قائمة الکتاب
الثالث : محاولات بعض المهاجرين
٧٥
إعدادات
حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف
حقائق السقيفة في دراسة رواية أبي مخنف
تحمیل
هذا بالإضافة إلى وجود أدلةٍ بيّنةٍ تثبت أنّ النبي لم يأمر أبا بكر أو عمر بما ذكر ؛ وذلك :
أولاً : أنّ هؤلاء كانوا قد اُمروا بالخروج مع جيش اُسامة ، وليس هناك ما يدلّ على استثناء أبي بكرٍ من مرافقة الجيش ، بل العكس ، فإنّ هناك رواياتٍ صريحةً دلّت على أنّ أبا بكر وعمر و ... كان عليهم الالتحاق بجيش اُسامة (١) ، فكيف يأمر النبي صلىاللهعليهوآله أبا بكر بالصلاة بالناس في وقتٍ يؤكّد على الأمر بالخروج ؟!
وثانياً : تشير بعض روايات أهل السنّة إلى أنّ النبي قال : مُروا أبابكر أن يصلي بالناس ، ولكن عائشة كانت تقول : إنّ أبا بكر رجل رقيق ، وإنّه متىٰ يقوم مقامك لا يطيق ! فقال النبي صلىاللهعليهوآله : مُروا أبا بكر يصلّي بالناس ، فذهب أبو بكر للصلاة فخرج النبي صلىاللهعليهوآله يهادىٰ بين رجلين ( ذكرت بعض الروايات أن الرجلين هما : علي عليهالسلام والفضل بن العباس ) ، فلمّا دنا من أبي بكر تأخر أبو بكر ، فقعد رسول الله صلىاللهعليهوآله وصلّىٰ إلى جنب أبي بكر ، فكان يصلّي بصلاة النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان الناس يصلّون بصلاة أبي بكر (٢). فإذا كان النبي صلىاللهعليهوآله قد أمر أبا بكر بالصلاة بالناس فلماذا يخرج النبي إلى المسجد ليصلّي جالساً في وقتٍ قد
__________________
(١) الطبقات الكبرىٰ ١ : ١٩٠ و ٢٤٩ ، السقيفة وفدك ٧٤ و ٧٥ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١١٣ ، الكامل في التاريخ ٢ : ٥.
(٢) تاريخ الطبري ٣ : ١٩٧ ، عن عائشة.