الحضر.
قالا : قلنا : إنما قال الله عزّوجلّ : ( فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ) ولم يقل : افعلوا ، فكيف أوجب ذلك كما أوجب التمام في الحضر ؟
فقال : أوَ ليس قد قال الله عزّوجلّ في الصّفا والمروة : ( فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ) (١) ؟ ألا ترون أنّ الطواف بهما واجب مفروض ؟ لأنّ الله عزّوجلّ ذكره في كتابه وصنعه نبيّه ، وكذلك التقصير في السفر شيء صنعه النبي صلىاللهعليهوآله وذكره الله تعالى في كتابه » (٢).
إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة الأخرى والتي يمكن الوقوف عليها بمراجعة ما ذكرناه من كتب التفسير الروائي.
تصدّى أهل البيت عليهمالسلام لكثير من المقولات الباطلة حول كتاب الله ، منها ما قيل بأنّه على سبعة أحرف ، وأنّ المعوذتين ليستا منه ، والبسملة ليست من الفاتحة ، وغير ذلك.
عن الفضيل بن يسار قال : « قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إن الناس يقولون : إن القرآن نزل على سبعة أحرف ؟ فقال : كذبوا أعداء الله ، ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد » (٣).
وعن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام أنه سئل عن المعوذتين ، أهما من
______________
(١) سورة البقرة : ٢ / ١٥٨.
(٢) نور الثقلين ١ : ٥٤١ / ٥٢٧ ، من لا يحضره الفقيه ١ : ٢٧٨ / ١٢٦٦.
(٣) الكافي ٢ : ٦٣٠ / ١٣.