« ذكرت الرواية خبراً تعارضه جُلّ المصادر الاُخرىٰ ، وهو : أنّ الخبر جاء إلىٰ عمر رضياللهعنه وعلي رضياللهعنه دائب في جهاز النبي صلىاللهعليهوآله ، والروايات الصحيحة تعارض هذا الخبر ، وتؤكد أنّ جهز النبي صلىاللهعليهوآله لم يبدأ به إلاّ يوم الثلاثاء ، والسقيفة كانت يوم الاثنين ، وأنّ علي بن أبي طالب رضياللهعنه تخلّف في بيت فاطمة ، كما في رواية مالك ومعمّر والزهري. وقال ابن إسحاق : لمّا بويع أبو بكر رضياللهعنه أقبل الناس على جهاز رسول الله صلىاللهعليهوآله . وأخرجها الطبري أيضاً ، وذكرها ابن كثير في خمسة مواضع في ألفاظ مختلفةٍ ونقلها ابن الأثير » (١).
الردّ :
إنّ هذه الإشكال يتضمّن نكتةً أساسية ، وهي : أن علياً عليهالسلام لم يكن في يوم الإثنين ـ حيث انعقاد السقيفة ـ مشغولاً بغسل النبي صلىاللهعليهوآله وتكفينه ، وذلك لوجود روايات صحيحة تدلّ على أن جهاز النبي لم يتمَّ إلاَّ في يوم الثلاثاء. هذا أولاً.
وثانياً : هناك روايات دلّت علىٰ أنّ علياً كان قد تخلّف في
__________________
(١) مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري : ١٢٢.