علي عليهالسلام : أمّا
احتجاجك على الأنصار بأنك من بيضة رسول الله
صلىاللهعليهوآله
ومن
قومه ، فغيرك أقرب نسباً منك إليه ، وأمّا احتجاجك بالاختيار ورضا الجماعة بك ، فقد كان قوم من جملة الصحابة غائبين لم يحضروا العقد ، فكيف يثبت ! » .
وأمّا الاحتجاج بحديث صلاة أبي بكر
بالناس عند مرض رسول الله صلىاللهعليهوآله
، فقد ذكر ابن أبي الحديد خلاصة كلام شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني ، ولم يكن يتشيع ، وكان شديداً في الاعتزال ، وقد ذكر في كلامه ما روي عن علي عليهالسلام
أنّ عائشة أمرت بلالاً مولى أبيها أن يأمره ليصلّي بالناس ، لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
ـ كما ورد في الخبر ـ قال : ليصلّ بهم أحدهم. ولم يعيّن ، وكانت صلاة الصبح ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو في آخر رمقٍ يتهادى بين علي عليهالسلام
والفضل بن العباس ، حتى قام في المحراب ، ثمّ دخل فمات ارتفاع الضحى ، فجعلوا يوم صلاته حجّة في صرف الأمر إليه ، وقالوا : أيكم يطيب نفساً أن يتقدّم قدمين قدّمهما رسول الله صلىاللهعليهوآله
في الصلاة ! ولم يحملوا خروج رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى الصلاة لصرفه عنها ، بل لمحافظته على الصلاة مهما أمكن ، فبُويع على هذه النكتة التي اتّهمها علي عليهالسلام
على أنّها ابتدأت منها.
وكان علي عليهالسلام
يذكر هذا لأصحابه في خلواته كثيراً ، ويقول : « إنّه لم يقل صلىاللهعليهوآله
: إنكن لصويحبات يوسف ؛ إلّا إنكاراً لهذه الحال ، وغضباً منها ، لأنها
______________