وسط المسافة.
وأما حديث انتقال الشعاع ، فليس هو بأكثر من انتقال الظل. فيجب أن يكون الظل أيضا جسما ينتقل ، وليس ولا واحد منهما بانتقال ، بل بطلان وتجدد. فإنه إذا تجددت الموازاة تجدّد ذلك ، فإن ارتكب مرتكب أن الظل أيضا ينتقل فليس يخلو إما أن ينتقل على النور وإما أن يكون النور ينتقل أمامه وخلفه ، فإن كان ينتقل على النور ويغطى النور ، فلنفرض النور المغشى لجميع الأرض لا انتقال له وإنما يغطيه الظل ، فيكون دعوى انتقال النور قد فسد. وإن كان النور ينتقل أمام الظلمة حتى تنتقل الظلمة فلنفرض المضىء واقفا ، ومعلوم أنه إذا كان واقفا وقف معه النور ، وهذا يدعو إلى (١) أن تكون حركة ذى الظل سببا لطرد النور ، ويمكن عدة منهم أن يطردوا النور أيضا من الجهات المختلفة والمضىء واقف فيظلم الموضع حينئذ ، أو يكون النور إذا هرب من الظل ظفر (٢) من خلف (٣) فعاد إلى حيث فارقه الظل ، وهذه كلها خرافات ، بل لا الظل يفسخ النور ولا هو ولا النور بجسم ، وإن كان لهما انتقال فذلك بالتجدد لا أن شيئا واحدا بعينه ينتقل.
وانعكاس الشعاع أيضا لفظ مجازى ، فإن من شأن الجسم إذا استنار وكان صقيلا أن يستنير عنه أيضا جسم يحاذيه من غير انتقال ألبتة.
وأما المذهب الآخر وهو المذهب الذى لا يرى لهذا النور معنى ، بل
__________________
(١) يتسدعى له ، نسخة.
(٢) اى وثب.
(٣) او يكون للنور اذا هرب من الظل ظفر من خلف ، نسخة.