الكتب الأصولية ، لك العتبى أيها الفاضل فلك عليّ يد لا أجحدها ، ونعمة أشكرها ، وذلك منّي طبيعة لا تطبّع ، وجري على ما تعوّدته لا تكلّف ، وإنّي لم أتعوّد منذ نعومة الأظفار ومقتبل الشباب إلاّ هذا النمط من الكتابة ( وصعب على الإنسان ما لم يعوّد ) على أنّ هذا عند ذوي الآداب لا يحطّ من قدر الكتاب بل يزينه ولا يشينه ، ويغلي قدره ولا يرخصه.
وإذا محاسني التي أزهو بها |
|
صارت مثالب لي فما ذا أصنع |
وشتان بين هذا الفاضل وبين أحد علماء العراق ، وقد بلغني قوله فيه : هو أوّل كتاب في فن الأصول ملؤه دقائق عجمية بعبارات عربيّة (١).
الثالث من مختصات الوقاية التي زادها الله شرفا : أنّ مصنّفها من أجلّة تلامذة العلاّمة السيد محمد الفشاركي الأصفهانيّ ، ومن الذين حضروا دروس السيد في سامراء والغري الشريف.
ومن الأسف أنّ آثار السيد لم تصل إلينا حتى وريقة منها ، فهذا الكتاب يصحّ أن يعدّ من لباب أفكاره وآثاره حيث قال المصنّف في أوّل كتابه : ترجمة مختصرة لسيدنا الأستاذ السيد محمد الفشاركي ... وأما وصف محاسن خلاله ومحامد أقواله وأحواله وأفعاله وما منحه الله من العلم والتقوي وحسن البيان وطلاقة اللسان ، فإنه يدع سحبان وائل وهو أعيا من بأقل ، وهذا أمر أعترف بعجزي عنه ، فليعذرني الناظر وما أساء من اعتذر ، ولو لا خوف تسرّع القرّاء إلى الإنكار لذكرت بعضها ، ولكن صدور الأحرار قبور الأسرار ، وحسبك منها ما تراه في خلال هذا الكتاب من غرر فوائده ، ومن رأي من السيف أثره فقد رأى أكثره ، واسأل الله أن يجزيه عنّا أفضل جزاء المحسنين ، ويحشره مع أجداده الطاهرين ،
__________________
(١) راجع : صفحة ٦٠٣ من هذا الكتاب.