مع الخطيب ! فى خطوطه العريضة

لطف الله الصّافي

مع الخطيب ! فى خطوطه العريضة

المؤلف:

لطف الله الصّافي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات مكتبة الصدر
الطبعة: ٤
الصفحات: ١٩٤

الايمان بظهور المهدى (ع) فكرة اسلامية

مما اتفق عليه المسلمون خلفاً عن سلف ، وتواترت فيه الاخبار عن النبى صلى الله عليه واله : انه لابد من امام يخرج فى آخر الزمان من نسل على وفاطمة يسمى باسم الرسول ، ويلقب بالمهدى وستولى على الارض ، ويملك الشرق والغرب ، ويتبعه المسلمون ، ويهزم جنود الكفر ، ويملاء الارض قسطاً وعدلا بعد ما ملئت ظلماً وجوراً وينزل عيسى من السماء ويصلى خلفه ....

واخرج جمع من اعلام اهل السنة والجماعة روايات كثيرة فى انه من عترة رسول الله صلى الله عليه واله ومن ولد فاطمة ، ومن ولد الحسين ، وانه يملاء الارض عدلا ، وان له غيبتين احديهما تطول وانه الخليفة الثانى عشر من خلفاء الذين اخبر النبى صلى الله عليه واله بانهم يملكون امر هذه الامة. وانه لا يزال هذا الدين منيعا الى اثنى عشر ، وفى شمائله ، وخلقه وخلقه ، وسيرته بين الناس وشدته على العمّال ، وجوده بالمال ، ورحمته بالمساكين ، وفى اسم صاحب رايته. وما كتب فيها. وكيفية المبايعة معه بين الركن والمقام ، وما يقع قبل ظهوره من الفتن ، وذهاب ثلثى الناس بالقتل والموت وخروج السفيانى ، واليمانى ، والدجال ، ووقوع الخسف بالبيداء ، وقتل نفس الزكية ، وفى علائم ظهوره وانه ينادى ملك فوق رأسه : « هذا المهدى خليفة الله فاتبعوه » ، وان شيعته يسيرون اليه من اطراف الارض ، وتطوى لهم طياً حتى يبايعوه ، وانه يستولى

١٠١

على البلدان ، وان الامة ينعمون فى زمنه نعمة لم ينعموا مثلها. وغيرها من العلائم والاوصاف التى اقتطفناها من روايات اهل السنة ، فراجع كتبهم المفردة فى ذلك كأربعين الحافظ ابى نعيم الاصبهانى ، والبيان فى اخبار صاحب الزمان لابى عبدالله محمد بن يوسف الكنجى الشافعى (ت٦٥٨ هـ) والبرهان فى علامات مهدى آخر الزمان للعلامة المتقى صاحب منتخب كنز العمال (ت ٩٧٥ هـ) والعرف الوردى فى اخبار المهدى للسيوطى (ت٩١١ هـ) ، والقول المختصر فى علامات المهدى المنتظر لابن حجر (ت ٩٧٤ هـ) وعقد الدرر فى اخبار المنتظر للشيخ جمال الدين يوسف الدمشقى من اعلام القرن السابع ، والتوضيح فى تواتر ما جاء فى المهدى المنتظر ، والدجال ، والمسيح للشوكانى (ت ١٢٥٠ هـ).

اضف الى ذلك روايات اخرجها أكابر المحدثين منهم فى كتبهم وصحاحهم ، ومسانيدهم كاحمد ، وابى داود ، وابن ماجة ، والترمذى ، ومسلم. والبخارى ، والنسائى. والبيهقى ، والماوردى والطبرانى ، والسمعانى ، والرويانى ، والعبدرى ، وابن عساكر ، والدارقطنى وابى عمرو الدانى وابن حبان. والبغوى وابن الاثير وابن الديبع والحاكم النيسابورى والسهيلى وابن عبدالبر والشبلنجى والصبان والشيخ منصور على ناصف. وغيرهم ممن يطول الكلام بذكر اسمائهم.

واضف اليها تصريحات جماعة من علمائهم بتواتر الاحاديث الواردة فى المهدى عليه السلام (١)

ــــــــــــــ

(١) راجع فى ذلك غاية : المامول ص ٣٦٢ و ٣٨١ و ٣٨٢ ج٥ ـ والصواعق ص٩٩ ط المطبعة الميمنية بمصر ـ وحاشية الترمذى ص٤٦ ط دهلى س١٣٤٢ ـ واسعاف الراغبين ب٢ ص١٤٠ ط مصر س١٣١٢ ـ ونور الابصار

١٠٢

فلا خلاف بين المسلمين فى ظهور المهدى الذى يملاء الارض عدلا وانما الخلاف وقع بينهم فى انه ولد او سيولد ، فالشيعة الامامية يقولون بولادته. وبوجوده وحياته وغيبته وانه سيظهر باذن الله تعالى. وانه الامام الثانى عشر وهو ابن الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى ابن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليهم السلام. ورواياتهم فى ذلك تجاوزت حد التواتر معتبرة فى غاية الاعتبار. مؤيدة بعضها ببعض. وكثير منها من الصحاح بل مقطوع الصدور. رواها فى جميع الطبقات الاثبات الثقات من الاجلاء الذين لا طريق للغمز فيهم ، وان شئت ان تعرف مقدار ذلك فرجع الى ما الّفه الحافظ الجليل الثقة ابوعبدالله النعمانى باسناده العالية وما الفه الشيخ ابوجعفر محمد بن الحسن الطوسى الامام فى جميع العلوم الاسلامية ، وكتاب كمال الدين وتمام النعمة تأليف الشيخ المحدث الكبير محمد ن على ابن الحسين الصدوق (ت٣٨١ ه) وكتابنا منتخب الاثر ، ومئات من الكتب المصنفة فى ذلك.

وهذه الروايات مخرجة فى اصول الشيعة وكتبهم المؤلفة قبل ولادة الامام الحجة بن الحسن العسكرى عليهما السلام ، بل قبل ولادة ابيه وجده.

ــــــــــــــــ

ص١٥٥ ط مصر س١٣١٢ والفتوحات الاسلامية ج٢ ص٢٠٠ ط١٣٢٣ ـ وسبائك الذهب ص٧٨ ـ والبرهان فى علامات مهدى آخر الزمان ب١٣ ـ ومقاليد الكنوز المطبوع بذيل مسند احمد ج٥ ح٣٥٧١ ـ والاذاعة لما كان وما يكون بين يدى الساعة ـ والاشاعة لاشراط الساعة ـ وابراز الوهم المكنون وغيرها.

١٠٣

منها كتاب المشيخة لامام اهل الحديث الشيخ الثقة الثبت الحسن ابن محبوب السراد الذى كتابه هذا فى كتب الشيعة اشهر من كتاب المزنى ، ونظرائه ، وصنفه قبل ولادة المهدى باكثر من مأة سنة ، وذكر فيه اخبار الغيبة فوافق الخبر المخبر ، وحصل كلما تضمنه الخبر بلا اختلاف ،

واما ولادته عليه السلام (فقد ثبت بأوكد ما يثبت به انساب الجمهور من الناس اذ كان النسب يثبت بقول القابلة ومثلها من النساء اللاتى جرت عادتهن بحضور ولادة النساء وتولى معونتهن عليه ، وباعتراف صاحب الفراش وحده بذلك دون من سواه ، وبشهادة رجلين من المسلمين على اقرار الاب بنسب الابن منه ، وقد ثبتت اخبار عن جماعة من اهل الديانة والفضل ، والورع ، والزهد والعبادة. والفقه عن الحسن بن على انّه اعترف بولادة المهدى عليه السلام. وآذنهم بوجوده ، ونص لهم على امامته من بعده ، وبمشاهدة بعضهم له طفلا ، وبعضهم له يافعاً ، وشاباً كاملا) (١).

وهذا فضل بن شاذان العالم المحدث المتوفى قبل وفاة الامام ابى محمد الحسن العسكرى عليه السلام ، روى عنه فى كتابه فى الغيبة خبر ولادة ابنه المهدى ، وكيفيتها ، وتاريخها. وكانت ولادته عليه السلام بين الشيعة وخواص ابيه من الامور المعلومة المعروفة ، وقد امر ابوه عليه السلام ان يعق عنه ثلث مأة شاة ، وعرضه على اصحابه يوم الثالث من ولادته والاخبار الصحيحة الواردة باسناد عالية فى ذلك كثيرة متواترة جداً ، وقد احصى بعض العلماء اسماء جماعة ممن فازوا بلقائه فى حياة ابيه وبعدها كما قد نقل عن بعض اهل السنة الاجتماع به عليه السلام بل اخرج بعض

ــــــــــــــ

(١) الفصول العشرة فى الغيبة للمفيد.

١٠٤

حفاظهم مثل حافظ زمانه احمد بن محمد بن هاشم البلاذرى الحديث عنه عليه السلام.

نعم كان ابوه وشيعته يسترون ولادته عن اعدائه من بنى عباس وغيرهم. وكان السر فى ذلك ابن بنى العباس لما علموا من الاخبار المروية عن النبى والائمة من اهل البيت عليهم السلام ان المهدى هو الثانى عشر من الائمة ، وهو الذى يملاء الارض عدلا ، ويفتح حصون الضلالة. ويزيل دولة الجبابرة ارادوا اطفاء نوره بقتله فلذا عينوا العيون ، والجواسيس للتفتيش عن بيت ابيه ، ولكن ابى الله الّا ان يجرى فى حجته المهدى سنة نبيه موسى عليهما السلام وقد ورد فى الروايات الكثيرة عن آبائه عليهم السلام خفاء ولادته ، ومشابهته فى ذلك بموسى عليه السلام فراجع الباب الثانى والثلاثين من الفصل الثانى من كتابنا منتخب الاثر.

فعليهذا لم ينبغث الايمان بظهور المهدى عليه السلام الّا من الايمان بنبوة جده محمد صلى الله عليه واله وسلم وليس فى الخصوصيات المذكورة أمر غير مألوف مما لم تجد مثله فى هذه الامة او الامم السالفة فلا بد لمن يؤمن بالله ، وبالنبى الصادق المصدق بعد العلم بهذه الاخبار الكثيرة الايمان بظهور المهدى المنتظر صاحب هذا النسب المعلوم ، والسمات ، والنعوت المشهورة ، ولا يجوز مؤاخذة الشيعىّ بانتظار هذا الظهور ، ولا يصح دفع ذلك بمحض الاستبعاد.

فالمسلم الذى يؤمن بحياة عيسى. بل وحياة الدجال الكافر ، وخروجه فى آخر الزمان ، وبحياة خضر وادريس ، ويروى عن نبيه فى اصح كتبه فى الحديث (١) انه احتمل كون ابن صياد هو الدجال ، ويروى

ـــــــــــــ

(١) يراجع صحيح مسلم القسم الثانى من الجزء الثانى باب ذكر ابن

١٠٥

عن تميم الدارى ما هو صريح فى ان الدجا كان حياً فى عصر النبى صلى الله عليه واله وانه يخرج فى آخر الزمان ، ويؤمن بطول عمر نوح ويقرء فى القرآن فلبث فيهم الف سنة الاخمسين عاماً وقوله تعالى : فلو لا انه كان من المسبحين للبث فى بطنه الى يوم يبعثون وامثال هذه الامور مما يستغر به بعض الاذهان لقلة الانس به كيف يعيب الشيعة على قولهم ببقاء الامام المنتظر ، وينسبهم الى الجهل وعدم العقل ، ومفاسد هذه الاستبعادات فى المسائل الدينية كثيرة ولو فتح هذا الباب لامكن انكار كثير من المسائل الاعتقادية وغيرها ممادل عليه صحيح النقل بالاستبعاد ، ويلزم من ذلك طرح ظواهر الاخبار ، والايات بل وصريحها ن ولااظن بمسلم ان يرضى بذلك وان كان الخطيب ربما لايابى عن ذلك ويريه نوعاً من الثقافة.

ووافق الامامية من اعلام اهل السنة فى ان المهدى هو ابن الحسن العسكرى عليهما السلام جمع كثير كصاحب روضة الاحباب. وابن الصباغ مؤلف « الفصول المهمة » وسبط ابن الجوزى مؤلف « تذكرة الخواص » والشيخ نور الدين عبدالرحمن الجامى الحنفى فى كتاب « شواهد النبوة » والحافظ محمد بن يوسف الكنجى الشافعى مولف « البيان فى اخبار صاحب الزمان » والحافظ ابى بكر احمد بن الحسين البيهقى الفقيه فى « شعب الايمان » فانه يظهر منه على ما حكى عنه الميل الى موافقة الشيعة بل اختيار قولهم ، وذلك لانه نقل عقيدة الشيعة. وم ينكرها وكمال الدين محمد بن طلحة

ـــــــــــــ

صياد وباب خروج الدجال ، وسنن الترمذى ج٢ وابى داود باب خبر ابن صايد من كتاب الملاحم ، وابن ماجة ج٢ ابواب الفتن باب فتنة الدجال ، وخروج عيسى.

١٠٦

الشافعى صاحب « العقد الفريد » صرح بذلك فى كتابه « الدر المننظم » و « مطالب السئول » وله فى مدحه عليه السلام ابيات ، والقاضى فضل بن روزبهان شارح الشمائل للترمذى. ومؤلف « ابطال نهج الباطل » واين الخشاب والشيخ محيى الدين. والشعرانى والخواجه محمد پارسا ، وملك العلماء القاضى شهاب الدين دولة آبادى فى « هداية السعداء » والشيخ سليمان المعروف بخواجه كلان البلخى النقدوزى فى « ينابيع المودة » والشيخ عامر بن عامر البصرى صاحب العقيدة التائية المسماة بذات الانوار وغيرهم من العلماء ممن يطول بذكر هم الكلام.

وقد صرح بولادته جماعة من علماء اهل السنة الاساتذة فى النسب والتاريخ والحديث كابن خلكان فى « الوفيات » وابن الازرق فى « تاريخ ميافارقين » على ما حكى عنه ابن خلكان. وابن طولون فى « الشذرات الذهبية » ، وابن الوردى على ما نقل عنه فى « نور الابصار » والسويدى مؤلف « سبائك الذهب » وابن الاثير فى « الكامل » وابى الفدا فى « المختصر » وحمد الله المستوفى « تاريخ برگزيده » والشبراوى الشافعى شيخ الازهر فى عصره فى « الاتحاف » والشبلنجى فى « نور الابصار » بل يظهر مه اعتقاده بامامته ، وانه المهدى المبشر بظهوره؟ وان شئت ان تقف على اكثر من ذلك فراجع كتابنا « منتخب الاثر » الباب الاول من الفصل الثالث منه :

ومع هذا أليس من عجيب جرءة الخطيب وعناده ، وتحامله على الشيعة انكاره فى ص١٦ و ٢٩ ولادة المهدى عليه السلام لانها لم تسجل بزعمه فى سجل مواليد العلويين وقد خرج هنا عن حدود الادب وبالغ فى الفحش والافتراء واظهر سجيته ـ وكل اناء بالذى فيه ينضح ولم يستند فيما ذكره من الاراجيف والاضاليل الى البرهان وادعى ان ولادته

١٠٧

لم تسجل فى مواليد العلويين كانهم جعلوا سجل مواليدهم عنده وكان هو النقيب القائم على سجل ولاداتهم ، وعلم انساب اهل البيت مذخور عنده دون غيره من العلويين ، وشيعتهم ـ ودون ارباب التواريخ وعلماء الانساب فمن لم يعرفه الخطيب ليس منهم؟

ايها الخطيب ما هذا السجل الذى سجل فيه ولادة العلويين فى عصر الامام ابى محمد الحسن العسكرى عليه السلام ، ومن اين يطلب؟ ومن اخبرك به؟ ومن اطلعك على مواليد جميع العلويين؟ ومن كان النقيب فى تلك الاعصار؟ ومن اين تقول ان العلويين لا يعرفون ولداً للحسن العسكرى عليه السلام مع ان كثيراً منهم من اخلص الناس ولاء له؟ وهل يوجد طريق لاثبات ولادة المولود اوثق من اخبار والده وقابلته ، وخواص اهل بيته؟ أيشك عاقل فى ولادة من رآه مئاة من الناس ، والاخيار الاثبات ، وظهرت منه الكرامات الكثيرة؟ اذا كان هذا ومثله معرضاً للشك فلا يبقى اعتماد على ما نقله التاريخ من حوادث الاعصار ، ووقايع الامصار.

نعم قد خفيت ولادته عن اعدائهم لانهم كانوا ساعين فى اطفاء نوره والاستيلاء عليه لما وصل اليهم من الاخبار المبشرة بظهوره وانه هو الشّخص الّذى يزيل دولة الجبابرة ، فهذا المعتضد الخليفة العباسى يرسل الجواسيس الى بيت الامام الحسن بن على العسكرى عليهما السلام لاخذ ابنه. (١)

ـــــــــــــ

(١) ذكرنا فى منتخب الاثر اسماء جماعة ممن شاهدوه فى حياة ابيه ، واما اسماء الذين شاهدوه من ابتداء زمان غيبته الى هذا الزمان فليس فى وسع الكتاب احصاءها وضبطها وقد صنف فى اسمائهم وحكاياتهم كتباً مفردة

١٠٨

ومن الاغلاط الفاحشة التى اسندها هذا الرجل « تبعا لاسلافه » الى الشيعة هوان الامام المنتظر مخبوء فى سرداب بيت ابيه ، واسند اختراع هذه الفكرة الى محمد بن الحسن النميرى المعروف بين الشيعة بالكفر والزندقة والالحاد ، والملعون فى لسان الامام ابى الحسن على الهادى عليه السلام واعجب من ذلك عده النواب ، ووكلاء الامام باباً لسرداب الى آخر ما قال من الهذيان والافتراء.

اقول : هذه كتب الشيعة المؤلفة قبل ولادة المهدى ، وولادة ابيه وجده عليه السلام الى هذا الزمان ليس فيها لهذا البهتان اثر فى كتاب واحد من اصاغر علماء الشيعة فضلا عن اكابرهم كالكلينى والصدوق والنعمانى والمفيد ، والشيخ ، والسيدين المرتضى والرضى وغيرهم فراجع كتب الشيعة حتى تقف على مبلغ عصبية الخطيب ونظرائه وعنادهم وتعرف ميزان ثقافتهم وعلمهم بآراء الفرق والمذاهب.

نعم لو قرء هو واسلافه كتب الشيعة لوجدوها مشحونة من احاديث تكذب هذه النسبة ، ولكنهم لم يعتادوا الفحص والتتبع والتحقيق سيما فى الفرق والمذاهب فيقولون فيهم ما يشاؤن ويتبعون ما لا يعلمون وما لهم بذلك من علم ان هم الّا يظنون.

ـــــــــــــ

ككتاب « تذكرة الطالب فيمن رأى الامام الغائب » و « تبصرة الولى فيمن رأى القائم المهدى » (ع) و « دار السلام فيمن فاز برؤية الامام » و « بدايع الكلام فيمن فاز بلقاءِ الامام » و « بهجة الاولياءِ فيمن فاز بلقاءِ الحجة (ع) » ، وكذا ذكرنا فيه اخبار ولادته وعلة غيبته وشباهته فى ولادته بموسى على نبينا وآله عليه السلام ، فعليك بالرجوع اليه فانا قد استقصينا الكلام حول نواحى وجوده وشخصيته الكريمة.

١٠٩

الشيعة والعقيدة بالرجعة

وقع البحث بين الشيعة ، وغيرهم فى مسألة الرجعة. منذ عهد قديم مما يرجع تاريخه الى المأة الاولى من الهجرة ، ولهم فيها مقالات ، وبحوث ، واحتجاجات يجدها المتتبع فى كتب الفريقين وكان القول بالرجعة رأى العترة الطاهرة ، وكان البحث فيها رايجا بينهم وبين غيرهم ، ومستندهم فى ذلك آيات من القرآن المجيد وروايات رووها باسنادهم الذهبية عن جدهم رسول الله صلى الله عليه واله.

فالحقيقة التى لا يمكن انكارها لدى الباحثين فى المسائل الاسلامية ان المصدر فى العقيدة بالرجعة ائمة اهل البيت الذين ثبت وجوب التمسك بهم بحديث الثقلين وغيره.

فالشيعة تقول بالرجعة على نحو الاجمال لاستلزام انكارها رد القرآن والروايات المتواترة المخرجة فى كتبهم المعتبرة ولعدم مانع عقلى او شرعى من القول بها.

واستشهدوا لاصل امكان الرجعة ووقوعها وعدم استحالتها بوقوعها فى الامم السالفة ، وقد اخبر الله تعالى عنه فى آيات منها قوله تعالى :

الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم (١) وقوله تعالى :

او كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال انى

ــــــــــــــــ

(١) سورة البقرة ى٢٤٣

١١٠

يحيى هذه الله بعد موتها فاماته الله مأة عام ثم بعثه (١).

ويمكن الاستشهاد له ايضاً بقوله تعالى :

فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين (٢).

واستدلوا بانها سيقع فى هذه الامة لا محالة بقوله تعالى :

ويوم نحشر من كل امة فوجاً ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون (٣) فان هذا اليوم ليس يوم القيامة لان فيها يحشر الله جميع الناس ، لقوله تعالى : وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا (٤).

فاخبر الله تعالى فى الايتين بان الحشر حشران ، حشر عام ، وحشر خاص ، فاليوم الذى يحشر فيه من كل امة فوجاً لابد ان يكون غير يوم القيامة وهو يوم الرجعة. واعتمدوا ايضاً فيها على روايات كثيرة منها الخبر المعروف بين الفريقين لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع ، حتى لو دخلوا جحرضب تبعتموهم (٥).

فيجب ان يكون من هذه الامة قوم يرجعون الى الدنيا بعد موتهم كما وقع ذلك فى الملاء الذين خرجوا من ديارهم وفى غيرهم.

فلاوجه لان يستبعد الرجعة من يؤمن بالله تعالى ، وبقدرته بعد دلالة العقل والنقل على أمكانها ، وبعد وقوعها فى الامم السابقة واخبار

ـــــــــــــــ

(١) سورة البقرة ى ٢٥٩.

(٢) سورة الانبياء ى ٨٤.

(٣) سورة النمل ى ٨٣.

(٤) سورة الكهف ى ٤٧.

(٥) مصابيح السنة ج ٢ ص ١٨٢.

١١١

النبى صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته بوقوعها فى هذه الامة ولا قيمى للاستبعاد فى انكارها ، والالجاز أن يرد به كثير من معجزات الانبياء ، واحياءا لموتى يوم القيامة ، وعذاب القبر ، وغيرها من المطالب الثابتة بالنقل.

واما ما ذكر الخطيب فى ص١٦ و ١٧ وغيرهما حول تفاصيل الرجعة وكيفيتها فليس اكثره مما دلت عليه آية ، او وردت فيه رواية معتمدة صحيحة بل لا يلزم الاعتقاد ببعض هذه التفاصيل وان وردت فيه رواية لعدم حجيةاخبار الاحاد فى المسائل الاعتقادية. هذا مضافاً الى ضعف كثير من هذه الاخبار الدالة على التفاصيل اما من جهة الدلالة او من جهة السند ، ومع هذا كيف اسند هذا المفترىّ على الشيعة ما ذكره فى ص٢٠ من الاعتقاد برجعة الشيخين ، وصلبهما على شجرة فى زمان المهدى عليه السلام واعجب من ذلك اسناده هذه العقيدة الى السيد الشريف المرتضى الذى اشتهر عنه عدم جواز الاحتجاج باخبار الاحاد فى الفروع الفقهية ، فضلا عن مثل هذه المسألة وهذا كتاب مسائل الناصرية موجود عندنا ، لم نجد فيه بحثاً عن الرجعة.

ومما ينبغى التنبيه عليه ان القول بالرجعة ليس مورد اتفاق جميع الشيعة (١)

ـــــــــــــ

(١) سئل الشريف المرتضى فى المسائل التى وردت عليه من الرى عن حقيقة الرجعة فاجاب : بان الذى تذهب اليه الشيعة الامامية ان الله تعالى يعيد عند ظهور المهدى (ع) قوما ممن كان تقدم موته من شيعته وقوما من اعدائه وان قوما من الشيعة تأولوا الرجعة على ان معناها رجوع الدولة. والامر والنهى من دون رجوع الاشخاص. واحياء الاموات. (اعيان الشيعة ص١٧٣ و ١٧٤ ج١).

١١٢

وليس التشيع منوطاً به ، ولا من لم يتحصله خارجاً عنه ، ولم يؤمن بها من آمن بها الّا تسليماً بما اخبر به النبى صلى الله عليه واله ، وتصديقاً لما انبأ عن المغيبات ، ولكن القوم ينكرون ذلك على الشيعة ويؤاخذونهم به كانهم عبدوا حجراً اوصنماً.

فعلى ما ذكر ليس فى العقيدة بالرجعة سيما على وجه الاجمال ما يمنع من التفاهم والتقريب ، ولا منافاة بين هذه العقيدة وبين جميع ما يجب ان يلتزم به المسلم من اركان الدين وما بنى عليه الاسلام.

١١٣

سوء ادب الخطيب بنسبة التزوير الى السيدين

نسب الخطيب فى ص٢٠ الى الشريف المرتضى. واخيه الشريف الرضى الاشتراك فى تزوير الزيادات على نهج البلاغة فقال فيما ذكر اخيراً فى الرجعة [السيد المرتضى مؤلف كتاب امالى المرتضى وهو اخو الشريف الرضى الشاعر وشريكه فى تزوير الزيادات على نهج البلاغة. ولعلّها اكثر من ثلث تلك الكتاب ، وهى التى فيها تعريض للصحابة وتحامل عليهم] الخ.

اذا وصف الطانى بالبخل مادر

وعيرقساً بالفهاهة باقل

وقال السهى للشمس انت خفية

وقال الدجى للصبح لونك حائل

وطاولت الارض السماء ترفعا

وفاخرت الشهب الحصى والجنادل

فياموت زران الحياة ذميمة

ويا نفس جدى ان دهرك هازل

من هوانّ الدنيا ان من ملاء كتابا باشع الاكاذيب. وخان الاسلام بقلمه وتزويراته بنسب الى التزوير من بلغ فى صدق والامانة. والتثبت درجة قلما يوجد نظيره فى العلماء الاثبات الثقات وانى ارى ان الاعراض والصفح الجميل عن سوء أدبه بالسيدين اولى فان تحامل مثله عليهما لا يمس ماهما عليه من الجلالة. وقداسة النفس والشخصية والعبقرية. وعلو المقام. فهما المثلان البارزان فى العلم والادب والبلاغة. واباء

١١٤

النفس. وعلو الطبع والتقوى وكرائم الاخلاق. ومحامد الاوصاف.

وقد شهد بعظمة قدرهما ، ونبوغهما فى العلم والادب والورع والدين عظماء الفريقين ، وترجمهما علماء التاريخ ، والرجال ومؤلفوا المعاجم ، واثنوا عليهما بكل الثناء.

وهذه عشرات من تصانيفهما تنبئى عن شموخ مقامهما. وخدماتهما للعلوم الاسلامية ، والادب العربى فجدير بكل مسلم فى شرق الارض وغربها ان يعتز بهما.

وقد تخرج من مدرستهما جماعة من العلماء الفطاحل الافذاذ ، وشدت اليهما الرحال ، ووفد اليهما الناس من كل الاصقاع ليس فيهما وضع غمز ، ومكان عيب.

والحق انهما معجزتان من معجزات الاسلام ، ومفخرتان لاهل بيت سيد الانام ، وآيتان ظاهرتان من آيات الله البينات.

وشأن من هذا مكانته فى الجلالة والتقوى اعلى وانبل من التزوير والكذب ولو كان مثل السيدين معرضاً لتهمة الكذب والتزوير لما بقى فى العلماء ، ونقلة الاحاديث من يعتمد على اقواله ورواياته.

ولو كان جميع ما فى نهج البلاغة مما يوافق هوى الخطيب لكان الشريف الرضى عنده من اوثق الرواة وكان كتابه عنده فى المرتبة العليا من الاعتبار.

١١٥

نهج البلاغة

اما كتاب نهج البلاغة فهو [الكتاب الذى اقامه الله حجة واضحة على ان عليا رضى الله عنه قد كان احسن مثال حى لنور القرآن. وحكمته وعلمه وهدايته ، واعجازه ، وفصاحته ، اجتمع لعلى فى هذا الكتاب ما لم يجتمع لكبار الحكماء وافذاذ الفلاسفة ونوابغ الربانيين من آيات الحكمة السامية ، وقواعد السياسة المستقيمة ، ومن كل موعظة باهرة وحجة بالغة تشهد له بالفضل وحسن الاثر ، خاض علىّ فى هذا الكتاب لجة العلم والسياسة والدين فكان فى كل هذه المسائل نابغة مبرزا ، ولئن سألت عن مكان كتابه من العلم فليس فى وسع الكاتب المسترسل ، والخطيب المصقع والشاعر المفلق ان يبلغ الغاية من وصفه والنهاية من تقريظه وحسبنا ان نقول انه الملتقى الفذ الذى التقى فيه جمال الحضارة وجزالة البداوة ، والمنزل الفرد الذى اختارته الحقيقة لنفسها منزلا تطمئن فيه ، وتأوى اليه بعد ان زلت به المنازل فى كل لغة] (١).

[وهو كتاب يتجلى فيه روح شريفة يكسب القارى فى هذا الكتاب منها العصبية للحق ، والشدة فى الدين ، والقصد فى الحكمة والسياسة وعندنا ان الذين يسمون الى الاصلاح فى هذا البلاد يجب عليهم ان يتخذوا هذا الكتاب اماماً فى اصلاحهم من جهاته اللغوية. والعلمية ، والدينية

ــــــــــــــ

(١) من مقدمة شارح نهج البلاغة الاستاذ الشيخ محمد حسن نائل المرصفى مدرس البيان بكلية الفرير الكبرى طبع مصر سنة ١٣٢٨ ص ٤.

١١٦

وان الناشئين لو تأثروا هذا الكتاب فى العبارة ، وصدق النظر لبلغوا من قوتى العقل واللسان تلك المنزلة التى نتمنى لهم ونّودان لو يصلون اليها فى وقت قريب (١).

والذى لا يعتريه الشك هو كون الجامع لهذا الكتاب الشريف الرضى قد ثبت ذلك بالتواتر القطعى ، وصرح به فى غيره من تصانيفه كمجازات الآثار النبوية ، (٢) وفى الجزء الخامس من تفسيره. (٣) ونسخة عصر الشريف موجودة. والتى وشحت بخطه الشريف (٤) مشهورة لم يشترك معه احد فى جمعه لا الشريف المرتضى ، ولاغيره ، وهذا غنى عن البيان.

ولا شك ايضاً فى ان الشريف الرضى اختار ما فيه من الخطب والكمات المأثورة عن اميرالمؤمنين عليه السلام فى الكتب المعروفة والاصول المعتمدة المعتبرة ، وكانت هذه الخطب ، والكتب ، والكلمات ، وحتى الخطبة الشقشقية ايضاً من خطب امير المؤمنين عليه السلام المعروفة بين العلماء والمؤلفين اثبتوها فى الكتب قبل ولادة الرضى والمرتضى ، وولادة ابيهما ، وقد سبق الرضى « فى جمع خطب اميرالمؤمنين » ابو سليمان زيد الجهنى فألف فى عصر اميرالمؤمنين كتاب « الخطب » جمع فيه ما املاه اميرالمؤمنين عليه السلام كما قد شرح خطب اميرالمؤمنين « قبل تأليف نهج البلاغة » جماعة كابى الحسين احمد بن

ــــــــــــــ

(١) شرح نهج البلاغة للشيخ محمد حسن نائل المرصفى المذكور.

(٢) ص٤١ و ١٦١ و ٢٢٣ و ٢٥٢.

(٣) ص١٦٧.

(٤) ما هو نهج البلاغة ص ٨.

١١٧

يحيى الراوندى المتوفى سنة٢٤٥ ، والقاضى ابى حنفية نعمان المغربى المتوفى سنة ٣٦٣.

وكيف يقبل العقل ان يزور مثل الشريف على مثل اميرالمؤمنين على بن ابيطالب عليه السلام فى كتاب اطلع عليه السنى والشيعى فى عصره سيما فى مدينة بغداد الحافلة بجماهير من العلماء من غير ان ينكر ذلك احد عليه او يرده مع وجود الدواعى الشديدة لهم فى تكذيبه ، واظهار تزويره فاحتمال ذلك حتى بالنسبة الى كلمة من هذا الكتاب مقطوع العدم ، وان شك الخطيب فيها فمثل العلامة الشيخ محمد عبده يصرح بان جميع الفاظ كتاب نهج البلاغة صادر عن الامام على عليه السلام ويجعل ما فيه حجة على معاجم اللغة فراجع ما كتبه الاستاذ محمد محيى الدين المدرس فى كلية اللغة العربية بالجامع الازهر مقدمة على نهج البلاغة وشرحه وراجع ايضاً مقدمة شرح الشيخ محمد عبده ، وشرح ابن ابى ـ الحديد. وغيرها من الشروح وكتاب « ما هو نهج البلاغة » و « الذريعة ج١٤ ص١٦١ ـ ١١١ وكتاب مدارك نهج البلاغة ودفع الشبهات عنه حتى تعرف مبلغاً من مكانة هذا الكتاب ، وقوة اعتباره.

١١٨

بيعة الرضوان

نقل الخطيب فى ص٢١ عن بعض الشيعة انه نفى نعمة الايمان عن ابى بكر وعمر لانه قال فى كتابه : وان قالوا ان ابابكر وعمر من اهل بيعة الرضوان الذين نص على الرضا عنهم فى القرآن فى قوله فى هذه السورة « يعنى الفتح » لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة قلنا انه لو قال : لقد رضى الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة او عن الذين بايعوك لكان فى الاية دلالة على الرضا عن كل من بايع ، ولكن لما قال : « لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك » فلا دلالة فيها الا على الرضا عمن محض الايمان.

« ثم قال الخطيب » : ومعنى ذلك ان ابابكر وعمر لم يمحضا الايمان فلا يشملهما رضا الله.

نحن نسوق الكلام اولا فيما يستفاد من الآية ، وثانياً فى ان نفى الايمان عن بعض الصحابة اذا كان النافى مجتهداً متأولا هل يوجب الكفر او الفسق عند اهل السنة ام لا ، ولا نبحث فى كلتا الجهتين من ناحيتهما العلميّة.

١١٩

اما الكلام فى الآية الكريمة فلا شك فى دلالتها على فضل بيعة الرضوان. وفضل اميرالمؤمنين الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه واله تحت الشجرة ، ولكن لا دلالة لها على الرضا عن كل من بايعه حتى المنافقين الذين لا دافع لاحتمال دخول بعضهم فى المبايعين.

فالحكم بالرضا عن شخص معين انما يصح اذا كان ايمانه محققاً معلوماً فلا يشمل من ليس مؤمناً ، وان كان من المبايعين كما لا تشمل الآية المؤمن الذى لم يكن حاضراً تحت الشجرة فلم يبايع هناك كما لا يجوز التمسك بالآية لاثبات ايمان بعض معين من المبايعين لو صار معرضاً للشك كائنا من كان فانه هو التمسك بعموم العام فى الشبهة المصداقية الذى برهن فى الاصول على عدم صحته. نعم لو قال لقد رضى الله عن الذين بايعوك تشمل كل من بايعه كائنا من كان وان شك فى ايمانه ولكن لا يجوز التمسك به فيمن شككنا فى اصل بيعته كما لا يثبت ايمان من شككنا فى ايمانه بقوله « لقد رضى الله عن المؤمنين » وهذا كلام متين فى غاية المتانة ، ولذا سكت الخطيب عن جوابه.

وايضاً هذه الآية لا تدل على حسن خاتمة امر جميع المبايعين المؤمنين. وان فسق بعضهم او نافق لانها لا تدل على ازيد من ان الله تعالى رضى عنهم ببيعتهم هذه اى قبل عنهم هذه البيعة ، ويثيبهم عليها ، وهذا مشروط بعدم احداث المانع من قبلهم. والحاصل ان اتصاف الشخص بكونه مرضياً لايكون الا بواسطة عمله المرضى ، والعامل لا يتصف بنفسه بهذه الصفة فهذه صفة تعرض الشخص بواسطة عمله فاذا صدر عنه الفعل الحسن ، والعمل المرضى يوصف العامل بهذه الصفة ايضاً ، ولا دلالة للاية على ان من رضى الله عنه بواسطة عمله يكون مرضيا طول عمره ، وان صدرت

١٢٠