أخذ منه المرض
مأخذاً كبيراً ورجلاه تخطّان من الضعف ، ولم يكن قادراً على الوقوف كما تعترف بذلك عائشة ؟! أوَ ليس ذلك يدلّ على أنّ النبي صلىاللهعليهوآله لم يكن
يرتضي إمامة أبي بكر ، وقد عمل على الوقوف بوجهها مهما كلّف الأمر ، ولم يدع أبا بكر يكمل صلاته ؟! فإذا كان أبو بكر قد صلّىٰ بأمر الرسول فلا داعي لأن يخرج النبي صلىاللهعليهوآله في مرضه إلى المسجد ويصلّي جالساً.
وخلاصة الأمر : أنّ المبادرة إلىٰ
الصلاة مكان النبي صلىاللهعليهوآله
هي إحدىٰ المحاولات التي كان يسعى طلاب السلطة من خلالها إلىٰ تثبيت مواقعهم ، فيظنّ الناس أنّ النبي صلىاللهعليهوآله
قد أمرهم فلابدّ أن يكونوا خلفاءه أيضاً ، وإن كان الأمر على خلاف ما يتصور ؛ إذ الأمر بالصلاة لا علاقة له بالخلافة.
فقد أمر صلىاللهعليهوآله
اُناساً بالصلاة أيام صحته صلىاللهعليهوآله
، فإذا كان الأمر بالصلاة لا ينفكّ عن الخلافة ، فإنّ اُولئك الذين قاموا مقامه في الفترات الماضية أولىٰ بالخلافة إذن .
٤ ـ لقد كانت من محاولات هؤلاء القوم
للمبادرة والوصول إلى الخلافة : تصيّد الأخبار من داخل البيت النبوي ، والانطلاق للهيمنة
__________________