إنّ تزايد عدد المسلمين لم يجعل الأنصار المجموعة المسلمة الوحيدة في جزيرة العرب ، بل تحوّلوا إلى أقلّية في وسط جموع كبيرة من المسلمين.
ولكن النبي صلىاللهعليهوآله كان يشيد بالأنصار ويقف إلى جانبهم ، وذلك لموافقهم الخالدة في ساعات العسرة ، هذا بالإضافة إلى تجذّر الإسلام والإيمان في أعماقهم ، فهم الذين عاشوا في كنف النبي سنوات ونهلوا من نمير علمه.
وقد أوصىٰ النبي صلىاللهعليهوآله بهم قائلاً : « إنّهم كانوا عيبتي التي أويت إليها ، فأحسنوا إلى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم » (١).
فكانوا نتيجةً لرعاية النبي وحمايته لهم يشعرون بالمعاد والسند.
بعد نزول سورة ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ ) (٢) سُمع كلام من النبيّ يُنبئ بدنوِّ أجَله (٣) ، كما صرح بذلك في خطبة له في حجة الوداع ، ولوّح
__________________
(١) السيرة النبوية لابن هشام ٤ : ٣٠٠ ، الطبقات الكبرىٰ ١ : ٢٥٠ و ٢٥١ ، أنساب الأشراف ٢ : ٧٢١ ، نهج البلاغة ، الخطبة (٦٨) : ٥٢.
(٢) النصر : ١.
(٣) الطبقات الكبرىٰ ١ : ١٩٢ و ١٩٣.