اقتبسوا.
وأنت تجد بعض هذه
القواعد الأصولية في رواياتهم الكثيرة الوفيرة المبثوثة في مطاوي كتب الأخبار ،
ومجاميع الأحاديث ، وهذه شواهد تاريخيّة على ذلك حيث تكشف عن وجود بذرة
التفكير الأصولي عندهم.
وإذا نظرنا نظرة
فاحصة نجد أنّ أوّل من صنّف في الأصول هو هشام ابن الحكم ، وهو من أصحاب الإمام
الصادق عليه السلام ، إذ صنّف كتاب الألفاظ ومباحثها ، كما صرّح به ابن النديم في
الفهرست .
وجاء من بعده يونس
بن عبد الرحمن مولى آل يقطين ، صنّف كتاب اختلاف الحديث ومسائله عن أبي الحسن موسى
بن جعفر عليهما السلام ، وهو مبحث تعارض الحديثين ، كما ذكره الشيخ في الفهرست ، والسيد الصدر في تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام .
٢ ـ العصر
التمهيدي : وهو ـ كما قيل ـ عصر وضع البذور الأساسية لعلم الأصول ، واستمرّ على نحو قرنين من الزمن ، ابتداء من عصر الغيبة سنة ٢٦٠ ه إلى زمن
الشيخ الطوسي ( ت ٤٦٠ ه ).
ومن مختصّات هذا
الدور التأليف والتصنيف وشرح الأحاديث الواردة عن الأئمّة عليهم السلام في المقام
، والشيخ رحمه الله هو الحلقة الوسطى في هذا الدور والّذي يليه ، ومن أعلام هذه
الفترة :
الحسن بن موسى
النوبختي ، ذكره ابن النديم في الفهرست ، وقال : متكلم
__________________