بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد سيّد العلماء بالله وعلى آله خزّان علم الله واللعن الدائم على أعداءهم معادن الجهل والعدوان على الله.
وبعد :
فقد منّ الله عزّ وجلّ عليّ بحبّ العلم وأهله ، وضعني في أحضان رحمته وأنا وليد ، وساقني إلى عشّ آل محمّد صلوات الله عليهم بعد ردح من الزّمن غير بعيد ، وضاعف علىّ النّعم وغمرني بالجود والكرم ، ولا يزال سبحانه يعظّم النّعمة عليّ فلا أجازيه ، فربّي أحمد شيء عندي وأحقّ بحمدي.
ثمّ ان مودّتي للعلماء جعلتني أتقرّب اليهم وأتطلّع على سيرتهم وأتعرّف على الماضين ـ كالمعاصرين ـ منهم ، فتصفّحت من أجل ذلك الكتب الكثيرة ، وقرأت عنهم الشيء الكثير فمن الفهارس إلى الرجال ، ثم التراجم ، ومن الرّياض إلى الروضات والتواريخ والكنى والألقاب والأعيان إلى الأمل وتكملته والطبقات وذريعته ، ومعارف الرجال ومراقده إلى مجاميع ومفردات ومعاجم من كتب الجمهور وغيرهم حتى حصل لي بذلك إلمام لا بأس به ، وحتى طلب منّي بعض الأحبّة أن أكتب الصحيح من سيرة العلماء لما في كثير من الصحف من غثّ وسمين ، وخلط للحابل بالنّابل ، واليانع بالذّابل ، فأقررت بالعجز ، وأذعنت بالقصور ، فألحّ وأصرّ وأكّد ، فاشتغلت بعيون الشيعة وحملة الشريعة وكتبت شطرا