مع الخطيب ! فى خطوطه العريضة

لطف الله الصّافي

مع الخطيب ! فى خطوطه العريضة

المؤلف:

لطف الله الصّافي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات مكتبة الصدر
الطبعة: ٤
الصفحات: ١٩٤

الامراء الظالمين :

ان ناساً من امتى سيتفقهون فى الدين ويقرأون القرآن ويقولون نأتى الامراء فنصيب من دنياهم ونعتزل بديننا ولا يكون ذلك كما لا يجتنى من القتاد الا الشوك كذلك لا يجتنى من قربهم الا .... قال الراوى : كأنه يعنى الخطايا.

ونعم ما وصف به فيلسوف المعرة حال الامة مع هذه الامراء قال :

قلّ المقام فكم اعاشرامة

امرت بغير صلاحها أمرائها

ظلموا الرعية واستجازو اكيدها

فعدوا مصالحها وهم أجرائها

والاساس المتين الذى يجب ان تقوم عليه كل حكومة اسلامية لتكون شرعية يجب على الناس تأييدها ان تكون صالحة عادلة مصدر تحقيق رسالة الاسلام ومظهر نظامه الاجتماعى والسياسى والاقتصادى مجتهدة فى رفع الوية العلم والدين تضع ازمة الامور فى انظف الايدى وتعترف للجميع حقوقهم وتحترم الحريات التى منحها الاسلام ويكون رجالها خدّاماً للاسلام حرّاساً لحقوق المسلمين.

هذا وقد ايّد الشيعة الحكومات الاسلامية ، ودافعوا عن حقوق كافة المسلمين ، ودعاياتهم على الحكومات المستعمرة فى المؤتمرات العالمية وغيرها ، فالعالم الاسلامى لا ينسى مساعى الشيعة فى سبيل استقلال الجزاير المسلمة والباكستان واندونيسيا وحمايتهم عن الحكومة الجمهورية العربية فى واقعة قنال السويس ولم يكن فرح ابناء الشيعة بهذه الفتوح اقل من فرح اخوانهم ابناء الجماعة ان لم يكن أكثر.

٨١

معنى الناصب

نقل الخطيب فى ص١٥ بواسطة بعض الكتب عن كتاب مسائل الرجال مكاتبة محمد بن على بن عيسى الى الامام ابى الحسن على بن محمد بن على بن موسى الكاظم عليه السلام ، ثم فسر ما فيها من السؤال عن الناصب ، والجواب عن ذلك واستخرج من تفسيره تحامل الشيعة على الشيخين ، وانه يكفى لان يعد اى انسان ناصباً وعدواً لال البيت اذا قدمهما واعتقد امامتهما.

ان ما افترى على الشيعة ملاء به مجموعته ، اما ان لا يكون له مصدر ، واما أن ليس له مصدر سوى كتاب مجهول. او شخص مجهول ، او متن شاذ ، او مالا يؤيد دعواه الّا اذا فسره بما يوافق هواه او ما فيه كل هذه العلل ، ومن جملة ذلك هذه المكاتبة فمصدرها كتاب مسائل الرجال كتاب مجهول لم نظفر بعد الفحص الكثير على اسم جامعه ومؤلفه ، ومحمد بن على بن عيسى ايضاً مجهول ، ولم يفسرها الخطيب بما فسره الّا ليهيج به اهل السنة على الشيعة ، ويوقد نار النزاع ، ويفرق بين المسلمين ، ويوقظ الفتن الراقدة التى ترجع تمام فائدتها الى اعداء الدين ، فما تستفيد الامة من ذكر هذه الامور التى ابلاها الدهر ، وانساها الزمان؟ وما فائدة استعراض هذه المباحث الّا التفرق المنهى عنه فى الاسلام؟ وما لنا والدخول فى هذه المناقشات ، وما ذا نخسر لو حملناها على المحامل

٨٢

الصحيحة ، وما يحمل الخطيب ان يفسر مثل هذه المكاتبة التى عرفت علتها بهذا التفسير الشائك؟ وما فائدة الاهتمام فى تكثيرا الفوارق بين المسلمين ، ولم لم يكتب بعد كاتب مصلح كتاباً فى مشتركاتهم الاساسية وما اتفق عليه كلمة الكل من العقائد الاسلامية التى هى الملاك الفذ للحكم بالاسلام؟ وما يمنع الخطيب من مراجعة كتب الشيعة المعتمدة واحاديثهم الصحيحة. وفتاوى فقهائهم حتى يعرف ان الناصب عندهم وفى اصطلاحهم كما صرح به اكابر علمائهم من ينصب العداوة لاهل البيت ، ويسبّهم. ويبغضهم (١).

قال الشيخ المحدثين محمد بن على بن الحسين الملقب بالصدوق (ت ٣٨١ ه) فى « من لايحضره الفقيه » وهو احد الجوامع الاربعة التى يدور عليها فقه الشيعة الامامية فى جل ابوابه بل كلها :

والجهال يتوهمون ان كل مخالف ناصف وليس كذلك (٢)

وبعد ذلك كله نسير فى هذا البحث على نحو عام ، بحيث يظهر منه ان مجرد تخريج خبر فى كتاب لا يصحح. الاحتجاج به حتى على مؤلفه فضلا عن اهل مذهبه. فتخريج الاحاديث ، وجمعها. وحفظها مطلب وملاحظة اسنادها ومتونها ودلالة الفاظها ، وعامها ، وخاصها. ومطلقها ومقيدها : والنظر فى متابعاتها او معارضاتها. مطلب آخر.

فنقول : اولا لو كان اخراج كل رواية فى كتاب من كتب اهل السنة او الشيعة حجة عليهم وان لم تكن الرواية معتبرة عندهم حتى عند مخرجيها حسبما ذكروه فى كتب الحديث والدراية والرجال لكان حجة الشيعة

ـــــــــــــــ

(١) راجع كتاب « المعتبر » و « تذكرة الفقهاءِ » و « المنتهى » وغيرها.

(٢) من لا يحضره الفقيه ج٣ ص٢٨٥.

٨٣

على اهل السنة اقوى ، فيستندون برواياتهم عن طرقهم فى الاصول والفروع وفى صفات الله تعالى مما خالف ضرورة العقل والكتاب والسنة ويحتجون على أهل السّنة بعقائد بعض مشايخهم من المتصوفة وغيرهم مما لا نحب ذكره.

وثانياً ان الشيعة لا يعملون بالاحاديث الا بعد الفحص والتنقيب عن حال رواتها ومخرجيها وبعد حصول الاطمينان بكون رواة الحديث فى جميع الطبقات من الثقات الاثبات او حصول الوثوق بصدور الحديث من الامارات المذكورة فى محلها ، ولو كان حديثاً معارضا بحديث آخر يأخذون بما وافق منهما الكتاب والسنة القطعية ولهم فى ذلك اصول تكشف عن كمال تدقيقهم فى تمييز الاحاديث الصحاح والحسان من الضعاف ، ويعتبرون فى حجية الحديث ان يكون معمولا به بين رؤساء المذهب وقدماء الشيعة المعاصرين لأئمة اهل البيت او من قارب عصرهم فلو كان حديثاً متروكاً لم يعمل به الفقهاء اولم يعمل به الا الشاذ منهم واعرض عن الفتوى والعمل به المشهور لا يعتمدون عليه ولا يفتنون بظاهره فلا يحتج على طائفة هذ مسلكهم فى العمل بالاحاديث والاخبار بكل حديث خرجوه فى كتب الحديث فضلا عن غيره فلا ينبغى معاتبة الشيعة وغيرهم والحكم عليهم بمحض تخريج خبر فى بعض كتبهم قبل الفحص عن حال الكتاب وقبل النظر فى سند الخبر وفى متنه وانه وقع مورد القبول عند علمائهم وحكموا له بالصح والاعتبار ام لا :

وثالثاً الحديث الذى تحمله الراوى مشافهة قراءة او سماعا اقر الى الصحة والاعتبار عند الشيعة من الحديث الذى تحمله بالمكاتبة لان فـ كثير من الموارد بواسطة وقوع الاشتباه تشخيص خط المروى عـ

٨٤

وعدم حصول الوثوق بذلك ودخالة اجتهاد الراوى وحدسه فى تشخيص الخط يسقط الحديث عن الاعتبار نعم لو كانت هناك قرائن معتبرة تدل على وقوع المكاتبة وكون الكتاب بخط المروى عنه لا كلام فى اعتباره

ورابعا هب ان فى الشيعة من يتحامل على بعض الصحابة ولا يرى بأسا بحسب اجتهاده أيكون هذا مانعاً من التقريب والتجاوب؟ او يوجب خروجه عن الايمان اترى ان الله تعالى يقبل عذر بعض الصحابة فى مشاتمات وسباب وقعت بينهم بحضرة النبى صلى الله عليه واله وسلم او بعد ارتحاله الى الرفيق الاعلى وفى محاربات وقعت بينهم وشهادة بعضهم على بعض بالزنا وشرب الخمر وقتل النفس والسرقة والكفر (١) ولا يقبل عذر من يتحامل على بعضهم اجتهاداً ونزولا على حكم الادلة الشرعية فليس هذا معذوراً مأجوراً ، أليس هذا اولى بقبول عذره من الاول؟

قال ابن حزم : من سب احداً من الصحابة رضى الله عنهم فان كان جاهلا فمعذور وان قامت عليه الحجة فتمادى غير معاند فهو فاسق كمن زنى وسرق وان عاند الله تعالى فى ذلك ، ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فهو كافر ، وقد قال عمر رض بحضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم عن حاطب ، وحاطب مهاجرى بدرى دعنى اضرب عنق هذا المنافق فما كان عمر بتكفيره حاطباً كافراً بل كان مخطئاً متأولا (٢) وقال من كان على غير

ــــــــــــــ

(١) راجع اسباب النزول للواحدى ـ ص١١٨. ومسند احمد ج٢ ص٤٣٦. والباب الاول من القسم الرابع من كتاب الشفاء ، ورجع ترجمة قدامة بن مظعون فى الاستيعاب والاصابة وطبقات ابن سعد فى ترجمة ابى هريرة. وكتب التواريخ فى قتل خالد مالك بن نويرة وهما صحابيان ونكاحه زوجة مالك من ليلته.

(٢) الفصل الطبعة الاولى ج٣ ص٢٥٧.

٨٥

الاسلام وقد بلغه امر الاسلام فهو كافر ، ومن تأول من اهل الاسلام فاخطأ فان كان لم تقم عليه الحجة ، ولا تبين له الحق فهو معذور ماجور اجراً واحداً لطلبه الحق وقصده اليه مغفور له خطأه الخ (١) وقال ايضاً اما الشيعة فعمدة كلامهم فى الامامة ، والمفاضلة بين اصحاب النبى صلى الله عليه واله وسلم ، واختلفوا فيما عدا ذلك كما اختلف غيرهم (٢).

ولا ريب ان الشيعة لم تقل فى الامامة والمفاضلة ما قالت الّا بالحجج التى عندها من الكتاب والسنة ، ولو كانوا بزعم غيرهم مخطئين متأولين فهم معذورون مأجورون على كل حال ، ويأتى مزيد ايضاح لذلك انشاء الله تعالى فى بعض المباحث الآتية والله الهادى الى الصواب.

ــــــــــــــ

(١) الفصل ج٣ ـ ص٢٥٨.

(٢) الفصل ج٢ ص٢١٣.

٨٦

الدعاء الذى نقله عن مفتاح الجنان

وفى ص١٥ نقل عن مفتاح الجنان دعاء ثم فسره بما يهين بعض الصحابة ، وقال هو يعنى كتاب مفتاح الجنان بمنزلة دلائل الخيرات (١) فى بلاد العالم الاسلامى الخ.

لم اجد هذا الدعاء فى اصل من اصول الشيعة. ولم اسمع بواحد من مشايخى. ولا باحد من الشيعة يقرء هذا الدعاء ، ولم اعثر بعد عليه الّا فى كتاب الخطيب ، والكتاب الذى ذكره ليس من الكتب المعتمدة وليس له هذا الشأن والاعتبار والاشتهار فقد تفحصت عنه فى عدة من المكتبات فلم اجد فيها وفى فهارسها منه عيناً ولا اثراً.

نعم يوجد عند الشيعة كتاب دعاه اسماه مؤلفه المحدث الشيخ عباس القمى « مفاتيح الجنان » ليس فيه هذا الدعاء ، ويوجد فيه طعن شديد على الكتاب الموسوم بفتاح الجنان ولعله هو الكتاب الذى ذكره الخطيب ، وهذا الكتاب لو كان اصله من تأليف بعض الشيعة لا شك فى وقوع التصرف والدس فيه ، وذكر المحدث القمى ان فيه زيادات ليست فى كتب الادعية المعتبرة قد دسها فيه الوضاعون والمحدث المذكور صنّف المفاتيح لتخليص

ـــــــــــــــ

(١) كتاب دلائل الخيرات رايج بين العامة. وفيه اشياء تخالف السنة على ما نبه عليه بعضهم فى ذيل ص١٧ من الخطوط العريضة فى الطبعة السادسة ، ومع ذلك لم ينكر عليه الخطيب كم انكر على مفتاح الجنان ،

٨٧

المفتاح عن هذه الزوايد وما لامأخذ له فى كتب الدعاء ، وعلى كل حال فلم أر لهذا الدعاء فيما بأيدينا من كتب الشيعة رواية والادعية التى يداوم الشيعة على قرائتها هى الادعية المأثورة عن اهل البيت عليهم السلام.

ومن اراد ان يرى الشيعة فى مرآت ادعيتهم ينبغى له الرجوع الى الكتب التى صنفها علماؤهم الاجلاء كالشيخ الطوسى ، والسيد بن طاوس ، وغيرهما فى الدعاء ، وقد افردوا فى جوامعهم فى الحديث ايضاً كتباً فى الدعاء لا ترى لهذا الدعاء فيها اسماً ولا اثراً وهذه الادعية مشتملة على المطالب العالية فى المعارف والاخلاق الاسلامية ، والآداب الاجتماعية بأفصح الالفاظ وابلغ العبارات تهذب الاخلاق وتصفى الارواح وتكمل النفوس وتطهرها عن الاوساخ المادية. وتزيد فى الوعى الاسلامى. فاقرء الدعاء الذى علمه الامام زين العابدين على بن الحسين عليه السلام ابا حمزة الثمالى والدعاء الذى علمه سيدنا اميرالمؤمنين عليه السلام كميل بن زياد ، ودعاء الحسين عليه السلام فى يوم عرفة. واقرء الصحيفة السجادية وسائر الادعية حتى تعرف مبلغ ثروة الشيعة العلمية والروحية فى الدعاء. وتعرف ان الخطيب وزملاءه ممن يعيب الشيعة بدعاء صنمى قريش الذى عرفت حاله ، ويتركون هذه الادعية لايريدون الا اثارة الضغائن المدفونة بالافتراء وتتبع عورات المسلمين.

٨٨

افتراؤه على الشيعة بالتعصب للمجوسية

قال فى ص ١٦ : وقد بلغ من حنقهم على مطفىء نار المجوسية فى ايران ، والسبب فى دخول اسلاف اهلها فى الاسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه سموا قاتله ابا لؤلؤة المجوسى « بابا شجاع الدين » روى على بن مظاهر من رجالهم. عن احمد بن اسجق القمى الاحوص شيخ الشيعة وافدهم ان يوم قتل عمر بن الخطاب هو يوم العيد الاكبر ، ويوم المفاخرة. ويوم التبجيل ، ويوم الزكوة العظمى ، ويوم البركة ، ويوم التسلية الخ

الشيعة طائفة كبيرة من المسلمين منتشرون فى الممالك الاسلامية وغيرها كسوريا ، ولبنان ، وامارات الخليج ، والمملكة العربية ، والافغان. وهند ، وپاكستان ، وايران ، والعراق ، واليمن وتركيا ، وتايلاند ، واندونسيا. واوقيانيا ، وبرما ، وسائر بلاد آسيا وأوروبا وامريكا واكثر قدمائهم كانوا من عظماء المهاجرين والانصار ، والتابعين وليس جميعهم ايرانيين حتى يقال عنهم انهم سموا أبا لؤلؤة « بابا شجاع الدين » تعصباً للمجوسية ، وحنقاً على الخليفة.

ومطفىء نار المجوسية فى ايران هو مطفىء نار الكفر والشرك

٨٩

وعبادة الاوثان فى الباد العربية ، وسائر الممالك الاسلامية والسبب فى دخول اسلاف اهلها فى الاسلام هو السبب فى دخول جميع المسلمين من الصحابة وغيرهم فى الاسلام ، وليس هو الّا الرسول الاعظم سيدنا محمد صلى الله عليه واله المبعوث الى كافة الناس ، والذى ارسله رحمة للعالمين ، وبالهدى ودين الحق ، ليظهره على الدين كله ، وهو اكرم خلق الله واعزهم واحبهم الى الشيعة ، ومن كان فى قلبه حنق عليه مثقال ذرة واقل من ذلك فهو كافر عندهم خارج عن الاسلام ، والقسط الاكبر والسهم الا وفر فى نصرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لاطفاء نار الوثنية والمجوسية وسائر انواع الكتفر والشرك لاصحابه المجاهدين الاولين السابقين الصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس من المهاجرين والانصار الذين بذلوا انفسهم دونه ، وجاهدوا فى سبيل الله وقاتلوا وقتلوا كابى دجانة الانصارى وسيد الشهداء حمزة ، وجعفر الطيار ، وبطل الاسلام ومجاهده الاكبر ، رجل الحق والتضحية ، فارس الغزوات وقاتل صناديد الشرك على بن ابيطالب

وكل باحث فى التاريخ يعلم ان سبب فتوحات المسلمين بعد ارتحال النبى صلى الله عليه وآله الى الرفيق الاعلى هو ايمان المجاهدين بحقيقة الرّسالة. وخلوص عقائدهم ، وصدق نياتهم ، وقوّة عزائمهم ، وثباتهم وصبرهم عند لقاء العدو ، وحبهم للتضحية والشهادة ، والجهاد فى سبيل الله ، فهذه الفتوحات فتوحات الدين ، فتوحات الايمان والعقيدة. فتوحات التربية المحمدية. وفتوحات الامة الاسلامية لا تنسب الى شخص واحد او قوم واحد لانها ليست كغيرها من فتوحات الجبابرة مثل اسكندر ونابلئون التى ليس ورائها قصد الّا

٩٠

استعباد الناس ، وبسط السلطة والملك ، واغتصاب الاراضى وليست الغلبة فيها بالسلاح وكثرة العدة والعدد بل كان بقوة الايمان والثقة بالله ، وان النصر منه ، والارض له يورثها من يشاء من عبادة والعاقبة للمتقين.

واما دخول اسلاف اهل ايران فى الاسلام فانه لم يكن بالاكراه والاجبار حتى يوجب الحنق على من ادخلهم فيه بل كان عن كمال الاشتياق والاختيار ، فقد فتحت حقيقة دعوة الاسلام وخلوصها عن الشرك وسماحة شرايعه واحكامه ، وجامعية تعاليمه واكمليته قلوب الايرانيين الى الاسلام. وثباتهم على العقيدة الاسلامية. وشدة تمسكهم بمباديه الى اليوم ، وخدماتهم للاسلام كما تأتى الاشارة اليها سجلت فى التاريخ الاسلامى والخطيب يفترى عليهم ، ويرميهم بالتعصب للمجوس وينسى حنق المنافقين على على بن ابيطالب لانه قتل آبائهم وابنائهم واقاربهم فى سبيل الله. وحنق الامويين وغيرهم من مبغضى اهل البيت على الاسلام وعلى الامام على فلم يسند ما ظهر من الفتن الدامية بين المسلمين الى حنق هؤلاء الذين لم تذب بالاسلام عصبياتهم الجاهلية ، وبقيت قلوبهم مملوءة بالحقد والحنق على النبى صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته. وعلى المجاهدين الابطال الذين جعل الله بسيوفهم. ومجاهداتهم كلمة الاسلام هى العليا وكلمة الذين كفروا السفلى.

فراجع ما ذكره المسعودى فى مروج الذهب (١) فى حوادث سنة اثنتى عشرة ومأتين من سبب امر المامون بلعن معاوية على المنابر حتى تعرف حنق هؤلاء على الرسول صلى الله عليه واله وسلم وعلى اهل بيته.

ـــــــــــــــ

(١) ج١ ص٣٦١ و ٣٦٢.

٩١

وعلى كل حال فالمؤمنون كلهم اخوة. لافرق بين ايرانيهم وعربيهم ، وابيضهم واسودهم الا بالتقوى. قال الله تعالى : ان اكرمكم عند الله اتقيكم.

واما ذكره من رواية على بن مظاهر فهى رواية ضعيفة المتن وضعيفة السند لم نجدها فى الجوامع والاصول المعتبرة عند الامامية كما لم نجد ترجمة على بن مظاهر الذى عده الخطيب من رجال الشيعة لا فى كتب الرجال ولا فى غيرها. ولا يستغرب وجود مثل هذا النقل عن مجهول فى بعض المجاميع الكبيرة المبسوطة التى اعتاد مؤلّفوها بجمع الاخبار من غير ان يكترثوا لاعتبار اسنادها. وتحقيق متونها. وامثالها فى كتب اهل السنة ايضاً ليس بعزيز. فلا ينبغى مواخذة السنى او الشيعى بهذه الاخبار بل يجب الرجوع الى مهرة علم الحديث من علماء الفريقين العارفين وما ذكره من ان ابا لؤلؤة كان مجوسياً فلم يثبت بل قيل كما حكى عن الذهبى والطبرى انه كان نصرانياً حبشياً ، وروى انه كان مجوسيا ، وهو عم ابى الزناد الذى كان عالم اهل السنة فى المدينة ، واما مهم فى الحساب والفرائض والفقه والحديث والشعر وكان عبداً للمغيرة بن شعبة ، وهل كان معتنقا للاسلام حين ما كان فى المدينة المنورة ام لم يكن قد اسلم بعد؟ الظاهر انه اعتنق الاسلام لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امر باخراج الكفار من المدينة المنورة ومكة المكرمة ، فلو كان كافرا لم يكن مأذونا من الخليفة فى المقام بالمدينة والدخول فى مسجد النبى صلى الله عليه وآله وسلم والوقوف فى صف المصلين (١) وعلى كل لو

ـــــــــــــ

(١) كان عمر لا يترك احدا من العجم يدخل المدينة ، اولا ياذن لسبى

٩٢

كان فيمن يتولى حبيبة الرسول فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ويبالغ فى ولايتها من سمع بمقالة النظام (١) او قرأ كتاب الامامة والسياسة

ــــــــــــــــ

قد احتلم فى دخول المدينة ، فكتب اليه المغيرة وهو على الكوفة يذكر له غلاماً عنده جملة صنائع. ويستاذنه ان يدخل المدينة ، ويرغبه فى ذلك ويقول : ان عنده اعمالا كثيرة فيها منافع للناس انه حداد ، نقاش. تجار فأذن له فى دخول المدينة (راجع تاريخ الخلفاء ومروج الذهب).

فليسمح لى القارى ان اقول ان هذه القصة ليست بسيطة فما اراد المغيرة من استيذانه الخليفة ان يدخل لامه المدينة وترغيبه فى ذلك مع علمه بانه لا يأذن ذلك لمثله ولا يقبل النفس ان يكون ما ذكره المغيرة الداهية هو السبب لاستيذانه. فان مثل هذا الغلام العارف بهذه الصنايع لم يكن بقليل فى ذلك الزمان ، أليس هذا شاهدا على ان بعث الغلام كان من افاعيل السياسة وعلى تدخل المغيرة فيها امر يحتاج الى البحث والتنقيب. وذهب بعض الباحثين الى ان وراء قتل عمر بن الخطاب وغيره من الخلفاءِ كانت مؤامرات يهودية وان لكعب الاحبار الذى كان من اشد المنحرفين عن اهل البيت وكان من اصدقاء معوية ومقوية سلطانه يدا فى تدبير المؤامرة على قتل عمر ، وليس ذلك بعيد فانهم لا يزالون وراء اكثر الفتن التى اصابت المسلمين الى عصرنا هذا قاتلهم الله انى يؤفكون.

(١) نقل الشهرستانى فى الجزءِ الاول من الملل والنحل المطبوع بهامش الفصل ص٧٣ ـ انه قال : ان عمر ضرب بطن فاطمة (ع) يوم البيعة حتى القت المحسن من بطنها وكان يصيح احرقوها بمن فيها وما كان فى الدار غير على وفاطمة والحسن والحسين. (انتهى كلامه).

٩٣

لابن قتيبة (١) وغيره فسمى بزعم الخطيب ابا لؤلؤة بابا شجاع الدين لا يخرجه ذلك من الايمان ، ولا يجوز تفسيقه اذا كان عن اجتهاد بل لا يجوز تكفير قاتله ان ثبت اسلامه ولم تقم قرينة على معاندته للحق وخصومته للاسلام بل كان ذلك منه تشفياً لغيظه وغضبه على عمر لانه لم يكثر خراجه ، ولم ينتصف له بزعمه من المغيرة.

فالمسلمون لم يكفروا من نقم على عثمان من الصحابة وغيرهم ولم يكفروا قتلته ، وفى اهل السنة من لا يكفر عمران بن حطان الناصبى الذى مدح اشقى الاخرين ، وشقيق عاقر ناقة صالح عبدالرحمن بن ملجم المرادى بابياته المشهورة الخبيثة بل اخذوا عنه الحديث بل اجترأ بعضهم وعد ابن ملجم من الصحابة مع قولهم بان الصحابة كلهم عدول (٢).

ـــــــــــــــ

(١) ص١٤ ـ ١١ ج١ الطبعة الاولى.

(٢) اذا كان الصحابة كلهم عدول فما معنى الحديث الذى اخرجه البخارى ص١٣٦ ج٣ المطبوع فى المطبعة الميمنية س١٣٢٠ ، وهو الحديث الثانى من كتاب الفتن باسناده عن النبى (ص) : انا فرطكم على الحوض ليرفعن الى رجال منكم حتى اذا هويت لا ناولهم اختلجوا دونى فاقول : اى رب اصحابى فيقول : لا تدرى ما احد ثوا بعدك. وفى صحيح مسلم ج٨ ص١٥٧ ط المطبعة العامرة س١٣٣٣ باسناده عن ابن عباس قال قام فينا رسول الله خطيبا بموعظة .. (الى ان قال) الاوانه سيجاء برجال من امتى فيوخذ بهم ذات الشمال فاقول : يارب اصحابى فيقال : انك لا تدرى ما احدثوا بعدك فاقول كما قال العبد الصالح : وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت انت الرقيب عليهم وانت على كلشىءِ شهيد ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم قال فيقال لى : انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم وفى

٩٤

فمن لم يكفر امثال عمران بن حطان ، وحريز بن عثمان الرحبى الذى قال عنه يحيى بن صالح : صليت معه سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن علياً عليه الصلوة والسلام سبعين مرة (١) وغيرهما من مبغضى على بن ابيطالب (٢) ، ويأخذ منهم ، ومن شمر بن ذى الجوشن وعمر بن سعد الحديث ، ويذكر ابن ملجم فى عداد الصحابة ، كيف يعاتب الشيعة بزعم ان فيهم من يمدح ابا لؤلؤة ، ويسميه بابا شجاع الدين ، ويعد ذلك مانعاً من التقريب واتحاد كلمة المسلمين.

فام المؤمنين عايشة سجدت لقتل الامام على شكراً وقالت ماقالت

ــــــــــــ

حديث معاذ : انك لا تدرى ما احدثوا بعدك وان شئت زيادة على ذلك فراجع ايضاً صحيح مسلم « باب اثبات الحوض ج٧ ص٦٥ الى ٧١ » حتى تعرف كثرة هذه الاحاديث الصحيحة رواها خلق من الصحابة منها ما اخرجه باسناده عن انس انه (ص) قال : ليردن على الحوض رجال ممن صاحبنى حتى اذا رأيتهم ورفعوا الى اختلجوا دونى فلا قولن : اى رب اصيحابى اصيحابى ، فليقالن لى : انك لا تدرى ما احدثوا بهدك فاذا كان الصحابة كلهم عدول لا يوجد مصداق لهذه الاحاديث والايات النازلة فى المنافقين.

(١) تهذيب التهذيب ج٣ ص١٤٠

(٢) اخرج فى اسد الغابة ج٥ ص١٠١ باسناده عن يحيى بن عبدالرحمن الانصارى قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : من احب علياً محياه ومماته كتب الله تعالى له الامن والايمان ما طلعت الشمس وما غربت ، ومن ابغض علياً محياه ومماته فميتته جاهلية وحوسب بما احدث فى الاسلام اخرجه ابوموسى.

اقول : الاخبار بهذا المضمون ونحوه كثيرة متواترة.

٩٥

حتى عابها الناس (١) وهذا معاوية اظهر السرور بقتل امير المؤمنين والحسن عليهما السلام ، وسبه وامر بسبه على رؤس المنابر الم يظهر العثمانيون ، والمروانيون السرور بقتل الحسين عليه السلام واتخذوا يوم عاشوراء عيدا ووضعوا فى فضيلته الاحاديث ، فاذا كان اظهار الفرح بقتل عمر بن الخطاب سببا للفسق او الكفر او العتاب فلم لا تعاتبون ولا تكفرون هؤلاء الذين اظهروا سرورهم بقتل اهل بيت النبى والوصى عليهم السلام واتخذوا يوم قتلهم عيدا.

كانت ماتم بالعراق تعدها

اموية بالشام من اعيادها

فاذاً ما ذكره الخطيب لا يمنع من التقريب ، والتجاوب والتفاهم واتحاد الكلمة بعد الاتفاق على الاسس التى قام عليها الاسلام ، وعلى المسلمين ان لا يتركوا الاعتصام بحبل الله لهذه الآراء التى احدثتها سياسة الامراء الجبارين ، وان يتمسكوا بالدعوة المحمدية ، وهدى القرآن والسنة ويأخذوا بقوله تعالى : تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون.

فلا يجددوا هذه المناقشات ولا يخوضوا فى هذه المباحث فانه ليس عليهم حساب الاموات ، ولا ينبغى ان يكون لهم غرض الّا نشد ان الحقيقة فان الله عليم بما فى صدور العالمين.

ــــــــــــــــ

(١) هذا الطبرى وابن الاثير وغيرهما من المورخين ذكروا : لما انتهى الى عايشة قتل على (رض) قالت :

فالقت عصاها واستقرت بها النوى

كما قر عيناً بالاياب المسافر

فمن قتله؟ فقيل رجل من مراد فقالت :

فان يك نائياً فلقد نعاه

غلام ليس فى فيه التراب

فقالت زينب بنت ابى سلمة؟ ألعلى تقولين هذا؟ فقالت : انى انسى فاذا نسيت فذكرونى.

٩٦

خدمات الفرس للاسلام والمسلمين

يجب على كل مسلم فى شرق الارض وغربها ان يقدر خدمات الفرس للاسلام وعلومه ، وان يفتخر بهم وبمساعيهم الجميلة فى سبيل اعلاء كلمة الاسلام ومعارفه وآدابه ، قوم مدحهم الله فى كتابه فقال سبحانه وتعالى : ها انتم هؤلاء تدعون لتنفقوا فى سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه والله الغنى وانتم الفقراء او ان تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا امثالكم.

اخرج البغوى فى مصابيح السنة (١) عن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلا هذه الاية وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم قالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين ان تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا امثالنا ، فضرب على فخذ سلمان الفارسى ثم قال : هذا وقومه ، ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس.

واخرج ايضاً (٢) عن ابى هريرة قال : ذكرت الاعاجم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : النبى صلى الله عليه وسلم : لانابهم او ببعضهم اوثق منى بكم او ببعضكم.

ــــــــــــــ

(١) ج ٢ ص ٢٨٩.

(٢) ص ٣٠٠.

٩٧

واخرج ايضاً (١) عن ابى هريرة قال : كنا جلوساً عند النبى صلى الله عليه وسلم اذ نزلت سورة الجمعة فلما نزلت هذه : وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قالوا : من هؤلاء يا رسول الله قال وفينا سلمان الفارسى ثم قال فوضع النبى صلى الله عليه واله يده على سلمان ثم قال : لو كان الايمان بالثرّيا لناله رجال من هؤلاء. وخرج ابن الاثير فى اسد الغابة (٢) عن قيس بن سعد : لو كان العلم متعلقا بالثريا لناله ناس من فارس.

واخرج السيوطى فى مفحمات الاقران فى تفسير مبهمات القرآن (٣) (سورة الجمعة) وآخرين منهم لما يلحقوا بهم اخرج البخارى عن ابى هريرة مرفوعاً انهم قوم سلمان واخرج ابن ابى حاتم عن مجاهد قال : هم الاعاجم.

واخرج البخارى فى كتاب تفسير القرآن من صحيحه (٤) بسنده عن ابى هريرة قال : كنا جلوساً عند النبى صلى الله عليه وسلم فانزلت عليه سورة الجمعة وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قال : قلت : من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثالثاً ، وفينا سلمان الفارسى وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال : لو كان الايمان عند الثريا لناله رجال او رجل من هؤلاء واخرج مسلم نحوه فى كتاب الفضائل باب فضل سلمان.

واخرج الحافظ ابو نعيم فى كتاب ذكر اخبار اصبهان (٥) باسناده احاديث

ــــــــــــــ

(١) ص ٢٨٥ ج ٢.

(٢) ج ٤ ص ٢١٦.

(٣) ص ٤٦.

(٤) ص ٥ ١٢ ـ ج ٣.

(٥) ج١ ص ١٢ الى ١٤ ط لندن ١٩٣١.

٩٨

رويت عن النبى صلى الله عليه واله فى فضل الايرانيين وانهم المبشرون بمنال الايمان والتحقق به وان كان عند الثريا ولفظ بعضها لو كان الدين عند الثريا لذهب رجل او قال : رجال من ابناء فارس حتى يتناولوه وفى بعضها انه قال صلى الله عليه واله اعظم الناس نصيباً فى الاسلام اهل فارس لو كان الاسلام فى الثريا لتناوله رجال من اهل فارس وفى بعضها لو كان الدين معلقاً وفى بعضها لو كان هذا العلم بالثريا لناله قوم من اهل فار وفى بعضها لو كان الخير منوطاً بالثريا لتناوله منكم رجال (الخ).

قوم نشأفيهم من رجالات العلم والفقه والحديث والتاريخ والفلاسفة والمتكلمين واساتذة البلاغة والادب من يفتخر بهم الملاء الاسلامى كالبخارى والنسائى وابى داوود السجستانى والترمذى وابن ماجه ومسلم من ارباب السنن والطبرى وابن ماكولا الجر فاذقانى « الگلپايگان » والحاكم والنيسابورى والفخر الرازى والبيضاوى والفيروز آبادى وغيرهم من اعلام السنيين.

وكالصدوق والكلينى والشيخ الطوسى وامين الاسلام الطبرسى والطبرى الشيعى ، وابن شهر آشوب ، والاردبيلى ، والسيد عليخان الشيرازى وقطب الدين الرازى ، والشيخ الرضى مولف كتاب شرح الرضى ، والعلامة المجلسى ، والفيلسوف ابى نصر الفارابى ، وابى على سينا البلخى والخواجة نصير الدين الطوسى ، وابن مسكوية ، والحكيم الالهى السيد الداماد وصدر المتألهين الشيرازى ، والفاضل الاوى ، وسالار ديلمى ، والشيخ بهاء الدين محمد العاملى ، والوحيد البهبهانى ، والفاضل النراقى ، والشيخ الانصارى والميرزا الشيرازى وفى هذه العصر ترجمان العلوم الاسلامية استاذنا السيد الزعيم الحاج آغا حسين الطباطبائى البروجردى المتوفى

٩٩

س ١٣٨٠ (١) وغيرهم من اعلام الشيعة.

فحق للايرانى بل لكل مسلم ان يفتخر بألوف من امثال هؤلاء الجهابذة والنوابغ الذين لا ينسى التاريخ مساعيهم المشكورة فى خدمة الاسلام ، وجهودهم فى الاحتفاظ بشعائر الدين الحنيف وهذه كتبهم ومدارسهم ومساجدهم تنبئى عن قدمهم الراسخة فى الغيرة على الاسلام وكتابه وامته ، وعن خلوص نياتهم فى سبيل اعلاء كلمة التوحيد.

وان نسب اليهم الخطيب التعصب للمجوس فالله تعالى يقول.

وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثو لا يكونوا امثالكم

ويقول عز شانه :

ولو نزلناه على بعض الاعجمين فقرأ عليهم ما كانوا به مؤمنين.

ـــــــــــــ

(١) وقد كان اكبر همه اعلاءِ كلمة الاسلام. وبسط تعاليمه فى العالم وكان من الزعماء المصلحين الداعين الى الاتحاد والاتفاق. والاخوة الاسلامية والاعتصام بحبل الله تعالى ، وله فى التقريب خطوات واسعة وجهود مشكورة لاتنسى فرحمه الله تعالى وارضاه.

١٠٠