قبل وفاة أمير المؤمنين عليهالسلام بسنتين ، وقيل : سنة سبع ، وقيل : سنة ستّ) (١)) (٢).
وقال البهائيّ : (في الخامس من شعبان ولد الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام بالمدينة سنة ثمانٍ وثلاثين).
وقال الشيخ في (التهذيب) : (ولد بالمدينة سنة ثمانٍ وثلاثين من الهجرة) (٣).
وقال الشيخ المفيد في (مسارّ الشيعة) : (في النصف من جمادى الأُولى سنة ثمانٍ وثلاثين من الهجرة كان مولد سيّدنا أبي محمّد علي بن الحسين زين العابدين ، عليه وعلى آبائه السلام) (٤).
وقال ابن جرير الطبريّ الإماميّ : قال أبو محمّد الحسن بن علي الثاني عليهالسلام ولد أبو محمّد علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام في المدينة ، في المسجد ، في بيت فاطمة عليهاالسلام سنة ثمانٍ وثلاثين من الهجرة قبل وفاة أمير المؤمنين عليهالسلام. فأقام مع جدّه سنتين ، ومع عمّه عشر سنين ، وبعد وفاة عمّه [مع (٥)] أبيه عشر سنين ، وبعد ما استشهد أبوه عليهالسلام خمساً وثلاثين سنة (٦).
وفي بعض التواريخ ولا أعرف مؤلّفه ـ : (ولد عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما بالمدينة نهار الخميس الخامس من شعبان في سنة ثمانٍ وثلاثين من الهجرة في أيّام جدّه علي بن أبي طالب عليهالسلام قبل وفاته بسنتين).
وفي شكل الكفعميّ : ولد علي بن الحسين أبو الحسن السجاد بالمدينة يوم الأحد لثمانٍ وثلاثين من الهجرة. امّه شهربانو (٧).
وقال ابن طاوس في كتابه (الإقبال) في الفصل الذي عقده لفضل يوم النصف من جمادى الاولى قال في كتابه الذي أشرنا إليه عند ذكر جمادى الاولى ـ : (النصف منه سنة ستّ وثلاثين من الهجرة كان مولد سيّدنا أبي محمّد عليّ بن
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٨٩.
(٢) مرآة العقول ٦ : ١.
(٣) تهذيب الأحكام ٦ : ٧٧ / ب ٢٣.
(٤) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٥٣.
(٥) من المصدر ، وفي المخطوط : (بعد).
(٦) دلائل الإمامة : ١٩١.
(٧) المصباح : ٦٩١.
الحسين زين العابدين) (١).
وابن طاوس [لمّا] مال إلى هذا (٢) عقد بعد هذا بلا فصل فصلاً في تعظيم يوم النصف منه لأجل أنه يوم المولد المعظّم.
وقال بعض من أرّخ مواليدهم عليهمالسلام : (ولد زين العابدين عليهالسلام يوم الجمعة ، ويقال : الخميس في النصف من جمادى الآخرة سنة ثمانٍ وثلاثين ، ويقال : ولد بالمدينة يوم الخميس لسبع خلون من شعبان سنة ست وثلاثين من الهجرة. وأُمّه شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار ملك فارس ، ويقال : إن اسمها شهربانو ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام) ، وساق حديث حُرَيْثِ بن جابر كما تقدّم حرفاً بحرف.
وقال الكلينيّ : (ولد علي بن الحسين عليهالسلام في سنة ثمانٍ وثلاثين ، وأُمّه سلافة بنت يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى. ويزدجرد آخر ملوك الفرس) (٣).
فقد تلخّص من هذا أن عام ولادته عليهالسلام [الثامن والثلاثون (٤)] من الهجرة ؛ لأنه الأشهر روايةً وفتوى بين الخاصّة والعامّة.
وشهر ولادته شعبان لاعتبار الروايات الواردة به من غير معارض يعتدّ به ، وإنه الخامس من شعبان ، وإنه أدرك من سنيّ جدّه أمير المؤمنين عليهالسلام سنتين ؛ لشهرة الرواية بذلك بين الخاصّة والعامّة ، وهو المشهور من فتوى علمائنا. والأقوى أنه يوم الجمعة.
وفاته عليهالسلام
وأمّا انتقاله سلام الله عليه إلى دار كرامة الله ، فقال الكليني : (إنه قبض في سنة خمس وتسعين ، وله سبع وخمسون سنة) (٥) ، انتهى.
وهذا هو الأشهر في روايات أهل البيت عليهمالسلام ، وهو الأظهر.
__________________
(١) الإقبال بالأعمال الحسنة ٣ : ١٥٦.
(٢) في المخطوط بعدها : (لأنه).
(٣) الكافي ١ : ٤٦٦.
(٤) في المخطوط : (الثامنة والثلاثين).
(٥) الكافي ١ : ٤٦٦.
ونقل المجلسيّ عن (إرشاد المفيد) (١) أنه قال : (توفّيَ بالمدينة سنة خمس وتسعين من الهجرة ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة ، ودفن بالبقيع مع عمّه الحسن ابن علي عليهمالسلام).
وقال الشهيد في (الدروس) : (قبض عليهالسلام بالمدينة يوم السبت ثاني عشر المحرم سنة خمس وتسعين ، عن سبع وخمسين سنة) (٢).
وقال ابن شهرآشوب : (توفّيَ بالمدينة يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من المحرم أو لاثنتي عشرة ليلة بقيت منه سنة خمس وتسعين من الهجرة ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة ، ويقال : تسع وخمسون ، ويقال : أربع وخمسون. وتوفّيَ في ملك الوليد ، ودفن في البقيع مع عمّه الحسن عليهالسلام) (٣).
وقال المجلسيّ : (قال أبو جعفر بن بابويه : سمّه الوليد بن عبد الملك. وأُمّه شهربانويه بنت يزدجرد بن شهريار كسرى ، ويسمونها شاه زنان ، وجهان بانويه ، وسلافة ، وخولة. وقالوا : هي شاه زنان بنت شيرويه ابن كسرى أبرويز. ويقال : هي برة بنت النوستجان. والصحيح الأوّل. وكان أمير المؤمنين عليهالسلام سمّاها مريم ، ويقال : سمّاها فاطمة ، وكانت تدعى سيدة النساء) (٤) ، انتهى.
وقال حمد الله المستوفي : (ذهب علماء الشيعة إلى أن الوليد بن عبد الملك بن مروان سمّه عليهالسلام) (٥).
وروى المجلسي في (البحار) (٦) و (شرح الأُصول) (٧) أنها ماتت في نفاسها بعليّ بن الحسين عليهالسلام.
وقال في (شرح الأُصول) : (روى الصدوق في (العيون) (٨) عن سهل بن القاسم
__________________
(١) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ١٣٧ ١٣٨.
(٢) الدروس ٢ : ١٢.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٨٩.
(٤) مرآة العقول ٦ : ٣.
(٥) عنه في مرآة العقول ٦ : ١ ٣.
(٦) بحار الأنوار ٤٦ : ١١.
(٧) مرآة العقول ٦ : ٦.
(٨) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٢٨.
النوستجاني قال : قال الرضا عليهالسلام بخراسان إنّ بيننا وبينك نسباً. قلت : وما هو أيها الأمير؟ قال إنّ عبد الله بن عامر بن كريز لمّا افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم ، فبعث بهما الى عثمان بن عفان فوهب إحداهما للحسن والأُخرى للحسين عليهماالسلام ، فماتتا عندهما نفساوين ، وكانت صاحبة الحسين عليهالسلام نفست بعليّ بن الحسين عليهماالسلام الحديث.
قال المجلسيّ : (هذا الخبر أقرب إلى الصواب ؛ إذ أسر أولاد يزدجرد الظاهر أنه كان بعد قتله واستئصاله ، وذلك كان في زمن عثمان وإن كان فتح أكثر بلاده في زمن عمر ، إلّا إنه هرب بعياله إلى خراسان وإن أمكن أن يكون بعد فتح القادسية أو نهاوند أخذ بعض أولاده هناك ، لكنه بعيد.
وأيضاً لا ريب أن تولّد عليّ بن الحسين عليهالسلام منها كان في أيّام خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام بسنتين قبل شهادته ، ولم يولد منها غيره كما نقل. وكون الزواج في زمن عمر وعدم تولّد ولد منها إلّا بعد أكثر من عشرين سنة بعيد. ولا يبعد أن يكون (عمر) تصحيف (عثمان) في رواية المتن. والله يعلم) (١) ، انتهى.
قلت : يريد برواية المتن ما رواه الكلينيّ بسنده عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال لمّا قدمت بنت يزدجرد على عمر أشرف لها عذارى [المدينة (٢)] ، وأشرق المسجد بضوئها لمّا دخلت ، فلمّا نظر إليها عمر غطّت وجهها وقالت : [أُفّ بيروج بادا هرمز (٣)]. فقال عمر : أتشتمني هذه؟ وهمّ بها ، فقال أمير المؤمنين : ليس لك ذلك ، خيّرها رجلاً من المسلمين واحسبها بفيئة من الغنيمة ، فخيّرها ، فجاءت حتّى وضعت يدها على رأس الحسين عليهالسلام (٤) ، الحديث.
وهذا المضمون رواه (في البصائر) (٥) والراونديّ في (الخرائج) (٦) عن جابر عن
__________________
(١) مرآة العقول ٦ : ٦.
(٢) من المصدر ، وفي المخطوط : «المسجد».
(٣) من المصدر ، وفي المخطوط : «إن بي روح يادا هرمز».
(٤) الكافي ١ : ٤٦٦ ٤٦٧ / ١.
(٥) بصائر الدرجات ٣٣٥ / ٨.
(٦) الخرائج والجرائح ٢ : ٧٥٠ / ٦٧.
أبي جعفر عليهالسلام ، إلّا إن فيه وضعت يدها على منكب الحسين عليهالسلام. فهذا أشهر بين العامّة والخاصّة ، بل العامّة كاد أن يتّفق مؤرّخوهم على ذلك ، ومجرّد الاستبعاد لا يضعفه تصحيف (عثمان) بـ (عمر) ، [بل] عكسه ممكن كإمكانه ، بل العمل بما في إرشاد المفيد (١) وغيره (٢) من خبر حريث بن جابر أولى ؛ لإمكان حمل ما سواه على التقيّة ، لكن لم أره مرويّاً ، وناقله أعلم بما قال. و [إنّما نقلنا (٣)] هذا مع خروجه عن موضوع الرسالة ليستبين بسياقه أن زين العابدين عليهالسلام أكبر ولد أبيه. والظاهر أنه مشهور العصابة.
رجع
وقال الشيخ المفيد في (مسارّ الشيعة) في سياق ذكر شهر المحرّم : (وفي اليوم الخامس والعشرين منه سنة أربع وتسعين كان وفاة زين العابدين عليهالسلام) (٤).
وفي شكل الكفعميّ أنه توفّيَ يوم السبت ثاني عشر المحرّم سنة خمس وتسعين ، وعمره سبع وخمسون سنة بالمدينة ، وسمّه هشام بن عبد الملك (٥).
وقال البهائيّ في (تاريخه) في سياق ذكر المحرّم : (الثاني عشر منه فيه وفاة الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين عليهالسلام ، وذلك في المدينة سنة خمس وتسعين ، وكان عمره سبعاً وخمسين سنة).
وقال بعض مؤرّخي أصحابنا : (توفّيَ عليهالسلام بالمدينة يوم السبت الثاني عشر من المحرّم سنة خمسٍ وتسعين من الهجرة ، ودفن بالبقيع مع عمّه الحسن عليهالسلام ، وقاتله الوليد بن عبد الملك بن مروان).
وفي (كشف الغمّة) : (توفّيَ عليهالسلام في ثامن عشر المحرم من سنة أربع وتسعين ،
__________________
(١) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ١٣٧.
(٢) العدد القويّة : ٥٦ / ٧٣.
(٣) في المخطوط : (والغرض من نقل).
(٤) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٤٥.
(٥) المصباح : ٦٩١. وفيه (٢٢ محرم) بدل : (ثاني عشر المحرّم).
وقيل : خمس وتسعين ، وعمره سبع وخمسون سنة ، كان منها مع جدّه سنتان ، ومع عمّه الحسن عليهالسلام عشر سنين وبعده مع أبيه عليهالسلام عشر سنين وبعده تتمّة ذلك. وقبره بالبقيع بمدينة الرسول صلىاللهعليهوآله في القبة التي فيها العبّاس) (١).
وقال في (إعلام الورى) : (توفّيَ عليهالسلام بالمدينة يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرّم سنة خمس وتسعين من الهجرة ، وله يومئذ سبع وخمسون سنة) (٢).
وقال الشيخ في (المصباح) في سياق المحرّم : (وفي اليوم الخامس والعشرين منه سنة أربع وتسعين كانت وفاة زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام) (٣).
وقال في (التهذيب) : (قبض عليهالسلام بالمدينة سنة خمس وتسعين ، وله سبع وخمسون سنة ، وأُمّه شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى أبرويز ، وقبره ببقيع المدينة) (٤).
وقال ابن جرير الطبريّ من أصحابنا : (قبض عليهالسلام بالمدينة في المحرّم في عام خمس وتسعين من الهجرة ، وعمره سبع وخمسون سنة. وسبب وفاته أن الوليد بن عبد الملك سمّه ، ودفن بالبقيع مع عمه عليهالسلام) (٥).
والحاصل أن عام انتقاله إلى دار كرامة الله هو الخامس والتسعون من الهجرة على الأظهر الأشهر بين الفرقة (٦). وللعامّة فيه أقوال منتشرة كلّها لا دليل عليها إلّا ما وافق منها أحد رواياتنا (٧). وما سوى ذلك من أقوال علمائنا وما يدلّ عليه موافق لأحد مذاهب العامّة أو محمول على الاختلاف في مولده العظيم. وترى كثيراً ممّن يقول : الرابع والتسعون ، إذا عدّ مدّة مقامه مع جدّه وعمه وأبيه لا يتأتّى إلّا على العام الخامس والتسعين. وسيأتي إن شاء الله ما يدلّ عليه أيضاً في وفاة الباقر عليهالسلام.
وأمّا شهر وفاته عليهالسلام ، فالمشهور بين العصابة أنه [المحرّم (٨)] ، ولم أقف على نصّ فيه.
__________________
(١) كشف الغمّة ٢ : ٢٩٤.
(٢) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٥١ ، وليس فيه أنه عليهالسلام توفّيَ بالمدينة ، وليس فيه ذكر مقدار عمره الشريف.
(٣) مصباح المتهجّد : ٧٢٩ (حجري).
(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٧٧ / ب ٢٣.
(٥) دلائل الإمامة : ١٩١ ١٩٢.
(٦) الكافي ١ : ٢٥٩.
(٧) الكافي ١ : ٢٥٩ / ٣.
(٨) في المخطوط : (محرّم).
وأمّا يوم وفاته من الشهر ، فقد عرفت اضطراب أقوال الفرقة فيه ، ولم أقف على دليل على شيء منها تركن إليه النفس ، لكن روى الكلينيّ في باب (أن الأئمّة يعلمون متى يموتون) عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن أبي جميلة عن عبد الله بن أبي جعفر قال : حدّثني أخي عن جعفر عن أبيه أنه أتى عليّ بن الحسين عليهالسلام ليلة قبض فيها بشراب ، فقال يا أبت اشرب هذا. فقال يا بنيّ ، إن هذه الليلة الّتي اقبض فيها ، وهي الليلة الّتي قبض فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
وبعض المتأخّرين عمل بها ، وليس لها معارض من النصّ. ولو لا الشهرة الأكيدة على أن شهر وفاته [المحرّم (٢)] لكان القول بها متعيّناً ، لكنه قويّ جدّاً ؛ إذ لم يقم نصّ ولا إجماع على خلافها ، والله العالم.
قال الشيخ عبد الله بن صالح البحراني : (الأصحّ أنه عليهالسلام توفّيَ في الليلة التي توفّيَ فيها جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله على ما نطقت به الرواية المعتبرة في (الكافي) ، ولم أجد لهذه الرواية رواية تعارضها إلّا ما ذكره أهل السير والتواريخ ، وذلك لا يعارض الأحاديث سيّما أحاديث (الكافي) ..).
__________________
(١) الكافي ١ : ٢٥٩ / ٣.
(٢) في المخطوط : (محرّم).
الفصل السابع
في مولد الإمام أبي جعفر
محمّد بن علي الباقر سلام الله عليه ووفاته (١)
ميلاده المبارك
قال الكلينيّ : (ولد أبو جعفر عليهالسلام سنة سبع وخمسين) (٢).
قال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (ولد عليهالسلام بالمدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة يوم الجمعة غرّة رجب ، وقيل : الثالث من صفر) (٣).
وقال المجلسيّ : (قال ابن شهرآشوب : (يقال : إن الباقر عليهالسلام هاشميّ من هاشميّين ، علويّ من علويّين ، فاطميّ من فاطميّين ؛ لأنه أوّل من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين عليهماالسلام ، وكانت امّه أُمّ عبد الله بنت الحسن بن علي عليهماالسلام. اسمه محمّد ، وكنيته أبو جعفر لا غير ، ولقبه باقر العلم. ولد بالمدينة يوم الثلاثاء ، وقيل : الجمعة غرّة رجب ، وقيل : الثالث من صفر سنة سبع وخمسين من الهجرة) (٤).
وقال في (روضة الواعظين) : (ولد عليهالسلام بالمدينة يوم الثلاثاء وقيل : الجمعة لثلاث خلون من صفر سنة سبع وخمسين) (٥).
وقال في (الدروس) : (ولد عليهالسلام بالمدينة يوم الاثنين ثالث صفر سنة سبع وخمسين) (٦).
__________________
(١) كلمة : (ووفاته) ليست في المخطوط.
(٢) الكافي ١ : ٤٦٩.
(٣) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٥٩.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٢٥ ، ٢٢٧ ، باختلاف.
(٥) روضة الواعظين : ٢٠٧.
(٦) الدروس ٢ : ١٢.
وقال عبد الله بن أحمد الخشّاب : (وبالإسناد عن محمّد بن سنان قال : ولد محمّد قبل مضيّ الحسين بن علي بثلاث سنين. وفي رواية اخرى كان مولده سنة ستّ وخمسين) (١)) (٢).
وقال الكفعميّ : أبو جعفر الباقر ولد بالمدينة يوم الاثنين ، ثالث صفر سنة سبع وخمسين من الهجرة ، امّه أُمّ عبد الله بن الحسن (٣).
وقال البهائيّ : (الثاني من شهر صفر فيه ولد الإمام أبو جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام في المدينة سنة سبع وخمسين).
وقال الشيخ المفيد في (مسارّ الشيعة) : (أوّل يوم من رجب كان مولد سيّدنا أبي جعفر محمّد بن علي الباقر. روى جابر الجعفيّ قال : ولد الباقر أبو جعفر محمّد ابن علي عليهماالسلام يوم الجمعة غرّة رجب سنة سبع وخمسين من الهجرة) (٤).
وقال محمّد بن جرير الطبريّ من أصحابنا : ولادة أبي جعفر محمّد الباقر عليهالسلام. قال أبو محمّد الحسن بن علي الثاني عليهالسلام) : ولد عليهالسلام بالمدينة يوم الجمعة غرّة رجب سنة سبع وخمسين من الهجرة قبل أن يقتل الحسين عليهالسلام بثلاث سنين ((٥).
وقال بعض مؤرّخي أصحابنا : (ولد صلوات الله عليه بالمدينة يوم الثلاثاء ، وروى : يوم الجمعة في غرّة رجب. ويقال : في الثالث من صفر سنة سبع وخمسين من الهجرة. وأُمّه أُمّ عبد الله بنت الحسن. ويقال : فاطمة بنت الحسن).
وقال بعض أصحابنا أيضاً : (ولد أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين الباقر سلام الله عليه بالمدينة في ثالث صفر سنة سبع وخمسين من الهجرة) (٦).
وقال الشيخ في (التهذيب) : (ولد بالمدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة) (٧).
__________________
(١) كشف الغمّة ٢ : ٣٤٩.
(٢) مرآة العقول ٦ : ١٣ ١٥.
(٣) المصباح : ٦٩١.
(٤) مسارّ الشيعة (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ٧ : ٥٦ ٥٧.
(٥) دلائل الإمامة : ٢١٥.
(٦) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢١٧.
(٧) تهذيب الأحكام ٦ : ٧٧ / ب ٢٤.
وقال في (مصباح المتهجد) : (روى جابر الجعفيّ قال : ولد الباقر أبو جعفر محمّد ابن علي عليهمالسلام يوم الجمعة غرّة رجب سنة سبع وخمسين) (١).
وقال الشيخ المفيد في (الإرشاد) : (ولد عليهالسلام بالمدينة سنة سبع وخمسين من الهجرة ، وأُمّه أُمّ عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام) (٢).
والحاصل أن الإجماع حاصل على أن عام مولده السابع والخمسون من الهجرة ؛ للرواية به.
أمّا يوم مولده ، فقد عرفت أن الروايات المعتضدة بالشهرة الأكيدة دلّت على أنه أوّل يوم من رجب ، ولم يقم دليل على غيره ، والأشهر الأظهر أنه يوم الجمعة ؛ إذ لم يقم دليل على غيره.
وفاته عليهالسلام
وأما انتقاله إلى دار كرامة الله ، فقال الكلينيّ رحمهالله في (الكافي) : (قبض عليهالسلام سنة أربع عشرة ومائة ، وله سبع وخمسون سنة ، ودفن بالبقيع بالمدينة في القبر الّذي دفن فيه أبوه عليّ بن الحسين عليهالسلام ، وأُمّه أُمّ عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام) (٣).
وروى فيه عن سعد بن عبد الله ، والحميريّ جميعاً عن إبراهيم بن مهزيار [عن (٤)] أخيه عليّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قبض محمّد بن علي الباقر عليهالسلام وهو ابن سبع وخمسين سنة في عام أربع عشرة ومائة ، عاش بعد علي بن الحسين عليهماالسلام تسع عشرة سنة وشهرين (٥).
وقال المجلسيّ رضى الله عنه : (قال ابن شهرآشوب : (قبض بالمدينة في ذي الحجّة ، ويقال :
__________________
(١) مصباح المتهجّد : ٧٣٧ ، (حجري).
(٢) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ١٥٨.
(٣) الكافي ١ : ٤٦٩.
(٤) في المخطوط : (على).
(٥) الكافي ١ : ٤٧٢ / ٦.
في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة ومائة ، وله سبع وخمسون سنة مثل عمر أبيه وجدّه ، وأقام مع جدّه الحسين عليهالسلام ثلاث سنين أو أربع سنين (١) ، ومع أبيه عليّ أربعاً وثلاثين سنة وعشرة أشهر ، أو تسعاً وثلاثين سنة ، وبعد أبيه تسع عشرة سنة وقيل : ثماني عشرة. وقبض في أوّل ملك إبراهيم بن الوليد. وقال أبو جعفر بن بابويه : سمّه إبراهيم بن الوليد بن اليزيد ، وقبره ببقيع الغرقد) (٢).
وقال في (روضة الواعظين) : (قبض بالمدينة في ذي الحجّة ، ويقال : في شهر ربيع الأوّل ، ويقال : في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة ومائة) (٣).
وقال في (الدروس) : (قبض بالمدينة يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة أربع عشرة ومائة) (٤).
وقال في (كشف الغمّة) : (وأمّا عمره ، فإنّه مات في سنة سبع عشرة ومائة ، وقيل غير ذلك. وقد نيّف على الستّين. وعن سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمَّد عليهالسلام عن أبيه عليهالسلام قال قتل عليّ عليهالسلام وهو ابن ثمانٍ وخمسين سنة ، وقتل الحسين عليهالسلام ، وهو ابن ثمانٍ وخمسين ، ومات عليّ بن الحسين عليهالسلام وهو ابن ثمانٍ وخمسين ، وأنا اليوم ابن ثمانٍ وخمسين) (٥).
وقال عبد الله بن أحمد الخشاب : (وبالإسناد عن محمّد بن سنان قال : توفّيَ عليهالسلام وهو ابن سبع وخمسين سنة ، سنة مائة وأربع عشرة من الهجرة. أقام مع أبيه عليّ بن الحسين عليهماالسلام خمساً وثلاثين سنة إلّا شهرين ، وأقام بعد مضيّ أبيه عليهالسلام تسع عشرة سنة ، وكان عمره سبعاً وخمسين سنة. وفي رواية أُخرى : مات أبو جعفر عليهالسلام وهو ابن ثمانٍ وخمسين).
وقال السيد ابن طاوس في (الزيارة الكبيرة) وضاعف العذاب على من شرك
__________________
(١) في الفقيه رواية أنه يوم قتل جدّه الحسين عليهالسلام ابن أربع سنين. (هامش المخطوط).
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٢٧ ٢٢٨.
(٣) روضة الواعظين ١ : ٢٠٧.
(٤) الدروس ٢ : ١٢.
(٥) كشف الغمّة ٢ : ٣٣١.
في دمه ـ : (وهو إبراهيم بن الوليد) (١).
وقال في (إعلام الورى) : (قبض عليهالسلام سنة أربع عشرة ومائة في ذي الحجّة ، وقيل : في شهر ربيع الأوّل ، وقد تمّ عمره سبعاً وخمسين سنة. وأُمّه أُمّ عبد الله فاطمة بنت الحسن عليهالسلام. عاش مع جدّه الحسين عليهالسلام أربع سنين ، ومع أبيه عليهالسلام تسعاً وثلاثين سنة. ومدّة إمامته ثماني عشرة سنة ، وتوفّيَ في ملك هشام بن عبد الملك) (٢).
وقال الشيخ المفيد في (الإرشاد) : (وقبض عليهالسلام بالمدينة سنة أربع عشرة ومائة ، وسنّه سبع وخمسون سنة ، وقبره بالبقيع من مدينة الرسول صلىاللهعليهوآله) (٣).
وقال الشيخ في (التهذيب) : (قبض بالمدينة سنة أربع عشرة ومائة ، وسنّه سبع وخمسون سنة ، وأُمّه أُمّ عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام ، وقبره بالبقيع من مدينة الرسول صلىاللهعليهوآله) (٤)) (٥).
وقال الكفعميّ : عاش سبعاً وخمسين سنة ، وتوفّيَ يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة ست عشرة ومائة بالمدينة ، ودفن بالبقيع (٦).
وقال ابن جرير : (أقام مع جدّه عليهالسلام ثلاث سنين ، ومع أبيه عليهالسلام علي أربعاً وثلاثين سنة وعشرة أشهر ، وقبض في ملك إبراهيم بن الوليد في شهر ربيع الآخر سنة مائة وأربع عشرة من الهجرة. وكانت أيام إمامته عليهالسلام تسع عشرة سنة وشهرين ، وصار إلى دار كرامة الله عزوجل وقد كمل عمره سبعاً وخمسين سنة. وسبب وفاته أن إبراهيم ابن الوليد لعنه الله سمّه ، ودفن بالبقيع مع أبيه عليهالسلام علي وعم أبيه الحسن عليهالسلام) (٧).
وقال البهائيّ في ذكر شهر ذي الحجة : (السابع منه وفاة أبي جعفر محمّد الباقر عليهالسلام بالمدينة سنة أربع عشرة ومائة).
__________________
(١) الإقبال بالأعمال الحسنة ١ : ٢١٤.
(٢) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٥٩.
(٣) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ١٥٨.
(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٧٧ / ب ٢٤.
(٥) مرآة العقول ٦ : ١٣ ١٤.
(٦) المصباح : ٦٩١.
(٧) دلائل الإمامة : ٢١٥.
وقال بعض المؤرّخين من أصحابنا : (عاش سلام الله عليه سبعاً وخمسين سنة : مع جدّه الحسين عليهالسلام أربعاً ، ومع أبيه زين العابدين عليهالسلام تسعاً وثلاثين سنة ، ومدّة إمامته ثماني عشرة سنة. قتله إبراهيم بن الوليد في ملك هشام بن عبد الملك في ذي الحجة ، وقيل : ربيع الأول ، وقيل : ربيع الآخر والأوّل أشهر بالمدينة سنة أربع عشرة ومائة ، وقيل : سنة سبع عشرة ومائة ، وقيل : سنة ثلاث عشرة ومائة والأول أشهر ودفن ببقيع الغرقد إلى جانب تربة أبيه زين العابدين وعمّه الحسن بن علي ، سلام الله عليهم).
وبالجملة ، فعام وفاته عليهالسلام الرابع عشر بعد المائة بالنصوص المعتبرة من الخاصة والعامة ، والظاهر قيام الإجماع عليه ، والمخالف شاذّ موافق لبعض نصوص العامة وفتاوى بعضهم. وعمره الأشرف سبع وخمسون سنة بالنصّ من الفريقين ، والظاهر قيام الإجماع عليه أيضاً. وللعامة أقوال منتشرة فيهما ، والمخالف منّا شاذّ ، والأظهر أنه في اليوم الثامن والعشرين من ربيع الثاني ، والظاهر أنه مراد من أطلق أن موته في ربيع الثاني.
وأنت إذا ضممت ما نقلناه من رواية (الكافي) في صدر البحث ، الدالّة على أنه عاش بعد أبيه تسع عشرة سنة وشهرين ، إلى ما نقلناه أيضاً منه من الرواية الدالّة على أن زين العابدين عليهالسلام مات في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، دلّ على أن موته كما قلنا.
ولعلّ من قال : إنه عليهالسلام توفّيَ في ربيع الثاني ، لاحظ الروايتين وعمل بهما ، وهذه الرواية أيضاً مؤيّدة للأُولى وحجّة للعامل بها بوجه. وبهذا يظهر أن ما قاله المجلسيّ رحمهالله في شرح هذه الرواية حيث قال : (وعاش) إلى آخره (١) لا يوافق شيئاً من التواريخ التي عيّن فيها الشهور والأيّام ، إلّا ما نقله في (روضة الواعظين) قولاً بأنّ وفاة الباقر عليهالسلام في شهر ربيع الأوّل. والمشهور أن [القول بأن] وفاة عليّ بن
__________________
(١) في المخطوط بعدها : (هذا).
الحسين عليهماالسلام في شهر المحرّم سهو ، على أن القول بأنّ وفاته عليهالسلام في ربيع الأوّل نقله غير واحد ، فهي توافق كلّاً من القولين باعتبار ، والله العالم بحقيقة الحال. ولم أجد على غير ما قلت دليلاً يركن إليه.
الفصل الثامن
في مولد الإمام أبي عبد الله
جعفر بن محمّد الصادق عليه سلام الله أبداً ووفاته
ميلاده المبارك
قال الكلينيّ رحمهالله : (ولد أبو عبد الله عليهالسلام سنة ثلاث وثمانين .. وأُمّه أُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وأُمّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر) (١).
وقال ابن جرير الطبريّ : معرفة ولادة أبي عبد الله جعفر بن محمَّد عليهماالسلام. قال أبو محمّد الحسن بن علي الثاني عليهالسلام) :ولد بالمدينة سنة ثلاث وثمانين من الهجرة (.
وأقام مع جدّه عليّ بن الحسين عليهماالسلام اثنتي عشرة سنة ، ومع أبيه بعد جدّه عليهماالسلام تسع عشرة سنة ، وعاش بعد أبيه عليهالسلام أربعاً وثلاثين سنة.
ثمّ قال : امّه فاطمة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وتكنّى أُمّ فروة ، وأُمّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر (٢).
وقال بعض مؤرّخي أصحابنا : (ولد الصادق عليهالسلام بالمدينة يوم الجمعة عند طلوع الفجر ، ويقال : يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وثمانين من الهجرة ، وأُمّه أُمّ فروة بنت القاسم).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (ولد بالمدينة يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأوّل
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٧٢.
(٢) دلائل الإمامة : ٢٤٥.
سنة ثلاث وثمانين على ما ذكره الشهيد وغيره ، ولم أقف على ما ينافيه :
فصاحب البيت أدرى بالذي فيه
قلت : لعلّه أراد عام الولادة ويومها من الشهر ، وإلّا فيومها الأعظم من الأُسبوع [ستعرف (١)] ما ينافيه.
وقال الشهيد في (الدروس) : (ولد عليهالسلام بالمدينة يوم الاثنين سابع عشر شهر ربيع الأوّل ، سنة ثلاث وثمانين).
ثمّ قال : (امّه أُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد) (٢).
وقال الجعفيّ : (اسمها فاطمة ، وكنيتها أُمّ فروة).
وقال ابن شهرآشوب على ما نقله المجلسيّ رضى الله عنه (٣) : (ولد الصادق عليهالسلام بالمدينة يوم الجمعة عند طلوع الفجر ، ويقال : يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وثمانين من الهجرة ، وقالوا : سنة ست وثمانين. أقام مع جدّه عليهالسلام اثنتي عشرة سنة ، ومع أبيه عليهالسلام تسع عشرة سنة ، وبعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة) (٤).
قلت : الظاهر أن قوله : (وقالوا) يعني به العامّة ، فإنّه من أقوالهم.
وروى ابن الخشّاب بسنده عن محمّد بن سنان أن مولده سنة ثلاث وثمانين (٥).
وقال الشيخ المفيد في (الإرشاد) : (كان مولده سنة ثلاث وثمانين من الهجرة ، وقال : امّه أُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر) (٦).
وقال أيضاً قبل هذا : (وَلَدُ الباقر عليهالسلام جعفر بن محمَّد عليهالسلام وعبد الله بن محمّد ، أُمّهما أُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر).
__________________
(١) في المخطوط : (عرفت).
(٢) الدروس ٢ : ١٢.
(٣) مرآة العقول ٦ : ٢٥ ٢٦.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٠١ ٣٠٢.
(٥) عنه في مرآة العقول ٦ : ٢٦.
(٦) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ١٧٩ ١٨٠.
إلى أن قال : (وأخوه عبد الله ، يشار إليه بالفضل والصلاح ، وروى أن بعض بني أُميّة سقاه السمّ فقتله) (١).
وساق حديثه معه وهو يشعر أنه قتله بالسم صبراً لا غيلة.
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (ولد عليهالسلام بالمدينة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وثمانين من الهجرة) (٢) ونصّ في تعداد ولد أبي جعفر عليهالسلام أن امّه وأُمّ أخيه عبد الله أُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر (٣).
وقال البهائيّ بعد أن نصّ على أن السابع عشر من ربيع الأوّل مولد النبي صلىاللهعليهوآله : (وفيه ولد الإمام أبو عبد الله جعفر الصادق عليهالسلام بالمدينة سنة ثلاث وثمانين).
وبالجملة ، فالإجماع المؤيّد بالنصّ قائم على أن مولده [الذي (٤)] عمّت الخلائق بركته في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأوّل عام ثالث وثمانين من الهجرة ، والأظهر الأشهر أنه يوم الجمعة عند طلوع الفجر. والإجماع قائم على أن مدّة بقائه في الدنيا خمس وستون سنة ، وهو منصوص أيضاً ، والإجماع والنصّ قائمان على أن امّه أُمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر وأُمّها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، بل الظاهر أنه إجماع الأُمة.
فلا عبرة بإنكار بعض المعاصرين لتولّده من أبي بكر ؛ تعويلاً على ما فهمه من مثل ما دلّ على أنّهم عليهمالسلام لم يزالوا ينقلون من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام المطهّرة ، وأنهم لم تدنّسهم الجاهلية بأدناسها ، ولم تلبسهم المدلهمّات [من] أثوابها (٥) ، وما أشبه ذلك وهو كثير جدّاً ، ولكنّه لم يدّع أن امّه سلام الله عليه من هي؟ ولا بنت من؟ ولا من أي القبائل؟
__________________
(١) الإرشاد (ضمن سلسلة مؤلّفات الشيخ المفيد) ١١ / ٢ : ١٧٦ ، وفيه تصريح بأنه قتله صبراً.
(٢) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٦٩.
(٣) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٦٥.
(٤) في المخطوط : (التي).
(٥) بحار الأنوار ٩٧ : ٢٠٣ ، وقريب منه في بحار الأنوار ٣٥ : ١٠٠.
ودليله لا ينافي ما ثبت بالنصّ والإجماع من أنّ امّه هي المسماة (١) من غير معارض أصلاً ، بل الإجماع في جميع الأزمان والأصقاع سبقه ولحقه ، فإنه لو تدبّر ما ورد من النصوص المتكثّرة في بيان مبدأ خلق الإمام ، لعلم أن ما استند إليه لا يدلّ على دعواه ، ولا ينافي ما هو المجمع عليه بين الأمّة من غير نكير.
وبيانه يخرجنا عن موضوع الرسالة ، لكنّه يعرفه كلّ من تعلّق بأدنى غصن من شجرة الحكمة ، بل قد ورد عنه عليهالسلام في الكتب المعتبرة أنه قال ولدني أبو بكر مرّتين (٢) يشير به إلى تولّد امّه من محمّد وعبد الرحمن ابني أبي بكر ، والله العالم.
وفاته عليهالسلام
وأمّا انتقاله إلى دار كرامة الله تعالى ، فقال الكلينيّ رحمهالله : (مضى عليهالسلام في شوّال من سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، وله خمس وستون سنة ، ودفن في البقيع في القبر الذي دفن فيه أبوه وجدّه والحسن بن علي عليهمالسلام) (٣).
وقال الشيخ عبد الله بن صالح : (قبض عليهالسلام في شوّال على ما ذكره الكلينيّ في (الكافي) ، والمفيد في (الإرشاد) ، والشيخ في (التهذيب) ، والشهيد في (الدروس) ولم يعيّنوا اليوم منه. وقيل : في منتصف رجب يوم الاثنين سنة ثمانٍ وأربعين ومائة (٤). وعليه اعتمد صاحب كتاب (الحقائق الإيمانيّة) من أصحابنا ، والمشهور الأوّل).
وقال الطبرسيّ في (إعلام الورى) : (مضى عليهالسلام ليلة النصف من رجب ، ويقال : في شوّال سنة ثمانٍ وأربعين ومائة ، وله خمس وستّون سنة ، أقام منها مع أبيه وجدّه اثنتي عشرة سنة ، ومع أبيه بعد جدّه تسع عشرة سنة ، وبعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة ، وتوفّيَ في أيّام أبي جعفر المنصور بعد ما مضى من ملكه عشر سنين ، ودفن بالبقيع مع أبيه وجدّه وعمّه الحسن عليهمالسلام) (٥).
__________________
(١) أي المسماة آنفاً ، وهي أُمّ فروة.
(٢) تهذيب الكمال ٥ : ٧٥.
(٣) الكافي ١ : ٤٧٢.
(٤) مرآة العقول ٦ : ٢٥.
(٥) إعلام الورى بأعلام الهدى : ٢٦٦.