لقد عيّن النبي صلىاللهعليهوآله علياً في غدير خمٍّ خليفةً له بأمر الله ، ولم يدع فرصةً إلاَّ وأكد ذلك ، ولكن التحرّك المحموم للعديد من الجماعات التي كانت تحاول السيطرة علىٰ الحكم ، اضطرّ النبي صلىاللهعليهوآله لأنْ يتخذ بعض الإجراءات لتوطيد خلافة عليٍّ.
وكان من هذه الإجراءات : إعداد جيشٍ لمواجهة الروم ، وكان هذا الجيش شُكّل في الأيام الأخيرة من حياة النبي ، واختار النبي اُسامة بن زيد قائداً له وأمر وجوه المهاجرين والانصار بالالتحاق بجيش أسامة ، وكان منهم أبو بكر وعمر ، وأكد عليهم الخروج من المدينة ، والسير نحو أرضٍ استشهد على ترابها زيد بن حارثة والد اُسامة.
لقد كان النبي يتوخّىٰ من عمله هذا عدة أهداف :
الأوّل : ما ذكره الشيخ المفيد : وهو أن لا يكون في المدينة من ينازع علياً الخلافة (١). والأهم من ذلك اختيار اُسامة الشابّ الذي لم يتجاوز عمره السابعة عشرة (٢) لقيادة الجيش في وقتٍ يضمّ العسكر زعماء ومشايخ لهم قد السبق ، وممن عركتهم الحروب ، وخاضوا
__________________
(١) الإرشاد ١ : ١٨٠ ـ ١٨١.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ١١٣٢.