللامَ كقَوْلِه :

ولقد نَهَيتُك عن بَنات الأَوْبرِ

وقالَ الصّاغانيُّ : يجوزُ أَن يكونَ أَدْخَل عليه الأَلِفَ واللامَ للشِّعْر. أَو لأَجْلِ التَّعْظيم والتَّفْخِيم.

وأُسامَةُ بنُ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ مَوْلَى رسولِ الله ، صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحِبُّه وأُسامَةُ بنُ شريكٍ الثَّعْلَبيُّ.

وأُسامَةُ بنُ عُمَيْرٍ الهُذَليُّ.

وأُسامَةُ بنُ مالِكٍ الدَّارِميُّ.

وأُسامَةُ بنُ أَخْدَرِيٍّ الشَّفَرِيُّ ، صَحابيُّونَ ، رَضِيَ واللهُ عنهم.

وسامةُ لُغَةٌ فيه ، ومنه قَوْلُ الشاعِر :

عَلِقَتْ بساقِ سامةَ العَلَّاقَةْ (٤)

فإنَّه أَرادَ به أُسامَة ، فحَذَفَ الهَمْزَةَ.

ويقالُ أَسْماءُ العَرَبِ كُلُّها أُسامَة إلَّا اثْنَيْن يأْتِيَان في سَوَمَ. والاسْمُ يَأْتِي في «س م و» ، أَي في المُعْتل لأنَّ الألِفَ زَائِدَةٌ.

قالَ ابنُ بَرِّي : وأَمَّا أَسْماءُ اسمُ امْرَأَةٍ فاخْتُلِفَ فيه ، منهم مَن يَجْعَله فَعْلاء والهَمْزَة فيه أَصْلاً ، ومنهم مَنْ يَجْعَلها بَدَلاً من واوٍ ، وأَصْلُه عنْدَهم وَسْماً ، ومنهم مَنْ يَجْعَل هَمْزَته قطعاً زائِدَةً ويَجْعَله جَمْعَ اسمٍ سُمِّيَت به المرْأَةُ ويقوِّي هذا الوَجْه قَوْلُهم في تُصْغيره سُمَيَّة ، ولو كانَتِ الهَمْزَةُ فيه أَصْلاً لم تُحْذَفْ.

__________________

(١) معجم البلدان «أَزم» وفيه : أَصطمة الخوز.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٨ وصدره :

ولنعم حشو الدرع أَنت إذا

والمثبت كاللسان والتكملة والصحاح.

(٣) اللسان.

(٤) اللسان وقبله :

عين بكى لسامة بن لؤي

وكتب مصححه : هذا البيت من قصيدة لأعرابية ترثي بها أسامة ولها حكاية ذكرت في مادة فوق فانظرها.

٢٠