أهل البيت عليهمالسلام إلى التحدث بلغة القرآن ، وأخذ العناوين الكبرى في العقيدة منه لا من غيره ، فنفوا التشبيه والتعطيل جميعاً ، وأكدوا أن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء ، خارج عن الحدين ؛ حد الابطال ، وحد التشبيه ، وإنه ليس بجسم لأنّه خالق الأجسام ، ولا صورة لأنّه خالق الصور ومبدعها ، ولا عرض ولا جوهر ، لأنه خالق الأعراض والجواهر ، وهو رب كل شيء ومالكه وجاعله ومحدثه. وفيما يلي نستعرض بعض الروايات الواردة عنهم عليهمالسلام ، وهي تؤكد هذه المضامين ، وتشير إلى تصدي أهل البيت عليهمالسلام إلى أمثال هذه المقولات الباطلة :
عن أبي حمزة الثمالي قال : « رأيت علي بن الحسين عليهاالسلام قاعداً واضعاً احدى رجليه على فخذه فقلت : إنّ الناس يكرهون هذه الجلسة ، ويقولون : إنها جلسة الرب ؟! فقال : إني إنما جلست هذه الجلسة للملالة ، والربّ لا يملّ ، ولا تأخذه سنة ولا نوم » (١).
وعن عبدالرّحيم القصير ، قال : « كتبتُ على يدي عبدالملك بن أعين إلى أبي عبدالله عليهالسلام بمسائل فيها : أخبرني عن الله عزّوجلّ هل يوصف بالصورة وبالتخطيط ، فإن رأيت ـ جعلني الله فداك ـ أن تكتب إليّ بالمذهب الصحيح من التوحيد ؟ فكتب عليهالسلام بيدي عبدالملك بن أعين : سألت ـ رحمك الله ـ عن التوحيد ، وما ذهب إليه من قبلك ، فتعالى الله الذي ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير ، تعالى الله عمّا يصفه الواصفون
______________
(١) الكافي ٢ : ٦٦١ / ٢.