كل واحدة منها ذاتا منفردة باختلاف موادها التى كانت وباختلاف أزمنة حدوثها واختلاف هيئاتها التى لها بحسب أبدانها المختلفة لا محالة. فإنا نعلم يقينا أن موجد المعنى الكلى شخصا مشارا إليه لا يمكنه أن يوجده شخصا أو (١) يزيد له معنى على نوعيّته به يصير شخصا من المعانى (٢) التى تلحقه عند حدوثه وتلزمه ، علمناها أو لم نعلم.
ونحن نعلم أن النفس ليست واحدة فى الأبدان كلها ، ولو كانت واحدة وكثيرة بالإضافة لكانت عالمة فيها كلها أو جاهلة ، ولما خفى على زيد ما فى نفس عمرو ، لأنّ الواحد المضاف إلى كثيرين يجوز أن يختلف بحسب الإضافة. وأما الأمور الموجودة له فى ذاته فلا يختلف فيها ، حتى إذا كان أب لأولاد كثيرين وهو شاب لم يكن شابا إلا بحسب الكل ، إذ
__________________
وكاضافة رب الدار الى الدار حتى يجوز ان يزول ويعود تلك الاضافة النفسية والشخص بحاله بل النفسية كالمادية والصورية وغيرها من الحقائق اللازمة الاضافات التى نحو وجودها الخاص مما لزمتها الاضافة وكالمبدعية والالهية لصانع العالم حيث ذاته بذاته موصوفة بها فالنفس مادام كونها نفسا لها وجود تعلقى ، فاذا استكملت فى وجودها وصارت عقلا مفارقا يتبدّل عليها نحو الوجود ويصير وجودها وجودا اخرويّا وينقلب الى اهله مسرورا فلو فرضت وجودها النفسى قديما لزم التعطيل بالضرورة والتعطيل محال.
ومنها لزوم كثرة فى افراد نوع واحد من غير مادة قابلة للانفعال ولا مميّزات عرضيّة وهو محال.
ومنها وجود جهات غير متناهية بالفعل فى المبدأ العقلى ينثلم بها وحدة المبدأ الاعلى.
الى غير ذلك من المحالات اللازمة على القول بلاتناهى النفوس المفارقة فى الازل.
وعلى القول بتناهى النفوس القديمة يلزم التناسخ ».
(١) فى تعليقة نسخة : بمعنى الا أى إلاّ أن يزيد له.
(٢) اى العوارض المشخصة.