وطبائعها ، والاطّلاع على أيّامها ومذاهبها في جاهليتها وإسلامها ، وهذا مراد الشهيد الثاني من قوله : أبعد الناس عن الاجتهاد العجم ، إذ من الواضح أنّه ـ سقى الله ثراه ـ لا يريد العجم من حيث النسب ، كيف ومعظم علوم العربية تؤثر عنهم ، وأكثر علماء الدين منهم ، بل يريد من له العربيّة تطبّع لا طبيعة ، وتكلّف لا قريحة.
فليخف الله من هذا نعته ، وليدع الفتوى في الحلال والحرام حتى يحصل له من الممارسة معرفة مجاري الكلام.
وكم وقع لعدّة من الأعلام من التحريف الواضح ، والخطأ الفاضح في تفسير الآيات والروايات ممّا يجب ستره ، ولا يجوز نشره ، ولو حاول استقصاءه أحد لملأ منه مجلّدات ضخمة ، ولكن لحوم العلماء مسمومة ، وتتبّع عثرات الكرام سجيّة مذمومة ، وما أحوجنا إلى هذا النزر من البيان إلاّ أداء النصيحة إلى الإخوان ( وقد يستفيد الظنّة المتنصّح ) والله المستعان.