« قول الحبّاب بن المنذر وتهديده في إجلاء المهاجرين من المدينة كما ورد في رواية أبي مخنف ، تعارض ما ورد في القرآن الكريم من مدح الإنصار ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ) (١) ، فكيف يتفق الإيثار في هذه الآية مع الإثرة في الرواية ؟ وكيف يجمع بين المحبة والبغض ، والاُخوة والعداوة ؟ وفي الحقيقة أنّ المطّلع علىٰ حال الأنصار لا يمكن أن يدور في عقله صدق هذا القول كما ورد في هذه الرواية ، ولكنّ هذا كذب من لا يحسن الصدق » (٢).
الردّ :
أوّلاً : لاشكّ في فضائل الأنصار ، وأنّهم انفتحوا علىٰ إخوتهم المهاجرين بكل حبٍّ ووفاء ، وأنّ عملهم هذا تجاه المهاجرين لم يقصدوا منه سوىٰ رضا الله ، وإدخال السرور على قلب النبي صلىاللهعليهوآله الأكرم. ومن الواضح أنّ هذا الحبّ والإيثار متفرّع على إخلاص
__________________
(١) الحشر : ٩.
(٢) مرويات أبي مخنف في تاريخ : ١٢٤.