والقمر والنجوم ، وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات ، علمت أن لهذا مقدّراً ومنشأً.
قال الرجل : فلم احتجب ؟ فقال أبو الحسن عليهالسلام : إنّ الحجاب على الخلق ، لكثرة ذنوبهم ، فأما هو فلا يخفى عليه خافية في آناء الليل والنهار.
قال : فلم لا تدركه حاسة الأبصار ؟ قال عليهالسلام : للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الأبصار منهم ومن غيرهم ، ثم هو أجلّ من أن يدركه بصر أو يحيطه وهم أو يضبطه عقل.
قال : فحده لي ؟ قال عليهالسلام : لا حدّ له ، قال : ولم ؟ قال عليهالسلام : لأن كل محدود متناه إلى حدّ ، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة ، واذا احتمل الزيادة احتمل النقصان ، فهو غير محدود ولا متزايد ولا متناقص ولا متجزيء ولا متوهَّم.. » (١).
لقد بيّن أهل البيت عليهمالسلام أنّ الإمامة منصب الهي ، ولاتكون بالشورى والاختيار ، بل تخضع للإرادة الربانية ، وهو تعالى يجتبي من عباده ما يشاء لهذا المنصب الخطير ، والإمام يشترك مع النبي باعتبارهما حجة على الناس ، ويفترق عنه بالوحي فهو لا يوحى اليه ، وأن الأرض لا تخلو من حجة منذ خلق الله تعالى آدم ، وأن الأئمة من آل البيت هم ورثة النبي صلىاللهعليهوآله وأولاده وأفضل من خلف بعده في أمته ، وأنهم أولي الأمر الذين
______________
(١) عيون أخبار الرضا ١ : ١٢٠ / ٢٨.