الفصل السادس
تصحيح مفاهيم في الطبّ والغذاء
لم يقتصر أهل البيت عليهمالسلام على طب الأرواح والقلوب ، بل اهتموا بطب الأجسام ، فورد عنهم عليهمالسلام المزيد من الإرشادات والنصائح الطبيّة والآداب الصحية ، ومواصفات لكثير من الأغذية والأدوية وفوائدها ، وعلاجات للأمراض السائدة في زمانهم ضمن معطيات الأدوية المستعملة آنذاك ، وبيّنوا شيئاً وافياً عن الطبائع مما له ربط بصحة الإنسان ومزاجه ، ووظائف الأعضاء وحكمة وضعها في مواضعها.
وقد أثر عن الإمام الرضا عليهالسلام رسالة في الطب اسمها ( الرسالة الذهبية ) كتبها بطلب من المأمون ، وسميت كذلك لأن المأمون أمر أن تكتب بماء الذهب،وهي لاتزال إلى اليوم من أرقى النصوص في موضوعها،وأشهرها بين العلماء،وقد تسالموا على نسبتها للإمام عليهالسلام في شتّى العصور.
وهي تشتمل على ما جرّبه وسمعه عليهالسلام من الأطعمة والأشربة ، واستعمال الأدوية ، ومضارّ الأغذية ومنافعها ، والفصد والحجامة ، والسواك والحمام والنورة وغير ذلك مما يدبر استقامة أمر الجسد ، وما فيه صلاحه وقوامه وتدبيره (١).
______________
(١) راجع : متن الرسالة في بحار الأنوار ٦٢ : ٣٠٩. وهي متداولة ، طبعت في النجف سنة ١٣٨٠ ه ، وفي قم سنة ١٤٠٢ ه ، وفي بيروت بدار المناهل سنة ١٤١٢ ه.