وأبو عبيدة معمر بن المثنى ( ت / ٢٠٩ ه ) ، وأول تصنيف وصلنا في هذا الصدد من أبي عبيد القاسم بن سلام ( ت / ٢٢٤ ه ) ، وقد أسهم أئمة الهدى عليهمالسلام في رفد مكتبة غريب الحديث بكثير من الروايات التي تعنى بمعاني الأخبار وشرح غريبها ، سواء من خلال بيان مفهومها العام ، أو من حيث بيان معاني مفرداتها ، وقد أفرده الشيخ الصدوق ( ت / ٣٨١ ه ) بكتاب سمّاه ( معاني الأخبار ) ونظرة سريعة إليه تكشف عن مقدار جهودهم عليهمالسلام في هذا الاتجاه.
ومن ذلك ما رواه عبد المؤمن الأنصاري ، قال : « قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : انّ قوماً يروون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : اختلاف أمتي رحمة ؟ فقال : صدقوا ، فقلت : إن كان اختلافهم رحمة ، فاجتماعهم عذاب ؟!
قال : ليس حيث تذهب وذهبوا ، وإنما أراد قول الله عزّوجلّ : ( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (١) فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ويختلفوا إليه فيتعلّموا ، ثمّ يرجعوا إلى قومهم فيعلّموهم. إنّما أراد اختلافهم من البلدان ، لا اختلافاً في دين الله ، إنّما الدين واحد ، إنّما الدين واحد » (٢).
وعن أبي إسحاق ، قال : « قلت لعلي بن الحسين عليهاالسلام : ما معنى قول النبي صلىاللهعليهوآله : من كنت مولاه فعليّ مولاه ؟ قال : أخبرهم أنّه الإمام بعده » (٣).
______________
(١) سورة التوبة : ٩ / ١٢٢.
(٢) علل الشرائع : ٨٥ / ٤.
(٣) معاني الأخبار : ٦٥ / ١.